ممـلكـــة ميـــرون

كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري 32175b77914d249ceca6f7052b89c9fc

ادارة مملكة ميرون
ترحب بكم وتتمنى لكم قضاء اوقات مفيدة
وتفتح لكم قلبها وابوابها
فاهلا بكم في رحاب مملكتنا
ايها الزائر الكريم لو احببت النضمام لمملكتنا؟
التسجيل من هنا
وان كنت متصفحا فاهلا بك في رحاب منتدانا

ادارة مملكة ميرون

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ممـلكـــة ميـــرون

كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري 32175b77914d249ceca6f7052b89c9fc

ادارة مملكة ميرون
ترحب بكم وتتمنى لكم قضاء اوقات مفيدة
وتفتح لكم قلبها وابوابها
فاهلا بكم في رحاب مملكتنا
ايها الزائر الكريم لو احببت النضمام لمملكتنا؟
التسجيل من هنا
وان كنت متصفحا فاهلا بك في رحاب منتدانا

ادارة مملكة ميرون

ممـلكـــة ميـــرون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


,,,منتديات,,,اسلامية,,,اجتماعية,,,ثقافية,,,ادبية,,,تاريخية,,,تقنية,,, عامة,,,هادفة ,,,


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري Empty كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الأحد نوفمبر 09, 2008 8:22 am















    السلام عليكم جميعا"



    ارجوا ان تساعدوني بموضوع عزمت على ان ابداء به

    بنشر كتاب بشكل دوري

    لاحدا اقطاب العمل الوطني الفلسطني

    وسبداء باول كتاب للقائد الوطني احمد الشقيري خرافات يهوديه

    تحت مسمى كتاب المنتدى

    مع تحيات

    نضال هد يب











    عدل سابقا من قبل نضال هديب في الإثنين نوفمبر 10, 2008 10:32 am عدل 3 مرات
    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري Empty خرافات يهوديه ...... الكاتب احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الأحد نوفمبر 09, 2008 8:39 am




    بقلم الأستاذ: جميل بركات

    مؤلف هذا الكتاب، الأستاذ أحمد الشقيري، مناضل عربي
    ذ
    فلسطيني قضى عمره في الجهاد، وعرفته المحافل العربية

    والدولية لأكثر من خمسين عاما. لم ينتم إلى حزب ولم

    يذعن بالتبعية لأحد، وكان مبدؤه العمل لإنقاذ فلسطين



    من محنتها والمحافظة على حقوق أهلها، مع إيمانه التام


    بالوحدة العربية من المحيط إلى الخليج.

    حين كان طالبا بالجامعة الأمريكية في بيروت عام 1927،ذ




    وألقى خطابا قوميا في ذكرى الشهداء، دعا فيه إلى

    الخلاص من الاحتلال الأجنبي فأبعدته على إثر ذلك السلطات


    الفرنسية المهيمنة على لبنان يومئذ، وقذفت به إلى حدود

    فلسطين فرجع إلى بلدته عكا وهو أقوى إيمانا وأمضى


    عزيمة، ليواصل بعد ذلك الدراسة في معهد الحقوق بالقدس

    … ويواصل معها الكفاح بقلمه ولسانه….


    قبل النكبة، يوم كان كفاح عرب فلسطين على أشده ضد

    الاستعمار والصهيونية المتمثلين في صك الانتداب ووعد

    بلفور والهجرة اليهودية، ساهم الشقيري المحامي الشاب

    بمواهبه في الدفاع عن المجاهدين والمناضلين أمام

    المحاكم العسكرية البريطانية التي كانت تحكم تعسفا


    بالإعدام على أي عربي تجد في حوزته رصاصة… فما بالك

    لو كانت بندقية . كما شارك في إعداد المذكرات والوثائق

    التي كانت توضع أمام ما يسمى بلجان التحقيق الموفدة

    إلى فلسطين كلما اشتد الخطب والنزاع بين الأهل من جهة

    وبين قوات الانتداب الظالمة واليهود الغازين من جهة

    أخرى. هذا بالإضافة إلى نشاطه الوطني في الندوات

    والاجتماعات والصحافه ومساهمته عام 1945 في تأسيس

    المكتب العربي في واشنطن.


    وكانت سلطة الانتداب تقبض عليه بين الحين والحين لتزجه

    في السجن أو ترسله للمنفى، شأنه في ذلك شأن الكثيرين

    من المناضلين الفلسطينيين الذين عملت هذه السلطة

    الغاشمة على ملاحقتهم طيلة مدة حكمها…. ثم انسلت يوم

    15 أيار عام 1948 بعد أن سلمت اليهود كل شيء!!


    استمر الشقيري في نشاطه الوطني بعد خروجه من البلاد

    إثر وقوع النكبة وإعلان دولة إسرائيلي، ولم يترك فرصة

    لخدمة القضية المقدسة والقضايا العربية الأخرى.الا

    واغتنمتها حيث شارك في العديد من النشاطات العربية

    والدولية فعمل أمينا عاما مساعدا للجامعة العربية وممثلا

    لسوريا في هيئة الأمم المتحدة حتى سنة 1957، وبعدئذ

    اختارته المملكة العربية السعودية ليكون وزير دولة

    وممثلا لها في الهيئة نفسها، وظل كذلك حتى عام 1963،

    وقد كان لمواقفه الحرة الجريئة فوق منبر الهيئة

    الدولية، على مدى خمس عشرة سنة، في نصرة قضايا

    الحق والتحرر حيثما كانت، أن دأبت وسائط الإعلام الغربي

    ة على الإشارة إلى أن الشقيري عضو مستقل بذاته، فكان

    بذلك شخصية فريدة في تاريخ هذه الهيئة العالمية.


    في أواخر عام 1963، وقع الاختيار على أحمد الشقيري

    ليشغل مقعد ممثل فلسطين لدى الجامعة العربية الذي شغر

    بوفاة السيد أحمد حلمي، فبادر الشقيري من موقعه الجديد

    إلى القيام بزيارات متتابعة واتصالات مكثفة استمرت عدة

    شهور مع تجمعات الشعب الفلسطيني ومع الحكومات

    العربية، إلى أن توِّج سعيه وجهده في عام 1964


    منظمة التحرير الفلسطينية التي جسدت كيان الشعب وآماله

    وأرست مبادئه في ميثاقها الوطني.


    وقد انبثق عن هذه المنظمة جيش التحرير ومركز الأبحاث

    وغيرهما من المؤسسات في مدة قصيرة لم تتجاوز الثلاث

    سنوات. وفي أواخر عام 1967 استقال الشقيري من

    رئاسة المنظمة نتيجة لظروف عربية معينة… وعكف بعد

    ذلك على وضع مذكراته والعديد من المؤلفات القومية

    مساهما في خدمة القضية التي عاش من أجلها بفكره

    وعلمه، وعرض آرائه وخبراته في اللقاءات المختلفة مع

    المواطنين والمسؤولين. وبقي كذلك إلى أن انتقل إلى

    جوار ربه.

    بواسطة

    نضال هديب

    [/center]


    عدل سابقا من قبل نضال هديب في الأحد نوفمبر 09, 2008 2:31 pm عدل 3 مرات
    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الأحد نوفمبر 09, 2008 9:03 am




    وامتثالا لوصيته، دفن بجوار ضريح الصحابي البطل أبي عبيدة بن الجراح، فاتح فلسطين ومحرر بيت المقدس. ولعله

    إختار أن يرقد على امتداد تراب فلسطين السليبة في صحبة أمين الأمة، ليدعو الأمة العربية إلى استلهام روح الأمانة

    والتحرير، والاقتداء بسير الفاتحين الأولين. وبهذا فإن أبا مازن قد ظل يعمل في سبيل القضية المقدسة حتى في

    اختياره لمدفنه، ويبقى في خدمتها بعد مماته.




    الشقيري الذي عاش لقضية وطنه بكل فكره وقلبه وجوارحه لم يتحمل قيام الرئيس أنور السادات بالتوقيع على اتفاقية


    كامب ديفيد مع العدو الإسرائيلي. فقضت مشيئة الله- أوهي رجته- أن يصاب على إثر ذلك بمرض عضال في دماغه.

    ثم قضت مشيئة الله- أو هي رحمته أيضا- أن يفارق الحياة في فجر يوم 26/2/1980. قبل ساعات معدودة من



    قيام أول سفير للعدو بتقديم أوراق اعتماده للسادات نفسه !!



    وفي اللحظة التي كنت أكتب فيها هذه المقدمة حملت الأنباء اغتيال الرئيس السادات الذي كان الأستاذ الشقيري قد بعث



    إليه برسالة ينصحه فيها بألا يوقع مع العدو الصهيوني أية وثيقة مهما كانت الظروف وذلك من أجل الحفاظ على



    حقوق الشعب العربي الفلسطيني. وقد اختتم رسالته إليه بقوله:




    كتبت لسيادتكم هذه الرسالة بعد صلاة الفجر ويداي مرفوعتان إلى السماء، تضرعان إلى الله بأن يهيئ لك من أمرك


    رشدا وأن يخرجك مما أنت فيه مخرج صدق. واذكروا قول الله تعالى في كتابه الكريم:



    "ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجونً" صدق الله

    العظيم.

    كان الشقيري من خلال المراكز التي تبوأها والفرص التي سنحت له يعمل للدفاع عن قضايا الأقطار العربية في



    الشمال الإفريقي التي كانت تطالب بحريتها واستقلالها وثارت من أجلهما، وهي ليبيا، تونس، مراكش، والجزائر التي


    امتدت ثورتها الأخيرة على الاستعمار الفرنسي لمدة ست سنوات متواصلة تُوِّجت بالنصر وتحقيق الأماني، كما كان


    يذود عن الشعوب المضطهدة المغلوبة على أمرها ويسعى لكسب التأييد لمطالبها… لإيمانه العميق بحقوق الإنسان



    وبما وهب من سعة اطلاع ومعرفة وقوة حجة وطلاقة لسان.



    ومن تجاربه الطويلة في هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن تأكد له أن فلسطين لن تعود عن طريق القرارات


    والمفاوضات، وإنها لن تحرر إلا بمثل واحدة من تلك الفتوحات التي عرفها التاريخ الإنساني. لأن العدو الصهيوني


    أذناه لا تسمع وعيناه لا ترى إلا ما هو لصالحه، ولأن حق الرفض "الفيتو" الذي يستعمل في مجلس الأمن من قبل أي


    عضو من الخمسة الكبار يحول دون فرض أية عقوبة، وهذا ما تلجأ إليه الولايات المتحدة الأمريكية بالنسبة لإسرائيل


    لوقايتها من العقوبات..مما حال خلاف نيف وثلاثين سنة بين الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة…. وقد ذكر


    الشقيري في أحد مؤلفاته السابقة أن الصهيونية العالمية قوة ديناميكية هائلة لا يمكن أن يقف في وجهها إلا الوحدة


    العربي… جيش عربي واحد… لدولة اتحادية واحدة … دولة حول إسرائيل على الأقل. وأشار بأن الوحدة العربية


    هدف مقدس، وهي ليست وحدة إمبراطورية أو إمبريالية، لأن العرب أمة واحدة، لها تاريخ مشترك ولغة وآمال واحدة


    ، وبدلا من أن نظل نردد أن شعار إسرائيل هو إقامة دولة كبرى من الفرات إلى النيل..علينا أن نقيم دولة الوحدة من


    الفرات إلى النيل.


    صور شتى ومتزاحمة تمر في خاطري وأنا أكتب هذه المقدمة، ولعل من أبرزها زيارة الشقيري إلى الصين في آذار


    عام 1965 على رأس أول وفد لمنظمة التحرير الفلسطينية كنت أحد أعضائه، حيث وقع أول بيان رسمي مع


    الرئيس شوان لاي اعترفت الصين بموجبه بالمنظمة

    مع تحيات



    نضال هديب

    يتبع

    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الأحد نوفمبر 09, 2008 3:49 pm

    التحرير.


    ويومها خطب الشقيري في عشرات الألوف من أبناء الشعب الصيني الذين جلسوا

    صفوفاً ليستمعوا إلى هذا اللاجيء

    الفلسطيني الذي جاء إلى بلادهم طالبا

    السلاح ومساندة الثورة الفلسطينية .ومحمِّلا الاستعمار والصهيونية وزر ما أصاب عرب


    فلسطين من اضطهاد وظلم واغتيال لحقوقهم الإنسانية.


    ومما قاله الشقيري:


    "فلسطين أرضنا نحن الشعب العربي


    الفلسطيني، إنها جزء لا يتجزأ من أرض الأجداد الممتدة من المحيط إلى الخليج، وببساطة فإن فلسطين عربية كما أن


    الصين صينية.



    نحن الشعب العربي الفلسطيني شعب قديم مثل


    شعبكم، عشنا في فلسطين منذ التاريخ وقبل التاريخ المسجل. حرثنا الأرض مثلكم , وبنينا مدننا وقرانا،


    ملكنا أرضنا باستمرار بعرقنا ودموعنا وجهدنا، ولكن وجودها على مفترق القارات


    الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا جعلها محط أنظار الغزاة، غزاها العبرانيون والفرس


    والرومان واليونان والصليبيون وغيرهم وصمدنا، وخرج الغزاة، وأخيرا جاء الإنجليز


    بعد الحرب العالمية الأولى وجلبوا معهم


    الخراب والدمار والهجرة اليهودية التي حدثتكم عنها، ولا أغالي إذا قلت أن ثلاثة


    أرباع شعبنا من اللاجئين ووفدنا الموجود بينكم الآن ممثل شعب فلسطين هو منهم،


    وطبيعتنا كلاجئين تعني أن قلوبنا حزينة ولن يعود لها انشراحها إلا إذا عدنا إلى بلدنا


    فلسطين، وسيظل شعبنا يقاوم الظلم إلى أن تعود إليه حقوقه ويسترد أراضيه وحريته لأن


    قوة الشعب أقوى من مختلف الأسلحة التي اخترعها الإنسان".



    في كتابه هذا أراد الشقيري أن يرد على خطاب


    الإرهابي مناحم بيغن الذي وجهه للشعب المصري عن طريق الإذاعة والتلفزيون في اليوم


    الحادي عشر من شهر تشرين ثاني-نوفمبر عام 1977 إثر إعلان الرئيس السادات حاكم مصر


    عن استعداده لزيارة الأرض المحتلة ولقائه


    بقادة إسرائيل وزعمائها من أجل تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة كما خيل
    له…!!!!



    وقد جاءت أهمية كتاب "خرافات


    يهودية" أن مؤلفه العالم المطلع على بواطن الأمور قد اعتمد في تحليله وآرائه على نصوص التوراة


    لنسف ادعاءات مناحم بيغن من أساسها وليثبت أن عروبة فلسطين قديمة قدم الزمن قبل


    مجيء الغزاة الإسرائيليين وانتزاعهم لجزء من أراضيها وقيام مملكة عابرة قصيرة


    الأجل فيها، وليؤكد أن الحق الإلهي التاريخي الذي يتشبث به الصهاينة لا وجود له،


    ومثلهم في هذا "كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو


    كانوا يعلمون" صدق الله العظيم.



    فمتى كانت مصر وإسرائيل حليفتين صديقتين


    عبر التاريخ، ومتى حرر اليهود فلسطين "بلدهم" على حد تعبير الإرهابي


    مناحم بيغن من الإنجليز؟؟



    ومن ذا الذي تحالف مع الفرس في التاريخ


    القديم ضد مصر، ومن سرق حلي النساء المصريات عند الخروج؟؟



    ومن الذي أتاح الفرصة لإقامة وطن قومي


    لليهود بفلسطين وفتح أبوابها لهجرة صهيونية عارمة، ودرّب رجالها على القتال ومنحهم


    السلاح والحماية والامتيازات؟؟



    ومن الذي فتك بالشعب الفلسطيني وأضعف قواه


    وسلبه أرضه وممتلكاته وشرّده عن وطنه…؟؟



    كل هذه الأمور الخطيرة يجدها القارئ في هذا


    الكتاب الوثائقي القيم الذي ضم بين دفتيه خمسة عشر فصلا أظهر فيها الأستاذ الشقيري


    الحقيقة… "ومن توراتك أدينكِ يا إسرائيل".



    وختاما فإنني أقدر للأستاذ الشقيري كل


    التقدير ما جاء بكتابه الذي صور حقيقة زيف الصهيونية ومبادئها. فقد بيّن للناس أن


    هؤلاء الغزاة يطبقون الجانب الجهنمي من التوراة‍‍‍!



    ومن يمعن قي قراءة هذا الكتاب، حتى من


    الصهيونيين أنفسهم، يجد أن الأستاذ الشقيري كان باحثا منصفا.



    من أجل ذلك فإنني أحث كل عربي ومسلم أن


    يطالع "خرافات يهودية" بتأمل وإمعان ليعرف حجم الخطر الذي يهدد مصير
    الأمة العربية بأسرها.



    رحمك الله أبا مازن وأجزل لك الثواب، بقدر


    ما قمت به من خدمات قيمة لفلسطين ووطنك العربي الكبير، وفي هذا فليتنافس


    المتنافسون…!!



    خطاب بيجن.

    رئيس وزراء العدو


    إلى الشعب المصري في



    11/11/1977



    يا مواطني مصر، هذه هي المرة الأولى التي


    أخاطبكم فيها مباشرة، ولكنها ليست المرة الأولى التي أفكر فيكم وأتحدث عنكم. فأنتم جيراننا وهكذا ستكونون دائما.



    وطوال السنوات التسع والعشرين الماضية،


    استمر نزاع مأساوي لا ضرورة له بالمرة بين بلدكم وبلدنا. فمنذ الوقت الذي أمرت فيه


    حكومة الملك فاروق بغزو أراضينا، أرض إسرائيل، كيما تخنق ما استعدناه حديثا من


    حرية واستقلال، نشبت أربع حروب كبيرة


    بينكم وبيننا، وأريقت دماء كثيرة على الجانبين.


    ويتمت أسر كثيرة وحرمت من آبائها في مصر وإسرائيل. وإذا تأملنا الأحداث


    الماضية نعلم أن جميع تلك المحاولات الرامية إلى تدمير الدولة اليهودية كانت بلا جدوى، وكذلك


    كانت التضحيات التي دعيتم لتقديمها في الأرواح، في التنمية , في الاقتصاد، في


    التقدم الاجتماعي. كل هذه التضحيات التي


    لا ضرورة لها كانت أيضا بلا جدوى. وإني أقولها لكم، أيها الجيران، إنه هكذا سيكون الحال في المستقبل

    مع تحيات

    نضال هديب


    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري Empty خرافات يهوديه

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 6:13 am


    ينبغي أن تعلموا أننا عدنا إلى أرض أجدادنا، وأننا نحن الذين حررنا البلد من الحكم البريطاني وأقمنا استقلالنا في أراضينا لصالح كافة الأجيال المقبلة.

    ونحن نود لكم الخير. فالواقع أنه لا يوجد سبب أيا كان للأعمال العدوانية بين شعبينا. وفي العصور القديمة، كانت مصر وإسرائيل حليفتين، صديقتين، وحليفتين حقيقيتين ضد عدو مشترك قادم من الشمال. نعم لقد حدثت في الحقيقة تغييرات كثيرة منذ تلك الأيام، ولكن ربما لا يزال الأساس الفعلي للصداقة والمساعدة المتبادلة قائما.

    ونحن الإسرائيليين نمد يدنا إليكم ويدنا كما تعلمون ليست يدا ضعيفة، وإذا ما هوجمنا فإننا ندافع دائماً عن أنفسنا، كما فعل أجدادنا المكابيون وانتصروا.

    ولكننا لا نرغب في أية صدامات معكم. فلنقلها الواحد للآخر، وليكن قسماً صامتاً من شعبيْ مصر وإسرائيل: ألا أن تقوم حروب أخرى ولا يراق مزيد من الدماء، ولا يكون هناك مزيد من التهديدات. هلم بنا، لا لنقم السلام فحسب، بل ولنبدأ على طريق الصداقة والتعاون المخلص والمنتج…

    فبإمكاننا أن يساعد كل منا الآخر، وبإمكاننا أن نجعل من حياة شعبينا حياة أفضل وأيسر وأسعد.

    لقد أعلن رئيس جمهوريتكم قبل يومين أنه مستعد للمجيء إلى القدس، إلى برلماننا-الكنيست-إذا كان ذلك سيمنع أن يصاب جندي مصري واحد. وهذا بيان طيب، وقد رحبت به بالفعل، ويسعدنا أن نرحب برئيس جمهوريتكم وأن نستقبله بالضيافة التقليدية التي ورثناها أنتم ونحن من أبينا المشترك إبراهيم. وأنا من جانبي سأكون بالطبع مستعداً للحضور إلى عاصمتكم القاهرة لنفس الهدف: لا مزيد من الحرب-السلم- السلم الحقيقي والى الأبد. لقد بينت السورة الخامسة من القرآن الكريم حقنا في هذه الأراضي وجعلته مقدسا. هل لي أن أتلو عليكم هذه السورة الخالدة. وإذ قال موسى لقومه: يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء.. يا قوم، ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم"… (السورة الخامسة الآية رقم 21 –المائدة).

    وبهذه الروح من إيماننا المشترك بالله، وبالرعاية الإلهية، وبالحق والعدل، وبكل القيم الإنسانية العظيمة التي تركها فيكم النبي محمد وأنبياؤنا. موسى وأشعيا، وجيرمياه وحزقيال- بهذه الروح الإنسانية أقول لكم من أعماق قلبي: شالوم. وهذه تعني" صلح " . بالمقابل "صلح" يعني شالوم.


    *********

    الفصـل الأول


    لسـتم أبناء إبـراهيم..


    أنتـم أبناء إبليس


    من كلام السيد المسيح إلى اليهود


    لستم أبناء إبراهيم..


    أنتم أبناء إبليس



    في اليوم التاسع من شهر نوفمبر (تشرين ثاني) من عام 1977، أطلق الرئيس السادات من مجلس الشعب المصري مبادرته الشهيرة، ولا حاجه بنا أن نذكر تفاصيلها فقد نقلتها الأقمار الصناعية وأجهزة الإعلام العالمية إلى جميع أرجاء العالم، وكذلك فإنه لا حاجة بنا أن نخوض في تحليلها وتقييمها، فإن الحكم العادل بشأنها موكول إلى نهايتها، وما أعظم أسلافنا القدامى حين
    قالوا : الأمور بخواتيمها .. وهذا هو أعف ما يقال بشأن هذه المبادرة وكفى.

