ممـلكـــة ميـــرون

كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري - صفحة 2 32175b77914d249ceca6f7052b89c9fc

ادارة مملكة ميرون
ترحب بكم وتتمنى لكم قضاء اوقات مفيدة
وتفتح لكم قلبها وابوابها
فاهلا بكم في رحاب مملكتنا
ايها الزائر الكريم لو احببت النضمام لمملكتنا؟
التسجيل من هنا
وان كنت متصفحا فاهلا بك في رحاب منتدانا

ادارة مملكة ميرون

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ممـلكـــة ميـــرون

كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري - صفحة 2 32175b77914d249ceca6f7052b89c9fc

ادارة مملكة ميرون
ترحب بكم وتتمنى لكم قضاء اوقات مفيدة
وتفتح لكم قلبها وابوابها
فاهلا بكم في رحاب مملكتنا
ايها الزائر الكريم لو احببت النضمام لمملكتنا؟
التسجيل من هنا
وان كنت متصفحا فاهلا بك في رحاب منتدانا

ادارة مملكة ميرون

ممـلكـــة ميـــرون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


,,,منتديات,,,اسلامية,,,اجتماعية,,,ثقافية,,,ادبية,,,تاريخية,,,تقنية,,, عامة,,,هادفة ,,,


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري - صفحة 2 Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 10:02 am



    كان من أعجب العجيب، وأغرب الغريب، في خطاب بيجن رئيس وزراء العدو الذي أذاعه على الشعب المصري في الحادي عشر من شهر نوفمبر 1977 .. أن يتحدث عن الحق والعدل والقيم الإنسانية العظيمة ..و إلى الشعب المصري بالذات

    ولو كان ذلك الخطاب موجها لغير الشعب المصري لكان الأمر مقبولا بعض الشيء وخاصة لدى الذين لا يعرفون تاريخ اليهود ولا مفهومهم للحق والعدل والقيم الإنسانية العظيمة التي تبجح رئيس وزراء العدو بالإشادة بها..

    ولكن تاريخ اليهود في مصر يمثل صفحة سوداء في السيرة الإنسانية منذ أقدم العصور، لا يشبهها تاريخ أي شعب في العالم على الإطلاق.. والتوراة حافلة بالمنكرات والمخازي التي اقترفها العبرانيون على الشعب المصري، وبقدر ما هي حافلة بالمكارم التي أغدقتها مصر عليهم منذ أن وطئوا أرضها ونعموا بخيراتها.

    وقصة اليهود في مصر، تمثل منذ البداية أبشع مؤامرة في تاريخ السلوك الإنساني وكان الجيل الأول من أبناء إسرائيل-يعقوب-هم أبطال هذه المؤامرة .. ومنذ ذلك الجيل تحدرت إلى أجيال بني إسرائيل، طبائع الغدر والاستغلال، وهي ما تزال ماثلة أمامنا في جيل مناحم بيجن وأمثاله من قادة إسرائيل، السابقين والمعاصرين.

    وقد سجلت التوراة تفاصيل تلك المؤامرة القذرة التي قام بها بنو إسرائيل الأوائل.. وهم أبناء يعقوب الأحد عشر، حين تآمروا مجتمعين على أخيهم يوسف، الإبن الثاني عشر.. ونحن لا نرجع في تفاصيلها إلى القرآن الكريم.. وإنما نقتبس ما جاء في التوراة عن ظروفها وملابساتها ودوافعها.. وربما كانت تلك المؤامرة أول مأساة إنسانية مسجلة يستبيح فيها الأخ دم أخيه ثم يستغل إسم أخيه.

    يقول الإصحاح السابع والثلاثون من سفر التكوين أن إسرائيل-يعقوب- أحب ولده يوسف أكثر من سائر بنيه" لأنه ابن شيخوخته.. فلما رأى إخوته أن أباهم أحبه أكثر من جميع إخوته أبغضوه ولم يستطيعوا أن يكلموه بسلام" وهكذا كانت بداية القطيعة والبغضاء بين يوسف وإخوته.

    وتروي التوراة بعد ذلك أن يوسف بدأ يحلم أحلاما ويقصها على إخوته "فازدادوا بغضا له" وتوالت أحلامه بعد ذلك وازدادوا غضباً عليه , وحسداً له , كلما كان يقص عليهم أحلامه وكانوا يحسبون أنه سيكون خيراً منهم وأكبر شأنا، فقد كان ذلك هو تفسيرهم لأحلام أخيهم.

    ثم تروي التوراة أن إسرائيل-يعقوب-أرسل ولده يوسف إلى منطقة دوثان حيث كان أبناؤه يرعون غنم أبيهم "فلما أبصروه من بعيد قبل أن يقترب إليهم احتالوا له ليميتوه" هكذا أراد الإخوة الأحد عشر قتل أخيهم غيلة وغدرا.

    ولكن أحد إخوته واسمه "روبين" قال "اطرحوه في هذه البئر التي في البرية".

    وتقول التوراة أن قافلة إسماعيليين كانت مقبلة من جلعاد-الأردن- "وجمالهم حاملة وذاهبين لينزلوا بها إلى مصر، فقال يهوذا لإخوته-كأنه يهودي أكثر منهم، ينظر إلى المؤامرة من زاوية المنفعة"- ما الفائدة أن نقتل أخانا ونخفي دمه، تعالوا نبيعه للإسماعيلين"، وباعه أخوته للإسماعليين بعشرين من الفضة فأتو بيوسف إلى مصر.. وكأن إخوة يوسف أخذوا قميصه وذبحوا تيسا من المعزى وغمسوا القميص في الدم وأحضروه إلى أبيهم وقالوا له "وحش رديء أكله، افترس يوسف افتراسا".. فمزق أبوه-ثيابه "وناح على ابنه أياما كثيرة"..

    تلك هي المؤامرة، ولعلها أول تراجيديا إنسانية مدونة، يتآمر فيها الأخوة على أخيهم، فكروا بادئ ذي بدء بقتله لأنه يحلم أحلاما كانت تغيظهم وتخيفهم .

    ثم تكشف القصة عن الخلق اليهودي في نزعته إلى المنفعة المادية والاستغلال.. وتتحول المؤامرة من قتل أخيهم إلى بيعه، وتتكامل القصة بعد ذلك بإخفاء الجريمة على أبيهم، بعد أن غمسوا قميص أخيهم بدم تيس من الماشية التي كانوا يرعونها لأبيهم.

    وتمضي القصة فيما بعد، ليبدأ تاريخ بني إسرائيل مع مصر، وتتكشف أخلاق بني إسرائيل على حقيقتها بكل ما فيها من مكر وخداع وكذب وتضليل، ونكران للجميل، وجحود للمعروف. كل ذلك بنص التوراة نفسها، بعباراتها وكلماتها.. وكان مقدرا أن يكون يوسف هو بطل القصة، ليأتي بعده بطل آخر، في سياق قصة أخرى، وسيكون موسى هو البطل الثاني.

    وقصة يوسف في مصر معروفة عند العامة، ناهيك عن المثقفين، ولا داعي للدخول في تفاصيلها.

    وبكلمة موجزة، يمكننا تلخيص سرد التوراة للتفاصيل، أن يوسف أصبح ذا شأن كبير في مصر، بعد أن سجن وامتحن في حصانته وعفته.. وقال له الفرعون "أنت تكون على بيتي وعلى فمك يقبل جميع شعبي إلا أن الكرسي أكون فيه أعظم منك" وبهذا أصبح يوسف هو الرجل الثاني في الأرض لا يعلو عليه إلا الفرعون.

    وتوكيدا لذلك فإن الفرعون قال ليوسف، فيما تروي التوراة، "جعلتك على كل أرض مصر، وخلع فرعون خاتمه من يده وجعله في يد يوسف والبسه ثياب بوص ووضع طوق ذهب في عنقه وأركبه في مركبته الثانية ونادوا أمامه اركعوا.." وأصبحت مصر تركع ليوسف كما تركع للفرعون.. وأضاف الفرعون قائلا ليوسف "بدونك لا يرفع إنسان يده ولا رجله في كل أرض مصر" وأصبح هذا الإسرائيلي، يوسف بن يعقوب (إسرائيل)، هو حاكم بأمره على كل أرض مصر.

    ولم يكتف الفرعون بذلك، ولكنه أراد أن يجعل هذا الإسرائيلي اللقيط-الذي التقطه بعض السيارة من البئر-مصريا أرستقراطيا من الأسرة المالكة، فأعطاه أبنة كاهن مصر زوجة له.

    وكان أمراً خطيرا في حياة مصر أن تُعطي أبنة الكاهن الأكبر إلى إنسان أجنبي ليس معروف الأب والأم تم بيعه وشراؤه بالأمس في سوق العبيد.

    وقد بلغ من شأن يوسف في مصر أنه خرج في جولة تفقدية لوطنه وشعبه كما يتلطف كل ملك مع رعاياه، وتقول لنا التوراة أن يوسف خرج في جولة كبرى "واجتاز في كل أرض مصر"، وليس بعد هذا الإكرام إكرام، ولا بعد هذا التفخيم والتعظيم من تفخيم وتعظيم.

    وطابت الأيام ليوسف في مصر وولد له ولدان من زوجته إبنة كاهن مصر الأكبر وبلغ من سروره ونعمائه أن أسمي ابنه الاكبر"منسي الله قد أنساه كل تعبه وكل بيت أبيه".. وسنرى فيما بعد إذا كانت مصر قد أصبحت جزءا من حياته، أو أن بيت أبيه هو البداية والنهاية بعد أن تآمروا عليه وأرادوا قتله..

    وحدثت مجاعة في كل الأرض كما تقول التوراة، فأرسل يعقوب أبناءه إلى مصر ليشتروا قمحا.. ولما وصلوا مصر استقبلهم يوسف وملأ أوعيتهم قمحا من غير ثمن، وحينما عادوا إلى فلسطين سردوا على أبيهم يعقوب ما كان بينهم وبين أخيهم يوسف، وما بلغه من عز وسلطان.. ثم عادوا مرة أخرى إلى مصر ليشتروا قمحا.

    وبعد استطرادات في الأحداث كما ترويها التوراة، تم التعارف بين يوسف وإخوته وحمَّلهم رسالة إلى أبيه "قولوا لأبي يعقوب قد جعلني الله مسيراً لكل مصر، أنزل إليَّ لتسكن في أرض جاشان-المنطقة الشرقية بمصر-ولتكون قريباً مني أنت وبنوك وبنو بنيك وغنمك وبقرك وتجدون أبي بكل مجدي في مصر.. وتستعجلون وتنزلون بأبي إلى هنا".

    وعلم فرعون بما كان بين يوسف وإخوته فقال لهم خذوا أباكم وبيتكم وتعالوا إليَّ فأعطيكم خيرات أرض مصر وتأكلوا دسم الأرض خذوا من أرض مصر عجلات لأولادكم ونسائكم واحملوا أباكم وتعالوا ولا تحزن عيونكم على أثاثكم لأن خيرات جميع أرض مصر لكم" وهكذا زودهم الفرعون بالعربات ليسهل ذهابهم و إيابهم، وناشدهم أن لا يأسفوا على ترك أثاثهم، فإن دسم مصر وخيراتها ستكون لهم وبين أيديهم. وليس في التاريخ كرم أعظم من هذا الكرم.. وسنرى إذا كان بنو إسرائيل سيقابلون هذا الكرم بالعرفان والوفاء.

    وعاد أبناء يعقوب إلى أرض كنعان، بعد أن أغدق يوسف عليهم الزاد والملابس والهدايا بأمر فرعون وأوصاهم أن "لا يتغاضبوا" كما تقول التوراة، فقد أدرك أن سيماهم في وجوههم وأنهم قوم أشرار لا يؤِّمن بعضهم على بعض.

    وسُرَّ يعقوب بالذهاب إلى مصر فارتحل هو وأولاده ونساؤه على العربات المصرية وكانت هذه أرفع مظاهر التقدم والترف والحضارة. وجاءوا إلى مصر وكان "جميع بيت يعقوب الذين جاءوا إلى مصر سبعين نسمة"، رجالاً ونساءً وبنين وبناتٍ، وعلم الفرعون بمقدم يعقوب وأهل بيته، فاستدعى إليه يوسف وقال له :"أرض مصر قدامك في أفضل الأرض أسكِن أباك وإخوتك، ليسكنوا في أرض جاشان" واستقبل الفرعون يعقوب وأكرم مثواه ومن كان يحظى، في ذلك الزمن، أن يدخل على الفرعون ويحظى بشرف المثول بين يديه.

    وتقول التوراة أن يوسف "أسكن أباه وإخوته وأعطاهم ملكا في أرض مصر في أفضل الأرض في أرض رعمسيس كما أمر فرعون", وبهذا أصبح بنو إسرائيل الأوائل أصحاب أملاك في أجود الأراضي في مصر، "فقد تملكوا فيها وأثمروا وكثروا جداً" وعاش يعقوب في مصر سبع عشرة سنة وهي عمر طويل كان يكفي أن يجعل منه مصريا وفيا لمصر، لولا أن الوفاء ليس من طبائع هؤلاء القوم.

    وشاخ يعقوب ولما أدركته المنية أوصى إبنه يوسف أن لا يدفنه في مصر بل مع آبائه في مقبرتهم.. وحل الأجل ومات يعقوب "وأمر يوسف عبيده الأطباء أن يحنطوا أباه فحنط الأطباء إسرائيل.. وبكى عليه المصريون سبعين يوما" وهكذا مات يعقوب في ظلال عز مصر وخيرها وكرمها يحنطه الأطباء . وهم من عبيد يوسف وحنطوه كما يحنطون الفراعنة حكام مصر والعظام.

    ولولا وصية يعقوب الآنفة الذكر لدفن يعقوب في مقابر الملوك أو في جوف هرم لا يقل ضخامة عن أهرامات مصر الشهيرة، ولو تم ذلك، لاتخذ منه بنو إسرائيل المبكى الثاني لهم يبكون جدهم الأعلى الذي خلع عليهم لقب بني إسرائيل. ولكن الله سلم وما تم ما كان يمكن أن يتم.. بل إنه لو تم لصدر وعد بلفور بشأن مصر لا فلسطين!

    وفي موكب جنائزي فخيم.ينُقل يعقوب من أرض مصر إلى أرض كنعان كما تروي التوراة "ومعه عبيد فرعون شيوخ بيته، وجميع شيوخ أرض مصر"..وسار في الموكب "فرسان ومركبات.. فكان الجيش كثيرا جدا.. فأتوا إلى بيدر أطاد الذي في عبر الأردن وناحوا هناك نوحا عظيما وشديدا جدا وصنع لأبيه مناحة سبعة أيام" وهكذا جعل المصريون من جنازة يعقوب أكبر جنازة في التاريخ القديم والحديث، فقط قطعت سيناء والأردن إلى فلسطين في موكب عظيم يقوده جيش مصر وأعيانها، بما ليس له مثيل في تاريخ الموتى من عظماء البشر.

