ممـلكـــة ميـــرون

الذات اليهودية وتناقضاتها بين معاداة السامية ولا سامية الأنا 32175b77914d249ceca6f7052b89c9fc

ادارة مملكة ميرون
ترحب بكم وتتمنى لكم قضاء اوقات مفيدة
وتفتح لكم قلبها وابوابها
فاهلا بكم في رحاب مملكتنا
ايها الزائر الكريم لو احببت النضمام لمملكتنا؟
التسجيل من هنا
وان كنت متصفحا فاهلا بك في رحاب منتدانا

ادارة مملكة ميرون

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ممـلكـــة ميـــرون

الذات اليهودية وتناقضاتها بين معاداة السامية ولا سامية الأنا 32175b77914d249ceca6f7052b89c9fc

ادارة مملكة ميرون
ترحب بكم وتتمنى لكم قضاء اوقات مفيدة
وتفتح لكم قلبها وابوابها
فاهلا بكم في رحاب مملكتنا
ايها الزائر الكريم لو احببت النضمام لمملكتنا؟
التسجيل من هنا
وان كنت متصفحا فاهلا بك في رحاب منتدانا

ادارة مملكة ميرون

ممـلكـــة ميـــرون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


,,,منتديات,,,اسلامية,,,اجتماعية,,,ثقافية,,,ادبية,,,تاريخية,,,تقنية,,, عامة,,,هادفة ,,,


    الذات اليهودية وتناقضاتها بين معاداة السامية ولا سامية الأنا

    ميـــرون
    ميـــرون
    المدير العام
    المدير العام


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    انثى

    الذات اليهودية وتناقضاتها بين معاداة السامية ولا سامية الأنا Empty الذات اليهودية وتناقضاتها بين معاداة السامية ولا سامية الأنا

    مُساهمة من طرف ميـــرون الإثنين أكتوبر 25, 2010 4:15 pm

    الذات اليهودية وتناقضاتها

    بين معاداة السامية ولا سامية الأنا
    تشيردراسات الانتروبولوجيا الثقافية (الشخصية الاممية و/أو القومية) الىاشتراك الشعوب السامية (العرب واليهود عموماً) بجملة سمات تميز شخصياتهمالثقافية وتدمغ ثقافتهم بطابعها. ولعل أهم هذه الصفات صفتان رئيستان هما :1 ـ البكائية 2 ـ عقدة المؤامرة.

    ولقدلعب الدين الاسل
    امي دوراً مقرراً في الحد من هاتين السمتين وانعكاساتهماعلى الشخصية العربية. ولقد وصل هذا الدور الى تحريم الاسلام لقائمة منالمناسبات البكائية وتصنيف بعضها في خانة “غير المستحبة”. كما لعب الاسلامدوراً في الحد من أثر عقدة المؤامرة. لكن هذه الأخيرة عاودت الظهور بقوةاكبر عبر الممارسة الفعلية لأدوار المؤامرة. حيث يمكن الربط بين معاودةانفجار هذه العقدة وبين بداية اضمحلال الدور السياسي للعرب مع بدايةالحروب الصليبية. وكان من الطبيعي أن تتصاحب هذه المعاودة مع احياء ذكرياتتجارب المؤامرة السابقة. الامر الذي ادى الى تراكم هذه التجارب وترسيخ هذهالعقدة (المؤامرة) التي لا تزال لغاية اليوم مهيمنة على الشخصية العربية.

    فيالمقابل نجد ان اليهودية ترسخ البكائية وتجسدها لدى اليهود في “حائطالمبكى” ذلك الرمز الديني المقدس لدى اليهود المرسخ لبكائيتهم. التي تنعكسعلى الشخصية اليهودية بالحاجة العصابية ـ القهرية لايجاد بكائيات فرعية(1). ومع طغيان السمة النفعية على هذه الشخصية فانها تختار وتفضل اعتمادالبكائيات القابلة للتوظيف والاستثمار. من هذه الزاوية نستطيع ان نفهم تلكالنشوة اليهودية باستحضار ذكرى الهولوكوست وتضخيمها واستعادة تفاصيلهابصورة نمطية ـ تكرارية (Stereotype)تصل الى حدود الهيستيريا (2). اذ يستحيل على اي باحث معاصر ان يتمكـن مـناحصاء البكائيات اليهودية في هذا المجال. فهنالك ملايين منها. موزعة مابين ذكريات شخصية ومرويات (على لسان اشخاص عايشوا الهولوكوست) وافلامسينمائية ومقالات صحفية وقصص وروايات وخواطر ودراسات نفسية واجتماعيةوسياسية … الخ. حتى يمكن القول بأن اليهود تمكنوا من تغطية هذه البكائيةعبر جميع فروع المعرفة ووسائل الاتصال المتاحة.

    والشخصيةاليهودية لا تكتفي بالرمز الديني (حائط المبكى) او التاريخي (اسطورةالماسادا والهولوكوست وغيرها). بل هي تبحث عن بكائيات اكثر فرعية. فهيتحتاج الى بكائية خاصة بكل حارة يهودية والى بكائية خاصة بكل عائلةيهودية، حيث لا شك بأن تعدد البكائيات هو من الامور المرغوبة لدى اليهود.وهذا الميل للبكائيات يقودنا الى مناقشة متعددة محاور البحث نختصرها بطرحالاسئلة: هل كان هذا الميل البكائي دافعاً لليهود، عبر تاريخهم، كي يلعبوادور الضحية؟. وهل لهذه المذابح تاريخ ام انها روايات مختلقة تتحول لاساطيرمع مرور الوقت؟.