    غير أن هذه المبادرة قد فجرت مبادرات إسرائيلية ضخمة، في مجال الإعلام والسياسة معا، وراح العالم يصغي إلى مهرجانات خطابية، عربية وإسرائيلية، حيث يدلي كل فريق بمطالبه ودعاواه، شارحا أسانيده وحُججه.

    وجاءت أولى المبادرات الإسرائيلية، في اليوم الحادي عشر من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 1977، مباشرة بعد يومين من مبادرة الرئيس السادات، وكانت لا تزال ساخنة، تعوج وتموج في أرجاء العالم الفسيح… وكأنما كانت إسرائيل على موعد مع مبادرة القاهرة ساعة بساعة…

    ففي عشية ذلك اليوم، تأبط، مناحيم بيجن رئيس وزراء العدو ذراع المبادرة المصرية.. وصعد بها إلى الأقمار الصناعية الأمريكية ليذيع إلى الشعب المصري خطابا يتحدث فيه عن موقف إسرائيل من مواضيع الساعة التي تستأثر باهتمام الرأي العام العربي والدولي على السواء…

    وفي مثل وميض البرق أرسلت إسرائيل النص الكامل لهذه الخطاب إلى الأمم المتحدة، باللغات الثلاثة العربية والإنجليزية والعبرية، يوزع على أعضاء الأمم المتحدة كوثيقة دولية.

    والمواطن العربي القومي، الحريص على حاضر الأمة العربية ومستقبلها، يجب أن ينصرف بالضرورة إلى دراسة خطاب العدو الإرهابي مناحيم بيجن، تاركا خطاب الرئيس السادات جانبا، فالخطاب الإسرائيلي يكشف عن مواطن الخطر العدواني الرهيب، على حين أن العربي يلهث وراء سراب لا يكاد يصل إليه حتى ينجذب إلى سراب جديد في الأفق البعيد.

    وخطاب رئيس وزراء العدو، ليس طويلا ولا عريضا، ولكنه عميق الأغوار، عبأ فيه صاحبه كل ما يريد أن يقوله لمصر وللعرب، والرأي العام الدولي.. وفوق ذلك فإن مناحيم بيجن قد استخدم أقل العبارات والألفاظ لإبراز أضخم الأهداف، ومن كان له أذنان للسمع فليسمع، ومن كان لا يعجبه ما يسمع، فليشرب البحر… وهو غير بعيد، فهناك الأبيض وهناك الأحمر، وللناس فيما يشربون مذاهب.

    وبكلمة موجزة، فإن خطاب رئيس وزراء العدو، يمثل في تعبير العصر الحديث "كبسولة" صغيرة تحتوي القضية الصهيونية برمتها، ومن هنا كان الاهتمام به أجدر وأجدى… وأصبح الواجب القومي يقتضي منا أن نقرأه بتدبر وروية وأن ندرسه بتعمق عميق، كشفا عن أغواره البعيدة وأباطيله المختلفة واحدة واحدة… والقضية الصهيونية ركام من الأباطيل اكتست مع الزمن والتكرار والإصرار رداء من الحق والحق بعيد عنها بعد النجوم والأفلاك.

    ومما يحمل على الأسف أن المبادرة المصرية قد لقيت تأييداً أو تنديداً من الإعلام العربي بكل فنون الإعلام، شعراً ونثرا، وفقها وتاريخا، مما لا يقع تحت حصر، ولم تلق خطبة العدو الإسرائيلي جوابا ولا ردا.. وكان الرد الوحيد الذي ظفر به خطاب رئيس وزراء العدو، ما قالته إحدى الصحف العربية "برشاقة وأناقة".. إنه لا يستحق الرد "لأننا معنيون بالحاضر والمستقبل، وأن الماضي قد أصبح ملك التاريخ".

    والعناية بالمستقبل، دون الالتفات إلى الماضي هي أول بوادر الهزيمة في المعركة… لأن القضية بالأصل، بيننا وبين إسرائيل تقوم على الماضي… وهذا الماضي هو الذي صنع الحاضر،… والحاضر هو الذي سيصنع المستقبل، ولكن في مزيد من الشر ما بعده مزيد…

    والمواطن العربي، القارئ كل أدبيات الصهيونية، ولكل منطقيات سيدتها الكبرى أمريكا، يرى باستمرار وإصرار أن الصهيونية وأمريكا تناشدان العرب على الدوام نسيان الماضي بكل مآسيه، والتطلع إلى مستقبل ينعم بالإزدهار.

    وقد كانت على الدوام مناشدة الاستعمار إلى جميع الشعوب المناضلة لتحقيق حريتها وسيادتها، التخلي عن الماضي، واعتماد الواقع القائم، وبناء حياة جديدة ولكن على أساس هذه الواقع..

    ولو أن الحركات التحريرية في العالم قد ألقت بالها إلى هذه المناشدة وأمثالها، لم تتحقق للشعوب المغلوبة على أمرها حرية ولا سيادة، ولبقي الاستعمار جاثما على صدر القارات القديمة في هذا العالم…

    وفي مسيرة الصهيونية وهي تحقق انتصاراتها مرحلة بعد مرحلة كانت دائما تدعو كلما أثيرت مناسبة لتحقيق تسوية سلمية، إلى نسيان الماضي، والانطلاق من الواقع الذي وصلته الصهيونية دون أن تتراجع ولو خطوة واحدة إلى الوراء ولا تفتأ الصهيونية تحقق الواقع بعد الواقع، مرحلة بعد مرحلة… ويكون الواقع الجديد دعوة متجددة لنسيان الماضي والأخذ بالواقع الجديد، وهكذا دواليك..‍‍‎!!

    ومن هنا، تبدو المفارقة حزينة ومفجعة في موكب هذه المبادرات العربية والإسرائيلية، حينما يسمع المواطن العربي دعوة واحدة من الطرف العربي والطرف الإسرائيلي معا وفي وقت واحد.. هذه الدعوة تقول بالعبرية والعربية، دعونا ننسى الماضي نحن أبناء اليوم ولننظر إلى المستقبل.. وفي هذا القول وحده تصفية وتسوية قبل الدخول في التسوية.

    وموقف اللاّردّ ، أو اللامبالاة من الجانب العربي، له أبعاده الخطيرة على الصعيدين العربي والدولي، وخاصة أن الجانب الإسرائيلي يصر على التحدي، والجانب العربي لا ينهض للتصدي.

    وعلى الصعيد العربي فإن الخطر العربي يتمثل في أن المواطن العربي لا يسمع رداً عربيا على التحدي اليهودي… وهذا يفضي في النهاية إلى ضعف القضية العربية وتراخي أصحابها في الدفاع عنها..

    أما على الصعيد الدولي، فإن القضية الصهيونية تزداد إقناعا لدى الإنسان العادي في العالم ، ولماذا يكترث العالم إلى قضية، أي قضية لا يدافع عنها أصحابها‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍.‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍

    ومن هنا فإن عدم التصدي لخطاب رئيس وزراء العدو، وعدم مطاردته الحجة بالحجة، تماما كمطاردة العدو في الميدان حتى يسقط على الأرض إعياء وإغماء، إنما هو خطأ فادح، وإثم قومي لا يغتفر، وذلك أكثر الألفاظ تهذيبا ورأفة ورحمة…

    ومما يزيد في خطورة الأمر، أن خطاب بيجن قد جاء في أعقاب خطاب الرئيس السادات، وفي موكب إعلامه وكأنهما طرفان لقضية واحدة، عادلة وشريفة!!

    ولقد يبدو خطاب رئيس وزراء العدو، في قراءته السريعة، أنه يردد كلاما عاديا ومعادا ولكن الحقيقة غير ذلك، فإنه في ظاهره كالأفعى ناعم الملمس وفي أنيابه العطب.. والخشية الخشية أن تتخذ الأفعى من بيوتنا جحورا لها … ومن بيوتنا تنساب إلى عقولنا وأفئدتنا .

    وقد وردت في خطاب مناحيم بيجن مقولات خطيرة، تجدد الدعوى الصهيونية وتؤكدها، ولا يصح أن تمر من غير مناقشة أو تفنيد، حرمة للحق والتاريخ معا، وذودا عن القضية العربية وعن قضية فلسطين بالذات، وخاصة في هذه الأوقات حيث تجري محاولات استعمارية جادة لإفراغها من مضامينها القومية، وقدسية موقعها في ضمير الأمة العربية ووجدانها.

    ولكن أخطر هذه المقولات التي تصل إلى حد الترهات هو ما ورد في آخر خطاب مناحيم بيجن حين أعلن للشعب المصري قوله "وسيسعدنا أن نرحب برئيس جمهوريتكم وأن نستقبله بالضيافة التقليدية التي ورثناها أنتم ونحن من أبينا المشترك إبراهيم".

    ولا شك أن عبارة "الضيافة التقليدية" التي يتمسح به مناحيم بيجن تثير الغضب على هذا الكذب، فإن الذين نهبوا ثروات الشعوب بالربا والابتزاز والاختلاس ناهيك عن الوسائل الأخرى المنافية للشرف والقيم الأخلاقية، وكذلك فإن الذين اغتصبوا وطنا بكامله وسرقوا ممتلكات الشعب الفلسطيني من مدنه إلى قراه، إلى مزارعه إلى مصانعه، إلى فراشه وأثاثه، إلى مدخراته ومقتنياته، هؤلاء إنما يوجهون أكبر إهانة لكلمة "الضيافة" حينما يلوكونها بألسنتهم..ومتى كانت اللصوصية الدولية كرما وضيافة…

    ولكن قصة أبينا المشترك إبراهيم على حد تعبير مناحيم بيغن لا بد أن نفرد لها هذا الفصل لانها تنطوي على أكبر أكذوبة عرفها التاريخ الانساني وهي أكذوبة افتراها أخبار اليهود لأغراض سياسية ودسوها في كتبهم الدينية ومنها انتقلت إلى مراجع تاريخية ومضت تكرر عبر العصور والأجيال حتى غدت من المسلمات في الثقافة العامة الشائعة .

    وهذه الأكذوبة لا يشفع لها قدم الزمان الذي ترجع إليه، فإن سطحية الأرض قد امتدت زمنا طويلا ثم ما لبث العالم أن أسقطها إلى الأرض من غير هوادة ولا رحمة.

    وآية العجب العجاب أن يتولى مناحيم بيجن بنفسه ترديد هذه الأكذوبة، ناسياً نفسه إلى إبراهيم، وهو آخر يهودي على وجه الأرض يستطيع أن يرفع نسبه إلى إبراهيم.. ويربط قرابته بالشعب المصري وبالأمة العربية عن طريق أبينا المشترك
    إبراهيم.

    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 6:31 am

    ولا شك أن عبارة "الضيافة التقليدية" التي يتمسح به مناحيم بيجن تثير الغضب على هذا الكذب، فإن الذين نهبوا ثروات الشعوب بالربا والابتزاز والاختلاس ناهيك عن الوسائل الأخرى المنافية للشرف والقيم الأخلاقية، وكذلك فإن الذين اغتصبوا وطنا بكامله وسرقوا ممتلكات الشعب الفلسطيني من مدنه إلى قراه، إلى مزارعه إلى مصانعه، إلى فراشه وأثاثه، إلى مدخراته ومقتنياته، هؤلاء إنما يوجهون أكبر إهانة لكلمة "الضيافة" حينما يلوكونها بألسنتهم..ومتى كانت اللصوصية الدولية كرما وضيافة…

    ولكن قصة أبينا المشترك إبراهيم على حد تعبير مناحيم بيغن لا بد أن نفرد لها هذا الفصل لانها تنطوي على أكبر أكذوبة عرفها التاريخ الانساني وهي أكذوبة افتراها أخبار اليهود لأغراض سياسية ودسوها في كتبهم الدينية ومنها انتقلت إلى مراجع تاريخية ومضت تكرر عبر العصور والأجيال حتى غدت من المسلمات في الثقافة العامة الشائعة .

    وهذه الأكذوبة لا يشفع لها قدم الزمان الذي ترجع إليه، فإن سطحية الأرض قد امتدت زمنا طويلا ثم ما لبث العالم أن أسقطها إلى الأرض من غير هوادة ولا رحمة.

    وآية العجب العجاب أن يتولى مناحيم بيجن بنفسه ترديد هذه الأكذوبة، ناسياً نفسه إلى إبراهيم، وهو آخر يهودي على وجه الأرض يستطيع أن يرفع نسبه إلى إبراهيم.. ويربط قرابته بالشعب المصري وبالأمة العربية عن طريق أبينا المشترك إبراهيم.

    وحسبنا، كرّد أوَّلي على الأكذوبة،أن نرجع إلى كتاب "الثورة" الذي وضعه مناحم بيجن عن حياته الإرهابية في فلسطين، لنرى أن سفاح دير ياسين، قد كتب بيديه الملطختين بدماء الأبرياء من الشيوخ والنساء والأطفال، أنه ولد في بولونيا، وأنه دخل إلى فلسطين أثناء الحرب العالمية الثانية في غمرة من يسمون بالمهاجرين اليهود غير الشرعيين.

    وفي فلسطين اليوم ما يقارب نصف سكان إسرائيل، من هم على شاكلة مناحيم بيجن، من مواليد بولونيا ورومانيا وهنغاريا وألمانيا وروسيا وكثير من بلدان العالم، وجميع هؤلاء لا يستطيعون أن يرتقوا إلى أبوة إبراهيم عبر رحلة تاريخية طويلة تقرب من أربعة آلاف عام هلكت خلالها أقوام، وبادت دول، وتشتت أمم، وانصهرت في غضونها شعوب وشعوب.

    ولو أن أحداً من يهود اليمن قد زعم الذي أعلنه مناحيم بيجن، لكانت بين يديه قلامة ظفر من شبهة تاريخية في أنه تحدر من ملوك حمير الذين اعتنقوا اليهودية في سالف العصر والزمان، وإن كان هؤلاء ليسوا من مواليد إبراهيم، فالثابت أنهم كانوا من وثنيي العرب، وما حل إبراهيم في ديارهم.. فالحجاز كانت آخر ما وصل إليه إبراهيم في رحلاته…

    وكذلك لو أن أحداً من يهود العراق قد انتحل النسب إلى إبراهيم، لكان له خيط نحيل من الشك في أنه من بقايا السبي البابلي، أو السبي الآشوري ومن هنا جاءت الصلة بإبراهيم.

    بل لو أن أحداً من يهود المغرب أو تونس أو مصر قد نادي بأبوة إبراهيم، لأنصرف الظن أنه من يهود الأندلس الذين عاشوا مع العرب وشاركوا في الحكم ومجالات العلم والاقتصاد، ثم هاجروا منها إلى الوطن العربي بعد أن استعاد الإسبان أرضهم.

    أما أن يتمسح مناحيم بيجن بأعتاب إبراهيم، فذلك هو الباطل الصارخ، بل هو باطل الأباطيل، على حد تعبير سليمان الحكيم.

    ومن حق المواطن العربي أن لا نقف عند حدوده هذ الردود المنطقية الحاسمة فلا بد لنا أن نكشف عن الحقيقة بكل أبعادها وأطرافها، حتى لا تبقى في الأمر شبهة… وخاصة أن بعض "قادة العرب" ولا نريد أن نشير إليهم بأسمائهم، يتحدثون ومعهم أجهزة إعلامهم، عن "اليهود أبناء عمومتنا" وهم يحسبون أنهم بذلك يثبتون أنهم قوم متحضرون، وأنهم يعرفون درجة القرابة بيننا وبين اليهود.. وهي قرابة لا تنحدر إلا من الجد الأعلى آدم عليه السلام، لا من إبراهيم ولا من أبناء إبراهيم، فإن آدم هو أبو البشر، الأخيار منهم والأشرار.

    وقد يبدو لأول وهلة، أن هذا الكلام نرسله جزافا من غير دليل علمي أو برها ن تاريخي .. ولنرجع إلى العلم و إلى التاريخ، بل فلنرجع أولا إلى التوراة وهي كتاب اليهود دينا، ودستور الصهيونية حركة وسياسة وعقيدة وهدفا…

    وخلاصة ما ورد في التوراة بشأن القرابة التي نحن بصددها أن اليهود هم ذرية يعقوب ومن أبنائه الذكور الإثني عشر… وأن يعقوب هو ابن اسحق، واسحق بن إبراهيم … وفي القصص اليهودية أن يعقوب له اسم آخر وهو "إسرائيل " ويعني جندي الله، ومن هنا يسمى اليهود بني إسرائيل…

    وسنعرض لهذا الموضوع، وتعقيداته والتواءاته في مواضع أخرى من هذا الكتاب.. وأول ما يجب أن نلفت إليه النظر، أن إبراهيم اليهود هو غير إبراهيم المسلمين، فالأول، كما هو في توراة اليهود، يختلف اختلافا تاما عن إبراهيم المسلمين.

    وإبراهيم المسلمين ورد ذكره عدة مرات في القرآن الكريم، وصورته الرائعة في هذه السور الجميلة قد بلغت أرقى درجات الكمال الإنساني، وصفات التوحيد، وسمو القيم الروحية الرفيعة، ومن هنا فهو عند المسلمين "أبو الأنبياء" و "خليل الرحمن" و "أبو الضيفان"، وفي الصلاة في قراءة "التحيات" يدعو المسلمون قائلين: اللهم بارك على سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم. يرددونها في كل صلاة.

    أما إبراهيم اليهود فإنه شخص آخر لا يمت بصلة إلى إبراهيم المسلمين، وها هي التوراة بين أيدينا لنتعرف على سيرة إبراهيم كما وردت في سفر التكوين، وهو أول أسفار التوراة.

    إبراهيم –أو إبرام كما ورد في التوراة قبل أن يتحَّول اسمه إلى إبراهيم-ولد في أور
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] "الكلدانيين" أما آباؤه فقد ذكرت التوراة أنهم يرجعون بنسبهم إلى سام ابن نوح…

    وتقول التوراة في الإصحاح الحادي عشر عن بداية القصة، أن "تارح" والد إبرام قد خرج من أور الكلدانيين إلى حاران
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. ومعه أسرته الصغيرة، ابنه إبرام وزوجته ساراي، وابن أخيه لوط وزوجته ملكة. وأقاموا هناك وكانت أيام تارح مائتين وخمس سنين ومات في حاران".

    وجاء في الإصحاح الثاني عشر أن الرب قال لإبرام :" اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك فأجعلك أمة عظيمة… وفيك تتبارك جميع قبائل الأرض … فذهب إبرام كما قال له الرب… وكان ابن خمس وسبعين سنة حين خرج من حاران".

    ثم تذكر التوراة أنهم " أتوا أرض كنعان ومعهم ذخائر وعبيد وماشية.. واجتاز إبرام في الأرض إلى مكان شكيم-نابلس-وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض" وتحدثت التوراة بعد ذلك عن تجوال إبرام في الأرض.

    وتقول التوراة فيما بعد أنه "حدث جوع في الأرض وكان شديدا"، فانحدر إبرام إلى مصر ليتغرب فيها، معه زوجته ساراي.. وكانت حسنة جدا كما تؤكد التوراة.. وهنا تأتي قصة خليعة لعلها أقدم قصة مدونة في تاريخ "الأدب" المكشوف…

    وخلاصة القصة كما ترويها التوراة، "أن إبرام قال لساراي امرأته وهي على مقربة من مصر.. إني علمت أنك امرأة حسنة المنظر، فإذا رآك المصريون قالوا هذه امرأته فيقتلوني ويستبقونك.. قولي أنك أختي ليكون لي خير بسببك وتحيا نفسي من أجلك…"!!

    وذلك ما وقع فعلا، كما تروي التوراة "فلما دخل إبرام على مصر رأى المصريون أن المرأة حسنة جدا فأخذت إلى بيت فرعون فصنع إلى إبرام خيرا بسببها، وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء واثن جمال.. وضرب الرب فرعون وبيته ضربات عظيمة، ودعا إبرام وقال له :" ما هذا الذي صنعت بي؟ لماذا لم تخبرني أنها امرأتك؟ لماذا قلت لي هي أختي حتى أخذتها لتكون زوجتي.. خذها واذهب. ووكل به أناسا شيعوه إلى خارج الديار".

    وهكذا فإن التوراة تقذف بزوجة إبراهيم ستنا سارة كما يسميها المسلمون إلى أحضان فرعون في فراشه، ليعود بها إبراهيم "مشيعا" خارج الديار، مجللا بالإثم والعار.. ويقينا فإن إبرام هذا هو جد اليهود حقا، وحاشا الله أن يكون جد المسلمين.. فالقصة إثم وعار في حق الأنبياء. إثم أن يتزوج الرجل اخته، وعار أن يبيع عرضه بالجمال والعبيد والحمير…!!

    ثم تروي التوراة في الإصحاح الثالث عشر أن الرب قال لإبرام :
    … سأجعل نسلك كتراب الأرض، حتى إذا استطاع أحد أن يعد تراب الأرض فنسلك أيضا يعد.."

    وتتحدث التوراة بعد ذلك عن حرب محلية اشترك فيها إبرام، سنعرض لها في الفصول التالية. ثم يشكو إبرام في الإصحاح الخامس عشر إلى الرب قائلا :" إنك لم تعطيني نسلا.. فأخرجه الرب إلى خارج، وقال انظر إلى السماء وعد النجوم أن استطعت أن تعدها، وقال له هكذا يكون نسلك".

    ويستأنف الإصحاح السادس عشر قصة إبرام فقول :" أما ساراى امرأة إبرام فلم تلد له… وكانت له جارية مصرية اسمها هاجر فقالت ساراي لإبرام ادخل على جاريتي لعلي أرزق منها بنين… فدخل إبرام على هاجر فحبلت.. فلما رأت ساراي أن هاجر حبلت أذلتها فهربت هاجر من وجهها… فوجدها ملاك الرب على عين في البرية فقال لها:… تكثيراً أكثر نسلك فلا يعد من الكثرة وستلدين ابنا تدعين اسمه إسماعيل.. وكان ابرام ابن ست وثمانين لما ولدت هاجر إسماعيل لإبرام.
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] مدينة أور تقع أطلالها غربي مدينة الناصرية بالعراق، وكانت مركز عبادة القمر، ومن هنا كان عزوف إبراهيم عن عبادة القمر لأنه رآه من الآفلين كما ورد في القرآن الكريم.


