ممـلكـــة ميـــرون

تكملة كتاب خرافات يهوديه 32175b77914d249ceca6f7052b89c9fc

ادارة مملكة ميرون
ترحب بكم وتتمنى لكم قضاء اوقات مفيدة
وتفتح لكم قلبها وابوابها
فاهلا بكم في رحاب مملكتنا
ايها الزائر الكريم لو احببت النضمام لمملكتنا؟
التسجيل من هنا
وان كنت متصفحا فاهلا بك في رحاب منتدانا

ادارة مملكة ميرون

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ممـلكـــة ميـــرون

تكملة كتاب خرافات يهوديه 32175b77914d249ceca6f7052b89c9fc

ادارة مملكة ميرون
ترحب بكم وتتمنى لكم قضاء اوقات مفيدة
وتفتح لكم قلبها وابوابها
فاهلا بكم في رحاب مملكتنا
ايها الزائر الكريم لو احببت النضمام لمملكتنا؟
التسجيل من هنا
وان كنت متصفحا فاهلا بك في رحاب منتدانا

ادارة مملكة ميرون

ممـلكـــة ميـــرون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


,,,منتديات,,,اسلامية,,,اجتماعية,,,ثقافية,,,ادبية,,,تاريخية,,,تقنية,,, عامة,,,هادفة ,,,


    تكملة كتاب خرافات يهوديه

    Anonymous
    زائر
    زائر


    تكملة كتاب خرافات يهوديه Empty تكملة كتاب خرافات يهوديه

    مُساهمة من طرف زائر السبت نوفمبر 15, 2008 9:52 pm


    يشوع، فحسب، ولكن ليثبت أن أهل البلاد لا يزالون على قيد الحياة، وأن مدنهم باقية على حالها، وأن أهلها يسكنون فيها، ويمتلكون أرضهم.. بل إنهم يقاومون ويحاربون، وينتصرون على بني إسرائيل، ويهزمونهم المرة بعد المرة.. بكل شجاعة وبسالة.. وكل ذلك وارد في سفر القضاة..
    وقد سمي سفر القضاة، لأنه بعد وفاة يشوع، تولى أمور بني إسرائيل شيوخهم وسموا قضاة لأنهم كانوا يفصلون المنازعات بينهم، ويلجأون إليهم لتخليصهم من أيدي أهل البلاد: من الفلسطينيين.. وقد أوردت التوراة ذكرهم عشرات المرات.
    وكان عدد هؤلاء القضاة أربعة عشر، من أشهرهم شمشون الجبار، وصموئيل المدفون في "النبي صموئيل" إحدى القرى العربية في شمال بيت المقدس..
    وسفر القضاة، في مجمله، يسجل مخازي بني إسرائيل، وانحرافهم عن جادة الحق، وعكوفهم على عبادة الأوثان واستنجادهم في كل مرة بالقضاة ليخلصوهم من الفلسطينيين.
    وعبارة "يخلصونهم من الفلسطينيين" وردت عدة مرات في سفر القضاة على لسان بني إسرائيل حين يفزعون إلى قضاتهم يطلبون منهم أن يحاربوا عنهم ويدفعوا عنهم هجمات الفلسطينيين.
    ولا بد لنا من وقفة قصيرة أمام سفر القضاة لنرى الهزائم التي حلت ببني إسرائيل في عهد القضاة، والمعارك البطولية التي خاضها الفلسطينيون دفاعا عن أرضهم.
    وأول ما يطالعنا الإصحاح الأول من سفر القضاة،أن بني إسرائيل قد صعدوا،بأمر الرب، ليحاربوا الكنعانيين فضربوا منهم عشرة آلاف رجل، وأمسكوا بمليكهم "ادوني" وأخذوه إلى أورشليم ومات هناك. ثم حارب بنو إسرائيل "أورشليم وأخذوها وضربوها بحد السيف وأشعلوا المدينة بالنار.. وحاربوا الكنعانيين سكان الجبل والجنوب والسهل، وساروا على الكنعانيين الساكنين في حبرون.. ومن هناك على سكان دبير.. ثم ضربوا الكنعانيين سكان صفاة... وأخذوا غزة وتخومها وأشقلون وتخومها وعقرون وتخومها".
    والذي يقرأ سفر يشوع والمواقع الحربية التي خاضها بنو إسرائيل تحت قيادته يرى أن هذه البلاد قد تم احتلالها وتدميرها في عهد يشوع وأنها قد أصبحت حجرا على حجر. وكذلك فإن سفر القضاة يكذب سفر يشوع في جانب آخر له أهميته بالنسبة لأهل البلاد، "سكان الأرض" حسب تعبير التوراة.
    فها نحن نقرأ في سفر القضاة أن "بني القيني" وهم أصهار موسى، عرب مدين، صعدوا من مدينة النخل "وسكنوا مع بنى إسرائيل". وأن بني إسرائيل لم يطردوا "سكان الوادي لأن لهم مركبات حديد" وأنهم لم يقدروا عليهم.. وأن بني إسرائيل لم تكن لديهم هذه الأسلحة المتقدمة المتطورة: مركبات الحديد.
    وما هو أبلغ من ذلك، بالنسبة إلى بيت المقدس، يقول الإصحاح الأول أن بني إسرائيل "لم يطردوا اليبوسيين سكان أورشليم وسكن اليبوسيون مع بني بنيامين في أورشليم إلى هذا اليوم". ولنذكر دائما أن عبارة "هذا اليوم" كلما وردت في التوراة فإنها تعني ألف عام بعد الحدث.. لأن التوراة كتبت بعد ألف عام من هذه الأحداث.. كما سنرى في فصل لاحق.
    ثم تأتي بعد ذلك عبارة عامة تفيد أن أهل البلاد قد بقوا فيها وعاشوا في مدنهم وقراهم وأرضهم.. فتقول العبارة "ولم يطرد بنو إسرائيل أهل بيت شان (بيسان) وقراها، ولا أهل تعنك وقراها، ولا سكان دور وقراها، ولا سكان بلعام وقراها، ولا سكان مجدو وقراها، ولا سكان جازر ولا سكان قطرون، ولا سكان نهلول، ولا سكان عكو ولا سكان صيدون وأحلب واكزيب وحلبة وافيق ورحوب ولا سكان بيت شمس ولا سكان بيت عثاة. وسكن الكنعانيون في وسط هذه البلاد.. وكان لما تشدد إسرائيل أنه وضع الكنعانيين تحت الجزية ولم يطردهم طردا" وعلى ذلك فإن أقصى ما استطاع بنو إسرائيل أن يحققوه في البلاد أنهم فرضوا الجزية على أهلها، وهؤلاء لم يغادروها وامتدت إقامتهم على هذا الحال قرونا وقرونا..
    وهذه المواقع كلها هي أسماء مدن وقرى في فلسطين وما حولها من بلاد الشام.. وبصددها كلها تعترف التوراة أن الكنعانيين "الفلسطينيين" كانوا يسكنون فيها.. ويتساءل المرء بعد ذلك وهل بقيت بقعة من أرض كنعان، لم تكن مسكونة من قبل الفلسطينيين.
    وبعد هذا التعميم، يأتي سفر القضاة ليعطي صورة الجانب الآخر.. الجانب الإسرائيلي. وهنا يقول الإصحاح الثالث في سفر القضاة "فسكن بنو إسرائيل في وسط الكنعانيين والحثيين والأموريين والفرزيين والحويين واليبوسيين" وهؤلاء الأقوام هم الذين قال سفر يشوع أن بني إسرائيل قد أبادوهم إلى آخر نسمة وبحد السيف. وها نحن نراهم يبعثون أحياء في سفر القضاة، ويسكن بنو إسرائيل في وسطهم.
    وتأتي التوراة بعد ذلك لتسرد سيرة القضاة واحدا بعد واحد، ثم تفصل حرب الخلاص التي قام بها هذا القاضي أو ذاك ليخلص بني إسرائيل من سيطرة أهل البلاد.
    وتبدأ التوراة بسيرة القاضي الأول ابن قناز فتعترف أن ملك آرام النهرين قد استولى على بني إسرائيل، وأخضعهم وأذلهم ثماني سنين.. وأن بني إسرائيل قد صرخوا إلى الرب فأقام لهم من يحارب لهم ويخلصهم وهو ابن قناز "واستراحت الأرض أربعين سنة، ومات ابن قناز".
    وتأتي سيرة القاضي الثاني ابن جيرا وتعترف التوراة بأن ملك مؤآب ومعه بنو عمون والعمالقة، "ضربوا بني إسرائيل وامتلكوا مدينة النخل" وأخضعوهم لثماني عشرة سنة.. فصرخ بنو إسرائيل إلى الرب فأقام لهم ابن جيرا مخلصا لهم فحارب لهم وضرب الموآبيين "ولم ينجُ أحد، وذُل الموآبيون تحت يد إسرائيل واستراحت الأرض ثمانين سنة".. ونسبت إليه التوراة أسطورة تافهة تزعم أنه ضرب من الموآبيين عشرة آلاف رجل ولم ينجُ أحد.
    وجاء بعده القاضي الثالث، كما تقول التوراة، بن عناة، "فضرب من الفلسطينيين ست مائة رجل بمنساس البقر وهو أيضا خلص إسرائيل" ولم تذكر التوراة تفاصيل الحرب.
    وتفاجئنا التوراة بعد ذلك بقاضية امرأة هي النبية دبورة، وهنا يسرد الإصحاح الرابع أن "بابين ملك كنعان ورئيس جيشه سيسرا" استطاعا أن يخضعا بني إسرائيل، "وصرخ بنو إسرائيل إلى الرب، لأن ملك كنعان ضايق بني إسرائيل بشدة مدة عشرين سنة، وكان له تسع مائة مركبة من حديد".. وفي قصة طويلة فقد انتهى الأمر بأن "يد بني إسرائيل أخذت تتزايد وتقوى على ملك كنعان حتى قوضوا ملك كنعان" وقد أورد الإصحاح الخامس ترنيمة دبورة وهي تتغنى بالخلاص الذي حققته لبني إسرائيل.. الخلاص من سيطرة الكنعانيين!! وانتهى الإصحاح بالقول "واستراحت الأرض أربعين سنة" قالت التوراة هذه العبارة وكأنها تتنفس الصعداء.
    ويسجل لنا الإصحاح السادس أن "مديان قد اشتدت يده على بني إسرائيل فأخضعوهم على مدى سبع سنين. وأن بني إسرائيل قد بنوا لأنفسهم الكهوف التي في الجبال والمغاير والحصون" حتى ينجوا بجلودهم..
    ويتجلى من كلام التوراة أن بني إسرائيل قد منوا بواحدة من أكبر الهزائم التي لحقت بهم في حروبهم مع أهل البلاد.. ففي عبارة حزينة تصرخ بالألم والشكوى يقول الإصحاح المذكور "وإذا زرع إسرائيل كان يصعد المديانيون والعمالقة وبنو المشرق يصعدون عليهم ويتلفون غلة الأرض.. إلى غزة، ولا يتركون لإسرائيل قوت الحياة ولا غنما ولا بقرا ولا حميرا لأنهم كانوا يصعدون بمواشيهم وخيامهم ويجيئون كالجراد في الكثرة وليس لجمالهم عدد. ودخلوا الأرض لكي يخربوها.. فذل إسرائيل جدا من قبل المديانيين" وأين هذه الوقائع مما كتبه سفر يشوع عن الأمم التي أبيدت، والمدن التي أحرقت، والمواشي التي نهبت، على يد بني إسرائيل، ها نحن نرى بني إسرائيل في سفر القضاة وقد ذلوا وهلكوا هم ومواشيهم وزروعهم.
    وكالعادة تقول التوراة، وصرخ بنو إسرائيل فأقام لهم جدعون قاضيا وقائدا فكان هو القاضي الخامس "وكان المديانيون والعمالقة وكل بني المشرق كالجراد من الكثرة.. وجمالهم لا عدد لها كالرمل الذي على شاطئ البحر في الكثرة".
    وفي قصة طويلة، مليئة بالخزعبلات والخرافات تقول التوراة أن جدعون انتصر على المديانيين وأهلك منهم "مائة وعشرين ألف رجل مخترطي السيف وقتلوا ملوكهم"، ثم تذكر التوراة بعد ذلك بفخر واعتزاز أنه "زنى كل إسرائيل هناك (!!) وذل مديان أمام بني إسرائيل ولم يعودوا يرفعون رؤوسهم واستراحت الأرض أربعين سنة في أيام جدعون". ولم تجد التوراة ما تفاخر به في ختام هذه الحرب إلا أن تقول أن بني إسرائيل كلهم قد زنوا هناك!!
    وبعد جدعون تولى ابنه أبيمالك منصب القضاء، فكان هذا القاضي كما وردت سيرته في التوراة، من كبار المجرمين، فقد بدأ حياته القضائية بأن "استأجر رجالا بطالين طائشين فسعوا وراءه. ثم جاء إلى بيت أبيه وقتل إخوته سبعين رجلا على حجر واحد"، ولم يبق من إخوته إلا الأصغر فقد كان مختبئا.. واجتمع بنو إسرائيل كما يقول الإصحاح التاسع من سفر القضاة فذهبوا وجعلوا أبيمالك ملكا.. وترأس أبيمالك على إسرائيل ثلاث سنين.. وحدثت فتنة في البلاد بين أنصار أبيمالك وخصومه، وانتهى الأمر بقتل هذا القاضي، قاتل الأخوة السبعين.. وذلك كله هو كلام التوراة..
    وبعد هذا القاضي المجرم قام لإسرائيل قاض آخر هو ابن دودو وقضى لإسرائيل ثلاثا وعشرين سنة، ولم تذكر التوراة له خبرا.. وجاء بعده الجلعاوي وقضى لإسرائيل اثنين وعشرين سنة، ولم تذكر له التوراة خبرا إلا أنه "كان له ثلاثون ولدا يركبون على ثلاثين جحشا ولهم ثلاثون مدينة".
    وفي هذه الحقبة الزمنية تطلع التوراة على القارئ بسيرة قاض آخر اسمه يفتاح، فقد اختاره بنو إسرائيل، كعادتهم، ليخلصهم من أعدائهم الفلسطينيين ذلك أن بني عمون، كما تقول التوراة قد تغلبوا على بني إسرائيل "فحطموا ورضضوا بني إسرائيل ثماني عشرة سنة" كما يقول الإصحاح العاشر، وتضيف التوراة "أن بني عمون عبروا الأردن ليحاربوا بني إسرائيل".
    ثم تقول التوراة أن يفتاح نذر للرب إذا نصره على بني عمون "أن يذبح أول من يخرج من بيته للقائه حين يعود بالسلامة" قربانا للرب.
    وعاد يفتاح إلى بيته "وإذا بابنته خارجة للقائه بدفوف ورقص" فرحا بانتصاره، وكانت وحيدته فمزق ثيابه وذكر لها نذره للرب وقالت له أوف بنذرك ولكنها استأذنت والدها فذهبت لشهرين هي وصاحباتها إلى الجبال لتبكي عذرتها ثم عادت.
    وهكذا وفْى يفتاح بنذره وأحرق ابنته قربانا للرب. ولم يكن غريبا على هذا القاضي أن يقوم بهذا العمل الوحشي، لأنه "ابن امرأة زانية" كما تقول التوراة في صدر الإصحاح الحادي عشر من سفر القضاة..
    وبعد يفتاح قضى لإسرائيل ثلاثة لم يكن لهم شأن ولم تذكر التوراة لهم خبرا إلا الثالث وهو عبدون الفرعتوني فقد كان له "أربعون ابنا وثلاثون حفيدا يركبون على سبعين جحشا، وقضى لإسرائيل ثماني سنين" وهذا هو ما يورده الإصحاح الثاني عشر.
    وفي عهد هؤلاء القضاة المغمورين، استولى الفلسطينيون على بني إسرائيل وجعلوهم تحت سلطانهم، وتقول التوراة في بداية الإصحاح الثالث عشر أن "بني إسرائيل عادوا يعملون الشر في عيني الرب فدفعهم الرب ليد الفلسطينيين أربعين سنة".. ووراء هذا الكلام الموجز الذي تذكره التوراة باستحياء يبدو واضحا أن انتصارات إسرائيل التي هللت لها التوراة في سفر يشوع لم تكن إلا مجرد أكاذيب وأباطيل.
    ثم تتعالى التوراة، بعد أن فرغت من مسيرة القضاة السابقين، فتبرز للقارئ قصة أشقى الأشقياء في حياة بني إسرائيل، وهي قصة شمشون الجبار التي جعلت منها الدعاية الصهيونية قصصا بطولية، وأفلاما سينمائية، وأناشيد عالمية كأنما الإنسانية في تاريخها الطويل لم تلد بطلا عملاقا إلا شمشون الجبار.. ولو أننا قرأنا التوراة بصبر وإمعان لوضح لنا أن شمشون الجبار لم يكن إلا قاطع طريق وانتهى..
    وشمشون الجبار كما تقول التوراة، هو ابن امرأة عاقر، جاءها ملاك الرب وبشرها بمولده وطلب إليها أن "لا تعلو موسى رأسه لأن الصبي يكون نذرا للرب من البطن وهو يخلص بني إسرائيل من الفلسطينيين.. وولدت المرأة ابنا ودعت اسمه شمشون وكبر الصبي وباركه الرب".
    وتقول التوراة بعد ذلك أن "شمشون رأى امرأة من بنات الفلسطينيين وطلب من أبيه وأمه أن يأخذاها له امرأة.. وقال له أبوه وأمه أليس في بنات أخوتك وفي كل شعبي امرأة حتى أنك ذاهب لتأخذ امرأة من الفلسطينيين (غير المختونين)".
    Anonymous
    زائر
    زائر


