أحمد الشقيري
أحمد الشقيري (1908-1980)
ولد في لبنان وتشرب روح الإباء والنضال، حيث كان والده الشيخ أسعد الشقيري منفيًّا من فلسطين إلى لبنان لمناهضته سياسة السلطان العثماني عبد الحميد، وعاد إلى فلسطين وترعرع فيها وعاش ويلات شعبه ومعاناته تحت نير الانتداب البريطاني والاستيطان الصهيوني، فناصبهم العداء وشرع قلمه سيفاً مسلطاً في الصحف الوطنية ضدهم، حتى ضاقت السلطات البريطانية ذرعاً بنشاطاته، وفرضت عليه الإقامة الجبرية بالقرب من مدينة حيفا في نهاية العشرينيات.
توجه لدراسة الحقوق في القدس لعله يدافع عن المعتقلين الفلسطينيين أمام المحاكم البريطانية وقد كان له ذلك. فبعد أن شارك في الثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939) لاحقته سلطات الانتداب البريطاني واعتقلته ولجأ بعدها إلى القاهرة، وعاد إلى ساحة الجهاد مرة أخرى مع أوائل الحرب العالمية الثانية، ومارس عمله كمحام، واختص بالدفاع عن المناضلين الملاحَقين، وبقضايا الأراضي فعمل على إنقاذ قسم من الأراضي الفلسطينية ومنع تسربها لليهود.
انتقل بنشاطه إلى الساحات الدولية؛ حيث أسس عام 1945 مكتباً إعلاميًّا عربيًّا في واشنطن وعُين مديراً له لشرح القضية الفلسطينية، وبعدها نُقل مديراً لمكتب الإعلام العربي المركزي في مدينة القدس.
خلال نكبة 1948م واشتداد شوكة اليهود في فلسطين، انتدبته الحكومة السورية ممثلاً لها في الأمم المتحدة، ثم عُين أميناً مساعداً للجامعة العربية، وقد كان الشقيري خلال وجوده في الأمم المتحدة خير محام عن القضية الفلسطينية ثم شغل منصب ممثل فلسطين في الجامعة العربية.
كُلف في عام 1964 بقرار من جامعة الدول العربية بإنشاء كيان فلسطيني؛ فقام بوضع مشروع الميثاق الوطني، والنظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية وأكد فيه الناحيتين التنظيمية والعسكرية للكيان، وتم انتخابه رئيساً لهذه المنظمة ليكون أول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتفرغ الشقيري لهذه المنظمة وبنى لها جهازاً عسكريًّا تحت اسم جيش التحرير الفلسطيني، واستمر يوجه هذه المنظمة ويرعاها حتى عام 1967، حيث قدم استقالته نتيجة تباين وجهات النظر بينه وبين أعضاء اللجنة التنفيذية.
تفرغ للكتابة في القاهرة علّه بذلك يواصل مسيرة الوفاء لقضيته ووطنه، فلم يكن بيته في القاهرة يخلو من الزائرين الفلسطينيين وغيرهم، وكان يؤكد لهم دائماً أن المساومات السياسية لن تُحرر فلسطين، وأن الجهاد هو وحده الطريق السليم للتحرير.
وكان مدركاً للدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في تثبيت دعائم الكيان الصهيوني في فلسطين؛ فبذل جهده وفاءً لقضيته بتبصرة أبناء الجيل بأن عليكم محاربة الولايات المتحدة وفكرها الذي تدعو إليه.
غادر القاهرة إلى تونس عام 1978 بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد التي اعتبرها خيانة عظمى للقضية، وأمضى فيها شهوراً ثم أصيب بمرض عضال غادر على إثره إلى عمان، ومكث فيها يصارع الموت حتى فاضت روحه في عام 1980م، ودُفن -كما أوصى- على مشارف فلسطين في غور الأردن بالقرب من قبر الصحابي الجليل أبي عبيدة عامر بن الجراح علّه بذلك يخالط بجسده التراب الذي مرت عليه جحافل المسلمين الأوائل فاتحين لفلسطين.