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] حاران" اسمها الآن حران تبعد ثلاثماية ميلا إلى الشمال الشرقي من دمشق.


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] إسماعيل أصله في اللغة القديمة (ليسع إيل) و (إيل) إله كنعاني معناه الإله الأكبر، وكان مولد إسماعيل في نحو عام 1794 ق.م في بلدة الشميلة بين بئر السبع والعوجا من إعمال فلسطين ,أما أمه هاجر فهي من (أم العرب) إحدى قرى بلدة الفرما إلى الجنوب الشرقي من بور سعيد.

    وهاجر تعرف (بأم العرب) ويرجح أن يكون هذا هو سبب تسمية القرية على اسمها
    .
    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 6:37 am

    [size=29]وقال الله " ها أنا أبارك إسماعيل وأثمره وأكثره كثيرا جدا، أثني عشر رئيسا يلد وأجعله أمة كبيرة". يبدأ الإصحاح السابع عشر حديثه قائلا " ولما كان إبرام ابن تسع وتسعين سنة ظهر له الرب وقال له.. سأجعل عهدي بيني وبينك وأكثرك كثيراً جداً.. و تكون أبا لجمهور من الأمم، فلا يدعى اسمك بعد اليوم إبرام بل يكون اسمك إبراهيم، لأني أجعلك أبا لجمهور من الأمم… وأثمرك كثيراً جداً وأجعلك أمما، وملوك منك يخرجون، وساراي امرأتك لا تدعوها ساراي بل اسمها سارة وأباركها وأعطيك أيضا منها ابنا فتكون أمما، وملوك شعوب منها يكونون، فسقط إبراهيم على وجه وضحك وقال في قلبه هل يولد لابن مئة سنة، وهل تلد سارة وهي بنت[/size]
    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 6:41 am



    إبرام في الإصحاح الخامس عشر إلى الرب قائلا :" إنك لم تعطيني نسلا.. فأخرجه الرب إلى خارج، وقال انظر إلى السماء وعد النجوم أن استطعت أن تعدها، وقال له هكذا يكون نسلك".

    ويستأنف الإصحاح السادس عشر قصة إبرام فقول :" أما ساراى امرأة إبرام فلم تلد له وكانت له جارية مصرية اسمها هاجر فقالت ساراي لإبرام ادخل على جاريتي لعلي أرزق منها بنين فدخل إبرام على هاجر فحبلت.. فلما رأت ساراي أن هاجر حبلت أذلتها فهربت هاجر من وجهها فوجدها ملاك الرب على عين في البرية فقال لها: تكثيراً أكثر نسلك فلا يعد من الكثرة وستلدين ابنا تدعين اسمه إسماعيل.. وكان ابرام ابن ست وثمانين لما ولدت هاجر إسماعيل لإبرام.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

    وقال الله " ها أنا أبارك إسماعيل وأثمره وأكثره كثيرا جدا، أثني عشر رئيسا يلد وأجعله أمة كبيرة".

    يبدأ الإصحاح السابع عشر حديثه قائلا " ولما كان إبرام ابن تسع وتسعين سنة ظهر له الرب وقال له.. سأجعل عهدي بيني وبينك وأكثرك كثيراً جداً.. و تكون أبا لجمهور من الأمم، فلا يدعى اسمك بعد اليوم إبرام بل يكون اسمك إبراهيم، لأني أجعلك أبا لجمهور من الأمم وأثمرك كثيراً جداً وأجعلك أمما، وملوك منك يخرجون، وساراي امرأتك لا تدعوها ساراي بل اسمها سارة وأباركها وأعطيك أيضا منها ابنا فتكون أمما، وملوك شعوب منها يكونون، فسقط إبراهيم على وجه وضحك وقال في قلبه هل يولد لابن مئة سنة، وهل تلد سارة وهي بنت تسعين سنة". ولم تقل لنا التوراة كيف سجلت ما قاله إبراهيم في "قلبه"!!

    وفي الإصحاح التاسع عشر تروي لنا التوراة قصة طريفة تقول أن الرب ظهر لإبراهيم وقال له "سيكون لامرأتك سارة ابن، وكانت سارة سامعة في باب الخيمة، وكان إبراهيم وسارة شيخين متقدمين في الأيام، وقد انقطع أن يكون لسارة عادة كالنساء، فضحكت سارة في باطنها وقالت "أبعد فنائي يكون لي تنعمُ, وسيدي قد شاخ , فقال الرب لإبراهيم "لماذا ضحكت ساره , هل يستحيل على الرب شيء؟! في الميعاد أرجع إليك ويكون لسارة ابن فأنكرت سارة قائلة لم أضحك, لأنها خافت.. فقال الله: لا بل ضحكت."

    وبسبب هذا الضحك بين سارة "وربها" فقد سمى المولود إسحق فهذا اللفظ معناه باللغة العبرية القديمة تضحك!! والحكاية كلها تدعو إلى الضحك فعلا. إذ كيف عرفت التوراة أن سارة قد انقطعت عنها "عادة النساء".. وكيف عرفت أن سارة ضحكت في باطنها من حديث الرب..!!


    ويأتي الإصحاح العشرون ليكرر لإبراهيم نفس القصة المرذولة التي وقعت له مع فرعون مصر، لتكون هذه المرة مع ملك آخر هو ابيمالك ملك جرار وتقول التوراة "إن إبراهيم تغرب في جرار وأقام عند أبيمالك ملك الفلسطينيين، وقال إبراهيم عن سارة امرأته هي أختي، وأخذ أبيمالك سارة.. وجاء الله إلى أبيمالك في الحلم وقال له : إنها متزوجة ببعل فالآن رد امرأة الرجل".

    ودعا أبيمالك إبراهيم وعنْفه بغضب على فعلته، فقال له إبراهيم لقد خفت أن يقتلوني "من أجل امرأتي وبالحقيقة هي أختي، أبنة أبي(!!) غير أنها ليست ابنة أمي (!!) فصارت لي زوجة(!)" فأعطى أبيمالك إبراهيم غنما وبقراً وعبيداً وأماءً ورد إليه سارة امرأته

    وتنتهي القصة البشعة "بأعجوبة" طريفة تقول "أن إبراهيم صلى إلى الله فشفى الله أبيمالك وامرأته وجواريه ,فولدن لأن الرب كان قد أغلق كل رحم لبيت أبيمالك بسبب سارة امرأة إبراهيم". ويبدو أن "الرب" قد أغلق أرحام البيت الملكي بأسره، ليفتح رحم سارة فيما بعد، وقد بقيت ما بقيت من الأيام والليالي مع ملك جرار من غير خمار ولا إزار.

    وفي الإصحاح الحادي والعشرين تأتي التوراة مباشرة لتقول أن الرب "افتقد سارة كما قال، وفعل الرب لسارة كما تكلم فحبلت سارة وولدت لإبراهيم ابنا في شيخوخته أسماه إسحق.. وكان إبراهيم ابن مئة سنة".

    ويأتي بعد ذلك الإصحاح الثاني والعشرون ليروي قصة الفداء على نقيض ما يقول به الإسلام في القرآن . فالضحية في التوراة هو إسحق وليس إسماعيل وموقع الفداء هو في أحد جبال القدس لا في مكة، والتفاصيل الأخرى تكاد أن تكون متقاربة وتقول التوراة أن الرب قال لإبراهيم "من أجل أنك لم تمسك ابنك وحيدك، أباركك مباركة وأكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر.. ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض من أجل أنك سمعت لقولي" وسكن إبراهيم بعدها في بئر السبع. وعبارة "ابنك وحيدك إسحق" يجب أن تبقى في ذاكرة القارئ لنرى كيف أصبحت محور القضية اليهودية، بالإضافة إلى حصر الحكاية الفداء في إسحق دون إسماعيل".



    ويقول لنا الإصحاح الثالث والعشرون أن سارة عاشت مئة وسبعا وعشرين سنة.. وأنها ماتت في حبرون في أرض كنعان- الخليل، وفي حوار مع أهل المدينة، ناشدهم إبراهيم أنه غريب ونزيل عندهم، ويرجو إبراهيم دفن سارة في مغارة حقل المكفيلة في حبرون في أرض الكنعان.

    ويقول الإصحاح الرابع والعشرون أن إبراهيم شاخ وتقدم في الأيام فدعا إليه اليعازر الدمشقي "عبده وكبير بيته " وقال له "ضع يدك تحت فخذي فاستحلفك بالرب إله السماء وإله الأرض أن لا تأخذ زوجة لإبني-اسحق-من بنات الكنعانيين الذي أنا ساكن بينهم، بل إلى أرضي والى عشيرتي تذهب وتأخذ زوجة لابني أسحق".. وليلاحظ القارئ استمرار التركيز على إسحق دون اسماعيل كما عليه أن يلاحظ روح العداء على الكنعانيين وبناتهم، وهم أهل البلاد وأصحابها الشرعيون.

    وتمضي التوراة في عدة صفحات لتروي قصة طريفة مليئة بالمفاجآت تنافس الأساطير القديمة سردا وتخريفا ونسيجا

    وخلاصة القصة كما يرويها الإصحاح الرابع والعشرون أن "عبد إبراهيم" ذهب على رأس قافلة من الجمال حتى وصل إلى أرام النهرين، حيث تسكن عشيرة إبراهيم، وكيف تعرف عند البئر على ابنة ابن أخي إبراهيم " رفقة" وعلى كتفها جرتها، "وكانت الفتاة حسنه المنظر جداً. وعذراء(!!) لم يعرفها رجل" ولم تذكر لنا التوراة كيف عرفت ان رفقة كانت عذراء، وهي ما تزال عند البئر لم يمسسها بشر!!

    ثم تمضي القصة فتروي حديث (عبد إبراهيم) مع رفقة، وكيف تم التعارف بينهما، وكيف دعته إلى البيت، وما كان من الحديث بينه وبين أبيها، وعن المهمة التي أوفده إبراهيم من أجلها، ثم كيف عرض العبد موضوع زواج إسحق من أهله وعشيرته ومن غير بنات الكنعانيين.

    ثم تحكى القصة أمر الموافقة على الزواج وكيف أن رفقة وفتياتها ركبن الجمال قاصدين أرض الجنوب وكيف تم اللقاء مع إسحق.. فأدخلها إلى خباء أمه سارة، "وأخذ رفقة فصارت زوجة له وأحبها إسحق وتعزى بعد موت أمه".

    ومع أن هذا الأسطورة تبرز الكراهية الشديدة التي يضمرها إبراهيم للبنات الكنعانيات إلا أن مرجعا تاريخيا مرموق يقول إن إبراهيم تزوج بعد وفاة سارة امرأتين كنعانيتين رزق منهما بأحد عشر ولدا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. ويبدو أن إبراهيم قد أحب لنفسه ما كرهه لولده إسحق، أو أن الكنعانيات أصلح للشيوخ من الشباب!!

    ثم يطالعنا الإصحاح الخامس والعشرون ليقول لنا أن إبراهيم أخذ زوجة أسمها قطورة فولدت له ستة أولاد وردت أسماؤهم ومعظمها على وزن فعلان وهو وزن عربي في الصميم، وولد الأبناء ثمانية أولاد ذُكرت أسماؤهم ويروي الإصحاح أن "إبراهيم عاش مائة وخمسا وسبعين سنة وأسلم روحه ومات بشيبة صالحة شيخا شبعان أياما وأنضم إلى قومه ودفنه إسحق وإسماعيل في مغارة المكفيلة حيث دفنت امرأته سارة.

    ويذكر الإصحاح الخامس بعد ذلك مواليد إسماعيل بن إبراهيم الذي ولدته هاجر المصرية فذكرت أسماءهم بديارهم وحصونهم إثنا عشر رئيسا حسب قبائلهم وعاش إسماعيل مئة وسبعا وثلاثين سنة وأسلم روحه ومات وانضم إلى قومه".

    تلك هي قصة إبراهيم كما وردت في التوراة منذ مولده في أور الكلدانيين حتى هجرته إلى سوريا، والى فلسطين والى مصر ثم عودته إلى فلسطين وما تخلل ذلك مما جرى من حكايات لسارة ومعها، ثم وفاته فيها ودفنه في حبرون المدينة التي تحمل اسمه إلى اليوم مدينة خليل الرحمن

    فأين هذه القصص اليهودية الخليعة من السيرة الإسلامية الطاهرة لسيدنا إبراهيم كما وردت في القرآن الكريم وفي كتب التراث الإسلامي وفيها من جليل المواقف ما يأخذ بمجامع القلوب.

    أين هذه الفضائح الأخلاقية مما يسرده كتاب "الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل" حين يقول "رُوي عن ابن عباس أن إبراهيم كان أول من لبس السراويل لأنه كان من حيائه يستحي أن، ترى الأرض عورته" ولتكن الرواية أسطورة، ولكنها أسطورة تبالغ في الحياء والشرف والعفة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

    بل أين متاجرة إبراهيم بزوجته كما سردتها التوراة مما جاء في التراث الإسلامي "أن آزر أبا إبراهيم كان يصنع الأصنام ويعطيها لإبراهيم ليبيعها، فكان إبراهيم يقول :" من يشتري ما يضره ولا ينفعه؟" فلا يشتريها أحد، فإذا بارت عليه ذهب بها إلى النهر فصوب فيه رؤوسها وقال لها اشربي استهزاء بقومه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فأي التاجرين أرفع وأروع في التاريخ الإنساني، التاجر الذي جاء ذكره في التوراة أم التاجر الذي جاء ذكره في القرآن؟.



    بل إن حوار إبراهيم مع عقل إبراهيم ووجدانه، كما جاء في القرآن، يعتبر أعظم ما قصّه القرآن على مسامع الزمن، حين نظر إبراهيم إلى الكوكب فقال هذا ربي.. فلما أفل انصرف عنه وهو يقول: "لا أحب الآفلين…" ثم رأى القمر بازغا فقال: "هذا ربي".. فلما غاب انصرف عنه وقال: "ولئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين" فلما طلعت الشمس فقال: "هذا ربي هذا أكبر" فلما أفلت انصرف عنها وقال لقومه: " إني بريء مما تشركون ، إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاًوما أنا من المشركين"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

    وبعد، فإن قصة إبراهيم كما جاءت في التوراة تؤدي إلى استنتاجات هامة، تناقض الدعوى اليهودية من الرأس إلى الأساس، وتكفينا مؤونة الرد على بيجن من نص التوراة نفسها فهي في كلمة بسيطة تثبت بصورة قاطعة أن إبراهيم ليس جدا لليهود، فهو يكاد أن يكون "آدم" الثاني، جداً للإنسانية بأسرها وليس جداً لليهود وحدهم. ويكفي في هذا المجال أن نبرز النقاط التالية:-



    أولاً:- أن الرب قد وعد إبرام أن "يجعله أمة عظيمة .. وأن جميع قبائل الأرض تتبارك فيه. وذلك حينما طلب إليه الخروج من العراق .. وواضح من هذا الكلام أن إبرام ليس خاصا بشعب واحد، اليهود أو غيرهم، ولكن لجميع قبائل الأرض ,وهذا يشمل البشر جميعا على وجه التعميم".

    ثانياً:- حينما عاد إبرام من مصر أكد الرب أنه "سيجعل نسل ابرام كتراب الأرض" لا يستطيع أحد أن "يعده" وهذا لا ينطبق على اليهود لأن عددهم كان محدودا على مر التاريخ، وهم من أقل الأقوام عددا، ومفهوم التأكيد الإلهي أن نسل إبراهيم سيكونون بني البشر أجمعين.

    ثالثاً:- وعاد الرب، في موضع لاحق من سفر التكوين، وأكد مرة أخرى أن "نسل إبراهيم سيكونون بعدد النجوم" إذا كان يستطيع أن يعدها، وكان الرب في المناسبة السابقة قد أشار إلى نسل إبراهيم "كتراب الأرض" والنجوم والتراب أقرب إلى عدد البشر أجمعين لا إلى شعب بذاته.

    رابعاً:- ولم تقتصر توكيدات الرب على إبراهيم بل أنها شملت هاجر زوجة إبراهيم المصرية , فقد أعلن إليها الرب بعد أن ولدت إسماعيل "أن يكثر نسلها بحيث لا يحصى".

    خامساً:- وبعد ميلاد إسماعيل يظهر الرب لإبراهيم ليعلن إليه توكيدات جديدة يقول له فيها "سأكثرك كثيراً جداً، وتكون أبا لجمهور من الأمم،

    ويكون أسمك بعد اليوم إبراهيم فلا يكون إسمك بعد إبرام بل يكون أسمك إبراهيم، لأني جاعلك أبا لجمهور من الأمم وأثمرك كثيرا جدا، وأجعلك أمما", وهذه التوكيدات تشير كلها إلى أن إبراهيم هو الجميع القبائل والشعوب والأمم وأنه يكون أبا لهم جميعا وهذا هو السبب في تغير اسمه لأن لفظة "إبراهيم" في اللغات القديمة معناها "أبو الجمهور".

    سادساً: وعادت توكيدات الرب لتشير إلى سارة فتذكر أن الرب قال لإبراهيم أن ساراى سيصبح أسمها سارة "أباركها وأعطيك منها إبنا، فتكون أمما، وملوك شعوب منها يكونون"، وبهذا أصبحت سارة وكأنها الأم الثانية للبشرية، بعد حواء، كما أصبح إبراهيم الأب الثاني بعد آدم.

    سابعاً: ولم تستطع التوراة أن تغفل إسماعيل ابن الجارية فقالت إن الرب "سيباركه ويثمره ويكثره كثيراً جداً، ويلد إثني عشر رئيسا ويجعله أمة كبيرة".

    ثامناً: ولا يفوتنا في هذا المجال أنه بالإضافة إلى الزوجتين سارة وهاجر فإن إبراهيم قد تزوج قطورة وكان له منها أولاد وأحفاد وتزوج امرأتين كنعانيتين أنجب منهما بنيناً وبنات.

    تاسعاً: يبرز من هذه المقتبسات أن النزعة العنصرية عند اليهود قديمة قدم التاريخ، فإن إبراهيم اليهود، الذي أعلن عن نفسه أنه "غريب ونزيل" في




    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] إسماعيل أصله في اللغة القديمة (ليسع إيل) و (إيل) إله كنعاني معناه الإله الأكبر، وكان مولد إسماعيل في نحو عام 1794 ق.م في بلدة الشميلة بين بئر السبع والعوجا من إعمال فلسطين ,أما أمه هاجر فهي من (أم العرب) إحدى قرى بلدة الفرما إلى الجنوب الشرقي من بور سعيد.

    وهاجر تعرف (بأم العرب) ويرجح أن يكون هذا هو سبب تسمية القرية على اسمها.


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] تاريخ الطبري، ج1، ص309-311.




    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ج1، ص48.


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] المرجع نفسه ص27.


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] القرآن الكريم، سورة الأنعام.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 6:46 am



    مدينة حبرون وفي كنف الكنعانيين، يضمر كراهية شديدة للشعب الكنعاني، ويبعث بعبده إلى العراق، ليختار لإبنه إسحق زوجة من آل بيته

    عاشراً: كما تبرز هذه المقتبسات إسحق بأنه بطل الفداء، وأن إسحق هو ابنه الوحيد مع أن إسماعيل هو إبنه الكبير ويكبره ثلاثة عشر عاما ولكن إسماعيل عربي الأم، واسحق هو أبو يعقوب، ويعقوب اسمه إسرائيل، وإليه ينتسب بنو إسرائيل، فكان لا بد لأحبار اليهود الذين كتبوا التوراة أن يدسوا في التوراة هذه الوقائع[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] .

    حادي عشر: ويتبع ذلك أن الذين كتبوا التوراة قد جعلوا بيت المقدس لا مكة موضع الفداء، توكيداً على دعوى بني إسرائيل لبيت المقدس، وإن يعقوب الذي هو إسرائيل، كان بطل الفداء.. دون أن يكون لإسماعيل العربي، ابن هاجر المصرية، أي أثر أو خبر.

    ثاني عشر: وقبل هذا وذاك فإن التوراة قد أغفلت أن إبراهيم هو عربي وابن قبيلة عربية. فهو من العراق، أور الكلدانيين، وكان العراق يستوطنه في ذلك العهد القبائل العربية التي نزحت من الجزيرة العربية وقد أوضح ذلك الأستاذ عباس العقاد في كتابه الشهير "إبراهيم أبو الأنبياء".

    ثالث عشر: وأخيرا فإن التوراة تبرز نزوع اليهود إلى الإثراء الحرام.

    بكل وسيلة، ولا حرج أن تكون الزوجة أو الشقيقة، هي الوسيلة، ولم يجد أحبار اليهود حرجا لإلصاق هذا العار بأبي الأنبياء، إبراهيم عليه السلام.

    ونخلص من هذا التلخيص السريع، كما نقرأه في التوراة نفسها، وهي كتاب اليهود المقدس، إلى أن نصيب اليهود في أبوة إبراهيم لا يتجاوز حفنة رمل صغيرة من رمال البحر، وما هو أقل من ذلك من تراب الأرض.

    وقد جاء العلم الحديث ليخبرنا عن عالم الفضاء، أن نجومه لا تعد ولا تحصى وبهذا أصبح سهم إسرائيل في إبراهيم أقل من القليل، بل أقرب إلى العدم.

    هذا ما تنتهي إليه الدراسة الصابرة للتوراة وهي تقودنا إلى الحقيقة الصائحة الصارخة إلى عنان السماء، بأن حديث بيجن عن صلة اليهود بإبراهيم تكذبه التوراة بنفسها ونصها.

    ولكن هذا الفصل يظل ناقصا إذا لم نتناول ولو بصورة سريعة موقف المسيحية من هذه الأسطورة اليهودية، والسيد المسيح عليه السلام هو أصدق من يتكلم في هذه الموضوع، وقد تصدى السيد المسيح وهو يدعو إلى رسالة الخير والمحبة والسلام، لدعوى اليهود بأنهم أبناء إبراهيم وقام بينه وبينهم حوارعنيف يجد القارئ العربي تفاصيله الوافية في الأناجيل وهذه خلاصته.

    كان المجتمع اليهودي قد بلغ أقصى درجات الإلحاد والانحطاط الخلقي والفساد الاجتماعي، وقد أثار ذلك في نفس السيد المسيح ثورة عارمة على الحياة اليهودية برمتها، وهو بنفسه يهودي المولد والنشأة، فانطلق يدعو إلى الثورة على أباطيل اليهود وخرافاتهم، فكان أعظم ثائر يهودي على مر العصور والأجيال.