    تكملة كتاب خرافات يهوديه Empty رد: تكملة كتاب خرافات يهوديه

    مُساهمة من طرف زائر السبت نوفمبر 15, 2008 10:04 pm


    يشوع، فحسب، ولكن ليثبت أن أهل البلاد لا يزالون على قيد الحياة، وأن مدنهم باقية على حالها، وأن أهلها يسكنون فيها، ويمتلكون أرضهم.. بل إنهم يقاومون ويحاربون، وينتصرون على بني إسرائيل، ويهزمونهم المرة بعد المرة.. بكل شجاعة وبسالة.. وكل ذلك وارد في سفر القضاة..
    وقد سمي سفر القضاة، لأنه بعد وفاة يشوع، تولى أمور بني إسرائيل شيوخهم وسموا قضاة لأنهم كانوا يفصلون المنازعات بينهم، ويلجأون إليهم لتخليصهم من أيدي أهل البلاد: من الفلسطينيين.. وقد أوردت التوراة ذكرهم عشرات المرات.
    وكان عدد هؤلاء القضاة أربعة عشر، من أشهرهم شمشون الجبار، وصموئيل المدفون في "النبي صموئيل" إحدى القرى العربية في شمال بيت المقدس..
    وسفر القضاة، في مجمله، يسجل مخازي بني إسرائيل، وانحرافهم عن جادة الحق، وعكوفهم على عبادة الأوثان واستنجادهم في كل مرة بالقضاة ليخلصوهم من الفلسطينيين.
    وعبارة "يخلصونهم من الفلسطينيين" وردت عدة مرات في سفر القضاة على لسان بني إسرائيل حين يفزعون إلى قضاتهم يطلبون منهم أن يحاربوا عنهم ويدفعوا عنهم هجمات الفلسطينيين.
    ولا بد لنا من وقفة قصيرة أمام سفر القضاة لنرى الهزائم التي حلت ببني إسرائيل في عهد القضاة، والمعارك البطولية التي خاضها الفلسطينيون دفاعا عن أرضهم.
    وأول ما يطالعنا الإصحاح الأول من سفر القضاة،أن بني إسرائيل قد صعدوا،بأمر الرب، ليحاربوا الكنعانيين فضربوا منهم عشرة آلاف رجل، وأمسكوا بمليكهم "ادوني" وأخذوه إلى أورشليم ومات هناك. ثم حارب بنو إسرائيل "أورشليم وأخذوها وضربوها بحد السيف وأشعلوا المدينة بالنار.. وحاربوا الكنعانيين سكان الجبل والجنوب والسهل، وساروا على الكنعانيين الساكنين في حبرون.. ومن هناك على سكان دبير.. ثم ضربوا الكنعانيين سكان صفاة... وأخذوا غزة وتخومها وأشقلون وتخومها وعقرون وتخومها".
    والذي يقرأ سفر يشوع والمواقع الحربية التي خاضها بنو إسرائيل تحت قيادته يرى أن هذه البلاد قد تم احتلالها وتدميرها في عهد يشوع وأنها قد أصبحت حجرا على حجر. وكذلك فإن سفر القضاة يكذب سفر يشوع في جانب آخر له أهميته بالنسبة لأهل البلاد، "سكان الأرض" حسب تعبير التوراة.
    فها نحن نقرأ في سفر القضاة أن "بني القيني" وهم أصهار موسى، عرب مدين، صعدوا من مدينة النخل "وسكنوا مع بنى إسرائيل". وأن بني إسرائيل لم يطردوا "سكان الوادي لأن لهم مركبات حديد" وأنهم لم يقدروا عليهم.. وأن بني إسرائيل لم تكن لديهم هذه الأسلحة المتقدمة المتطورة: مركبات الحديد.
    وما هو أبلغ من ذلك، بالنسبة إلى بيت المقدس، يقول الإصحاح الأول أن بني إسرائيل "لم يطردوا اليبوسيين سكان أورشليم وسكن اليبوسيون مع بني بنيامين في أورشليم إلى هذا اليوم". ولنذكر دائما أن عبارة "هذا اليوم" كلما وردت في التوراة فإنها تعني ألف عام بعد الحدث.. لأن التوراة كتبت بعد ألف عام من هذه الأحداث.. كما سنرى في فصل لاحق.
    ثم تأتي بعد ذلك عبارة عامة تفيد أن أهل البلاد قد بقوا فيها وعاشوا في مدنهم وقراهم وأرضهم.. فتقول العبارة "ولم يطرد بنو إسرائيل أهل بيت شان (بيسان) وقراها، ولا أهل تعنك وقراها، ولا سكان دور وقراها، ولا سكان بلعام وقراها، ولا سكان مجدو وقراها، ولا سكان جازر ولا سكان قطرون، ولا سكان نهلول، ولا سكان عكو ولا سكان صيدون وأحلب واكزيب وحلبة وافيق ورحوب ولا سكان بيت شمس ولا سكان بيت عثاة. وسكن الكنعانيون في وسط هذه البلاد.. وكان لما تشدد إسرائيل أنه وضع الكنعانيين تحت الجزية ولم يطردهم طردا" وعلى ذلك فإن أقصى ما استطاع بنو إسرائيل أن يحققوه في البلاد أنهم فرضوا الجزية على أهلها، وهؤلاء لم يغادروها وامتدت إقامتهم على هذا الحال قرونا وقرونا..
    وهذه المواقع كلها هي أسماء مدن وقرى في فلسطين وما حولها من بلاد الشام.. وبصددها كلها تعترف التوراة أن الكنعانيين "الفلسطينيين" كانوا يسكنون فيها.. ويتساءل المرء بعد ذلك وهل بقيت بقعة من أرض كنعان، لم تكن مسكونة من قبل الفلسطينيين.
    وبعد هذا التعميم، يأتي سفر القضاة ليعطي صورة الجانب الآخر.. الجانب الإسرائيلي. وهنا يقول الإصحاح الثالث في سفر القضاة "فسكن بنو إسرائيل في وسط الكنعانيين والحثيين والأموريين والفرزيين والحويين واليبوسيين" وهؤلاء الأقوام هم الذين قال سفر يشوع أن بني إسرائيل قد أبادوهم إلى آخر نسمة وبحد السيف. وها نحن نراهم يبعثون أحياء في سفر القضاة، ويسكن بنو إسرائيل في وسطهم.
    وتأتي التوراة بعد ذلك لتسرد سيرة القضاة واحدا بعد واحد، ثم تفصل حرب الخلاص التي قام بها هذا القاضي أو ذاك ليخلص بني إسرائيل من سيطرة أهل البلاد.
    وتبدأ التوراة بسيرة القاضي الأول ابن قناز فتعترف أن ملك آرام النهرين قد استولى على بني إسرائيل، وأخضعهم وأذلهم ثماني سنين.. وأن بني إسرائيل قد صرخوا إلى الرب فأقام لهم من يحارب لهم ويخلصهم وهو ابن قناز "واستراحت الأرض أربعين سنة، ومات ابن قناز".
    وتأتي سيرة القاضي الثاني ابن جيرا وتعترف التوراة بأن ملك مؤآب ومعه بنو عمون والعمالقة، "ضربوا بني إسرائيل وامتلكوا مدينة النخل" وأخضعوهم لثماني عشرة سنة.. فصرخ بنو إسرائيل إلى الرب فأقام لهم ابن جيرا مخلصا لهم فحارب لهم وضرب الموآبيين "ولم ينجُ أحد، وذُل الموآبيون تحت يد إسرائيل واستراحت الأرض ثمانين سنة".. ونسبت إليه التوراة أسطورة تافهة تزعم أنه ضرب من الموآبيين عشرة آلاف رجل ولم ينجُ أحد.
    وجاء بعده القاضي الثالث، كما تقول التوراة، بن عناة، "فضرب من الفلسطينيين ست مائة رجل بمنساس البقر وهو أيضا خلص إسرائيل" ولم تذكر التوراة تفاصيل الحرب.
    وتفاجئنا التوراة بعد ذلك بقاضية امرأة هي النبية دبورة، وهنا يسرد الإصحاح الرابع أن "بابين ملك كنعان ورئيس جيشه سيسرا" استطاعا أن يخضعا بني إسرائيل، "وصرخ بنو إسرائيل إلى الرب، لأن ملك كنعان ضايق بني إسرائيل بشدة مدة عشرين سنة، وكان له تسع مائة مركبة من حديد".. وفي قصة طويلة فقد انتهى الأمر بأن "يد بني إسرائيل أخذت تتزايد وتقوى على ملك كنعان حتى قوضوا ملك كنعان" وقد أورد الإصحاح الخامس ترنيمة دبورة وهي تتغنى بالخلاص الذي حققته لبني إسرائيل.. الخلاص من سيطرة الكنعانيين!! وانتهى الإصحاح بالقول "واستراحت الأرض أربعين سنة" قالت التوراة هذه العبارة وكأنها تتنفس الصعداء.
    ويسجل لنا الإصحاح السادس أن "مديان قد اشتدت يده على بني إسرائيل فأخضعوهم على مدى سبع سنين. وأن بني إسرائيل قد بنوا لأنفسهم الكهوف التي في الجبال والمغاير والحصون" حتى ينجوا بجلودهم..
    ويتجلى من كلام التوراة أن بني إسرائيل قد منوا بواحدة من أكبر الهزائم التي لحقت بهم في حروبهم مع أهل البلاد.. ففي عبارة حزينة تصرخ بالألم والشكوى يقول الإصحاح المذكور "وإذا زرع إسرائيل كان يصعد المديانيون والعمالقة وبنو المشرق يصعدون عليهم ويتلفون غلة الأرض.. إلى غزة، ولا يتركون لإسرائيل قوت الحياة ولا غنما ولا بقرا ولا حميرا لأنهم كانوا يصعدون بمواشيهم وخيامهم ويجيئون كالجراد في الكثرة وليس لجمالهم عدد. ودخلوا الأرض لكي يخربوها.. فذل إسرائيل جدا من قبل المديانيين" وأين هذه الوقائع مما كتبه سفر يشوع عن الأمم التي أبيدت، والمدن التي أحرقت، والمواشي التي نهبت، على يد بني إسرائيل، ها نحن نرى بني إسرائيل في سفر القضاة وقد ذلوا وهلكوا هم ومواشيهم وزروعهم.
    وكالعادة تقول التوراة، وصرخ بنو إسرائيل فأقام لهم جدعون قاضيا وقائدا فكان هو القاضي الخامس "وكان المديانيون والعمالقة وكل بني المشرق كالجراد من الكثرة.. وجمالهم لا عدد لها كالرمل الذي على شاطئ البحر في الكثرة".
    وفي قصة طويلة، مليئة بالخزعبلات والخرافات تقول التوراة أن جدعون انتصر على المديانيين وأهلك منهم "مائة وعشرين ألف رجل مخترطي السيف وقتلوا ملوكهم"، ثم تذكر التوراة بعد ذلك بفخر واعتزاز أنه "زنى كل إسرائيل هناك (!!) وذل مديان أمام بني إسرائيل ولم يعودوا يرفعون رؤوسهم واستراحت الأرض أربعين سنة في أيام جدعون". ولم تجد التوراة ما تفاخر به في ختام هذه الحرب إلا أن تقول أن بني إسرائيل كلهم قد زنوا هناك!!
    وبعد جدعون تولى ابنه أبيمالك منصب القضاء، فكان هذا القاضي كما وردت سيرته في التوراة، من كبار المجرمين، فقد بدأ حياته القضائية بأن "استأجر رجالا بطالين طائشين فسعوا وراءه. ثم جاء إلى بيت أبيه وقتل إخوته سبعين رجلا على حجر واحد"، ولم يبق من إخوته إلا الأصغر فقد كان مختبئا.. واجتمع بنو إسرائيل كما يقول الإصحاح التاسع من سفر القضاة فذهبوا وجعلوا أبيمالك ملكا.. وترأس أبيمالك على إسرائيل ثلاث سنين.. وحدثت فتنة في البلاد بين أنصار أبيمالك وخصومه، وانتهى الأمر بقتل هذا القاضي، قاتل الأخوة السبعين.. وذلك كله هو كلام التوراة..
    وبعد هذا القاضي المجرم قام لإسرائيل قاض آخر هو ابن دودو وقضى لإسرائيل ثلاثا وعشرين سنة، ولم تذكر التوراة له خبرا.. وجاء بعده الجلعاوي وقضى لإسرائيل اثنين وعشرين سنة، ولم تذكر له التوراة خبرا إلا أنه "كان له ثلاثون ولدا يركبون على ثلاثين جحشا ولهم ثلاثون مدينة".
    وفي هذه الحقبة الزمنية تطلع التوراة على القارئ بسيرة قاض آخر اسمه يفتاح، فقد اختاره بنو إسرائيل، كعادتهم، ليخلصهم من أعدائهم الفلسطينيين ذلك أن بني عمون، كما تقول التوراة قد تغلبوا على بني إسرائيل "فحطموا ورضضوا بني إسرائيل ثماني عشرة سنة" كما يقول الإصحاح العاشر، وتضيف التوراة "أن بني عمون عبروا الأردن ليحاربوا بني إسرائيل".
    ثم تقول التوراة أن يفتاح نذر للرب إذا نصره على بني عمون "أن يذبح أول من يخرج من بيته للقائه حين يعود بالسلامة" قربانا للرب.
    وعاد يفتاح إلى بيته "وإذا بابنته خارجة للقائه بدفوف ورقص" فرحا بانتصاره، وكانت وحيدته فمزق ثيابه وذكر لها نذره للرب وقالت له أوف بنذرك ولكنها استأذنت والدها فذهبت لشهرين هي وصاحباتها إلى الجبال لتبكي عذرتها ثم عادت.
    وهكذا وفْى يفتاح بنذره وأحرق ابنته قربانا للرب. ولم يكن غريبا على هذا القاضي أن يقوم بهذا العمل الوحشي، لأنه "ابن امرأة زانية" كما تقول التوراة في صدر الإصحاح الحادي عشر من سفر القضاة..
    وبعد يفتاح قضى لإسرائيل ثلاثة لم يكن لهم شأن ولم تذكر التوراة لهم خبرا إلا الثالث وهو عبدون الفرعتوني فقد كان له "أربعون ابنا وثلاثون حفيدا يركبون على سبعين جحشا، وقضى لإسرائيل ثماني سنين" وهذا هو ما يورده الإصحاح الثاني عشر.
    وفي عهد هؤلاء القضاة المغمورين، استولى الفلسطينيون على بني إسرائيل وجعلوهم تحت سلطانهم، وتقول التوراة في بداية الإصحاح الثالث عشر أن "بني إسرائيل عادوا يعملون الشر في عيني الرب فدفعهم الرب ليد الفلسطينيين أربعين سنة".. ووراء هذا الكلام الموجز الذي تذكره التوراة باستحياء يبدو واضحا أن انتصارات إسرائيل التي هللت لها التوراة في سفر يشوع لم تكن إلا مجرد أكاذيب وأباطيل.
    ثم تتعالى التوراة، بعد أن فرغت من مسيرة القضاة السابقين، فتبرز للقارئ قصة أشقى الأشقياء في حياة بني إسرائيل، وهي قصة شمشون الجبار التي جعلت منها الدعاية الصهيونية قصصا بطولية، وأفلاما سينمائية، وأناشيد عالمية كأنما الإنسانية في تاريخها الطويل لم تلد بطلا عملاقا إلا شمشون الجبار.. ولو أننا قرأنا التوراة بصبر وإمعان لوضح لنا أن شمشون الجبار لم يكن إلا قاطع طريق وانتهى..
    وشمشون الجبار كما تقول التوراة، هو ابن امرأة عاقر، جاءها ملاك الرب وبشرها بمولده وطلب إليها أن "لا تعلو موسى رأسه لأن الصبي يكون نذرا للرب من البطن وهو يخلص بني إسرائيل من الفلسطينيين.. وولدت المرأة ابنا ودعت اسمه شمشون وكبر الصبي وباركه الرب".
    وتقول التوراة بعد ذلك أن "شمشون رأى امرأة من بنات الفلسطينيين وطلب من أبيه وأمه أن يأخذاها له امرأة.. وقال له أبوه وأمه أليس في بنات أخوتك وفي كل شعبي امرأة حتى أنك ذاهب لتأخذ امرأة من الفلسطينيين (غير المختونين)".
    ولكن شمشون، كما تقول التوراة، قال لأبيه خذ لي الفتاة الفلسطينية "لأنها حسنت في عيني"، وتضيف التوراة قولها: "ولم يعلم أبوه وأمه أن ذلك من الرب لأنه كان يطلب علة على الفلسطينيين (!!) وفي ذلك الوقت كان الفلسطينيون متسلطين على إسرائيل".
    ومعنى هذا الكلام بكل بساطة أن "الرب" يدبر مكيدة للفلسطينيين، ولا بد له أن يبحث عن "علة" ويجب أن تكون هذه البنت الفلسطينية هي العلة.. للتحرش بالفلسطينيين والاعتداء عليهم.
    وتسرد التوراة بعد ذلك الأسطورة المضحكة.. كيف أن شمشون شق الأسد بيديه كما يشق الجدي.. وكيف امتلأ (جوف الأسد) بالعسل إلى آخر الأسطورة التي لا تستحق التلخيص لتفاهتها، ثم تنتقل التوراة إلى الخلاف الذي جرى بينه وبين حميه وكيف "صارت امرأة شمشون لصاحبه الذي كان يصاحبه".
    وكان من نتيجة هذا الخلاف بينه وبين زوجته الفلسطينية أن قال شمشون لوالدها.. "إني بريء الآن من الفلسطينيين إذا عملت بهم شرا". وكان هذا التبرير التوراتي للعدوان على الفلسطينيين.
    وكان الشر الذي عمله شمشون هو ما يفعله قطاع الطرق العريقون في الإجرام.. إذ تقول التوراة في وصف جريمته البشعة "ذهب شمشون وأمسك ثلاث مائة ابن آوى وأخذ مشاعل وجعل ذنبا إلى ذنب ووضع مشعلا بين كل ذنبين في الوسط ثم أضرم المشاعل نارا وأطلقها بين زروع الفلسطينيين فأحرق الأكداس والزرع وكروم الزيتون.. فقال الفلسطينيون من فعل هذا.. فقالوا شمشون صهر الفلسطيني لأنه أخذ امرأته وأعطاها لصاحبه..".
    وخاف بنو إسرائيل أن يثأر الفلسطينيون فقبضوا على شمشون وأوثقوه وأسلموه إلى الفلسطينيين واستطاع شمشون، فيما تروي التوراة في الإصحاح الخامس عشر أن "يحل وثاقه ووجد لحي حمار طريا فمد يده وأخذه وضرب به ألف رجل من الفلسطينيين".
    وتمضي التوراة في سرد أخبار هذا السفاح فيقول الإصحاح السادس عشر، أن شمشون "ذهب إلى غزة ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها.. واضطجع شمشون إلى نصف الليل".. ثم خرج.. "وكان بعد ذلك أن أحب امرأة اسمها دليلة". وتأتي بعد ذلك حكاية دليلة وكيف أنها احتالت عليه وعرفت أن سر قوته هو في ضفائر شعره.. وكيف أن "أقطاب الفلسطينيين عرفوا سر قوته وقبضوا عليه وقلعوا عينيه وأودعوه في السجن".. وكيف انتهى الأمر بالنهاية، بأن شعر رأسه بدأ ينبت وعادت إليه قوته.. وقام شمشون يلعب لأهل غزة، وكان على سطح البيت "ثلاثة آلاف رجل وامرأة ينظرون لعب شمشون" وانتهى الأمر بأن "قبض شمشون على العمودين المتوسطين اللذين في البيت وانحنى بقوة على العمودين فسقط البيت على الأقطاب وعلى كل الشعب وهو يقول.. لتمت نفسي مع الفلسطينيين. ومات شمشون وحمله إخوته ودفنوه بعد أن كان قاضيا لإسرائيل عشرين سنة"..
    وهكذا فإن قصة شمشون الجبار، لم يكن فيها كما سردتها التوراة، أي معنى من معنى الفخار. إنها سيرة قاطع طريق من الأشرار، أحرق زروع الفلسطينيين وكرومهم بسبب خلاف بينه وبين حميه على امرأته الفلسطينية. وسفر القضاة هذا لم يقتصر على ذكر الآثام والجرائم التي اقترفها القضاة، ولكن عكف على سرد أخبار منافية للأخلاق، تتصل بأفراد عاديين لا شأن لهم في الحياة العامة مما يثبت أن المجتمع اليهودي كله كان غارقا في الموبقات.. والتوراة تذكر لنا إحدى هذه الموبقات..
    تقول التوراة في الإصحاح التاسع عشر من سفر القضاة أن رجلا إسرائيليا "اتخذ له امرأة سرية من بيت لحم.. فزنت عليه سريته وذهبت من عنده إلى بيت أبيها في بيت لحم وكانت هناك أربعة أشهر.. وذهب رجلها وراءها ليطيب قلبها ويردها ومعه غلامه وحماران فأدخلته بيت أبيها، وفرح أبوها بلقائه". ومكث الزوج عنده أربعة أيام.. وفي نهاية الضيافة خرج الزوج مع زوجته ليعود بها إلى بيته..
    وهنا تقول التوراة بالعبارة والكلمة "قام وذهب وجاء إلى مقابل يبوس، وهي أورشليم، ومعه حماران مشدودان وسريته معه.. وفيما هم عند يبوس والنهار قد طلع قال الغلام لسيده تعال نميل إلى مدينة اليبوسيين هذه ونبيت فيها، فقال له سيده لا نميل إلى مدينة غريبة حيث ليس أحد من بني إسرائيل هنا".. ولكن قصة الزانية لم تقف عند هذه النهاية، ذلك أن التوراة قد
    Anonymous
    زائر
    زائر


    تكملة كتاب خرافات يهوديه Empty رد: تكملة كتاب خرافات يهوديه

    مُساهمة من طرف زائر السبت نوفمبر 15, 2008 10:31 pm


    أعدت لها نهاية محزنة تجعلها زانية بالقهر والغلبة، فالتوراة تقول فيما بعد أن رجالا أشرارا من بني إسرائيل قد تابعوا هذه المرأة التعيسة وزوجها ولاحظوا أنهما دخلا بيت رجل عجوز، فما كان منهم إلا "أن أحاطوا بالبيت قارعين الباب.. فخرج إليهم صاحب البيت" وطلبوا إليه أن يخرج الرجل إليهم (للفعل القبيح) فقال لهم الرجل صاحب البيت "يا أخوتي لا تفعلوا شرا.. لا تفعلوا هذه الفاحشة بعد ما دخل هذا الرجل بيتي.. هو ذا ابنتي العذراء وزوجته دعوني أخرجهما فأذلوهما وافعلوا بهما ما يحسن في أعينكم، وأما هذا الرجل فلا تفعلوا به هذا الأمر القبيح.. فلم يرد الرجال أن يسمعوا له.. فأمسك الرجل زوجته وأخرجها إليهم خارجا فعرفوها وتعللوا بها الليل كله إلى الصباح وعند طلوع الفجر أطلقوها" ولكن رب ضارة نافعة، فإن حادثة الزنا هذه قد قادت القصة إلى حقيقة تاريخية هامة، ففي سياق الكلام عن أورشليم اعترفت التوراة بحقيقتين تاريخيتين أساسيتين هما:
    أولا: أن يبوس، التي هي أورشليم، هي مدينة اليبوسيين، وهؤلاء هم العرب القدامى الذين استوطنوا بيت المقدس وكانوا أول من بناها وأسسها.
    ثانيا: أن بيت المقدس، إلى العهد الذي كتبت فيه التوراة، وهو قبيل السيد المسيح بزمن قصير كانت بلدا غريباً على بني إسرائيل، ولم تكن مدينة إسرائيلية، ولم يكن فيها إسرائيلي واحد.
    ذلك ما قالته التوراة في سفر القضاة في الإصحاح التاسع عشر وذلك ما يكذب سفر القضاة في ما قاله في الإصحاح الأول من أن بني إسرائيل قد حاربوا بيت المقدس، وما قاله سفر يشوع من أنهم قتلوا ملكها وتغلبوا على أهلها.. ويبقى بعد ذلك أن نقول ما تقوله التوراة من أن يبوس ليست مدينة إسرائيلية ولم يكن فيها أحد من بني إسرائيل إلى عهد المسيح عليه السلام.
    أجل يبقى علينا نحن العرب المسلمين أن نقول ذلك بملء أفواهنا ونؤمن به..
    أجل يبقى علينا نحن أن نقول ذلك، ونؤمن به، ونعمل له.. لا أن نسلم بيت المقدس إلى اليهود غرباء اليوم، الذين كانوا كذلك غرباء قبل عهد السيد المسيح، كما تعترف التوراة نفسها.
    وبعد فإن سفر القضاة كما رأينا، هو سيرة قضاة أشرار لبني إسرائيل، من قاطع طريق إلى ابن زانية، إلى قاتل الأخوة السبعين.
    أولئك هم بنو إسرائيل وأولئك هم قضاتهم، وإذا كان بيجن في خطابه إلى الشعب المصري، يتبجح بسيرة.. أسلافه الأقدمين.. فهذه هي سيرتهم، من توراتهم.. ومن فمك أدينك يا إسرائيل



    .
    Anonymous
    زائر
    زائر


    تكملة كتاب خرافات يهوديه Empty رد: تكملة كتاب خرافات يهوديه

    مُساهمة من طرف زائر السبت نوفمبر 15, 2008 10:33 pm



    الفصـل العـاشـر









    ملك الدولة الإسـرائيلية..لاجئ في أرض الفلسـطينيين..