    وعاد يوسف بعد دفن أبيه إلى مصر، معززا مكرما إلى أن حل أجله هو كذلك فاستحلف بني إسرائيل أن ينقلوا عظامه من مصر. كما تقول التوراة بصراحة ومن غير اعتذار.
    وتذكر التوراة أن "يوسف مات وهو ابن مئة وعشر سنين فحنطوه ووضع في تابوت في مصر"، ولا تذكر لنا التوراة تفصيلا بعد ذلك، ولكنها


    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري - صفحة 2 Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 10:08 am


    [size=29]
    توجز القول بأن أهل يعقوب قد أصبحوا شعبا كبيرا فقد تكاثر بنو إسرائيل "وأثمروا وتوالدوا ونموا وكثروا كثيرا جدا وامتلأت الأرض منهم (الإصحاح الأول من سفر الخروج).
    والى هنا فقد رأينا فضل مصر على اليهود، أقاموا فيها في رغد العيش، فملكوا الأراضي وأصبح لهم شأن كبير وامتدت إقامتهم في البلاد أربعمائة وثلاثين عاما… لتأتي بعد ذلك صفحة حديدة من نكرات الجميل وجحود المعروف والنزوع إلى التآمر مع أعداء البلاد.. "وخيانة العيش والملح", والإقدام على أكبر عملية سلب ونهب في التاريخ.. سلب الشعب المصري من كنوزه من الذهب والفضة.. وإننا نجد صفحة الخيانة هذه مدونة في التوراة نفسها..
    ففي الإصحاح الأول من سفر الخروج، عبارة لها مدلول خطير يضع العلاقات المصرية الإسرائيلية في مرحلة حاسمة.. تقول التوراة "مات يوسف وأخوته وجميع ذلك الجيل ,وأما بنو إسرائيل فأثمروا وتوالدوا ونموا وكثرو كثيراً جداً وامتلأت الأرض منهم"..
    "ثم قام ملك جديد على مصر فقال لشعبه هو ذا إسرائيل شعب أكثر وأعظم منا، هلم نحتال لهم لئلا ينموا فيكون إذا حدثت حرب أنهم ينضمون إلى أعدائنا ويحاربوننا ويصعدون-يخرجون-من الأرض". وهذا هو كلام التوراة يصف المشاعر المصرية الإسرائيلية في ذلك العهد.
    ومعنى ذلك أن مصر قد أفاقت على حقيقة رهيبة، وهي أن بني إسرائيل قد أصبحوا قوة كبرى في مصر.. وأن ولاءهم ليس لمصر. والخوف كل الخوف أن ينضموا إلى أعداء مصر ويحاربوها، ويخرجوا من مصر، ليكونوا حلفاء على مصر مع أعدائها.
    وتاريخ مصر في ذلك العهد كان تاريخ حروب، ولم تكن قد فرغت بعد من إجلاء غزوة الهكسوس الذين اجتاحوا مصر وأقاموا فيها "دولة الرعاة" كما كانت تعرف.
    وما هو الحل؟.. كان هذا هو السؤال الكبير أمام مصر.. وتشير التوراة إلى الحل بأن يفرضوا عليهم أعمال السخرة في بناء المدن لفرعون وكانت السخرة نظاما عاما في ذلك العهد مفروضا على الجميع دون تمييز.
    ورغما عن هذا التدبير تقول التوراة أن الإسرائيليين "نموا وامتدوا" وأن الفرعون اختشى من بني إسرائيل فقد ازدادوا قوة وعددا وأصبحوا خطرا على أمن مصر وسلامتها.
    ثم تقول التوراة أن ملك مصر طلب إلى القابلتين اللتين تولدان النساء الإسرائيليات أن تقتلا المولود إذا كان ذكرا وأن تبقياه على قيد الحياة إذا كان أنثى.
    ويبدو أن القابلتين لم تأبها لهذا الطلب، وقالتا للفرعون، فيما تروي التوراة " أن النساء العبرانيات لسن كالمصريات فإنهن قويات يلدن قبل أن تأتيهن القابلة" وهذا جواب يهودي ماكر لا يخلو من نباهة، ومضت التوراة لتقول "نما الشعب وكثر جدا".
    وتمضي التوراة بعد ذلك إلى أسلوب الأسطورة تمهيدا لمولد موسى فتقول أن الفرعون أمر جميع شعبه قائلا "كل ابن يولد تطرحونه في النهر، لكن كل بنت تستحيونها. ويأتي بعد ذلك مولد موسى ونشأته وقصته، وسنتابع سيرته في فصل لاحق.
    والمهم في هذه القصة أن الرب ظهر لموسى وقال له "لقد رأيت مذلة شعبي-بني إسرائيل-الذي في مصر، وسمعت صراخهم.. فنزلت لأنقذهم من أيدي المصريين. وقد أتى إلى صراخ بني إسرائيل.. فالآن هلم فأرسلك إلى فرعون وتخرج شعب بني إسرائيل من مصر.. ولكن اعلم أن ملك مصر لا لايدعكم تمضون إلا بيد قويه.. فأمد يدي وأضرب مصر بكل عجائبي التي أصنع فيها، وبعد ذلك يطلقكم".. وهكذا سيتولى الرب ضرب مصر بعجائبه حتى يطلق بني إسرائيل..
    وهكذا بدأت التوراة تمهد لخروج الإسرائيليين من مصر، بعد أن أصبحت مصر عندهم حسب تعبير التوراة "بيت العبودية" فاعترفت بادئ ذي بدء، بأن الفرعون لا يوافق على خروجهم من مصر، إلا بعد أن يستعمل الرب الشدة مع المصريين وينزل المصائب على رؤوسهم، حتى يذعن الفرعون أخيرا ويرضى بأن يطلق سراحهم إلى حيث يريدون… و من هنا فقد جعلت التوراة من الخروج أسطورة كبرى بين الرب والفرعون من جانب، وبين الفرعون وموسى من جانب آخر، وبين موسى وبني إسرائيل من الجانب الآخر.
    وأسطورة التوراة هذه لم تبق بين دفتي التوراة، فقد جعل منها الإسرائيليون، فيما بعد، أسطورة أكبر، نشرتها وسائل دعايتهم إلى كافية أقطار الأرض، وجعلوا من الخروج ملحمة تحرر كبرى.
    ولم يسلم القرن العشرون من هذه الملحمة الكاذبة، فقد أخرج اليهود الفيلم الشهير الخروج (Exodus) ملأوه بالأباطيل والخرافات ليستدروا عطف الرأي العام العالمي ليؤيد دعاواهم في فلسطين.
    والواقع أن القراءة الواعية المتدبرة للتوراة في سطورها وما بين سطورها تكذب تلك الأسطورة تكذيبا قاطعا وأن الموضوع السخرة لم يكن السبب لخروج اليهود من مصر.. ذلك أن السخرة كانت في ذلك العهد نظاما عاما في مصر مطبقا على اليهود وغير اليهود، ولم يكن مقصوداً به اليهود بالذات ليخرجوا من البلاد.
    والتوراة نفسها تشير بصورة واضحة أن فرعون مصر كان لا يريد خروج اليهود لأنه كان يخشى خروجهم وانضمامهم إلى صفوف الأعداء… وخاصة أن مصر في تلك المرحلة بالذات كانت تخشى هجوما عسكريا والمراجع التاريخية التي تؤيد ذلك كثيرة ولا يتسع هذا الفصل للرجوع إليها.
    وسنتحدث في الفصول اللاحقة عن تآمر اليهود مع الإمبراطورية الفارسية وكيف كانوا عونا لها على غزو مصر واحتلالها، وتلك صفحة تاريخية مثبتة لا مجال لإنكارها.
    وعبارة التوراة تتحدث عن مخاوف فرعون مصر بصورة واضحة حين أبدى قلقة من أن يخرج بنو إسرائيل من أرض مصر إذا حدثت حرب "وأنهم ينضمون إلى أعدائنا ويحاربوننا" فهل من كلام أوضح من هذا الكلام".
    وعلى ذلك فإن الفرعون كان يريد بقاء اليهود في مصر لا خروجهم، والتوراة نفسها تؤكد هذا المعنى حين تذكر أن الرب قال لموسى-(الإصحاح الثالث من سفر الخروج) "ولكني أعلم أن فرعون مصر لا يدعكم تمضون إلا بيد قوية، فأمد يدي وأضرب مصر بكل عجائبي التي أصنع فيها وبعد ذلك يطلقكم".
    ومعنى ذلك، كما سنرى بعد قليل، أن الرب-حاشا لله-سيضرب مصر بالويلات والكوارث حتى يضطر فرعون مصر للسماح لبني إسرائيل بالخروج من مصر.
    وقد جاءت التوراة لتصدق هذا القول، فنراها تورد عجائب الرب ومصائبه واحدة بعد واحدة حتى يكون من نتيجتها أن يطلق الفرعون سراح بني إسرائيل ويخرجوا، ويكون "سفر الخروج" هو السفر الثاني من أسفار التوراة ومن أهمها.. ليروي قصة الخروج من المنطقة الشرقية في مصر إلى المنطقة الغربية في الأردن.
    وهكذا فنحن نقرأ في الإصحاح الخامس من سفر الخروج أن موسى قال لفرعون "يقول الرب أطلق شعبي ليعيدوا لي في البرية" وأجاب فرعون "لا أعرف الرب وإسرائيل لا أطلقه"

    وعاد الرب وكلم موسى قائلا "أدخل قل لفرعون ملك مصر أن يطلق بني إسرائيل من أرضه" (الإصحاح الخامس)، ولكن موسى لم يستطع القيام بهذه المهمة فقال له الرب " يا موسى أنظر، أنا جعلتك إلها لفرعون. وهارون أخوك يكون نبيك" (الإصحاح السابع)، وهكذا فإن الرب صنع من موسى إلهاً.


    وحين لم يستمع فرعون إلى مطالب موسى بدأ دور العجائب لإجباره على إطلاق بني إسرائيل ليخرجوا من مصر حين يشاءون.
    فكانت العجيبة الأولى وهي تحويل العصا إلى الأفعى.. إلى آخر القصة المعروفة…." ولكن اشتد قلب فرعون فلم يسمع لموسى كما تكلم الرب".
    ثم جاءت العجيبة الثانية "التي تحول فيها ماء النهر إلى دم وماتت الأسماك وأصبح الماء نتنا وعاف المصريون أن يشربوا من من مساء النهر ولكن اشتد قلب فرعون فلم يسمع لموسى كما تكلم الرب , وقال الرب لموسى مره أخرى ,"أدخل إلى فرعون وقل له يقول الرب أطلق شعبي ليعبدوني وإن كانت تأبى تطلقم فها أنا أضرب جميع تخومك بالضفادع", وتمت العجيبة الثالثة فقد صعدت الضفادع وغطت أرض مصر (الإصحاح الثامن)، وطلب فرعون من موسى "أن يصلي إلى الرب ليرفع الضفادع فأطلق الشعب وصرخ موسى إلى الرب من أجل الضفادع فماتت الضفادع من البيوت والحقول وجمعوها أكواما كثيرة حتى أنتنت الأرض… فلما رأى فرعون أنه قد حصل الفرج أغلظ قلبه ولم يسمع لموسى كما تكلم الرب". (الإصحاح الثامن).
    وجاءت بعد ذلك العجيبة الرابعة " وأصبح تراب الأرض بعوضا.. وصار البعوض على الناس والبهائم، وكل تراب الأرض صار بعوضا.. ولكن اشتد قلب فرعون فلم يسمع لموسى كما تكلم الرب".
    وجاءت بعد ذلك العجيبة الخامسة "وأصبحت كل أرض مصر ذبابا وامتلأت به كل بيوت المصريين إلا أرض جاشان حيث يقيم شعبي بنو إسرائيل، فإني أمير أرض جاشان لأنها أرض شعبي"‍‍ وسلم بنو إسرائيل من الذباب (الإصحاح
    الثامن).

    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري - صفحة 2 Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 10:11 am