    وثار أول ما ثار على العقدة الكبرى في نفوس اليهود ألا وهي أنهم أبناء إبراهيم وأنهم في عصمة من العذاب والعقاب، وإنا لنجد في إنجيل يوحنا (الإصحاح الثامن) حواراً عنيفاً بينه وبينهم.

    قال اليهود للمسيح: أبونا هو إبراهيم..

    قال لهم يسوع: لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تفعلون أعمال إبراهيم ولكنكم تطلبون أن تقتلوني .. هذا لم يعلَّمه إبراهيم أنتم من أب هو إبليس".

    ولم يتردد السيد المسيح من أن يترجم غضبه من الوعظ والإرشاد، إلى الشدة والعنف فقد دخل الهيكل-معبد اليهودي، مرة ورأى فيه الصرافين وباعة الحمام فأخرجهم وهو يعلن في وجههم "لقد جعلتم بيت الله مغارة لصوص".

    وفي جبل الزيتون الواقع شرقي بيت المقدس وقف السيد المسيح يبعث صيحاته الواحدة تلو الأخرى منذراً جموع اليهود بقوله "يا أورشليم،يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة أفراخها تحت جناحيها، ولم يريدوا هو ذا بيتكم يترك لكم خرابا (إنجيل متى الإصحاح 22).

    وفي سفر أعمال الرسل يشتد الإنجيل على اليهود بكلام غليظ فيسخر من معتقداتهم وخاصة من موضوع الختان حيث يقول الإصحاح السابع "يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان..كما كان آباؤكم كذلك أنتم.. أي الأنبياء لم يضطهده آباؤكم وقد قتلوا الذين سبقوا".

    ويأتي بعد ذلك دور بولس الرسول، وهو من أبرز تلاميذ السيد المسيح وقد ولد ونشأ يهوديا، واضطهد المسيحية أول الأمر ثم اعتنقها وأصبح من أشد دعاتها وها نحن نراه في رسائله البليغة يدخل في حوار عنيف حاد مع جموع اليهود ويصيح في وجههم قائلا :" هل الله لليهود فقط؟ أليس للأمم أيضا" ثم يتحدث عن أبوة إبراهيم ويفرق بين "إبراهيم الجسد" و "إبراهيم الأعمال" في رسالة بولس إلى أهل رومية (الإصحاح الرابع ) وهو يؤكد بذلك أن الإنتساب إلى إبراهيم ليس بالدم ولكن بالأعمال الصالحة.

    يعود بولس الرسول لتوكيد هذه المعاني فيتحدث في رسالته إلى أهل كورنثوس (الإصحاح العاشر) عن "إسرائيل الجسد" وهو يعني بذلك أولئك الذين يزعمون أنهم من نسل إبراهيم ويردد في رسالته إلى أهل رومية قائلا :" لأنه ليس جميع الذين من إسرائيل هم إسرائيليون كل ذلك ليؤكد أن (أبوة) إبراهيم هي مسألة رمزية، وليست العبرة بالقرابة، وإنما بالأعمال الصالحة ، لأن "إبراهيم هو أب لجميعنا" كما يردد المرة بعد المرة، وبهذا تصبح علاقة اليهود بإبراهيم كعلاقة الناس أجمعين.

    وبولس الرسول هذا كان يعنف اليهود ويسخر من أباطليهم، يتحدث إليهم بالعبرية ويرد على دعاواهم بمنطقهم فقد كان متفهما في دينهم، وبلغ من جداله معهم أن أثار معهم موضوع "الختان" وهو علامة الإيمان عند اليهود فقال لهم "نحن الختان، نعبد الله بالروح ولا نتكل على الجسد.. مع أن لي أن أتكل على الجسد أيضا. وأنا بالأولى أن أتكل على الجسد، من جهة الختان , أنا مختون في اليوم الثامن (مثلكم) أنا من جنس إسرائيل ومن سبط بنيامين عبراني من العبرانيين ومن جهة الناموس الناموس فريسي (من رسالته إلى أهل فليبي) .. وبهذا قطع الطريق على كل حججهم، من الختان إلى نسب العبران..الى أبوة إبراهيم..

    وتصدى لهم مرة أخرى بكل دعاواهم وخاصة فيما يتعلق بانتسابهم إلى إبراهيم، فقال في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس "أهم عبرانيون فأنا أيضا، أهم إسرائيليون فأنا أيضا، أهم نسل إبراهيم فأنا أيضا". (الإصحاح الحادي عشر).

    ومع أن هذه الحجج الدامغة قد انقضى عليها عشرون قرنا من الزمان إلا أنها لا تزال حية نابضة، تدمغ الإسرائيليين في كل مكان من بيجن العدو المحتل في بيت المقدس، إلى الحاخام اليهودي في نيويورك إلى الأعضاء اليهود في الكونجرس في واشنطن..

    وليس لنا أن ننسى في هذا المجال أن يوحنا المعمدان قد صاح في وجه اليهود صيحة عالية، فلنستمع إليه وهو يصيح "يا أولاد الأفاعي لا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أباً. لأني أقول لكم أن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم". ومعروف أن يوحنا المعمدان كان يهودياً وقد عرف كيف يخاطبهم من معتقداتهم وفي لغتهم وكان السيد المسيح يقول لليهود في وجوههم : "إنكم قتلة الأنبياء.. أيها الحيات، أولاد الأفاعيً.

    وفي الإصحاح الرابع من إنجيل يوحنا يصل السيد المسيح إلى قمة الثورة على اليهود ويقول "إن الخلاص هو من اليهود" فكانت هذه أعظم صيحة تداوت وما تزال في سمع الزمان

    وهكذا فقد كانت المسيحية في واقع الأمر أكبر ثورة تصحيحية على أباطيل اليهود، وكان السيد المسيح نفسه هو رافع علم الثورة. فقد تصدى للعصبية اليهودية والإنتساب إلى إبراهيم كطريق للخلاص والعصمة ودعى إلى طهارة القلوب أولا، لا إلى طهارة الجسد بالإختتان.

    والى هذه المعاني وأمثالها أشار المؤرخ الشهير الأستاذ جيبون في كتابه "آضمحلال الإمبراطورية الرومانية" حيث قال: " إن المسيحية انتشرت لأنها صححت الكثير من تطبيقات اليهود لعقيدتهم في الرب ووسائل عبادته وبعد أن كان الوعد برضاء الله محصوراً في ذرية إبراهيم-تميزا وتحزبا- أصبح في المسيحية قدراً مشترطاً للأحرار والعبيد، واليونانيين والبربر، واليهود والأمميين على السواء.."

    وبعد المسيحية جاء الإسلام والحديث هنا لا يتسع له إلا كتاب كبير، فإن حوار اليهود مع الرسول عليه السلام بعد أن هاجر إلى المدينة المنورة يستنفد صبر الصابرين.

    وكانت حكاية إبراهيم من أبرز المواضيع التي دار حولها الحوار، وقد حسم القرآن الكريم الأمر بأبلغ الحديث كما جاء في سورة آل عمران مخاطبا اليهود مباشرة "يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم، وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون .. ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفا مسلما , وما كان من المشركين.. إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين أمنوا والله ولي المؤمنين".

    صدق الله العظيم

    وكأنما جاءت هذه الآية تحمل "الدليل المادي" القاطع كما يقول رجال القانون، فإن التوراة قد تم تدوينها، باعتراف أحبار اليهود أنفسهم، بعد ألف عام من حياة إبراهيم ومن هنا فإن القرآن يوجه سؤاله الصارخ إلى اليهود :" لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده" ومن بعده بألف عام!!

    تلك هي صفوة القول في علاقة اليهود بإبراهيم، بدأناها بالتوراة، ثم بالإنجيل، وجعلنا خاتمتها ما جاء بالقرآن الكريم.

    ولا بد لنا بعد ذلك أن ننزل في شجرة النسب من إبراهيم إلى ولده إسحق ثم إلى حفيده يعقوب المسمى إسرائيل لنتابع أساطيرهما كما وردت في التوراة، مليئة بالمكر والخديعة والاحتيال على الله. وما هو أسوأ من ذلك, تلك المعركة التي خاضها يعقوب مع الرب.

    أجل إنها معركة مصارعة بين يعقوب والرب امتدت طيلة الليل حتى شروق الشمس وكانت السبب في تسميته "إسرائيل".

    وفي الصفحات التاليات سنقف على تفاصيل هذه المعركة وميدانها وأسبابها، ومن الغالب فيها ومن المغلوب، ونستغفر الله العظيم.

    تلك هي أساطير الأولين كما دونها الأحبار الإسرائيليون، وسبحان رب العزة عما يصفون.










    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] سنشرح أمر التوراة وظروف تدوينها بيد أحبار اليهود في فصل آخر.[
    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 6:59 am






    الفصـل الثـاني

    إسرائيل يصارع الرّب






    [/
    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 7:00 am



    إسرائيل يصارع الرّب

    وكما جاءت سيرة إبراهيم في التوراة نموذجا فذا في الأساطيرو الخرافات، نجد أن سيرة ولده إسحق وحفيده يعقوب تمثل إضافة ضخمة في مسلسل الأساطير والخرافات، أدنى بكثير من أن تكون كتابا سماويا مقدسا، أو مرجعا دينيا له جلاله، أو حتى سجلا تاريخياً يركن إليه في التعرف على تلك الحقبة الزمنية والموغلة في القدم… أجل إنها مجموعة من الخرافات والأساطير لا تنقصها إلا عذوبة الخرافات وسحر الأساطير.
    ولقد رأينا في الفصل السابق كيف جاء مولد إسحق في تضاعيف الحوار بين الرب من جهة وإبراهيم وزوجته سارة من جهة أخرى, وما كان من أمرهما من الضحك على "الرب".. ثم كيف سافر إليعازر الدمشقي عبد إبراهيم في رحلة طويلة، وعاد مع "رفقة" لتكون زوجة لإسحق.. كل ذلك في قصص خرافي أفضى إلى النهاية السعيدة، بأن "أدخل إسحق رفقة إلى خباء أمه سارة حيث تزوجها وتعزى بها عن وفاة أمه".
    ولم يبق على التوراة إلا أن تذكر لنا ماذا كان بين الزوجين في تلك الليلة السعيدة.. فمن عادة التوراة أن تذكر أن هذه المرأة عذراء .. وتلك المرأة لا تزورها "عادة النساء"، وغير ذلك من ساقط الأقاصيص!!
    ثم تمضي التوراة في سرد حياة إسحق، وكأنما تكرر مرة ثانية سيرة إبراهيم في معظم تفاصيلها، بل أنه يكاد يبدو لنا أن أحبار اليهود الذين كتبوا التوراة لم يكن في خيالهم إلا "سيناريو" واحد ينهلون منه قصصهم بأبطالها وأحداثها.
    والذين يملكون الصبر على قراءة التوراة، وعندهم الروية على متابعة ما فيها من التواءات واستطرادات يستطيعون أن يجدوا في سيرة إسحق تكراراً للأحداث التي وقعت لإبراهيم مرحلة مرحلة، وتكاد أن تكون العبارات والتبريرات والتفسيرات واحدة.
    وأول ما يطالعنا في هذا الباب قول التوراة "أنه حدث جوع في الأرض فذهب إسحق إلى أبيمالك ملك الفلسطينيين في جرار… وظهر له الرب وقال له: "لا تنزل إلى مصر.. اسكن في الأرض التي أقول لك.. فأقام إسحق في جرار" (سفر التكوين الإصحاح 26)
    وحين نعود إلى الوراء في سفر التكوين نفسه في إصحاح سابق نجد أن ما جرى لإسحق عن ارتحاله إلى جرار قد تم لوالده إبراهيم… وكذلك الحديث عن الأرض والنسل، فإنه معاد بكلماته وعباراته.
    وتمضي التوراة بعد ذلك في الحديث عن "رفقة" امرأة إسحق فتضيف قائلة" وأهل جرار سألوا إسحق عن امرأته فقال هي أختي.. فقد خاف أن يقول هي امرأتي حتى لا يقتلوه من أجل رفقة لأنها كانت حسنة المنظر… وحدث أن أبيمالك أشرف من الكوة ونظر وإذا إسحق يلاعب رفقة امرأته, فدعاه وقال له… كيف قلت هي أختي… فقال إسحق لأني خفت أن يقتلوني .. وتعاظم إسحق حتى صار عظيماً جدا فكان له مواش من الغنم والبقر وعبيد كثيرون .. ومضى إسحق ونزل في وادي جرار ومن هناك ذهب إلى بئر السبع وهناك ظهر له الرب وقال: "له أباركك وأكثر نسلك".
    ومرة ثانية، يلاحظ القارئ أن حكاية إسحق "وزوجته الجميلة" مع أبيمالك ملك الفلسطينيين هي نفس الحكاية التي سردتها التوراة عن إبراهيم وامرأته "الجميلة والحسنة المنظر جدا" مع أبيمالك ملك الفلسطينيين ومسرح الأحداث هو هو في جرار، والبطل هو هو ملك الفلسطينيين.. والتفاصيل هي هي عن المواشي والبقر والحمير والعبيد… والكذبة الكبرى واحدة: أن زوجة إسحق هي أخته .. تماما كما أن زوجة إبراهيم هي أخته .. أخته لأبيه لا لأمه.
    وعلى ذلك فنحن نرى أن التوراة قد سردت في سفر واحد هو سفر التكوين، ضيافة إسحق وزوجته عند أبيمالك ملك الفلسطينيين في مسلسل واحد من الوقائع كما جرى لإبراهيم وزوجته في الضيافة نفسها.. ولكن بفارقين اثنين:
    الفارق الأول: أنه في قصة إبراهيم وزوجته ذكرت التوراة أن أبيمالك "لم يكن قد اقترب من سارة" وقد أهملت التوراة ذكر هذه الواقعة في قصة إسحق وزوجته, هذا مع العلم أن التوراة لم يكن أمامها مرجع تعتمده في قولها أن أبيمالك قد اقترب أو لم يقترب من سارة.

    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 7:52 am




    والفارق الثاني: أن التوراة قد جعلت واقعة " الكوة" خاصة بإسحق وزوجته، وهي الكوة التي نظر منها أبيمالك إلى إسحق وهو يداعب زوجته مع أن إبراهيم وزوجته قد أقاما مدة طويلة في ضيافة أبيمالك ولم تجعل لهما نصيبا من المداعبة ولا كانت لهما "كوة" تسر الناظرين.

    وتورد التوراة بعد ذلك حكاية الحبل والولادة، ونرى أن التوراة تعيد وتكرر. فها نحن نقرأ أن زوجة إسحق هي عاقر، كأمه سارة. وكذلك فإن التوراة تقول أن إسحق فعل كأبيه إبراهيم " فصلى إلى الرب من أجل امرأته رفقة.. فاستجاب له الرب فحبلت رفقة امرأته".

    وهنا تكرر التوراة التمييز بين إسحق وإسماعيل، ولكن بأسلوب آخر.. فتقول " أن الرب قال لرفقة في بطنك أمتان، ومن أحشائك يفترق شعبان، شعب يقوي على شعب، وكبير يستعبد لصغير، وخرج من بطنها توأمان الأول أحمر فدعوا أسمه عيسو وخرج الثاني ودعى اسمه يعقوب.. وأحب إسحق عيسو أما رفقة فقد أحبت يعقوب" وبذلك فإن التوراة تسجل أول قصة للحقد الأعمى بين أخوين شقيقين بدلا من أن تكون دعوتها إلى الحب والمودة والألفة بين الأخوة ناهيك بين الأمم والشعوب.

    وقد أراد أحبار اليهود من البداية أن يمهدوا لسيطرة يعقوب على عيسو، فإن عيسو فيما ستروي التوراة سينتمي إليه الأدوميون، ويعقوب ينتمي إليه الإسرائيليون … ومن هنا بدأت بوادر التمييز. وكان ذلك أقدم تمييز عنصري عرفة التاريخ الإنساني.. وسنرى أن التوراة قد حبست كل أسفارها التالية على سيرة يعقوب وأبنائه تاركة سيرة عيسو وقبائله تمضى إلى زاوية النسيان.

    والتوراة نفسها هي التي تفضح هذه المبادرات العنصرية، وها نحن نجدها بادئ ذي بدء في قولها، من غير مقدمات ولا تمهيد ولا تبرير، أن "عيسو باع بكوريته إلى يعقوب".

    ولقد كان عيسو هو الإبن الأكبر، والبكر في ذلك العهد الاجتماعي له مزاياه وحقوقه.. فلم يجد أحبار اليهود أمامهم إلا أن يقولوا أن "أن عيسوا باع بكوريته" دون أن تذكر لماذا وكيف ومتى… وهذا أول بيع من نوعه في التاريخ.

    والحكاية ببساطة تزوير وأفتآت أراد منها أحبار اليهود، أن يجعلوا الكلمة العليا ليعقوب، تماما كما فعلوا بين إسماعيل وإسحق… وجعلوا إسحق بطل الفداء والتضحية دون إسماعيل، وأضافوا إلى ذلك أن إسحق هو ابن إبراهيم الوحيد، مع أن إسماعيل هوالكبير يكبره بثلاثة عشر عاما كما تقول التوراة نفسها، فضلا عن أن له أثني عشر ولدا آخرين.

    وهذا ينطبق على أبناء إبراهيم الآخرين.. فقد أهملت التوراة ذكرهم والإشارة إلى تنقلاتهم ومصائرهم، واكتفت في عبارة غامضة مغمغمة، بالقول بأن إبراهيم قد "صرف أبناءه شرقا وهو حي".. ولم تذكر عنهم بعد ذلك شيئا لا قليلا ولا كثيرا…. كأنهم ما ولدوا ولا وجدوا أصلا.

    وفي مثل هذه الأسلوب المعمم المغمغم ذكرت التوراة أن "عيسو باع بكوريته إلى يعقوب" هكذا بكل بساطة وبالبيع والشراء، دون أن تذكر ثمنا أو مقابلا حتى ولو كان تافها وسخيفا.. ولكن أحبار اليهود قد رأوا أن هذا التعميم سيجعل القصة مفضوحة بذاتها فعمدوا إلى اختراع قصة أخرى منسوجة بالمكر والخديعة والمؤامرة جعلوا أبطالها يعقوب وأباه إسحق وأمه رفقة.. لتكون خاتمة القصة في النهاية أن إسحق قد منح بركته لإبنه يعقوب وحرم منها عيسو تماما كما خصوا إسحق نفسه ببركة أبيه إبراهيم وحجبوها عن إسماعيل ابن الجارية.

    وخلاصة هذه الخديعة القذرة، فيما ترويه التوراة، أنه لما شاخ إسحق وكلّت عيناه عن النظر "أخذت رفقة ثياب ابنها عيسو الفاخرة وألبستها إلى ابنها يعقوب، ثم ألبست يديه وعنقه جلود جدي الماعز حتى يبدوا كأخيه كث الشعر، ودخل يعقوب بثياب عيسو على أبيه وهو يقول له أنا عيسو بكرك وأطلب أن تباركني ، وما كان من إسحق إلا أن قال له تقدم حتى أجسك يا أبني.. وتساءل أأنت هو عيسو ابني أم لا؟ فجسه إسحق وقال له : الصوت صوت يعقوب ولكن اليدين هما يدا عيسو ولم يعرفه لأن يديه كانتا مشعرتين كيدي عيسو أخيه، فبارك إسحق ابنه يعقوب قائلا له… لتستعبد لك شعوب وتسجد لك قبائل، كن سيدا لإخوتك وليسجد لك بنو أمك". (سفر التكوين الإصحاح 27).

    وقد كانت هذه الحكاية مضرب الأمثال عبر العصور والأجيال، فإن عبارة التوراة "الصوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو" صارت تتردد على ألسنة الأقدمين كلما جرت لهم أحداث مماثلة من الخديعة والمكر.

    ولم تكتف التوراة بسرد وقائع المؤامرة ولكنها رفعت يعقوب إلى مقام "الرب" يسجد له أبناء أمه، بل "وتسجد له الشعوب وتستعبد له قبائل"… ومع هذا يزعم الزاعمون أن اليهودية هي إحدى الديانات السماوية الثلاثة التي تدعو إلى التوحيد.

    ولا تتورع التوارة أن تشرك "الرب" في هذه المؤامرة.. وبدلا أن تتحدث عن غضب الرب.. وبدلا من أن ينزل عقاب الرب على يعقوب، نرى أن التوراة تروي أن الرب قد ظهر ليعقوب وقال له "اسكن في الأرض التي أقول لك، فأكون معك وأبارك لأني لك ولنسلك أعطى جميع هذه البلاد، وأكثر نسلك كنجوم السماء وتتبارك في نسلك جميع أمم الأرض".

    وهكذا فإن الرب قد بارك يعقوب بعد أن باركه أبوه اسحق، وبارك الله في الكذب والخداع!!

    وقد تمت هذه المؤامرة في غياب الأخ الأكبر عيسو صاحب الحق في البكورية والبركة. فعاد من الصيد، وتقول التوراة "أنه صنع طعاما لأبيه وقال له قم وكل حتى تباركني نفسك أنا بكرك عيسو.. فأرتعد إسحق ارتعادا عظيما جدا وقال له قد جاء أخوك بمكر وأخذ بركتك، وصرخ عيسو صرخة عظيمة ومُرة جداً… وحنق عيسو على يعقوب من أجل البركة وقال عيسو في قلبه سأقتل يعقوب أخي…. ولما علمت رفقة بذلك قالت لابنها يعقوب أهرب إلى أخي لابان في حاران وأقم عنده أياما قليلة حتى يرتد سخط أخيك".

    هذا ما توريه توراة اليهود عن المؤامرة البشعة التي اقترفها يعقوب الذي ينتسب إليه الإسرائيليون، أضف إلى ذلك أن التوراة قد غرست الحقد بين الأخوين الشقيقين إلى درجة القتل، دون أن تذكر لنا كيف عرفت أن، عيسو "قال في قلبه أنه سيقتل أخاه يعقوب". وهذه واحدة من مئات غرائب التوراة.

