تمكين السلطة الإسرائيلية لعصابات المتطرفين من تدنيس الحرم القدسي واحتلاله يشكل مرحلة جديدة في تاريخ الأمة وفي تطور الصراع مع "إسرائيل".
ما حدث في الأقصى اختبار لردود أفعال الأمة الإسلامية واختبار لقدرتها على الدفاع عن مقدساتها و"إسرائيل" ارتكبت جريمتها كمقدمة لتهويد القدس وتدميرالاقصي لإقامة الهيكل على أنقاضه.
ذلك المخطط يعود إلى هرتزل الذي أكد منذ عام 1897 أنه عندما يستولي اليهود على القدس سوف يزيل الآثار الإسلامية... وهو يقصد بذلك الحرم القدسي بكل ما عليه من منشآت.
و"إسرائيل" تنفذ المخطط بشكل تدريجي وعلى مدى زمني طويل لأنها تعرف أن تدمير الأقصى سيفجر الصراع بشكل لم يشهده العالم من قبل.
إننا لم نصل إلى درجة السذاجة التي تجعلنا نصدق أن كل المحاولات التي تمت منذ عام 1968 للاعتداء على المسجد الأقصى وتدميره قد تمت نتيجة أعمال فردية لم تخطط لها "إسرائيل" بسلطتها وحاخاماتها.
إبعاد المسلمين عن الحرم
من أهم الأدلة على أن المخطط الإسرائيلي قد وصل إلى مرحلة خطيرة أن السلطة الإسرائيلية قد عملت منذ فترة على تفريغ القدس من سكانها المسلمين باتباع إجراءات ظالمة يتم تصويرها بأنها قانونية، مثل تدمير منازل الفلسطينيين بدعوى عدم الحصول على ترخيص.
تحويل حياة الفلسطينيين إلى جحيم لإرغامهم على ترك منازلهم وممتلكاتهم استراتيجية إسرائيلية عامة، لكن بالنسبة للمقدسيين تزداد قسوة السلطة الإسرائيلية في تطبيقها، ذلك أن طرد سكان القدس المسلمين يشكل خطوة مهمة نحو هدف تدمير القدس وإقامة الهيكل مكانه.
مع ذلك أصر المقدسيون على الثبات والصمود والرباط داخل المسجد الأقصى وحوله، واحتمال كل أشكال الظلم من أجل الدفاع عن القدس.
إننا نستطيع أن نؤكد من خلال دراستنا لتاريخ الصراع أن المقدسيين استطاعوا حتى الآن أن يعرقلوا تنفيذ المخطط الإسرائيلي نتيجة التواجد المكثف وبشكل دائم داخل الحرم القدسي بأعداد كبيرة. ولذلك كانت "إسرائيل" تدرك أن الاعتداء على المسجد ومحاولة احتلاله بالقوة سيؤدي إلى مذبحة تغرق المسجد في الدم كما حدث في بداية الحروب الصليبية.
لذلك فإن المرابطين استطاعوا أن يحموا القدس حتى الآن، لكن يبدو من تحليل الأحداث الأخيرة أن "إسرائيل" قد تجرأت بشكل أكبر، وأرادت أن تكرر تجربة الحرم الإبراهيمي عن طريق الدفع بمجموعات من اليهود بادعاء الصلاة داخل الحرم، ثم فرض أمر واقع بتقسيمه.
هذا التقسيم يشكل خطوة نحو الاستيلاء بشكل كامل على القدس، وتدمير المسجد الأقصى وإقامة الهيكل.
يتزامن ذلك مع تطور مخطط الحفريات أسفل الحرم القدسي، الذي بدأ عقب الاستيلاء على القدس مباشرة عام 1967.
ضعف النظم العربية
ولكن ما الذي شجع "إسرائيل" في هذه الفترة على تطوير مخططها والانتقال إلى مرحلة متقدمة يتم فيها فرض الوجود اليهودي بالقوة في داخل الحرم، وضرب المصلين بالقنابل المسيلة للدموع لإبعادهم بالقوة عن الحرم؟!.