    وطلب فرعون من موسى "أن يصلي إلى الرب ليرفع الضفادع فأطلق الشعب وصرخ موسى إلى الرب من أجل الضفادع فماتت الضفادع من البيوت والحقول وجمعوها أكواما كثيرة حتى أنتنت الأرض… فلما رأى فرعون أنه قد حصل الفرج أغلظ قلبه ولم يسمع لموسى كما تكلم الرب". (الإصحاح الثامن).
    وجاءت بعد ذلك العجيبة الرابعة " وأصبح تراب الأرض بعوضا.. وصار البعوض على الناس والبهائم، وكل تراب الأرض صار بعوضا.. ولكن اشتد قلب فرعون فلم يسمع لموسى كما تكلم الرب".
    وجاءت بعد ذلك العجيبة الخامسة "وأصبحت كل أرض مصر ذبابا وامتلأت به كل بيوت المصريين إلا أرض جاشان حيث يقيم شعبي بنو إسرائيل، فإني أمير أرض جاشان لأنها أرض شعبي"‍‍ وسلم بنو إسرائيل من الذباب (الإصحاح الثامن).
    والتوراة هنا، كما نلاحظ، تقول عن الرب أنه يميز بني إسرائيل على المصريين، وفي هذا الكلام نرى جذور التمييز العنصري وهو التعبير الحديث الذي نشأ بعد ثلاثين قرنا من عهد موسى.
    ثم بدأت مرحلة من المفاوضات بين موسى والفرعون، وعرض الفرعون على بني إسرائيل أن يعبدوا الرب في أرض قريبة، وقال لهم أنا أطلقكم لتعبدوا الرب إلهكم في البرية " ولكن لا تذهبوا بعيدا، وصليا من أجلي".. وصلى موسى إلى الرب "فارتفع الذباب عن فرعون وعبيده وشعبه. ولم تبق واحدة.. ولكن أغلظ فرعون قلبه هذه المرة أيضا فلم يطلق الشعب".
    وجاءت بعد ذلك العجيبة السادسة: وباء على جميع المواشي في جميع الدول "فماتت جميع مواشي المصريين. أما مواشي بني إسرائيل فلم يمت منها واحد.. لأن الرب "يميز بين مواشي إسرائيل ومواشي المصريين.. ولكن أغلظ قلب فرعون فلم يطلق الشعب".. وهكذا شمل التمييز المواشي، فهلكت مواشي المصريين وسلمت مواشي بني إسرائيل، والغريب أن التوراة تستخدم لفظة "التمييز" بالنص.
    وجاءت العجيبة السابعة.. رماد الأتون يصبح غبارا.. "فيصير على الناس دمامل طالعة ببثور في كل أرض مصر.. ولكن قلب فرعون لم يسمع كما تعلم الرب".
    وجاءت العجيبة الثامنة "السماء تمطر بردا عظيما لم يكن له مثيل منذ صارت مصر أمة.. فضرب البرد الناس والبهائم وجميع الأشجار والزروع. إلا أرض جاشان حيث كان بنو اسرائيل.. ولكن فرعون أغلظ قلبه فلم يطلق بني إسرائيل كما تكلم الرب" وسلم بنو إسرائيل مرة أخرى.
    وجاءت العجيبة التاسعة "جراد يغطي وجه الأرض ويأكل كل شيء.. وهنا قال عبيد فرعون له، إلى متى يكون لنا هذا الحال.. أطلق الرجال ألم تعلم أن مصر خربت". ولكن فرعون ازداد عنادا فلم يطلق بني إسرائيل.
    وجاءت العجيبة العاشرة… "ظلام على كل أرض مصر لثلاثة أيام، لم يبصر أحد أخاه .. ولكن جميع بني إسرائيل كان لهم نور في مساكنهم". ونجت إسرائيل من الظلام.
    وجاءت العجيبة الأخيرة، وكانت أم العجائب والمصائب، وكانت أم المصائب فعلا، فقد عزم الرب كما تقول التوراة، أن ينزل على مصر بيتا بيتا ويهلك من فيها من أبكار البشر إلى أبكار البقر، ولكنه سيتجاوز عن بيوت إسرائيل فلا يقترب منهم ولكن عليهم أن يرشوا أبوابها بالدم حتى تكون علامة للرب فلا يقترب منها"، ويسلم أهلها من عقاب الرب !!
    والتوراة تلخص هذه المصيبة الكبرى في إطار خطة الخروج التي وضعها الرب، تخطيطا وتنفيذا على الوجه الآتي:
    يخرج الرب نصف الليل في "وسط مصر، فيموت كل بكر في أرض مصر، من بكر فرعون الجالس على كرسيه إلى بكر الجارية التي خلف الرحى، وكل بكر بهيمة.. ويكون الدم لكم علامة على البيوت "على القائمتين وعلى العتبة العليا" فأرى الدم وأعبر عنكم، فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب أرض مصر.. وحدث في نصف الليل أن الرب ضرب كل بكر في أرض مصر من بكر فرعون إلى بكر الأسير الذي في السجن وبكر كل بهيمة … فقام صراخ عظيم في مصر لأنه لم يكن بيت ليس فيه ميت".. فدعا الفرعون موسى وقال "قوموا أخرجوا من بين شعبي-أنتم بنو إسرائيل جميعا.. خذوا غنمكم وبقركم واذهبوا .. وألح المصريون على الشعب ليطلقوهم عاجلا من الأرض لأنهم قالوا جميعنا أموات.."
    وكان صباح غريب عجيب لم تر البشرية له مثيلا، فقد أفاقت مصر كلها لترى جميع أبكارها من البشر قد ماتت، وكل أبكارها من البهائم قد نفقت.. وغدا الموت سيدا في كل البيوت والحقول والزرائب والحظائر … كل ذلك من أجل بني إسرائيل!!
    وبعد هذه العجائب العديدة، تقول التوراة، "فحمل الشعب-بنو إسرائيل-عجينهم قبل أن يختمر، ومعاجنهم مصرورة في ثيابهم على أكتافهم… وارتحل بنو إسرائيل عن رعمسيس نحو ستمائة ألف ماش من الرجال عدا الأولاد، وصعد معهم لفيف كثير أيضا مع غنم وبقر ومواشٍ وافرة جدا".
    وهكذا يبدوا لنا أن جالية بني إسرائيل الجائعة التي لجأت إلى مصر من فلسطين في عهد يعقوب قد ارتفع عددها في عهد موسى من سبعين نفسا، هم بيت يعقوب إلى ستماية ألف ماعدا الأولاد وأصبح كل واحد منهم مضرب المثل في إنكار الجميل.. ولم يذكروا جميل مصر إلا عند الشدة حينما وصلوا فيما بعد إلى سيناء وصاحوا في وجه موسى "ليتنا متنا في أرض مصر… ولماذا أتى بنا الرب إلى هذه الأرض، أليس خيرا لنا أن نرجع إلى مصر" (الإصحاح الرابع عشر من سفر العدد).
    وفي موضع آخر من التوراة يقول الإصحاح 14 من سفر الخروج.. وتذمر كل جماعة بني إسرائيل على موسى في البرية وقالوا "هل لأنه ليست قبور في مصر أخذتنا لنموت في البرية.. ماذا صنعت بنا حتى أخرجتنا من مصر، أليس هذه هو الكلام الذي كلمناك به في مصر قائلين كف عنا فنخدم المصريين، لأنه خير لنا أن نخدم المصريين من أن نموت في البرية".
    وهذا الكلام يكشف بوضوح أن جمهور بني إسرائيل لم يكن راغبا في الخروج، وأنه كان يريد خدمة المصريين وأن يعيش في جوارهم وكنفهم، لولا أن أحبار اليهود هم الذين دسوا في التوراة أسطورة الخروج ليجعلوا منها ملحمة تاريخية، بل لولا أن الخروج كان يستهدف التحالف مع أعداء مصر.
    وناهيك عن هذه المؤامرة، فإن إصرار بني إسرائيل على الخروج من مصر وعلى الصورة التي سردتها التوراة، يكفي بحد ذاته أن يكشف عن سوء أخلاقهم وانعدام ولائهم للبلد الذي أطعمهم من جوع، وجعل منهم في عهد يوسف أصحاب الأرض والسيادة، حتى امتدت إقامتهم فيها أربع ماية وثلاثين عاما، فيما تروي التوراة.
    وهكذا فقد خرج بنو إسرائيل، بعد أن دبروا أمرهم في الليل البهيم بعد إقامة زادت عن أربعة قرون،واستعانوا في خروجهم من مصر بجميع المصائب: البرد والجراد والرماد والضفادع والدمامل والوباء وأخيرا إهلاك الأبكار الذكور من البشر إلى البقر.
    ولم يكتف الإسرائيليون بذلك، ولكنهم قاموا ليلة سفرهم بأكبر حملة نهب وسلب في التاريخ.. وقد أشارت التوراة إلى هذه اللصوصية الكبرى في عبارة عادية كأنما هي عمل من أعمال المروءة والنخوة، فيروي الإصحاح الثالث من سفر الخروج أن الرب قال لموسى لمناسبة الخروج من مصر "حينما تمضون لا تمضون فارغين بل تطلب كل امرأة من جارتها ونزيلة بيتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثياب، وتضعونها على بنيكم وبناتكم فتسلبون المصريين" هكذا: سلب ونهب بأمر الرب.
    وبعد أن وقعت العجائب والمصائب بمصر، ورضي فرعون مصر بخروج بني إسرائيل، تقول التوراة في الإصحاح الثاني عشر من سفر الخروج :" وفعل بنو إسرائيل بحسب قول موسى… طلبوا من المصريين أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابا.. فسلبوا المصريين".
    أجل لقد سلبوا المصريين، بحسب قول موسى كما تروي التوراة، وقد فات أحبار اليهود الذين كتبوا التوراة أن من بين الوصايا التي نزلت على موسى الوصية الشهيرة لا تسرق, فكيف نسبوا إلى موسى أنه أمر بني إسرائيل بأن يسرقوا المصريين.. وأن الرب هو الذي أمر بالسرقة؟‍‍!
    لعل الجواب على هذا نجده في القاعدة القانونية الشهيرة : إن القانون ليس له أثر رجعي، ولا يطبق على ما قبله .. وحادثة سلب المصريين كانت قبل نزول الوصايا العشر في سيناء… ومعنى ذلك أن بني إسرائيل قد جردوا مصر من كل الفضة والذهب الذي اقتنته نساء مصر من مدخراتهن ووفورات أمهاتهن وآبائهن.. ولم يعرف التاريخ أشنع ولا أبشع من هذه اللصوصية الكبرى، يقترفها شعب لاجئ شريد طريد كان ضيفا على شعب كريم، وكل ذنبه أن أحسن مثواهم ومأواهم، وأعطاهم الأرض ملكا لهم
    [/size]
    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري - صفحة 2 Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 10:15 am


    بل إنه أعطاهم دسم الأرض.. ولم يعرفوا هذا الفضل إلا حينما اشتدت عليهم الحياة في سيناء فثار بعضهم في وجه موسى وقالوا له غاضبين "أقليل أنك أصعدتنا من أرض تفيض لبنا وعسلا، لتميتنا في البرية، حتى تترأس علينا ترؤسا"، وقد انطقتهم الباساء في سيناء ؟؟ أن مصر تفيض لبنا وعسلا، مع أن هذا التعبير كان قاصرا على فلسطين!!
    وبعد فهذه هي التقاليد والقيم الروحية التي تبجح بها مناحم بيجن رئيس وزراء العدو وهو يوجه خطابه إلى الشعب العربي في مصر.
    وهؤلاء هم أجداده، إذا صح النسب، وهم الذين أنكروا الجميل، وجحدوا المعروف، وخرجوا من مصر على غير رغبة من ملك مصر، بعد أن أهلكوا ما فيها من الزرع والضرع..
    وفوق ذلك، فإن أولئك الأجداد، قد قاموا بأكبر جريمة نهب وسلب عرفتها العصور والأجيال، كما روتها توراتهم،وبأمر الرب، ربهم وحدهم.. لا ربنا ورب العالمين الآمر بالمعروف والإحسان والناهي عن المنكر والبغي.
    وقد يلاحظ القارئ أَننا أطلنا بعض الشيء في مقتبسات التوراة ولكن لم يكن مناص من ذلك، فإن الخرافات اليهودية قد تسللت إلى كثير من كتب التاريخ والتراث الديني حتى غدت لتكرارها حقائق عامة.. وكان لا بد مِن مناقشتها وتفنيدها والعودة بها إلى الصواب.
    ومن هنا فإن واجب العلم يفضي أن نختم هذا الفصل بإعطاء خلاصة عن المناهل الأولى التي غذت الفكر اليهودي منذ فجر التاريخ، وصنعت له عقيدة دينية وسلوكا اجتماعيا.. ويمكننا أن نلخص ذلك فيما يلي:-
    أولا: أن قصة يوسف مع إخوته والتآمر على قتله، وبيعه، تكشف عن أخلاق بني يعقوب باعتبار أنهم الجيل الأول من بني إسرائيل ومنهم وعنهم تحدر السلوك الخلقي المشين عبر الأجيال اليهودية، ممثلا في الحقد والبغضاء والاستغلال إلى درجة القتل، حتى في حق الأخوة فيما بينهم.
    ثانيا: أن يوسف، رغما عن المنصب الكبير الذي بلغه، والحياة الطويلة التي قضاها في مصر ورأى فيها أحفاده من الجيل الثالث، لم يحفظ ولاءه لمصر، وبقى غريبا عنها. وها نحن نقرأ في عجب واستغراب في التوراة. أن موسى عند خروجه "أخذ معه عظام يوسف، لأنه كان قد استحلف بني إسرائيل بحلف قائلا إن الله سيفتقدكم فتصعدون عظامي من هنا معكم" مع أن التاريخ لم يعرف شبها ليوسف فيما وجده في مصر من سؤدد وعز وأمجاد، وقد جاءَها طريداً ليباع في سوق النخاسة.
    ثالثا: وقد بلغ هذا الإكرام والعز أوجه في الجنازة الكبرى التي قامت بها مصر ليعقوب حين نقلت جثمانه من أرض مصر إلى أرض فلسطين عبر سيناء تتقدمها العربات ذات العجلات وأعيان مصر جيش مصر ، ولم يشهد التاريخ مثيلا لهذه الجنازة في مسيرتها من البداية إلى النهاية.
    رابعا: أن موسى نشأ في بيت فرعون وأصبح له شأن عظيم في مصر، وفي الإصحاح الحادي عشر من سفر الخروج تقول التوراة في معرض حديثها عن موسى "الرجل موسى كان عظيماً جداً في أرض مصر في عيون عبيد فرعون وعيون الشعب". وقد تربى موسى في بلاط رعمسيس حتى عرف عند عامة الشعب أنه ابن بنت فرعون، وتلقى علومه الدينية والمدنية على أيدي معلمين مهرة، من كبار حكماء البلاط المصري ويقول يوسيفوس المؤرخ اليهودي المعروف أن موسى كان له منصب قيادي كبير في الجيش المصري وأنه قاد حملة عسكرية في جنوب السودان وكانت له مواقف باهرة.
    خامسا: ومع كل ذلك فقد كان شأنه شأن يوسف، ولا ولاء له لمصر، مع أنه نشأ فيها وتربى في كنفها بالعز والإكرام.. وتقول التوراة أنه في رحلته الأولى إلى سيناء تزوج صفورة أبنة كاهن مَدْيَن شعيب النبي العربي وأنجب منها غلاما أسماه جرشوم أي المولود في أرض غريبة "سفر الخروج الإصحاح 2) وهكذا ظل موسى يعيش غريبا عن أرض مصر.. وخلع على إبنه أسماً يذكره على الدوام بغربته.
    سادسا: وعدم الولاء هذا كان هو الخلق العام لبني إسرائيل في حياتهم في مصر-حياة العزلة والتعالي، وعدم الولاء لمصر، رغما عن الخيرات التي أغدقتها مصر على بني إسرائيل ولم يذكر بنو إسرائيل مكارم مصر إلا حين كانوا في سيناء بعد خروجهم من مصر، تذكروا نعم مصر عليهم "حيث كانوا جالسين عند قدور اللحم يأكلون الخبز والمرق حتى يملئوا بطونهم شبعا وتمنوا قائلين: ليتنا متنا بيد الرب بأرض مصر". (سفر الخروج-الإصحاح2) وهذا هو نفس السلوك الاجتماعي العام الذي ساد حياة الأجيال اليهودية في جميع الأقطار التي حلّوا بها.
    سابعا: أن قصة بالخروج التي جعلت منها الدعاية اليهودية ملحمة تحررية تاريخية إنما هي خرافة كبرى بالكذب والتزوير، والتوراة نفسها تفضح وقائعها ويكذب بعضها بعضا، فإن نصوص التوراة نفسها في الحوار بين موسى وفرعون تثبت بما لا يرقى إليه الشك أن فرعون مصر كان يرفض وبعناد خروج بني إسرائيل من مصر ولم يأذن لهم بذلك إلا بعد أن نزلت المصائب العشر على شعب مصر، حتى اضطر الفرعون إلى السماح لهم الخروج، بعد أن هلك الذكور من البشر إلى البقر، وبعد أن عم الخراب في البلاد.
    والواقع أن خروج بني إسرائيل من مصر، كان جزءا من التآمر على مصر، وسنرى في فصل لاحق كيف تحالف بنو إسرائيل مع الفرس على مصر، وأعانوهم على احتلالها.. وكلام التوراة بأن ملك مصر خاف أن ينضم بنو إسرائيل إلى الأعداء ويحاربوا في صفوفهم، كان صحيحا وقد أثبته الواقع التاريخي فيما بعد.
    ثامنا: وفي المصائب التي سردتها التوراة، كما رأينا، يبدو التمييز العنصري البغيض.. حين يبقي الرب بني إسرائيل على قيد الحياة هم وبهائمهم ويهلك شعب مصر ومواشيه
    وحين يعيش المصريون في الظلام ويكون النور لبني إسرائيل وحدهم في ديارهم.. ولا يصيبهم ما يلحق المصريين من وباء ودمامل وضفادع وأوبئة لا حصر لها ولا عدد. وكأنما لم يعد للرب من شغل يشغله إلا إهلاك الناس جميعا وإبقاء بني إسرائيل على قيد الحياة في عز ورخاء.
    ومع كل هذا التاريخ الحافل بالخيرات والميزات والمكارم التي أغدقتها مصر على بني إسرائيل.. فإن الخروج من مصر قد أصبح عيدا لبني إسرائيل، كما أمر الرب، يحتفلون به في صلوات وموائد وشراب وأناشيد، ثم يرددون اللعنات على المصريين طوال الليل.
    ولا يخلو العيد من تهريج قبيح، من ذلك أنه يتعين على أحد أفراد الأسرة أن يحمل صينية الخبز الفطير على كتفيه ويقول "هكذا كان آباؤنا راحلين عندما خرجوا من مصر ومعاجنهم مصرورة في ثيابهم على أكتافهم" والخبز الفطير لأن بني إسرائيل حملوا خبزهم قبل أن يختمر استعجالا للهروب من مصر كما تقول التوراة..
    ويجيء عيد الفصح هذا وهو من أكبر أعيادهم، يحتفلون به كل عام في الرابع عشر من شهر أبيب من الشهور العبرية الذي أصبح شهر نيسان وهذا العيد مكرس ليلْعنوا المصريين طيلة أيام العيد.. أجل ليلعنوهم بعد أن سلبوهم.
    هذه هي التوراة، وهذه هي أخلاق التوراة ولقد تساءل العلامة الكبير (ه.ج. ويلز) هل التوراة هي التي صنعت اليهود أم أن اليهود هم الذين صنعوا التوراة، هو سؤال قديم يشبه السؤال عن البيضة والدجاجة، ماذا كان قبل ماذا.
    والواقع أن اليهود وأحبارهم القدامى الذين صنعوا التوراة، وكانت التوراة بعد ذلك تصنع اليهود جيلا بعد جيل.
    وجاءنا جيل بيجن يمثل في سلوكه وأقواله كل خرافات التوراة وعلى الذين يريدون أن يتعاملوا مع المجتمع اليهودي أن يقرأوا التوراة أولا، فإن التوراة هي التي صنعت أخلاقهم وسبكت طبائعهم وصاغت عقولهم.
    ومن لا يعرف التوراة وأخلاق أصحابها، سيكون في هذه الدنيا أعمى، وفي الآخرة أضل سبيلا.

