من أجمل اللوحات الغنائية التراثية الفلسطينية
زريف الطول صفة شائعة في الأغنية الفلسطينية
التي تستطرق إلى العشق والجمال
ووصف المحبوب الوسيم والممشوق القوام ،
فالفتاة الطويلة الرقيقة
هي أجمل أنواع النساء في الأغنية التراثية الفلسطينية
وكذلك بالنسبة "لمشعل "
وهو الشاب المعطاء ذو النخوة ..
زريف من الزرافة وهو تشبيه بعنق الزرافة الطويل
ارتبطت هذه اللوحة التراثية الجميلة
بالدبكة الفلسطينية ،
وأصبحت ترافق الدبيكة بدبكتهم ،
فيقدمون على أنغامها أجمل لوحات الشمالية
" وهي لون من ألوان الدبكة الفلسطينية " ..
معظم الفرق التراثية الفلسطينية غنت زريف الطول
فأصبحت لوناً غنائياً مشهوراً حتى أيامنا هذه
ودخلت عالم المنافسة بين الفنانين الفلسطينيين ،
فأبدعوا وتألقوا بأدائها وبما ادخلوه عليها ..
وما دمنا بحضرة زريف الطول سأقص عليكم
قصة ظريف الطول مع
دلعونا "عناة "
وهو اسم آلهة الخصب لدى الكنعانيين وتعنى
التجدد و الولادة :
يحكى أنه في إحدى القرى الشمالية من فلسطين ،
كانت تسكن هناك فتاة اسمها على اسم الآلهة عناة
أحبت عناة زريف الطول وهو أحبها حب
قوي وكانوا لا يفترقوا أبدا
فأصبحوا يلتقون على نبع ماء بالخفاء
وعندما علم أهل القرية بهذا التقارب
بين عناة وزريف الطول بدأت المشاكل والحروب
لتفرقة عناة عن زريف الطول وقام أهل عناة بسجنها
داخل المنزل يحرسها أخواتها وأولاد
عمومتها حتى لا ترى زريف الطول .
وذلك بسبب العادة المتبعة آنذاك ,
أي تفضيل الزواج من ذوي القربة " أولاد العم وما شابة
لهذا حزن زريف الطول حزنا شديدا
وأصبح لا يطيق المكوث في قريته حيث منع
من مشاهدة حبيبته
ومن جهتها حاولت عناة كثيرا رؤيته ولكن دون جدوى
تدهورت حال عناة كثيرا عندما علمت
أن زريف الطول ينوي الرحيل من القرية
ونقلت صديقتها الكلام وهي تعتصر حزنا على عناة ؛
فو صلت إلى زريف الطول وقالت له على لسان عناة :
يا زريف الطول وقف تا أقولك
رايح عالغربة و بلادك احسنلك
خايف يا المحبوب أتروح وتتملك
واتعاشر الغير وتنساني أنا
جن حنون زريف الطول عندما سمع هذا الكلام
من حبيبته وحزم أمتعته ورحل ولام عناة
بهذا الكلام قائلاً لها :
كيف تفكري بهذا التفكير وهل من المعقول
أن أنساكِ بعد كل هذا الحب وهذه المعاناة وتحمل
مرارة الفراق ..!!
كيف تشكِ بي ..!!
أنا راحل حتى ترتاحي أنتِ واهلكِ يطلقون
سراحكِ بعد أن يتأكدوا أني رحلت
إني أضحي بحياتي من أجلكِ ولم أهجركِ لأتملكِ
أراضي في بلد غير قريتي التي ولدتُ فيها وترعرعتُ
وحبيتكِ بمحبة ارضي؛ إلا أني اعتبركِ أنتِ و الأرض لا تتجزأن
وأنا لا أفكر بأن أحب غيرك ِ
تأثرا كثيرا من هذا الكلام ورحل زريف الطول
عن قريته حزينا مهموما وبدأ يتنقل من بلد إلى بلد دون
أن يحاول شراء أرض أو بيت
فعاش بعيدا عن أرضه وحبيبته والحزن يرافقه
وألم في داخله يعتصر ..