"إسرائيل" تعرف جيداً أن سكان القدس سوف يقاومون ويتحصنون داخل المسجد، وأنه بالضرورة لابد أن تحدث مذبحة!.
لكن رغم ذلك دفعت السلطات الإسرائيلية اليهود لاقتحام المسجد، وتقدم الجيش لحمايتهم، وضرب المصلين المسلمين واعتقالهم.
هذا يعني أن "إسرائيل" لم تعد تخشى نتائج هذه الجريمة، والمذبحة التي سوف تحدث... لماذا؟!.
إننا لابد أن نبحث عن تفسير للأحداث.. لأن هذا التفسير يساهم في زيادة الوعي، والتعرف على الأهداف الحقيقية، ومواجهة المستقبل.
لقد قامت "إسرائيل" بتحليل الواقع بشكل جيد، وكان من أهم نتائج هذا التحليل أن النظم العربية قد بلغت درجة من الضعف أسوأ من تلك التي عرفتها الأندلس في عهد ملوك الطوائف قبل أن يستولي عليها الإفرنج.
النظم العربية الآن أصابها العجز، وأصبح كل ما يهمها هو إرضاء "إسرائيل" باعتباره الطريق إلى قلب أمريكا، وأصبحت هذه النظم هدفها الوحيد هو ضمان أمن "إسرائيل" وقهر شعوبها، لمنع المظاهرات والفعاليات التي تستهدف نصرة الأقصى.
وهذه النظم أصبحت أشد على الفلسطينيين من "إسرائيل"، فهي تحافظ بقوة على حصار غزة وتجويع شعبها.
النظم العربية نجحت في الاختبار الإسرائيلي بامتياز فأصبحت حليفاً ونصيراً وموالياً لـ "إسرائيل"، ويمكن أن تقوم بأهم ضمانات نجاح المخطط الإسرائيلي في فرض الأمر الواقع على القدس وتهويده وتقسيمه تمهيداً لتدميره.
هذا الدور الذي يمكن أن تقوم به النظم العربية هو استخدام الأجهزة الأمنية القوية لقهر الشعوب، ومنعها من التعبير عن غضبها... وهذه الأجهزة تمتلك من القوة والقدرات ما يفوق قوة الجيوش.
الأوضاع تعتبر الآن مهيأة لتنفيذ المخطط الإسرائيلي، حيث إن "إسرائيل" تدرس التاريخ جيداً وتعرف تجربة ملوك الطوائف بالأندلس، وكيف أنهم ساعدوا الإفرنج على إبادة المسلمين، وسهلوا لهم الاستيلاء على مدن الأندلس الجميلة.
يضاف إلى ذلك أن النظم العربية أصبحت بالفعل في حالة خصومة تاريخية مع شعوبها، وأن الفساد في هذه النظم كالسيل قد بلغ الزبى، وأغرق الشعوب في آلامها ومصائبها وأحزانها.
وفي ضوء ذلك فقد أصبحت النظم العربية أكثر حاجة للدعم الأمريكي وأكثر خوفاً ورعباً من أمريكا ومن الشعوب العربية، لذلك فإن هذه النظم سوف تفعل كل ما يمكن أن يرضي أمريكا.
الأمل الوحيد للسلطة
أما السلطة الفلسطينية فكل أملها في الحياة أن تتفاوض مع "إسرائيل"... لماذا؟!!.
فقدوا كل قدرة على النضال وعدم ثقتهم بوجود سند عربي اسلامي او حتي اوروبي دولي وعدم مبالاة من جامعة الدول المتحايلة علي امريكا، ومنهم من فكر بشكل شخصي وأصبحوا رجال أعمال هدفهم قضاء مصالحهم والحصول على أكبر قدر من الأموال لامتلاك ناطحات السحاب في دول أخرى ومن يدفع الثمن المواطن العادي والطفل الرضيع.
