<BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE>
هذا هو طابون الحاجة أم أحمد في عرابة ، وللحاجة أم أحمد الفضل في إحياء هذا الجزء الهام من تراثنا العربي الفلسطيني الذي كاد أن ينقرض كلياً من قرانا في الجليل ، ويعجز الكلام عن وصف ما تكبدته أم أحمد من مشقة لبناء وتشغيل هذا الطابون في زمن لا يعرف أغلب الناس ما هو الطابون .
تطلق كلمة "الطابون" على الغرفة التي تحتوي على الموقد ، وهي غرفة صغيرة بحجم "خم الجاج" ، سقفها منخفض ومدخلها صغير للمحافظة على الحرارة في الداخل ، وكذلك تطلق الكلمة على الموقد نفسه ، والذي يدعى أيضا "بيت الخبز" أو "بيت العيش".
الطابون مدفون في الأرض ، وهو مصنوع من الطين الأصفر المخلوط بالقش، قطره 80-100 سم وعمقه حوالي 40 سم ، والفتحة في الوسط بقطر 40-50 سم ، وغطاء الفتحة من الحديد ويدعى "صْـمامة الطابون".
قاع الطابون مغطى بحجارة بازلتية سوداء ، صغيرة ومستديرة ومنفصلة عن بعض ، وتدعى "الرضـف"، وإذا علقت هذه الحجارة برغيف الخبز أو علقت قطع صغيرة من الرغيف بها ، فإنها تدعى عندها "شـباب الطابون" ، والهدف من الرضف هو زيادة الحرارة والمحافظة عليها لوقت أطول بسبب توهجها البطيء .
يستعمل الطابون من الداخل للخبز والطبخ (الصواني والقِدرِة) والشي (الباذنجان) والتحميص (حبوب القهوة)، أما "ساس الطابون" وهو الجدار الخارجي المغطى بالرماد (السكن) فيستعمل لشي البطاطا والكستناء والبلوط، ولـ"تجمير" الفحم لاستعماله في كانون التدفئة ولصنع القهوة في البيت.
</BLOCKQUOTE></BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE>
الطابون
هذا هو طابون الحاجة أم أحمد في عرابة ، وللحاجة أم أحمد الفضل في إحياء هذا الجزء الهام من تراثنا العربي الفلسطيني الذي كاد أن ينقرض كلياً من قرانا في الجليل ، ويعجز الكلام عن وصف ما تكبدته أم أحمد من مشقة لبناء وتشغيل هذا الطابون في زمن لا يعرف أغلب الناس ما هو الطابون .
تطلق كلمة "الطابون" على الغرفة التي تحتوي على الموقد ، وهي غرفة صغيرة بحجم "خم الجاج" ، سقفها منخفض ومدخلها صغير للمحافظة على الحرارة في الداخل ، وكذلك تطلق الكلمة على الموقد نفسه ، والذي يدعى أيضا "بيت الخبز" أو "بيت العيش".
الطابون مدفون في الأرض ، وهو مصنوع من الطين الأصفر المخلوط بالقش، قطره 80-100 سم وعمقه حوالي 40 سم ، والفتحة في الوسط بقطر 40-50 سم ، وغطاء الفتحة من الحديد ويدعى "صْـمامة الطابون".
قاع الطابون مغطى بحجارة بازلتية سوداء ، صغيرة ومستديرة ومنفصلة عن بعض ، وتدعى "الرضـف"، وإذا علقت هذه الحجارة برغيف الخبز أو علقت قطع صغيرة من الرغيف بها ، فإنها تدعى عندها "شـباب الطابون" ، والهدف من الرضف هو زيادة الحرارة والمحافظة عليها لوقت أطول بسبب توهجها البطيء .
يستعمل الطابون من الداخل للخبز والطبخ (الصواني والقِدرِة) والشي (الباذنجان) والتحميص (حبوب القهوة)، أما "ساس الطابون" وهو الجدار الخارجي المغطى بالرماد (السكن) فيستعمل لشي البطاطا والكستناء والبلوط، ولـ"تجمير" الفحم لاستعماله في كانون التدفئة ولصنع القهوة في البيت.
</BLOCKQUOTE></BLOCKQUOTE>
هـنا نرى كيف يسـتعمل الطابون لصنع "المسـخـَّن" أو "المحـَمـَّر"، وهو خبـز طابون مغطى بخليط من البصل والزيت والبهارات بالإضافة إلى الدجاج المحمـَّر.
إخراج الخبز أو الصينية من الطابون يدعى "القلع". تشغيل الطابون يسمى "تدوير"، ويقال "دارت الطابون" أي شغلته للمرة الأولى، وهذا يحدث عادة في أول موسم الشتاء.
