تأثير الإحتلال على البيئة في فلسطين
تتشكـل الأرض الفلسطينية الآن من رقعتين جغرافيتين منفصلتين، الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث تبلغ مساحتها الكلية، بمافيها البحر الميت 6222 كم2‘ أي 23% فقط من مساحة فلسطين التاريخية ( تقدر مساحة فلسطين التاريخية بحوالي 27000كم2 ، مساحة الضفة 5856كم2، ومساحة القطاع 365كم2)، ويبلغ عدد سكاتها حوالي ثلاث مليون نسمة ( يبلغ عدد سكان اسرائيل حوالي 5 مليون نسمة، على مساحة 20856كم2).
رغم صغر مساحة فلسطين الجغرافية فإنها تتميز بمناخ معتدل وبتنوع حيوي كبير، يشمل أنواع متعددة من حيوانات ونباتات. ففلسطين ملتقى لقارات ثلاث، أوروبا وآسيا وأفريقيا، وفيها المناخ الجبلي، ومناخ الغور شبه الإستوائي، والمناخ الساحلي. هذا التنوع المناخي أوجد له تعبيرا جيدا في توفير البيئات الملائمة لتكاثر الكائنات الحية المختلفة من نبات وحيوان. فجبال فلسطين كانت تغطيها اشجار الزيتون والزعرور والبلوط، و سهولها مليئة بكروم العنب، والخوخ والرمان، وحقول القمح والشعير، وفي أوديتها كانت ينابيع المياه المتدفقة من سفوح الجبال تروي بيارات البرتقال وبساتين الخضروات، ومن حولها تفوح رائحة النعناع والمريمية، وغيرها من نباتات برية نادرة، التي كانت تملؤ المكان، ومع هذا التنوع النباتي، وجد أيضا تنوع كبير في أعداد الطيور والزواحف والثدييات، غير أن الإحتلال عرض البيئة في هذا البلد إلى إنتهاكات صارخة، أصابت كافة جوانب الحياة، بمافيها الإنسان والحيوان والنبات.
فمنذ عام 1967 إستـهد ف المحتل السيطرة على كل الموارد الطبيعية للأرض، وخاصة المياه، فأخضع السكان والأرض الفلسطينية إلى كثير من القوانين الجائرة، دون أي مراعاة للبيـئة وسلامتها، حيث صادر الأراضي، وجرف التربة والأحراش من أجل بناء المستعمرات، والطرق الإلتفـافية عليها، ودمـَر الـزرع والحقل من أجل بناء الجدار الجائر الذي عزل المزارع عن حقله والرجل عن عمله. ومما زاد الطين بلة هو السيطرة الكاملة على الموارد المائية، حتى أصبح الإنسان الفلسطيني يعاني من شح المياه، للشرب ولري مزروعاته، بينما يتمتع الفرد اليهودي في المسابح، ويروي العشب الأخضر أمام منازل مستعمراته. وقد ظهرت هذه الإنتهاكات جلية، ليس في الإستيلاء على الماء والأرض فحسب، بل أيضا في دفن المواد السامة والخطرة في الأرض الفلسطينية المحتلة، كما قام
في كب نفايات ومجاري المستعمرات على أراضي الفلسطينيين الزراعية، أو في أوديتها، فتلوث الماء والهواء والإنسان.
لقد نقل الإحتلال كثير من مصانعه الخطيرة على البيئة من داخل الخط الأخضر إلى مستعمراته غير الشرعية فوق الأرض الفلسطينية، وقام بكب أو دفن نفايات هذه المصانع في الأراضي الفلسطينية، القريبة من المجمعات السكنية، حيث تسبب نفايات هذه المصانع، ومياهها العادمة مشاكل بيئية وصحية كثيرة على المجمعات السكنية الفلسطينية، كما حول المحتل نهر الأردن إلى مجرى للنفايات والمياه العادمة، بعد أن كان نهرا إقليميا، وتقلص حجم البحر الميت إلى برك وبحيرات صغيرة.