    والإسرائيليون يهربون من مدنهم ويسكنها الفلسطينيون

    ..
    Anonymous
    زائر
    زائر


    تكملة كتاب خرافات يهوديه Empty رد: تكملة كتاب خرافات يهوديه

    مُساهمة من طرف زائر السبت نوفمبر 15, 2008 11:28 pm



    في خطاب بيجن الذي وجهه إلى الشعب المصري، أكذوبة كبرى رددها رئيس وزراء العدو، وأكدها مرة بعد مرة، وبصيغ مختلفة، حتى ترسخ في الأسماع والأذهان وتصبح إحدى وقائع الحياة وحقائق العلم.
    قال بيجن في صدر خطابه "لقد استمر نزاع مأساوي لا ضرورة له بالمرة بين بلدكم وبلدنا". وقال بعد ذلك "فمنذ الوقت الذي أمرت فيه حكومة الملك فاروق بغزو أراضينا، أرض إسرائيل، نشبت أربع حروب كبرى بيننا وبينكم".
    ثم يمضي رئيس وزراء العدو بعد ذلك يقول بلهجة التأكيد "ينبغي أن تعلموا أننا عدنا إلى أرض أجدادنا وأقمنا استقلالنا في أراضينا".
    وإنه من دواعي الأسف العميق أن كلمات بيجن هذه، بل والخطاب كله لم يلق العناية الكافية من أجهزة الإعلام العربية، فلا رد ولا تفنيد ولا تعليق، مع أن جميع مقولاته كذب مفضوح، وليس لها دليل من الحقيقة.
    فإن قوله "بلدنا"، ويعني بذلك فلسطين ليس له سند التاريخ.. بل إن التاريخ ينفيه بصورة مطلقة، ونقطة الضعف الوحيدة في هذا المجال أن هذا التاريخ غير معروف بصورة عامة، وأن أصحاب القضية أنفسهم لا يذيعونه أمام الناس، بإصرار وإيمان، حتى يصبح حقيقة عالمية من الحقائق الشائعة التي يعرفها رجل الشارع في العالم بأسره.
    وكذلك فإن قوله "أراضينا وأرض أجدادنا" لا يعدو أن يكون باطلا شائعا بين الناس لأسباب متعددة، وكل قيمته أنه خطأ شائع بين الجماهير التي تردد المثل المعروف "الخطأ المشهور خير من الصواب المهجور"!!
    ولكن الرد على هذه المقولات الكاذبة التي رددها رئيس وزراء العدو، والأجهزة الصهيونية منذ أن قامت هذه الحركة الباغية العدوانية... إن الرد ليس عسيرا فإن المراجع التي تؤيد الرد أكثر من أن تذكر وقد سردتها مجموعات كبيرة من الكتب في العديد من اللغات.
    ومن هذه المراجع فإننا نؤثر التوراة، والعهد القديم بالذات، فإنه هو الأساس الذي تعتمده الدعاوى الصهيونية في توكيد "الحق التاريخي" لليهود في فلسطين.
    ولا نكران أن التوراة قد تحدثت عن خروج العبرانيين من مصر، وعبورهم سيناء، وعن محاولتهم غزو فلسطين والاستيلاء عليها..
    ولكن التوراة نفسها تحكم على الغزوة اليهودية بالفشل والهزيمة..
    أجل لقد كانت غزوة العبرانيين لفلسطين،أرض كنعان، فاشلة على وجه التأكيد، كما أنهم منوا بهزائم منكرة، وانتهى "الخروج" الذي تحدثت عنه التوراة طويلا دون أن يحقق هدفه الأول والأخير، وهو الاستيلاء على فلسطين واحتلالها واقتلاع أهلها منها.
    وقد رأى القارئ العربي، في الفصول السابقة هذه الحقائق بارزة ناصعة فيما كتبته التوراة نفسها، وفيما اقتبسناه من عباراتها واستشهدنا به من الأحداث التي سردتها..
    وكذلك فإن أسطورة الوعد الإلهي لإبراهيم وذريته بأن تكون فلسطين ميراثا لهم ولأنسالهم من بعدهم، لم تكن مستقرة في وجدانهم، ذلك أنهم سرعان ما أن دخلوا برية سيناء، حتى عادوا إلى وثنيتهم فعبدوا العجل مكان "الرب" الذي أشارت إليه التوراة غير مرة بأنه يحارب عنهم ومعهم، ويصنع المعجزات لتدمير أعدائهم، ويسير أمامهم في عمود من نار في الليل، وفي سحاب من الغمام في النهار.. وإذا كان "الرب" لم يعد شيئا في عبادتهم فإن وعد "الرب" يكون قد سقط من حياتهم بالكلية.
    وقد تجسدت هذه المعاني على أبرز ما يكون في الوقائع الآتية:
    أولا: أن العبرانيين لم يكونوا يريدون الخروج من مصر وأنهم كانوا يؤثرون أن يتحملوا أعباء سخرة الفراعنة على المتاعب التي واجهتهم في "برية" سيناء وما لقوا فيها من متاعب وشظف.
    ثانيا: أن حكاية أرض الميعاد، لم تكن عقيدة ثابتة لدى جمهور العبرانيين الذين خرجوا من مصر وقطعوا أرض سيناء، ولم تكن تستهويهم في قليل أو كثير، فالموضوع كله هو من ابتداع أحبار اليهود، دسوه في التوراة.. فإن موسى من جانبه كان قد حدد للفرعون أن سبب الخروج "أن يعبد العبرانيون الرب في البرية". كما أنه قد حرص لدى خروجه من مصر أن "يضللهم" فقد قادهم في بداية الأمر في طريق لا يقود إلى فلسطين، حتى لا يظن العبرانيون أنهم ذاهبون لمحاربة الفلسطينيين كما ورد ذلك في نص التوراة نفسها.. وكذلك فإن العبرانيين من جانبهم قد طلبوا غير مرة وهم في سيناء أن يعود بهم إلى مصر حيث كانوا يلتهمون "قدور اللحم" حسب تعبير التوراة.
    ثالثا: ثم إن العبرانيين قد هموا غير مرة أن يقتلوا قائدهم موسى وأن ينصِّبوا رئيسا آخر مكانه حتى يعود بهم إلى مصر وينصرفوا عن فلسطين، وخاصة بعد أن عاد الجواسيس الذين أوفدهم موسى إلى فلسطين وأعلنوا في تقريرهم أن فلسطين فيها أقوام كثيرة، ومدنا محصنة، وأن أهلها أشداء ذوو بأس وسيقاتلون من أجل وطنهم ومدنهم وقراهم.
    رابعا: وقد وضع ذلك فعلا وحقيقة بعد أن دخل العبرانيون إلى فلسطين. فقد تصدى لهم أهل البلاد وقاوموهم مقاومة ضارية باسلة، سردنا أخبارها، كما أوردتها توراة اليهود أنفسهم..
    خامسا: وكان من أبرز الأحداث التي تناولتها التوراة بالتفصيل أن العبرانيين لم يستطيعوا احتلال البلاد.. فقد حاربهم "الفلسطينيون" في مواقع كثيرة، وأنزلوا فيهم خسائر جسيمة وأجلوهم عن نواح متعددة من البلاد، وكل ذلك ذكرته التوراة بالتفصيل كما شرحناه في الفصول السابقة.
    سادسا: وكان من أبرز تلك الأحداث التي أكدتها التوراة أكثر من مرة، أن العبرانيين لم يستطيعوا إجلاء أهل البلاد عن مدنهم وقراهم.. فقد بقي أهلها فيها "وسكنوا في وسط إسرائيل" كما ذكرت التوراة غير مرة، وكم وكم تكررت عبارة التوراة التي تقول أن أهل البلاد بقوا ساكنين فيها إلى هذا اليوم...
    وإذا كانت الأسفار الأولى من التوراة التي استعرضناها حتى الآن قد فصلت الحروب التي شنها أهل البلاد على الغزاة العبرانيين، فإن الأسفار التالية قد كرست كل صفحاتها على سرد أخبار الحروب الشاملة، حسب التعبير العسكري المعاصر، التي قام بها أهل البلاد لمقاومة الغزو الإسرائيلي.. ويكفي في هذا المجال أن نعود إلى سفرين كبيرين في التوراة هما صموئيل الأول، وصموئيل الثاني، وفيهما الوقائع المثيرة المذهلة..
    وأول ما يطالعنا في الإصحاح الرابع من سفر صموئيل الأول اعتراف حاسم بهزيمة الإسرائيليين حين يقول "وخرج إسرائيل للقاء الفلسطينيين للحرب ونزلوا عند حجر المعونة وأما الفلسطينيون فنزلوا في افيق واصطف الفلسطينيون للقاء إسرائيل واشتبكت الحرب فانكسر إسرائيل أمام الفلسطينيين وضربوا من الصف في الحقل نحو أربعة آلاف رجل.. وقال شيوخ إسرائيل لماذا كسرنا اليوم الرب أمام الفلسطينيين؟" وهذا هو تساؤل الإسرائيليين كما أوردته التوراة.
    وتقول التوراة بعد ذلك، أن شيوخ إسرائيل قد أجمعوا رأيهم أن يأخذوا تابوت عهد الرب "ويدخل في وسطهم" لعلهم ينتصرون على الفلسطينيين.. وتابوت الرب كان دائما مثل كتيبة "مدرعاتهم" في جميع حروبهم.
    وكان الأمر كذلك، فقد حملوا تابوت الرب، ونترك للتوراة أن تتحدث عن مصير الحرب.. تقول التوراة أنه "عند دخول تابوت عهد الرب.. أن جميع إسرائيل هتفوا هتافا عظيما حتى ارتجت الأرض فسمع الفلسطينيون صوت الهتاف وعلموا أن تابوت الرب جاء إلى المحلة (الميدان). فخاف الفلسطينيون لأنهم قالوا قد جاء الله، وقالوا ويل لنا لأنه لم يكن لنا مثل هذا منذ أمس ولا ما قبله.. من ينقذنا من يد هؤلاء الآلهة القادرين.. هؤلاء هم الآلهة الذين ضربوا مصر الضربات. تشددوا وكونوا رجالا أيها الفلسطينيون لئلا تستعبدوا للعبرانيين كما استعبدوا هم لكم. فكونوا رجالا حاربوا" وهذا أيضا هو كلام التوراة.. فيه تلخيص لموقف الفلسطينيين وإصرارهم على الحرب..
    ثم تمضي التوراة في كلامها لتقول "فحارب الفلسطينيون وانكسر إسرائيل وهربوا كل واحد إلى خيمته، وكانت الضربة عظيمة جدا وسقط من إسرائيل ثلاثون ألف رجل وأخذ الفلسطينيون تابوت الله".
    وهكذا انتهت المعركة بهذه الهزيمة الكبرى وسقط "تابوت الرب" غنيمة في يد الفلسطينيين، ويقول الإصحاح الخامس بعد ذلك في عبارته الأولى، "فأخذ الفلسطينيون تابوت الله من حجر المعونة إلى أشدود وأدخلوه إلى بيت داجون..".
    ولم يستطع الإسرائيليون أن ينقذوا تابوت الرب من يد الفلسطينيين، ولكن المعجزات قد تدخلت فأنقذت تابوت الرب وأعادته إلى أهله، ومن هذه المعجزات التي ذكرتها التوراة أن ضربات شديدة نزلت بالفلسطينيين وأفشت فيهم "البواسير" حتى أعادوا تابوت الرب إلى العبرانيين.
    أما الهزيمة التي نزلت بإسرائيل، فلم يستطع الإسرائيليون التصدي لها إلا بالمعجزات الخرافية كذلك. فقد قام فيهم نبي جديد وهو آخر قضاتهم واسمه صموئيل فصنع المعجزة حيث تقول التوراة "وأخذ صموئيل حملا رضيعا وأصعده محرقة بتمامه للرب. وصرخ إسرائيل إلى الرب من أجل إسرائيل فاستجاب له الرب.. وتقدم الفلسطينيون لمحاربة إسرائيل فأرعد الرب بصوت عظيم على الفلسطينيين وأزعجهم فانكسروا أمام إسرائيل.. فذل الفلسطينيون ولم يعودوا بعد للدخول في تخم إسرائيل وكانت يد الرب على الفلسطينيين كل أيام صموئيل.. والمدن التي أخذها الفلسطينيون رجعت إلى إسرائيل واستخلص إسرائيل تخومه من يد الفلسطينيين وكان صلح بين إسرائيل والأموريين".
    وواضح من كلام التوراة أن انكسار الفلسطينيين هو خرافة. واسترداد الإسرائيليين للمدن، هو أسطورة.. وتكون الحصيلة النهائية لهذه المعارك الحربية بين إسرائيل والفلسطينيين أن الفلسطينيين لم ينكسروا وأنهم بقوا في وطنهم وأن الهزيمة بقيت في أعناق الإسرائيليين ولم يستطيعوا استرجاع مدينة واحدة من قبضة الفلسطينيين.
    والمعادلة بسيطة للغاية، فإن ما كان أسطورة وخرافة في البداية، لا يمكن أن يكون حقيقة في النهاية.. وإن الأموريين الذين تقول التوراة أنه وقع صلح بينهم وبين إسرائيل، إذا صحت الرواية، فإنهم من القبائل العربية التي كانت تقطن فلسطين قبل غزوة بني إسرائيل.. وهذا دليل توراتي آخر على عروبة فلسطين منذ قديم الزمان..
    وفي سياق الحروب بين الفلسطينيين والإسرائيليين فقد كشفت التوراة عن الفجوة الكبرى بين أهل البلاد الفلسطينيين والغزاة الإسرائيليين، وعن تقدم الأولين في مجال الصناعة الحربية، حسب تعبير اليوم، وتخلف الآخرين
    حتى في الصناعة البدائية.




    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] جبل جلبوع هو الذي يعرف اليوم جبل فقوعة في قضاء جنين.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    تكملة كتاب خرافات يهوديه Empty رد: تكملة كتاب خرافات يهوديه

    مُساهمة من طرف زائر السبت نوفمبر 15, 2008 11:57 pm


    وتقول التوراة (الإصحاح الثالث عشر من سفر صموئيل الأول) في وصف هذه الفجوة أنه "لم يوجد صانع في كل أرض إسرائيل.. لأن الفلسطينيين قالوا لئلا يعمل العبرانيون سيفا أو رمحا، بل كان ينزل كل إسرائيل إلى الفلسطينيين لكي يحدد كل واحد سكته و منجله وفأسه ومعوله عندما كلت حدود السكك والمناجل والمثلثات الأسنان والفؤوس ولترويس المناسيس".
    [ إلى آخر هذا التفصيل الجزئي الذي يثبت تخلف الإسرائيليين و"احتكار" الفلسطينين لصناعة الأسلحة .. كاحتكار روسيا وأمريكا للأسلحة المتطورة في هذا الأيام .. ومعنى ذلك أن الإسرائيليين كانوا عالة على الفلسطينيين حين تنشلم فؤوسهم فلا يسنها إلا الفلسطينيون .
    بل إن التوراة تذهب إلى أبعد من ذلك لتكشف أن الإسرائيليين لم يكن عندهم سيف ولا رمح فتقول بعبارة واضحة.. "وكان في يوم الحرب أنه لم يوجد سيف ولا رمح بيد جميع الشعب الذي مع شاول (ملك الإسرائيليين) ومع يوناثان (ابنه). على أنه وجد مع شاول ويوناثان ابنه".
    ولذلك فإن من حقنا أن نكذب زعم الإسرائيليين أنهم احتلوا بلاد الفلسطينيين، وهذه الفجوة الحضارية بينهما فيما تصفه التوراة.. فهؤلاء الغزاة لا يستطيعون حتى "تحديد" فؤوسهم ومناسيسهم من أجل الزراعة، فكيف يستطيعون احتلال البلاد؟
    ولكن عبارة "كان ينزل كل إسرائيل إلى الفلسطينيين لكي يحدد كل واحد سكته الخ" فيها دلالات أكثر أهمية، فهي تثبت بنص التوراة أن الفلسطينيين كانوا يملأون وطنهم، بل كانوا يحيون فيه حياة متطورة متقدمة وكان الغزاة يقصدونهم في أبسط حاجياتهم البدائية.
    أما ما ورد في التوراة عن انتصاراتهم فلا يعدو أن يكون الأمر إحدى خرافاتهم الكثيرة، لأن التوراة نفسها تشير في كثير من المواضع إلى الخوارق التي كان يصنعها أنبياؤهم وقضاتهم، مثل إحراق حمل رضيع قربانا إلى السماء، وهذا هو واحد فقط من "الخوارق" التي ذكرتها التوراة.
    وحتى هذه الانتصارات المزعومة، فقد اقتصرت على عودة الفلسطينيين إلى مواقعهم أو خطوطهم حسب التعبير العسكري المعاصر، فنحن نقرأ في الإصحاح الرابع عشر من سفر صموئيل الأول قوله عن نهاية أحد المعارك "فصعد شاول (ملك الإسرائيليين) من وراء الفلسطينيين وذهب الفلسطينيون إلى مكانهم".
    "ومكانهم" هذه لا تعني إلا وطنهم.. فأين كلام التوراة هذا من خطاب بيجن رئيس وزراء العدو، الذي وجهه إلى الشعب المصري حين قال "إننا عدنا إلى أرض أجدادنا وأقمنا استقلالنا في أراضينا"؟
    وحتى في المعركة الشهيرة التي يفاخر بها بنو إسرائيل، والتي جرت بين جالوت (جوليات) والنبي الملك داود، فلم تستطع التوراة أن تكتم حقيقة الوجود الفلسطيني كشعب في وطنه.. ففي صدر الإصحاح السابع عشر من سفر صموئيل الأول، وهو السفر الذي يصف المعركة تقول التوراة "وجمع الفلسطينيون جيوشهم للحرب.. وكان الفلسطينيون وقوفا على جبل من هنا، وإسرائيل وقوفا على جبل من هناك والوادي بينهم".
    وهذه المعركة كما تذكر التوراة لم تكن مواجهة حربية بين الجيشين ولكنها كانت مبارزة بين داود حامل المقلاع وبين جليات لابس الدرع..سقط في نهايتها (جليات) بطل الفلسطينيين.. واعتبرت نصرا للإسرائيليين وفق تقاليد تلك الأيام..
    وحتى بعد هذه الهزيمة الرمزية، التي مني بها الفلسطينيون،فقد ظلوا يقاتلون الإسرائيليين عند كل سانحة، وترى التوراة في الإصحاح الثالث والعشرين من سفر صموئيل الأول، تصف معركة أخرى يشنها الفلسطينيون، فتقول التوراة أن الإسرائيليين "أخبروا داود (النبي الملك) قائلين هو ذا الفلسطينيون يحاربون قعيلة (أحد المواقع في فلسطين) وينهبون البيادر.. فسأل داود الرب قائلا: "أأهب وأضرب هؤلاء الفلسطينيين وأخلص قعيلة؟" فرضي الرب وقال له أنه سيحارب معه.
    ولكن رجال داود ترددوا وخافوا من محاربة الفلسطينيين وتعترف التوراة بذلك حيث تقول: "فقال رجال داود له ها نحن هنا في يهوذا خائفون فكم بالحري إذا ذهبنا إلى قعلية ضد صفوف الفلسطينيين. ولكن الرب قال لداود: قم انزل إلى قعيلة فإني أدفع الفلسطينيين ليدك". أي أن الرب هو الذي سيحارب عن بني إسرائيل كعادته وسينصرهم كعادتهم.
    وتقول التوراة بعد ذلك "فذهب داود ورجاله إلى قعيلة وحارب الفلسطينيين وساق مواشيهم وضربهم ضربة عظيمة وخلَّص داود سكان قعيلة".
    ولكن التوراة تتراجع لتكذب نفسها حين تقول في نهاية الإصحاح الثالث والعشرين.. "فجاء رسول إلى شاول (ملك بني إسرائيل) يقول أسرع واذهب لأن الفلسطينيين قد اقتحموا الأرض". وهكذا فإن "أجداد" بيجن إذا صح نسبه إليهم – قد انهزموا غير مرة أمام أجداد الفلسطينيين، وأن الأمر لم يستقر لبني إسرائيل في فلسطين حتى في عهد داود الذي يعتبره اليهود مؤسس الدولة اليهودية في فلسطين ويسمون بيت المقدس بأنها مدينة داود.. ويكفينا دليلا ما ترويه التوراة نفسها، ومن توراتك أدينك يا إسرائيل..
    ولكن الطريفة الكبرى التي ترويها التوراة في سياق سردها للحروب التي وقعت بين الفلسطينيين والإسرائيليين ما حدث من الوحشة والفرقة بين شاول الملك الأول لليهود، وداود الملك الثاني.

    وليس أسهل من الرجوع إلى الإصحاحات الأخيرة في سفر صموئيل الأول لنرى حقائق مذهلة تدعو لا إلى بالغ الدهشة فحسب ولكن لتثبت الوجود القومي للشعب الفلسطيني في وطنه، وأن الغزو اليهودي لا يعدو أن يكون حدثا عابرا تصدى له الشعب الفلسطيني بالمقاومة الضارية ولم يترك له فرصة الاستقرار والسكينة.
    يبدأ الإصحاح السابع والعشرون بعبارة بعيدة الدلالة تقول "وقال داود في قلبه إني سأهلك يوما بيد شاول فلا شيء خير من أن أفلت إلى أرض الفلسطينيين فييأس شاول مني فلا يفتش علي بعد في جميع تخوم إسرائيل فأنجو من يده.." أي أنه عزم أن يلجأ إلى أرض الفلسطينيين لينجو من منافسه اللدود شاول.
    وهذا ما حدث فعلا فإن التوراة تقول "فقام داود وعبر هو والست مائة رجل الذين معه إلى اخيش بن معوك ملك جت (إحدى مقاطعات فلسطين)، وأقام داود عنده هو ورجاله.. فأخبر شاول أن داود قد هرب إلى جت فلم يعد أيضاً يفتش عليه وهكذا أمن داود من بطش شاول واتخذ من أرض الفلسطينيين ملجأ "ومعه امرأتاه" كما تقول التوراة، وأما اخيش فهو ملك عراق المنشية في فلسطين.
    وتقول التوراة أن داود طلب من ملك اخيش "مكانا" في إحدى قرى الحقل ليسكن هناك "حتى لا يسكن عبدك في مدينة المملكة" فأعطاه اخيش في ذلك اليوم إحدى المدن.. "وكان عدد الأيام التي سكن فيها داود في بلاد الفلسطينيين سنة وأربعة أشهر".. وقد كان هذا هو اللجوء الأول فقد لجأ داود إلى أرض الفلسطينيين مرة أخرى.

    وداود هذا هو مؤسس دولة إسرائيل كما تزعم التقاليد اليهودية، قد أقام في أرض الفلسطينيين هذه المدة الطويلة لاجئا عند أجدادنا، عند الشعب الفلسطيني، لا أجداد بيجن كما يردد في خطابه إلى الشعب المصري.
    ثم تبرز التوراة النزعة العدوانية المتأصلة في داود وشعبه، فهو بدلا من أن يقنع بحياة اللاجئين ويلتزم بتقاليد اللجوء السياسي راح يشن الغارات على أهل البلاد المجاورين لسكناه.. فنراها تقول "وصعد داود ورجاله وغزوا الجشوريين والجرزيين والعمالقة لأن هؤلاء من قديم سكان الأرض من عند شور إلى أرض مصر".
    وهذا الاعتراف التوراتي في غاية الخطورة لأنه يثبت ثلاثة أشياء:
    الأول: أن داود قد أراد أن يسكن في قرية بعيدا عن عاصمة الملك ليتخذ منها منطلقا للعدوان..
    وثانيا: أن هذه الأرض الشاسعة من حدود (شور إلى أرض مصر) هي وطن أهل البلاد من قديم الزمان، تسكنها قبائلها التي سردت أسماءها – وأولئك هم أهل البلاد الأصليون، وهم أجداد الشعب الفلسطيني.
    وثالثا: أن الغزو كان عادة داود وشعبه فتقول التوراة "هكذا فعل داود وهكذا عادته كل أيام إقامته في بلاد الفلسطينيين" وهذه هي عبارة التوراة من غير زيادة ولا نقصان.
    وينتهي الإصحاح الثامن والعشرون من سفر صموئيل الذي نحن بصدده، بسرد التفاصيل الوافية عن المعركة الكبرى التي نشبت بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي تعرف في تاريخ اليهود بمعركة جلبوع وانتهت إلى أسوأ الهزائم التي مني بها العبرانيون في غزوهم لفلسطين.
    ويبدأ الإصحاح التاسع والعشرون من سفر صموئيل بقوله: "وجمع الفلسطينيون جميع جيوشهم إلى افيق.. وكان الإسرائيليون نازلين على العين التي في يزرعيل.. وعبر أقطاب الفلسطينيين مئات وألوفا". والمواقع المذكورة معروفة إلى يومنا هذا.
    وبعد هذا الحديث في صيغة الجمع عن الفلسطينيين وجيوشهم مئات وألوفا، سردت التوراة كيف أن الفلسطينيين طردوا داود من صفوفهم لأنهم لم يكونوا يأمنون جانبه في حربهم مع الإسرائيليين، "حتى لا يكون لنا عدوا في الحرب" حسب تعبير التوراة. وكان داود لاجئا عند الفلسطينيين يومئذ، كما أسلفنا..
    وتمضي التوراة في صدر الإصحاح الحادي والثلاثين تقول في صريح العبارة "وحارب الفلسطينيون إسرائيل فهرب رجال إسرائيل من أمام الفلسطينيين وسقطوا قتلى في جبل جلبوع"
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
    وكان من نتيجة هذه المعركة الباسلة أن شاول نفسه قد "انجرح جدا من الرماة.. وأخذ شاول السيف وسقط عليه ومات". وفعل مثله حامل سلاحه ومات معه.
    وتختم التوراة نتيجة هذه المعركة بالقول "إن شاول مات وبنوه الثلاثة وحامل سلاحه وجميع رجاله في ذلك اليوم". أي أن الإسرائيليين قد فنوا على بكرة أبيهم..
    ولكن ما هو أهم من ذلك أن التوراة، تسجل في عبارات راجفة حزينة الهزيمة التي مني بها الإسرائيليون حين تقول "ولما رأى رجال إسرائيل الذين في عبر الوادي والذين في عبر الأردن أن رجال إسرائيل قد هربوا وأن شاول وبنيه قد ماتوا تركوا المدن وهربوا فأتى الفلسطينيون وسكنوا بها". أي أن الفلسطينيين سكنوا في مدنهم هم بعد أن أجلوا الإسرائيليين عنها..
    فهل من اعتراف أدل من هذا الاعتراف على أكاذيب الدعاوى الصهيونية وعلى المقولات الباطلة التي سردها رئيس وزراء العدو في خطابه إلى الشعب المصري.. دون أن يجد الشعب المصري ردا عليها، يفندها ويكذبها ومن صميم التوراة نفسها، ناهيك عن المراجع التاريخية الأخرى.
    ولكن الإصحاح الحادي والثلاثين من سفر صموئيل الأول قد سجل في نهايته الفرحة الكبرى التي عمت الفلسطينيين الذين حققوا ذلك الانتصار الرائع في معركة جلبوع.. حين قال في عبارته الختامية "إن الفلسطينيين حين جاءوا في الغد إلى ميدان المعركة وجدوا شاول وبنيه الثلاثة ساقطين في جبل جلبوع فقطعوا رأسه ونزعوا سلاحه وأرسلوا إلى أرض الفلسطينيين في كل جهة لأجل التبشير ووضعوا سلاح شاول وسمروا جسده على سور بيت شان (بيسان)". ولم يجد الإسرائيليون ما يفعلوه إلا أن يتسللوا تحت جنح الظلام "وأخذوا جسد شاول وأجساد بنيه عن سور بيت شان.. وأحرقوها وأخذوا عظامهم ودفنوها وصاموا سبعة أيام".
    ذلكم هو تاريخ الوجود الإسرائيلي والوجود الفلسطيني في فلسطين كما سردته التوراة في إطار حروب طاحنة شنها الشعب الفلسطيني على بني إسرائيل فألحق بهم الهزائم المنكرة وأجلاهم عن المدن التي احتلوها وعاد إليها أصحابها ليسكنوا بها، هم وأحفادهم من بعدهم.
    وتلك هي سيرة أجداد الإسرائيليين وبيجن معهم إذا صح نسبه إليهم، أوضحتها التوراة بكل جلاء، فلم تكن أكثر من غزوة عابرة لم يكتب لها الاستقرار والدوام.
    ولم يبق على الحكم العربي المعاصر لمعظمه أو بعضه إلا أن يتعرف على هذه الحقائق التوراتية.. ويؤمن بالحق العربي في فلسطين إيمان اليهود بباطلهم


    .