    فيالمقابل تطرح قائمة اخرى من الاسئلة منها: ماذا لو حدث وان تكررت المذابحاليهودية، وفق ما يتوقعه اليهود، الا يجدر لهذا التكرار ان يستوفقناللتساؤل عن سببه او أسبابه؟. وهل يمكن علمياً التسليم بأن تكراراً مملاًعلى هذه الصورة يمكنه أن يعود الى مبدأ الصدفة؟. خصوصاً وأن علماء النفسالمعاصرين بدأوا يطرحون بجرأة وبقناعة دور الضحية نفسها باجتذاب الاعتداء.فتكرار تعرض امرأة ما للاغتصاب لا بد له من أن يطرح السؤال عن اعتمادهاسلوكاً اغوائياً يغري المغتصبين ويجتذبهم. واعتمادها لهذا السلوك لا بد لهأن يكون على علاقة بكسب ما تحققه من خلال هذا السلوك. وعليه فانه منالطبيعي ان يلجأ دارسو الضحايا لتقسيمهم الى فئتين. الأولى فئة الضحاياالحقيقين. وهم الذين يتعرضون للاعتداء بالصدفة والثانية فئة الضحاياالوهميين. وهم الذين يستفزون المعتدي (يصورة شعورية أو لا شعورية) ممايجعلهم عرضة لتكرار الاعتداء. ولسنا في وارد الدخول في التفاصيل، لذلكنكتفي بالتذكير بأن للعدوان، وبالتالي للضحية، أشكال ومناسبات يصعب حصرها.وكذلك نذكر بأن العدوان يمكنه أن يصيب أشخاص وجماعات وفئات وأحياناًشعوباً بكاملها.

    ميـــرون
    ميـــرون
    المدير العام
    المدير العام


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    انثى

    الذات اليهودية وتناقضاتها بين معاداة السامية ولا سامية الأنا Empty رد: الذات اليهودية وتناقضاتها بين معاداة السامية ولا سامية الأنا

    مُساهمة من طرف ميـــرون الإثنين أكتوبر 25, 2010 4:22 pm

    وحدها كافية لتفسير “عقدةالاضطهاد” التي لازمت الشخصية اليهودية منذ ظهورها وحتى اليوم؟ وبالتالياليست كافية لتفسير ولادة مصطح “معاداة السامية”.

    يعتبر الطب النفسي أن الانتقام هو ردة الفعل الطبيعية أمام الاضطهاد.ورغبة الانتقام تستمد موضوعيتها من مستوى حقيقة التعرض للاضطهاد. والطبالنفسي يضع هذه الحقيقة دائماً في موضع الشك. وذلك لارتباطها بمرض نفسيمعروف لدرجة الشيوع وهو مرض الهذاء. الذي يبدأ من ردة فعل مرضية اماماضطهاد حقيقي ويمر بميول لتفسير الامور بصورة هذائية مخففة (هي عبارة عنشكوك غير مبررة) وصولاً الى حالة ذهانية تسمى بهذاء العظمة أو جنونالبارانويا.

    مهما يكن فان الشعور بالاضطهادهو شعور غير مستحب. وهو يدفع صاحبه باتجاه عدوانية الرغبة بالانتقام. ممايحول صاحبه الى اعتماد سلوك تعويضي يطغى على شخصيته ويؤثر على توازنها. عنطريق توليده لحذر(شك) مرضي من الآخر. بما يؤدي الى كراهية الآخر. وبما أنالوعي لا يتقبل بسهولة تعميم هذه الكراهية من الظالم (موضوع سيء) الىالآخر (المواضيع كلها) فانه يلجأ الى حيلة يسميها التحليل النفسي بالتكوينالعكسي (Reaction-(formationقوامها اتخاذ موقف ظاهري يذهب في الاتجاه المعاكس للرغبة المكبوتة (كراهيةالآخر في هذه الحالة) الذي يشكل ردة فعل ضدها. وبذلك يخفي اليهودي كراهيتهللآخر تحت ستار إظهار رغبته في التعاون معه ودعمه للآخر من أجل تحقيقرغباته. وهذا السلوك الظاهر معتمد من قبل الجماعات اليهودية منذ ظهورهاولغاية الآن. حتى تحول هذا السلوك الى قناع يستعمله اليهود بنجاح فائق.لدرجة قدرتهم على اقناع قطاعات واسعة من الرأي العام بأن هذا القناعحقيقي. وبذلك فهم نجحوا في تورية وتغطية كراهيتهم للآخر. حيث الآخربالنسبة لهم هوغير اليهودي (الغوييم بالعبرية). وتتساوى في ذلك جميعالأعراق. دون تفريق بينها أو بين الأفراد الا لجهة مدى وحجم فائدتهملليهود. ولقد استغرب المحلل النفسي اليهودي سيغموند فرويد هذه العنجهيةفتساءل عن هذه الجرأة(4). وهذا التساؤل يردنا الى القناع الذي يخفي حقيقةالملامح اليهودية تحت ستار من الخنوع والذل.