    وكما توغلت التوراة عميقا في قاع الأساطير فيما روته عن مولد إسحق نفسه وولديه عيسو ويعقوب، فقد سردت حكاية زواج يعقوب بنفس القصص الخرافي الذي سردته بالنسبة لزواج أبيه إسحق…إسحق تزوج من أهله من العراق لأن والده إبراهيم حذره من الزواج من بنات الكنعانيين ولذلك فإن التوراة تكرر القصة بذاتها.. شكلا وموضوعا، وها نحن نقرأ في التوراة "أن إسحق دعا يعقوب وأوصاه وقال له: لا تأخذ زوجة من بنات كنعان.. اذهب إلى فدان أرام إلى بيت أبى أمك وخذ لنفسك زوجة من هناك من بنات لابان، أخي أمك، والله يجعلك مثمرا ويكثرك فتكون جمهور من الشعوب" (تكوين 28).

    وهنا تبدأ أسطورة إضافية تجدد أسطورة أبيه، فتروي التوراة أن يعقوب، إذعاناً لنصيحة والده خرج من بئر سبع إلى حاران. وصادف مكانا وبات هناك.. ورأى حلما "وإذا سُلّم منصوبة على الأرض ورأسها عند السماء.. ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها(!) وهو ذا الرب واقف عليها (!!) فقال له الرب يكون نسلك كتراب الأرض.. ويتبارك فيك وفي نسلك قبائل الأرض.. ثم نهض وذهب إلى أرض بني المشرق، حتى وصل إلى بئر وحولها قطعان المواشي ورعاتها… وهناك لقي راحيل (أبنت خاله) مع غنم أبيها.. فتقد يعقوب وقبّل راحيل وأخبرها أنه ابن رفقة.. وذهبت راحيل إلى أبيها وأخبرته بما كان فعاد وتم اللقاء والتعارف مع يعقوب. وبعد حديث طويل تمّ الاتفاق أن يقوم يعقوب بخدمة خالد سبع سنوات مقابل زواجه بابنته الصغرى راحيل التي كانت حسنة الصورة وحسنة المنظر… وأحب يعقوب راحيل أما أختها الكبرى ليئة فكانت عيناها ضعيفتين".

    و إلى هنا فإن القصة تمضي في سياق شبه عادي ولكن التوراة تواجهنا فيما بعد بفضيحة يكون ضحيتها يعقوب نفسه، ذلك أنه حينما أتم يعقوب مدة الخدمة قال "أعطوني امرأتي لأن أيامي كملت فأدخل عليها"، وتروي التوراة أن لآبان، خال يعقوب، صنع وليمة كبرى وعند المساء أخذ ابنته ليئة وأتى بها إلى يعقوب فدخل عليها. وفي الصباح، تروي التوراة اكتشف يعقوب أن زوجته ليئة وليست راحيل..وقال يعقوب إلى لابان لماذا خدعتني.. فقال لأبان : "نحن لا نعطي الصغيرة قبل الكبيرة".. وبعد حوار تم الاتفاق أن يخدم يعقوب سبع سنين أخرى مقابل الأخت الصغرى.. وتم الأمر وتزوج يعقوب راحيل وأحبها أكثر من ليئة.. وكانت راحيل عاقر ورأى الرب أن ليئة مكروهة ففتح رحمها فحبلت ليئة وولدت أربعة أولاد…

    وهكذا فإن التوراة تعود إلى مسلسل العواقر، الذي بدأته بسارة زوجة إبراهيم ثم برفقة زوجة إسحق, وها نحن نراه في المرحلة في راحيل حتى لقد أصبح هم هذا " الكتاب المقدس" أن يسجل لنا سيرة النساء العواقر، ومتى حبلن ومتى ولدن.

    وتكون النتيجة من كل ذلك أن يعقوب زوجته راحيل عاقر، ,أمه رفقة عاقر، وجدته سارة عاقر.. ثم تسجل لنا التوراة حلقة أخرى في سلسلة الخرافات والأساطير، فتقول أن "راحيل غارت من أختها فقالت ليعقوب هو ذا جاريتي بلهة أدخل عليها فتلد لي.. فدخل عليها وولدت له".

    وجاء دور ليئة بعد أن توقفت عن الولادة، لتقول إلى يعقوب كما تروي التوراة "هو ذا جاريتي زلفة أدخل عليها فدخل عليها وحبلت وولدت له أولادا".

    وعادت التوراة إلى مسلسل الخرافات عن ولادة الزوجات وجواريهن، فقالت " إن الله ذكر راحيل وسمع لها وفتح رحمها فحبلت وولدت له…"

    وكانت نتيجة "تدخلات الرب" في فتح الأرحام وتوليد الأولاد أن رزق يعقوب أثني عشر ولدا وهم روبين وشمعون ولاوي ويهوذا ويساكر وزبولون ويوسف وبنيامين ودان ونفتالي وجاد وأشير، ولدوا جميعا في الأراضي السورية إلا بنيامين فقد كان مولده في بيت لحم من أعمال فلسطين… وهؤلاء الأبناء هم آباء القبائل الأسباط اليهودية العشر، فيما ترويه الخرافات الإسرائيلية.

    ولم تنته سيرة يعقوب عند هذه الأحداث، فقد مضى أحبار اليهود يشغلون "الرب" في الخلافات التي وقعت بين يعقوب وخاله بسبب قطعان المواشي، هذه لمن وتلك لمن؟ ولا تتسع هذه الفصول لسردها رغما عن طرافة تفاهاتها.

    وحسبنا أن نشير إلى أن هذه الخلافات قد حملت يعقوب على الرحيل من البلاد، وتقول التوراة أن "ملاك الرب ظهر ليعقوب وقال له : أخرج من هذه البلاد وارجع إلى أرض ميلادك.. وقام يعقوب وحمل أولاده ونساءه على الجمال وساق أمامه كل مواشيه، وسرقت راحيل أصنام أبيها.. وقام يعقوب بخداع خاله لابان فخرج هاربا دون أن يخبره… وتتبعه لابان في مسيرة سبعة أيام إلى أن أدركه في جبل جلعاد (الأردن)."

    وتقول التوراة بعد ذلك أن الله أتى إلى لابان في حلم الليل وحذره أن يكلم يعقوب في خير أو شر… ولكن لابان سأل عن سرقة أصنامه… ففتش في خباء يعقوب وخباء ليئة والجاريتين فلم يجد شيئا.. ثم دخل إلى خباء راحيل، وهي التي سرقت الأصنام ووضعتها في حداجة الجمل وجلست عليها، فقالت لأبيها "إني لا أستطيع أن أقوم أمامك لأن علي عادة النساء" (!!) ففتش ولم يجد الأصنام.. وقد أصبح لهذه العاقر عادة النساء… ولم يقل لنا أحبار اليهود كيف ومتى، وهل تدخل الرب في ذلك؟!

    وهكذا فإن توراة اليهود شغلت وقتها بـ"عادة النساء"، وسرقة الأصنام، وظهور الرب إلى لابان عابد الأصنام الذي قطع البراري والقفار بحثا عن أصنامه المقدسة.

    وكائنا ما كان الأمر فقد تصالح يعقوب ولابان ووضعا "رحمة على الأرض وتعاهدا أن لا يتجاوز لابان هذه الرحمة إليك… وأنت لا تتجاوزها إليه".
    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 8:05 am


    وتعود التوراة بعد ذلك لتقول أن يعقوب قد وصل إلى أرض أخيه الكبير عيسو فخادعه وصالحه وقدم إليه الهدايا وسجد بين يديه هو وزوجاته وجواريه وأولاده وعبيده، ولم يبق إلا أن تسجد له مواشيه!! وهنا تناست التوراة حكاية البكورية وكأن شيئا ما كان، بين يعقوب وأخيه عيسو.
    ولكن القصص الخرافي لا ينتهي عند هذه المصالحة بين الأخوين الشقيقين.. فإن توراة اليهود تقدم لنا بعد ذلك أسطورة كبرى تصل إلى قمة السخافة والإلحاد والاستخفاف بالله، كل ذلك ترويه التوراة بفخر واعتزاز…
    والإسطورة أشبه ما تكون بمسرحية تتم فيها مصارعة بين اثنين "الرب
    في صورة إنسان من جانب، ويعقوب من جانب آخر.. ولولا أن هذه المسرحية مدونة بالنص في التوراة لظنها القارئ افتراء على اليهود من غير دليل ولا برهان ولكن التوراة تقول لنا ، "حينما كان يعقوب وحده صارعه إنسان حتى طلوع الفجر… ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه… فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه… ثم دار بينهما الحوار الآتي:
    · الرب في صورة إنسان قال ليعقوب "أطلقني لأنه قد طلع الفجر".
    · يعقوب : لا أطلقك إن لم تباركني.
    · الرب : ما اسمك؟
    · يعقوب : يعقوب.
    · الرب : لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل إسرائيل.. لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت
    · يعقوب : أخبرني ما اسمك؟
    · الرب : لماذا تسأل عن اسمي.
    وتقول التوراة أن الرب بارك يعقوب هناك.. وقال يعقوب "نظرت الله وجها لوجه" وأشرقت الشمس ويعقوب يخمع على فخذه.
    وتختم التوراة هذه المسرحية البلهاء بقولها :" لذلك لا يأكل بنو إسرائيل عرق النساء الذي على حق الفخذ إلى هذا اليوم لأنه ضرب حق فخذ يعقوب على عرق النساء".
    ومن شاء أن يقرأ هذه المسرحية التوراتية، وأن يشهد بنفسه حلبة الصراع بين "الرب" ويعقوب فليرجع إلى الإصحاح الثاني والثلاثين من سفر التكوين وسيجد فيه الخبر اليقين.
    وسيخرج القارئ من هذه الملحمة بين الرب ويعقوب بأن حسابات المصارعة كانت كلها لصالح يعقوب فيمايلي :
    أولا: أن المصارعة كانت حامية جداً بين الرب ويعقوب فقد امتدت حتى طلوع الفجر.
    ثانيا: أن الرب لما رأى أنه لا يقدر على يعقوب ضرب حق فخذه فانخلع فخذ يعقوب.
    ثالثا: أن يعقوب قد أمسك بالرب بقوة وشدة ولم يستطيع أن يفلت منه فقال ليعقوب أطلقني لأنه قد طلع الفجر.
    رابعا: أن يعقوب راح يساوم الرب ليطلق سراحه.. مشترطا أن يباركه حتى يطلقه.
    خامسا: أن الرب كان يجهل مع من يتصارع فسأله ما اسمك؟
    سادسا: أجاب يعقوب اسمي يعقوب.
    سابعا: فأراد أن يكافأ يعقوب فقال له لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل إسرائيل لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت.
    ثامنا: وسأل يعقوب الرب ما اسمك… وقال الرب لماذا تسأل عن اسمي وبارك يعقوب في ذلك المكان. وهذه مفاوضات أخرى بين إسرائيل والرب؟


    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 8:07 am




    وتوكيداً لهذا الأسطورة الكبرى فإن الإسرائيليين يقولون بأن لفظة يعقوب في لغتهم القديمة معناها "جندي الله".
    إما حكاية ما قالته التوراة أن الإسرائيليين لا يأكلون عرق النساء بسبب هذه الأسطورة "الى هذا اليوم" فإنها أسخف من أن تحتاج إلى تعليق، ويكفي أن عبارة "الى هذا اليوم" وقد تكررت عشرات المرات في التوراة إنما تدل أن أحبار اليهود قد كتبوا التوراة بعد يعقوب بمئات السنين ولم يجدوا مناصا من أن يرددوا عبارة "الى هذا اليوم" وذلك أصغر الدلائل على التزوير.
    وتأبى التوراة أن تفرغ من سيرة يعقوب قبل أن تروي أخبار مجزرة إنسانية رهيبة وراء حادث تقع أمثاله حتى في زماننا هذا ملخص هذا الحدث أن ابنة يعقوب خرجت لتنظر نبات الأرض فرآها شكيم ابن حيمور رئيس الأرض فأخذها وأضطجع معها .. وتدخل حيمور طالبا الصلح والوفاق فقال لآل يعقوب إن ابنه قد تعلق بابنة يعقوب "أعطوه إياها زوجة وصاهرونا تعطوننا بناتكم وتأخذون لكم بناتنا وتسكنون معنا وتكون الأرض قدامكم".
    كان هذا هو الحادث وكان هذا هو العرض الذي اقترحه حيمور رئيس الأرض، وكان ذلك قبل عهد موسى بقرون، في وقت لم تكن الشريعة اليهودية قد نزلت، والناس يتزاوجون بلا قيود ولا حدود غير أن أبناء يعقوب غضبوا، فيما تروي التوراة وأنهم أجابوا بمكر وقالوا:" لا نعطي أختن لرجل غير مختون ولكن "ان صرتم مثلنا بختنكم كل ذكر نعطيكم بناتنا ونأخذ لنا بناتكم ونسكن معكم ونصير شعبا واحدا.. وإن لم تختنوا نأخذ بنتنا ونمضي".
    ولولا المكر الذي بيته آل يعقوب في نفوسهم، لكان هذا الوفاق رائعا وعظيما وخاصة حديثهم أن يصبحوا شعبا واحدا مع أهل البلاد.. وهذا ما يردده الإسرائيليون منذ أن وطئت أقدامهم أرض فلسطين، في الأزمنة المعاصرة.
    وعلى كل حال فقد تحدثت شكيم وحيمور كما تقول التوراة، فقبلوا هذا العرض على السكنى معا وأن يصيروا شعبا واحدا، ويختتن كل ذكر منهم ويتبادلون بناتهم زوجات واختتن كل ذكر في المدينة تنفيذا لهذا الاتفاق وبذلك كانت أكبر حملة اختتان في التاريخ!!
    وتمضي توراة اليهود لتقول أنه في اليوم الثاني للختان.. حين كان أهل المدينة متوجعين (بسبب الختان) خرج ابنا يعقوب "وأخذ كل واحد سيفه وأتيا على المدينة وقتلا كل ذكر، وقتلا حيمور وشكيم بحد السيف" وأخذا ابنة يعقوب من بيت شكيم وخرجا، ثم نهب بنو يعقوب المدينة وأخذوا ما في الحقل، وسبوا كل الأطفال والنساء، وسلبوا كل ما في البيوت.
    وتفاصيل هذه المذبحة الرهيبة، وأمثالها مما تقصه التوراة، كما سنبين في الفصول التالية، إنما تؤكد أن الإرهاب اليهودي المعاصر ليس ناشئا كرد فعل للحركة النازية الهتلرية كما يفلسف بعض أنصار إسرائيل ولكنه مستقر في الوجدان اليهودي وفي العقيدة اليهودية منذ آلاف السنين.. منذ عهد يعقوب إلى عهد كارتر في زماننا هذا.
    وهذه المذبحة الرهيبة التي اقترفها يعقوب وأبناؤه على مدينة بكاملها ذبحا وتقتيلا وسبيا ونهبا وسلبا تفتح أمام الذاكرة سجل الإرهاب اليهودي منذ قامت إسرائيل إلى يومنا هذا.
    ولسنا نريد أن نستعيد فظائع دير ياسين وناصر الدين وكفر قاسم وقبية ولا قصف مخيمات اللاجئين وعشرات من أمثالها إذ يكفي أن نشير بكلمة عابرة إلى جريمة الإبادة الجماعية التي اقترفتها إسرائيل على جنوب لبنان، في ربيع عام (1978) وكان من نتائجها أن كان عدد القتلى من الفلسطينيين واللبنانيين حوالي ألفي إنسان، ما عدا الجرحى والمشوهين فضلا عما أحدثته من الدمار في المزارع والمساكن والمصانع والمرافق العامة، ويأتي على رأس ذلك تهجير ربع مليون إنسان من أهل الجنوب إلى كل قرية ومدينة في لبنان.
    ولقد اقترفت إسرائيل هذه الجريمة الكبرى، بالطائرات الأمريكية والأسلحة الأمريكية.. وكان من بعضها القنابل المعروفة (البلي) التي تتفجر كل واحدة منها إلى مئات الشظايا.
    وقد انطوت هذه المجزرة على مخالفات دولية وإنسانية كبرى، وكان أقلها أن قنابل البلي محرمة دوليا، وكما كشفت الصدفة بأن إسرائيل كانت قد التزمت باتفاقها مع أمريكا أن لا يُستخدم هذا السلاح إلا في حالة الدفاع عن النفس.. ولكن هذه المخالفة وغيرها قد طوتها يد النسيان، باعتذار من الحكومة الإسرائيلية، والتزام جديد بعدم التكرار ويا ضيعة الإنسان وحقوق الإنسان.
    ولنترك هذا الاستطراد جانبا، ونعود إلى سيرة يعقوب، والمذبحة الوحشية التي اقترفها هو وأبناؤه على المدينة الآمنة، بعد أن تم الوفاق مع أهلها، واختتنوا، ثم غدروا بهم، وهم لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم وهم متوجعون من الختان كما تذكر التوراة.
    وقد يخطر بالبال أن ما فعله يعقوب وأبناؤه هو ثأر للشرف والعرض.. وقد يصح هذا التبرير لو أن آل يعقوب هم من أهل الطهر والشرف.. ولكن التوراة تكشف غير ذلك بل ان التوراة كما سنرى في الفصول التالية قد فصلت حوادث كريهة منافية للشرف والدين نُسبت إلى قادة اليهود ممن يعتبرهم الإسلام من الرسل والأنبياء ذوي العصمة والكرامة.
    وحسبنا في هذا الفصل، أن نقتبس بالنص ما جاء في ختام الإصحاح الخامس والثلاثين من سفر التكوين حيث يقول "وحدث إذ كان إسرائيل (يعقوب) ساكنا في تلك الأرض أن رأوبين (ابن يعقوب) ذهب واضطجع مع بلهة سرية أبيه، وسمع إسرائيل.."!!
    وهكذا بكل بساطة سمع إسرائيل بالزنا مع سريته، وجعل أذنا من طين وأذنا من عجين.. وحادثة مماثلة، أشنع وأبشع، نقتبسها من الإصحاح الثامن والثلاثين من سفر التكوين حيث تقول التوراة "وحدث في ذلك الزمان أن يهوذا (ابن يعقوب) نزل من عند أخوته .. ونظر هناك أبنة رجل كنعاني فأخذها ودخل عليها فحبلت وولدت ابناً ودعا اسمه عيرا وزوجه فناه اسمها تامار ومات ابنه عيرا.. وصادف أن التقى يهوذا بكنته (زوجة ٧بن
    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 8:09 am


    وصاهرونا تعطوننا بناتكم وتأخذون لكم بناتنا وتسكنون معنا وتكون الأرض قدامكم".
    كان هذا هو الحادث وكان هذا هو العرض الذي اقترحه حيمور رئيس الأرض، وكان ذلك قبل عهد موسى بقرون، في وقت لم تكن الشريعة اليهودية قد نزلت، والناس يتزاوجون بلا قيود ولا حدود… غير أن أبناء يعقوب غضبوا، فيما تروي التوراة وأنهم أجابوا بمكر وقالوا:" لا نعطي أختن لرجل غير مختون ولكن "ان صرتم مثلنا بختنكم كل ذكر نعطيكم بناتنا ونأخذ لنا بناتكم ونسكن معكم ونصير شعبا واحدا.. وإن لم تختنوا نأخذ بنتنا ونمضي".
    ولولا المكر الذي بيته آل يعقوب في نفوسهم، لكان هذا الوفاق رائعا وعظيما وخاصة حديثهم أن يصبحوا شعبا واحدا مع أهل البلاد.. وهذا ما يردده الإسرائيليون منذ أن وطئت أقدامهم أرض فلسطين، في الأزمنة المعاصرة.
    وعلى كل حال فقد تحدثت شكيم وحيمور كما تقول التوراة، فقبلوا هذا العرض على السكنى معا وأن يصيروا شعبا واحدا، ويختتن كل ذكر منهم ويتبادلون بناتهم زوجات… واختتن كل ذكر في المدينة تنفيذا لهذا الاتفاق وبذلك كانت أكبر حملة اختتان في التاريخ!!
    وتمضي توراة اليهود لتقول أنه في اليوم الثاني للختان.. حين كان أهل المدينة متوجعين (بسبب الختان) خرج ابنا يعقوب "وأخذ كل واحد سيفه وأتيا على المدينة وقتلا كل ذكر، وقتلا حيمور وشكيم بحد السيف" وأخذا ابنة يعقوب من بيت شكيم وخرجا، ثم نهب بنو يعقوب المدينة وأخذوا ما في الحقل، وسبوا كل الأطفال والنساء، وسلبوا كل ما في البيوت.
    وتفاصيل هذه المذبحة الرهيبة، وأمثالها مما تقصه التوراة، كما سنبين في الفصول التالية، إنما تؤكد أن الإرهاب اليهودي المعاصر ليس ناشئا كرد فعل للحركة النازية الهتلرية كما يفلسف بعض أنصار إسرائيل ولكنه مستقر في الوجدان اليهودي وفي العقيدة اليهودية منذ آلاف السنين.. منذ عهد يعقوب إلى عهد كارتر في زماننا هذا.
    وهذه المذبحة الرهيبة التي اقترفها يعقوب وأبناؤه على مدينة بكاملها ذبحا وتقتيلا وسبيا ونهبا وسلبا تفتح أمام الذاكرة سجل الإرهاب اليهودي منذ قامت إسرائيل إلى يومنا هذا.
    ولسنا نريد أن نستعيد فظائع دير ياسين وناصر الدين وكفر قاسم وقبية ولا قصف مخيمات اللاجئين وعشرات من أمثالها إذ يكفي أن نشير بكلمة عابرة إلى جريمة الإبادة الجماعية التي اقترفتها إسرائيل على جنوب لبنان، في ربيع عام (1978) وكان من نتائجها أن كان عدد القتلى من الفلسطينيين واللبنانيين حوالي ألفي إنسان، ما عدا الجرحى والمشوهين فضلا عما أحدثته من الدمار في المزارع والمساكن والمصانع والمرافق العامة، ويأتي على رأس ذلك تهجير ربع مليون إنسان من أهل الجنوب إلى كل قرية ومدينة في لبنان.
    ولقد اقترفت إسرائيل هذه الجريمة الكبرى، بالطائرات الأمريكية والأسلحة الأمريكية.. وكان من بعضها القنابل المعروفة (البلي) التي تتفجر كل واحدة منها إلى مئات الشظايا.
    وقد انطوت هذه المجزرة على مخالفات دولية وإنسانية كبرى، وكان أقلها أن قنابل البلي محرمة