    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] جبل جلبوع هو الذي يعرف اليوم جبل فقوعة في قضاء جنين.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    تكملة كتاب خرافات يهوديه Empty رد: تكملة كتاب خرافات يهوديه

    مُساهمة من طرف زائر الأحد نوفمبر 16, 2008 12:01 am

    الفصل الحادي عشر







    النـبي الزاني والنـــازي..
    مـن هــو؟
    Anonymous
    زائر
    زائر


    تكملة كتاب خرافات يهوديه Empty رد: تكملة كتاب خرافات يهوديه

    مُساهمة من طرف زائر الأحد نوفمبر 16, 2008 12:03 am



    "ينبغي أن تعلموا أننا عدنا إلى أرض أجدادنا.. وأقمنا استقلالنا في أراضينا".
    هكذا خاطب بيجن رئيس وزراء العدو الشعب المصري، وبلهجة الأمر. ينبغي أن تعلموا مكررا دعواه الباطلة في "الحق التاريخي" لليهود في فلسطين.
    وبالمقابل فإن التوراة تعود لتكرر تكذيبها للدعوى اليهودية، مثبتة بالوقائع والأحداث أن هذه الدعوى باطلة من أساسها، ولا صحة لها، وأن الحق التاريخي في فلسطين ليس لليهود، ولكنه لأصحاب البلاد الشرعيين الذين كانوا يستوطنون وطنهم قبل الغزوة اليهودية بأجيال ثم تصدوا لمقاومة العدوان اليهودي في حرب متصلة امتدت عشرات السنين.
    وكل هذه الأحداث والوقائع، كما سنراها، سردتها التوراة، التي هي الأساس الوحيد للدعوى اليهودية، وكأنما التوراة نفسها واقفة بالمرصاد للمزاعم الصهيونية، تردها واحدة واحدة، ولتقف القضية الصهيونية بعد ذلك من غير دليل ولا حجة.. هكذا معلقة في الهواء.
    ومن أبرز أسفار التوراة في تكذيب الدعوى الصهيونية وتفنيد المقولات الباطلة التي رددها بيجن في خطابه إلى الشعب المصري.. هو سفر صموئيل الثاني، فقد تضمن هذا السفر وقائع حاسمة تهدم القضية الصهيونية من الرأس إلى الأساس..
    ويأتي في صدر ما يطالعنا في الإصحاحين الأول والثاني من سفر صموئيل أنه بعد أن سقط شاول وجيشه في معركة جلبوع الشهيرة، فإن الرب قد أذن لداود أن يصعد إلى حبرون الخليل حيث سكن فيها هو وزوجتاه، وحيث "أتى رجال يهوذا ومسحوا هناك داود ملكا على بيت يهوذا"، وبهذا أصبح داود الملك الثاني على اليهود بعد شاول..
    ولكن ابن شاول قد نازعه الملك، كما تقول التوراة، وأصبح ملكا على كل إسرائيل "لمدة سنتين.. وأما بيت يهوذا فإنهم اتبعوا داود وكانت المدة التي ملك فيها داود في حبرون سبع سنين وستة أشهر".. هكذا تحكي التوراة..
    وكائنا من كان ملك اليهود في تلك الحقبة أهو داود أو ابن شاول فإن الواقعة الأساسية التي تبرز في رواية التوراة أن بيت المقدس لم تكن في حوزة اليهود.. فإن داود نصب ملكا في حبرون الخليل وأقام فيها ما يزيد على سبع سنوات.
    ونخلص من هذه الواقعة، أن الوجود اليهودي في فلسطين لم يكن يتجاوز مدينة الخليل في أحسن الفروض، وأن باقي البلاد وخاصة بيت المقدس كانت بأيدي أصحابها من اليبوسيين، وهم الذين أسسوها وبنوها.
    وظاهر كذلك من التوراة نفسها، أن الوجود اليهودي في فلسطين لم يكن مستقرا، وأن الملك لم يكن مثبتا لداود فإن الإصحاح الثالث من السفر الذي نحن بصدده يقول في عبارة تسمع فيها رنة الحزن أن "الحرب كانت طويلة بين بيت شاول وبيت داود" ، واختارت التوراة أن تكتم مدتها.
    وفي خضم هذه الحرب بين بيت داود وبيت شاول تسرد التوراة حكاية منحطة لا أخلاقية وما أكثر أمثالها في التوراة، وتقرر هذه الحكاية مصير الملك في تاريخ الدولة اليهودية.
    تقول التوراة في هذا الصدد أنه كانت لشاول سرية اسمها رصفة.. وقد دخل عليها ابنير رئيس جيش شاول.. فاغتاظ ابن شاول وقال لرئيس الجيش.. "لماذا دخلت إلى سرية أبي" وما كان من أمر رئيس جيش شاول إلا أن أغلظ الكلام مع ابن شاول وأنذره "بنقل الملك من بيت شاول وإقامة كرسي داود على إسرائيل ويهوذا".. هكذا من أجل خاطر السرية التي دخل عليها رئيس جيش شاول سنرى أن الملك سينقل إلى داود.
    وما أن تسرد التوراة حكاية هذه "السرية" حتى تدخل في سرد حكاية نسائية أخرى لا تقل عن الأولى فحشا وانحطاطا.
    وهنا تقول التوراة أن ابنير رئيس جيش شاول قد عرض ولاءه على داود غضبا على ابن شاول ولكن داود اشترط عليه أن "لا يراه ما لم يأت أولا بميكال بنت شاول حين تأتي لترى وجهي".
    وكان ميكال زوجة ذات بعل اسمه "بن لايش" فتم لداود ما أراد، كما تقول التوراة، وأخذت المرأة "من عند رجلها.. وكان رجلها يسير معها ويبكي وراءها"، وقال له ابنير رئيس الجيش ارجع فرجع.. وهكذا تم للملك داود ما أراد وانتزع المرأة من زوجها الحزين.
    وما أن تنتهي هذه الحكاية التوراتية المخزية، حتى تقول التوراة أن ابنير كلم شيوخ إسرائيل أن الرب وعد داود "بأن عبدي داود يخلص شعبي إسرائيل من يد الفلسطينيين ومن أيدي جميع أعدائهم" ومن هذا الكلام الواضح كما ورد في الإصحاح الثالث من هذا السفر أن الفلسطينيين ما زالوا في وطنهم يقاومون الغزوة اليهودية وأن بني إسرائيل يتطلعون إلى داود أن "يخلصهم من الفلسطينيين ومن جميع أعدائهم".
    ولكن الإصحاح الخامس ينقلنا إلى كلام أكثر وضوحا حين يقول في صدد ملكية داود، "إن جميع أسباط إسرائيل جاءوا إلى داود في حبرون الخليل فقطع داود معهم عهدا أمام الرب وسموا داود ملكا على إسرائيل.. وكان داود ابن ثلاثين سنة، وملك أربعين سنة في حبرون وملك على يهوذا سبع سنين وستة أشهر، وفي أورشليم ملك ثلاثا وثلاثين سنة على جميع إسرائيل ويهوذا".
    وتبرز بعد ذلك عبارة تصيح بأعلى صوتها تقول بلسان التوراة "وذهب الملك ورجاله إلى أورشليم إلى اليبوسيين سكان الأرض فكلموا داود قائلين لا تدخل إلى هنا". وهذا الكلام هو أول مراحل المقاومة وقديما قال العرب: فإن الحرب أولها الكلام.
    والمعنى الواضح من هذا الكلام الواضح.. أن اليبوسيين هم أهل أورشليم، وكانوا فيها قبل داود وأنهم "سكان الأرض" وهؤلاء هم أجداد الفلسطينيين، وليسوا أجداد بيجن ولا أجداد الإسرائيليين، الغزاة المعتدين.
    وتقول التوراة أن داود "أخذ حصن صهيون وبنى فيه قلعة"- وصهيون هو الجبل الجنوبي لبيت المقدس – ومعنى ذلك ان داود لم يتمكن من إحتلال بيت المقدس إلا بعد ذلك بزمن، وأنه اقتصر إقامته بادئ الأمر على جبل صهيون، وبقي بيت المقدس بيد أصحابه، وسمي الحصن مدينة داود..
    ثم تمضي التوراة في الكشف عن مزيد من الوقائع التي تثبت الوجود القومي الفلسطيني فتقول في منتصف الإصحاح الخامس أنه "سمع الفلسطينيون أنهم الإسرائيليين قد سموا داود ملكا فصعد جميع الفلسطينيين ليفتشوا على داود"، أي أن الفلسطينيين تجمعوا لمحاربة داود وإجلائه عن بيت المقدس وراحوا يفتشون عليه تفتيشا. وتقول التوراة "ولما سمع داود نزل إلى الحصن. وجاء الفلسطينيون وانتشروا في وادي الرفائيين" وكان ذلك استعدادا للحرب.
    وهنا تعود التوراة إلى حرب المعجزات فتقول "إن داود سأل من الرب قائلا أأصعد إلى الفلسطينيين أتدفعهم إلى يدي" وكأنه بهذا السؤال يريد أن يعرف إذا كان الرب سيحارب عن اليهود.. حسب العادة. فقال الرب لداود حسب رواية التوراة "إني دفعا أدفع الفلسطينيين ليدك.. فقام داود وضرب الفلسطينيين وقال اقتحم الرب أعدائي أمامي كاقتحام المياه.." إلى آخر حرب المعجزة.
    ورغما عن ذلك فإن التوراة تتراجع فتقول "ثم عاد الفلسطينيون فصعدوا أيضا وانتشروا في وادي الرفائيين"، ليستأنفوا الحرب من جديد، ويظهر أنهم بعثوا إلى الحياة من جديد ليقاتلوا بعد أن أفناهم الإسرائيليون، كما أسلفت التوراة!!
    ولم يستطع داود أن ينتصر على الفلسطينيين هذه المرة كذلك إلا بواحدة من معجزات التوراة الكثيرة، فتقول التوراة في ختام الإصحاح الخامس أن الرب قال لداود "لا تصعد إلى الفلسطينيين بل در من وراءهم.. ويخرج الرب أمامك لضرب محلة الفلسطينيين، ففعل داود كذلك كما أمر الرب وضرب الفلسطينيين من جبع إلى مدخل جازر". ثم تمضي التوراة بعد ذلك تسرد أخبار داود فإذا بها تكشف عن حادثة بشعة ترد على تبجحات بيجن رئيس وزراء العدو، حين يفاخر في خطابه إلى الشعب المصري "بالتقاليد الإنسانية العظيمة التي تركها أنبياؤنا" حسب تعبير الزعيم الإرهابي اليهودي.
    ولن نحاول هنا أن نعيد للذاكرة أعمال الإرهاب البشعة التي قادها ونفذها هذا السفاح الأثيم.. ولكننا نرى أن نرد على تبجحاته من سلوك واحد من أنبيائه الذين فصلت التوراة إحدى كبائره التي ارتكبها مع زوجة أحد جنوده الذين كانوا يخوضون القتال في ساحة الوغى..
    والحادثة الشنيعة التي نشير إليها يمكن اعتبارها من أبشع الجرائم الخلقية المدونة في التاريخ الإنساني وسنترك لتوراة اليهود نفسها أن تسرد الحكاية من أولها إلى آخرها.
    يقول الإصحاح الحادي عشر من سفر صموئيل الثاني عند سرده للحرب التي قامت بين داود وعدد من ملوك البلاد أن داود لم يخرج بنفسه إلى الحرب ولكنه أقام في أورشليم.
    وفي هذا السياق تبدأ التوراة لتقول "وكان في وقت المساء أن داود قام من سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحم.. وكانت المرأة جميلة المنظر جدا، فأرسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد (ربما من خدمه) هذه بتشع بنت اليعام امرأة اوريا الحثي، فأرسل داود رسلا وأخذها فدخلت إليه واضطجع معها وهي مطهرة من طمثها ثم رجعت إلى بيتها" واوريا الحثي كما سنرى من سياق القصة كان من الجنود المحاربين في المعركة وكان رئيس الجيش اسمه يؤآب.

    وواضح من هذه القصة، أن النبي الملك داود اغتصب هذه المرأة واضطجع معها حراما. وأصرت التوراة في سردها كأنما الذين كتبوها كانوا على مقربة من فراش الزنا، بل ومن جسد المرأة الشقية حتى استطاعوا أن يؤكدوا أنها كانت "مطهرة من طمثها" وهذه حالة جسدية سرية يؤكدها أحبار اليهود كأنهم كانوا شركاء داود في فعلته البشعة.. أو أن داود قد أفضى إليهم بذلك.. أو أن المرأة الشقية قد أكدت لهم هذه الواقعة، وإلا فكيف عرفت التوراة أن المرأة كانت طاهرة من طمثها؟!
    وتقول التوراة بعد ذلك "وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود وقالت إني حبلى". و إلى هنا فإن الحادثة جريمة زنا عادية تزداد بشاعتها حين يكون مقترفها نبيا أو ملكا.. ولكن الأمر يتطور إلى جريمة أخرى. إلى جريمة إلباس الجنين إلى زوجها، وبطريقة قبيحة!!
    والتوراة لا تتورع عن ذكر التفاصيل.. ذلك أن داود بعد أن علم أن المرأة حامل اتجه فكره إلى التستر على جريمة الزنا.. والتستر على حمل المرأة والجنين الذي في أحشائها.
    وهنا تقول التوراة "فأرسل داود إلى يؤآب رئيس الجيش يقول أرسل إلى اوريا الحثي فأرسل يوآب اوريا إلى داود فأتى اوريا إليه فسأل داود عن سلامة يؤآب وسلامة الشعب ونجاح الحرب"، تماما كما يفعل الملك الحريص على شعبه وقائده وعلى مصير الحرب..
    ومضت التوراة تقول "وقال داود لاوريا انزل إلى بيتك واغسل رجليك" وداود يريد بذلك أن يذهب اوريا إلى زوجته وينام معها، حتى يكون الجنين له، ولا يدري أحد بفعلة داود.

    ولكن اوريا الحثي لم يذهب إلى بيت زوجته بل نام على "باب بيت الملك مع جميع عبيد سيده ولم ينزل إلى بيته" كما تقول التوراة.
    ولما علم داود بذلك دعا إليه اوريا الحثي وقال له "أما جئت من السفر فلماذا لم تنزل إلى بيتك"، وكان داود حريصا جدا أن يذهب اوريا الحثي إلى بيته وينام مع زوجته سترا للفضيحة..
    غير أن اوريا الحثي، شأنه في ذلك شأن الجندي الشجاع الحريص على واجبات الجندية، أجاب داود جوابا تمثلت فيه الشهامة والمروءة، فقال لداود، وكأنه ينطق بالإعدام الأدبي على مليكه داود.. "إن يهوذا يعني الشعب ساكنون في الخيام وسيدي يوآب رئيس الجيش وعبيد سيدي نازلون على وجه الصحراء وأنا آتي إلى بيتي لآكل وأشرب وأضطجع مع امرأتي.. وحياتك وحياة نفسك لا أفعل هذا الأمر".
    سمع داود هذا الجواب فلم ترق له هذه المروءة.. وانطلق فكره في مثل وميض البرق إلى تنفيذ خطة أخرى، فقال لاوريا وهو يضمر أمرا "أقم هنا اليوم أيضا وغدا أطلقك فأقام اوريا في أورشليم ذلك اليوم وغده" كما تحكي التوراة.
    وراح داود ينفذ الخطة التي في رأسه وتروي التوراة أن "داود دعا أوريا فأكل أمامه وشرب وأسكره وخرج عند المساء ليضطجع في مضجعه مع عبيد سيده.. و إلى بيته لم ينزل".
    والتوراة حين تقول أن داود "أسكر" أوريا الحثي إنما أراد أن يشوقه إلى زوجته ورأسه مملوءة بالخمر.. ولكن أوريا رفض بإباء.. "و إلى بيته لم ينزل" كما تؤكد التوراة.
    وأدرك داود أن الخطة لم تفلح.. فتفتحت قريحته على خطة أخرى ليتخلص من اوريا نهائيا.. وتكشف التوراة عن تفاصيل هذه الخطة الجهنمية..
    تقول التوراة "وفي الصباح كتب داود مكتوبا إلى يؤآب رئيس الجيش وأرسله بيد اوريا" وسافر اوريا إلى ميدان المعركة وهو يحمل بيده كتاب موته.
    وتقول التوراة "يقول داود في المكتوب. اجعلوا اوريا في وجه الحرب الشديدة وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت" هكذا بالعبارة والكلمة، وبالحرف الواحد كما تقول التوراة.. يضرب ويموت..
    ثم تكمل التوراة الحكاية فتقول أن يؤآب جعل اوريا في الموضع المطلوب.. وأثناء الحرب "سقط بعض الشعب من عبيد داود ومات اوريا الحثي أيضا.. وأرسل يؤآب وأخبر داود بجميع أمور الحرب.."ومات اوريا شهيد الغدر وضحية الشرف والشهامة..
    ثم تعود التوراة إلى امرأة اوريا فتقول عنها "إنها لما سمعت أنه قد مات اوريا رجلها ندبت بعلها ولما مضت المناحة أرسل داود وضمها إلى بيته وصارت له امرأة وولدت له ابنا" وسنرى أن هذه الزوجة قد ولدت لداود ابنا هو سليمان، نبي آخر من أنبياء إسرائيل وملك من ملوكهم، وابن زانية، على ذمة التوراة، ونسأل الله العفو والعافية.
    ولسنا في حاجة إلى تعليق على هذه القصة المخزية في تاريخ اليهود، وفي التوراة نفسها.. فقد بدأت هذه القصة بالزنا، وانتهت بالقتل، ومع هذا فإن زعماء الصهيونية لا يتورعون أن يتحدثوا عن القيم الإنسانية الرفيعة التي تركها لهم "أنبياء إسرائيل" كما يقول بيجن رئيس وزراء العدو في خطابه إلى الشعب المصري.
    ولا يفوتنا في هذا المجال أن نشير إلى ملاحظة عامة وهي أن بطل الشهامة والمروءة في هذه المأساة، وهو اوريا الحثي لم يكن يهوديا ولا إسرائيليا، ولكنه كما يدل عليه اسمه، كان جنديا في الجيش اليهودي، وهو من أصل حثي.. والحثيون هم من أقوام الشرق الأوسط الذين كان لهم تاريخهم وكيانهم السياسي في القرون القديمة.
    أما داود فهو كما تذكر التوراة يهودي، ملك ونبي، والمقارنة تبدو بارزة بين اليهودي الملك والنبي،والحثي الجندي العادي.
    وحاشا لله أن تكون هذه صورة داود القرآن، فإن اسمه مقرون عند المسلمين بالتبجيل والتكريم ولا يذكر إلا بقولة "سيدنا داود".. وحي النبي داود في بيت المقدس من الأحياء المباركة، والمسلمون يزورون مسجده بكل خشوع ووقار، وكان أول ما فعلته إسرائيل بعد احتلالها لبيت المقدس أنها شوهت مسجد النبي داود لأنه من الآثار الإسلامية.
    ثم تنتقل التوراة بعد ذلك من الزنا والقتل إلى جريمة جماعية تتمثل فيها الفظائع النازية التي ابتلي بها اليهود بعد أربعين قرنا من الزمان، على يدي هتلر.. ولولا أن التوراة قد سجلت هذه الجريمة بتفاصيلها لما كان بالاستطاعة تصديقها، بل لظن القارئ العربي أنها تزوير على اليهود بقصد التشنيع والتنديد، كراهية وحقدا..
    ومما يحمل على التردد في تصديقها لأول وهلة، أن إسرائيل اتهمت غير مرة على منبر الأمم المتحدة بأنها "نازية" بسبب الإرهاب اليهودي الذي
    Anonymous
    زائر
    زائر


    تكملة كتاب خرافات يهوديه Empty رد: تكملة كتاب خرافات يهوديه

    مُساهمة من طرف زائر الأحد نوفمبر 16, 2008 12:04 am



    اقترفه مناحيم بيجن وأمثاله من السفاحين اليهود.. وكانت إسرائيل تبدو غاضبة من هذه التهمة، وتحاول الانسحاب من قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة كلما أثيرت هذه التهمة في وجهها مدعية بأن اليهود هم ضحايا النازية.. وأن إلصاق النازية بإسرائيل يمثل أكبر إهانة في حياة الشعب اليهودي..