    مما تقدم نلاحظ أن شعور اليهود بالاضطهاد يلازم تاريخهم المروي ويطبعأساطيرهم. وهذا الشعور يسهل على اليهودي الشعور بكراهية الآخر. لأن الآخريضطهده ويضطهد شعبه. واليهودي ليس بحاجة على مصداقية المرويات والرواياتاليهودية لأنه يؤمن بها. وهكذا فان اللاسامية أو معاداة السامية أو كرهاليهود هي مصطلحات مختلفة لشعور لازم اليهود عبر تاريخهم. الا أن هذاالمصطلح لم يطرح للتداول السياسي الا في نهاية القرن التاسع عشر. وتحديداًفي العام 1881 وفي شهر نيسان (ابريل) من ذلك العام. ففي ذلك التاريخ اصدروزير الداخلية الروسي انمانتيف مجموعة من القوانين هدفت الى ابعاد اليهودوالألمان عن وسط روسيا. وتجميعهم في 25 ولاية تقع في غرب روسيا. وقد ادىهذا التهجير القسري الى اضطرار اليهود للعيش في ظروف قاسية في أماكن سكنهمالجديدة. وعندها ظهر مصطلح “اللاسامية” وكأنه ردة فعل على هذه القراراتالتي الحقت الظلم باليهود الروس.

    الا أن المتابع لا بد له من الربط بين بدايات النشاط الصهيوني وبين ظهورهذا المصطلح مدعوماً بدلالات سياسية ـ اجتماعية محددة. حتى يمكن اعتبار“اللاسامية” منطلقاً للمصطلحات الدعائية الصهيونية الهادفة الى اختراعأساطير حديثة يتلاءم نسيجها مع الأساطير اليهودية القديمة. والهدف منالاصرار على هذا التشابه هو تحويل أي عقاب يتلقاه اليهود لدى انحسارالقناع عن تجمع من تجمعاتهم الى وقفة نكوصية (يرى المحللون أن التعرض لرضةجديدة يؤدي الى اعادة احياء ذكريات الرضات القديمة) تعيد احياء الأساطيراليهودية(5).

    كما أن حاجة الصهيونية للأساطير الجديدة لم تكن تقتصر على استخدامهاكوقفات نكوصية. بل كان لهذه الأساطير دور وظيفي فائق الأهمية بالنسبةللصهيونية. التي طرحت نفسها كحركة علمانية وبالتالي ملحدة. فالديانةاليهودية هي ديانة تشريعية تتدخل في ادق تفاصيل الحياة اليومية للمؤمنبها. وهذا ما يجعل العلمانية خروجاً بيناً على تعاليم الدين وبالتاليالحاداً ناجزاً. وعليه فان الأساطير الحديثة هي الوسيلة لإعادة وصل ماينقطع بين الصهيونية وبين اليهود الارثوذكس.
    ميـــرون
    ميـــرون
    المدير العام
    المدير العام


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    انثى

    الذات اليهودية وتناقضاتها بين معاداة السامية ولا سامية الأنا Empty رد: الذات اليهودية وتناقضاتها بين معاداة السامية ولا سامية الأنا

    مُساهمة من طرف ميـــرون الإثنين أكتوبر 25, 2010 4:27 pm

    وهاهو مصطلح “اللاسامية” طليعة الأساطير الصهيونية. فالعداء للسامية لا يميزبين يهودي متدين وعلماني وملحد. وبالتالي فانه يعيد اللحمة بين اليهود فيمواجهة هذه الاسطورة ذات الخطر غير ممكن التجنب. وكانت الصهيونية قد مهدتلاساطيرها الجديدة بارساء نواة أول مستعمرة صهيونية في فلسطين. حيث اقنعتالملياردير اليهودي موسى دي مونتي فيوري بشراء ضيعة قرب يافا في العام1855 وتخصيص ارضها لليهود المتدينين أو الضطهدين. وهذا ما أتاح لليهودالروس المهجرين عام 1881 امكانية الهجرة الى فلسطين. حيث هاجر قسم منهمليؤسس مستعمرة رأس صهيون “رشون لو زيون”.

