لاجئ فلسطيني يعيد بناء قريته على مجسم كرتوني لتبقى في ذاكرة الأجيال
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لم يجد اللاجئ الفلسطيني
علي محمد غضبان (83 عاما) من قرية كويكات قضاء عكا، والتي دمرها الاحتلال، خلال حرب
عام 1948، بعد أن قامت العصابات الصهيونية، بقصف القرية بشكل شديد، طريقة يعبر فيها
عن حبه ووفائه لقريته، إلا من خلال رسم مجسم للقرية، يتضمن جميع بيوت القرية
ومواقعها، وأسماء أصحابها.
وقال غضبان "لقد اعتقد
الصهاينة الذين اغتصبوا الأرض وهجّرَو السكان وهدموا القرى ومسحوا بيوتها مع الأرض
واقتلعوا أشجار الزيتون .. أنهم بمثل هذه الإجراءات، يطردون من ذاكرتنا معالم
قرانا، وأننا مع الزمن سننسى بيوتنا وأراضينا وأقاربنا".
وأضاف غضبان
أن الإسرائيليين قاموا بتغيير المعالم الجغرافية للقرى الفلسطينية، بعد احتلالها
وطرد أصحابها منها "وهذا كان دافعي لبناء مجسم لقريتي، حيث
أن الكبار يصفون لأبنائهم الصغار والأجيال القادمة شكل البيوت ومواقعها والأرض،
فإذا قاموا بزيارة بلدتهم يصطدمون بواقع آخر .. فأنا لم أرغب فقط بنقل قصة التهجير،
وطردنا من قريتنا ومعاناتنا لأحفادنا، بل قمت برسم بيوت وطرقات وحارات كويكات على
لوحة كبيرة، ووضعت كل منزل في مكانه، ومن ثم وبمساعدة مختصين قمت ببناء ذلك
المجسم".
احتلال القرية
ويقول
غضبان " في ليلة 9 تموز (يوليو) 1947، في الليلة الأولى من
شهر رمضان المبارك، وكنا نعرف أن اليهود يبيّتون الشر لقريتنا، انتقاما لما جرى في
معركة الكابري الأولى، حيث نسب إلى أهالي كويكات دور كبير في مهاجمة القافلة
المتجهة نحو جدين لفك الحصار عن مستوطنة "يحيعام" وتم تكبيدها خسائر كبيرة بالأرواح
والعتاد، أفقنا من النوم على ضجة لم نسمع لها مثيلا من قبل فإذا بالقنابل تنفجر
وأصوات المدفعية...وانتاب سكان القرية الذعر ....وتعالى صراخ النسوة وبكاء الأطفال
.. وبدأ سكان القرية في معظمهم بالهرب وهم في ملابس النوم. وهربت زوجة قاسم أحمد
سعيد وهي تحتضن المخدة بدلا من طفلها، وقتلوا عيسى إبريق عندما رفض الخروج من بيته
وفيما بعد قتلوا، هند غضبان يحيى ومريم إبريق (أسماء سكان من القرية)، عندما عادتا
إلى القرية لأخذ بعض متاعهما"
وأضاف "قاومنا
بقدر إمكانياتنا، لكن على إثر ما كان يصلنا من أخبار مرعبة عن المجازر والمذابح في
دير ياسين وغيرها، قرر المجاهدون الانسحاب إلى موقع جبلي شرقي القرية ومكثوا فيه
أربعة أيام منتظرين ؟ بلا جدوى ؟ أن يوفر لهم جيش الإنقاذ العربي الإمدادات
للمساعدة في استرجاع قريتهم. وفر الكثيرون من سكان القرية إلى قريتي أبو سنان وكفر
ياسيف وغيرهما من القرى التي استسلمت لاحقا. أما من تبقى في كويكات (ومعظمهم من
المسنين) سرعان ما طردوا إلى كفر ياسيف وكثيرا ما تسللت النسوة إلى القرية في
الأيام الأولى بعد الاحتلال للحصول على الطعام والكسوة."
وأضاف "كان هناك اعتقاد سائد بين الفلسطينيين أن الخروج من البيوت هو
مسألة أسبوع آو أسبوعين وأن الكل سيعود إلى بيته.وأشار إلى إن القوات اليهودية كانت
مسلحة أكثر من أهالي القرى، كما أنه لم يكن اتحاد وتعاون عسكري بين قرانا المتجاورة
مثل عمقا والغابسية والنهر والكابري والشيخ دنون وأم الفرج، وكان هناك اعتماد على
جيش الإنقاذ".