ولذلك فإن استمرار المفاوضات العبثية هو المظهر الوحيد لوجودهم، والظهور على شاشات التلفزيون
السلطة الفلسطينية فقدت شرعيتها، وتخلت عن أهداف التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، ولم يعد لها هدف سوى قمع الشعب الفلسطيني والقضاء على مقاومته.
ولصمت العرب دور اكبر
فهل هناك أفضل لـ "إسرائيل" من تلك الأوضاع؟!
لقد أصبحت حماس هي العدو الرئيسي لـ "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية، ولذلك "إسرائيل"شن العدوان على غزة،
وإذا كانت الأمور على ذلك النحو فلماذا لا تتقدم "إسرائيل" لاحتلال الحرم القدسي وتقسيمه كما فعلت في الحرم الإبراهيمي... ثم تقوم بتدميره وتحقيق أمل اليهود والمسيحية الصهيونية في إقامة الهيكل.
الانفجار قادم
الأوضاع بالفعل تشجع "إسرائيل" على التقدم وفرض الأمر الواقع... لكن العقل الذي يقتصر على دراسة الواقع دون خيال هو عقل عقيم.
الحقيقة التي لم تدركها "إسرائيل" وأمريكا والنظم العربية أن هناك درجة من السخط والغضب لدى المسلمين لم يعرفها التاريخ.
أنا أعرف أن النخبة المثقفة في العالم العربي قد أصبحت تشكك في قدرة الجماهير العربية على الفعل، وأنها عاجزة عن التغيير، وأن الاستبداد قد قتل الخلايا الحية في الأمة.
قد يكون هناك بعض الصحة في حوادث أخرى، فالشعوب يمكن أن تتحمل ظلم الحكام وقسوتهم ويمكن أن تتحمل الفقر والجوع... لكن الاعتداء على المسجد الأقصى لا يمكن أن يحتمل، ومن المؤكد أنه سيؤدي إلى انفجار شامل، وانتفاضة عامة على مستوى الأمة كلها.
"إسرائيل" والنظم العربية لا تدركان أهمية المسجد الأقصى، وأنه أساس المعركة وجوهر الصراع.
والأمة يمكن أن تتحمل استبداد حكامها، وتصبر على ظلمهم وقسوتهم، وترضخ لهم رغم أنهم بلا شرعية، وتعاني مرارة الحرمان والجوع، لكنها أبداً لن تصبر عندما تهان مشاعرها الدينية، ويتم تدنيس مقدساتها.
هناك درجة لا يمكن بعدها الاحتمال، وأعتقد انطلاقاً من تحليل علمي، وقراءة للواقع أن الأمة قد وصلت إلى تلك الدرجة، وأن مرحلة جديدة في تاريخ الأمة قد بدأت، وأن الاعتداء على المسجد الأقصى سوف يفجر الوضع الراهن كله وعلى المستوى العالمي. ولا يمكن أبداً عندئذ تسويق مفاهيم الاعتدال أو الدعوة لسلام أو صبر.
صدقوني إن الانفجار قادم، وإن الأمة الإسلامية سوف تنتفض، وإن المستقبل سوف يحمل الكثير من الأحداث الخطيرة التي سينتج عنها تغييرات راديكالية على المستوى العالمي.
"إسرائيل" تتقدم بالتدريج نحو هدفها وهو الاستيلاء على القدس، وتدمير الحرم القدسي لإقامة الهيكل، وهذا سيفجر أكبر معركة تاريخية وعلى المستوى العالمي، وسيؤدي إلى سقوط النظم العربية كلها، فأجهزة الأمن لن تتمكن يومئذ من السيطرة على الأوضاع، وإذا وقفت تلك الأجهزة في وجه الجماهير الغاضبة فإن الشوارع العربية سوف تغرق في الدم.