    الا أن استثمار الصهيونية لمصطلح “اللاسامية” لم يصل الى ذروته الا فيالحرب العالمية الثانية. حين قدم الزعيم النازي هتلر فرصة الاستثمار ذهبيةلهذا المصطلح. اذ بدأت الصهيونية بدعوة يهود العالم للهجرة الى فلسطين علىانها الملاذ الوحيد لهم في العالم. وقد استجاب اليهود الاوروبيون لهذهالدعوة تحت ضغط شائعات تحول “اللاسامية” من النبذ الاجتماعي والإحتقار الىالمذابح الجماعية. وهي شائعات روجتها الصهيونية وضخمتها. بل أن هنالكوثائق تتراكم وتكتشف تباعاً لتؤكد وجود تواطؤ بين هتلر وبين الصهيونيةباتجاه اجبار اليهود الألمان خصوصاً والاوروبيون عموماً للهجرة الىفلسطين. وبانتظار انتظام هذه الوثائق في معطى تاريخي متكامل نكتفي بالقولبأن هتلر قدم للصهيونية مجموعة من الهدايا النادرة التي جعلت قيام اسرائيلممكناً. فهو قدم لها:
    أـفرصة تحويل مصطلح “اللاسامية” من مجرد شكوى هيستيرية يهودية الى مصطلحعالمي الدلالة. والى سلاح تشهره الصهيونية في وجه معارضيها. حيث اكتسبالمصطلح، بفضل هتلر، دلالة اضافية هي “الفاشية”. بمعنى أن تهمة“اللاسامية” اصبحت مطابقة لتهمة “النازية والفاشية”. والتهمة الأخيرة لاتجد من يجرؤ على تحمل تبعاتها بعد انهيار الرايخ الهتلري. ولعل الأزمةالنمسوية المترتبة على انتخاب هايدر خير دليل على جبروت هذا المصطلحالصهيوني. إذ ادى الصاق تهمة اللاسامية بـ”هايدر” الى اختراق الاتحادالأوروبي لمبادئه لغاية التدخل في الشؤون الداخلية لأحد اعضائه والىمقاطعته للنمسا. مما اجبر هايدر على الاستقالة(6). وهذا يعني أن سطوة هذاالمصطلح الصهيوني باتت سطوة دولية وأن نفوذه يفوق نفوذ الامم المتحدةنفسها. فهل بمقدور الامم المتحدة أن تتدخل في الشؤون الداخلية لأحداعضائها واجباررئيسها المنتخب ديمقراطياً على الاستقالة؟. [/size]

    ب ـ فرصة استغلال “الهولوكوست” كنموذج يرسخ عقدة الاضطهاد لدى اليهود ويتبح لهم استغلال مشاعر الذنب لدى الامم الاخرى(7).

    ج ـ فرصة تجميع اعداد كبيرة من اليهود في فلسطين التي مهدت لقيام اسرائيل.واتثمارها للعطف على اليهود وتحولها الى ممثلة ليهود العالم((بمن فيهممعادي الصهيونية في حينه)) وراعية لحقوقهم.
    دـ ابراز دور اليهود في الحرب العالمية الثانية وتهويل هذا الدور حتى بدااليهود المشرذمين وكأنهم احدى القوى الفاعلة في تلك الحرب والمقررةلنتائجها!. ويتدعم هذا الايحاء من خلال مشاركة يهود فلسطين في القتال الىجانب الجيش البريطاني. وهو يتأكد من خلال قدرة العصابات الصهيونية علىازعاج هذا الشريك بعد زوال تهديد العدو المشترك!.

    هذا ويتفق المؤرخون المعاصرون، الناجون من الضغوط الاسرائيلية، على وجوب اعادة استقراء المرويات التوراتية وتحري مقدار دقتها.

    ويذهب بعضهم الى نفي مصداقيتها نفياً تاماً. ويتفق الجميع على وجود قطيعةتاريخية تمتد من العام 70 ميلادية(تدمير الهيكل على يد الرومان) لغايةنهايات القرن التاسع عشر(تاريخ بدء المستوطنات). وهذه القطيعة، مثلها مثلاية قطيعة تاريخية، تستتبع وجود قراءات سردية ـ تاريخية متضاربة وغيردقيقة لاعتمادها على روايات غير ثابتة ومثيرة للجدل. وبفعل الزمن تحول بعضهذه الروايات الى اساطير معتمدة. الأمر الذي يعيق عملية اخضاعها لمنطقالحكم التاريخي.

    ميـــرون
    ميـــرون
    المدير العام
    المدير العام


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    انثى

    الذات اليهودية وتناقضاتها بين معاداة السامية ولا سامية الأنا Empty رد: الذات اليهودية وتناقضاتها بين معاداة السامية ولا سامية الأنا

    مُساهمة من طرف ميـــرون الإثنين أكتوبر 25, 2010 4:31 pm

    ]لذلك لا يبقى لنا سوى الاعتماد على الوقائع التاريخية الثابتة في تاريخ المجتمعات التي تعاملت مع اليهود. وفي هذه الوقائع نقرأ:

    أـ قام المجمع المسكوني الأول المنعقد عام 325م. باصدار قراره بتكفيراليهود واعتبارهم هراطقة لأنهم قتلوا المسيح. واذ كان من الطبيعي ان يؤديهذا التكفير الى نشوء ردة فعل مسيحية تجاه اليهود فعلينا الا نهمل واقعةكون اليهود يكفرون المسيحية (والاسلام). وبالتالي فانهم سباقون في التكفيروفي ردود الفعل العدوانية المصاحبة له.

    بـ بعد قرنين على هذا التكفير المسيحي ظهر الاسلام ليبدأ التدوين في العام40 هجرية. وهذا التدوين يبين وجود قبائل عربية تدين بالديانة اليهودية.حيث تشير الوقائع الى قبول الاسلام لليهود بمواطنية كاملة بمقاييس ذلكالزمان. مع الاعتراف بهم كأهل كتاب (أي مؤمنين بالله) بالرغم من عدممبادلتهم لهذا الاعتراف. واذا ما تابعنا مدونات التراث العربي ـ الاسلامي(وهي مدونات لا يرقى اليها الشك) لوجدنا ان هذه الحضارة كانت ملاذاًلليهود الهاربين من الاضطهاد (ردود فعل انتقامية على عدوانيتتهم)الاوروبي. فاذا ما وصلنا الى فترة نهاية القرن التاسع عشر وبعدها وجدنااليهود العرب يتمتعون بأوضاع يحسدهم عليها معاصريهم من يهود العالم. اذ لمتقتصر حريتهم على النواحي الانسانية والدينية. بل تخطت ذلك الى حرية اقامةالتجمعات والمؤسسات ومدارس اليانس وتأسيس الاحزاب(اسس اليهود اول حزبشيوعي عربي هو الحزب الشيوعي المصري). بل انهم ملكوا حرية العمل من أجلالصهيونية والدعوة لها وحشد المؤيدين لها. ليس فقط بين اليهود بل حتى بينالعرب. اذ نظر بعض الزعماء العرب في تلك الفترة بعين العطف لفكرة اقامةدولة عربية ـ يهودية في فلسطين(