فالتغييرات التي أحدثها الإحتلال للبيئة الفلسطينية كبيرة جدا، حيث سببت خللا كبيرا في النظام البيئى الفلسطيني والتوازن الطبيعي، فهجر الطير الوادي والجبل، وأزيلت الأشجار والغابات، فغاب صوت العندليب، وصمت صرصار الليل.
فالبيئة في فلسطين تتعرض نتيجة الممارسات الإسرائلية اليومية من مصادرة أراضي، وجرف للتربة من أجل بناء المستعمرات والطرق الإلتفافية والجدار الجائر إلى أضرار كبيرة،أفقدتها القدرة على إعادة توازنها الطبيعي حتى لمئات من السنين القادمة.
إضافة إلى كل ذلك تواجه الضفة الغربية وقطاع غزة زيادة مضطردة في عدد السكان، حيث إزداد الطلب على الماء والغذاء، كما إزدادت مشاكل تلوث الماء والهواء والأرض، بالنفايات الصلبة، ومياه المجاري، وبالغازات السامة الناتجة من المنازل، والمصانع وماكنات حرق الوقود، وغيرها كثير، كما تلوثت المياه الجوفية، وزادت ملوحتها، وخاصة في قطاع غزة، وذلك نتيجة الإكتظاظ السكاني، واستنزاف حوض الماء الجوفي الوحيد هناك. ونتيجة زيادة الطلب على الغذاء زاد استعمال المبيدات والأسمدة الكيماوية التي بدورها لوثت المياه الجوفية والتربة الزراعية. ونتيجة مصادرة الأراضي من قبل المحتل، تناقصت الأراضي الزراعية والرعوية، وتعرض كثير منها لخطر التصحر.
إن التلوث الناتج من المجتمعات الفلسطينية أنفسهم هو بلا شك أمر لا يستهان به، ويجب أخذ كل الإحتياطات الآزمـة من أجل التخفيف من مسبباته، رغم فقدان السيادة على الأرض، غير أن التلوث الناتج عن الإحتلال، وممارسات الإحتلال، هو أفظع وأكبر من الحجم الذي يمكن لأحد أن يتصوره، فهذا التلوث لا يهدد بالفلسطيني وكيانه فحسب، بل يهدد بخطر قادم لا محالة، قد يتحول إلى كارثة على وجود الأرض والإنسان، إذا إستمر الوضع على ما هـو عليه .....
بناء المستعمرات الإسرائيلية
إن بناء المستعمرات في الضفة الغربية وقطاع غزة يعني الاستيلاء على الأرض، وتغيير معالمها الجغرافية والبيئية، فقد أدى بناء هذه المستعمرات وشق شوارع لها، إلى تغيير كامل للبيئة الفلسطينية، ومن أبرز مظاهر التشويه والتدمير لها. فالمستعمرات الإسرائيلية تنتشر على الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة من الشمال إلى الجنوب، وتقع فوق قمم الجبال، وعلى خيرة وأجود أنواع الأراضي الفلسطينية، حيث حلت محل الغابات وأشجار البلوط، والزعرور، وكروم العنب، وبساتين اللوزيات، وفي مواقع جغرافية بين الأحواض المائية، ومناطق تمنع التواصل الجغرافي بين المناطق السكنية الفلسطينية.
فقامت قوة الاحتلال بزرع العديد من هذه المستعمرات التي تجاوز عددها ألـ 200 مستعمرة (لقد بينت الأقمار الصناعية بوجود 282 منطقة عمرانية اسرائيلية بما فيها القدس الشرقية في الضفة الغربية، و27 منطقة عمرانية في قطاع غزة)،حيث تشغل هذه
مساحة الضفة الغربية البالغة 5661كم2، بينما لا تحتل القرى والمدن الفلسطينية أكثر من 6.3% من مساحة الضفة الغربية الكلية
ونتيجة بناء المستعمرات تضاءل عدد الحيوانات البرية التي كانت في يوم ما تملأ الجبال والوديان، وتناقصت الأراضي الزراعية، والرعوية، وبالتالي تراجع الإنتاج الزراعي، وتراجعت الثروة الحيوانية أيضا، كما أن وجود المناطق العسكرية يهدد الحياة البرية.