الجماهير العربية صبرت على الجوع والقهر والاستبداد لكنها لن تصبر على الاعتداء على المسجد الأقصى، والحياة غالية لكنها ليست أغلى من الدين.
ما حدث في الأقصى اختبار لردود أفعال الأمة الإسلامية واختبار لقدرتها على الدفاع عن مقدساتها و"إسرائيل" ارتكبت جريمتها كمقدمة لتهويد القدس وتدميرالاقصي لإقامة الهيكل على أنقاضه.
ذلك المخطط يعود إلى هرتزل الذي أكد منذ عام 1897 أنه عندما يستولي اليهود على القدس سوف يزيل الآثار الإسلامية... وهو يقصد بذلك الحرم القدسي بكل ما عليه من منشآت.
و"إسرائيل" تنفذ المخطط بشكل تدريجي وعلى مدى زمني طويل لأنها تعرف أن تدمير الأقصى سيفجر الصراع بشكل لم يشهده العالم من قبل.
إننا لم نصل إلى درجة السذاجة التي تجعلنا نصدق أن كل المحاولات التي تمت منذ عام 1968 للاعتداء على المسجد الأقصى وتدميره قد تمت نتيجة أعمال فردية لم تخطط لها "إسرائيل" بسلطتها وحاخاماتها.
إبعاد المسلمين عن الحرم
من أهم الأدلة على أن المخطط الإسرائيلي قد وصل إلى مرحلة خطيرة أن السلطة الإسرائيلية قد عملت منذ فترة على تفريغ القدس من سكانها المسلمين باتباع إجراءات ظالمة يتم تصويرها بأنها قانونية، مثل تدمير منازل الفلسطينيين بدعوى عدم الحصول على ترخيص.
تحويل حياة الفلسطينيين إلى جحيم لإرغامهم على ترك منازلهم وممتلكاتهم استراتيجية إسرائيلية عامة، لكن بالنسبة للمقدسيين تزداد قسوة السلطة الإسرائيلية في تطبيقها، ذلك أن طرد سكان القدس المسلمين يشكل خطوة مهمة نحو هدف تدمير القدس وإقامة الهيكل مكانه.
مع ذلك أصر المقدسيون على الثبات والصمود والرباط داخل المسجد الأقصى وحوله، واحتمال كل أشكال الظلم من أجل الدفاع عن القدس.
إننا نستطيع أن نؤكد من خلال دراستنا لتاريخ الصراع أن المقدسيين استطاعوا حتى الآن أن يعرقلوا تنفيذ المخطط الإسرائيلي نتيجة التواجد المكثف وبشكل دائم داخل الحرم القدسي بأعداد كبيرة. ولذلك كانت "إسرائيل" تدرك أن الاعتداء على المسجد ومحاولة احتلاله بالقوة سيؤدي إلى مذبحة تغرق المسجد في الدم كما حدث في بداية الحروب الصليبية.
لذلك فإن المرابطين استطاعوا أن يحموا القدس حتى الآن، لكن يبدو من تحليل الأحداث الأخيرة أن "إسرائيل" قد تجرأت بشكل أكبر، وأرادت أن تكرر تجربة الحرم الإبراهيمي عن طريق الدفع بمجموعات من اليهود بادعاء الصلاة داخل الحرم، ثم فرض أمر واقع بتقسيمه.
هذا التقسيم يشكل خطوة نحو الاستيلاء بشكل كامل على القدس، وتدمير المسجد الأقصى وإقامة الهيكل.
يتزامن ذلك مع تطور مخطط الحفريات أسفل الحرم القدسي، الذي بدأ عقب الاستيلاء على القدس مباشرة عام 1967.
ضعف النظم العربية
ولكن ما الذي شجع "إسرائيل" في هذه الفترة على تطوير مخططها والانتقال إلى مرحلة متقدمة يتم فيها فرض الوجود اليهودي بالقوة في داخل الحرم، وضرب المصلين بالقنابل المسيلة للدموع لإبعادهم بالقوة عن الحرم؟!.