    ولسنا في وارد العودة للتراث من اجل اعطاء الامثلة على التسامح الذي نعمبه اليهود وبروز شخصيات مؤثرة من بينهم. لذلك تكتفي بالقول بأن الوقائعالتاريخية تضحد أي ادعاء يهودي بالتعرض لإضطهاد عربي.

    جـ تشير المعطيات التاريخية الثابتة الى بداية تسرب اليهود الروس الىاوروبا خلال القرنين التاسع والعاشر. كما تشير المعطيات نفسها الى انالملوك الاوروبيين قد غضوا النظر في حينه عن تسرب هؤلاء الهراطقة رغبةبزيادة عدد رعاياهم. واستمر هذا التسرب لغاية اندلاع الحروب الصليبية قربنهاية القرن الحادي عشر. حين ادى الطابع الديني لهذه الحروب الىاتباعقواعد التفرقة في معاملة اليهود واعادة احياء ذكرى كونهم “قتلة المسيح”.وهذا ما دفعهم للنزوح باتجاه الدول الاسلامية كونها متسامحة معهم. ومما لاشك فيه ان قيام حركة الاصلاح الديني البروتستانتي، في القرن السادس عشر،قد لعب دوراً ايجابياً بالنسبة لليهود الاوروبيين. لكنه لم يضع النهايةلاضطهادهم. حيث جاءت محاكم التفتيش في الدول الكاثوليكية وكأنها ردة فعلعلى الاختراق اليهودي لاجواء ذلك الاصلاح. لكن القراءة المتأنية لتاريخالاضطهاد اليهودي تبين لنا ان كراهية اليهود (اللاسامية) تستند الى معطياتاجتماعية اكثر منها دينية. كما تبين لنا ان اليهود لا يظهروا عدوانيتهمسافرة إلا عندما يتحالفون مع الاقوياء ويضمنون حمايتهم. وهذا ما يفسر لناتكرار ارتباط المذابح اليهودية مع سقوط حلفائهم الاقوياء أو تحولهم منالقوة الى الضعف. فعندها يفقد اليهود حمايتهم ويدفعون ثمن عدوانيتهمالمتراكمة تحت حماية الاقوياء الزائلين.

    ولسنا بحاجة لاعطاء الامثلة على هذا الارتباط قدر حاجتنا للتأكيد بأناليهود عبر تاريخهم لم يكونوا قوة مستقلة بل كانوا دائماً قوة تابعةللاقوياء واداة لهم. فاذا ما دققنا النظر في تاريخ التحالفات اليهوديةلوجدنا ان مبدأ هذه التحالفات هو:”التحالف مع القوي لضكان حمايته ومن ثمخيانته للتخفيف من ردود الفعل لدى زوال قوته”. وهذه الملاحظة قد لا تتوافقمع طروحات التهديد او المؤامرة اليهودية العالمية(9). بل انها تذهب فيالاتجاه المعاكس مؤكدة ان اليهود يختارون دائماً المرتبة الثانية. وهواختيار يتلاءم مع وضعهم كأقلية يمكن ابتلاعها ان هي طمحت لاحتلال الصفوفأو المراتب الاولى.

    ولعل اولى موجات الاضطهاد المنظم ضد اليهود هي الثورة التي وصفت بالكبرىضد يهود روسيا. والتي بدأت كتمرد لمجموعة من الضباط القوقاز بزعامةخميلنسكي ضد اليهود بصفتهم وكلاء الاقطاع البولندي الذي طاولته هذه الثورةالتي قامت عام 1648. ويذكر المؤرخون قبلها سلسلة من الفتن المتلاحقة التيحصلت خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر في كل من روسيا واوروبا الوسطى.ويرد المؤرخون اسباب هذه الفتن الى سلوك استغلالي يهودي تعقبه الفتنة كردةفعل طبيعية. وهذا ما يؤكده المؤرخ الاسرائيلي اسرائيل شاحاك اذ يقول:”...ان الامتيازات التي كان يحصل عليها اليهود، عن طريق رشوة النخبة الحاكمةفي الممالك والدول، أثار نقمة السكان عليهم. ولم يكن ذلك لمجرد كونهم يهودبل لسيطرتهم على سوق المال وابتزازهم لصغار الفلاحين عن طريق الرهنوالربا.

