مجزرة "الحرية" أعادت حصار غزة للواجهة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اسرائيل وضعت نفسها في ازمة كبيرة لن تخرج منها
ما أحدثه الهجوم الإسرائيلي الدامي على "أسطول الحرية", فجر الإثنين الماضي, سلّط الضوء بشكل مكثف على قضية حصار قطاع غزة المغيبة عالمياً منذ نحو أربع سنوات, وأحرج الدول الكبرى ودفع بها للضغط على (إسرائيل) للتخفيف من وطأة حصارها, بحسب ما يؤكد محللان.
ويشدد المحللان على ضرورة أن تقوم الحكومات العربية باستثمار الأزمة الدبلوماسية التي تمر بها (إسرائيل), خاصة في ظل الموقف التركي, للقيام بحملات ضغط قوية بشتى الوسائل تُجبر الدولة العبرية في نهاية المطاف على الإذعان للمطالب الشعبية والدولية لإنهاء الحصار على غزة ودون رجعة.
أزمة دبلوماسية
ويرى المحلل السياسي حسام الدجني أن (إسرائيل) اليوم في حالةٍ لا تحسد عليها، وهي تبحث عن وسائل لتخرج من تلك الأزمة التي وضعت نفسها بداخلها، كي تستمر في حصار قطاع غزة في الفترة الحالية.
ومحاولةً منها للخروج من أزمتها الغارقة فيها, قالت مصادر إعلامية عبرية:" إن (إسرائيل) وعبر وزارة الخارجية طرحت فكرة إعادة فتح معابر غزة مقابل تعهد حركة "حماس" السماح للصليب الأحمر بزيارة الجندي الأسير في غزة جلعاد شاليط.
ويعقب الدجني على هذه الطروحات بالقول: "أعتقد أن (إسرائيل) مأزومة من خلال القرصنة التي مارستها على "أسطول الحرية"، وتريد أن تخرج علينا بروايات إنسانية، تقابل ما جاءت على أساسه تلك السفن لتقديم مساعدات إنسانية لشعب يعاني الحصار".
ويؤكد أن هذه المواقف من جانب (إسرائيل) لا تنطلي على أحد, معتبراً إياها فرقعات إعلامية لذر الرماد في العيون وحرف أنظار العالم عن قضية الحصار من خلال اشتراط فكه بالسماح بزيارة الجندي شاليط.
لكنه يقول إن ذلك "يحتاج منا كفلسطينيين وأحرار عالم تكثيف تسيير أساطيل أخرى أسوة بـ"أسطول الحرية" الذي طرح قضية حصار غزة الغائبة من جديد، وذلك لإحراج الأنظمة العربية والمجتمع الدولي، لزيادة الضغط على (إسرائيل)".
ويشدد الدجني على ضرورة أن تقوم الفصائل الفلسطينية والحكومات العربية باستثمار الموقف التركي والذي وضع الدولة العبرية في "خانة اليك", وذلك باشتراط عودة علاقاتها مع (إسرائيل) إلى طبيعتها الأولى برفع الحصار عن قطاع غزة أولاً.
نقطة فارقة
بدوره, يقول المحلل الاقتصادي الدكتور سالم حلس: "إن الهجمة الشرسة التي نفذتها (إسرائيل) بحق "أسطول الحرية"، هي نقطة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية، لما أحدثته من حراك دولي للمطالبة بإنهاء الحصار.
ويضيف: "ما حدث سينعكس على القطاع إيجاباً، وستصبح هناك "حلحلة" تجاه قضية حصار غزة ليبدأ بالانحسار ومن ثم الانهيار، موضحاً أن تجلياته بدأت عندما قررت مصر فتح معبر رفح بعد الهجوم الإسرائيلي في البحر المتوسط، إضافة إلى المطالبات التي قادتها واشنطن بتسهيل دخول المساعدات الإغاثية إلى القطاع مع عدم المساس بأمن (إسرائيل).
لكن حلس يرى أنه على الرغم مما حدث من تزايد الضغوط الدولية, فإن (إسرائيل) ستحاول أن تماطل وتتهرب لكسب الوقت لتهدئة الرأي العالمي تجاهها.
ويعتقد أن أسطول الحرية حقق أهدافه بكسر الحصار عن غزة, مشيراً إلى أنه سيكون فاتحة لأساطيل أخرى ستسير إلى القطاع وستدفع في نهاية الأمر بفعل الضغوط الدولية على (إسرائيل) إلى فك الحصار.