    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري - صفحة 2 Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 10:20 am




    مع خالص تحيات



    نضال هديب
    و



    الفصـل الخـامـس


    التمييز العنصري.. والربا والصرافة.. والتسلط.. والاستعباد..


    في صميم الدين اليهودي



    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري - صفحة 2 Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 10:24 am


    مع الرغبه مني وسعادتي

    بتعليقاتكم

    استميحكم العذر

    بعدم التعليق لكي لا يقطع الكتاب

    اشكر فضلكم

    ودمت بعز

    نضال هديب
    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري - صفحة 2 Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر السبت نوفمبر 15, 2008 6:50 pm


    وكما كشفت الصدفة بأن إسرائيل كانت قد التزمت باتفاقها مع أمريكا أن لا يُستخدم هذا السلاح إلا في حالة الدفاع عن النفس.. ولكن هذه المخالفة وغيرها قد طوتها يد النسيان، باعتذار من الحكومة الإسرائيلية، والتزام جديد بعدم التكرار ويا ضيعة الإنسان وحقوق الإنسان.
    ولنترك هذا الاستطراد جانبا، ونعود إلى سيرة يعقوب، والمذبحة الوحشية التي اقترفها هو وأبناؤه على المدينة الآمنة، بعد أن تم الوفاق مع أهلها، واختتنوا، ثم غدروا بهم، وهم لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم وهم متوجعون من الختان كما تذكر التوراة.
    وقد يخطر بالبال أن ما فعله يعقوب وأبناؤه هو ثأر للشرف والعرض.. وقد يصح هذا التبرير لو أن آل يعقوب هم من أهل الطهر والشرف.. ولكن التوراة تكشف غير ذلك بل ان التوراة كما سنرى في الفصول التالية قد فصلت حوادث كريهة منافية للشرف والدين نُسبت إلى قادة اليهود ممن يعتبرهم الإسلام من الرسل والأنبياء ذوي العصمة والكرامة.
    وحسبنا في هذا الفصل، أن نقتبس بالنص ما جاء في ختام الإصحاح الخامس والثلاثين من سفر التكوين حيث يقول "وحدث إذ كان إسرائيل (يعقوب) ساكنا في تلك الأرض أن رأوبين (ابن يعقوب) ذهب واضطجع مع بلهة سرية أبيه، وسمع إسرائيل.."!!
    وهكذا بكل بساطة سمع إسرائيل بالزنا مع سريته، وجعل أذنا من طين وأذنا من عجين.. وحادثة مماثلة، أشنع وأبشع، نقتبسها من الإصحاح الثامن والثلاثين من سفر التكوين حيث تقول التوراة "وحدث في ذلك الزمان أن يهوذا (ابن يعقوب) نزل من عند أخوته .. ونظر هناك أبنة رجل كنعاني فأخذها ودخل عليها فحبلت وولدت ابناً ودعا اسمه عيرا وزوجه فناه اسمها تامار ومات ابنه عيرا.. وصادف أن التقى يهوذا بكنته (زوجة ٧بنه ) في الطريق، وقد خلعت ثياب ترملها وتغطت ببرقع.. فنظرها يهوذا وحسبها زانية فمال إليها على الطريق ودخل عليها لأنه لم يعلم أنها كنته .. وأعطاها خاتمه وعصابته وعصاه علامة وحبلت منه.. ولما اكتشف أهل البلد أنها حامل من الزنا أبرزت الخاتم والعصابة والعصا وقالت : أنا حامل من رجل صاحب الخاتم والعصابة والعصا" ووقفت التوراة عند هذا الحد من قصة الزنا مكتفية بالقول "أنه وقت ولادتها إذا في بطنها توأمان، دعي أحدهما فارض والثاني زارح"؟
    و هكذا لم يفت التوراة أن تسجل حكاية الزنا بتفاصيلها وأن تذكر كذلك أسماء أولاد الزنا.. وهنا.. أجل هنا.. لا بد لنا أن نذكر يهوذا هذا صاحب هذه الحكاية هو ابن يعقوب وهو الذي ينتسب إليه اليهود وهو السبب في تسميتهم باليهود انتسابا إلى يهوذا.. هذه هي أقاصيص إسحق ويعقوب كما سجلتها التوراة، توراة اليهود.. وهي التوراة التي حملها رئيس وزراء العدو بيجن هدية إلى الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، لتكون سجلا حافلا بالمخازي والسوابق.
    والدكتور حاييم وايزمن أول رئيس لإسرائيل، وعم عزرا وايزمن وزير الدفاع كان قد سبق وأهدى إلى الرئيس ترومان "التوراة" لمناسبة صدور قرار التقسيم عام 1947 وقد تصدرت صورتها الصحافة الأمريكية في سبق صفحي عالمي.
    بل إن التوراة هذه التي سجلت الفضائح الأخلاقية، كما سنرى في الفصول التالية، ومخازي ملوك إسرائيل وأنبيائهم هي التي يعتمد عليها بيجن في تمسكه بقطاع غزة والضفة الغربية بأنهما هما "يهودا والسامرة" بنص التوراة، وأنهما أرض الشعب اليهودي التاريخية تحررت الآن، ولن تخرج من سيادة "إسرائيل بعد الآن"!!
    وأخلاقيات يعقوب كما تسجلها التوراة تمثل قطرة من بحر بالنسبة إلى سيرة أنبياء إسرائيل كما فصلتها التوراة في الأسفار اللاحقة، الزنا والقتل والغدر وجميع الكبائر وسائر الموبقات.
    ويكفي أن نشير أن جمهرة من علماء اللاهوت من مختلف المذاهب قد أدانت سلوك يعقوب الأخلاقي.
    وليس هذا هو الرأي الذي يمليه الموقف العربي من إسرائيل بل إنه هو رأي العلم والدراسة الحقة لأسفار التوراة وما حوته من أساطير وترهات.
    فقد جاء في فهرس الكتاب المقدس (ص1075) وهي أوسع دراسة دينية وتاريخية عن التوراة قولهم "كانت ليعقوب نقائص ظاهرة في طباعه دفعته إلى ارتكاب أخطاء فاحشة كان يجب أن يتحمل نتائجها ومغباتها".
    وأن يعقوب هذا الذي حكم عليه علماء اللاهوت ذلك الحكم العادل، هو إسرا٦يل الذي ينتسب إليه الإسرائيليون.. ويكفي أن نلخص حيثيات هذا الحكم في الترهات التوراتية والخرافات اليهودية فيما يلي":
    أولا: كانت سيرة إسحق ويعقوب تكرارا لسيرة إبراهيم لا في التفاصيل فحسب ولكن في السلوك الأخلاقي، وكأنما تؤكد التوراة الانحراف الخلقي، وتدعو إلى تجنب المثل الروحية والقيم الإنسانية الرفيعة.
    ثانيا: أبرزت التوراة ظاهرة البغضاء بين الأخوين الشقيقين عيسو ويعقوب بأسوأ مما فعلت بين الأخويين إسماعيل واسحق.
    ثالثا: أكدت التوراة أقدم ظاهرة للتمييز العنصري في تاريخ الإنسانية المبكر في استبعاد العلاقات الاجتماعية مع الكنعانيين أهل البلاد الأصليين، مع أن إبراهيم وأبناءه وأحفاده هم غرباء عن البلاد وضيوف عليهم في عقر دارهم.
    رابعا: أشادت التوراة بالمؤامرة التي كان بطلها يعقوب وبطلتها أمه رفقة لإقصاء الأخ الأكبر عيسو عن مقامه الاجتماعي وجعل مقام الصدارة الابن الأصغر يعقوب، حتى يصبح بنوه شعب الله المختار.

    خامسا: توكيد النزعة العنصرية البغيضة بالإلحاح على يعقوب أن لا يتزوج من بنات كنعان وأن يتخذ له زوجة من أهله في العراق.
    سادسا: إتمام زواج يعقوب بالأخت الكبرى خديعة وكذبا، ثم بزواجه بالأخت الكبرى وما انتهى إليه الأمر من زواجة بجواريهن.
    سابعا: ظهور الرب على رأس سلم ومخاطبته يعقوب وكأنما الرب يشيد بسلوك يعقوب وتصرفاته.
    ثامنا : حكاية المصارعة التي نشبت بين الرب ويعقوب فيما توحي تفاصيل الصورة أن الغلبة كانت ليعقوب.. وأن الله كافأ يعقوب بأن باركه وخلع عليه اسما مجيدا "إسرائيل" بمعنى جندي الله.
    تاسعا: وقائع المذبحة الوحشية التي قام بها آل يعقوب على مدينة شكيم وانتهت إلى ذبح أهلها , شيوخا ونساء وأطفالا، ونهبها وأحراقها، نكثا بالوفاق الذي تم بين آل يعقوب وأهل المدنية.. مما ينبئ أن الإرهاب ونقص العهد خصلتان عريقتان في السلوك اليهودي.. وأن الإرهاب اليهودي المعاصر هو امتداد لذلك السلوك الإجرامي العريق.
    وبعد فهذا هو يعقوب أبو الإسرائيليين بلحمه ودمه كما نراه في التوراة وهذا هو أبوه إسحق، كما وردت سيرته في التوراة.
    فأين ذلك من سيرتهما المجيدة الرفيعة كما دوّنها القرآن الكريم في بضع عشرة آية بكل تكريم وتقدير، وجاء ذكر "إسحق نبيا من الصالحين" و"إسحق ويعقوب .. وكلا جعلنا من الصالحين".
    أجل إن الله جعلهما من الصالحين ولم يجعلهما من المصارعين.. كما ذكرت التوراة، والكارثة أن يكون الصراع مع الله. وسبحان ربك رب العزة عما يصفون.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري - صفحة 2 Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر السبت نوفمبر 15, 2008 6:53 pm












    الفصـل الثـالـث





    وأيـن أهل الـراين..


    مـن أهـل الأردن







    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري - صفحة 2 Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر السبت نوفمبر 15, 2008 7:01 pm


    [size=29]
    في الفصلين السابقين أمسكنا بتلابيب بيجن رئيس وزراء العدو، ودفعنا به إلى قاع التوراة بحثا عن سيرة إبراهيم، وابنه إسحق، وحفيده يعقوب لنرى موضع الصدق فيما زعمه في خطابه الموجه إلى الشعب المصري عن حكاية "أبينا المشترك إبراهيم" على حد تعبيره.
    وقد استعرضنا في الفصل الأول سيرة إبراهيم وهجرته من العراق إلى سوريا إلى فلسطين، إلى مصر، ثم عودته إلى فلسطين، وما جرى له ولزوجته الجميلة سارة من أحداث مع فرعون مصر، ومع ملك الفلسطينيين، ثم ما كان بينه وبين "الرب" من حوار.. وأخيرا وفاته وزوجته في المدينة التي سميت باسمه… مدينة الخليل. من أعمال فلسطين.
    وخرجنا من هذا العرض المفصل الدقيق، بأن أبوه إبراهيم هي من المعاني الرمزية الروحية، وأن اليهود وسائر البشر سواء في أبوة إبراهيم، وانتقلنا بعد ذلك من التوراة إلى الإنجيل لنرى ثورة السيد المسيح على تلك المزاعم اليهودية معلنا أن إبراهيم هو أبو الناس أجمعين بالإيمان، ثم ما أكده الإسلام فيما بعد أن إبراهيم لم يكن يهوديا.. وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده…

    ثم تابعنا في الفصل الثاني سيرة إسحق ويعقوب وما تخللها من أساطير وخرافات يأباها الدين الحق، وخاصة ما كان منها مجافيا للسلوك الخلقي الكريم، والعقيدة التوحيدية الصافية، مقتبسين ما سردته التوراة من حوادث الإرهاب اليهودي ، ونقص العهد، وأخيرا ملحمة الصراع بين "الرب ويعقوب" فيما يوحي بانتصار العبد على ربه، مما كان سببا في تسميتة إسرائيل، أي جندي الله.. وكان ذلك أشنع ما سردته التوراة من خرافات.. على كثرة ما تضمنته من خرافات، ما أنزل الله بها من سلطان ولا برهان.
    وقد أصبح من واجبنا بعد أن احتكمنا إلى التوراة، وهي المرجع الوحيد لليهود في كل دعاواهم السياسية والدينية والتاريخية، أن نحتكم إلى التاريخ، والى العلم، لنتبين مدى الصلة بين اليهود وإبراهيم.. فإن هذه المقولة اليهودية ليس لها ذرة من الصدق. وليس لها ما يؤيدها إلا شيوعها القديم، حتى لقد أصبحت مسلمة بسيطة تقبلها الكثيرون على أنها حقيقة علمية… يقابلونها بعدم المبالاة، ويهزون أكتافهم حين يسمعونها.. لا يبالون أكانت صحيحة أم باطلة، ولا يقفون أمامها لحظة واحدة ليلقوا عليها نظرة فاحصة.
    ومما أعان على شيوع هذه المقولة اليهودية الباطلة، أن ضحاياها العرب لم يكلفوا أنفسهم مشقة البحث العلمي الصابر للكشف عن بطلانها مكتفين بالتنديد والعبارات العامة دون أن يفعلوا كالعرب القدامى الذين يقصون أثر الجريمة بين كثبان الرمال حتى يصلوا إلى الجاني في مأواه…
    والواقع أنه لولا الكسل العقلي الذي هو داء عضال في أجيال الرأي العام عبر التاريخ، لكان من السهل تبيان الصواب والخطأ في المقولة اليهودية السخيفة، فهذه لا تحتمل الصمود أمام التساؤل المنطقي العادي..

