طلبة غزة.. فرحة منقوصة وأدها الحصار
أجهشت الطالبة مي في بكاء حار لا تقل حرارته عن شمس شهر آب الملتهب، لعدم قدرة والدها على شراء مستلزماتها المدرسية، و زيها المدرسي ل للعام الدراسي الجديد الذي طرق أبواب القطاع أمس.
وطفت على ملامحهما البريئة علامات الخجل بعد أن ارتدت زيها القديم، فوالدها وقف عاجزا عن شراء المستلزمات الدراسية لأبنائه الخمسة.
ومنذ انتفاضة الأقصى المباركة يقبع والد مي أسيرا لبطالة مزمنة، سلبت فرحة ما يزيد عن 70% من مواطني قطاع غزة، بحيث باتوا يعيشون في فقر مدقع.
وتوجه نحو 450 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة إلى مدارسهم، إضافة إلى 11 ألف معلم ومعلمة في أول يوم من العام الدراسي الجديد، والذي يوافق ثاني أيام شهر رمضان المبارك.
وللعام الثاني على التوالي تضطر مي لارتداء ملابسها القديمة، فوالدها بالكاد يستطيع شراء حقائب مدرسية ودفاتر لأبنائه طيلة العام.
وكانت الحكومة الفلسطينية بغزة قررت إعفاء الطلاب من ارتداء الزى المدرسي، فيما أكدت وزارة الاقتصاد أن كمية البضائع الخاصة بمستلزمات العام الدراسي في الأسواق ضئيلة جداً ولا تفي حاجة سكان القطاع، بسبب احتجاز الاحتلال لها على المعابر.
ويواجه أصحاب البيوت المدمرة أزمة شديدة تفوق الزي المدرسي، فالحرب الإسرائيلية دمرت منازلهم ومدارسهم، وزادت من أوضاعهم النفسية والإنسانية الكارثية التي يعيشونها منذ انتهاء الحرب.
الطالب محمد خضر في الصف السادس الابتدائي، استقبل عامه الدراسي بفرحة مكبوتة، فأمامه مسيرة 2 كيلومتر على الأقدام كي يصل لمدرسته البديلة.
يقول والده بلهفة : أبنائي سيقطعون مسافة طويلة جداً في هذا الجو الحار ليصلوا للمدرسة البديلة، وهذا اضطرني لأن أفطرهم في رمضان خوفاً على صحتهم، لأنهم لن يتحملوا".
ورغم توفير العديد من المؤسسات الخيرية الزي المدرسي لعدد من الطلبة المقيمين في مخيمات الإيواء، إلا أن جو الحرب والتشرد انعكس على هؤلاء الطلبة.
ويقول خضر الذي يقطن في كرفان مع أبناءه الثمانية بعد أن دمر منزله: يصاب أبنائي بتعب شديد، لأن المسافة بعيدة جداً ، فهم يضطرون للجلوس في الطريق كثيراً أثناء عودتنا للبيت".
وكانت وزارة التربية والتعليم أعلنت إنهاءها لكافة استعداداتها لبداية العام الدراسي الجديد، إلا أن معيقات الإغلاق والحصار حالت دون إيجاد الوزارة حلاً للعديد من الأزمات والإشكالات".
وعجزت الوزارة عن بناء أو ترميم عدد كبير من المدارس التي دمرها الاحتلال في حربه على غزة، ما تسبب بزيادة الكثافة العددية للطلبة في الصف الواحد ووجود أكثر من فترة دراسية في المدرسة الواحدة من تلك التي استعنا بها".
تزامن شهر رمضان المبارك مع بدء العام الدراسي أسدل حزنا عميقا على نفسية الطلاب، فرغم توفر الزي المدرسي في الأسواق ، إلا أن قدرة ذويهم المحدودة فشلت في رسم الابتسامة على شفاههم، فكيف سيكون حالهم بعد انتهاء رمضان وقدوم العيد بحلته الجديدة؟