    ولكن شاء الله أن يفضح نازية اليهود وبتوراتهم.. وهذا ما تقوله..

    تقول التوراة في الإصحاح الثاني عشر من سفر صموئيل الثاني وهي تسرد أخبار الحرب بين اليهود وبني عمون، وهؤلاء من أهل البلاد القدامى المستوطنين في فلسطين "وحارب يؤآب رئيس الجيش اليهودي بني عمون وأخذ مدينة المملكة..".

    وتقول التوراة أن داود ذهب ليتسلم المدينة "فجمع داود الشعب وذهب إلى المدينة وأخذها.. وأخذ تاج ملكهم عن رأسه ووزنه وزنة من الذهب مع حجر كريم وكان على رأس داود.. وأخرج غنيمة المدينة كثيرة جدا".

    و إلى هنا فإن القصة عادية ولا غبار عليها وتقع أمثالها عادة بين الغالب والمغلوب، ولكن التوراة تمضي وتقول "وأخرج داود الشعب الذي فيها ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفؤوس حديد، ورماهم في أتون الاجر، وهكذا صنع بجميع مدن بني عمون، ثم رجع داود وجميع الشعب إلى أورشليم".

    غير أن العبرة الكبرى في هذه الجريمة الجماعية أنها تكون الأساس السلوكي للنازية التي ظهرت في ألمانيا في عهد هتلر بعد ذلك بقرون.

    ولقد ندد العالم أجمع بالفظائع البشعة التي ارتكبتها النازية بحق اليهود ولا تزال قصص التعذيب اليهودي تملأ الأفلام السينمائية والكتب، كما لا يزال الشعب الألماني يئن تحت وطأة هذه الفظائع التي اقترفها قادته وهو بريء منها، وأورثت في نفسه عقدة هتلر والنازية، واستغلتها الصهيونية من جانبها فاستنزفت من ألمانيا أموالا طائلة.

    وتفنن اليهود كذلك في تضخيم تلك الفظائع واستثمروها إلى أبعد الحدود، كما استثمروا أموالهم في جميع أرجاء العالم، وكانت من الأسباب الرئيسية التي عجلت في قيام إسرائيل كدولة.

    وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية دفع الشعب الألماني الثمن غاليا بسبب تلك الجرائم، لا ثمنا معنويا فحسب، ولكنه دفع مليارات الدولارات إلى اليهود باسم التعويضات وغير ذلك.. وكلما نفدت أموال التعويضات قامت الصهيونية العالمية بشن حملة على ألمانيا لابتزاز أموال أخرى وهكذا دواليك.

    ومن أبرز الأحداث التي ترددها الدعاية الصهيونية قصة الأفران النازية التي كانت تجمع فيها أجساد اليهود وإجراء تجارب كيميائية على أجسادهم المحترقة.. وذلك عمل بربري من غير شك..

    ولكن أحدا من العرب أو غير العرب لم يكلف نفسه كثيرا لقراءة التوراة ويرى فيها الجذور الأولى للفظائع النازية سواء بسواء مع اختلاف الوسائل.. فقد كانت وسائل داود بدائية للغاية استعمل فيها المناشير، ونوارج الحديد والفؤوس الحديد.

    غير أن داود إذا لم يكن يملك الوسائل العصرية الحديثة، فإنه قد سبق النازيين في موضوع الأفران، فالتوراة تقول عن بني عمون "أنه رماهم في أتون الاجر" وأنه صنع هكذا في جميع مدن بني عمون.. ولا يزال الأتون يستخدم حتى الآن كأشد الأفران حرارة وصهرا، وذلك في صناعة الفخار والطوب.

    ويبدو أن التوراة كانت معتزة بهذه الإبادة الجماعية فراحت تكررها، تأكيدا لها، في الإصحاح العشرين من سفر أخبار الأيام الأولى حين قالت عن الحرب مع بني عمون أن "داود أخرج الشعب الذين في المدينة ونشرهم بمناشير ونوارج حديد وفؤوس" الخ العبارة..

    ولكن الجديد في هذه العبارة أن داود "نشرهم" بمناشير.. فلم تكن هذه الكلمة واردة في النص الذي اقتبسناه سابقا..

    تلك هي شر الشنائع في حياة داود كما جاءت في توراة اليهود.. موبقات في الزنا والقتل، وبعدها إبادة جماعية لشعوب الأرض..

    ولكن في التوراة ما هو أكثر من ذلك في سيرة اليهود، شعبا وملوكا وأنبياء..

    والتوراة حافلة بأمثال هذه البشاعات والشناعات مما يندى لها الجبين وتشيب لهولها الولدان.. ولا بد للقارئ العربي أن يتأملها ويتدبرها ليعرف حقيقة الشعب اليهودي الذي ابتليت به الأمة العربية فاغتصب وطنها الغالي، بمقدساته ومرابعه.

    والعرب أمة سمحاء لا تعرف التعصب، ولا تؤمن بالعرق والدم واللون.. ولكن اليهود قوم لهم أخلاقهم ودينهم وماضيهم..

    وما دامت الأمة العربية قد ابتليت بهم، فعلينا أن نعرفهم على حقيقتهم حتى نحدد طريقنا للتعامل معهم.

    وربما كان من الخير أن قال بيجن في خطابه ما قال وفتح بذلك أمامنا أبواب المعرفة على مصراعيها.. لنتعرف على هذه "المصيبة البشرية" التي اسمها إسرائيل.

    وسنمضي مع التوراة في مزيد من القراءة والمعرفة.. فإن معرفة الشر هي بداية الخلاص من الشر.. واليهود هم الشر كل الشر..

    وما أعظم ما قاله القرآن الكريم في حق اليهود "لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون صدق الله العظيم




    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] سورة المائدة (78-79).
    Anonymous
    زائر
    زائر


    تكملة كتاب خرافات يهوديه Empty رد: تكملة كتاب خرافات يهوديه

    مُساهمة من طرف زائر الأحد نوفمبر 16, 2008 12:05 am








    الفصل الثاني عشر




    الشـقــيقتـان تحــمـلان سـفاحا
    من أبيهمـا الـنبي




    Anonymous
    زائر
    زائر


    تكملة كتاب خرافات يهوديه Empty رد: تكملة كتاب خرافات يهوديه

    مُساهمة من طرف زائر الأحد نوفمبر 16, 2008 12:07 am





    رأينا في الفصل السابق أن اليهود هم المعلمون الأوائل للنازيين الألمان الذين ارتكبوا أشنع الفظائع مع اليهود.. وربما كان ما جرى لليهود مع هتلر هو عقاب من الله على ما فعله اليهود في أقوام فلسطين، غداة اعتدائهم على وطنهم بعد عبورهم سيناء.. من ألوان الإرهاب والإبادة، مما فصلته التوراة باستخدام المناشير للنشر الجماعي، بالإضافة إلى نوارج الحديد والفؤوس والمعاول، وأخيرا حشر الناس في أتون الاجر، وهذه لا تقل وحشية عن الأفران التي استخدمها النازيون الألمان في أعمالهم الوحشية أثناء الحرب العالمية الثانية.
    و إلى جانب هذه الفظائع اليهودية التي سردتها التوراة بتفاصيلها، فقد رأينا الانحلال الخلقي في المجتمع اليهودي متمثلا في سيرة الملك النبي داود ورئيس جيشه.
    وطبقا لما ذكرت التوراة، فإن داود قد انتزع ابنة شاول ملك اليهود الأول من حضن زوجها وقد تبعها زوجها يبكي وراءها، وصدر إليه "الأمر" بأن يرجع، فرجع باكيا حزينا.
    ثم أقدم داود، كما روت التوراة، على فعلة أشنع وأبشع، فقد اغتصب زوجة أحد الجنود ودفعه إلى الصفوف الأولى ليقتل، فسقط قتيلا، وضمت زوجته إليه وهي حامل منه سفاحا.
    وما أن تفرغ التوراة من سرد هذه المنكرات والقبائح حتى تنتقل إلى موبقة كبرى تذكرها التوراة بتفاصيلها وهي أشبه ما تكون بأحد أفلام الجنس الخليعة التي تعرض في بعض دور السينما المتخصصة في أفلام الفحشاء..
    وما أظن أفلام الفحشاء قد بلغت من السوء مثل هذه الفاحشة الكبرى التي سنتبينها من صميم التوراة، فهي بين شيخ طاعن في السن وابنتيه، يقع معهما في فاحشة الزنا في ليلتين متتاليتين، وقد قرأتها الأجيال اليهودية والمسيحية منذ ما يزيد على ثلاثة آلاف سنة، وقمة الفحشاء في هذه الموبقة الكبرى أنها مع نبي، خرج هاربا لينجو من قومه الذين كانوا يرتكبون الإثم مع الذكور فألبسته التوراة الإثم الأكبر في مواقعة ابنتيه وحملهما منه سفاحا.
    وهذا الذي يسمى بالكتاب المقدس، يسرد تلك الفاحشة كما يسرد أي حدث عادي.. مع أن القارئ لتفاصيلها، يكاد ينخلع قلبه وهو يتابع القصة من بدايتها إلى نهايتها، ويكاد يهم بأن يطرح هذا الكتاب على الأرض حتى لا يصل إلى نهاية الحادثة ويعرف خاتمتها المشينة.
    تقول التوراة في الإصحاح 19 من سفر التكوين، أن لوطا، وهو من الأنبياء، قد هرب من وجه قومه الذين تفشى فيهم ارتكاب الفعل القبيح مع الذكور، فصعد من صوغر وسكن الجبل وابنتاه معه "لأنه خاف أن يسكن في صوغر فسكن في المغارة هو وابنتاه..".
    وتشاء التوراة أن تجعل من المغارة بيت دعارة تصل إلى الدرك الأسفل في البهيمية، فتمضي في سرد الفاحشة في حوار داعر عاهر بين البنتين أوردته التوراة على النحو التالي: "قالت البكر للصغيرة: أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض هلم نسقي أبانا خمرا ونضطجع معه فنحيي من أبينا نسلا".
    وراقت الفكرة للأخت الصغرى، وتقول التوراة عن الأختين أنهما "سقتا أباهما خمرا في تلك الليلة ودخلت الكبرى واضطجعت مع أبيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها".
    وتكررت الفاحشة في الليلة التالية، وتقول التوراة "وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة إني قد اضطجعت البارحة مع أبي.. نسقيه خمرا الليلة أيضا فادخلي واضطجعي معه فنحيي من أبينا نسلا، فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة أيضا. وقامت الصغيرة واضطجعت معه. ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها".
    وتختم التوراة هذه الفاحشة المأساوية بقولها "فحبلت ابنتا لوط من أبيهما فولدت البكر ولدا، ودعت اسمه مؤآب وهو أبو المؤآبيين إلى اليوم، والصغيرة أيضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي وهو أبو بني عمون إلى اليوم".
    ولسنا نريد أن نناقش عبارة أن لوطا "لم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها" وأن هذه الفاحشة قد جرت مع أبيهما وهو "قد شاخ" وذلك للحفاظ على النسل، وأن البنتين أنجبتا أجداد المؤآبيين والعمونيين، فذلك كله خارج عما يتصدى له هذا الكتاب.
    حسبنا أن نشير هنا أن الدلالة الكبرى في هذه الفاحشة الكبرى التي يسردها كتاب اليهود المقدس.. أن هذا الكتاب لا يمكن أن يكون مقدسا، وأن الدين اليهودي كما ورد في هذا الكتاب لا يمكن أن يحسب في عداد الديانات السماوية.. وأن ما جاء فيه من أن الله قد أعطى فلسطين وطنا لليهود لا يمكن اعتماده ولا الركون إليه.
    وقد تصدى القرآن الكريم لهذه الأباطيل التي سردتها التوراة في قوله "ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين، وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين" (سورة الأنبياء 74 75).
    وبعد فاحشة النبي الشيخ مع ابنتيه تأتي فاحشة الأخ مع أخته، ومسرح هذه الموبقة هو في بيت المقدس، بين أبناء داود وبناته وهو المفروض فيه أن يكون بيت النبوة الطهور.
    ولقد ترددت كثيرا في كتابة هذا الفصل عن هذه الموبقة الفاحشة.. ولكن خطاب بيجنؤ إلى الشعب المصري وما تضمنه من تبجح حول "القيم الإنسانية الرفيعة، والتقاليد الكريمة التي تركها أنبياء اليهود لشعبهم" حسب تعبير العدو الأثيم بيجن، لا يترك مجالا للتردد، بل إنه يصبح واجبا إزاء الإنسانية جمعاء أن نكشف عن مكامن الشر والخلاعة في أخلاق اليهود حتى تكتمل معرفة أمتنا العربية بهؤلاء الأشرار، الذين تخلوا عن القيم الإنسانية أصلا وفرعا..
    والقصة كلها، في هذا الفيلم الخليع، واردة في الإصحاح الثالث عشر من سفر صموئيل الثاني.. وها أنا أمضي بسردها في إطار مقتبسات من التوراة.. ويكاد القلم أن يندى خجلا من هذه الفاحشة التي سنكشف عنها الستار، بإيجاز ما استطعنا إليه سبيلا..
    يقول الإصحاح الثالث عشر في بدايته.. "وجرى بعد ذلك أنه كان لابشالوم بن داود أخت جميلة اسمها تامار أحبها أمنون بن داود" وهكذا بدأ الحب بين أمنون ابن داود وأخته الجميلة تامار، أخته لأبيه، وشقيقة أبشالوم ابن داود.. وسيكون هؤلاء هم أبطال هذه الدراما الخلقية التي لهولها تشيب الأجنة قبل الولدان.
    وبلغ من حب أمنون لأخته تامار، أن أصابه السقم دون أن يستطيع الوصول إليها، حيث تقول التوراة، كأن الذين كتبوها كانوا شهودا على هذا العشق الأثيم، "وأحضر أمنون للسقم من أجل تامار أخته لأنها كانت عذراء وعسر في عيني أمنون أن يفعل لها شيئا.."!!
    وكعادة الشباب، يبدو أن هذا الحب قد بلغؤ إلى مسامع صديق خبير في فنون الحب، اسمه يوناداب بن أخي داود فقال لابن عمه الولهان أمنون "لماذا يا ابن الملك أنت ضعيف هكذا من صباحؤ إلى صباح أما تخبرني؟".
    فقال له أمنون ليوضح له السبب في ضعفه وهزاله "إني أحب تامار أخت أبشالوم أخي" والصديق هذا كان "رجلا حكيما جدا" كما تقول التوراة، فقال لامنون ناصحا ومرشدا "اضطجع على سريرك وتمارض، وإذا جاء أبوك ليراك فقل له دع أختي فتأتي وتطعمني خبزا وتعمل أمامي الطعام لأرى فآكل من يدها" وبذلك يخلو الجو بين الأخ وأخته ويغنم الفرصة لاغتصابها.
    وهذا الصديق الناصح أراد، بهذه الحيلة أن يستخدم الملك داود لييسر أمر الفحشاء بين ابنه امنون وابنته تامار.. وكلاهما من صلب داود وإن اختلفت الأرحام..
    وراقت النصيحة في عيني امنون كما أعطاها له صديقه وابن عمه وراح ينفذها، وتقول التوراة "فاضطجع امنون وتمارض فجاء الملك ليراه..

    فقال امنون للملك دع تامار أختي فتأتي وتصنع أمامي كعكتين فآكل من يدها".
    وقبل الوالد، الملك داود، وحقق لابنه رغبته فتقول التوراة "فأرسل داود إلى تامار إلى البيت قائلا اذهبي إلى بيت أمنون أخيك واعملي له طعاما. فذهبت تامار إلى بيت أمنون أخيها وهو مضطجع.. وأخذت العجين وعجنت وعملت كعكا أمامه وخبزت الكعك وأخذت المقلاة وسكبت أمامه فأبى أن يأكل.. وقال أمنون أخرجوا كل إنسان عني فخرج كل إنسان عنه".
    وهكذا فإن أمنون كان يرى كل شيء أمامه، وأخته تعد له الكعك وهو يرقبها بعين الشهوة الآثمة.. ولم يبق أمامه إلا أن يخلي البيت من كل من كان فيه حتى يبقى الأخ والأخت وحدهما.. وكان له ما أراد..
    وحينئذ، وبعد أن خلا الجو للفاحشة الآثمة، تروي التوراة أن أمنون قال لتامار "ائتي بالطعام إلى المخدع فآكل من يدك. فأخذت تامار الكعك الذي عملته وأتت به أمنون إلى المخدع وقدمت له ليأكل.." وهكذا أصبح أمنون مع أخته وحدهما في المخدع ولم يبق إلا أن يفتك بها.. و إلى هنا فالأمر لا يعدو أن يكون كلاما وطعاما بين الأخ وأخته، ولكن التوراة تقول بعد ذلك أن أمنون أمسك أخته وقال لها "اضطجعي معي يا أختي".. وأبشع ما في هذه العبارة قوله "يا أختي"، ولكن تامار استجارت بهذه "الأخوة" فقالت له "لا يا أخي لا تذلني" وكان أوجع ما في هذه العبارة قولها له "يا أخي" لا تعمل هذه الفاحشة، وأردفت تامار تشرح المصير الوخيم لأخيها، كما تسرد التوراة فقالت له "أما أنا أين أذهب بعاري وأما أنت فستكون كواحد من السفهاء في إسرائيل".
    وفي محاولة أخيرة لإقناعه بالعدول عن الفاحشة قالت تامار كلاما يبعث على أعظم العجب والغرابة، والأعجب الأغرب أن يرد هذا الكلام في كتاب، يزعم أنه كتاب سماوي.
    وتذكر التوراة هذه العبارة، ولولا أنها موجودة أمام بصري الآن لكذبت وجودها في التوراة من هولها وفظاعتها.
    تقول هذه العبارة بلسان تامار لأخيها "والآن كلم الملك لأنه لا يمنعني منك"، والفاحشة إذن بين الأخ وأخته تحتاج إلى إذن من الملك، والملك لا يمنع الأخت من أخيها، هذا ما تقوله التوراة وليس لهذا الكلام من معنى آخر.
    ولكن أمنون قد استبدت به شهوته فلم يعبأ بمناشدة أخته، ولم يشأ أن يأخذ الرخصة من والده ليفتك بأخته.. وتقول التوراة "فلم يشأ أن يسمع لصوتها بل تمكن منها وقهرها واضطجع معها" وهكذا قضى وطره منها حراما وسفاحا..
    ثم تسرد التوراة أن أمنون "أبغضها بغضة شديدة جدا حتى أن البغضة التي أبغضها إياها كانت أشد من المحبة التي أحبها إياها.. وقال لها أمنون قومي انطلقي".
    ولكن أخته الشقية، على ما يبدو، كانت راغبة في البقاء في فراش الإثم وفي مخدع الفحشاء، فالتوراة تقول على لسانها "فقالت له لا سبب.. هذا الشر بطردك إياي هو أعظم من الآخر الذي عملته بي فلم يشأ أن يسمع لها".
    أما أمنون "فدعا غلامه الذي كان يخدمه وقال اطرد هذه عني خارجا واقفل الباب من ورائها وكان عليها ثوب ملون لأن بنات الملك العذارى كن يلبسن جبات مثل هذه، فأخرجها خادمه إلى الخارج وأقفل الباب وراءها" وبذلك كانت نهاية المأساة.. اغتصابا وطردا..
    وتقول التوراة في النهاية أن تامار جعلت رمادا على رأسها ومزقت ثوبها الملون الذي عليها "ووضعت يدها على رأسها وكانت تذهب صارخة" ويكاد القارئ أن يسمع عويلها بين سطور التوراة..
    ولم يذهب أمنون من غير عقاب، ذلك أن التوراة تقول أن أبشالوم شقيق تامار قد طلب إلى غلمانه أن يقتلوا أخاه أمنون لأنه "أذل أخته" ففعلوا.. وكان ذلك هو الفصل الأخير في هذه الرواية المشينة المخزية.
    والطريفة ذات الدلالة التاريخية أن أبشالوم قد هرب لاجئا إلى ملك جشور، كما تقول التوراة، ومكث عنده ثلاث سنين.. والجشوريون كما هو معروف تاريخيا ينتسبون إلى العرب العمالقة وكانوا يقيمون في الأراضي الواقعة بين جنوبي فلسطين ومصر وبلاد العرب، وبذلك تعترف التوراة أن العبرانيين لم يستولوا على البلاد كما يزعمون.. ولم يكن أبشالوم أول عبراني يلجأ إلى القبائل العربية فقد فعل ذلك قبله أبوه داود حينما كان هاربا من غريمه شاول، كما أسلفنا في الفصل السابق.
    وقد شغلت التوراة بعد ذلك في سرد أخبار المنافسة بين أبشالوم وأبيه داود على الملك، فقد ذهب أبشالوم إلى حبرون الخليل معلنا العصيان على والده "وصارت قلوب رجال إسرائيل وراء ابشالوم" "وكانت الفتنة شديدة" على حد تعبير التوراة.
    واشتدت هذه الفتنة بحيث أصبح داود يخاف على حياته، "فقال داود لعبيده الذين معه في أورشليم قوموا بنا نهرب لأنه ليس لنا نجاة من وجه ابشالوم" وفي قصص طويل، ورد في الإصحاح الثامن عشر من سفر صموئيل الثاني، تقول التوراة أن معركة عنيفة دارت بين جيش داود وجيش ابنه ابشالوم، "وانكسر شعب إسرائيل (أتباع ابشالوم) أمام عبيد داود وكانت هناك مقتلة عظيمة في ذلك اليوم وقتل عشرون ألفا وكان القتال هناك منتشرا على وجه كل الأرض" وكان من ضحايا المعركة أبشالوم فقد قتله عبيد داود رغما عن توسلات أبيه داود وبكاه أبوه بكاء مرا.
    وقد بلغ الحزن بداود مبلغا دفعه أن يهرب من وجه الشعب.. وتروي التوراة في هذا الصدد أن "جميع الشعب كان في خصام في جميع أسباط إسرائيل قائلين إن الملك قد أنقذنا من يد أعدائنا وهو نجانا من يد الفلسطينيين والآن قد هرب من الأرض.. الخ" وهذه واقعة أخرى تثبت الوجود القومي الفلسطيني كما تؤكد فشل الغزوة اليهودية في فلسطين، فقد اعتبروا أن داود قد نجا اليهود من الفلسطينيين.. واعتبروا ذلك من مفاخره الكبرى.
    ولكن التوراة تعود فيما بعد، في الإصحاح الحادي والعشرين، لتناقض نفسها بنفسها فتشير إلى وجود "الجبعونيين" وتقول عنهم أنهم "ليسوا من بني إسرائيل بل من بقايا الأموريين".. وتعود التوراة في الإصحاح نفسه لتقول "وكانت أيضا حرب بين الفلسطينيين وإسرائيل فانحدر داود وعبيده معه وحاربوا الفلسطينيين فأعيا داود".
    والكلام عن "الجبعونيين" "وبقايا الأموريين" فيه الدلائل القاطعة على استمرار الوجود العربي في فلسطين حتى في عهد داود الملك الثاني لمملكة إسرائيل، والجبعونيين هم أهل جبع وهي إحدى مدن فلسطين بهذا الاسم إلى اليوم أما الأموريون فهم المعروفون تاريخيا بأنهم من القبائل العربية.
    وتظل التوراة تذكر الفلسطينيين في مواضع متعددة إلى أن ينتهي سفر صموئيل الثاني، وكل هذه الإشارات المتعاقبة، بعضها وراء بعض، تؤكد حقيقة تاريخية لا يرقى إليها الشك، أن الأمر لم يثبت لليهود في فلسطين وأن مقاومة أهل البلاد الشرعيين انتقلت من جيل إلى جيل.
    وتقول التوراة فيما بعد "وأنزل الرب ضربات على إسرائيل" بسبب انحرافهم عن جادة الحق، وخطر لداود أن يبني مذبحا للرب، ويقدم قرابين حتى ترتفع الضربة عن إسرائيل، ولم يجد داود الملك النبي أرضا له يبني عليها المذبح.
    وقد بلغ من ضعف الوجود اليهودي في فلسطين عامة وفي القدس خاصة أن داود لما أراد أن يبني المعبد (المذبح) لم يكن يملك أرضا يبني عليها المعبد، والتوراة تعترف بذلك من غير مواربة.. وتقول التوراة في نهاية سفر صموئيل أن داود ذهب إلى أرونة اليبوسي ليشتري بيدره ويبني عليه مذبحا للرب، وأراد أرونة أن يقدمه للملك داود مجانا.
    وهنا تروي التوراة أن داود قال لأرونة "لا بل أشتري منك بثمن ولا أصعد للرب محرقات مجانية فاشترى داود البيدر والبقر بخمسين شاقلا من الفضة، وبنى داود هناك مذبحا للرب وأصعد محرقات وذبائح سلامة واستجاب الرب من أجل الأرض فكفت الضربة عن إسرائيل".
    وهذا المذبح، هو الذي بني في موقعه الهيكل المعروف في عهد سليمان، كما تذكر التوراة في أسفار لاحقة.
    وهو الهيكل الذي يفاخر به اليهود عبر العصور والأجيال، لم يجد اليهود أرضا له حتى بنوه على بيدر العربي الفلسطيني اليبوسي، أرونة.
    ولولا بيدر أرونة لما كان لليهود هيكل ولا معبد، ولا قام الآشوريون والبابليون والرومان بهدمه حتى سوَّوا به الأرض، ليصبح بيدر العربي الفلسطيني فيما بعد المسجد الأقصى المبارك، رد الله غربته وأعاده مع فلسطين كلها إلى حظيرة العروبة والإسلام
    .
    Anonymous
    زائر
    زائر