"إسرائيل" تعرف جيداً أن سكان القدس سوف يقاومون ويتحصنون داخل المسجد، وأنه بالضرورة لابد أن تحدث مذبحة!.
لكن رغم ذلك دفعت السلطات الإسرائيلية اليهود لاقتحام المسجد، وتقدم الجيش لحمايتهم، وضرب المصلين المسلمين واعتقالهم.
هذا يعني أن "إسرائيل" لم تعد تخشى نتائج هذه الجريمة، والمذبحة التي سوف تحدث... لماذا؟!.
إننا لابد أن نبحث عن تفسير للأحداث.. لأن هذا التفسير يساهم في زيادة الوعي، والتعرف على الأهداف الحقيقية، ومواجهة المستقبل.
لقد قامت "إسرائيل" بتحليل الواقع بشكل جيد، وكان من أهم نتائج هذا التحليل أن النظم العربية قد بلغت درجة من الضعف أسوأ من تلك التي عرفتها الأندلس في عهد ملوك الطوائف قبل أن يستولي عليها الإفرنج.
النظم العربية الآن أصابها العجز، وأصبح كل ما يهمها هو إرضاء "إسرائيل" باعتباره الطريق إلى قلب أمريكا، وأصبحت هذه النظم هدفها الوحيد هو ضمان أمن "إسرائيل" وقهر شعوبها، لمنع المظاهرات والفعاليات التي تستهدف نصرة الأقصى.
وهذه النظم أصبحت أشد على الفلسطينيين من "إسرائيل"، فهي تحافظ بقوة على حصار غزة وتجويع شعبها.
النظم العربية نجحت في الاختبار الإسرائيلي بامتياز فأصبحت حليفاً ونصيراً وموالياً لـ "إسرائيل"، ويمكن أن تقوم بأهم ضمانات نجاح المخطط الإسرائيلي في فرض الأمر الواقع على القدس وتهويده وتقسيمه تمهيداً لتدميره.
هذا الدور الذي يمكن أن تقوم به النظم العربية هو استخدام الأجهزة الأمنية القوية لقهر الشعوب، ومنعها من التعبير عن غضبها... وهذه الأجهزة تمتلك من القوة والقدرات ما يفوق قوة الجيوش.
الأوضاع تعتبر الآن مهيأة لتنفيذ المخطط الإسرائيلي، حيث إن "إسرائيل" تدرس التاريخ جيداً وتعرف تجربة ملوك الطوائف بالأندلس، وكيف أنهم ساعدوا الإفرنج على إبادة المسلمين، وسهلوا لهم الاستيلاء على مدن الأندلس الجميلة.
يضاف إلى ذلك أن النظم العربية أصبحت بالفعل في حالة خصومة تاريخية مع شعوبها، وأن الفساد في هذه النظم كالسيل قد بلغ الزبى، وأغرق الشعوب في آلامها ومصائبها وأحزانها.
وفي ضوء ذلك فقد أصبحت النظم العربية أكثر حاجة للدعم الأمريكي وأكثر خوفاً ورعباً من أمريكا ومن الشعوب العربية، لذلك فإن هذه النظم سوف تفعل كل ما يمكن أن يرضي أمريكا.
الأمل الوحيد للسلطة
أما السلطة الفلسطينية فكل أملها في الحياة أن تتفاوض مع "إسرائيل"... لماذا؟!!.
فقدوا كل قدرة على النضال وعدم ثقتهم بوجود سند عربي اسلامي او حتي اوروبي دولي وعدم مبالاة من جامعة الدول المتحايلة علي امريكا، ومنهم من فكر بشكل شخصي وأصبحوا رجال أعمال هدفهم قضاء مصالحهم والحصول على أكبر قدر من الأموال لامتلاك ناطحات السحاب في دول أخرى ومن يدفع الثمن المواطن العادي والطفل الرضيع.
