فشل العالم الاسلامي (الجزء الثاني )
-سؤال الصحفي ’ لماذا فشل العالم الاسلامي لان يفرض هيمنته على اية قوة دولية ؟
_وبعد فترة صمت قصيرة قال الدكتور المسيري انه سؤال في غاية الاهمية , ولذا فالاجابة عليه ليست بالبساطة او بالسهولة , الا انني استطيع ان اتسال ايضا .. اذا كانت كل هذه الامكانيات موجودة في العالم الاسلامي , فعدد المسلمين الان فوق البليون , ويشغلون رقعة من اثرى الرقع واهمها استراتيجية , ولايزال الدين الاسلامي بكامل حيويته , ومقدرته التجنيدية عالية الى اقصى حد , وتتوافر به ثروات طبيعية عالية القيمة والثمن , ورغم كل ذلك فالمحصلة النهائية هي هذه المهانة التي نعيش فيها .
والسبب في الوصول بنا الى هذا الوضع المتردي هي النخب الحاكمة في العالم الاسلامي , تلك النخب التي تعيش حالة رعب من الولايات المتحدة الامريكية , وتعيش رعبا اخر من الجماهير وتتصور بان الولايات المتحدة هي التي ستدعمها وتنقذها من جماهيرها الغاضبة .. ومن هنا نرى هرولة تلك النظم نحو اسرائيل في محاولة لارضائها لانهم يتصورون ان اسرائيل هي الطريق الى قلب الولايات المتحدة الامريكية .
-لكن كيف استطاعت دولة صغيرة مثل اسرائيل ان ترتفع الى مستوى التناطح وعدم الاعتداد بالادارة الاسلامية ؟
_قوة اسرائيل ليست قوة ذاتية , انما هي قوة مستمدة من الدعم الغربي وبالذات الدعم الامريكي .. واحدى مشاغل النظم الشمولية انها في حالة خوف من الشعوب وغير مدركة للقدرات الشخصية , ولذلك نراها تتهالك امام الضغوط الامريكية ولايرون العالم من حولهم كيف يتغير . فالرئيس شافيز يحكم دولة صغيرة على بعد عدة كيلوهات من الحدود الامريكية ويقف في مواجهتها ويناطحها . ومورالس رئيس دويلة صغيرة لانعلم عنها شيئا يؤمم البترول , بينما العرب ترتعد فرائسهم عندما يتحدث شخص ما عن مجرد تسعيرة البترول باليورو وليس بالدولار ..
وهذا هو عيب كل النظم الشمولية , واعتقد ان المسالة لاحل لها الا من خلال التطبيق الصحيح للديموقراطية في العالمين العربي والاسلامي , حيث ان الديموقراطية لم تعد مطلبا سياسيا , انما هي مطلب اقتصادي وسياسي وامني , وان القيادات الحاكمة والقادرة لاتدع الفرصة للامكانيات البشرية الضخمة لتعبر عن نفسها , بل هي تعمل على اختيار نخب تخدم مصالحها هي فقط بعيدا عن مصالح الجماهير لتنتهي في النهاية الى كونها نخبا اكثر فسادا و تعفنا آآ..