    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 8:11 am


    دوليا، وكما كشفت الصدفة بأن إسرائيل كانت قد التزمت باتفاقها مع أمريكا أن لا يُستخدم هذا السلاح إلا في حالة الدفاع عن النفس.. ولكن هذه المخالفة وغيرها قد طوتها يد النسيان، باعتذار من الحكومة الإسرائيلية، والتزام جديد بعدم التكرار ويا ضيعة الإنسان وحقوق الإنسان.
    ولنترك هذا الاستطراد جانبا، ونعود إلى سيرة يعقوب، والمذبحة الوحشية التي اقترفها هو وأبناؤه على المدينة الآمنة، بعد أن تم الوفاق مع أهلها، واختتنوا، ثم غدروا بهم، وهم لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم وهم متوجعون من الختان كما تذكر التوراة.
    وقد يخطر بالبال أن ما فعله يعقوب وأبناؤه هو ثأر للشرف والعرض.. وقد يصح هذا التبرير لو أن آل يعقوب هم من أهل الطهر والشرف.. ولكن التوراة تكشف غير ذلك بل ان التوراة كما سنرى في الفصول التالية قد فصلت حوادث كريهة منافية للشرف والدين نُسبت إلى قادة اليهود ممن يعتبرهم الإسلام من الرسل والأنبياء ذوي العصمة والكرامة.
    وحسبنا في هذا الفصل، أن نقتبس بالنص ما جاء في ختام الإصحاح الخامس والثلاثين من سفر التكوين حيث يقول "وحدث إذ كان إسرائيل (يعقوب) ساكنا في تلك الأرض أن رأوبين (ابن يعقوب) ذهب واضطجع مع بلهة سرية أبيه، وسمع إسرائيل.."!!
    وهكذا بكل بساطة سمع إسرائيل بالزنا مع سريته، وجعل أذنا من طين وأذنا من عجين.. وحادثة مماثلة، أشنع وأبشع، نقتبسها من الإصحاح الثامن والثلاثين من سفر التكوين حيث تقول التوراة "وحدث في ذلك الزمان أن يهوذا (ابن يعقوب) نزل من عند أخوته .. ونظر هناك أبنة رجل كنعاني فأخذها ودخل عليها فحبلت وولدت ابناً ودعا اسمه عيرا وزوجه فناه اسمها تامار ومات ابنه عيرا.. وصادف أن التقى يهوذا بكنته (زوجة ٧بنه )
    في الطريق، وقد خلعت ثياب ترملها وتغطت ببرقع.. فنظرها يهوذا وحسبها زانية فمال إليها على الطريق ودخل عليها لأنه لم يعلم أنها كنته .. وأعطاها خاتمه وعصابته وعصاه علامة وحبلت منه.. ولما اكتشف أهل البلد أنها حامل من الزنا أبرزت الخاتم والعصابة والعصا وقالت : أنا حامل من رجل صاحب الخاتم والعصابة والعصا" ووقفت التوراة عند هذا الحد من قصة الزنا مكتفية بالقول "أنه وقت ولادتها إذا في بطنها توأمان، دعي أحدهما فارض والثاني زارح"؟
    و هكذا لم يفت التوراة أن تسجل حكاية الزنا بتفاصيلها وأن تذكر كذلك أسماء أولاد الزنا.. وهنا.. أجل هنا.. لا بد لنا أن نذكر يهوذا هذا صاحب هذه الحكاية هو ابن يعقوب وهو الذي ينتسب إليه اليهود وهو السبب في تسميتهم باليهود انتسابا إلى يهوذا.. هذه هي أقاصيص إسحق ويعقوب كما سجلتها التوراة، توراة اليهود.. وهي التوراة التي حملها رئيس وزراء العدو بيجن هدية إلى الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، لتكون سجلا حافلا بالمخازي والسوابق.
    والدكتور حاييم وايزمن أول رئيس لإسرائيل، وعم عزرا وايزمن وزير الدفاع كان قد سبق وأهدى إلى الرئيس ترومان "التوراة" لمناسبة صدور قرار التقسيم عام 1947 وقد تصدرت صورتها الصحافة الأمريكية في سبق صفحي عالمي.
    بل إن التوراة هذه التي سجلت الفضائح الأخلاقية، كما سنرى في الفصول التالية، ومخازي ملوك إسرائيل وأنبيائهم هي التي يعتمد عليها بيجن في تمسكه بقطاع غزة والضفة الغربية بأنهما هما "يهودا والسامرة" بنص التوراة، وأنهما أرض الشعب اليهودي التاريخية تحررت الآن، ولن تخرج من سيادة "إسرائيل بعد الآن"!!
    وأخلاقيات يعقوب كما تسجلها التوراة تمثل قطرة من بحر بالنسبة إلى سيرة أنبياء إسرائيل كما فصلتها التوراة في الأسفار اللاحقة، الزنا والقتل والغدر وجميع الكبائر وسائر الموبقات.
    ويكفي أن نشير أن جمهرة من علماء اللاهوت من مختلف المذاهب قد أدانت سلوك يعقوب الأخلاقي.
    وليس هذا هو الرأي الذي يمليه الموقف العربي من إسرائيل بل إنه هو رأي العلم والدراسة الحقة لأسفار التوراة وما حوته من أساطير وترهات.
    فقد جاء في فهرس الكتاب المقدس (ص1075) وهي أوسع دراسة دينية وتاريخية عن التوراة قولهم "كانت ليعقوب نقائص ظاهرة في طباعه دفعته إلى ارتكاب أخطاء فاحشة كان يجب أن يتحمل نتائجها ومغباتها".
    وأن يعقوب هذا الذي حكم عليه علماء اللاهوت ذلك الحكم العادل، هو إسرا٦يل الذي ينتسب إليه الإسرائيليون.. ويكفي أن نلخص حيثيات هذا الحكم في الترهات التوراتية والخرافات اليهودية فيما يلي":
    أولا: كانت سيرة إسحق ويعقوب تكرارا لسيرة إبراهيم لا في التفاصيل فحسب ولكن في السلوك الأخلاقي، وكأنما تؤكد التوراة الانحراف الخلقي، وتدعو إلى تجنب المثل الروحية والقيم الإنسانية الرفيعة.
    ثانيا: أبرزت التوراة ظاهرة البغضاء بين الأخوين الشقيقين عيسو ويعقوب بأسوأ مما فعلت بين الأخويين إسماعيل واسحق.
    ثالثا: أكدت التوراة أقدم ظاهرة للتمييز العنصري في تاريخ الإنسانية المبكر في استبعاد العلاقات الاجتماعية مع الكنعانيين أهل البلاد الأصليين، مع أن إبراهيم وأبناءه وأحفاده هم غرباء عن البلاد وضيوف عليهم في عقر دارهم.
    رابعا: أشادت التوراة بالمؤامرة التي كان بطلها يعقوب وبطلتها أمه رفقة لإقصاء الأخ الأكبر عيسو عن مقامه الاجتماعي وجعل مقام الصدارة الابن الأصغر يعقوب، حتى يصبح بنوه شعب الله المختار.

    خامسا: توكيد النزعة العنصرية البغيضة بالإلحاح على يعقوب أن لا يتزوج من بنات كنعان وأن يتخذ له زوجة من أهله في العراق.
    سادسا: إتمام زواج يعقوب بالأخت الكبرى خديعة وكذبا، ثم بزواجه بالأخت الكبرى وما انتهى إليه الأمر من زواجة بجواريهن.
    سابعا: ظهور الرب على رأس سلم ومخاطبته يعقوب وكأنما الرب يشيد بسلوك يعقوب وتصرفاته.
    ثامنا : حكاية المصارعة التي نشبت بين الرب ويعقوب فيما توحي تفاصيل الصورة أن الغلبة كانت ليعقوب.. وأن الله كافأ يعقوب بأن باركه وخلع عليه اسما مجيدا "إسرائيل" بمعنى جندي الله.
    تاسعا: وقائع المذبحة الوحشية التي قام بها آل يعقوب على مدينة شكيم وانتهت إلى ذبح أهلها , شيوخا ونساء وأطفالا، ونهبها وأحراقها، نكثا بالوفاق الذي تم بين آل يعقوب وأهل المدنية.. مما ينبئ أن الإرهاب ونقص
    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 8:16 am



    العهد خصلتان عريقتان في السلوك اليهودي.. وأن الإرهاب اليهودي المعاصر هو امتداد لذلك السلوك الإجرامي العريق.

    وبعد فهذا هو يعقوب أبو الإسرائيليين بلحمه ودمه كما نراه في التوراة وهذا هو أبوه إسحق، كما وردت سيرته في التوراة.

    فأين ذلك من سيرتهما المجيدة الرفيعة كما دوّنها القرآن الكريم في بضع عشرة آية بكل تكريم وتقدير، وجاء ذكر "إسحق نبيا من الصالحين" و"إسحق ويعقوب .. وكلا جعلنا من الصالحين".

    أجل إن الله جعلهما من الصالحين ولم يجعلهما من المصارعين.. كما ذكرت التوراة، والكارثة أن يكون الصراع مع الله. وسبحان ربك رب العزة عما يصفون.


    الفصـل الثـالـث

    وأيـن أهل الـراين..


    مـن أهـل الأردن؟


    وأين أهل الراين من أهل الأردن؟


    في الفصلين السابقين أمسكنا بتلابيب بيجن رئيس وزراء العدو، ودفعنا به إلى قاع التوراة بحثا عن سيرة إبراهيم، وابنه إسحق، وحفيده يعقوب لنرى موضع الصدق فيما زعمه في خطابه الموجه إلى الشعب المصري عن حكاية "أبينا المشترك إبراهيم" على حد تعبيره.

    وقد استعرضنا في الفصل الأول سيرة إبراهيم وهجرته من العراق إلى سوريا إلى فلسطين، إلى مصر، ثم عودته إلى فلسطين، وما جرى له ولزوجته الجميلة سارة من أحداث مع فرعون مصر، ومع ملك الفلسطينيين، ثم ما كان بينه وبين "الرب" من حوار.. وأخيرا وفاته وزوجته في المدينة التي سميت باسمه مدينة الخليل. من أعمال فلسطين.

    وخرجنا من هذا العرض المفصل الدقيق، بأن أبوه إبراهيم هي من المعاني الرمزية الروحية، وأن اليهود وسائر البشر سواء في أبوة إبراهيم، وانتقلنا بعد ذلك من التوراة إلى الإنجيل لنرى ثورة السيد المسيح على تلك المزاعم اليهودية معلنا أن إبراهيم هو أبو الناس أجمعين بالإيمان، ثم ما أكده الإسلام فيما بعد أن إبراهيم لم يكن يهوديا.. وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده



    ثم تابعنا في الفصل الثاني سيرة إسحق ويعقوب وما تخللها من أساطير وخرافات يأباها الدين الحق، وخاصة ما كان منها مجافيا للسلوك الخلقي الكريم، والعقيدة التوحيدية الصافية، مقتبسين ما سردته التوراة من حوادث الإرهاب اليهودي ، ونقص العهد، وأخيرا ملحمة الصراع بين "الرب ويعقوب" فيما يوحي بانتصار العبد على ربه، مما كان سببا في تسميتة إسرائيل، أي جندي الله.. وكان ذلك أشنع ما سردته التوراة من خرافات.. على كثرة ما تضمنته من خرافات، ما أنزل الله بها من سلطان ولا برهان.

    وقد أصبح من واجبنا بعد أن احتكمنا إلى التوراة، وهي المرجع الوحيد لليهود في كل دعاواهم السياسية والدينية والتاريخية، أن نحتكم إلى التاريخ، والى العلم، لنتبين مدى الصلة بين اليهود وإبراهيم.. فإن هذه المقولة اليهودية ليس لها ذرة من الصدق. وليس لها ما يؤيدها إلا شيوعها القديم، حتى لقد أصبحت مسلمة بسيطة تقبلها الكثيرون على أنها حقيقة علمية يقابلونها بعدم المبالاة، ويهزون أكتافهم حين يسمعونها.. لا يبالون أكانت صحيحة أم باطلة، ولا يقفون أمامها لحظة واحدة ليلقوا عليها نظرة فاحصة.

    ومما أعان على شيوع هذه المقولة اليهودية الباطلة، أن ضحاياها العرب لم يكلفوا أنفسهم مشقة البحث العلمي الصابر للكشف عن بطلانها مكتفين بالتنديد والعبارات العامة دون أن يفعلوا كالعرب القدامى الذين يقصون أثر الجريمة بين كثبان الرمال حتى يصلوا إلى الجاني في مأواه

    والواقع أنه لولا الكسل العقلي الذي هو داء عضال في أجيال الرأي العام عبر التاريخ، لكان من السهل تبيان الصواب والخطأ في المقولة اليهودية السخيفة، فهذه لا تحتمل الصمود أمام التساؤل المنطقي العادي..



    والمنطق يتساءل أولا:- هل المسيحيون هم أبناء السيد المسيح ومن
    ذريته ؟. ويتساءل ثانياً : وهل المسلمون هم أبناء محمد ومن ذريته؟.

    بل إنه يتساءل ثالثا:- وهل البوذيون والهندوس والبراهمة هم أبناء أصحاب هذه المذاهب الدينية ومن ذريتهم؟

    ولو أننا خرجنا من إطار الدين إلى السياسة المعاصرة، فإن المنطق يتساءل رابعا وهل الماركسيون من أبناء ماركس ومن ذريته ؟ وهل المغول المعاصرون من أبناء تيمور لنك وجنكيز خان ومن ذريتهما؟

    إن جواب النفي على كل هذه الأسئلة ينطبق على اليهود أنفسهم، فهؤلاء لا يمكن أن يكونوا أبناء إبراهيم ومن ذريته.

    وهنا حجة إضافية أخرى وهي أن اليهود واليهودية لم يكن لهما وجود في عهد إبراهيم، فإن موسى صاحب الديانة اليهودية قد جاء بعد إبراهيم بمئات الأعوام، والجماعة اليهودية قد نشأت بعد عهد موسى، ولم يكن لها وجود في عهد إبراهيم فكيف يمكن لهذه الجماعة أن تنسب إلى إبراهيم؟.

    وكذلك فإنه لا يمكن أن يكون إبراهيم إسرائيليا، لأن إسرائيل (يعقوب) هو حفيده ومن البلاهة أن ينتسب المرء إلى إحفيده ولا يمكن أن يكون يهوديا: لأن، يهوذا الذي سُمِي اليهود باسمه هو واحد من أبناء يعقوب (إسرائيل) ، أي ابن حفيده.

    وقد أشار إلى هذا المعنى عدد من المؤرخين المحققين وعلى رأسهم المؤرخ العربي أبو الفدا، فقد نبه إلى أن "اليهود" أعم من بني إسرائيل لأن كثيرا من أجناس العرب والروم والفرس وغيرهم صاروا يهودا ولم يكونوا من بني إسرائيل[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

    وغني عن البيان أن رأي "أبو الفدا" قد صدر عنه قبل قيام الصهاينة بقرون وأجيال، ولا يمكن أن يكون محل شبهة أو نزوع إلى العصبية العربية.

    ولعله يكون من المفيد ونحن نعرض لهذا الجانب التاريخي أن نضع أمام القارئ العربي بعض التواريخ التقريبية تبين التسلسل التاريخي للأحداث المتصلة بهذا الموضوع[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] قبل الميلاد:-




    مولد إبراهيم الخليل في أور الكلدانيين بالعراق.

    1880

    هجرة إبراهيم مع أسرته من العراق في طريقه إلى فلسطين.

    1805

    رحيل إبراهيم إلى مصر ومولد إسماعيل من هاجر المصرية.

    1794

    مولد إسحق من سارة العراقية.

    1780

    هجرة يعقوب(إسرائيل) وأولاده إلى مصر.

    1656

    خروج موسى مِن مصر.

    1227

    وواضح من هذا التقويم الزمني أن بين عهد إبراهيم وموسى أكثر من ستماية عام، وبين عهد يعقوب (إسرائيل) وموسى حوالي 430 عاما فيكف يمكن أن يكون اليهود موجودين قبل وجودهم التاريخي بمئات السنين.

    وفي مرجع تاريخي يعود زمانه إلى القرون الوسطى نقرأ في كتاب "الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل" لمؤلفه مجير الدين الحنبلي، في سياق سيرة إسحق أن أمه سارة ولدته ولها من العمر تسعون سنة، ومن ولده الروم والأرمن واليونان ومن يجري مجراهم وبنو إسرائيل.

    وهذا المرجع العربي، قد سبق الصهيونية بمئات السنين.. ولا يمكن




    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أبو الفدا، المختصر في أخبار البشر، ص87.


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الأستاذ مصطفى الدباغ، بلادنا فلسطين .
    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 9:27 am

    ) في الطريق، وقد خلعت ثياب ترملها وتغطت ببرقع.. فنظرها يهوذا وحسبها زانية فمال إليها على الطريق ودخل عليها لأنه لم يعلم أنها كنته .. وأعطاها خاتمه وعصابته وعصاه علامة وحبلت منه.. ولما اكتشف أهل البلد أنها حامل من الزنا أبرزت الخاتم والعصابة والعصا وقالت : أنا حامل من رجل صاحب الخاتم والعصابة والعصا" ووقفت التوراة عند هذا الحد
    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 9:30 am


    من قصة الزنا مكتفية بالقول "أنه وقت ولادتها إذا في بطنها توأمان، دعي أحدهما فارض والثاني زارح"؟

    و هكذا لم يفت التوراة أن تسجل حكاية الزنا بتفاصيلها وأن تذكر كذلك أسماء أولاد الزنا.. وهنا.. أجل هنا.. لا بد لنا أن نذكر يهوذا هذا صاحب هذه الحكاية هو ابن يعقوب وهو الذي ينتسب إليه اليهود… وهو السبب في تسميتهم باليهود انتسابا إلى يهوذا.. هذه هي أقاصيص إسحق ويعقوب كما سجلتها التوراة، توراة اليهود.. وهي التوراة التي حملها رئيس وزراء العدو بيجن هدية إلى الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، لتكون سجلا حافلا بالمخازي والسوابق.

    والدكتور حاييم وايزمن أول رئيس لإسرائيل، وعم عزرا وايزمن وزير الدفاع كان قد سبق وأهدى إلى الرئيس ترومان "التوراة" لمناسبة صدور قرار التقسيم عام 1947 وقد تصدرت صورتها الصحافة الأمريكية في سبق صفحي عالمي.

    بل إن التوراة هذه التي سجلت الفضائح الأخلاقية، كما سنرى في الفصول التالية، ومخازي ملوك إسرائيل وأنبيائهم هي التي يعتمد عليها بيجن في تمسكه بقطاع غزة والضفة الغربية بأنهما هما "يهودا والسامرة" بنص التوراة، وأنهما أرض الشعب اليهودي التاريخية تحررت الآن، ولن تخرج من سيادة "إسرائيل بعد الآن"!!

    وأخلاقيات يعقوب كما تسجلها التوراة تمثل قطرة من بحر بالنسبة إلى سيرة أنبياء إسرائيل كما فصلتها التوراة في الأسفار اللاحقة، الزنا والقتل والغدر وجميع الكبائر وسائر الموبقات.

    ويكفي أن نشير أن جمهرة من علماء اللاهوت من مختلف المذاهب قد أدانت سلوك يعقوب الأخلاقي.

    وليس هذا هو الرأي الذي يمليه الموقف العربي من إسرائيل… بل إنه هو رأي العلم والدراسة الحقة لأسفار التوراة وما حوته من أساطير وترهات.

    فقد جاء في فهرس الكتاب المقدس (ص1075) وهي أوسع دراسة دينية وتاريخية عن التوراة قولهم "كانت ليعقوب نقائص ظاهرة في طباعه دفعته إلى ارتكاب أخطاء فاحشة كان يجب أن يتحمل نتائجها ومغباتها".

    وأن يعقوب هذا الذي حكم عليه علماء اللاهوت ذلك الحكم العادل، هو إسرا٦يل الذي ينتسب إليه الإسرائيليون.. ويكفي أن نلخص حيثيات هذا الحكم في الترهات التوراتية والخرافات اليهودية فيما يلي":

    أولا: كانت سيرة إسحق ويعقوب تكرارا لسيرة إبراهيم لا في التفاصيل فحسب ولكن في السلوك الأخلاقي، وكأنما تؤكد التوراة الانحراف الخلقي، وتدعو إلى تجنب المثل الروحية والقيم الإنسانية الرفيعة.

    ثانيا: أبرزت التوراة ظاهرة البغضاء بين الأخوين الشقيقين عيسو ويعقوب بأسوأ مما فعلت بين الأخويين إسماعيل واسحق.

    ثالثا: أكدت التوراة أقدم ظاهرة للتمييز العنصري في تاريخ الإنسانية المبكر في استبعاد العلاقات الاجتماعية مع الكنعانيين أهل البلاد الأصليين، مع أن إبراهيم وأبناءه وأحفاده هم غرباء عن البلاد وضيوف عليهم في عقر دارهم.

    رابعا: أشادت التوراة بالمؤامرة التي كان بطلها يعقوب وبطلتها أمه رفقة لإقصاء الأخ الأكبر عيسو عن مقامه الاجتماعي وجعل مقام الصدارة الابن الأصغر يعقوب، حتى يصبح بنوه شعب الله المختار.



    خامسا: توكيد النزعة العنصرية البغيضة بالإلحاح على يعقوب أن لا يتزوج من بنات كنعان وأن يتخذ له زوجة من أهله في العراق.

    سادسا: إتمام زواج يعقوب بالأخت الكبرى خديعة وكذبا، ثم بزواجه بالأخت الكبرى وما انتهى إليه الأمر من زواجة بجواريهن.

    سابعا: ظهور الرب على رأس سلم ومخاطبته يعقوب وكأنما الرب يشيد بسلوك يعقوب وتصرفاته.

    ثامنا : حكاية المصارعة التي نشبت بين الرب ويعقوب فيما توحي تفاصيل الصورة أن الغلبة كانت ليعقوب.. وأن الله كافأ يعقوب بأن باركه وخلع عليه اسما مجيدا "إسرائيل" بمعنى جندي الله.

    تاسعا: وقائع المذبحة الوحشية التي قام بها آل يعقوب على مدينة شكيم وانتهت إلى ذبح أهلها , شيوخا ونساء وأطفالا، ونهبها وأحراقها، نكثا بالوفاق الذي تم بين آل يعقوب وأهل المدنية.. مما ينبئ أن الإرهاب ونقص العهد خصلتان عريقتان في السلوك اليهودي.. وأن الإرهاب اليهودي المعاصر هو امتداد لذلك السلوك الإجرامي العريق.