    وهكذا نجد ان الغيتو (حارة اليهود) تمكن من الاستمرار بالرغم من استجلابهلكراهية العامة. ذلك لانه كان يقوم بدور وظيفي هام وضروري لدعم صعودالرأسمالية في الغرب. وهذا الدور هو دور المرابي ـ التاجر الذي يلعب لعبةالسوق والمصالح بعيداً عن التقيد بالمباديء. وكان اليهود الفئة الوحيدةالمرشحة للعب هذا الدور وذلك بسبب احتقارهم للأغيار وبالتالي عدم التزامهمبأية مباديء تجاههم. وعدم الالتزام هذا هو الذي راكم كراهية اليهود لدىالعامة.
    ميـــرون
    ميـــرون
    المدير العام
    المدير العام


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    انثى

    الذات اليهودية وتناقضاتها بين معاداة السامية ولا سامية الأنا Empty رد: الذات اليهودية وتناقضاتها بين معاداة السامية ولا سامية الأنا

    مُساهمة من طرف ميـــرون الإثنين أكتوبر 25, 2010 4:35 pm

    يقدر عدد اليهود في العالم بحوالي 13 مليون يهودي. ويختلف هذا العدد بعدة ملايين صعوداً أو هبوطاً تبعاً لمجموعة عوامل أهمها:

    أ ـ تعريف اليهودي : حيث تعرض هذا التعريف لخمسة عشر تعديلاً منذ قياماسرائيل وحتى الآن. حيث يسود الشعور بضرورة تعديل التعريف المعتمد حالياً.بل ويجري عملياً تجاوز هذا التعريف في حالة اليهود الروس اذ ان 65% منالمليون مهاجر روسي لا يستجيبون لهذا التعريف.

    ب ـ اليهود النائمون: توجد مجموعات متفرقة من اليهود ممن اضطروا لاعلانخروجهم عن اليهودية الى اديان اخرى. وذلك لاسباب مختلفة. الا ان وضع هذهالمجموعات يحوطه الغموض. حيث تتراوح التخمينات حولها ما بين استمرارها فيممارسة الشعائر اليهودية بصورة سرية وبين تحولها الى طوائف وسيطة ليستباليهودية ولا بالاديان التي تدعيها. وذلك بحيث تبقى وضعية هذه الطوائفغير محددة.

    والأمر نفسه يصح على الاشخاص حيث تسجل حالات متفرقة من العودة الىالديانة اليهودية.

    ج ـ المتحدرون من امهات يهوديات: وهم من غير اليهود الذين يستجيبونللتعريف المعتمد راهناً لليهودي. وهو التحدر من أم يهودية. وهؤلاء الاشخاصموزعون حول العالم وينتمون الىمختلف الديانات. ولكن اليهودية واسرائيلمستعدة لقبولهم لمجرد اثبات يهودية امهاتهم. لكن كابوس الذوبان اليهودي لايزال يقض مضاجع الاسرائيليين والصهاينة. فمهما بالغنا في عدد اليهود فيالعالم اليوم فاننا نجد انه لا يتجاوز الـ 20 مليوناً في اقصى الاحتمالات.هذا في مقابل احصائيات تشير الى ان نسبة الزيجات اليهودية المختلطة تبلغحدود الـ 60% وتشير هذه الاحصاءات الىالذوبان الكلي ليهود اوروبا الشرقيةخلال عقود قادمة. وهذا ما يؤكده الدكتور عبدالوهاب المسيري في موسوعتهالتي تشير الى ذوبان ملايين اليهود في البلدان الغربية(10). وهذا الذوبانيعتبر نتيجة طبيعيةللعيش في الحضارة الغربية التي تعتبر “مذوبة”. حيث تشيرالمتابعات التاريخية للمجموعات المهاجرة، الى هذه الحضارة، لذوبانها الكليفي هذه الحضارة.

    وبعيداً عن هواجس الذوبان اليهودي فان المجموعات اليهودية المعاصرة تتعايشفي ما بينها ولكنها تبقى عاجزة عن تجاوز خلافاتها. مما يجعل الحديث عنالدين اليهودي نوعاً من العبث. ففي الواقع هنالك عشرات الاديان اليهودية.وتتعمق هذه الخلافات لتصل الى حدود التفكك كون الخلافات تتخطى النواحيالفقهية والفهم الديني الى اختلافات عرقية ولغوية.الا اننا سنكتفي في مايلي بعرض العوامل الرئيسية للتفكك اليهودي وهي:

    أ ـ التناقض بين سكان اسرائيل ويهود الشتات.

    ب ـ الخلافات بين الاشكيناز والسفارديم.

    ج ـ المهاجرون الجدد (يهود مشكوك في يهوديتهم).

    هـ ـ الاختلاف بحسب بلدان المنشأ.