ولفت غضبان ، إلى أنه قام بزيارات عديدة لقريته كويكات
بعد احتلالها، والتي أقيم على أنقاضها اليوم مستوطنة "بيت هعيمك"، "وتجولت بين
بيوتها وطرقاتها وحاراتها المجروفة، ورغم كل طمر وتغيير معالم، وضعتها في مخيلتي
كما كانت قبل النكبة، وتذكرت كل بيت تماما أين كان موقعه ومن صاحبه، وكل زاوية وكل
ساحة .. هنا كانت البيادر، هذا مكان منزل فلان، وتلك مقبرة القرية، وهذا مكان
المسجد .. هنا كانت ترتفع الأرض وهناك تنحدر، وهنا كان طريق".
وأوضح الحاج
الغضبان، أن العمل في مجسم القرية استغرق نحو أربعة أشهر
"واضطررت للعودة إلى كويكات عدة مرات لأتأكد من دقة ما أقوم برسمه، إذ لم يعد شاهدا
على القرية غير المقبرة وبناية المدرسة، التي غيروا اتجاه مداخلها وشبابيكها
ويستعملونها كمكاتب، بالإضافة لبقايا بيت هنا أو هناك، ثم وبمساعدة أحد أطباء
الأسنان وما يستعمله من مواد قمنا ببناء المُجسّم، مستندين إلى اللوحة التي رسمتها،
وأود التأكيد أنها تماما في موقعها ومكتوب على سطوحها أسماء أصحابها، العمل لم يكن
سهلا ويستطيع أي مهندس بموجب ما قمت به إعادة بناء كويكات، من جديد، كما كانت قبل
نكبة عام 48".
وأكد الغضبان، فيما كان ينظر إلى المجسم "إن اليهود جرفوا الأرض وغيروا معالم البلد، ومهما أصف الأمر
للأحفاد فلا أستطيع شرحه كما هو بالمُجسّم، ومن يسألني من أولاد كويكات ممن أهاليهم
بقوا في أبو سنان عن بيتهم أشير لموقعه على المُجسم، ولا شك بأنه يزداد عشقا لبيته
وأرضه وبلده، وهكذا، وأنا في مثل هذا السن المتقدم أساهم في ترسيخ: أنه لا بد من
العودة إلى ديارنا وإعادة بنائها من جديد".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لم يجد اللاجئ الفلسطيني
علي محمد غضبان (83 عاما) من قرية كويكات قضاء عكا، والتي دمرها الاحتلال، خلال حرب
عام 1948، بعد أن قامت العصابات الصهيونية، بقصف القرية بشكل شديد، طريقة يعبر فيها
عن حبه ووفائه لقريته، إلا من خلال رسم مجسم للقرية، يتضمن جميع بيوت القرية
ومواقعها، وأسماء أصحابها.
وقال غضبان "لقد اعتقد
الصهاينة الذين اغتصبوا الأرض وهجّرَو السكان وهدموا القرى ومسحوا بيوتها مع الأرض
واقتلعوا أشجار الزيتون .. أنهم بمثل هذه الإجراءات، يطردون من ذاكرتنا معالم
قرانا، وأننا مع الزمن سننسى بيوتنا وأراضينا وأقاربنا".
وأضاف غضبان
أن الإسرائيليين قاموا بتغيير المعالم الجغرافية للقرى الفلسطينية، بعد احتلالها
وطرد أصحابها منها "وهذا كان دافعي لبناء مجسم لقريتي، حيث
أن الكبار يصفون لأبنائهم الصغار والأجيال القادمة شكل البيوت ومواقعها والأرض،
فإذا قاموا بزيارة بلدتهم يصطدمون بواقع آخر .. فأنا لم أرغب فقط بنقل قصة التهجير،
وطردنا من قريتنا ومعاناتنا لأحفادنا، بل قمت برسم بيوت وطرقات وحارات كويكات على
لوحة كبيرة، ووضعت كل منزل في مكانه، ومن ثم وبمساعدة مختصين قمت ببناء ذلك
المجسم".