    والمنطق يتساءل أولا:- هل المسيحيون هم أبناء السيد المسيح ومن
    ذريته ؟. ويتساءل ثانياً : وهل المسلمون هم أبناء محمد ومن ذريته؟.
    بل إنه يتساءل ثالثا:- وهل البوذيون والهندوس والبراهمة هم أبناء أصحاب هذه المذاهب الدينية ومن ذريتهم؟
    ولو أننا خرجنا من إطار الدين إلى السياسة المعاصرة، فإن المنطق يتساءل رابعا وهل الماركسيون من أبناء ماركس ومن ذريته ؟ وهل المغول المعاصرون من أبناء تيمور لنك وجنكيز خان ومن ذريتهما؟
    إن جواب النفي على كل هذه الأسئلة ينطبق على اليهود أنفسهم، فهؤلاء لا يمكن أن يكونوا أبناء إبراهيم ومن ذريته.
    وهنا حجة إضافية أخرى وهي أن اليهود واليهودية لم يكن لهما وجود في عهد إبراهيم، فإن موسى صاحب الديانة اليهودية قد جاء بعد إبراهيم بمئات الأعوام، والجماعة اليهودية قد نشأت بعد عهد موسى، ولم يكن لها وجود في عهد إبراهيم فكيف يمكن لهذه الجماعة أن تنسب إلى إبراهيم؟.
    وكذلك فإنه لا يمكن أن يكون إبراهيم إسرائيليا، لأن إسرائيل (يعقوب) هو حفيده ومن البلاهة أن ينتسب المرء إلى إحفيده ولا يمكن أن يكون يهوديا: لأن، يهوذا الذي سُمِي اليهود باسمه هو واحد من أبناء يعقوب (إسرائيل) ، أي ابن حفيده.
    وقد أشار إلى هذا المعنى عدد من المؤرخين المحققين وعلى رأسهم المؤرخ العربي أبو الفدا، فقد نبه إلى أن "اليهود" أعم من بني إسرائيل لأن كثيرا من أجناس العرب والروم والفرس وغيرهم صاروا يهودا ولم يكونوا من بني إسرائيل
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
    وغني عن البيان أن رأي "أبو الفدا" قد صدر عنه قبل قيام الصهاينة بقرون وأجيال، ولا يمكن أن يكون محل شبهة أو نزوع إلى العصبية العربية.
    ولعله يكون من المفيد ونحن نعرض لهذا الجانب التاريخي أن نضع أمام القارئ العربي بعض التواريخ التقريبية تبين التسلسل التاريخي للأحداث المتصلة بهذا الموضوع
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] قبل الميلاد:-





    مولد إبراهيم الخليل في أور الكلدانيين بالعراق.

    1880

    هجرة إبراهيم مع أسرته من العراق في طريقه إلى فلسطين.

    1805

    رحيل إبراهيم إلى مصر ومولد إسماعيل من هاجر المصرية.

    1794

    مولد إسحق من سارة العراقية.

    1780

    هجرة يعقوب(إسرائيل) وأولاده إلى مصر.

    1656



    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري - صفحة 2 Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر السبت نوفمبر 15, 2008 7:07 pm


    .






















    وواضح من هذا التقويم الزمني أن بين عهد إبراهيم وموسى أكثر من ستماية عام، وبين عهد يعقوب (إسرائيل) وموسى حوالي 430 عاما… فيكف يمكن أن يكون اليهود موجودين قبل وجودهم التاريخي بمئات السنين.

    وفي مرجع تاريخي يعود زمانه إلى القرون الوسطى نقرأ في كتاب "الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل" لمؤلفه مجير الدين الحنبلي، في سياق سيرة إسحق أن أمه سارة ولدته ولها من العمر تسعون سنة، ومن ولده الروم والأرمن واليونان ومن يجري مجراهم وبنو إسرائيل.

    وهذا المرجع العربي، قد سبق الصهيونية بمئات السنين.. ولا يمكن أن ينسب إليه الانحياز إلى وجهة النظر العربية.. فلم يكن يومئذ وجهة نظر عربية وأخرى صهيونية.

    غير أن للموضوع جوانب أخرى تسندها حقائق علمية كلها حول قضية أساسية جوهرية تقتلع القضية اليهودية من الجذور تذروها هشيما مع الرياح.

    هذه القضية الأساسية تتمثل في السؤال البسيط… ما هي اليهودية؟ ومن هم اليهود؟

    وعلى الجزء الأول من السؤال يمكننا الجواب بأن اليهودية هي الرسالة الدينية التي جاء بها نبي اليهود موسى.. أما القسم الثاني من السؤال فإنه على بساطته فقد جعله أحبار اليهود غاية في التعقيد والغموض، والمحاكم الإسرائيلية مشغولة منذ زمن في تعريف من هو اليهودي؟ والاجتهادات متناقضة في هذا الموضوع .. وسيظل الجواب تائها شأن اليهودي التائه عبر العصور الخالية..

    غير أننا سنتناول الموضوع من الزاوية القومية والعنصرية… لأن قيام إسرائيل بذاته يقوم على أسس قومية وعنصرية… فاليهود أنفسهم قد اختاروا أن تكون الصهيونية قائمة على هذه الأسس.

    ولكن الحقيقة العلمية كما اعترف بها عدد غير قليل من علماء اليهود ومفكريهم الأحرار، أن اليهود ليسوا شعبا ولا قوما، ولا جنسا، ولكنهم جماعات تؤمن بالديانة اليهودية منتشرة في جميع بقاع العالم وأن هذه الجموع تنتمي إلى أصول متعددة، وأجناس متباينة وأنها لا تستمد وجودها من أصول واحدة…

    وهذه النظرة العلمية المجردة، يفرض العقل والمنطق صوابها وصحتها، فإن أصحاب الأديان، السماوية وغيرها، لا تجمعهم إلا رابطة الدين، ولا يعودون بأصلهم إلى "أصل واحد" سوى الإنسان الأول، أصل كل الأصول.

    فالمسيحيون مثلا… ينسبون إلى أعراق ودماء متعددة، وأصول متباينة، وكذلك المسلمون فإنهم أمم منتشرة في شتى بقاع الأرض، وذلك شأن أصحاب المذاهب والعقائد الأخرى.

    ويثور السؤال الخطير الكبير… ولم يكون اليهود غير ذلك؟ لم الإصرار على أن اليهود ينحدرون من جنس واحد، ودم واحد ومن أب واحد" مع الاستحالة المطلقة لإثبات هذا النسب أو ذاك عبر القرون والعصور، وفي عالم اختلطت فيه الدماء اختلاط مياه البحار بعضها ببعضِ، وامتزاج الرياح بالرياح من المشرق إلى المغرب.

    وامتزاج اليهود بالشعوب الأخرى ظاهرة خفيت على كثيرين إحساساً منهم بأن اليهود قد عزلوا أنفسهم عن بقية الشعوب سكنا وعملا وزواجا… ولكن الواقع التاريخي كان أغلب من العزلة اليهودية.. فإن تشتت اليهود في كل أقطار العالم، قد فرض عليهم أن يعيشوا في كل المجتمعات العالمية والاختلاط بها أحبوا أم كرهوا، رغما عن أن عامل الشتات قد انفرد به اليهود دون غيرهم من الشعوب.

    واليهودية منذ نشوئها لم تكن قاصرة على أمة بذاتها، فقد انتشرت اليهودية، شأنها شأن الديانات الأخرى، في أقطار متعددة ولأسباب مختلفة.. والتاريخ يحدثنا عن أقوام كثيرة اعتنقت الديانة اليهودية.. وإن تكن هذه العقيدة قد اقتصرت في بادئ الأمر على قوم موسى.. وهؤلاء كما سنرى في الفصول التالية ينحدرون من أصول متعددة، سامية وغير سامية.

    والتوراة نفسها قد اعترفت بأن أقوام كثيرين قد اعتنقوا اليهودية، ففي سفر استير الذي يستعرض سيرة اليهود في بلاد فارس نجد في الإصحاح الثامن عرضا تفصيليا لأحداث وقعت لليهود ويشير إلى فرح اليهود في "كل بلاد ومدينة ومكان وصل إليه كلام الملك وأمره وكان فرح وبهجة عند اليهود وولائم ويوم طيب, وكثيرون من شعوب الأرض تهودوا".

    والذي يقرأ هذه السفر بجميع إصحاحاته يتبين أن مملكة "احشر ويروش الذي ملك من الهند إلى كوش على مائة وسبع وعشرين كورة" كانت تعيش فيها جماهير غفيرة من اليهود.. ومثل هذه المملكة لابد أن تكون مؤلفة من أقوام متعددة، تنحدر من أصول مختلفة هندية وفارسية.. فأين صلة هذه الأقوام بإبراهيم العراقي.. أو بموسى المصري العربي؟

    ولذلك فإن كلام بيجن رئيس وزراء العدو عن إبراهيم أبا مشتركا للعرب واليهود تكذبه التوراة بصورة قاطعة.. فأين إبراهيم من الفرس والهنود والأقوام المتعددة التي كانت تعيش في مملكة فارس المترامية الأطراف كما وصفتها التوراة في سفر أستير؟

    وما يقال عن يهود مملكة فارس يصح أن يقال بشأن يهود أوروبا بصورة عامة، فهؤلاء هم من أصل أوروبي صميم وقد اعتنقوا الدين اليهودي على أيدي مبشرين من اليهود في القرن الثالث قبل الميلاد وفيما تلاه من القرون… وقد كان التجمع اليهودي مستقرا في حوض نهر الراين الشمالي والأوسط ومن هناك انتشروا في وسط أوروبا وفي شرقها وغربها…وهؤلاء لا صلة لهم بفلسطين، ولا كان لآبائهم وأسلافهم أية علاقة بفلسطين من قريب أو بعيد، فإن هؤلاء من أصل جرماني أو سلافي أو بلقاني.

    والقول بأن اليهود المعاصرين الذين يبلغون اليوم بضعة عشر مليونا هم أحفاد اليهود الذين كانوا في فلسطين وطردهم الرومان منها قبل ألفي عام.. مثل هذا القول ليس له برهان، ويستحيل اثباته بعد عشرين قرنا من الزمان.

    وملامح هؤلاء اليهود المعاصرين تناقض هذه الدعوى، لأننا نجد فيهم الشقر ذوي العيون الزرقاء، والشعر الأصفر في أوروبا وأمريكا، وفيهم السمر ذوي الشعر المجعد في هضبة الحبشة، والسمر في جنوب الهند، والصفر المغول في الصين، واختلافات كثيرة قلما أن تجدها في شعوب أخرى في العالم.

    وأنه من غير المعقول أن تكون هذه السمات من الأسود إلى الأشقر إلى الأصفر، كلها منحدرة من سلالة واحدة.

    والعقيدة اليهودية لم تكن قاصرة على أوروبا وحدها بل إنها انتشرت في الجزيرة العربية، وفي مصر قبل الإسلام بقرون وفي القرآن آيات كثيرة تشير إلى ذلك وخاصة في سورة النحل.

    ولا يغيب عن البال أن المبشرين اليهود كان لهم نشاط كبير في أنحاء متعددة من العالم للدعوة إلى الدين اليهودي والحث على اعتناقه وقد كتب العالم اليهودي (Lou Sillaberman) وهو أستاذ جامعي في الأدب اليهودي مقالا في دائرة المعارف البريطانية تحت مادة (Judaizm) أيد فيه أن اليهود نشطوا إلى التبشير عندما رأوا الوثنية قوية النفوذ منتشرة في العالم، وأن الكتاب القدماء من اليونان والرومان كانوا يشيدون بقوة النشاط التبشيري الذي قام به اليهود.

    وإذا ذكرنا أن الديانة اليهودية قد جاء بها موسى في القرن الثالث عشر قبل الميلاد أتضح لنا أن اليهود قضوا بضعة عشر قرنا يعملون بجد ونشاط في نشر ديانتهم لبضعة قرون قبل العهد المسيحي وبعده، ويقينا فإن الشعوب والأمم التي دخلت في الدين اليهودي لا تمت بصلة إلى إبراهيم أو يعقوب (إسرائيل)، ولا إلى يهود فلسطين بصورة عامة، ولذلك فإنه لا صلة لهم ببني إسرائيل، وبالتالي فلا يمكن أن يوصفوا بأنهم إسرائيليون وإن كان صحيحا أنهم يهود تهودوا على أيدي دعاة اليهودية. ونحن لا نعرف سجلا يهوديا أو عالميا يحدد لنا يهود فلسطين الأصليين، ويهود العالم الآخرين…

    ولذلك فالقول بأن اليهود هاجروا ويهاجرون إلى فلسطين إنما يعودون إلى أرض آبائهم يكذبه التاريخ والعلم والواقع.. فإن آباء الشعب اليهودي ينتمون إلى سلالات متباعدة فيما بينها ولا ترتبط برابطة جنسية أو سلالية.

    ويكفينا في هذا المجال أن نشير إلى ما كتبه علامة محايد، هو الأستاذ أوجين بيتار أستاذ علم الأنثروبولوجيا في جامعة جينف من أن "جميع اليهود بعيدون عن الانتماء إلى الجنس اليهودي، وأن اليهود يؤلفون جماعة دينية اجتماعية، ولكن العناصر التي تتألف منها متنوعة تنوعا عظيما"
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وقد أضاف الأستاذ بيتار أن "الصهيونية قد قذفت إلى فلسطين بجماعات يهودية متعددة الأصول والأجناس". وهذا القول يؤيده واقع التجمع اليهودي فإن انتشار الدين اليهودي إلى ارض الصين شرقا و إلى حوض الراين وبلاد أوروبا غربا يقطع على وجه اليقين أن الوحدة الجنسية بين الجماعات اليهودية غير قائمة إطلاقا وأن الشعب اليهودي هو مجموعة شعوب غريبة بعضها عن بعض



    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أبو الفدا، المختصر في أخبار البشر، ص87.


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الأستاذ مصطفى الدباغ، بلادنا فلسطين .