    وبعد فهذا هو يعقوب أبو الإسرائيليين بلحمه ودمه كما نراه في التوراة وهذا هو أبوه إسحق، كما وردت سيرته في التوراة.

    فأين ذلك من سيرتهما المجيدة الرفيعة كما دوّنها القرآن الكريم في بضع عشرة آية بكل تكريم وتقدير، وجاء ذكر "إسحق نبيا من الصالحين" و"إسحق ويعقوب .. وكلا جعلنا من الصالحين".

    أجل إن الله جعلهما من الصالحين ولم يجعلهما من المصارعين.. كما ذكرت التوراة، والكارثة أن يكون الصراع مع الله. وسبحان ربك رب العزة عما يصفون.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 9:35 am




    الفصـل الثـالـث

    وأيـن أهل الـراين..


    مـن أهـل الأردن؟


    وأين أهل الراين من أهل الأردن؟


    في الفصلين السابقين أمسكنا بتلابيب بيجن رئيس وزراء العدو، ودفعنا به إلى قاع التوراة بحثا عن سيرة إبراهيم، وابنه إسحق، وحفيده يعقوب لنرى موضع الصدق فيما زعمه في خطابه الموجه إلى الشعب المصري عن حكاية "أبينا المشترك إبراهيم" على حد تعبيره.


    وقد استعرضنا في الفصل الأول سيرة إبراهيم وهجرته من العراق إلى سوريا إلى فلسطين، إلى مصر، ثم عودته إلى فلسطين، وما جرى له ولزوجته الجميلة سارة من أحداث مع فرعون مصر، ومع ملك الفلسطينيين، ثم ما كان بينه وبين "الرب" من حوار.. وأخيرا وفاته وزوجته في المدينة التي سميت باسمه مدينة الخليل. من أعمال فلسطين.


    وخرجنا من هذا العرض المفصل الدقيق، بأن أبوه إبراهيم هي من المعاني الرمزية الروحية، وأن اليهود وسائر البشر سواء في أبوة إبراهيم، وانتقلنا بعد ذلك من التوراة إلى الإنجيل لنرى ثورة السيد المسيح على تلك المزاعم اليهودية معلنا أن إبراهيم هو أبو الناس أجمعين بالإيمان، ثم ما أكده الإسلام فيما بعد أن إبراهيم لم يكن يهوديا.. وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده





    ثم تابعنا في الفصل الثاني سيرة إسحق ويعقوب وما تخللها من أساطير وخرافات يأباها الدين الحق، وخاصة ما كان منها مجافيا للسلوك الخلقي الكريم، والعقيدة التوحيدية الصافية، مقتبسين ما سردته التوراة من حوادث الإرهاب اليهودي ، ونقص العهد، وأخيرا ملحمة الصراع بين "الرب ويعقوب" فيما يوحي بانتصار العبد على ربه، مما كان سببا في تسميتة إسرائيل، أي جندي الله.. وكان ذلك أشنع ما سردته التوراة من خرافات.. على كثرة ما تضمنته من خرافات، ما أنزل الله بها من سلطان ولا برهان.


    وقد أصبح من واجبنا بعد أن احتكمنا إلى التوراة، وهي المرجع الوحيد لليهود في كل دعاواهم السياسية والدينية والتاريخية، أن نحتكم إلى التاريخ، والى العلم، لنتبين مدى الصلة بين اليهود وإبراهيم.. فإن هذه المقولة اليهودية ليس لها ذرة من الصدق. وليس لها ما يؤيدها إلا شيوعها القديم، حتى لقد أصبحت مسلمة بسيطة تقبلها الكثيرون على أنها حقيقة علمية يقابلونها بعدم المبالاة، ويهزون أكتافهم حين يسمعونها.. لا يبالون أكانت صحيحة أم باطلة، ولا يقفون أمامها لحظة واحدة ليلقوا عليها نظرة فاحصة.


    ومما أعان على شيوع هذه المقولة اليهودية الباطلة، أن ضحاياها العرب لم يكلفوا أنفسهم مشقة البحث العلمي الصابر للكشف عن بطلانها مكتفين بالتنديد والعبارات العامة دون أن يفعلوا كالعرب القدامى الذين يقصون أثر الجريمة بين كثبان الرمال حتى يصلوا إلى الجاني في مأواه


    والواقع أنه لولا الكسل العقلي الذي هو داء عضال في أجيال الرأي العام عبر التاريخ، لكان من السهل تبيان الصواب والخطأ في المقولة اليهودية السخيفة، فهذه لا تحتمل الصمود أمام التساؤل المنطقي العادي..





    والمنطق يتساءل أولا:- هل المسيحيون هم أبناء السيد المسيح ومن
    ذريته ؟. ويتساءل ثانياً : وهل المسلمون هم أبناء محمد ومن ذريته؟.



    بل إنه يتساءل ثالثا:- وهل البوذيون والهندوس والبراهمة هم أبناء أصحاب هذه المذاهب الدينية ومن ذريتهم؟


    ولو أننا خرجنا من إطار الدين إلى السياسة المعاصرة، فإن المنطق يتساءل رابعا وهل الماركسيون من أبناء ماركس ومن ذريته ؟ وهل المغول المعاصرون من أبناء تيمور لنك وجنكيز خان ومن ذريتهما؟


    إن جواب النفي على كل هذه الأسئلة ينطبق على اليهود أنفسهم، فهؤلاء لا يمكن أن يكونوا أبناء إبراهيم ومن ذريته.


    وهنا حجة إضافية أخرى وهي أن اليهود واليهودية لم يكن لهما وجود في عهد إبراهيم، فإن موسى صاحب الديانة اليهودية قد جاء بعد إبراهيم بمئات الأعوام، والجماعة اليهودية قد نشأت بعد عهد موسى، ولم يكن لها وجود في عهد إبراهيم فكيف يمكن لهذه الجماعة أن تنسب إلى إبراهيم؟.


    وكذلك فإنه لا يمكن أن يكون إبراهيم إسرائيليا، لأن إسرائيل (يعقوب) هو حفيده ومن البلاهة أن ينتسب المرء إلى إحفيده ولا يمكن أن يكون يهوديا: لأن، يهوذا الذي سُمِي اليهود باسمه هو واحد من أبناء يعقوب (إسرائيل) ، أي ابن حفيده.


    وقد أشار إلى هذا المعنى عدد من المؤرخين المحققين وعلى رأسهم المؤرخ العربي أبو الفدا، فقد نبه إلى أن "اليهود" أعم من بني إسرائيل لأن كثيرا من أجناس العرب والروم والفرس وغيرهم صاروا يهودا ولم يكونوا من بني إسرائيل[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].


    وغني عن البيان أن رأي "أبو الفدا" قد صدر عنه قبل قيام الصهاينة بقرون وأجيال، ولا يمكن أن يكون محل شبهة أو نزوع إلى العصبية العربية.


    ولعله يكون من المفيد ونحن نعرض لهذا الجانب التاريخي أن نضع أمام القارئ العربي بعض التواريخ التقريبية تبين التسلسل التاريخي للأحداث المتصلة بهذا الموضوع[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] قبل الميلاد:-





    مولد إبراهيم الخليل في أور الكلدانيين بالعراق.

    1880

    هجرة إبراهيم مع أسرته من العراق في طريقه إلى فلسطين.

    1805

    رحيل إبراهيم إلى مصر ومولد إسماعيل من هاجر المصرية.

    1794

    مولد إسحق من سارة العراقية.

    1780

    هجرة يعقوب(إسرائيل) وأولاده إلى مصر.

    1656

    خروج موسى مِن مصر.

    1227



    وواضح من هذا التقويم الزمني أن بين عهد إبراهيم وموسى أكثر من ستماية عام، وبين عهد يعقوب (إسرائيل) وموسى حوالي 430 عاما فيكف يمكن أن يكون اليهود موجودين قبل وجودهم التاريخي بمئات السنين.


    وفي مرجع تاريخي يعود زمانه إلى القرون الوسطى نقرأ في كتاب "الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل" لمؤلفه مجير الدين الحنبلي، في سياق سيرة إسحق أن أمه سارة ولدته ولها من العمر تسعون سنة، ومن ولده الروم والأرمن واليونان ومن يجري مجراهم وبنو إسرائيل.


    وهذا المرجع العربي، قد سبق الصهيونية بمئات السنين.. ولا يمكن أن ينسب إليه الانحياز إلى وجهة النظر العربية.. فلم يكن يومئذ وجهة نظر عربية وأخرى صهيونية.


    غير أن للموضوع جوانب أخرى تسندها حقائق علمية كلها حول قضية أساسية جوهرية تقتلع القضية اليهودية من الجذور تذروها هشيما مع الرياح.


    هذه القضية الأساسية تتمثل في السؤال البسيط ما هي اليهودية؟ ومن هم اليهود؟


    وعلى الجزء الأول من السؤال يمكننا الجواب بأن اليهودية هي الرسالة الدينية التي جاء بها نبي اليهود موسى.. أما القسم الثاني من السؤال فإنه على بساطته فقد جعله أحبار اليهود غاية في التعقيد والغموض، والمحاكم الإسرائيلية مشغولة منذ زمن في تعريف من هو اليهودي؟ والاجتهادات متناقضة في هذا الموضوع .. وسيظل الجواب تائها شأن اليهودي التائه عبر العصور الخالية..


    غير أننا سنتناول الموضوع من الزاوية القومية والعنصرية لأن قيام إسرائيل بذاته يقوم على أسس قومية وعنصرية فاليهود أنفسهم قد اختاروا أن تكون الصهيونية قائمة على هذه الأسس.


    ولكن الحقيقة العلمية كما اعترف بها عدد غير قليل من علماء اليهود ومفكريهم الأحرار، أن اليهود ليسوا شعبا ولا قوما، ولا جنسا، ولكنهم جماعات تؤمن بالديانة اليهودية منتشرة في جميع بقاع العالم وأن هذه الجموع تنتمي إلى أصول متعددة، وأجناس متباينة وأنها لا تستمد وجودها من أصول واحدة





    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أبو الفدا، المختصر في أخبار البشر، ص87.


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الأستاذ مصطفى الدباغ، بلادنا فلسطين



    .
    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 9:39 am

    وهذا المرجع العربي، قد سبق الصهيونية بمئات السنين.. ولا يمكن أن ينسب إليه الانحياز إلى وجهة النظر العربية.. فلم يكن يومئذ وجهة نظر عربية وأخرى صهيونية.

    غير أن للموضوع جوانب أخرى تسندها حقائق علمية كلها حول قضية أساسية جوهرية تقتلع القضية اليهودية من الجذور تذروها هشيما مع الرياح.

    هذه القضية الأساسية تتمثل في السؤال البسيط… ما هي اليهودية؟ ومن هم اليهود؟

    وعلى الجزء الأول من السؤال يمكننا الجواب بأن اليهودية هي الرسالة الدينية التي جاء بها نبي اليهود موسى.. أما القسم الثاني من السؤال فإنه على بساطته فقد جعله أحبار اليهود غاية في التعقيد والغموض، والمحاكم الإسرائيلية مشغولة منذ زمن في تعريف من هو اليهودي؟ والاجتهادات متناقضة في هذا الموضوع .. وسيظل الجواب تائها شأن اليهودي التائه عبر العصور الخالية..

    غير أننا سنتناول الموضوع من الزاوية القومية والعنصرية… لأن قيام إسرائيل بذاته يقوم على أسس قومية وعنصرية… فاليهود أنفسهم قد اختاروا أن تكون الصهيونية قائمة على هذه الأسس.

    ولكن الحقيقة العلمية كما اعترف بها عدد غير قليل من علماء اليهود ومفكريهم الأحرار، أن اليهود ليسوا شعبا ولا قوما، ولا جنسا، ولكنهم جماعات تؤمن بالديانة اليهودية منتشرة في جميع بقاع العالم وأن هذه الجموع تنتمي إلى أصول متعددة، وأجناس متباينة وأنها لا تستمد وجودها من أصول واحدة…

    وهذه النظرة العلمية المجردة، يفرض العقل والمنطق صوابها وصحتها، فإن أصحاب الأديان، السماوية وغيرها، لا تجمعهم إلا رابطة الدين، ولا يعودون بأصلهم إلى "أصل واحد" سوى الإنسان الأول، أصل كل الأصول.

    فالمسيحيون مثلا… ينسبون إلى أعراق ودماء متعددة، وأصول متباينة، وكذلك المسلمون فإنهم أمم منتشرة في شتى بقاع الأرض، وذلك شأن أصحاب المذاهب والعقائد الأخرى.

    ويثور السؤال الخطير الكبير… ولم يكون اليهود غير ذلك؟ لم الإصرار على أن اليهود ينحدرون من جنس واحد، ودم واحد ومن أب واحد" مع الاستحالة المطلقة لإثبات هذا النسب أو ذاك عبر القرون والعصور، وفي عالم اختلطت فيه الدماء اختلاط مياه البحار بعضها ببعضِ، وامتزاج الرياح بالرياح من المشرق إلى المغرب.

    وامتزاج اليهود بالشعوب الأخرى ظاهرة خفيت على كثيرين إحساساً منهم بأن اليهود قد عزلوا أنفسهم عن بقية الشعوب سكنا وعملا وزواجا… ولكن الواقع التاريخي كان أغلب من العزلة اليهودية.. فإن تشتت اليهود في كل أقطار العالم، قد فرض عليهم أن يعيشوا في كل المجتمعات العالمية والاختلاط بها أحبوا أم كرهوا، رغما عن أن عامل الشتات قد انفرد به اليهود دون غيرهم من الشعوب.

    واليهودية منذ نشوئها لم تكن قاصرة على أمة بذاتها، فقد انتشرت اليهودية، شأنها شأن الديانات الأخرى، في أقطار متعددة ولأسباب مختلفة.. والتاريخ يحدثنا عن أقوام كثيرة اعتنقت الديانة اليهودية.. وإن تكن هذه العقيدة قد اقتصرت في بادئ الأمر على قوم موسى.. وهؤلاء كما سنرى في الفصول التالية ينحدرون من أصول متعددة، سامية وغير سامية.

    والتوراة نفسها قد اعترفت بأن أقوام كثيرين قد اعتنقوا اليهودية، ففي سفر استير الذي يستعرض سيرة اليهود في بلاد فارس نجد في الإصحاح الثامن عرضا تفصيليا لأحداث وقعت لليهود ويشير إلى فرح اليهود في "كل بلاد ومدينة ومكان وصل إليه كلام الملك وأمره وكان فرح وبهجة عند اليهود وولائم ويوم طيب, وكثيرون من شعوب الأرض تهودوا".

    والذي يقرأ هذه السفر بجميع إصحاحاته يتبين أن مملكة "احشر ويروش الذي ملك من الهند إلى كوش على مائة وسبع وعشرين كورة" كانت تعيش فيها جماهير غفيرة من اليهود.. ومثل هذه المملكة لابد أن تكون مؤلفة من أقوام متعددة، تنحدر من أصول مختلفة هندية وفارسية.. فأين صلة هذه الأقوام بإبراهيم العراقي.. أو بموسى المصري العربي؟

    ولذلك فإن كلام بيجن رئيس وزراء العدو عن إبراهيم أبا مشتركا للعرب واليهود تكذبه التوراة بصورة قاطعة.. فأين إبراهيم من الفرس والهنود والأقوام المتعددة التي كانت تعيش في مملكة فارس المترامية الأطراف كما وصفتها التوراة في سفر أستير؟

    وما يقال عن يهود مملكة فارس يصح أن يقال بشأن يهود أوروبا بصورة عامة، فهؤلاء هم من أصل أوروبي صميم وقد اعتنقوا الدين اليهودي على أيدي مبشرين من اليهود في القرن الثالث قبل الميلاد وفيما تلاه من القرون… وقد كان التجمع اليهودي مستقرا في حوض نهر الراين الشمالي والأوسط ومن هناك انتشروا في وسط أوروبا وفي شرقها وغربها…وهؤلاء لا صلة لهم بفلسطين، ولا كان لآبائهم وأسلافهم أية علاقة بفلسطين من قريب أو بعيد، فإن هؤلاء من أصل جرماني أو سلافي أو بلقاني.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 9:43 am


    والقول بأن اليهود المعاصرين الذين يبلغون اليوم بضع ة عشر مليونا هم أحفاد اليهود الذين كانوا في فلسطين وطردهم الرومان منها قبل ألفي عام.. مثل هذا القول ليس له برهان، ويستحيل اثباته بعد عشرين قرنا من الزمان.
    وملامح هؤلاء اليهود المعاصرين تناقض هذه الدعوى، لأننا نجد فيهم الشقر ذوي العيون الزرقاء، والشعر الأصفر في أوروبا وأمريكا، وفيهم السمر ذوي الشعر المجعد في هضبة الحبشة، والسمر في جنوب الهند، والصفر المغول في الصين، واختلافات كثيرة قلما أن تجدها في شعوب أخرى في العالم.
    وأنه من غير المعقول أن تكون هذه السمات من الأسود إلى الأشقر إلى الأصفر، كلها منحدرة من سلالة واحدة.
    والعقيدة اليهودية لم تكن قاصرة على أوروبا وحدها بل إنها انتشرت في الجزيرة العربية، وفي مصر قبل الإسلام بقرون وفي القرآن آيات كثيرة تشير إلى ذلك وخاصة في سورة النحل.
    ولا يغيب عن البال أن المبشرين اليهود كان لهم نشاط كبير في أنحاء متعددة من العالم للدعوة إلى الدين اليهودي والحث على اعتناقه وقد كتب العالم اليهودي (Lou Sillaberman) وهو أستاذ جامعي في الأدب اليهودي مقالا في دائرة المعارف البريطانية تحت مادة (Judaizm) أيد فيه أن اليهود نشطوا إلى التبشير عندما رأوا الوثنية قوية النفوذ منتشرة في العالم، وأن الكتاب القدماء من اليونان والرومان كانوا يشيدون بقوة النشاط التبشيري الذي قام به اليهود.
    وإذا ذكرنا أن الديانة اليهودية قد جاء بها موسى في القرن الثالث عشر قبل الميلاد أتضح لنا أن اليهود قضوا بضعة عشر قرنا يعملون بجد ونشاط في نشر ديانتهم لبضعة قرون قبل العهد المسيحي وبعده، ويقينا فإن الشعوب والأمم التي دخلت في الدين اليهودي لا تمت بصلة إلى إبراهيم أو يعقوب (إسرائيل)، ولا إلى يهود فلسطين بصورة عامة، ولذلك فإنه لا صلة لهم ببني إسرائيل، وبالتالي فلا يمكن أن يوصفوا بأنهم إسرائيليون وإن كان صحيحا أنهم يهود تهودوا على أيدي دعاة اليهودية. ونحن لا نعرف سجلا يهوديا أو عالميا يحدد لنا يهود فلسطين الأصليين، ويهود العالم الآخرين
    ولذلك فالقول بأن اليهود هاجروا ويهاجرون إلى فلسطين إنما يعودون إلى أرض آبائهم يكذبه التاريخ والعلم والواقع.. فإن آباء الشعب اليهودي ينتمون إلى سلالات متباعدة فيما بينها ولا ترتبط برابطة جنسية أو سلالية.
    ويكفينا في هذا المجال أن نشير إلى ما كتبه علامة محايد، هو الأستاذ أوجين بيتار أستاذ علم الأنثروبولوجيا في جامعة جينف من أن "جميع اليهود بعيدون عن الانتماء إلى الجنس اليهودي، وأن اليهود يؤلفون جماعة دينية اجتماعية، ولكن العناصر التي تتألف منها متنوعة تنوعا عظيما" [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وقد أضاف الأستاذ بيتار أن "الصهيونية قد قذفت إلى فلسطين بجماعات يهودية متعددة الأصول والأجناس".
    وهذا القول يؤيده واقع التجمع اليهودي فإن انتشار الدين اليهودي إلى ارض الصين شرقا و إلى حوض الراين وبلاد أوروبا غربا يقطع على وجه اليقين أن الوحدة الجنسية بين الجماعات اليهودية غير قائمة إطلاقا وأن الشعب اليهودي هو مجموعة شعوب غريبة بعضها عن بعض.
    ومن أبرز الدلائل على تعدد أصول "الشعب اليهودي" يهود بلاد القوقاز الذين كانوا يؤلفون مجموعة هامة في القرون الوسطى، ومن هذه المجموعة امتد انتشار الدين اليهودي في شعب الخزر أيام الإمبراطور شرلمان.. ففي ذلك الوقت اعتنق الخزر جميعا الدين اليهودي جماعة واحدة وأصبح شعب الخزر بكامله يهوديا بين عشية وضحاها فقد كانوا وثنيين في العشية وأصبحوا يهودا في الضحى..
    ومعروف أن الخزر هم من القبائل المغولية.. فأية صلة للمغول بفلسطين، أو إبراهيم، أو يعقوب، أو يهود فلسطين.
    ولا يفوتنا كذلك أن الدين اليهودي قد انتشر بين الشعوب الجرمانية والسلافية في عهودها الأولى، قبل المسيحية بقرون.. ومن الوقائع التاريخية الثابتة وجود تجمع يهودي كبير تم تكوينه قبل ميلاد المسيح بقرنين أو ثلاثة، في الحوض الشمالي لنهر الراين ومنه تفرعت مجموعات أخرى في بولندا وروسيا الغربية.
    وعلى ذلك فإن هذه الجماعات اليهودية تنتمي إلى سلالات سلافية وجرمانية، وهؤلاء لم يكن لهم في ذلك العهد أي تاريخ أو صلة بفلسطين والشرق الأوسط، كالفرس والرومان مثلا، فإن هذه الإمبراطوريات قد بسطت سلطانها على الشرق الأوسط لزمن طويل.
    وما يقال عن يهود أوروبا صحيح بالنسبة إلى يهود اليمن والحبشة ومصر، فإنه من الجائز أن يهود فلسطين كانوا في القدم من المبشرين للديانة
    اليهودية .. ولكن الذين تهودوا على أيديهم هم أحباش ومصريون ويمنيون أبا عن جد، لا تربطهم بفلسطين أية رابطة، ولا نسب بينهم وبين بني إبراهيم، أو بني يعقوب، ولم يكن أحد منهم من قوم موسى في رحلته المضنية في سيناء إلى الأردن، إلى فلسطين.
    ولا نريد أن نسرد تحقيقات علماء الأجناس في هذا الموضوع، ولكن ما دام اليهود يزعمون أنهم منحدرون من جنس واحد وأن اليهود العالم قد ولدوا جميعا من الشعب الإسرائيلي الذي عاش في فلسطين أصبح من واجبنا أن نرجع إلى أقوال علماء الأجناس في هذا الصدد..
    وعلى رأس العلماء في هذا البحث يأتي الأستاذان وولي وبيتار، فهذان الباحثان الكبيران قد توصللا إلى نتائج حاسمة بعد دراسات مستفيضة لصفات الطوائف اليهودية في مختلف الأقطار ووجدا أن اليهود في أفريقيا الشمالية لا يختلفون عن العرب والبربر، وفي ألمانيا فإنهم يشبهون الألمان شبها واضحا، وفي البلاد السلافية فاليهود لا يختلفون عن مواطنيهم السلاف.. وعلى هذا فقد وجد هذان العالمان اختلافا بعيدا بين هذه الجماعات اليهودية.. ولو كانت من سلالة أو جنس واحد لوجدا فيها تشابها وتماثلا..
    وفي هذا الصدد يقول الأستاذ وولي في كتابه عن "أجناس أوروبا" أن تسعة أعشار يهود العالم يختلفون عن سلالة أجدادهم اختلافا واسعا ليس له نظير، وأن الزعم بأن اليهود جنس نقي حديث خرافة.
    وقد وضع الأستاذ وولي كتابه هذا في أواخر القرن الماضي، قبل أن تنشأ المشكلة الفلسطينية، وقد اعتمد هذا المؤلف كلمة رينان الفيلسوف الإفرنسي الشهير في تأكيده بأن كلمة يهودي ليس لها معنى أنثروبولوجي لا في أوروبا ولا في حوض نهر الطونة، وكذلك أيد ما قاله الأستاذ لمبروزو في ملاحظته بأن اليهود الحديثين هم أقرب إلى الجنس الآري منهم إلى الجنس السامي.
    والأستاذ بيتار تناول هذا الموضوع من جوانب أخرى فقال في كتابه الذي أشرنا إليه "إن اليهود عبارة عن طائفة دينية اجتماعية انضم إليهم في جميع العصور أشخاص من شتى الأجناس، وهؤلاء المتهودون جاءوا من جميع الآفاق، فمنهم الفلاشا من سكان الحبشة، ومنهم الألمان ذوو السحنة الجرمانية، ومنهم التامل اليهود السود من الهند، ومن الخزر وهؤلاء من الجنس التركي".. ومن المستحيل أن نتصور أن اليهود ذوي الشعر الأشقر أو الكستنائي والعيون الصافية اللون الذين تلقاهم في أوروبا الوسطى يمتون بصلة القرابة إلى أولئك الإسرائيليين القدماء الذين كانوا يعيشون بجوار نهر الأردن.
    وما أبعد أهل الراين والطونة عن أهل الأردن، دما وتاريخا ووجودا ؟؟
    وثمة عالم كبير له مقام مرموق في مجال الأبحاث الأنثروبولوجية، ومن حسن الحظ أنه يهودي أباً وأما واسما هو فريدريخ هرتس، صاحب كتاب
    "الجنس والحضارة تناول فيه موضوع التكوين الجنسي لليهود، وقد قال بعد دراسة مستفيضة في هذا الموضوع: لقد استطاع اليهود أثناء تاريخهم الطويل أن يمتصوا مقدارا كبيرا من الدماء الأجنبية, وهذه الحقيقة تفسر ما نراه فيهم من اختلاف في الصور والأشكال، ومشابهتم للشعوب التي يعيشون فيها.. وقد كان اعتناق الديانة اليهودية بواسطة اليونان والرومان والشعوب الأخرى أمراً كثير الحدوث، وعلى الأخص في القرن الأول والثاني قبل الميلاد. أما في العصور الوسطى فعلى الرغم من جميع العقبات فقد حدث