هذا وقد قامت جرافات الاحتلال وقبل وقف إطلاق النار في عام 1967 بتهجير سكان القرى يالو، وعمواس، وبيت نوبا، وتدميرها، بالإضافة إلى تدمير جزء من مدينة قلقيلية، وبيت عوا، من أجل إقامة مستعمرة جديدة على أراضيها، وفي نفس الوقت بدأت بهدم حي الشرقية في مدينة القدس لإقامة الحي اليهودي، ثم ضمت القدس، واللطرون ومنطقة عوش عتصيون، واعتبرت منطقة الغور منطقة عسكرية مغلقة. إضافة إلى فرض القيودا الصارمة على استخدام الأراضي الفلسطينية المحاذية للمستعمرات.
والواقع أن إسرائيل تسيطر على أكثر من 60% من أراضي الضفة الغربية سيطرة كاملة، ونتيجة ذلك أصبحت جبال فلسطين عارية، تغطيها المستعمرات، بعد أن كانت تكسوها أشجار الزيتون والبلوط والزعرور، وكروم العنب والتين. فتغيرت الملامح البيئية، واختل التوازن الإحيائي الطبيعي، وتحولت الغابات والهضاب والسهول الخضراء إلى أراضي جرداء، وتحول نهر الأردن من نهر إقليمي إلى مجرى للنفايات والمياه العادمة من المستعمرات المقيمة قربه. وقد زاد من حدة المشاكل البيئية هو غياب التكامل الجغرافي بين الضفة والقطاع، وتقسيم الضفة الغربية إلى 27 جزء، وقطاع غزة إلى ثلاثة أجزاء، بالإضافة إلى سياسة الإغلاق اليومية ومنع السكان الفلسطينيين من التواصل الجغرافي فيما بينهم، أو حتى التنقل بين مدنهم وقراهم.
يتبع...
تتشكـل الأرض الفلسطينية الآن من رقعتين جغرافيتين منفصلتين، الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث تبلغ مساحتها الكلية، بمافيها البحر الميت 6222 كم2‘ أي 23% فقط من مساحة فلسطين التاريخية ( تقدر مساحة فلسطين التاريخية بحوالي 27000كم2 ، مساحة الضفة 5856كم2، ومساحة القطاع 365كم2)، ويبلغ عدد سكاتها حوالي ثلاث مليون نسمة ( يبلغ عدد سكان اسرائيل حوالي 5 مليون نسمة، على مساحة 20856كم2).
رغم صغر مساحة فلسطين الجغرافية فإنها تتميز بمناخ معتدل وبتنوع حيوي كبير، يشمل أنواع متعددة من حيوانات ونباتات. ففلسطين ملتقى لقارات ثلاث، أوروبا وآسيا وأفريقيا، وفيها المناخ الجبلي، ومناخ الغور شبه الإستوائي، والمناخ الساحلي. هذا التنوع المناخي أوجد له تعبيرا جيدا في توفير البيئات الملائمة لتكاثر الكائنات الحية المختلفة من نبات وحيوان. فجبال فلسطين كانت تغطيها اشجار الزيتون والزعرور والبلوط، و سهولها مليئة بكروم العنب، والخوخ والرمان، وحقول القمح والشعير، وفي أوديتها كانت ينابيع المياه المتدفقة من سفوح الجبال تروي بيارات البرتقال وبساتين الخضروات، ومن حولها تفوح رائحة النعناع والمريمية، وغيرها من نباتات برية نادرة، التي كانت تملؤ المكان، ومع هذا التنوع النباتي، وجد أيضا تنوع كبير في أعداد الطيور والزواحف والثدييات، غير أن الإحتلال عرض البيئة في هذا البلد إلى إنتهاكات صارخة، أصابت كافة جوانب الحياة، بمافيها الإنسان والحيوان والنبات.