احتلال القرية
ويقول
غضبان " في ليلة 9 تموز (يوليو) 1947، في الليلة الأولى من
شهر رمضان المبارك، وكنا نعرف أن اليهود يبيّتون الشر لقريتنا، انتقاما لما جرى في
معركة الكابري الأولى، حيث نسب إلى أهالي كويكات دور كبير في مهاجمة القافلة
المتجهة نحو جدين لفك الحصار عن مستوطنة "يحيعام" وتم تكبيدها خسائر كبيرة بالأرواح
والعتاد، أفقنا من النوم على ضجة لم نسمع لها مثيلا من قبل فإذا بالقنابل تنفجر
وأصوات المدفعية...وانتاب سكان القرية الذعر ....وتعالى صراخ النسوة وبكاء الأطفال
.. وبدأ سكان القرية في معظمهم بالهرب وهم في ملابس النوم. وهربت زوجة قاسم أحمد
سعيد وهي تحتضن المخدة بدلا من طفلها، وقتلوا عيسى إبريق عندما رفض الخروج من بيته
وفيما بعد قتلوا، هند غضبان يحيى ومريم إبريق (أسماء سكان من القرية)، عندما عادتا
إلى القرية لأخذ بعض متاعهما"
وأضاف "قاومنا
بقدر إمكانياتنا، لكن على إثر ما كان يصلنا من أخبار مرعبة عن المجازر والمذابح في
دير ياسين وغيرها، قرر المجاهدون الانسحاب إلى موقع جبلي شرقي القرية ومكثوا فيه
أربعة أيام منتظرين ؟ بلا جدوى ؟ أن يوفر لهم جيش الإنقاذ العربي الإمدادات
للمساعدة في استرجاع قريتهم. وفر الكثيرون من سكان القرية إلى قريتي أبو سنان وكفر
ياسيف وغيرهما من القرى التي استسلمت لاحقا. أما من تبقى في كويكات (ومعظمهم من
المسنين) سرعان ما طردوا إلى كفر ياسيف وكثيرا ما تسللت النسوة إلى القرية في
الأيام الأولى بعد الاحتلال للحصول على الطعام والكسوة."
وأضاف "كان هناك اعتقاد سائد بين الفلسطينيين أن الخروج من البيوت هو
مسألة أسبوع آو أسبوعين وأن الكل سيعود إلى بيته.وأشار إلى إن القوات اليهودية كانت
مسلحة أكثر من أهالي القرى، كما أنه لم يكن اتحاد وتعاون عسكري بين قرانا المتجاورة
مثل عمقا والغابسية والنهر والكابري والشيخ دنون وأم الفرج، وكان هناك اعتماد على
جيش الإنقاذ".
ولفت غضبان ، إلى أنه قام بزيارات عديدة لقريته كويكات
بعد احتلالها، والتي أقيم على أنقاضها اليوم مستوطنة "بيت هعيمك"، "وتجولت بين
بيوتها وطرقاتها وحاراتها المجروفة، ورغم كل طمر وتغيير معالم، وضعتها في مخيلتي
كما كانت قبل النكبة، وتذكرت كل بيت تماما أين كان موقعه ومن صاحبه، وكل زاوية وكل
ساحة .. هنا كانت البيادر، هذا مكان منزل فلان، وتلك مقبرة القرية، وهذا مكان
المسجد .. هنا كانت ترتفع الأرض وهناك تنحدر، وهنا كان طريق".
وأوضح الحاج
الغضبان، أن العمل في مجسم القرية استغرق نحو أربعة أشهر
"واضطررت للعودة إلى كويكات عدة مرات لأتأكد من دقة ما أقوم برسمه، إذ لم يعد شاهدا
على القرية غير المقبرة وبناية المدرسة، التي غيروا اتجاه مداخلها وشبابيكها
ويستعملونها كمكاتب، بالإضافة لبقايا بيت هنا أو هناك، ثم وبمساعدة أحد أطباء
الأسنان وما يستعمله من مواد قمنا ببناء المُجسّم، مستندين إلى اللوحة التي رسمتها،
وأود التأكيد أنها تماما في موقعها ومكتوب على سطوحها أسماء أصحابها، العمل لم يكن
سهلا ويستطيع أي مهندس بموجب ما قمت به إعادة بناء كويكات، من جديد، كما كانت قبل
نكبة عام 48".
وأكد الغضبان، فيما كان ينظر إلى المجسم "إن اليهود جرفوا الأرض وغيروا معالم البلد، ومهما أصف الأمر
للأحفاد فلا أستطيع شرحه كما هو بالمُجسّم، ومن يسألني من أولاد كويكات ممن أهاليهم
بقوا في أبو سنان عن بيتهم أشير لموقعه على المُجسم، ولا شك بأنه يزداد عشقا لبيته
وأرضه وبلده، وهكذا، وأنا في مثل هذا السن المتقدم أساهم في ترسيخ: أنه لا بد من
العودة إلى ديارنا وإعادة بنائها من جديد".