    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الجنس والتاريخ
    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 9:46 am

    هذا
    التحول إلى الديانة اليهودية خاصة في البلاد السلافية، وهذا هو السبب في أننا نرى اليهود الروس والبولونيين يشبهون السلاف شبها لا شك فيه واليهود الألمان أقرب شبهاً بسائر الألمان منهم بإخوانهم في الدين من أهل فلسطين..[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
    والمتأمل في وجه بيجن، وهو بولوني الأصل، يستطيع أن يتفق تماما مع الأستاذ هرتس، ويستطيع أن يرى فيه الملامح السلافية وأن هذا اليهودي الأجنبي العدو، ومعه سائر اليهود الأوروبيون لا يشبهون في شيء، يهود فلسطين القدامى، ولا يهود البلاد العربية من المحيط إلى الخليج.. وهذا ينطبق على كثيرين من زعماء اليهود من أمثال وايزمن وجولدا مائير وأشكول وغيرهم.
    ولم يكن انتشار اليهودية بين مختلف الأقوام والأمم نتيجة التبشير والدعوة فقط ولكنه جاء كذلك بأسلوب العنف والقوة وقد أشار إلى ذلك المؤرخ البريطاني الشهير توبيني في مقالة نشرها في مجلة جويش فرونتير في فبراير 1955 قال فيها "إن المكابيين (اليهود) أجبروا أدوم والجليل على اعتناق اليهودية بالقوة، وبذلك مهدوا لأن يكون هيرود والمسيح يهوديين وليسا من الأمميين".
    وأنها لمفارقة عجيبة أن تهويد السيد المسيح جاء بأعظم مصلح يهودي ثار على كل مفاسد اليهود، وأن هيرود حاكم القدس فيما بعد كان أعظم أعداء اليهود في زمانه.
    ولكن المرجع الأكبر عن مملكة الخزر اليهودية الذي نستطيع اعتماده بكل ثقة واطمئنان بشأن الخزر الذي أشرنا إليهم هو دائرة المعارف اليهودية بمجلداتها الضخمة وهي موسوعة كبرى عن تاريخ اليهود منذ أقدم العصور وقد تفرغ لكتابتها عدد وافر من علماء اليهود، ومؤرخيهم وحاخاماتهم. وهذا المرجع قد كشف عن حقائق علمية متعددة ولا يتسع هذا الفصل لترجمة مقتبسات وافية عنها.. وتكفينا إشارات عابرات لأهم ما جاء فيه، وللقارئ العربي إذا أراد المزيد أن يرجع إلى دائرة المعارف اليهودية نفسها. فقد كان لهؤلاء الخزر، وهم من أصول تركية مغولية، مملكة في روسيا، وتحدثت الموسوعة اليهودية عن الأثر الديني والثقافي لليهود على جماعات الخزر، واعتناقهم الدين اليهودي، ومبلغ أهمية هذه
    الدولة اليهودية بين القرنين السابع والعاشر بعد الميلاد.. وتنكر الموسوعة حتى مجرد وجود جنس يهودي له أية صلة تاريخية بفلسطين أو أية رابطة بالأقوام التي استوطنت فلسطين قبل ألفي عام.
    ويأتي بعد الموسوعة اليهودية، مرجع لا يقل عنها أهمية، ويفوقها تخصصا ، وهو كتاب تاريخي مرموق وضعه عالم يهودي كبير هو الأستاذ دانيا عن "تاريخ اليهود في روسيا وبولندا من أقدم العصور" وشرح فيه الحماسة الدينية للملك عباديا ملك الخزر وعن تقدم المملكة اليهودية وقوتها، كما تحدث عن حماسة الحكام اليهود اللاحقين، وقد ندّد الأستاذ دانيا في آخر "تاريخ اليهود" بجهل اليهود في الأقطار الأخرى بأحوال مملكة الخزر.
    وفي هذا المجال لا نستطيع أن نغفل ذكر عالم يهودي آخر هو الأستاذ جريننز، فقد كشف في كتابه القيِّم "تاريخ الشعب اليهودي" عن حقائق فريدة تتصل بحياة مملكة الخزر، منها أن عرش هذه المملكة قاصر على اليهود فقط فلا يتولاه إلا أمير يهودي متمسك بالتعاليم اليهودية، وأن الملك عبادا كان قد أصدر أوامره إلى علماء اليهود أن يعلموا الشعب مبادئ دينهم ويستعرض هذا الكتاب فيما بعد كيف انتهى أمر هذه الدولة اليهودية بعد القرن الثالث عشر وكيف ذاب شعبها في الدولة الروسية.. وأن أبناء آخر ملوك الخزر قد هربوا إلى إسبانيا.. والنتيجة التي تستخلص من هذا الكتاب القيم أن يهود أوروبا الشرقية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكونوا من نسل سكان فلسطين الذين شردوا من البلاد قبل ألفي سنة.
    ولا بد لنا من الإشارة إلى مرجع أمريكي معروف في مجالات الأبحاث الأنثروبولوجية، وخاصة أن أمريكا لها النصيب الأوفر في إنشاء إسرائيل وتسليحها ودعمها بكل الأسباب الاقتصادية والسياسية هذا المرجع هو العالم الأمريكي الأستاذ رولاند ديكسون، أستاذ الأنثروبولوجي في جامعة هارفارد.
    يقول العالم الأمريكي المذكور في كتابة " جنس الإنسان وتاريخه" أن بلاد الأناضول وأرمينيا والقفقاس وأواسط آسيا هي المهد الأصلي للأكثرية العظمى لليهود المعاصرين في العالم، وأن هؤلاء ليسوا ساميين إلا باللغة فقط".
    وكل هذه المراجع العلمية، وغيرها تقود الباحث المنصف، إلى مفارقة عجيبة، وهي أن جميع يهود أوروبا الشرقية، وفي مقدمتهم بيجن رئيس وزراء العدو، هم من أحفاد الخزر، لا صلة لهم ولا لآبائهم بفلسطين من قريب ولا من بعيد، وأن هؤلاء الذين تقول عنهم الصهيونية أنهم عائدون إلى وطنهم التاريخي فلسطين إنما هم غرباء وغزاة محتلون، يتوجب إجلاؤهم عن البلاد كما تم إجلاء كل غزوة أجنبية عن أي قطر في آسيا وأفريقيا، وأية بقعة أخرى ابتليت بالاحتلال الأجنبي.
    والواقع أن غربة اليهود بالنسبة إلى فلسطين قديمة قدم التاريخ، فإن تاريخهم هو تاريخ غربة في فلسطين، وقد وردت إشارات متعددة عن ذلك في كتابهم المقدس "التوراة".
    ويكفينا أننا نقرأ في الإصحاح السابع عشر من سفر التكوين أن "الرب ظهر لإبرام"-(إبراهيم) وفي حديث معه وصف "كل أرض كنعان" فلسطين بقوله "أرض غربتك وهو في الواقع غريب عن فلسطين هاجر إليها من أور الكلدانيين- موطن آبائه وأجداده.
    فإذا كان بيجن رئيس وزراء العدو يعود بنسبة إلى إبراهيم فإن إبراهيم نفسه غريب عن فلسطين بأكملها , كما قال له "الرب" رب إسرائيل ورب بيجن , ما دام موصوفاً بتمسكة باليهودية .
    وتأتي التوراة بعد ذلك لتكشف أمر الغربة بوضوح أقطع وأسطع، ففي الإصحاح الثاني والعشرين في سفر التكوين تحدثنا التوراة أن سارة (زوجة إبراهيم) ماتت "فأتى إبراهيم ليندب سارة ويبكي عليها وقام إبراهيم من أمام ميته وكلم بني حث قائلاً أنا غريب ونزيل أعطوني ملك قبر معكم لأدفن ميتي من أمامي"، وتقص التوراة بعد ذلك كيف أعطاه أهل البلدة مغادرة ليدفن فيها زوجته.. ودفنها.
    وهل نحن في حاجة إلى دليل أوضح من نص التوراة ذاتها، ومن فم إبراهيم نفسه يستنفر مروءة الأهلين بأنه "غريب ونزيل عندهم" ويطلب منهم مدفنا لزوجته وهي مسجاة على فراش الموت أمامهم.
    وهذه الغربة بالنسبة لإبراهيم وردت بعد ذلك في مواضع متعددة من التوراة ومن الإنجيل كذلك.
    بل أن "إبرام" قد أضيف إليه في التوراة تعريف محدد "إبرام العبراني".. واختلف علماء التوراة في تفسير هذا اللفظ فقيل أنه نسبة إلى "عابر" أحد أجداد إبرام وقيل إنه نسبة إلى عبوره نهر الفرات في ارتحاله من العراق إلى البلاد العربية الأخرى.
    وكل ذلك توكيد أنه غريب عن فلسطين بأسرها، ذلك أنه منذ القدم، كان لا بد أن يلحق باسم المهاجرين والوافدين صفات تدل على أنهم غرباء وأنهم ليسوا من أهل البلاد الأصليين.
    وكائنا ما كان السبب في إلحاق لفظ "العبراني" إلى اسم إبراهيم، فإن لفظة العبرانيين تمتد جذورها إلى إبرام العبراني، وبذلك يكون العبرانيون جماعة من الغرباء , وأن إبراهيم هو الغريب الأول وأن جميع سكان إسرائيل هم مجموعة من الغرباء الوافدين.
    ولكن أسو أ التفاسير التي قدمها العلماء في أصل لفظة العبرانيين أنها مشتقة من لفظة "الخابيرو" وقد وجدوا هذا الاسم في النقوش المصرية والبابلية وبعض المراجع التاريخية.
    وقيل في تعريف "الخابيرو" أنهم قوم-من غير حسب ولا نسب، ليس لهم أصل معروف وأنهم جماعة من شذاذ الأرض عاشوا في الشرق الأوسط يرتحلون من إقليم إلى إقليم، يعيثون في الأرض فساداً، ويقطعون الطريق وهم أشبه ما يكونون بمرتزقة هذه الأيام، يؤجرون شقاوتهم لكل طالب أو راغب.
    وفي خضم هذه المراجع العلمية عن أصل العبرانيين وانتشار الديانة اليهودية فيما بعد في أقطار أوروبا الشرقية وغيرها، يجب أن لا يغيب عن بالنا نشوء اليهودية والجماعات اليهودية في الوطن العربي..
    وإذا بدأنا بفلسطين فإنه مما لا شك فيه أن قوم موسى، ومعظمهم من اليهود، قد دخلوا إلى فلسطين قي قصة طويلة سنشرحها في فصول تالية. ومن فلسطين انتشرت الديانة اليهودية إلى أقطار أخرى بالتبشير تارة وبقوة السلاح تارة أخرى-كما أشار إلى ذلك كثير من المراجع العلمية.
    ولكن يهود فلسطين هؤلاء قد تشتت معظمهم إلى أقطار أخرى في الوطن العربي وفي خارجه. وأكثرهم كان نصيبه إلى بابل وآشور. وقد استقر الكثير من هؤلاء في مواطنهم الجديدة في العراق ولم يعودوا إلى فلسطين مع من عاد.. وذابوا في الشعوب التي عاشوا بين ظهرانيها.
    ودخلت اليهودية كذلك إلى الحبشة، بالتبشير أو بأسباب أخرى، وكان لليمن نصيب غير قليل من تاريخ اليهودية ومن علمية التهويد.. فإن ملوك حمير وهم من العرب الصرحاء الأقحاح قد تهودوا لأسباب سياسية ولا يتسع هذا الفصل للخوض فيها.. ومن الطبيعي أن جماهير كثيرة من الشعب اليمني قد تهودت، والناس على دين ملوكهم كما يردد القول المأثور.
    ولم يكتف ملوك اليمن اليهود بتهويد شعبهم، ولكنهم حاولوا أن يهودوا نصارى نجران، فإن الملك اليهودي ذانواس قد راح ينكل بالنصارى ليحملهم على التخلي عن دينهم واعتناق اليهودية فأعمل فيهم السيف وألقى بأجسادهم في أخدود تشتعل فيه النيران، وقد ذكر القرآن هذا الإرهاب اليهودي في آيات غاضبة جاء فيها "قتل أصحاب الأخدود، النار ذات الوقود، إذ هم عليها قعود، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود، وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد" (سورة البروج4-Cool.
    وما كان من نجاشي الحبشة المسيحي إلا أن ينتقم من ملوك اليهود في اليمن، فجهز لهم حملة عسكرية، فأزال دولتهم، وكما زالت دولة الخزر اليهودية في شرقي أوروبا زالت دولة اليهود اليمنية في جنوب الجزيرة.
    وكما كان لليهود تاريخ في جنوب الجزيرة العربية، فقد سجل لهم التاريخ وجودا بارزا في شمال الجزيرة العربية، في الحجاز، وفي يثرب بالذات، المدينة المنورة.
    والمراجع العربية الإسلامية قد تضمنت فصولا مطولة عن يهود المدينة المنورة، وما بلغوه من مكانة مرموقة في التجارة والزراعة والصناعة، واشتهارهم في بناء الحصون.
    وقد كان الوجود اليهودي في الحجاز يتمثل في قبائل برمتها وخاصة في يثرب، وهؤلاء جميعا منحدرون من أصول عربية اعتنقوا الديانة اليهودية لسبب أو لآخر، ولم يكونوا من قوم موسى الذين دخلوا معه إلى فلسطين ولا من أحفاد إبراهيم ولا أبناء يعقوب، فإنهم عرب أقحاح، وليسوا إسرائيليين من أبناء يعقوب إسرائيل.
    وبهذه الصفة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد كتب لهم عهدا بيَّن لهم حقوقهم وواجباتهم.. وكان العهد بين محمد النبي.. ويهود بني عوف.. ويهود بني النجار .. ويهود بني الحارث .. ويهود بني ساعده ويهود بني جمح.. ويهود بني الأوس، ويهود بني ثعلبة وقد وقع بنو قريظة وبنو قينقاع وبنو النضير، وهم القبائل اليهودية الأخرى عهودا مماثلة مع الرسول صلى الله عليه وسلم.. وكل هذه أسماء قبائل عربية تعرف أنسابها ومواطنها في الجزيرة العربية، ولم يكن لها وجود في فلسطين، ولا في سيناء التي عبر منها اليهود إلى فلسطين.
    وهذه القبائل اليهودية حاربت الدعوة الإسلامية كما فعلت القبائل العربية الأخرى غير اليهودية.. وتحالف اليهود مع المشركين الأوس والخزرج، لمناهضة الإسلام والكيد لصاحب الدعوة الإسلامية لأنها كانت تخشى انتشار الدين الجديد بين القبائل اليهودية.
    ولم يكن من فارق بين القبائل اليهودية، والقبائل العربية غير اليهودية، فقد كان لهم شعراؤهم كشعراء العرب الآخرين، ينظمون في الهجاء والغزل تماما كما ينظم شعراء العرب في الجاهلية.. وقد شارك شعراء اليهود في رثاء قتلى بدر من المشركين تعاضدا معهم وحقدا على الإسلام والمسلمين.
    وقد نظمت الشاعرة اليهودية أسماء بنت مروان كثيرا من القصائد في هجاء الرسول صلى الله عليه وسلم كما أنشد الشاعر اليهودي كعب ابن الأشرف عدة قصائد يحرض فيها القرشيين على الأخذ بثار قتلاهم في معركة بدر-أنشدها على مسمع عدد من المسلمين والقارئ لهذه القصائد لا يستطيع أن يرى فيها كلمة واحدة تدل على يهودية صاحبها.. فهي لا تقل جودة عن الشعر الجاهلي الجيد.
    وقصيدة السموأل-صموئيل- الشاعر اليهودي المعروف من أروع ما جاء في الشعر العربي عن السجايا العربية الكريمة. وكنا نحفظها عن ظهر قلب في أيام الصبا الباكر وننشدها بكل فخر واعتزاز، قبل أن تقتحم علينا الصهيونية وطننا، وتجلينا عن ديارنا وتوقع النكبات الكبرى في الأمة العربية بأسرها.
    ولم تكن مصر بعيدة عن الدعوة اليهودية.. فإن بني إسرائيل قد أقاموا في مصر قرابة أربعة قرون ونصف كما سنرى في الفصول التالية.. ثم قام فيهم موسى فقادهم إلى سيناء ومنها إلى فلسطين، وأصبح قومه يهودا فيما بعد.
    ولكن اليهودية تسللت إلى مصر بطرق شتى بعدئذ، وكان لليهود شأن كبير في الإسكندرية وغيرها، وكان لهم معبد في أقصى الجنوب، في جزيرة الفنتين في أسوان.
    وامتد وجودهم في العصور الإسلامية في عهد الفاطميين وغيرهم من الدول الإسلامية وأصبح لهم شأن كبير في تصريف أمور الدولة مما أغضب الشاعر المصري ابن البواب فأنشد يقول
    يهـود هـذا الزمـان قد بلغوا
    غاية آمالهم وقد ملكـوا
    العز فيهـم والمـال عندهــم
    ومنهم المستشار والملـك
    يا أهل مصر لقد نصحت لكـم
    تهودوا قد تهود الملك
    وهذا الشعر ينطبق على مصر في عهد السادات.
    ونخرج من هذا العرض السريع في تلخيص تاريخ اليهود في أوروبا وفي الوطن العربي، أنهم منحدرون من شعوب وأقوام وسلالات متباعدة بعضها عن بعض، وأن بيجن رئيس وزراء العدو، ومعه الألوف المؤلفة من اليهود، لا قرابة لهم بإبراهيم، ولا أبنائه، ولا صلة لهم بموسى إلا عن طريق العقيدة اليهودية.. ولا شأن لهم بالتالي بقوم موسى الذين خرجوا من مصر، وعبروا سيناء إلى فلسطين.. وأن ما يزعمونه من "العودة" إلى فلسطين أرض الآباء والأجداد ما هو إلا غزو وعدوان واحتلال.. وكل ذلك إلى زوال.. وكذلك يجب أن يكون.
    وبعد، فأين أبناء الخزر من أبناء بيت المقدس..
    وأين أهل الراين والطونة (الدون) من أهل الأردن..



    وأين أهل الصين من أهل فلسطين




    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) فريدريخ هرتس ، الجنس والحضارة، ص313 (Frdrich Herz- Race & Culture).
    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 9:51 am




    مع خالص تحيات

    نضال هديب




    Anonymous
    زائر
    زائر


    كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري Empty رد: كتاب المنتدى الدوري خرافات يهوديه احمد الشقيري

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين نوفمبر 10, 2008 9:57 am





    [size=29]



    الفصـل الـرابـع





    أكبر حملة سلب في التاريخ


    يقترفها بنو إسرائيل في




    مصر














      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 11:38 am