    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الجنس والتاريخ Eugen pittard-les Races et Historie
    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري - صفحة 2 Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر السبت نوفمبر 15, 2008 7:15 pm






    ومن أبرز الدلائل على تعدد أصول "الشعب اليهودي" يهود بلاد القوقاز الذين كانوا يؤلفون مجموعة هامة في القرون الوسطى، ومن هذه المجموعة امتد انتشار الدين اليهودي في شعب الخزر أيام الإمبراطور شرلمان.. ففي ذلك الوقت اعتنق الخزر جميعا الدين اليهودي جماعة واحدة وأصبح شعب الخزر بكامله يهوديا بين عشية وضحاها فقد كانوا وثنيين في العشية وأصبحوا يهودا في الضحى..
    ومعروف أن الخزر هم من القبائل المغولية.. فأية صلة للمغول بفلسطين، أو إبراهيم، أو يعقوب، أو يهود فلسطين.
    ولا يفوتنا كذلك أن الدين اليهودي قد انتشر بين الشعوب الجرمانية والسلافية في عهودها الأولى، قبل المسيحية بقرون.. ومن الوقائع التاريخية الثابتة وجود تجمع يهودي كبير تم تكوينه قبل ميلاد المسيح بقرنين أو ثلاثة، في الحوض الشمالي لنهر الراين ومنه تفرعت مجموعات أخرى في بولندا وروسيا الغربية.
    وعلى ذلك فإن هذه الجماعات اليهودية تنتمي إلى سلالات سلافية وجرمانية، وهؤلاء لم يكن لهم في ذلك العهد أي تاريخ أو صلة بفلسطين والشرق الأوسط، كالفرس والرومان مثلا، فإن هذه الإمبراطوريات قد بسطت سلطانها على الشرق الأوسط لزمن طويل.
    وما يقال عن يهود أوروبا صحيح بالنسبة إلى يهود اليمن والحبشة ومصر، فإنه من الجائز أن يهود فلسطين كانوا في القدم من المبشرين للديانة
    اليهودية .. ولكن الذين تهودوا على أيديهم هم أحباش ومصريون ويمنيون أبا عن جد، لا تربطهم بفلسطين أية رابطة، ولا نسب بينهم وبين بني إبراهيم، أو بني يعقوب، ولم يكن أحد منهم من قوم موسى في رحلته المضنية في سيناء إلى الأردن، إلى فلسطين.
    ولا نريد أن نسرد تحقيقات علماء الأجناس في هذا الموضوع، ولكن ما دام اليهود يزعمون أنهم منحدرون من جنس واحد وأن اليهود العالم قد ولدوا جميعا من الشعب الإسرائيلي الذي عاش في فلسطين أصبح من واجبنا أن نرجع إلى أقوال علماء الأجناس في هذا الصدد..
    وعلى رأس العلماء في هذا البحث يأتي الأستاذان وولي وبيتار، فهذان الباحثان الكبيران قد توصللا إلى نتائج حاسمة بعد دراسات مستفيضة لصفات الطوائف اليهودية في مختلف الأقطار ووجدا أن اليهود في أفريقيا الشمالية لا يختلفون عن العرب والبربر، وفي ألمانيا فإنهم يشبهون الألمان شبها واضحا، وفي البلاد السلافية فاليهود لا يختلفون عن مواطنيهم السلاف.. وعلى هذا فقد وجد هذان العالمان اختلافا بعيدا بين هذه الجماعات اليهودية.. ولو كانت من سلالة أو جنس واحد لوجدا فيها تشابها وتماثلا..
    وفي هذا الصدد يقول الأستاذ وولي في كتابه عن "أجناس أوروبا" أن تسعة أعشار يهود العالم يختلفون عن سلالة أجدادهم اختلافا واسعا ليس له نظير، وأن الزعم بأن اليهود جنس نقي حديث خرافة.
    وقد وضع الأستاذ وولي كتابه هذا في أواخر القرن الماضي، قبل أن تنشأ المشكلة الفلسطينية، وقد اعتمد هذا المؤلف كلمة رينان الفيلسوف الإفرنسي الشهير في تأكيده بأن كلمة يهودي ليس لها معنى أنثروبولوجي لا في أوروبا ولا في حوض نهر الطونة، وكذلك أيد ما قاله الأستاذ لمبروزو في ملاحظته بأن اليهود الحديثين هم أقرب إلى الجنس الآري منهم إلى الجنس السامي.
    والأستاذ بيتار تناول هذا الموضوع من جوانب أخرى فقال في كتابه الذي أشرنا إليه "إن اليهود عبارة عن طائفة دينية اجتماعية انضم إليهم في جميع العصور أشخاص من شتى الأجناس، وهؤلاء المتهودون جاءوا من جميع الآفاق، فمنهم الفلاشا من سكان الحبشة، ومنهم الألمان ذوو السحنة الجرمانية، ومنهم التامل اليهود السود من الهند، ومن الخزر وهؤلاء من الجنس التركي".. ومن المستحيل أن نتصور أن اليهود ذوي الشعر الأشقر أو الكستنائي والعيون الصافية اللون الذين تلقاهم في أوروبا الوسطى يمتون بصلة القرابة إلى أولئك الإسرائيليين القدماء الذين كانوا يعيشون بجوار نهر الأردن.
    وما أبعد أهل الراين والطونة عن أهل الأردن، دما وتاريخا ووجودا ؟؟
    وثمة عالم كبير له مقام مرموق في مجال الأبحاث الأنثروبولوجية، ومن حسن الحظ أنه يهودي أباً وأما واسما هو فريدريخ هرتس، صاحب كتاب
    "الجنس والحضارة تناول فيه موضوع التكوين الجنسي لليهود، وقد قال بعد دراسة مستفيضة في هذا الموضوع: لقد استطاع اليهود أثناء تاريخهم الطويل أن يمتصوا مقدارا كبيرا من الدماء الأجنبية, وهذه الحقيقة تفسر ما نراه فيهم من اختلاف في الصور والأشكال، ومشابهتم للشعوب التي يعيشون فيها.. وقد كان اعتناق الديانة اليهودية بواسطة اليونان والرومان والشعوب الأخرى أمراً كثير الحدوث، وعلى الأخص في القرن الأول والثاني قبل الميلاد. أما في العصور الوسطى فعلى الرغم من جميع العقبات فقد حدث مثل هذا التحول إلى الديانة اليهودية خاصة في البلاد السلافية، وهذا هو السبب في أننا نرى اليهود الروس والبولونيين يشبهون السلاف شبها لا شك فيه واليهود الألمان أقرب شبهاً بسائر الألمان منهم بإخوانهم في الدين من أهل فلسطين..[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
    والمتأمل في وجه بيجن، وهو بولوني الأصل، يستطيع أن يتفق تماما مع الأستاذ هرتس، ويستطيع أن يرى فيه الملامح السلافية وأن هذا اليهودي الأجنبي العدو، ومعه سائر اليهود الأوروبيون لا يشبهون في شيء، يهود فلسطين القدامى، ولا يهود البلاد العربية من المحيط إلى الخليج.. وهذا ينطبق على كثيرين من زعماء اليهود من أمثال وايزمن وجولدا مائير وأشكول وغيرهم.
    ولم يكن انتشار اليهودية بين مختلف الأقوام والأمم نتيجة التبشير والدعوة فقط ولكنه جاء كذلك بأسلوب العنف والقوة وقد أشار إلى ذلك المؤرخ البريطاني الشهير توبيني في مقالة نشرها في مجلة جويش فرونتير في فبراير 1955 قال فيها "إن المكابيين (اليهود) أجبروا أدوم والجليل على اعتناق اليهودية بالقوة، وبذلك مهدوا لأن يكون هيرود والمسيح يهوديين وليسا من الأمميين".
    وأنها لمفارقة عجيبة أن تهويد السيد المسيح جاء بأعظم مصلح يهودي ثار على كل مفاسد اليهود، وأن هيرود حاكم القدس فيما بعد كان أعظم أعداء اليهود في زمانه.
    ولكن المرجع الأكبر عن مملكة الخزر اليهودية الذي نستطيع اعتماده بكل ثقة واطمئنان بشأن الخزر الذي أشرنا إليهم هو دائرة المعارف اليهودية بمجلداتها الضخمة وهي موسوعة كبرى عن تاريخ اليهود منذ أقدم العصور وقد تفرغ لكتابتها عدد وافر من علماء اليهود، ومؤرخيهم وحاخاماتهم. وهذا المرجع قد كشف عن حقائق علمية متعددة ولا يتسع هذا الفصل لترجمة مقتبسات وافية عنها.. وتكفينا إشارات عابرات لأهم ما جاء فيه، وللقارئ العربي إذا أراد المزيد أن يرجع إلى دائرة المعارف اليهودية نفسها. فقد كان لهؤلاء الخزر، وهم من أصول تركية مغولية، مملكة في روسيا، وتحدثت الموسوعة اليهودية عن الأثر الديني والثقافي لليهود على جماعات الخزر، واعتناقهم الدين اليهودي، ومبلغ أهمية هذه
    الدولة اليهودية بين القرنين السابع والعاشر بعد الميلاد.. وتنكر الموسوعة حتى مجرد وجود جنس يهودي له أية صلة تاريخية بفلسطين أو أية رابطة بالأقوام التي استوطنت فلسطين قبل ألفي عام.
    ويأتي بعد الموسوعة اليهودية، مرجع لا يقل عنها أهمية، ويفوقها تخصصا ، وهو كتاب تاريخي مرموق وضعه عالم يهودي كبير هو الأستاذ دانيا عن "تاريخ اليهود في روسيا وبولندا من أقدم العصور" وشرح فيه الحماسة الدينية للملك عباديا ملك الخزر وعن تقدم المملكة اليهودية وقوتها، كما تحدث عن حماسة الحكام اليهود اللاحقين، وقد ندّد الأستاذ دانيا في آخر "تاريخ اليهود" بجهل اليهود في الأقطار الأخرى بأحوال مملكة الخزر.
    وفي هذا المجال لا نستطيع أن نغفل ذكر عالم يهودي آخر هو الأستاذ جريننز، فقد كشف في كتابه القيِّم "تاريخ الشعب اليهودي" عن حقائق فريدة تتصل بحياة مملكة الخزر، منها أن عرش هذه المملكة قاصر على اليهود فقط فلا يتولاه إلا أمير يهودي متمسك بالتعاليم اليهودية، وأن الملك عبادا كان قد أصدر أوامره إلى علماء اليهود أن يعلموا الشعب مبادئ دينهم ويستعرض هذا الكتاب فيما بعد كيف انتهى أمر هذه الدولة اليهودية بعد القرن الثالث عشر وكيف ذاب شعبها في الدولة الروسية.. وأن أبناء آخر




    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري - صفحة 2 Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر السبت نوفمبر 15, 2008 7:19 pm



    ملوك الخزر قد هربوا إلى إسبانيا.. والنتيجة التي تستخلص من هذا الكتاب القيم أن يهود أوروبا الشرقية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكونوا من نسل سكان فلسطين الذين شردوا من البلاد قبل ألفي سنة.

    ولا بد لنا من الإشارة إلى مرجع أمريكي معروف في مجالات الأبحاث الأنثروبولوجية، وخاصة أن أمريكا لها النصيب الأوفر في إنشاء إسرائيل وتسليحها ودعمها بكل الأسباب الاقتصادية والسياسية هذا المرجع هو العالم الأمريكي الأستاذ رولاند ديكسون، أستاذ الأنثروبولوجي في جامعة هارفارد.

    يقول العالم الأمريكي المذكور في كتابة " جنس الإنسان وتاريخه" أن بلاد الأناضول وأرمينيا والقفقاس وأواسط آسيا هي المهد الأصلي للأكثرية العظمى لليهود المعاصرين في العالم، وأن هؤلاء ليسوا ساميين إلا باللغة فقط".

    وكل هذه المراجع العلمية، وغيرها تقود الباحث المنصف، إلى مفارقة عجيبة، وهي أن جميع يهود أوروبا الشرقية، وفي مقدمتهم بيجن رئيس وزراء العدو، هم من أحفاد الخزر، لا صلة لهم ولا لآبائهم بفلسطين من قريب ولا من بعيد، وأن هؤلاء الذين تقول عنهم الصهيونية أنهم عائدون إلى وطنهم التاريخي فلسطين إنما هم غرباء وغزاة محتلون، يتوجب إجلاؤهم عن البلاد كما تم إجلاء كل غزوة أجنبية عن أي قطر في آسيا وأفريقيا، وأية بقعة أخرى ابتليت بالاحتلال الأجنبي.

    والواقع أن غربة اليهود بالنسبة إلى فلسطين قديمة قدم التاريخ، فإن تاريخهم هو تاريخ غربة في فلسطين، وقد وردت إشارات متعددة عن ذلك في كتابهم المقدس "التوراة".

    ويكفينا أننا نقرأ في الإصحاح السابع عشر من سفر التكوين أن "الرب ظهر لإبرام"-(إبراهيم) وفي حديث معه وصف "كل أرض كنعان" فلسطين بقوله "أرض غربتك وهو في الواقع غريب عن فلسطين هاجر إليها من أور الكلدانيين- موطن آبائه وأجداده.

    فإذا كان بيجن رئيس وزراء العدو يعود بنسبة إلى إبراهيم فإن إبراهيم نفسه غريب عن فلسطين بأكملها , كما قال له "الرب" رب إسرائيل ورب بيجن , ما دام موصوفاً بتمسكة باليهودية .

    وتأتي التوراة بعد ذلك لتكشف أمر الغربة بوضوح أقطع وأسطع، ففي الإصحاح الثاني والعشرين في سفر التكوين تحدثنا التوراة أن سارة (زوجة إبراهيم) ماتت "فأتى إبراهيم ليندب سارة ويبكي عليها وقام إبراهيم من أمام ميته وكلم بني حث قائلاً أنا غريب ونزيل أعطوني ملك قبر معكم لأدفن ميتي من أمامي"، وتقص التوراة بعد ذلك كيف أعطاه أهل البلدة مغادرة ليدفن فيها زوجته.. ودفنها.

    وهل نحن في حاجة إلى دليل أوضح من نص التوراة ذاتها، ومن فم إبراهيم نفسه يستنفر مروءة الأهلين بأنه "غريب ونزيل عندهم" ويطلب منهم مدفنا لزوجته وهي مسجاة على فراش الموت أمامهم.

    وهذه الغربة بالنسبة لإبراهيم وردت بعد ذلك في مواضع متعددة من التوراة ومن الإنجيل كذلك.

    بل أن "إبرام" قد أضيف إليه في التوراة تعريف محدد "إبرام العبراني".. واختلف علماء التوراة في تفسير هذا اللفظ فقيل أنه نسبة إلى "عابر" أحد أجداد إبرام وقيل إنه نسبة إلى عبوره نهر الفرات في ارتحاله من العراق إلى البلاد العربية الأخرى.

    وكل ذلك توكيد أنه غريب عن فلسطين بأسرها، ذلك أنه منذ القدم، كان لا بد أن يلحق باسم المهاجرين والوافدين صفات تدل على أنهم غرباء وأنهم ليسوا من أهل البلاد الأصليين.

    وكائنا ما كان السبب في إلحاق لفظ "العبراني" إلى اسم إبراهيم، فإن لفظة العبرانيين تمتد جذورها إلى إبرام العبراني، وبذلك يكون العبرانيون جماعة من الغرباء , وأن إبراهيم هو الغريب الأول وأن جميع سكان إسرائيل هم مجموعة من الغرباء الوافدين.