    تكملة كتاب خرافات يهوديه Empty رد: تكملة كتاب خرافات يهوديه

    مُساهمة من طرف زائر الأحد نوفمبر 16, 2008 12:08 am





    الفصـل الثالـث عشـر





    هـؤلاء هـم اليهــود




    وهـذه مملكتـــــهم

    Anonymous
    زائر
    زائر


    تكملة كتاب خرافات يهوديه Empty رد: تكملة كتاب خرافات يهوديه

    مُساهمة من طرف زائر الأحد نوفمبر 16, 2008 12:18 am





    ينقضها وينبذها.. ولا نستطيع العثور على مرجع تاريخي واحد يؤيدها ولو بصورة عابرة أو هامشية.. فهي باطل صراح وكذب غير مباح..

    وحين يزعم بيجن أن مصر وإسرائيل كانتا حليفتين وصديقتين، يجب أن لا يغيب عن البال أن الأحلاف والصداقة بين الشعوب تعتبر من الأمور التي تدونها الكتب والمراجع العلمية، فهي ليست سرا من الأسرار ولكنها من الوقائع العامة الذائعة التي يتداولها الناس، ولا يستطيع رئيس وزراء العدو أن يدلنا على مصدر واحد يتحدث عن الصداقة والمحالفة بين مصر وإسرائيل في أية حقبة من حقب التاريخ، القديم أو الوسيط أو المعاصر.

    والمصادر التاريخية، والتوراة في المقدمة، إنما تتحدث عن حالة من العداء والجفاء بين العبرانيين والمصريين، ويكفي أن نستذكر أن العبرانيين قد وفدوا على مصر لاجئين، هاربين من القحط في فلسطين، وما كان من فرعون مصر إلا أن أكرمهم وأقطعهم "دسم الأرض" كما تقول التوراة، فبنوا وزرعوا وأقاموا في مصر (430) عاما وهم في عزلة تامة عن الشعب الذي أكرم وفادتهم.. ولما هموا بالخروج من مصر سلبوا من النساء المصريات حليهن من الذهب والفضة وفروا بها في ظلمة الليل، ليصهروها في صحراء سيناء ويجعلوا منها عجلا ذهبيا له خوار يعبدونه من دون الله..

    وتمر السنون بعد ذلك فإذا باليهود يصبحون جواسيس وعملاء لدولة فارس يعاونونها على احتلال مصر في عهد قمبيز.. وهذا هو الحلف الوحيد لليهود في تاريخهم المليء بالمخازي والمساوئ... إنه حلف على مصر، لا مع مصر.. حلف مع فارس لاحتلال الأرض المصرية التي آوتهم وأمنتهم من خوف وأطعمتهم من جوع.

    تلك هي الحقائق العامة التي يعرفها الناس العاديون.. ولكن التاريخ مليء بالوقائع التفصيلية التي تثبت أن فلسطين كانت ولاية مصرية قبل الغزوة الإسرائيلية وبعدها، وأن سليمان الحكيم بالذات الذي كان الملك الثاني "للدولة الإسرائيلية" كان عاملا من عمال الفرعون يستنجده بقواته العسكرية كلما اضطرب حبل الأمن من حوله.. ولنسر في ركاب التاريخ بصبر وأناة.. في قراءة واعية للتاريخ، فإن ذلك سيقودنا في النهاية إلى أن المقارنة بين مصر وإسرائيل هي مقارنة بين الفيل والنملة.. وأن ذكر مصر وإسرائيل مرادفين لبعضهما البعض فيه أكبر إهانة للتاريخ ولمصر. ولعل ذلك أشبه أن يكون بالمقارنة بين منغوليا والاتحاد السوفييتي، أو بورتوريكو والولايات المتحدة، في محاولة للجمع بين الأقزام والعمالقة ولو في معرض واحد من معارض الشمع المعروفة.

    ولكن ما العمل، فإن مصر قد هانت على نفسها في ظل المبادرة إياها، فكان أن تجرأ بيجن على إهانتها والنيل منها، وزاد من هذه الإهانة أن أحدا من كتاب مصر المعروفين، وما أكثرهم، لم يخرج على الناس شاهرا قلمه ولسانه ليرد هذا الدعي إلى جحره، ويصد هذا الفاجر عن فجره!!

    وأنَّى يكون الحلف والصداقة بين المصريين والإسرائيليين، وفلسطين بأسرها ومعها بلاد الشام كانت تحت السيادة المصرية عبر عدة قرون، وحين تقلب أيدينا صفحات التاريخ القديم نرى أول ما نرى أن (بيبي الأول) من ملوك الأسرة السادسة (2625-2475 ق.م.) قد جهز حملة عسكرية بقيادة (أوني) مؤلفة من عشرة آلاف جندي، وبسط سلطانه على جنوبي فلسطين في النقب وحول البحر الميت، وهذه كلها تقع الآن تحت الاحتلال الإسرائيلي غصبا وعدوانا.

    ويبدو أن قائد هذه الحملة كان شاعرا مبدعا، فقد سجل انتصاراته في قصيدة عصماء، مدونة في الكتابات المصرية القديمة تحدث فيها أنه أزال قلاع العدو، ودمر مدنهم وقراهم وعاد بالعديد من الأسرى، وأن جلالته (الفرعون) قد أثنى على قائده.

    ويحدثنا التاريخ بعد ذلك أن، القائد الشاعر قد انطلق عبر البحر الأبيض المتوسط إلى حيفا على رأس حملة تأديبية، حيث نشبت ثورة عند جبل الكرمل، فنزلت القوات المصرية على شواطئ فلسطين ووطدت السيادة المصرية وأعادت الأمن إلى نصابه، واعتبرت هذه الحملة أول عملية إنزال في تاريخ الحروب، اشترك فيها الأسطول والجيش معا بتنسيق وانسجام بارعين!!

    ولم تكن فلسطين ساحة حرب لمصر فحسب، ولكنها كانت ميدان اتصال وعلاقات اقتصادية وتجارية، والتاريخ يروي لنا كيف ربطت التجارة برباط وثيق بين مصر وفلسطين، وتطورت تلك العلاقات إلى صلات سياسية، من ذلك أن رسل "سيزوستريس الأول" (1970-1935 ق.م.) قد استطاعوا أن يجوبوا البلاد الفلسطينية حتى مدينة جازر التاريخية الشهيرة.. وانتشرت تبعا لذلك اللغة المصرية في فلسطين وأصبحت هيبة الفرعون تسود البلاد الفلسطينية تماما كما كانت بالنسبة إلى الديار المصرية.

    بل إن أقدم رواية عن غزو المصريين لبلاد الشام ترجع إلى عهد "سيزوستريس الثالث" (1887-1849 ق.م.) وتذكر الآثار أن هذا الفرعون قام بحملة على البلاد الفلسطينية ومعه قائده (خو) وامتدت السيادة المصرية يومذاك حتى نابلس المدينة المعروفة في فلسطين الواقعة الآن تحت الاحتلال الإسرائيلي بغيا وعدوانا..

    وفي الآثار المصرية نقرأ لهذا القائد تقريرا عسكريا يذكر فيه أن جلالة الملك قد أهداه عصا ذهبية ومدية مطعمة، بالذهب والفضة، "كل هذه الهدايا قدمها إلى جلالة مليكي بيده"، كما يقول القائد معتزا ومفاخرا بهذا التقدير العظيم على انتصاراته..

    وقد وردت في النقوش المصرية أسماء المدن التي كانت تحت السيادة المصرية في ذلك العهد، ومنها يظهر أن البلاد الشامية الواقعة جنوبي النهر الكبير ودمشق قد استمرت تحت الحكم المصري إلى أواخر عهد الأسرة الثانية عشرة (2000-1788 ق.م.).

    وتنقلنا صفحات التاريخ بعد ذلك إلى عهد "أحمس" (1580-1557 ق.م.) مؤسس الأسرة الثامنة عشرة لتسرد لنا أخبار غزوة هذا الفرعون إلى أرجاء فلسطين وديار الشام كلها.. حتى نهر الفرات.. ويروي التاريخ تفاصيل دخول القوات المصرية إلى سهل مرج بني عامر والوهاد التي تفصل بين بحيرة طبرية وبحيرة الحولة ومنها إلى المضايق الواقعة قرب جبل الشيخ وجبال لبنان الشرقية ومنها إلى وادي الليطاني وبعلبك ووادي نهر العاصي.. وكثير من هذه المناطق واقعة الآن تحت الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين والجولان.

    وجاء عهد "تحتمس الثالث" (1501-1447 ق.م.) فانطلق هذا الفرعون على رأس جيوشه في ربيع عام 1479 ق.م. من مدينة "تارو" قرب القنطرة مخترقا سيناء إلى غزة، ومنها إلى يافا فاحتلها واقتحم بعد ذلك مدينة مجدو الفلسطينية المعروفة في التاريخ بأنها تساوي ألف مدينة.

    وفي هذه المعركة انتصر المصريون على ملك قادش وغنموا فيها مغانم كثيرة أحصتها الآثار المصرية فبلغت تسعمائة وأربع وعشرين عَجَلة حربية (دبابة ذلك الزمن) ومن ضمنها عجلتا ملك قادش ومجدو (وهما مصنوعتان من الذهب والفضة) بالإضافة إلى النفائس الثمينة التي لا حصر لها ولا عدّ..

    ويعتبر تحتمس الثالث الذي يلقبه مؤرخو الغرب بنابليون الشرق، أول رجل في التاريخ أسس إمبراطورية حقيقية. فقد شملت سورية وأعالي الفرات.. وكان من المصادفات التاريخية في القرن التاسع عشر بعد الميلاد، أن يقوم نابليون الغرب باحتلال المواقع نفسها التي احتلها نابليون الشرق في فلسطين.. كما كان مقدرا كذلك للمارشال "اللنبي" قائد حملة الحلفاء في الحرب العالمية الأولى أن يخوض معركته الأخيرة مع العثمانيين في مرج بني عامر في فلسطين وهو نفس الميدان الذي انتصر فيه تحتمس الثالث في معركته الفاصلة مع الحثيين. والحثيوّن هؤلاء، هم "القادمون من الشمال" الذين يشير إليهم رئيس وزراء العدو في خطابه.

    إنهم قادمون من الشمال حقا فهذا صحيح.. ولكنه ليس صحيحا إطلاقا أن اليهود كانوا حلفاء المصرين في هذه المعركة أو في أية معركة أخرى منذ بدء الخليقة إلى أن خرج الإسرائيليون سبايا من فلسطين على يد الكلدانيين والآشوريين.

    ولكن الحقيقة التاريخية أن ملوك الكنعانيين (الفلسطينيين) كانوا يستنجدون بملوك مصر، كلما أغار على بلادهم المغيرون، وقد عثر الباحثون في "تل العمارنة" بمصر عام 1778 على نحو ثلاثمائة لوحة خزفية، عرفت بالمراسلات الدبلوماسية وهي التي وجهها حكام فلسطين يستنجدون فيها بملوك مصر كي يعاونوهم لصد غارات الحثيين.. ومعروف أن العمارنة هم قبيلة عربية من القحطانية استوطنت مصر في مطلع القرن الثامن عشر الميلادي.

    ولهذا فإن الحلف الصحيح، الثابت في التاريخ بين مصر وفلسطين، كان في عهد الكنعانيين أصحاب فلسطين الأصليين لا مع العبرانيين الغزاة المعتدين.. هذا هو التاريخ الصحيح.. وليس في كلام بيجن ذرَّة صادقة من التاريخ.

    لكن أروع فترة مرت في تاريخ العلاقات بين مصر وفلسطين وديار الشام، كانت في عهد رعمسيس الثاني (1301-1224 ق.م.) فقد جهز رعمسيس جيوشه الجرارة فزحف إلى ديار الشام فاجتاز فلسطين ووصل إلى نهر العاصي في سوريا فمدينة قادش واستمرت الحرب سجالا ستة عشر عاما ووقع الصلح بينهما عام 1269 ق.م.

    وبعد أن وضعت الحرب أوزارها جاء ملك الحثيين إلى مصر ومعه ابنته ليزفها زوجة لرعمسيس وشهدت مصر مهرجانات واستقبالات ضخمة فاقت ما جاء بعدها من أفراح في بغداد في عهد هارون الرشيد.

    ولم تكن الحرب هي الجانب المهم في هذه الحملة، ولكن الصلح الذي انتهت إليه كان هو الحدث التاريخي البارز.. فقد كشفت المدوَّنات الأثرية المصرية عن حدث تاريخي هام في العلاقات الدولية ذلك أنه انعقد بين مصر والحثيين معاهدة صلح وسلام دائم وجاء فيها بالنص أن قادش وجبيل (اللبنانية) هما الحد الفاصل بين الدولتين ما كان منهما شمالا فهو للحثيين وما كان منهما جنوبا فهو لمصر، وكانت هذه الوثيقة أول معاهدة مدونة في التاريخ، تنظم العلاقات وتضع الحدود بين دولتين عظيمتين.

    وواضح من هذه المعاهدة الدولية التي عثر عليها بنصوصها الكاملة، أنها اعتبرت فلسطين بأسرها وديار الشام كلها أرضا مصرية، وجزءاً لا يتجزأ من الدولة المصرية.. وهذه المعاهدة الدولية القديمة هي إحدى الدلائل الساطعة التي تثبت بُطلان الدعاوى الصهيونية من أساسها.

    ولا يحسبنَّ القارئ أن الصلة بين مصر وفلسطين كانت قائمة على الحروب والغزوات التي نقرأ عن الكثير من أمثالها في تاريخ العصور القديمة، فالواقع أنه خلال أربعة قرون ويزيد كان تاريخ فلسطين ينبئ بأنها ولاية مصرية، أو بالتعبير الحاضر (محافظة مصرية) فقد كان لفرعون مصر تحتمس مندوب نائب للمنطقة كلها، كما يقول المؤرخ الشهير جون ولسون، وكان لمصر مفتشون في المدن الهامة للإشراف على الحكام المحليين، وكانت غزة هي المركز الرئيسي للإدارة.. وكان مبعوثو الملك إلى جميع البلاد بمثابة رسل وسفراء يحملون رقعا من الطين محررة باللغة الدبلوماسية في تلك الأيام ويصلون بها حتى أواسط الأناضول، ويسيرون بها من تل العمارنة إلى جبيل في شمال لبنان.. ومن أراد المزيد من هذه الوقائع فليرجع إلى كتاب بلادنا فلسطين لمؤلفه الكبير الأستاذ مصطفى الدباغ.

    ومن المدَّونات الأثرية المصرية عبارة بالغة الدلالة كتبها حاكم القدس المصري جاء فيها قوله "لا أبي ولا أمي بل يد الملك أجلستني في بيت آبائي" وفي ذلك دليل واضح على أن بيت المقدس وهي حاضرة فلسطين التاريخية كانت تحت السيادة المصرية مثلها في ذلك مثل حاضرة مصر نفسها.

    وكانت السفن تروح وتغدو بين مصر وشواطئ الشام تحمل خيرات هذا القطر إلى ذاك، وذاك إلى هذا.. وفي مراكز الحكومة في فلسطين وبلاد الشام كانت تشاد هياكل مصرية، تنصب فيها تماثيل آلهة مصر وفراعنتها.. تماما كما يجري في المدائن المصرية.

    ومن الوقائع الطريفة أن حاكم يافا واسمه تحوتي، كان أول حاكم لسوريا وكان لقبه "حاكم البلاد الشمالية".. والبلاد الشمالية هو التعبير السابق لتعبير القطر الشمالي الذي عرفت به سورية أثناء الوحدة السورية المصرية، بعد أربعين قرنا من الزمان، وهكذا يكرر التاريخ نفسه، ويعيد الوحدة ذاتها..

    ويقول المؤرخ الفلسطيني الكبير الأستاذ مصطفى الدباغ في كتابه الرائع (بلادنا فلسطين) "وكانت اللغة المصرية القديمة منتشرة في جميع المدن الفلسطينية المشهورة وخاصة في بيسان كما كانت اللغة الكنعانية منتشرة في كثير من مدن مصر الشمالية".. وفي هذه المدينة العربية، "بيسان" الواقعة اليوم تحت الاحتلال الإسرائيلي، كشفت الحفريات عن بقايا قلعة مصرية وجدت عليها لوحات تعود بتاريخها إلى عهد سيتي الأول ورعمسيس الثاني كما عثر فيها أيضا على تمثال لرعمسيس الثالث.. وكذلك فقد عثر في "مجدو" المدينة التاريخية الشهيرة على قاعدة لتمثال رعمسيس السادس، ووجد نقش عليه اسم شيشق الفرعون المصري.. وفي سبسطية في أواسط فلسطين وجدوا إناءً فاخراً من المرمر عليه اسم "اوسركون الثاني" (870-847 ق.م.) من ملوك الأسرة الثانية والعشرين.

    ومن المهم أن نلاحظ أن هذا التاريخ يأتي بعد الغزوة العبرية لفلسطين التي بدأت في نحو 1100 ق.م. .. ولا مجال في هذا الفصل لسرد أخبار الغزوة العبرية لفلسطين ومقاومة أهل البلاد الأصليين للغزاة المعتدين فقد سردنا ذلك كله بالتفصيل في الفصول السابقة، ويكفينا الآن أن نشير إلى أن الإمبراطورية المصرية، كما يحدث عادة في تاريخ الإمبراطوريات قد أصابها الوهن والضعف ووجد العبرانيون فرصتهم فاجتاحوا البلاد، وكما يقول المؤرخ المصري الكبير سليم حتي "لم يكن في مقدور العبرانيين أن ينالوا أي نجاح في تثبيت أقدامهم في هذه البلاد لو كانت الإمبراطورية المصرية قادرة على استعمال كل نفوذها هناك"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

    ويضيف المؤرخ الفلسطيني الأستاذ مصطفى الدباغ إلى ذلك قوله "وأهم الأسباب التي ساعدت على قيام المملكة اليهودية فترة الفراغ التي كانت تمر بمصر وآشور (العراق) وضعف الدولة المصرية التي استشرى فيها الفساد وساد عليها الانحلال... وانقطعت جيوش مصر عن أن تكون قوة ضاربة في ميادين الفتح والغزو"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

    ويكاد التاريخ أن يكرر صفحاته، وتكاد الأسباب التي أدت إلى قيام إسرائيل في عام 1948 أن تكون هي الأسباب نفسها التي أدت إلى قيام مملكة اليهود قبل ذلك بثلاثين قرنا.

    ومع هذا فإن "المملكة اليهودية" لم تعمر أكثر من سبعين عاما، هي عمر داود وسليمان معا، اللذين حكما جزءاً من فلسطين لا كلها (1004-923 ق.م.).

    وما أن توفى الملك الثاني سليمان حتى دب الشقاق بين قبائل العبرانيين وانقسمت المملكة إلى اثنتين، المملكة الإسرائيلية في الشمال والمملكة اليهودية في الجنوب.



    والواقع التاريخي أنه لم تكن في البلاد ممالك ولا ملوك، فلم يعد الأمر أن يكون مجرد عشائر عليها شيوخها، فقد قامت بين المملكتين حروب وفتن دامت خمسين عاما حتى أن جيش المملكة الشمالية تمكن في إحدى حروبها ضد المملكة الجنوبية من دخول القدس فهدم قسما من أسوارها ونهب ما في الهيكل والقصور الملكية من كنوز وذهب وفضة. وقد فصلت التوراة كل أخبارهما، حتى انتهى أمرهما بالفناء الطبيعي ولم يتركا لهما أثرا في البلاد يدل على وجودهما لا حصنا ولا قلعة، وقد فشلت كل الحفريات في فلسطين أن تجد لهما أثرا.

    ومن الناحية الدينية، وهي التي يعتمدها رئيس وزراء العدو باستمرار، فإن ملوك هاتين الدولتين ومعهم قبائلهم، قد تخلوا عن الوحدانية، وانصرفوا إلى عبادة الأوثان، ويذكر التاريخ أن يربعام أول ملوك الدولة الإسرائيلية أقام عجلين من الذهب على نحو ما كان يفعل المصريون.

    وكانت كل دولة أقرب إلى العصابة منها إلى أي شيء آخر، فقد تولى الملك في الدولة الإسرائيلية 19 ملكا، عشرة منهم قتلوا صرعى على أيدي شعبهم كما كان الأسر نصيب الآخرين.. وكانت كل منهما تستعين بالدول المجاورة للانتصار على الأخرى.

