[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
امهن متواضعة وصغيرة
كأعمارهن لا يبحثن عن شهرة.. بقدر ما يحاولن إيجاد حلول للكثير من المشاكل التي
يواجهها نظرائهم الأطفال والمجتمع، فاهتدين لصناعة فلم كرتوني يحاكي هموم النظافة و
المحافظة على البيئة، ليكون اول تجربة من نوعها في فلسطين، الذي يكتبها وينفذها
ويخرجها مجموعة من الأطفال".
بصوت مفعم بالشجن وبنظرات طفولية بريئة- تحدثت
فاطمة المصري (14 عاما) عن تجربتها في الفلم الكرتوني "الكؤوس الستة" بمشاركة
مجموعة من الفتيات المنطويات في مركز بناة الغد التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر،
جنوب قطاع غزة، ومشاركتها في كتابة القصة ورسم الشخصيات وبناء الحوار والأداء، حيث
تم معالجة قضية (النظافة والهندام) عند الأطفال وانعكاسها على حياتهم الشخصية
وعلاقتهم بزملائهم ومحيطهم ونظرة الناس إليهم، حيث طورنا النصوص وبعض الكتابات إلى
أسلوب عمل ممتازة ورائعة.
وتقول فاطمة "كنت خائفة جدا أنا وزميلاتي ولم نكن
واثقين من النجاح ، وعقدنا أكثر من ورشة عمل لاختيار موضوع الفيلم ،وبعد أن وجدنا
الفكرة ، أردنا أن نتأكد من أهميتها بالنسبة للأطفال ، فقمنا باستطلاع العشرات من
الأطفال وتأكدنا أن اختيارنا كان صائبا ، وقد بحثنا في أفضل السبل لتوصيل فكرتنا
واجمعنا أن الرسوم المتحركة هي أفضل وسيلة لإقبال الأطفال عليها ، فبدأنا نكتب
بالقصة ونرسم شخصياتها ونبنى حوارها".
إرادة طفولة:
وتشير
الطفلة مرام وادي (14 عاما) أن الفيلم "الكؤوس الستة" هو من نسيج أفكارهن بالكامل
وأنهن اشرفوا على كل مراحل تنفيذه حتى النهاية، وتدخلنا في كل صغيرة وكبيرة لإنجازه
من اختيار الفكرة والرسوم، والالوان والشخصيات، حتى من الله علينا بنجاح الفلم ولقي
استحسان كل المراقبين والمختصين.
وتضيف مرام، النجاح لم يأتي من فراغ فهو
نتاج ثمان شهور من العمل الشاق، موضحة أن المشاركات في صناعة الفيلم قد أنجزن (4)
ورشات حول كيفية كتابة القصة القصيرة وكيفية عمل السيناريو والإخراج.
وتامل
وادي ان تدرس الاخراج حتى تتمكن من تطوير صناعة الافلام في فلسطين لكي تقوم بانتاج
افلام لعالج مشاكل وهموم الاطفال والمجتمع ، لابراز معاناة الشعب الفلسطيني في شتى
المجالات.
فيما تؤكد روان الطويل(14 عاما) "أن نجاح التجربة عززت من ثقتنا
بأنفسنا وشعرنا أننا قادرات على الإبداع والانجاز وغيرت مسار اهتمامنا فبدأنا نقرأ
أكثر ونناقش قضايانا بشكل أكثر جدية".
وتضيف الطويل وقد بدء عليها شعور
الثقة بالنفس، ان مشاركتها بالفلم الى جانب زميلاتها جعلها اكثر هدوءاً وانضباطاً
والتزاماً وأكثر نشاطا واشتراكا في مختلف النشاطات، مشيرة إلى أن نجاح التجربة عزز
من ثقتها بنفسها وجعلها تتصرف بمسؤولية عالية. وبدرجة كبيرة من
المسؤولية.
أفكار مبدعة:
يقول جميل القيق، مخرج الفيلم "اقتصر
دوري في هذا الفيلم على ترجمة وصياغة أفكار الفتيات في قالب فني جميل، مضيفا أن
الفتيات هن من قامن بكتابة القصة وبناء الحوار ورسم الشخصيات، واشرفن بشكل كامل على
كل مراحل تنفيذ الفيلم".
ويوضح القيق ،أنها المرة الأولى الذي يقوم فيها
أطفال من غزة باختيار موضوعاتهم بأنفسهم ومعالجتها بطريقتهم وأسلوبهم الخاص، وهذه
التجربة رائدة وتستحق ان تستثمر بما يليق بحالة الإبداع التي يتمتع بها هؤلاء
الأطفال، مشيراً أن الأجيال الناشئة قادرة على إعطاء أفكار غير نمطية ومبدعة وتدهش
الكبار في حال حصلوا على مساحة من الحرية والاختيار والممارسة.
وأكد القيق
على أهمية تعميم التجربة وطالب أولياء الأمور والتربويين ووزارة التربية والتعليم
بضرورة السماع لأطفال وإعطائهم مساحة من الحرية للتعبير عن أرائهم وأفكارهم، لأنها
المسار الطبيعي لتطور الفكر البشرى، مثمناً دور مركز بناة الغد الذي أنتج الفيلم
واشرف على هذه التجربة وأظهرها إلى النور.
حق
الاختيار:
ويوضح حسام شحادة مدي البرامج مؤسسة الثقافة والفكر الحر، ان
المؤسسة تعد واحدة من المؤسسات الرائدة في مجال تعزيز حقوق الطفل الفلسطيني لاسيما
التى تعنى بفئة الأطفال والفتيان مبدأ حق الاختيار وتعطى الأطفال مساحة واسعة
للتعبير عن أفكارهم وأرائهم، بل وتترجمها في كثير من الأحيان لواقع
ملموس.
وأشاد بالفتيات اللواتي يقفن خلف صناعة فلم الكؤوس الستة كونه من هن
من تقدم بالفكرة ومناقشتها واختيار الوسيلة والأدوات اللازمة لتنفيذه
وإخراجه.
وأكد ان المؤسسة تسير بخطوات ملموسة نحو تجسيد حقوق الطفل
الفلسطيني الذي تضمنتها كافة المواثيق الدولية والديانات السماوية من خلال الممارسة
الفعلية.
وأشار إلى أنهم يسعون إلى البحث في نقاط القوة والإرادة لدي هؤلاء
الأطفال وتعزيزها وتوجيهها بطريقة صحيحة وسليمة بعيداً عن أي اعتبارات أخرى، مشيراً
أن هذا الفلم هو تجسيد حقيقي لحقوق الطفل في الاختيار والتعبير
والمشاركة.