    ولكن أسو أ التفاسير التي قدمها العلماء في أصل لفظة العبرانيين أنها مشتقة من لفظة "الخابيرو" وقد وجدوا هذا الاسم في النقوش المصرية والبابلية وبعض المراجع التاريخية.

    وقيل في تعريف "الخابيرو" أنهم قوم-من غير حسب ولا نسب، ليس لهم أصل معروف وأنهم جماعة من شذاذ الأرض عاشوا في الشرق الأوسط يرتحلون من إقليم إلى إقليم، يعيثون في الأرض فساداً، ويقطعون الطريق وهم أشبه ما يكونون بمرتزقة هذه الأيام، يؤجرون شقاوتهم لكل طالب أو راغب.

    وفي خضم هذه المراجع العلمية عن أصل العبرانيين وانتشار الديانة اليهودية فيما بعد في أقطار أوروبا الشرقية وغيرها، يجب أن لا يغيب عن بالنا نشوء اليهودية والجماعات اليهودية في الوطن العربي..

    وإذا بدأنا بفلسطين فإنه مما لا شك فيه أن قوم موسى، ومعظمهم من اليهود، قد دخلوا إلى فلسطين قي قصة طويلة سنشرحها في فصول تالية. ومن فلسطين انتشرت الديانة اليهودية إلى أقطار أخرى بالتبشير تارة وبقوة السلاح تارة أخرى-كما أشار إلى ذلك كثير من المراجع العلمية.

    ولكن يهود فلسطين هؤلاء قد تشتت معظمهم إلى أقطار أخرى في الوطن العربي وفي خارجه. وأكثرهم كان نصيبه إلى بابل وآشور. وقد استقر الكثير من هؤلاء في مواطنهم الجديدة في العراق ولم يعودوا إلى فلسطين مع من عاد.. وذابوا في الشعوب التي عاشوا بين ظهرانيها.

    ودخلت اليهودية كذلك إلى الحبشة، بالتبشير أو بأسباب أخرى، وكان لليمن نصيب غير قليل من تاريخ اليهودية ومن علمية التهويد.. فإن ملوك حمير وهم من العرب الصرحاء الأقحاح قد تهودوا لأسباب سياسية ولا يتسع هذا الفصل للخوض فيها.. ومن الطبيعي أن جماهير كثيرة من الشعب اليمني قد تهودت، والناس على دين ملوكهم كما يردد القول المأثور.

    ولم يكتف ملوك اليمن اليهود بتهويد شعبهم، ولكنهم حاولوا أن يهودوا نصارى نجران، فإن الملك اليهودي ذانواس قد راح ينكل بالنصارى ليحملهم على التخلي عن دينهم واعتناق اليهودية فأعمل فيهم السيف وألقى بأجسادهم في أخدود تشتعل فيه النيران، وقد ذكر القرآن هذا الإرهاب اليهودي في آيات غاضبة جاء فيها "قتل أصحاب الأخدود، النار ذات الوقود، إذ هم عليها قعود، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود، وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد" (سورة البروج4-Cool.

    وما كان من نجاشي الحبشة المسيحي إلا أن ينتقم من ملوك اليهود في اليمن، فجهز لهم حملة عسكرية، فأزال دولتهم، وكما زالت دولة الخزر اليهودية في شرقي أوروبا زالت دولة اليهود اليمنية في جنوب الجزيرة.

    وكما كان لليهود تاريخ في جنوب الجزيرة العربية، فقد سجل لهم التاريخ وجودا بارزا في شمال الجزيرة العربية، في الحجاز، وفي يثرب بالذات، المدينة المنورة.

    والمراجع العربية الإسلامية قد تضمنت فصولا مطولة عن يهود المدينة المنورة، وما بلغوه من مكانة مرموقة في التجارة والزراعة والصناعة، واشتهارهم في بناء الحصون.

    وقد كان الوجود اليهودي في الحجاز يتمثل في قبائل برمتها وخاصة في يثرب، وهؤلاء جميعا منحدرون من أصول عربية اعتنقوا الديانة اليهودية لسبب أو لآخر، ولم يكونوا من قوم موسى الذين دخلوا معه إلى فلسطين ولا من أحفاد إبراهيم ولا أبناء يعقوب، فإنهم عرب أقحاح، وليسوا إسرائيليين من أبناء يعقوب إسرائيل.

    وبهذه الصفة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد كتب لهم عهدا بيَّن لهم حقوقهم وواجباتهم.. وكان العهد بين محمد النبي.. ويهود بني عوف.. ويهود بني النجار .. ويهود بني الحارث .. ويهود بني ساعده ويهود بني جمح.. ويهود بني الأوس، ويهود بني ثعلبة وقد وقع بنو قريظة وبنو قينقاع وبنو النضير، وهم القبائل اليهودية الأخرى عهودا مماثلة مع الرسول صلى الله عليه وسلم.. وكل هذه أسماء قبائل عربية تعرف أنسابها ومواطنها في الجزيرة العربية، ولم يكن لها وجود في فلسطين، ولا في سيناء التي عبر منها اليهود إلى فلسطين.

    وهذه القبائل اليهودية حاربت الدعوة الإسلامية كما فعلت القبائل العربية الأخرى غير اليهودية.. وتحالف اليهود مع المشركين الأوس والخزرج، لمناهضة الإسلام والكيد لصاحب الدعوة الإسلامية لأنها كانت تخشى انتشار الدين الجديد بين القبائل اليهودية.

    ولم يكن من فارق بين القبائل اليهودية، والقبائل العربية غير اليهودية، فقد كان لهم شعراؤهم كشعراء العرب الآخرين، ينظمون في الهجاء والغزل تماما كما ينظم شعراء العرب في الجاهلية.. وقد شارك شعراء اليهود في رثاء قتلى بدر من المشركين تعاضدا معهم وحقدا على الإسلام والمسلمين.

    وقد نظمت الشاعرة اليهودية أسماء بنت مروان كثيرا من القصائد في هجاء الرسول صلى الله عليه وسلم كما أنشد الشاعر اليهودي كعب ابن الأشرف عدة قصائد يحرض فيها القرشيين على الأخذ بثار قتلاهم في معركة بدر-أنشدها على مسمع عدد من المسلمين والقارئ لهذه القصائد لا يستطيع أن يرى فيها كلمة واحدة تدل على يهودية صاحبها.. فهي لا تقل جودة عن الشعر الجاهلي الجيد.

    وقصيدة السموأل-صموئيل- الشاعر اليهودي المعروف من أروع ما جاء في الشعر العربي عن السجايا العربية الكريمة. وكنا نحفظها عن ظهر قلب في أيام الصبا الباكر وننشدها بكل فخر واعتزاز، قبل أن تقتحم علينا الصهيونية وطننا، وتجلينا عن ديارنا وتوقع النكبات الكبرى في الأمة العربية بأسرها.

    ولم تكن مصر بعيدة عن الدعوة اليهودية.. فإن بني إسرائيل قد أقاموا في مصر قرابة أربعة قرون ونصف كما سنرى في الفصول التالية.. ثم قام فيهم موسى فقادهم إلى سيناء ومنها إلى فلسطين، وأصبح قومه يهودا فيما بعد.

    ولكن اليهودية تسللت إلى مصر بطرق شتى بعدئذ، وكان لليهود شأن كبير في الإسكندرية وغيرها، وكان لهم معبد في أقصى الجنوب، في جزيرة الفنتين في أسوان

    .
    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري - صفحة 2 Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر السبت نوفمبر 15, 2008 7:21 pm



    وامتد وجودهم في العصور الإسلامية في عهد الفاطميين وغيرهم من الدول الإسلامية وأصبح لهم شأن كبير في تصريف أمور الدولة مما أغضب الشاعر المصري ابن البواب فأنشد يقول

    يهـود هـذا الزمـان قد بلغوا
    غاية آمالهم وقد ملكـوا
    العز فيهـم والمـال عندهــم
    ومنهم المستشار والملـك
    يا أهل مصر لقد نصحت لكـم
    تهودوا قد تهود الملك


    وهذا الشعر ينطبق على مصر في عهد السادات.

    ونخرج من هذا العرض السريع في تلخيص تاريخ اليهود في أوروبا وفي الوطن العربي، أنهم منحدرون من شعوب وأقوام وسلالات متباعدة بعضها عن بعض، وأن بيجن رئيس وزراء العدو، ومعه الألوف المؤلفة من اليهود، لا قرابة لهم بإبراهيم، ولا أبنائه، ولا صلة لهم بموسى إلا عن طريق العقيدة اليهودية.. ولا شأن لهم بالتالي بقوم موسى الذين خرجوا من مصر، وعبروا سيناء إلى فلسطين.. وأن ما يزعمونه من "العودة" إلى فلسطين أرض الآباء والأجداد ما هو إلا غزو وعدوان واحتلال.. وكل ذلك إلى زوال.. وكذلك يجب أن يكون.

    وبعد، فأين أبناء الخزر من أبناء بيت المقدس..

    وأين أهل الراين والطونة (الدون) من أهل الأردن..

    وأين أهل الصين من أهل فلسطين.



    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري - صفحة 2 Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر السبت نوفمبر 15, 2008 7:26 pm



    الفصـل الـرابـع





    أكبر حملة سلب في التاريخ


    يقترفها بنو إسرائيل في مصر

    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري - صفحة 2 Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر السبت نوفمبر 15, 2008 7:58 pm



    كان من أعجب العجيب، وأغرب الغريب، في خطاب بيجن رئيس وزراء العدو الذي أذاعه على الشعب المصري في الحادي عشر من شهر نوفمبر 1977 .. أن يتحدث عن الحق والعدل والقيم الإنسانية العظيمة ..و إلى الشعب المصري بالذات

    ولو كان ذلك الخطاب موجها لغير الشعب المصري لكان الأمر مقبولا بعض الشيء وخاصة لدى الذين لا يعرفون تاريخ اليهود ولا مفهومهم للحق والعدل والقيم الإنسانية العظيمة التي تبجح رئيس وزراء العدو بالإشادة بها..

    ولكن تاريخ اليهود في مصر يمثل صفحة سوداء في السيرة الإنسانية منذ أقدم العصور، لا يشبهها تاريخ أي شعب في العالم على الإطلاق.. والتوراة حافلة بالمنكرات والمخازي التي اقترفها العبرانيون على الشعب المصري، وبقدر ما هي حافلة بالمكارم التي أغدقتها مصر عليهم منذ أن وطئوا أرضها ونعموا بخيراتها.

    وقصة اليهود في مصر، تمثل منذ البداية أبشع مؤامرة في تاريخ السلوك الإنساني وكان الجيل الأول من أبناء إسرائيل-يعقوب-هم أبطال هذه المؤامرة .. ومنذ ذلك الجيل تحدرت إلى أجيال بني إسرائيل، طبائع الغدر والاستغلال، وهي ما تزال ماثلة أمامنا في جيل مناحم بيجن وأمثاله من قادة إسرائيل، السابقين والمعاصرين.

    وقد سجلت التوراة تفاصيل تلك المؤامرة القذرة التي قام بها بنو إسرائيل الأوائل.. وهم أبناء يعقوب الأحد عشر، حين تآمروا مجتمعين على أخيهم يوسف، الإبن الثاني عشر.. ونحن لا نرجع في تفاصيلها إلى القرآن الكريم.. وإنما نقتبس ما جاء في التوراة عن ظروفها وملابساتها ودوافعها.. وربما كانت تلك المؤامرة أول مأساة إنسانية مسجلة يستبيح فيها الأخ دم أخيه ثم يستغل إسم أخيه.

    يقول الإصحاح السابع والثلاثون من سفر التكوين أن إسرائيل-يعقوب- أحب ولده يوسف أكثر من سائر بنيه" لأنه ابن شيخوخته.. فلما رأى إخوته أن أباهم أحبه أكثر من جميع إخوته أبغضوه ولم يستطيعوا أن يكلموه بسلام" وهكذا كانت بداية القطيعة والبغضاء بين يوسف وإخوته.

    وتروي التوراة بعد ذلك أن يوسف بدأ يحلم أحلاما ويقصها على إخوته "فازدادوا بغضا له" وتوالت أحلامه بعد ذلك وازدادوا غضباً عليه , وحسداً له , كلما كان يقص عليهم أحلامه وكانوا يحسبون أنه سيكون خيراً منهم وأكبر شأنا، فقد كان ذلك هو تفسيرهم لأحلام أخيهم.

    ثم تروي التوراة أن إسرائيل-يعقوب-أرسل ولده يوسف إلى منطقة دوثان حيث كان أبناؤه يرعون غنم أبيهم "فلما أبصروه من بعيد قبل أن يقترب إليهم احتالوا له ليميتوه" هكذا أراد الإخوة الأحد عشر قتل أخيهم غيلة وغدرا.

    ولكن أحد إخوته واسمه "روبين" قال "اطرحوه في هذه البئر التي في البرية".

    وتقول التوراة أن قافلة إسماعيليين كانت مقبلة من جلعاد-الأردن- "وجمالهم حاملة وذاهبين لينزلوا بها إلى مصر، فقال يهوذا لإخوته-كأنه يهودي أكثر منهم، ينظر إلى المؤامرة من زاوية المنفعة"- ما الفائدة أن نقتل أخانا ونخفي دمه، تعالوا نبيعه للإسماعيلين"، وباعه أخوته للإسماعليين بعشرين من الفضة فأتو بيوسف إلى مصر.. وكأن إخوة يوسف أخذوا قميصه وذبحوا تيسا من المعزى وغمسوا القميص في الدم وأحضروه إلى أبيهم وقالوا له "وحش رديء أكله، افترس يوسف افتراسا".. فمزق أبوه-ثيابه "وناح على ابنه أياما كثيرة"..

    تلك هي المؤامرة، ولعلها أول تراجيديا إنسانية مدونة، يتآمر فيها الأخوة على أخيهم، فكروا بادئ ذي بدء بقتله لأنه يحلم أحلاما كانت تغيظهم وتخيفهم .

    ثم تكشف القصة عن الخلق اليهودي في نزعته إلى المنفعة المادية والاستغلال.. وتتحول المؤامرة من قتل أخيهم إلى بيعه، وتتكامل القصة بعد ذلك بإخفاء الجريمة على أبيهم، بعد أن غمسوا قميص أخيهم بدم تيس من الماشية التي كانوا يرعونها لأبيهم.

    وتمضي القصة فيما بعد، ليبدأ تاريخ بني إسرائيل مع مصر، وتتكشف أخلاق بني إسرائيل على حقيقتها بكل ما فيها من مكر وخداع وكذب وتضليل، ونكران للجميل، وجحود للمعروف. كل ذلك بنص التوراة نفسها، بعباراتها وكلماتها.. وكان مقدرا أن يكون يوسف هو بطل القصة، ليأتي بعده بطل آخر، في سياق قصة أخرى، وسيكون موسى هو البطل الثاني.