    ويرجح أحد المؤرخين أن أحد ملوك الدولة الإسرائيلية هو عربي يعود أصله إلى الأنباط واسمه (عمري) وتذكر التوراة أن العرب والفلسطينيين قد تمكنوا من اقتحام القدس وغنموا ما في القصور الملكية من نفائس وكنوز وسبوا أولاد الملك ونساءه. ورغما من وجود ما يسمى بالمملكتين والملوك، فقد بقيت فلسطين تابعة لمصر وتحت نفوذها، ففي أول عهد مملكة إسرائيل طلب ملكها "يربعام"






    Anonymous
    زائر
    زائر


    تكملة كتاب خرافات يهوديه Empty رد: تكملة كتاب خرافات يهوديه

    مُساهمة من طرف زائر الأحد نوفمبر 16, 2008 12:20 am



    من ملك مصر أن يحميه من عدوه "رحبعام" ملك المملكة الجنوبية فما كان من شيشق فرعون مصر إلا أن أنجده وتوجه إلى فلسطين فدخل القدس وغنم ما في هيكلها وخزائنها من كنوز وأموال، وسار فرعون مصر بعد ذلك شمالا حتى وصل إلى بحيرة طبرية وشرقي نهر الأردن.

    ولم تكد تنتهي غارة فرعون مصر على المملكة الإسرائيلية حتى تعرضت لسيطرة الآشوريين في العراق وهكذا وقع اليهود بين فكي الكماشة، مصر من جانب، والعراق من جانب آخر مما حمل المؤرخ البريطاني الشهير على القول.. "كانت حياة العبرانيين في فلسطين تشبه حالة رجل يصر على الإقامة وسط طريق مزدحم، فتدوسه الحافلات والشاحنات باستمرار.. ومن الأول إلى الآخر لم تكن مملكتهم سوى حادث طارئ في تاريخ مصر وسورية وأشور وفينيقيا، ذلك التاريخ الذي هو أكبر وأعظم من تاريخهم".. وذلك هو قول "هـ. ج. ويلز" تصدرنا به هذا الفصل، وعلى غرار هذا القول الرصين، فقد أضاف "غوستاف لوبون"، العلامة الأوروبي الكبير قوله "لم تكن فلسطين غير بيئة مختلفة لليهود".

    وكانت خاتمة المطاف في هذه الأحداث، بل كانت خاتمة المطاف في حياة اليهود في فلسطين في ظل المملكتين، أن اجتاح الملك العراقي "بختنصر" فلسطين بأكملها واستولى على القدس في عام 589 ق.م. فأحرق الهيكل وبيت الملك ودمر المدينة حتى أصبحت أكواما من الأنقاض، وسبى من أهلها زهاء خمسين ألفا حملوا إلى بابل، وزال الوجود اليهودي من فلسطين فلم يبق منه عين ولا أثر..

    ويبدو واضحا من حتى يقال أنها كانت حليفة حقيقية لمصر كما يتبجح رئيس وزراء العدو في خطابه، فإن الأحلاف لا تكون إلا في حالة الحرب ومع شعب يمكن أن يوصف بأنه محارب حتى يستطيع أن يؤدي لحليفه مساهمة في ميدان القتال، وإلا كان الحلف كلاما في الهواء أو ضربا من الخيال.

    والتاريخ القديم للشرق الأوسط لم يتحدث إلا عن حروب المصريين والحثيين والبابليين والآشوريين والفرس في تلك الحقبة من الزمان، ولم يشر بكلمة واحدة إلى مشاركة اليهود في هذه الحروب كحلفاء.. بل ورد ذكرهم كعملاء.. وجواسيس لا أكثر ولا أقل.

    وعلى هذا فإن إلحاق اليهود بالمصريين كحلفاء، كما أراد رئيس وزراء العدو في خطابه إلى الشعب المصري، إنما هو إهانة لمصر وتاريخها وحضارتها، وهو عدوان صارخ على الحق والصدق، فلم تكن فلسطين كما رأينا، إلا ولاية مصرية قبل الغزوة العبرانية وبعدها.. ولم يكن تاريخها إلا قطعة من تاريخ مصر، جزء من الكل. وكما يقول الفقهاء فإن "التابع تابع" ولا يعقل أن تكون إسرائيل حليفا أو في منزلة الصديق، وفي هذا العصر الذي تصنف فيه الدول إلى عظمى وعملاقة وصغرى نامية أو متخلفة، لا يمكن أن تقوم مقارنة دولة صغيرة في أفريقيا بالولايات المتحدة أو بالاتحاد السوفييتي، وإلا قلبنا الحقائق رأسا على عقب.

    وفي هذا الصدد فإننا نقرأ عن الفيلسوف المؤرخ "غوستاف لوبون" قوله: "لا يستحق اليهود، بأي وجه أن يعدوا من الأمم المتمدنة"، ومصداقا لهذا القول فقد كشفت النقوش والآثار في كل من مصر والعراق وسوريا والأردن أن معظم ما ورد في العهد القديم، وهو الكتاب المقدس عند اليهود، مأخوذ من القصص الشعبي الذي كان سائدا في عهد قدماء المصريين والبابليين والآشوريين والفينيقيين والكنعانيين. وأن اليهود لم تكن لهم حضارة خاصة بهم، وقد برعوا في شيء واحد هو اقتباس الحضارات السابقة ونسبتها إليهم، حتى غدا شعارهم أن الحقيقة ليست بنت البحث ولكنها بنت التكرار الكاذب.. تكرار الكذب مرة بعد مرة.. وذلك كله اعتمادا على أن الآخرين مفطورون على الكسل العقلي، ويتراخون عن بذل الجهد لتكذيب الكذب واكتشاف الحق والصدق.

    والتاريخ لا يفتر عن التوكيد، مرجعا بعد مرجع، أنه لما دخل اليهود إلى فلسطين كانوا بدواً رُحَّلا يسكنون الخيام فاغتصبوا مدنها وقراها، وكما يقول سفر التثنية في الإصحاح السادس "فإنهم أخذوا بيوتا لم يبنوها، ومدنا لم يؤسسوها، وآبارا محفورة لم يحفروها، وأشجاراً مثمرة مغروسة لم يغرسوها" هكذا بالنص كما جاء في التوراة.

    وكذلك فإن اليهود قد أخذوا عن أهل البلاد الأصليين، الكنعانيين، أساليب الزراعة وانتقلوا بذلك من الهمجية والبداوة إلى مرحلة الاستقرار والزراعة.. حتى أنهم خلعوا ملابسهم التي كانت مصنوعة من جلود الحيوانات وتعلموا من الكنعانيين الطراز الكنعاني من الملابس.

    وقد كشف عالم المصريات المؤرخ الأمريكي "برستد" عن همجية اليهود وحياتهم البدائية بما يغني عن كل جليل وبرهان فقد قال ".. وكانت مدن الكنعانيين ذات حضارة قديمة نشأت منذ ألف وخمسمائة سنة (قبل غزوة العبرانيين) ولهم منازل متقنة حوت كل أسباب الراحة والرفاهية وكانت لهم حكومة وصناعة وتجارة ومعرفة بالكتابة، وكانت لهم ديانة، وكل ذلك اقتبسه العبران السذج من الكنعانيين، وقد أحدث اختلاط الطرفين تغيرات جوهرية في حياة العبرانيين فغادر بعضهم سكنى الخيام وشرعوا يبنون بيوتا كبيوت الكنعانيين، وخلعوا عنهم الجلود التي كانوا يلبسونها وهم في البادية.. ولبسوا عوضا عنها الثياب الكنعانية المصنوعة من منسوجات صوفية زاهية، وقد اقتبسوا الحضارة الكنعانية كما يقتبس المهاجرون إلى أمريكا في هذه الأيام عادات الأمريكان وأخلاقهم وملابسهم[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

    ويضيف "برستد" إلى ذلك قوله "وقد اكتفي اليهود بآداب اللغة ولم يحفلوا بسواها، فلم يكونوا يعرفون التصوير بالألوان ولا نحت التماثيل ولا فن البناء، فكانوا إذا احتاجوا إلى شيء من هذه يأخذونه عن جيرانهم في مصر وفينيقية ودمشق وآشور".

    فأين موقع هؤلاء الرعاة الرحل الهمج من حضارة المصريين والآشوريين والفينيقيين، التي تعتبر المنهل الأول الذي انبثقت منه الحضارة الإنسانية وكانت أساس الحضارة الإنسانية الرفيعة المعاصرة.

    والمؤرخ الأمريكي "فيليب فانس ميرز" نفى عن اليهود أي أثر حضاري، فقد قال "لم يقم العبرانيون بخدمة تذكر للعالم ولا ابتكروا أسلوبا جديدا في هندسة البناء، ويكفينا دليل على ذلك هيكل سليمان الذي يفاخر به اليهود عند كل مناسبة أو غير مناسبة، فقد بناه المهندسون والعمال الفينيقيون كما تعترف بذلك التوراة نفسها..".

    بل إن إسرائيل كلها لم يكن فيها حداد واحد كما تذكر التوراة، وكان اليهودي كلما أراد أن يحدد سكته للفلاحة، يذهب إلى العمال الفلسطينيين ليصنعوا له أدواته الزراعية.



    وقد كشفت آثار رأس الشمرة في شمال اللاذقية بسوريا أن الإنتاج الأدبي في ديار الشام هو المورد الذي نهل منه كتاب التوراة ما دونوه في أسفارهم من قصص وحكم وقصائد.. وقد أوضحت المقارنة بين ما ورد في التوراة وما جاء في المدونات الأثرية في رأس الشمرة، تطابقا يكاد يكون نسخة طبق الأصل..

    بل إن هذه المدونات الأثرية قد أثبتت أن اليهود قد أخذوا الكثير من أعيادهم وطقوسهم الدينية عن الكنعانيين حتى أنهم عبدوا آلهتهم، مما دعى أحد المحققين إلى القول بأن "الدين العبري هو طراز خاص من الدين الكنعاني"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

    ويقول المؤرخ المصري الكبير سليم حتي "إن العبرانيين أخذوا من الكنعانيين الشعائر الدينية.. وأن رقص داود أمام التابوت كما جاء في التوراة ليس إلا صدى للرقص الكنعاني الخاص بالخصب"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

    وأضاف المؤرخ اللبناني الأمريكي فيليب حتي إلى ذلك قوله "إن الموسيقيين والمغنّين الأوائل في الهيكل كانوا كنعانيين في أشخاصهم وتدريبهم وعندما بدأ داود بالموسيقا العبرانية المقدسة لم يكن هناك من نموذج يمكن اتَّباعه سوى النموذج الكنعاني"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

    وفي رأي الكثيرين من علما ء المصريات، أن مزامير داود نفسها، ترجع في أصولها إلى ابتهالات قدماء المصريين كما كشفت عنها المقابر والمحافر.

    وقد جاءت كلمة الفصل في هذا الصدد على لسان الفيلسوف المؤرخ الأوروبي "غوستاف لوبون" حين قال عن المجتمع اليهودي "لم يكن لليهود فنون ولا علوم ولا صناعة ولا أي شيء تقوم به حضارة، واليهود لم يأتوا قط بأية مساهمة مهما صغرت في تشييد المعارف البشرية واليهود لم يجاوزوا قط مرحلة الأمم شبه المتوحشة التي ليس لها تاريخ.. وإذا ما صارت لليهود مدن في نهاية الأمر.. فقد كانوا في غاية العجز عن أن يقيموا بأنفسهم مدنهم ومعابدهم وقصورهم فاضطروا إبان سلطانهم في عهد سليمان إلى الاستعانة بالخارج، فجلبوا بنائين وعمالا لم يكن بين بني إسرائيل من يساويهم"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

    هذا وغير هذا مما ورد في العديد من المراجع التاريخية يثبت بصورة علمية قاطعة أن الذي يتبجح به رئيس وزراء العدو بأن إسرائيل كانت حليفة لمصر هو كذب مفضوح، هكذا ببساطة.. ولا أقل ولا أكثر..

    بل إن وضع إسرائيل في الوطن العربي كله في التاريخ القديم لم يكن أكثر من "حالة رجل يصر على الإقامة وسط طريق مزدحم فتدوسه الحافلات والشاحنات باستمرار.. وإن مملكتهم لم تكن سوى حادث طارئ في تاريخ مصر وسورية وآشور وفينيقيا، ذلك التاريخ الذي هو أكبر وأعظم من تاريخهم"، كما قال "هـ. ج. ويلز" في تاريخه وصدق هذا المؤرخ العظيم في كل ما قاله من قول كريم.


    نضال هديب





    Anonymous
    زائر
    زائر


    تكملة كتاب خرافات يهوديه Empty رد: تكملة كتاب خرافات يهوديه

    مُساهمة من طرف زائر الأحد نوفمبر 16, 2008 12:22 am

    مع تحيات


    نضال هديب

    اخي القارء الكريم ارجو انت تحاول تبدي تعليقاتك على اغبياء بني صهيون

    وخرافاتهم المزعومه


    استمتع بوقت

    واشكرك

    اخوك نضال

    Anonymous
    زائر
    زائر


    تكملة كتاب خرافات يهوديه Empty رد: تكملة كتاب خرافات يهوديه

    مُساهمة من طرف زائر الأحد نوفمبر 16, 2008 12:25 am





    الفصل الرابع عشر

    كانت يدا بريطانيــة ثم أمريكيـة
    ولـم تـكن إسرائيلية أبـدا

    مع تحيات

    نضال هديب




    Anonymous
    زائر
    زائر


    تكملة كتاب خرافات يهوديه Empty رد: تكملة كتاب خرافات يهوديه

    مُساهمة من طرف زائر الأحد نوفمبر 16, 2008 12:27 am


    ويمضي رئيس وزراء العدو بيجن في خطابه إلى الشعب المصري، فيحشر في جملة واحدة، أكاذيبه وأباطيله بالجملة، فيقول "نحن الإسرائيليين، نمد يدنا إليكم، ويدنا كما تعلمون ليست ضعيفة، وإذا ما هوجمنا فإننا ندافع دائما عن أنفسنا، كما فعل أجدادنا المكابيون وانتصروا".
    وتقف على رأس هذه المجموعة من الأكاذيب الصهيونية، أكذوبة كبرى تتسم بالتهديد والوعيد، ذلك أن بيجن يمد يده بالسلام، ولكن يصيح في وجه الشعب المصري بأن يد إسرائيل ليست ضعيفة وأنها قادرة على الدفاع وعلى النصر.
    ولا بد لنا أن نتناول هذه الأكاذيب واحدة واحدة نفنِّدها، ونضع الأمور في النصاب الصحيح.
    وأول هذه الأكاذيب التي يطلقها بيجن أن لإسرائيل يدا وفي ذلك افتئات على التاريخ، وهو التاريخ المعاصر الذي لا يزال شهوده على قيد الحياة، وخاصة ذلك الجيل الذي شهد مولد الوطن القومي اليهودي في فلسطين، ثم بعد ذلك، مولد إسرائيل كدولة على أرض فلسطين..

    والذين عاصروا تلك الحقبة رأوا بأبصارهم، وعلموا بعقولهم وسمعوا بآذانهم أن إسرائيل لم تكن لها يد إطلاقا، بل لم يكن لها وجود إطلاقا، وأن الوجود اليهودي منذ بدايته كان من غير يد، وأن اليد البريطانية هي التي كانت يده التي تتحرك..
    ولنأخذ الهجرة اليهودية مثلا.. بدأ المهاجرون اليهود يفدون على فلسطين في أوائل العشرينات عن طريق مينائي حيفا ويافا، وكانت اليد البريطانية ممثلة في السلطة البريطانية في فلسطين هي التي تتولى تسهيل هذه الهجرة اليهودية وتنشيطها والأخذ بها.. وكانت الجماهير الفلسطينية العربية تتجمع عند هذين المينائين لتصد المهاجرين اليهود وتعيدهم إلى سفنهم ليرجعوا من حيث أتوا.. وكانت السلطات البريطانية المسلحة تتصدى للجماهير العربية الفلسطينية، تمنع تجمعاتها وتفرقها، وتتولى حماية المهاجرين اليهود منذ نزولهم من البواخر إلى أن يصلوا إلى مستعمراتهم ومنازلهم، ولم يكن اليهود يجرؤون يومذاك أن ينظروا في وجوه العرب، ناهيك عن أن يمدوا أيديهم إليهم.
    ومثل ثان، المستعمرات اليهودية كانت الجماهير العربية الفلسطينية تحدق بها وتطوقها وتهاجمها، وكانت القوات البريطانية المسلحة تسارع إلى نجدة اليهود، وتهاجم الجموع الفلسطينية، وتفك الطوق عن المستعمرات اليهودية وتخرج المهاجرين اليهود من مخابئهم، ولم تكن لليهود يد يدافعون بها عن أنفسهم فقد كانت اليد البريطانية هي التي تتولى الدفاع عنهم، ولسان حال اليهود كما قال أسلافهم لموسى عليه السلام، اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون، بل ومختبئون..
    ولنأخذ موضوع الأراضي مثلا ثالثا.. كانت السلطات البريطانية تمنح اليهود مساحات شاسعة من الأراضي العامة، ليقيموا عليها المستعمرات، وكان على هذه الأراضي كثير من القرى العربية الفلسطينية بناها وسكنها أهل فلسطين منذ القدم، ولم يستطع اليهود الوصول إليها والاستقرار فيها إلا باليد البريطانية، فقد كانت القوات البريطانية المسلحة تسارع إلى تلك القرى العربية تهدم البيوت على رؤوس أصحابها وتجليهم عن أرضهم وتسلمها إلى اليهود ليبنوا عليها مستعمراتهم، ولم تكن لليهود يد إطلاقا، وكانت اليد البريطانية هي التي تعمل على إجلاء العرب عن أراضيهم وتسلمها إلى اليهود خالية من أهلها وبيوتها ومساجدها ومقابرها.
    ولنأخذ الثورات الفلسطينية مثلا رابعا، لقد خاض الشعب الفلسطيني ضد الاستيطان اليهودي خمس عشرة ثورة خلال ثلاثين عاما من الحكم البريطاني بمعدل ثورة كل عامين وكان الشعب الفلسطيني يتصدى للمستعمرات اليهودية بكل ما أوتي من قوة. وكانت السلطات العسكرية البريطانية، هي التي تتصدى للثورات الفلسطينية وتتولى حماية المستعمرات والمدن اليهودية من الهجمات الفلسطينية. ولم تكن لإسرائيل يد إطلاقا، وكانت اليد التي تتولى حماية الوجود اليهودي كله في فلسطين هي اليد البريطانية.
    ومضى الحكم البريطاني على هذا الحال ثلاثين عاما يتولى بقواته ودماء أبنائه الدفاع عن الجالية اليهودية، يحمي الهجرة اليهودية، ويمكِّن اليهود من الاستيلاء على الأرض العربية ويقمع الثورات الفلسطينية بالحديد والنار..
    وليس هذا فحسب، بل إن بريطانيا تولت فيما بعد تسليح اليهود وتدريبهم حتى أصبحت لهم قوة مسلحة، تجلَّت في العصابات الإرهابية التي أفشت الإرهاب في فلسطين، وكان بيجن أحد رؤساء هذه العصابات، وهو يعلم أكثر من غيره أن اليد البريطانية هي التي كانت تدافع عن الوجود اليهودي في فلسطين وأنه إذا كان هناك من نصر فإنه نصر لليد البريطانية لا لليد الإسرائيلية لا من قريب ولا من بعيد.
    وبعد اليد البريطانية، جاءت اليد الأمريكية.. فقد انسحبت بريطانيا من فلسطين،لأسباب لا مجال لسردها هنا، وحلت محلها الولايات المتحدة في حماية اليهود في فلسطين، وقامت إسرائيل كدولة، وكان الفضل الأكبر في ذلك يرجع إلى أمريكا صاحبة قرار التقسيم، وأمر الولايات المتحدة فيه مشهور أيمُّا مشهور ولا يحتاج إلى تفصيل !! فإن الدور الأمريكي في تلك الحقبة سردته مؤلفات في مجلدات.
    وما أن أصبحت إسرائيل دولة حتى تولت اليد الأمريكية مساندة إسرائيل عسكريا واقتصاديا وسياسيا، والعالم كله يعرف الشعار الذي ردده رؤساء أمريكا من ترومان إلى كارتر، وهو أن إسرائيل وجدت لتبقى، ثم الشعار الذي جاء بعده أن إسرائيل وجدت لتنمو وتزدهر والذي جاء بعده أن إسرائيل وجدت لتحارب وتنتصر، وكانت اليد الأمريكية هي التي أدت هذه المهمة الكبرى ثلاثين عاما أخرى بعد ثلاثين عامٍ من اليد البريطانية.
    لم تكن لإسرائيل يد في مجموع هذه السنين، في الستين عاما منذ صدور وعد بلفور إلى يومنا هذا، ففي الثلاثين الأولى كانت اليد البريطانية هي التي تتولى أمر إسرائيل من البذرة إلى الشجرة إلى الثمرة، وفي الثلاثين الثانية كانت اليد الأمريكية هي التي تقدم لإسرائيل كل أسباب الوجود والقوة، من الرغيف إلى الزبدة إلى المدفع.
    وعلاقة أمريكا بإسرائيل لا يكفيها مجلد ضخم لشرح تفاصيلها ويكفي في هذا الصدد أن يعلم المواطن العربي أن نصيب إسرائيل يمثل 48 في الماية من مجموع الاعتمادات الأمريكية العالمية كما يمثل 47 في الماية من مجموع المنح الأمريكية العسكرية العالمية.
    وقد قدر الدارسون للأرقام والإحصاءات أن مجموع ما تلقته إسرائيل من المعونات الأمريكية منذ نشوئها حتى الآن يتجاوز ثلاثين مليار دولار، هذا خلاف الهبات والتبرعات التي تقدمها الجالية الإسرائيلية في أمريكا، والمعفاة من الضرائب.
    أما في المجال العسكري، فلم يعد سرا أن أمريكا قد راحت خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة في تسليح إسرائيل بكافة انواع الأسلحة المتطورة حتى أصبحت في زماننا هذا أقوى من الدول العربية مجتمعة.
    وفي الحروب التي نشبت بين العرب وإسرائيل، كانت أميركا هي الطرف الحقيقي في الحرب في وجه العرب، ففي حرب 1967 كانت أمريكا هي التي أعطت النور الأخضر لإسرائيل للهجوم الخاطف على مصر ومطاراتها، مما أدى إلى احتلال سيناء والجولان وقطاع غزة والضفة الغربية وبيت المقدس.
    وفي حرب أكتوبر 1973 استنفرت أمريكا كل قواتها النووية وغيرها لتمنع القوات المصرية والسورية من اجتياح إسرائيل وتدميرها وكان الجسر الجوي بين أمريكا ومطار العريش ينقل المعدات الأمريكية رأسا إلى الميدان الساخن، هذا فضلا عن احتشاد الأساطيل الأمريكية على شواطئ المنطقة حتى تحول دون نصر عسكري عربي، وتغير اتجاه المعركة إلى نصر لإسرائيل.
    وعلى ذلك فإنه من الصواب أن نقول: أن الحروب التي نشبت بين العرب وإسرائيل، كانت حروبا مع أمريكا، وكانت اليد الأمريكية هي التي تحارب، ولم تكن اليد الإسرائيلية..
    ولو أن أمريكا لم تكن طرفا في مسيرة الثلاثين عاما الأخيرة لما احتملت إسرائيل أن تبقى في الوجود ثلاثين ساعة، ولا كانت في الوجود حكومة يهودية يرأسها سفاح إرهابي من أمثال مناحيم بيجن يقول للشعب المصري "إن يد إسرائيل ليست ضعيفة وإنها قادرة على الهجوم وعلى النصر كما كان الحال في أيام المكابيين".
    وهنا لا بد لنا أن نتساءل بعد أن تحدثنا عن اليد الإسرائيلية، من هم هؤلاء المكابيون الذين يفاخر بهم بيجن رئيس وزراء العدو.. وليس لنا من يجيب على هذا السؤال إلا التاريخ.. فهو الصادق الأمين وعنده الخبر اليقين.
    المكابيون والثورة المكابية هي إحدى الأساطير اليهودية التي نسج اليهود حولها الخرافات البطولية، فدسوها في الكتب والأفلام والقصص، كما فعلوا بشأن شمشون الجبار الذي جعلوا منه بطلا خارق الشجاعة، ولم يكن أكثر من مجرم قاطع طريق كما أسلفنا في فصل سابق استنادا إلى نصوص التوراة.
    واليهود بارعون في شيء واحد: هو أنهم يكذبون بإصرار وعناد، ويجعلون الأمم الأخرى تصدق أكاذيبهم اعتمادا على الكسل العقلي عند الإنسان العادي، الذي لا يكلف نفسه مشقة البحث عن الحقيقة، وتمييز الصدق عن الكذب فيما يقرأ وفيما يسمع..
    والمكابيون والثورة المكابية، ليست إلا مثلا واحدا على هذه الحقيقة الثابتة.. فقد أصبح الإنسان العادي، كلما ذكر المكابيون والثورة المكابية، تتجسد أمامه البطولة والشجاعة..
    والواقع التاريخي أنه لم يكن هناك مكابيون أبطال ولا ثورة مكابية ولنحتكم إلى التاريخ.. يقول التاريخ أن المكابيين قد ظهروا على مسرح التاريخ في العهد الذي كانت فيه فلسطين تحت الحكم اليوناني حوالي القرن الثالث قبل الميلاد.. ففي عهد البطالسة أثناء حكم بطليموس الرابع، بعد انتصاره في موقعة رفح عام 217 ق.م.، حدث انقسام في التجمع اليهودي وانقسموا إلى فريقين: الأول يريد أن ينتفع بالمدينة اليونانية ويقتبسها، وفريق آخر كان يعارض في هذا الاتجاه الحضاري ويريد الإصرار على التقاليد القديمة والانعزال عن المجتمع. ولم يكن هذا الإنقسام غريبا في بابه فإن التاريخ اليهودي كله كان تاريخ صراع بين الاندماج والعزلة، ولم تكن الصهيونية إلا حركة عدائية للاندماج واتجاها عنيفا نحو العزلة فأخذ الفريق الانعزالي المتعصب يتصدى للفريق المتحضر مما اضطر ملك البطالسة السالف الذكر أن ينصِّب على فلسطين ولاة من أولي الحزم والشدة..
    وكان من نتيجة ذلك أن ثار الفريق المتعصب بقيادة العائلة المكابية عام 167 ق.م. وكان قائد الثورة هو "متيتا بن يوحنا"، وبعد وفاته تولى أمر القيادة ابنه يهوذا مكابيوس، وسميت الحركة باسمه.