فمنذ عام 1967 إستـهد ف المحتل السيطرة على كل الموارد الطبيعية للأرض، وخاصة المياه، فأخضع السكان والأرض الفلسطينية إلى كثير من القوانين الجائرة، دون أي مراعاة للبيـئة وسلامتها، حيث صادر الأراضي، وجرف التربة والأحراش من أجل بناء المستعمرات، والطرق الإلتفـافية عليها، ودمـَر الـزرع والحقل من أجل بناء الجدار الجائر الذي عزل المزارع عن حقله والرجل عن عمله. ومما زاد الطين بلة هو السيطرة الكاملة على الموارد المائية، حتى أصبح الإنسان الفلسطيني يعاني من شح المياه، للشرب ولري مزروعاته، بينما يتمتع الفرد اليهودي في المسابح، ويروي العشب الأخضر أمام منازل مستعمراته. وقد ظهرت هذه الإنتهاكات جلية، ليس في الإستيلاء على الماء والأرض فحسب، بل أيضا في دفن المواد السامة والخطرة في الأرض الفلسطينية المحتلة، كما قام
في كب نفايات ومجاري المستعمرات على أراضي الفلسطينيين الزراعية، أو في أوديتها، فتلوث الماء والهواء والإنسان.
لقد نقل الإحتلال كثير من مصانعه الخطيرة على البيئة من داخل الخط الأخضر إلى مستعمراته غير الشرعية فوق الأرض الفلسطينية، وقام بكب أو دفن نفايات هذه المصانع في الأراضي الفلسطينية، القريبة من المجمعات السكنية، حيث تسبب نفايات هذه المصانع، ومياهها العادمة مشاكل بيئية وصحية كثيرة على المجمعات السكنية الفلسطينية، كما حول المحتل نهر الأردن إلى مجرى للنفايات والمياه العادمة، بعد أن كان نهرا إقليميا، وتقلص حجم البحر الميت إلى برك وبحيرات صغيرة.
فالتغييرات التي أحدثها الإحتلال للبيئة الفلسطينية كبيرة جدا، حيث سببت خللا كبيرا في النظام البيئى الفلسطيني والتوازن الطبيعي، فهجر الطير الوادي والجبل، وأزيلت الأشجار والغابات، فغاب صوت العندليب، وصمت صرصار الليل.
فالبيئة في فلسطين تتعرض نتيجة الممارسات الإسرائلية اليومية من مصادرة أراضي، وجرف للتربة من أجل بناء المستعمرات والطرق الإلتفافية والجدار الجائر إلى أضرار كبيرة،أفقدتها القدرة على إعادة توازنها الطبيعي حتى لمئات من السنين القادمة.
إضافة إلى كل ذلك تواجه الضفة الغربية وقطاع غزة زيادة مضطردة في عدد السكان، حيث إزداد الطلب على الماء والغذاء، كما إزدادت مشاكل تلوث الماء والهواء والأرض، بالنفايات الصلبة، ومياه المجاري، وبالغازات السامة الناتجة من المنازل، والمصانع وماكنات حرق الوقود، وغيرها كثير، كما تلوثت المياه الجوفية، وزادت ملوحتها، وخاصة في قطاع غزة، وذلك نتيجة الإكتظاظ السكاني، واستنزاف حوض الماء الجوفي الوحيد هناك. ونتيجة زيادة الطلب على الغذاء زاد استعمال المبيدات والأسمدة الكيماوية التي بدورها لوثت المياه الجوفية والتربة الزراعية. ونتيجة مصادرة الأراضي من قبل المحتل، تناقصت الأراضي الزراعية والرعوية، وتعرض كثير منها لخطر التصحر.
إن التلوث الناتج من المجتمعات الفلسطينية أنفسهم هو بلا شك أمر لا يستهان به، ويجب أخذ كل الإحتياطات الآزمـة من أجل التخفيف من مسبباته، رغم فقدان السيادة على الأرض، غير أن التلوث الناتج عن الإحتلال، وممارسات الإحتلال، هو أفظع وأكبر من الحجم الذي يمكن لأحد أن يتصوره، فهذا التلوث لا يهدد بالفلسطيني وكيانه فحسب، بل يهدد بخطر قادم لا محالة، قد يتحول إلى كارثة على وجود الأرض والإنسان، إذا إستمر الوضع على ما هـو عليه .....