ولذلك فإن استمرار المفاوضات العبثية هو المظهر الوحيد لوجودهم، والظهور على شاشات التلفزيون
السلطة الفلسطينية فقدت شرعيتها، وتخلت عن أهداف التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، ولم يعد لها هدف سوى قمع الشعب الفلسطيني والقضاء على مقاومته.
ولصمت العرب دور اكبر
فهل هناك أفضل لـ "إسرائيل" من تلك الأوضاع؟!
لقد أصبحت حماس هي العدو الرئيسي لـ "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية، ولذلك "إسرائيل"شن العدوان على غزة،
وإذا كانت الأمور على ذلك النحو فلماذا لا تتقدم "إسرائيل" لاحتلال الحرم القدسي وتقسيمه كما فعلت في الحرم الإبراهيمي... ثم تقوم بتدميره وتحقيق أمل اليهود والمسيحية الصهيونية في إقامة الهيكل.
الانفجار قادم
الأوضاع بالفعل تشجع "إسرائيل" على التقدم وفرض الأمر الواقع... لكن العقل الذي يقتصر على دراسة الواقع دون خيال هو عقل عقيم.
الحقيقة التي لم تدركها "إسرائيل" وأمريكا والنظم العربية أن هناك درجة من السخط والغضب لدى المسلمين لم يعرفها التاريخ.
أنا أعرف أن النخبة المثقفة في العالم العربي قد أصبحت تشكك في قدرة الجماهير العربية على الفعل، وأنها عاجزة عن التغيير، وأن الاستبداد قد قتل الخلايا الحية في الأمة.
قد يكون هناك بعض الصحة في حوادث أخرى، فالشعوب يمكن أن تتحمل ظلم الحكام وقسوتهم ويمكن أن تتحمل الفقر والجوع... لكن الاعتداء على المسجد الأقصى لا يمكن أن يحتمل، ومن المؤكد أنه سيؤدي إلى انفجار شامل، وانتفاضة عامة على مستوى الأمة كلها.
"إسرائيل" والنظم العربية لا تدركان أهمية المسجد الأقصى، وأنه أساس المعركة وجوهر الصراع.
والأمة يمكن أن تتحمل استبداد حكامها، وتصبر على ظلمهم وقسوتهم، وترضخ لهم رغم أنهم بلا شرعية، وتعاني مرارة الحرمان والجوع، لكنها أبداً لن تصبر عندما تهان مشاعرها الدينية، ويتم تدنيس مقدساتها.
هناك درجة لا يمكن بعدها الاحتمال، وأعتقد انطلاقاً من تحليل علمي، وقراءة للواقع أن الأمة قد وصلت إلى تلك الدرجة، وأن مرحلة جديدة في تاريخ الأمة قد بدأت، وأن الاعتداء على المسجد الأقصى سوف يفجر الوضع الراهن كله وعلى المستوى العالمي. ولا يمكن أبداً عندئذ تسويق مفاهيم الاعتدال أو الدعوة لسلام أو صبر.
صدقوني إن الانفجار قادم، وإن الأمة الإسلامية سوف تنتفض، وإن المستقبل سوف يحمل الكثير من الأحداث الخطيرة التي سينتج عنها تغييرات راديكالية على المستوى العالمي.
"إسرائيل" تتقدم بالتدريج نحو هدفها وهو الاستيلاء على القدس، وتدمير الحرم القدسي لإقامة الهيكل، وهذا سيفجر أكبر معركة تاريخية وعلى المستوى العالمي، وسيؤدي إلى سقوط النظم العربية كلها، فأجهزة الأمن لن تتمكن يومئذ من السيطرة على الأوضاع، وإذا وقفت تلك الأجهزة في وجه الجماهير الغاضبة فإن الشوارع العربية سوف تغرق في الدم.
الجماهير العربية صبرت على الجوع والقهر والاستبداد لكنها لن تصبر على الاعتداء على المسجد الأقصى، والحياة غالية لكنها ليست أغلى من الدين.