تزويد الطابون يوميا بمواد الوقود يسمى "تزبيل". ويـُزبـَّل الطابون مرتين في اليوم، عند الفجـر، وعند الغروب. والمواد المستعملة للتزبيل هي زبل الماشية أو الجفت (بقايا الزيتون بعد عصر الزيت منه) أو خليط من الاثنين، وعند الحاجة إلى استعمال الطابون مبكراَ يتم خلط الزبل أو الجفت بالقصل (عيدان القمح الجافة) الذي يشتعل بسرعة.
يمر الطابون بست مراحل يومياً: 1-"دوبه مزبـَّل"، بعد التزبيل مباشرة ويكون بارد. 2-"معسعس"، بداية احتراق الزبل. 3-"معسقد"، قمة احتراق الزبل وخروج دخان كثيف من الطابون. 4-"متساقط"، يخف الدخان وتكون حرارة الطابون مرتفعة. 5-"متهدي"، حرارة الطابون في الأوج، وهي المرحلة المثلى لاستعمال الطابون. 6-"هامـد"، ينتهي احتراق الزبل وتنخفض الحرارة.
يتم تزبيل الطابون بإبعاد السكن (الرماد) عن ساس الطابون والصـمامة بواسطة لوح عريض من الخشب بطول حوالي نصف متر، ويدعى "المقـحار"، ثم يغطى الطابون كليا بالزبل، من قاع الساس إلى أعلى الصمامة.
عملية إبعاد السكن عن ساس الطابون تسمى "تكشيف"، فالمرأة تقول: "كشفي عن الطابون" أي أزيحي السكن عنه.
كميات الزبل والجفت والعيدان المستعملة لتزبيل الطابون يتم الاحتفاظ بها في "خـُشّـة" تدعى "المزبل"، وهي غرفة صغيرة بجانب الطابون.
بعد تغطية الطابون كلياً بالزبل أو الجفت، يعاد السكن في مكانه ليغطي الزبل أو الجفت تماما، ويبدأ احتراق الزبل بفعل الحرارة المتبقية من التزبيلة الماضية.
كان الطابون قديماً مكان تجمع للنساء يقابل المضافة أو الديوان للرجال، وكان أيضا مكانا تستطيع المرأة أن تختلي فيه إلى نفسها لترتاح من بقية أهل البيت ولو للحظات.
إخراج الخبز أو الصينية من الطابون يدعى "القلع". تشغيل الطابون يسمى "تدوير"، ويقال "دارت الطابون" أي شغلته للمرة الأولى، وهذا يحدث عادة في أول موسم الشتاء.
تزويد الطابون يوميا بمواد الوقود يسمى "تزبيل". ويـُزبـَّل الطابون مرتين في اليوم، عند الفجـر، وعند الغروب. والمواد المستعملة للتزبيل هي زبل الماشية أو الجفت (بقايا الزيتون بعد عصر الزيت منه) أو خليط من الاثنين، وعند الحاجة إلى استعمال الطابون مبكراَ يتم خلط الزبل أو الجفت بالقصل (عيدان القمح الجافة) الذي يشتعل بسرعة.
يمر الطابون بست مراحل يومياً: 1-"دوبه مزبـَّل"، بعد التزبيل مباشرة ويكون بارد. 2-"معسعس"، بداية احتراق الزبل. 3-"معسقد"، قمة احتراق الزبل وخروج دخان كثيف من الطابون. 4-"متساقط"، يخف الدخان وتكون حرارة الطابون مرتفعة. 5-"متهدي"، حرارة الطابون في الأوج، وهي المرحلة المثلى لاستعمال الطابون. 6-"هامـد"، ينتهي احتراق الزبل وتنخفض الحرارة.
يتم تزبيل الطابون بإبعاد السكن (الرماد) عن ساس الطابون والصـمامة بواسطة لوح عريض من الخشب بطول حوالي نصف متر، ويدعى "المقـحار"، ثم يغطى الطابون كليا بالزبل، من قاع الساس إلى أعلى الصمامة.
عملية إبعاد السكن عن ساس الطابون تسمى "تكشيف"، فالمرأة تقول: "كشفي عن الطابون" أي أزيحي السكن عنه.
كميات الزبل والجفت والعيدان المستعملة لتزبيل الطابون يتم الاحتفاظ بها في "خـُشّـة" تدعى "المزبل"، وهي غرفة صغيرة بجانب الطابون.
بعد تغطية الطابون كلياً بالزبل أو الجفت، يعاد السكن في مكانه ليغطي الزبل أو الجفت تماما، ويبدأ احتراق الزبل بفعل الحرارة المتبقية من التزبيلة الماضية.
كان الطابون قديماً مكان تجمع للنساء يقابل المضافة أو الديوان للرجال، وكان أيضا مكانا تستطيع المرأة أن تختلي فيه إلى نفسها لترتاح من بقية أهل البيت ولو للحظات.