بناء المستعمرات الإسرائيلية
إن بناء المستعمرات في الضفة الغربية وقطاع غزة يعني الاستيلاء على الأرض، وتغيير معالمها الجغرافية والبيئية، فقد أدى بناء هذه المستعمرات وشق شوارع لها، إلى تغيير كامل للبيئة الفلسطينية، ومن أبرز مظاهر التشويه والتدمير لها. فالمستعمرات الإسرائيلية تنتشر على الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة من الشمال إلى الجنوب، وتقع فوق قمم الجبال، وعلى خيرة وأجود أنواع الأراضي الفلسطينية، حيث حلت محل الغابات وأشجار البلوط، والزعرور، وكروم العنب، وبساتين اللوزيات، وفي مواقع جغرافية بين الأحواض المائية، ومناطق تمنع التواصل الجغرافي بين المناطق السكنية الفلسطينية.
فقامت قوة الاحتلال بزرع العديد من هذه المستعمرات التي تجاوز عددها ألـ 200 مستعمرة (لقد بينت الأقمار الصناعية بوجود 282 منطقة عمرانية اسرائيلية بما فيها القدس الشرقية في الضفة الغربية، و27 منطقة عمرانية في قطاع غزة)،حيث تشغل هذه
مساحة الضفة الغربية البالغة 5661كم2، بينما لا تحتل القرى والمدن الفلسطينية أكثر من 6.3% من مساحة الضفة الغربية الكلية
ونتيجة بناء المستعمرات تضاءل عدد الحيوانات البرية التي كانت في يوم ما تملأ الجبال والوديان، وتناقصت الأراضي الزراعية، والرعوية، وبالتالي تراجع الإنتاج الزراعي، وتراجعت الثروة الحيوانية أيضا، كما أن وجود المناطق العسكرية يهدد الحياة البرية.
هذا وقد قامت جرافات الاحتلال وقبل وقف إطلاق النار في عام 1967 بتهجير سكان القرى يالو، وعمواس، وبيت نوبا، وتدميرها، بالإضافة إلى تدمير جزء من مدينة قلقيلية، وبيت عوا، من أجل إقامة مستعمرة جديدة على أراضيها، وفي نفس الوقت بدأت بهدم حي الشرقية في مدينة القدس لإقامة الحي اليهودي، ثم ضمت القدس، واللطرون ومنطقة عوش عتصيون، واعتبرت منطقة الغور منطقة عسكرية مغلقة. إضافة إلى فرض القيودا الصارمة على استخدام الأراضي الفلسطينية المحاذية للمستعمرات.
والواقع أن إسرائيل تسيطر على أكثر من 60% من أراضي الضفة الغربية سيطرة كاملة، ونتيجة ذلك أصبحت جبال فلسطين عارية، تغطيها المستعمرات، بعد أن كانت تكسوها أشجار الزيتون والبلوط والزعرور، وكروم العنب والتين. فتغيرت الملامح البيئية، واختل التوازن الإحيائي الطبيعي، وتحولت الغابات والهضاب والسهول الخضراء إلى أراضي جرداء، وتحول نهر الأردن من نهر إقليمي إلى مجرى للنفايات والمياه العادمة من المستعمرات المقيمة قربه. وقد زاد من حدة المشاكل البيئية هو غياب التكامل الجغرافي بين الضفة والقطاع، وتقسيم الضفة الغربية إلى 27 جزء، وقطاع غزة إلى ثلاثة أجزاء، بالإضافة إلى سياسة الإغلاق اليومية ومنع السكان الفلسطينيين من التواصل الجغرافي فيما بينهم، أو حتى التنقل بين مدنهم وقراهم.
يتبع...