قلب فلسطين
أحمد الشقيري (1908-1980)
ولد في لبنان وتشرب روح الإباء والنضال، حيث كان والده الشيخ أسعد الشقيري منفيًّا من فلسطين إلى لبنان لمناهضته سياسة السلطان العثماني عبد الحميد، وعاد إلى فلسطين وترعرع فيها وعاش ويلات شعبه ومعاناته تحت نير الانتداب البريطاني والاستيطان الصهيوني، فناصبهم العداء وشرع قلمه سيفاً مسلطاً في الصحف الوطنية ضدهم، حتى ضاقت السلطات البريطانية ذرعاً بنشاطاته، وفرضت عليه الإقامة الجبرية بالقرب من مدينة حيفا في نهاية العشرينيات.
توجه لدراسة الحقوق في القدس لعله يدافع عن المعتقلين الفلسطينيين أمام المحاكم البريطانية وقد كان له ذلك. فبعد أن شارك في الثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939) لاحقته سلطات الانتداب البريطاني واعتقلته ولجأ بعدها إلى القاهرة، وعاد إلى ساحة الجهاد مرة أخرى مع أوائل الحرب العالمية الثانية، ومارس عمله كمحام، واختص بالدفاع عن المناضلين الملاحَقين، وبقضايا الأراضي فعمل على إنقاذ قسم من الأراضي الفلسطينية ومنع تسربها لليهود.
انتقل بنشاطه إلى الساحات الدولية؛ حيث أسس عام 1945 مكتباً إعلاميًّا عربيًّا في واشنطن وعُين مديراً له لشرح القضية الفلسطينية، وبعدها نُقل مديراً لمكتب الإعلام العربي المركزي في مدينة القدس.
خلال نكبة 1948م واشتداد شوكة اليهود في فلسطين، انتدبته الحكومة السورية ممثلاً لها في الأمم المتحدة، ثم عُين أميناً مساعداً للجامعة العربية، وقد كان الشقيري خلال وجوده في الأمم المتحدة خير محام عن القضية الفلسطينية ثم شغل منصب ممثل فلسطين في الجامعة العربية.
كُلف في عام 1964 بقرار من جامعة الدول العربية بإنشاء كيان فلسطيني؛ فقام بوضع مشروع الميثاق الوطني، والنظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية وأكد فيه الناحيتين التنظيمية والعسكرية للكيان، وتم انتخابه رئيساً لهذه المنظمة ليكون أول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتفرغ الشقيري لهذه المنظمة وبنى لها جهازاً عسكريًّا تحت اسم جيش التحرير الفلسطيني، واستمر يوجه هذه المنظمة ويرعاها حتى عام 1967، حيث قدم استقالته نتيجة تباين وجهات النظر بينه وبين أعضاء اللجنة التنفيذية.
تفرغ للكتابة في القاهرة علّه بذلك يواصل مسيرة الوفاء لقضيته ووطنه، فلم يكن بيته في القاهرة يخلو من الزائرين الفلسطينيين وغيرهم، وكان يؤكد لهم دائماً أن المساومات السياسية لن تُحرر فلسطين، وأن الجهاد هو وحده الطريق السليم للتحرير.
وكان مدركاً للدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في تثبيت دعائم الكيان الصهيوني في فلسطين؛ فبذل جهده وفاءً لقضيته بتبصرة أبناء الجيل بأن عليكم محاربة الولايات المتحدة وفكرها الذي تدعو إليه.
غادر القاهرة إلى تونس عام 1978 بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد التي اعتبرها خيانة عظمى للقضية، وأمضى فيها شهوراً ثم أصيب بمرض عضال غادر على إثره إلى عمان، ومكث فيها يصارع الموت حتى فاضت روحه في عام 1980م، ودُفن -كما أوصى- على مشارف فلسطين في غور الأردن بالقرب من قبر الصحابي الجليل أبي عبيدة عامر بن الجراح علّه بذلك يخالط بجسده التراب الذي مرت عليه جحافل المسلمين الأوائل فاتحين لفلسطين.
قلب فلسطين