    وكانت هذه الثورة في حقيقتها ثورة داخلية بين اليهود أنفسهم، أخذت شكل العنف والاقتتال والصراع على السلطة.. أكثر مما كانت ثورة على الحكم اليوناني كما يصور دعاة الصهيونية.. وكانت (بطولات) هذه الثورة تعتمد على الفتك والبطش والغدر والتفنن في الإجرام والإرهاب..
    ولو أن القارئ العربي عاد إلى قراءة تاريخ تلك الحقبة وخاصة تاريخ "المكابيين والثورة المكابية" وتدبَّر أسبابها وأهدافها، لرآها حقبة حافلة بالإجرام ولا تستحق أن توصف بحرف واحد من حروف الثورة والبطولة.
    وأبرز الجرائم التي وقعت في تلك الحقبة في داخل العائلة المكابية نفسها أن سمعان الابن الثاني لمتيتا بن يوحنا السالف الذكر قد قتله غدرا صهره زوج ابنته، وقتل معه ولديه، ربما لأنه قَبِل أن يكون حاكما وكاهنا أعلى، بتعيين من قبل السلطات اليونانية.
    ويذكر التاريخ عن "اسكندر جنيوس" أحد رجال العائلة المكابية، أنه كان من أشد الناس أنانية ووحشية، ومن أقبح ملوك اليهود في التاريخ.. وقد تميَّز حكمه بالمؤامرات والمنازعات والصراعات الدموية بين الطائفتين اليهوديتين المعروفتين الصدوقيين والفريسيين[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
    وجاءت زوجته "الكسندرا" وتولت الحكم من بعده فقلبت سياسة زوجها رأسا على عقب وساندت الفريسيين على خصومهم واشتد الصراع بين الطائفتين المذكورتين، كما تقول دائرة المعارف البريطانية[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
    وبعد هذه الزوجة الشريرة، جاء ابنها هيركانوس الثاني ونصبته الكاهن الأعلى وأصبح حاكما اسميا، وانقضت أيامه في حروب أهلية مع شقيقه ارستوبولس الثاني وانتهى الأمر بسقوطه عن العرش، ذلك أن شقيقه هذا قد استولى على معظم مواقع "الدولة" اليهودية واقتحم بيت المقدس.
    ومن أبشع صفحات تاريخ العائلة المكابية أن أحد رؤسائهم وهو هركانوس قد أكره الأدوميين سكان جنوب فلسطين على التهُّود، وقد فعل مثل ذلك كاهنهم اسكندر جنيوس السالف الذكر فأكره سكان الجليل على اعتناق اليهودية.. وقد اعتبر المؤرخ العالمي "توينبي" هذا الحدث بأنه أقدم حوادث التعصب الديني في التاريخ.
    ويضيف التاريخ إلى ذلك أن أرسطو بولس الأول بن هركانوس المشار إليه أعلاه، قد ارتكب أشنع الجرائم فقد ترك أمه تموت جوعا في السجن وبلغ به الحسد أن قتل أحب اخوته اليه وسجن الآخرين[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] حتى يصفو له الجو ولا ينازعه في الملك أحد .
    وفي مرجع تاريخي , نقل عنه الأستاذ مصطفى الدباغ فكشف النقاب عن جرائم المكابي اسكندر الآنف الذكر وقسوته الوحشية , ذكر أنه فتح مدينة كان العصاة تحصنوا فيها وقبض منهم على 800 رجل وأتى بهم إلى أورشليم وصلبهم جميعاً في يوم واحد واستحضر نساءهم وأطفالهم فأبسلهم (قتلهم ) أمام عيونهم , وصنع في ذلك اليوم مأدبة لنسائه وسراريه في مكان مشرف على القتلى , فكان هذا المشهد الأليم لهن من أسباب المسرة وكان ذلك سنة 86ق م[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
    ونحمد الله أن منح هؤلاء الدارسين الأناة والصبر في نبش التاريخ لنجد بين أيدينا مثلا حيا عن الإرهاب اليهودي ممثلا في سيرة واحد من ابرز المكابيين , لنقدم هذا المثل شاهداً في وجه ارهابي آخر معاصر هو رئيس وزراء العدو مناحيم بيغن .
    ويضيف الأستاذ الدباغ إلى ذلك قوله " وتبع استيلاء اسكندر على غزة عام 96ق م مذابح مخيفة أدت إلى تحول الشاطيء المزدهر بين غزة وعسقلان إلى صحراء بلقع "
    وتوالت الأحداث بعد ذلك وانتهت الدولة المكابية التي يفاخر بها بيجن رئيس وزراء العدو صريعة المؤامرات اليهودية فيما بين اليهود أنفسهم .
    وصفوة التاريخ الذي رست عليه هذه الحقبة من حياة اليهود أنه لم تكن هناك بطولات ولا ثورات , وأن الامر لم يكن يعدو نشوب صراعات ومنازعات بين هذه العائلة المكابية ليكون هذا أو ذاك كبيرها وكاهنها الأعلى يتصدرها بالاغتيال والاقتتال أو بأمر من السلطة اليونانية , وهذه هي كل الحكاية في كلام مختصر ومفيد .
    وهذه البربرية التي تشير إليها المراجع العربية قد أكدها مؤرخ بريطاني شهير هو " هـ. جـ. ويلز " حين وصف حكم اليهود في القدس والسامرة بأنه كان " قصة حروب وصراع واغتصاب وقتل بين الأخوة الحاكمين والناس ليتولى بعضهم على عروش بعض واستمرت ثلاثة قرون .. وأنها بصراحة قصة حياة بربرية .. وأن الحقيقة البسيطة هي أن اليهود ذهبوا إلى بابل بربريين وعادوا منها متحضرين .. وكانت قصتهم فواجع لا تنتهي ألا بفواجع وقصة ملوك بربريين يحكمون شعبا بربريا"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
    ولم يكن هذا المؤرخ الكبير مغالياً في هذا الحكم الصارم , فإن سيرة ملوك اليهود تؤيد وتبرر هذا الحكم العادل , وإلى المواطن العربي بعض





    Anonymous
    زائر
    زائر


    تكملة كتاب خرافات يهوديه Empty رد: تكملة كتاب خرافات يهوديه

    مُساهمة من طرف زائر الأحد نوفمبر 16, 2008 12:29 am



    الأمثلة مستمدة من تاريخ اليهود أنفسهم، ومن توراتهم.. في عهد "المملكة اليهودية" نشبت الحرب بين رحبعام ويربعام ملك المملكة الإسرائيلية واستمرت طويلا، وتصفها التوراة بقولها "وكانت حروب بين رحبعام ويربعام كل الأيام" [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وكانت مدة حكم يربعام سبع عشرة سنة.. وتذكر التوراة أن "شيشق ملك مصر هاجم أورشليم بألف ومائتي مركبة وستين ألف فارس وأخذ المدن الحصينة وأتى إلى أورشليم.. وأخذ خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك. وأخذ أتراس الذهب التي عملها سليمان" [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 2) وهكذا انهارت "المملكة اليهودية" وعادت الأرض الفلسطينية كما كانت إلى السيادة المصرية..

    وفي معبد الكرنك اكتشفت آثار عدة ملوك أسرى بين آثار شيشق ملك مصر، وكان اسم واحد من أولئك الملوك (بلودا ملك) وربما كان ذلك تحريفا لملك يهوذا رحبعام بن سليمان السالف الذكر.

    وذكرت كتابات أخرى فيها جدول المدن المحصنة التي افتتحها شيشق في المملكة اليهودية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] مما يثبت مرة أخرى أن ما يسمى بالمملكة اليهودية لم يكن لها وجود حقيقي وأن فرعون قد غزا المملكة بأسرها بما فيها مدنها الحصينة.

    وبعد رحبعام خلفه ولده "أبيا" (915-913 ق.م.) فسار سيرة أبيه في عبادة الأوثان، واستشرت الأخلاق الفاسدة والمنكرات في عهده كما استشرت الحروب بينه وبين يربعام ملك المملكة الإسرائيلية، وهكذا كتب للحروب بين اليهود أنفسهم أن تنتقل من الآباء إلى الأبناء.

    وجاء "آسا" (913-873 ق.م.) ليخلف والده أبيا، وفي عهده انتشرت الحرب مع المملكة الإسرائيلية، واستعان هذا الملك على خصمه بملك آرام (دمشق) وقدم له هدايا من الذهب والفضة الموجودة في خزائن الهيكل والقصر الملكي وانهزم ملك إسرائيل وتخلى عن جميع مكاسبه السابقة، وبذلك امتدت الحرب من الأجداد إلى الأحفاد.. وذلك دليل آخر على أن الحكم اليهودي في فلسطين قد مزقته حروب اليهود فيما بين بعضهم بعضا!!

    وخلفه ولده من بعده "يهوشافاط" (873-849 ق.م.) ووقعت معاهدة بينه وبين ملك إسرائيل.. ولكن هذه المعاهدة لم تمنع نشوب الحرب.. فقد استؤنفت على أشد مما كانت قبل المعاهدة.

    وخلفه ولده "يوهرام" (849-842 ق.م.) كما تقول التوراة فكان أكبر مجرمي ملوك اليهود على الإطلاق، وكانت فاتحة أعماله "أن قتل أخوته الستة مع عدد من رؤساء اليهود".. وفي عهده هاجمه الفلسطينيون والعرب هجوما عنيفا فدخلوا القدس واستولوا على أموال الملك في قصره وسبوا بنيه ونساءه وتقول التوراة إلا أنه "ذهب غير مأسوف عليه" وليس هذا كلامنا،

    ولكنه كلام توراة اليهود (أخبار الأيام الثاني 21).

    ثم تضيف التوراة إلى سيرة هذا اليهودي المجرم عبارة بشعة تقول عنه "إنه جعل سكان أورشليم يزنون وطوح يهوذا" (الدولة اليهودية).

    وخلفه ولده "أخزيا" (842 ق.م.) ولم يطل عهده وكان مجرما ابن مجرم، فقد ذهب لزيارة خاله ملك إسرائيل وثار عليه "ياهو" وهو متمرد آخر.. فقتل الملكين الشمالي والجنوبي معا.

    واعتلت سدة الحكم "عثليا" زوجة يورام ملك يهوذا فكانت سيرتها قمة في الإجرام فقد قتلت جميع أولاد ابنها ياهو للتخلص من منافسيها على العرش، ولم يبق إلا الطفل "يوآش" فقد أخفته عن الأنظار مدة ست سنين، ولكنه ظهر فيما بعد وبويع ملكا خليفة لأبيه المقتول، وتصدت الجماهير اليهودية للملكة القاتلة فقبضت عليها وأعدمتها.

    وتوج هذا الطفل باحتفال كبير، وكانت أولى إنجازاته أنه تنكر لمن أحسن إليه فأمر بقتل أحد أولاده، ودام ملكه 27 سنة، تعرض خلالها لهجوم سوري من قبل ملك آرام مما حمله أن يدفع فدية كبرى من خزائن الهيكل وكانت خاتمته أن قتله اليهود شر قتلة، فقد قتلوه على سريره كما تقول التوراة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

    وخلفه "أمصيا" ابنه (800-783 ق.م.) ووقعت حرب بينه وبين الأدوميين وتقول التوراة أنه أتى بالأسرى إلى البتراء وأمر بطرحهم من رؤوس شواهقها فتكسروا أجمعين. ثم تروي التوراة أن هذا المجرم الأثيم قد لقي مصرعه على يد اليهود فقد قتلوه وحملوه على الخيل ودفنوه مع آبائه في مدينة أورشليم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

    وجاء حفيد لأمصيا هذا اسمه "أحاز بن يوثام" (735-715 ق.م.) فاستغرق في عبادة الأوثان وتقول التوراة أنه سار في طريق ملوك إسرائيل في الشر وأحرق بنيه بالنار حسب رجاسات الأمم[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

    ولا نطيل أكثر من ذلك فهذه سيرة ملوك اليهود، اقتتال واغتيال وحروب.. وانتهى الأمر فيما بعد بتدمير مملكة إسرائيل بأيدي الآشوريين بقيادة سرجون الثاني وحمل سكان السامرة إلى الأسر سبايا رجالا ونساءً وأطفالا..

    وكان قصدنا من هذا السرد التاريخي أن نثبت بما لا يرقى إليه الشك أن ما قاله المؤرخون عن بربرية اليهود ملوكا وشعبا هو حقيقة تاريخية وردت معظم تفاصيلها في توراتهم.. تشهد عليهم أفواههم وتدين جرائمهم..

    ولم يكن المؤرخون المعاصرون وحدهم هم الذين نددوا باليهود، فإن أنبياءهم هم قد قاموا بهذه المهمة خير قيام ونسبوا إلى اليهود أبشع التهم.. ويكفي أنهم أدانوهم بأنهم "لم يكونوا يحسنون التكلم باللسان اليهودي بل بلسان شعب وشعب" كما جاء في سفر نحميا أحد أنبيائهم، مما دعاه أن يقول "فخاصمتهم ولعنتهم وضربت منهم أناسا ونتفت شعورهم" هكذا بهذه العبارة وهذه الكلمات!!

    أما نبيهم الآخر "أرميا" فكان أشد قساوة وعنفا فقد قال عن إسرائيل.. "تحت كل شجرة خضراء أنت أضطجعت زانية"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

    وفي نفس السفر يوجه إليهم عبارة أشد وأقسى حين يقول.. "كخزي السارق هكذا أخزي بيت إسرائيل هم وملوكهم ورؤساؤهم وكهنتهم وأبناؤهم" وهذه إدانة جماعية تتناولهم جميعا من الملوك إلى الكهنة إلى الأبناء..

    وفي الإصحاح الذي يليه يقول أرميا عن إسرائيل "أما أنتِ فقد زنيت بأصحاب كثيرين.. ارفعي عينيك إلى الهضاب وانظري أين لم تضاجعي.. في الطرقات جلست لهم ونجست الأرض بزناك، وجهة امرأة زانية كانت لك.. أبيت أن تخجلي.. وقال لي الرب هل رأيت ما فعلت العاصية إسرائيل.. ورأت أختها الخائنة يهوذا وزنت هي أيضا.. هكذا خنتموني يا بيت إسرائيل"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

    ويمضي أرميا في هذا الكلام الغاضب كالرعد يقول في الإصحاح الخامس من هذا السفر عن الإسرائيليين "في بيت الزانية تزاحموا.. جهلوا كل واحد على امرأة صاحبه.. لأنه خيانة خانني بيت إسرائيل وبيت يهوذا يقول الرب".

    وهنا يثور السؤال الكبير وهل يمكن لهذا الشعب أن يكون شعب الله المختار بعد أن وصفه هذا المصلح اليهودي الكبير بهذه الصفات، وأن يعده الله بأن يقدم إليه الوطن الفلسطيني هبة من عنده وبيده.. حاشا الله..

    والهيكل الذي جعلت منه الصهيونية صخرة قضيتها ودعواها يتساءل أرميا في الإصحاح السابع قائلا "هل صار هذا البيت الذي دعي باسمي مغارة لصوص في أعينكم؟".

    ويذهب أرميا إلى أبعد من ذلك فيهدم القضية الصهيونية من أساسها ويعتبر النبوءات اليهودية باطلا في باطل وكذبا في كذب حيث يقول في الإصحاح الخامس "صار في الأرض وهش وقشعريرة.. الأنبياء يتنبأون بالكذب".

    ولكن الوقاحة الكبرى جاءت في ختام خطاب بيجن إلى الشعب المصري حين أورد عبارة قال فيها: "لقد بينت السورة الخامسة من القرآن الكريم حقنا في هذه الأرض وجعلته مقدسا.. هل لي أن أتلو عليكم هذه السورة الخالدة: وإذ قال موسى لقومه، يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم" (السورة الخامسة المائدة الآية رقم 21).

    هذه هي عبارة بيجن التي استشهد فيها بالقرآن الكريم محاولا أن يثبت فيها الحق المقدس لليهود في فلسطين.. والاستشهاد بهذه الآية على هذه الصورة لا يثبت الحق المقدس لليهود في فلسطين بقدر ما يثبت أن "اليهود يحرفون الكلم عن مواضعه" كما قال عنهم القرآن الكريم.. وهذا ما فعله بيجن بصدد هذه الآية..

    وإن أي مخلوق على الأرض يستطيع أن يستشهد بالقرآن الكريم من غير حرج.. إلا اليهود فليس لهؤلاء أن يحتجوا بالقرآن الكريم لأنه يدينهم ويندد بهم.. فالقرآن الكريم يندد بهم ويكشف مساءاتهم، وخاصة مع نبيهم موسى عليه السلام.. ومن يقرأ القرآن الكريم يرى أنه ورد فيه ذكر اليهود وذكر بني إسرائيل أكثر من (40) مرة.. وفي معظم هذه الآيات فإن الله سبحانه وتعالى ينهال عليهم بأشد عبارات الغضب والزجر والوعيد والتهديد.. ولا يتسع هذا الفصل لسرد هذه الآيات واحدة واحدة.

    ولكن الذين دسوا هذا الاستشهاد القرآني في خطاب بيجن قد خدعوه وأرادوا أن يخدعوا الرأي العام العالمي وخاصة أولئك الذين لا يعرفون القرآن.

    ومن أجل ذلك فقد أصبح واجبا علينا أن نعيد هذه الآية ولكن إلى السياق الذي وردت فيه، وبعض الآيات التي سبقتها، ذلك أن بيجن قد انتزع هذه الآية من سياقها ليدخل في روعنا أن القرآن الكريم يؤيد دعوى الحق اليهودي المقدس في فلسطين.. ولنبدأ من بداية الإطار الذي وردت فيه الآية التي استشهد بها بيجن..

    H نقرأ في القرآن الكريم في سورة المائدة ما يلي:-

    "ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرنَّ عنكم سيئاتكم ولأدخلنَّكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل، فبما نقضهم ميثاقهم لعنَّاهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكِّروا به، ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين".

    ثم يمضي القرآن الكريم منددا ومذكرا بسوء سلوك اليهود فيقول "وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين. يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين" إلى أن يقول القرآن الكريم بعد أن يئس موسى من قومه "قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين".

    وواضح من هذه الآيات أن الله أخذ على بني إسرائيل ميثاقا ذكر القرآن شروطه واحدا واحدا، وأنهم نقضوا الميثاق وتجلت خيانتهم وأدانهم أنهم من القوم الفاسقين.. ولذلك لم يعد لهم حق في وعد الله.

    هذا مع التوكيد أن عبارة "الأرض المقدسة التي كتب الله لكم" تعني كتب الله لكم دخولها.. ولا تعني كتبها الله لكم خالصة تسلب من أيدي أصحابها لتكون ملكا للفاسقين الذين نقضوا عهد الله وخانوا أمانته.. وكتب عليهم الذلة والمسكنة إلى يوم القيامة.

    وكان اليهود في سلوكهم وأخلاقهم هم السبب في هذه الذلة والمسكنة، وفي جميع الكوارث التي حلت بهم عبر التاريخ.. وهذا هو المعنى الكبير الذي أشار إليه المؤرخ اليهودي يوسيفوس في عبارته الخالدة: "لا أمة في الأرض في كل أجيال التاريخ منذ بدء الخليقة حتى الآن، تحملت ما تحمل إسرائيل من الكوارث والويلات على أن تلك الكوارث والويلات لم تكن إلا من صنع إسرائيل".

    وصدق المؤرخ اليهودي الكبير.


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 1:48 pm