    أ ـ يهود اسرائيل ويهود الشتات

    هنالك خمسة ملايين يهودي يعيشون في اسرائيل ضمن حالة حرب ورفض من قبلمحيطهم. وهو رفض يعكس عجزهم عن الحصول على الاعتراف. فالاعتراف لا يأتيبالقوة وعن طريق التهديد بأسلحة الدمار الشامل. واذا كان هؤلاء اليهوديستندون الى الدعم الاميركي في طموحهم لنيل الاعتراف السياسي فانهم يدركونبأن هذا الدعم غير كاف لحصولهم على الاعتراف الانساني. خصوصاً وانهم مصرونعلى عدم الاعتراف بالأغيار عموماً وبمحيطهم العربي خصوصاً. ومن السذاجةبمكان تصور اعتراف هؤلاء اليهود ببعضهم البعض فهم ينغلقون في احياء خاصةبكل مجموعة منهم داخل دولة اسرائيل. حتى بدت هذه الدولة وكأنها تجمعللحارات اليهودية. التي نقلت مكان اقامتها من بلد المنشأ الى فلسطين. الاان ما يجمع هؤلاء ويفرقهم عن بقية يهود العالم هو ميلهم لتغليب المصلحةاليهودية (تتمثل بالنسبة لهم في مصلحة اسرائيل) على مصلحة اليهودي. وهذاالميل هو عنصر التفريق الرئيسي بين ساكني اسرائيل وبقية يهود العالم.فالآخرون يغلبون مصلحة اليهودي وهو تغليب يزيد احتمالات ذوبانهم فيالمجتمعات التي يعيشون فيها عبر الزيجات المختلطة وعبرلعبةالمصالحالشخصية. واللعبة الاخيرة هي التي تجعل من الحضارة البراغماتية(النفعية) حضارة مذوبة.

    ب ـ بين الاشكيناز والسفارديم

    تبلغ نسبة الاشكيناز بين يهود العالم حدود الـ 90% وهم يمارسون الشريعةويعتمدون فقهاً مخالفا لفهم السفارديم للدين اليهودي. من هنا التشكيك فييهوديتهم. خصوصاً وأن المعلومات تتراكم حول تحدر الاشكيناز من قبائل الخزرالمتهودة وهذا يعني ان هناك شكوكاً بيهودية 90% من يهود العالم بالرغم مناصرار الصهيونية على اعتبار الخزر واحدة من القبائل العشر التائهة.


    انحاجة اسرائيل الى مهاجرين جدد جعلتها تقبل تدريجياً هجرة جماعات مشكوكبيهوديتها أو حتى تواجه رفضاً قاطعاً ليهوديتها من قبل بعض الحاخامات. الاأن اصرار اسرائيل على المحافظة على اسطورة يهودي واحد مقابل 40 عربياًجعلها تتساهل في استيراد يهود الفالاشا (الذين لا يزالون بعيدين عن اعترافبعض الجماعات اليهودية المتشددة) ومن ثم فهي استقدمت مليون مهاجر روسيتحوم الشكوك في يهودية 65% منهم. حتى تحول هؤلاء الى عنصر ضغط لتغييرتعريف اليهودي المعتمد حالياً في اسرائيل.

    د ـ المتدينون في مواجهة العلمانيين

    كان من الطبيعي ان تكون الغلبة والسيطرة في اسرائيل من نصيب العلمانيين.فالحركة الصهيونية المؤسسة للدولة هي حركة علمانية. الا ان هذه السيطرة لمتنجح في الحؤول دون صعود الاصوليات الدينية اليهودية. وهذا الصعود يهددكيان الدولة لانه كيان علماني. ويمكن التأكيد على استحالة استمرارالعلمانيين بالعيش في اسرائيل في ما لو تصاعدت قوة الاصوليين اكثر مما هيعليه الآن. حيث لا تزال الصهيونية قادرة على استيعاب حزب متطرف مثل حزبشاس.

    هـ ـ تناقضات بلدان المنشأ

    فيالمألوف التاريخي نجد ان الديانات تتعرض للاضافات والتعديلات عند دخولهاالى بلدان او حضارات مخالفة للحضارة التي ظهرت فيها. لكننا نجد اقلاباًلهذه القاعدة في حالة اسرائيل. حيث نلاحظ ان يهودها يحملون معهم الاضافاتوالتعديلات من البلدان التي اتوا منها. وهذا يتضمن نقلهم لادق تفاصيلالحياة اليومية والتصرفات الإجتماعية في تلك البلدان. بما في ذلك النظمالرمزية(مثل اللغة) لتلك البلدان.

    ]وهذا ما يجعل من المجتمع الاسرائيلي مجتمع جزر ثقافية وحضارية متنافرة.ومن هنا اطلاقنا على اسرائيل تسمية “اتحاد الحارات اليهودية” .

    ومجموعة هذه التناقضات التفككية (Dissocative)تحتم السؤال عن المادة اللاصقة لهذا الموزاييك البشري المتناقض؟. فهذهالتناقضات كافية لاندلاع حرب أهلية بين سكان الحارات اليهودية في اسرائيل!

    لكن الواقع يشير الى لحمة متينة للموزاييك الاسرائيلي. ولعل أبرز ملامحهذه القوة تتمثل في المرونة التي تتعاطى فيها اسرائيل مع المتغيراتالاقليمية والدولية. بحيث نلاحظ ان طروحات الهوية (الانتماء) تختلفوتتنافس لتعود فتعترف بصدارة الطرح الأكثر انسجاماً ونفعية المصلحةاليهودية(اي لاسرائيل).