    وقصة يوسف في مصر معروفة عند العامة، ناهيك عن المثقفين، ولا داعي للدخول في تفاصيلها.

    وبكلمة موجزة، يمكننا تلخيص سرد التوراة للتفاصيل، أن يوسف أصبح ذا شأن كبير في مصر، بعد أن سجن وامتحن في حصانته وعفته.. وقال له الفرعون "أنت تكون على بيتي وعلى فمك يقبل جميع شعبي إلا أن الكرسي أكون فيه أعظم منك" وبهذا أصبح يوسف هو الرجل الثاني في الأرض لا يعلو عليه إلا الفرعون.

    وتوكيدا لذلك فإن الفرعون قال ليوسف، فيما تروي التوراة، "جعلتك على كل أرض مصر، وخلع فرعون خاتمه من يده وجعله في يد يوسف والبسه ثياب بوص ووضع طوق ذهب في عنقه وأركبه في مركبته الثانية ونادوا أمامه اركعوا.." وأصبحت مصر تركع ليوسف كما تركع للفرعون.. وأضاف الفرعون قائلا ليوسف "بدونك لا يرفع إنسان يده ولا رجله في كل أرض مصر" وأصبح هذا الإسرائيلي، يوسف بن يعقوب (إسرائيل)، هو حاكم بأمره على كل أرض مصر.

    ولم يكتف الفرعون بذلك، ولكنه أراد أن يجعل هذا الإسرائيلي اللقيط-الذي التقطه بعض السيارة من البئر-مصريا أرستقراطيا من الأسرة المالكة، فأعطاه أبنة كاهن مصر زوجة له.

    وكان أمراً خطيرا في حياة مصر أن تُعطي أبنة الكاهن الأكبر إلى إنسان أجنبي ليس معروف الأب والأم تم بيعه وشراؤه بالأمس في سوق العبيد.

    وقد بلغ من شأن يوسف في مصر أنه خرج في جولة تفقدية لوطنه وشعبه كما يتلطف كل ملك مع رعاياه، وتقول لنا التوراة أن يوسف خرج في جولة كبرى "واجتاز في كل أرض مصر"، وليس بعد هذا الإكرام إكرام، ولا بعد هذا التفخيم والتعظيم من تفخيم وتعظيم.

    وطابت الأيام ليوسف في مصر وولد له ولدان من زوجته إبنة كاهن مصر الأكبر وبلغ من سروره ونعمائه أن أسمي ابنه الاكبر"منسي الله قد أنساه كل تعبه وكل بيت أبيه".. وسنرى فيما بعد إذا كانت مصر قد أصبحت جزءا من حياته، أو أن بيت أبيه هو البداية والنهاية بعد أن تآمروا عليه وأرادوا قتله..

    وحدثت مجاعة في كل الأرض كما تقول التوراة، فأرسل يعقوب أبناءه إلى مصر ليشتروا قمحا.. ولما وصلوا مصر استقبلهم يوسف وملأ أوعيتهم قمحا من غير ثمن، وحينما عادوا إلى فلسطين سردوا على أبيهم يعقوب ما كان بينهم وبين أخيهم يوسف، وما بلغه من عز وسلطان.. ثم عادوا مرة أخرى إلى مصر ليشتروا قمحا.

    وبعد استطرادات في الأحداث كما ترويها التوراة، تم التعارف بين يوسف وإخوته وحمَّلهم رسالة إلى أبيه "قولوا لأبي يعقوب قد جعلني الله مسيراً لكل مصر، أنزل إليَّ لتسكن في أرض جاشان-المنطقة الشرقية بمصر-ولتكون قريباً مني أنت وبنوك وبنو بنيك وغنمك وبقرك وتجدون أبي بكل مجدي في مصر.. وتستعجلون وتنزلون بأبي إلى هنا".

    وعلم فرعون بما كان بين يوسف وإخوته فقال لهم خذوا أباكم وبيتكم وتعالوا إليَّ فأعطيكم خيرات أرض مصر وتأكلوا دسم الأرض خذوا من أرض مصر عجلات لأولادكم ونسائكم واحملوا أباكم وتعالوا ولا تحزن عيونكم على أثاثكم لأن خيرات جميع أرض مصر لكم" وهكذا زودهم الفرعون بالعربات ليسهل ذهابهم و إيابهم، وناشدهم أن لا يأسفوا على ترك أثاثهم، فإن دسم مصر وخيراتها ستكون لهم وبين أيديهم. وليس في التاريخ كرم أعظم من هذا الكرم.. وسنرى إذا كان بنو إسرائيل سيقابلون هذا الكرم بالعرفان والوفاء.

    وعاد أبناء يعقوب إلى أرض كنعان، بعد أن أغدق يوسف عليهم الزاد والملابس والهدايا بأمر فرعون وأوصاهم أن "لا يتغاضبوا" كما تقول التوراة، فقد أدرك أن سيماهم في وجوههم وأنهم قوم أشرار لا يؤِّمن بعضهم على بعض.

    وسُرَّ يعقوب بالذهاب إلى مصر فارتحل هو وأولاده ونساؤه على العربات المصرية وكانت هذه أرفع مظاهر التقدم والترف والحضارة. وجاءوا إلى مصر وكان "جميع بيت يعقوب الذين جاءوا إلى مصر سبعين نسمة"، رجالاً ونساءً وبنين وبناتٍ، وعلم الفرعون بمقدم يعقوب وأهل بيته، فاستدعى إليه يوسف وقال له :"أرض مصر قدامك في أفضل الأرض أسكِن أباك وإخوتك، ليسكنوا في أرض جاشان" واستقبل الفرعون يعقوب وأكرم مثواه ومن كان يحظى، في ذلك الزمن، أن يدخل على الفرعون ويحظى بشرف المثول بين يديه.

    وتقول التوراة أن يوسف "أسكن أباه وإخوته وأعطاهم ملكا في أرض مصر في أفضل الأرض في أرض رعمسيس كما أمر فرعون", وبهذا أصبح بنو إسرائيل الأوائل أصحاب أملاك في أجود الأراضي في مصر، "فقد تملكوا فيها وأثمروا وكثروا جداً" وعاش يعقوب في مصر سبع عشرة سنة وهي عمر طويل كان يكفي أن يجعل منه مصريا وفيا لمصر، لولا أن الوفاء ليس من طبائع هؤلاء القوم.

    وشاخ يعقوب ولما أدركته المنية أوصى إبنه يوسف أن لا يدفنه في مصر بل مع آبائه في مقبرتهم.. وحل الأجل ومات يعقوب "وأمر يوسف عبيده الأطباء أن يحنطوا أباه فحنط الأطباء إسرائيل.. وبكى عليه المصريون سبعين يوما" وهكذا مات يعقوب في ظلال عز مصر وخيرها وكرمها يحنطه الأطباء . وهم من عبيد يوسف وحنطوه كما يحنطون الفراعنة حكام مصر والعظام.

    ولولا وصية يعقوب الآنفة الذكر لدفن يعقوب في مقابر الملوك أو في جوف هرم لا يقل ضخامة عن أهرامات مصر الشهيرة، ولو تم ذلك، لاتخذ منه بنو إسرائيل المبكى الثاني لهم يبكون جدهم الأعلى الذي خلع عليهم لقب بني إسرائيل. ولكن الله سلم وما تم ما كان يمكن أن يتم.. بل إنه لو تم لصدر وعد بلفور بشأن مصر لا فلسطين!

    وفي موكب جنائزي فخيم.ينُقل يعقوب من أرض مصر إلى أرض كنعان كما تروي التوراة "ومعه عبيد فرعون شيوخ بيته، وجميع شيوخ أرض مصر"..وسار في الموكب "فرسان ومركبات.. فكان الجيش كثيرا جدا.. فأتوا إلى بيدر أطاد الذي في عبر الأردن وناحوا هناك نوحا عظيما وشديدا جدا وصنع لأبيه مناحة سبعة أيام" وهكذا جعل المصريون من جنازة يعقوب أكبر جنازة في التاريخ القديم والحديث، فقط قطعت سيناء والأردن إلى فلسطين في موكب عظيم يقوده جيش مصر وأعيانها، بما ليس له مثيل في تاريخ الموتى من عظماء البشر.

    وعاد يوسف بعد دفن أبيه إلى مصر، معززا مكرما إلى أن حل أجله هو كذلك فاستحلف بني إسرائيل أن ينقلوا عظامه من مصر. كما تقول التوراة بصراحة ومن غير اعتذار.

    وتذكر التوراة أن "يوسف مات وهو ابن مئة وعشر سنين فحنطوه ووضع في تابوت في مصر"، ولا تذكر لنا التوراة تفصيلا بعد ذلك، ولكنها توجز القول بأن أهل يعقوب قد أصبحوا شعبا كبيرا فقد تكاثر بنو إسرائيل "وأثمروا وتوالدوا ونموا وكثروا كثيرا جدا وامتلأت الأرض منهم (الإصحاح الأول من سفر الخروج).

    والى هنا فقد رأينا فضل مصر على اليهود، أقاموا فيها في رغد العيش، فملكوا الأراضي وأصبح لهم شأن كبير وامتدت إقامتهم في البلاد أربعمائة وثلاثين عاما لتأتي بعد ذلك صفحة حديدة من نكرات الجميل وجحود المعروف والنزوع إلى التآمر مع أعداء البلاد.. "وخيانة العيش والملح", والإقدام على أكبر عملية سلب ونهب في التاريخ.. سلب الشعب المصري من كنوزه من الذهب والفضة.. وإننا نجد صفحة الخيانة هذه مدونة في التوراة نفسها..

    ففي الإصحاح الأول من سفر الخروج، عبارة لها مدلول خطير يضع العلاقات المصرية الإسرائيلية في مرحلة حاسمة.. تقول التوراة "مات يوسف وأخوته وجميع ذلك الجيل ,وأما بنو إسرائيل فأثمروا وتوالدوا ونموا وكثرو كثيراً جداً وامتلأت الأرض منهم"..

    "ثم قام ملك جديد على مصر فقال لشعبه هو ذا إسرائيل شعب أكثر وأعظم منا، هلم نحتال لهم لئلا ينموا فيكون إذا حدثت حرب أنهم ينضمون إلى أعدائنا ويحاربوننا ويصعدون-يخرجون-من الأرض". وهذا هو كلام التوراة يصف المشاعر المصرية الإسرائيلية في ذلك العهد.

    ومعنى ذلك أن مصر قد أفاقت على حقيقة رهيبة، وهي أن بني إسرائيل قد أصبحوا قوة كبرى في مصر.. وأن ولاءهم ليس لمصر. والخوف كل الخوف أن ينضموا إلى أعداء مصر ويحاربوها، ويخرجوا من مصر، ليكونوا حلفاء على مصر مع أعدائها.

    وتاريخ مصر في ذلك العهد كان تاريخ حروب، ولم تكن قد فرغت بعد من إجلاء غزوة الهكسوس الذين اجتاحوا مصر وأقاموا فيها "دولة الرعاة" كما كانت تعرف.

    وما هو الحل؟.. كان هذا هو السؤال الكبير أمام مصر.. وتشير التوراة إلى الحل بأن يفرضوا عليهم أعمال السخرة في بناء المدن لفرعون وكانت السخرة نظاما عاما في ذلك العهد مفروضا على الجميع دون تمييز.

    ورغما عن هذا التدبير تقول التوراة أن الإسرائيليين "نموا وامتدوا" وأن الفرعون اختشى من بني إسرائيل فقد ازدادوا قوة وعددا وأصبحوا خطرا على أمن مصر وسلامتها.

    ثم تقول التوراة أن ملك مصر طلب إلى القابلتين اللتين تولدان النساء الإسرائيليات أن تقتلا المولود إذا كان ذكرا وأن تبقياه على قيد الحياة إذا كان أنثى.

    ويبدو أن القابلتين لم تأبها لهذا الطلب، وقالتا للفرعون، فيما تروي التوراة " أن النساء العبرانيات لسن كالمصريات فإنهن قويات يلدن قبل أن تأتيهن القابلة" وهذا جواب يهودي ماكر لا يخلو من نباهة، ومضت التوراة لتقول "نما الشعب وكثر جدا".

    وتمضي التوراة بعد ذلك إلى أسلوب الأسطورة تمهيدا لمولد موسى فتقول أن الفرعون أمر جميع شعبه قائلا "كل ابن يولد تطرحونه في النهر، لكن كل بنت تستحيونها. ويأتي بعد ذلك مولد موسى ونشأته وقصته، وسنتابع سيرته في فصل لاحق.

    والمهم في هذه القصة أن الرب ظهر لموسى وقال له "لقد رأيت مذلة شعبي-بني إسرائيل-الذي في مصر، وسمعت صراخهم.. فنزلت لأنقذهم من أيدي المصريين. وقد أتى إلى صراخ بني إسرائيل.. فالآن هلم فأرسلك إلى فرعون وتخرج شعب بني إسرائيل من مصر.. ولكن اعلم أن ملك مصر لا لايدعكم تمضون إلا بيد قويه.. فأمد يدي وأضرب مصر بكل عجائبي التي أصنع فيها، وبعد ذلك يطلقكم".. وهكذا سيتولى الرب ضرب مصر بعجائبه حتى يطلق بني إسرائيل..

    وهكذا بدأت التوراة تمهد لخروج الإسرائيليين من مصر، بعد أن أصبحت مصر عندهم حسب تعبير التوراة "بيت العبودية" فاعترفت بادئ ذي بدء، بأن الفرعون لا يوافق على خروجهم من مصر، إلا بعد أن يستعمل الرب الشدة مع المصريين وينزل المصائب على رؤوسهم، حتى يذعن الفرعون أخيرا ويرضى بأن يطلق سراحهم إلى حيث يريدون و من هنا فقد جعلت التوراة من الخروج أسطورة كبرى بين الرب والفرعون من جانب، وبين الفرعون وموسى من جانب آخر، وبين موسى وبني إسرائيل من الجانب الآخر.

    وأسطورة التوراة هذه لم تبق بين دفتي التوراة، فقد جعل منها الإسرائيليون، فيما بعد، أسطورة أكبر، نشرتها وسائل دعايتهم إلى كافية أقطار الأرض، وجعلوا من الخروج ملحمة تحرر كبرى.

    ولم يسلم القرن العشرون من هذه الملحمة الكاذبة، فقد أخرج اليهود الفيلم الشهير الخروج (Exodus) ملأوه بالأباطيل والخرافات ليستدروا عطف الرأي العام العالمي ليؤيد دعاواهم في فلسطين.

    والواقع أن القراءة الواعية المتدبرة للتوراة في سطورها وما بين سطورها تكذب تلك الأسطورة تكذيبا قاطعا وأن الموضوع السخرة لم يكن السبب لخروج اليهود من مصر.. ذلك أن السخرة كانت في ذلك العهد نظاما
    cleopatra2
    cleopatra2
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : مصري
    انثى المزاج : بالي وضميري مرتاحين والحمد لله

    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري - صفحة 2 Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف cleopatra2 الثلاثاء أكتوبر 27, 2009 4:23 pm

    زائر



    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 11:56 am