    فأصحاب الطرح الكنعاني والعبري يتراجعون عندما يجدون ان اسرائيل بحاجة الىيهود الشتات ودعمهم. ويتقدمون عندما يقصر هؤلاء تجاه اسرائيل فيغلبونمصالحهم على المصلحة اليهودية. وهذه المرونة تشير الى نجاح اسرائيل في نسخقدرة الولايات المتحدة على صهر تناقضات سكانها. اعتماداً على مبدأ الرفاهالاميركي. وعليه تصبح امكانية اندلاع حرب اهلية في اسرائيل موازيةلامكانية اندلاعها في الولايات المتحدة. وبذلك تحول الرفاه الاسرائيلي الىعنصر جذب لمهاجرين يدعون اليهودية (الروس خصوصاً). بل ان هذا الرفاه جذباعداداً كبيرة من الشبان العرب للعمل في اسرائيل بالرغم من خلفيات العداءالمتبادل.
    ميـــرون
    ميـــرون
    المدير العام
    المدير العام


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    انثى

    الذات اليهودية وتناقضاتها بين معاداة السامية ولا سامية الأنا Empty رد: الذات اليهودية وتناقضاتها بين معاداة السامية ولا سامية الأنا

    مُساهمة من طرف ميـــرون الإثنين أكتوبر 25, 2010 4:49 pm

    وتصلهذه المرونة الاسرائيلية الى قمتها مع قدرة المجتمع الاسرائيلي على قبولطرح رابين للشرق اوسطية وهو طرح سابق للصهيونية وليس تابعاً لها. فهذاالطرح هو قناع جديد للطرح العبري الذي بتناه يهود السابرا (الصبار) باقامةدولة بدون عداء مع جيرانها. وبمعنى آخر فان طروحات رابين شكلت تراجعاً عنالصهيونية وهذا ما أدى الى اغتياله(11). لكن استراتيجية رابين تواصلت بعدانقطاع (فترة حكم نتنياهو) وجاء باراك بيوسي ساريد وزيراً للتعليم ليقركتابات المؤرخون الجدد في التعليم الاسرائيلي وهي كتابات كان رابين قداوحى بتأليفها قبل خمس سنوات من تولي باراك للسلطة. وعبر هذه الكتاباتتتجلى لنا خطوات التراجع عن الصهيونية عبر ضحد اساطيرها. وبذلك تكون حركةالمؤرخين الجدد حركة سياسية مدعومة من حزب العمل وليست حركة مثقفينمتفرقين ومنعزلين ومتجزئين. كما ان هذه الحركة تسجل عودة الى ما قبلالصهيونية وليست حركة ما بعد الصهيونية(12)...الخ من الملاحظات التي يجبتدوينها قبل تحديد مواقفنا من هذه الحركة.

    ومهمايكن فان الصهيونية نجحت في ادخال مصطلح معاداة السامية أو “اللاسامية”واحسنت استغلاله وتوظيفه لخدمة مشروعها ، كما نجحت الصهيونية في اقامةحائط مبكى جديد ومعاصر ومساير للعصر مجسداً بمصطلح “اللاسامية”. وحائطالمبكى الجديد هو “الهولوكوست” الذي احسنت الصهيونية صناعته والاتجار به.

    الاان المبالغات الصهيونية والتوحد الكلي بالولايات المتحدة استجلبت انتقاداتومعارضات متفاوتة الدرجات من قبل بعض القطاعات والشخصيات اليهودية. فماكان من الصهيونية الا ان اشتقت من مصطلح “اللاسامية” مصطلحاً فرعياًتوليدياً هو مصطلح “لا سامية الأنا” بمعنى “اليهودي الذي يكره نفسه”. وهومصطلح راحت الصهيونية تطلقه في وجه اي يهودي يجرؤ على معارضتها او حتىانتقادها. مع توظيف قدرتها على التحكم في الاوساط اليهودية ـ الشتاتيةلمحاربة معارضيها الذين يكرهون انفسهم. وبهذا يمكننا اعتبار تهمة “لاساميةالأنا” نوعاً من التكفير على الطريقة العلمانية.

    ولقدانشأت الصهيونية رابطة خاصة لاصدار تهم اللاسامية والصاقها بكل من يتجرأعلى الصهيونية. وهذه الرابطة تسمى بـ: “رابطة مكافحة التشهير اليهودية”.وهي شأنها شأن كل المنظمات اليهودية لا تقف عند حدود هدفها المعلن أواختصاصها بل تتعداهما الى كافة الميادين (نظراً لكون الديانة اليهوديةشاملة لكافة مناحي الحياة اليومية لليهودي). وغني عن القول بأن هذهالرابطة تتمتع بنفوذ مخيف في الولايات المتحدة خصوصاً.

    ولكن هل يمكننا اعتبار “لا سامية الانا” اختراعاً صهيونياً؟

    أو اعتبارها فعلاً انعكاسياً معارضاً للممارسات الصهيونية؟

    انالتعمق في التراث اليهودي المعروف يبين لنا ان كره اليهود لانفسهم كمالليهود الآخرين انما هو جزء من هذا التراث. فهذه الكراهية تتبدى في“النكتة اليهودية” وهي غالباً منتحلة ومنقولة. لكن انتقاءها يؤيد اتجاهكراهية الذات لدى اليهود. وهذه الكراهية شانها شأن كافة أنواع الكرهاليهودي للذات تبطن عدوانية نحو الأغيار ولذة الشعور اليهودي بالاضطهاد.ومن المفارقات الظريفة في تعريف “لا سامية الأنا” ان الالحاد لا يعتبردليلاً على كراهية الذات اليهودية لأن الدليل عليها هو الخروج على المصالحاليهودية وليس على الديانة اليهودية وهنا قمة التفكك”!



      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 12:16 pm