ممـلكـــة ميـــرون

البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط 32175b77914d249ceca6f7052b89c9fc

ادارة مملكة ميرون
ترحب بكم وتتمنى لكم قضاء اوقات مفيدة
وتفتح لكم قلبها وابوابها
فاهلا بكم في رحاب مملكتنا
ايها الزائر الكريم لو احببت النضمام لمملكتنا؟
التسجيل من هنا
وان كنت متصفحا فاهلا بك في رحاب منتدانا

ادارة مملكة ميرون

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ممـلكـــة ميـــرون

البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط 32175b77914d249ceca6f7052b89c9fc

ادارة مملكة ميرون
ترحب بكم وتتمنى لكم قضاء اوقات مفيدة
وتفتح لكم قلبها وابوابها
فاهلا بكم في رحاب مملكتنا
ايها الزائر الكريم لو احببت النضمام لمملكتنا؟
التسجيل من هنا
وان كنت متصفحا فاهلا بك في رحاب منتدانا

ادارة مملكة ميرون

ممـلكـــة ميـــرون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


,,,منتديات,,,اسلامية,,,اجتماعية,,,ثقافية,,,ادبية,,,تاريخية,,,تقنية,,, عامة,,,هادفة ,,,


    البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط

    ميـــرون
    ميـــرون
    المدير العام
    المدير العام


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    انثى

    البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط Empty البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط

    مُساهمة من طرف ميـــرون الثلاثاء مارس 09, 2010 11:56 am


    البعد الاقتصادي في الإستراتيجية
    الأمريكية للشرق الأوسط ـــ

    د.محمد سميح حميّد(*)


    إن تطور النظام الرأسمالي في القرن المنصرم دخل مرحلته
    الإمبريالية، والتي رافقها أزمات اقتصادية شديدة وعميقة (أزمة الكساد
    العظيم 1929 ـ 1933) وبرزت فيه التناقضات واشتداد حدة الصراعات ما بين
    القوى الاقتصادية، الأمر الذي نجم عنه حروب مدمرة. والآن ومع دخولنا القرن
    الواحد والعشرين، يشهد النظام الرأسمالي العالمي تطوراً جديداً وهاماً،
    بدخول الإمبريالية مرحلة متطورة تتمثل في العولمة، تتسم بانكماش الزمان
    وانكماش المكان واختفاء الحدود، وهي تعيد للرأسمالية نزعتها الأصلية
    العابرة للقوميات أكثر من كونها دولية، نزعة الاستخفاف بالحدود بين الدول
    كما بالتقاليد وبالأمم ذاتها، من أجل إخضاع كل شيء إلى قانون وحيد هو قانون
    القيمة. والعولمة ليست ظاهرة مستقلة، وإنما تأتي قي سياق التطور التاريخي
    للرأسمالية، في أعلى مراحلها، عندما اكتسب التقدم العلمي ـ التقني دوراً
    قيادياً حاسماً في نشاط رأسمالية الدولة الاحتكارية. وتحت ضغط وتأثير
    القوانين الاقتصادية الموضوعية للرأسمالية، تشتد وتتعمق التناقضات بين
    المراكز الاقتصادية، ويأخذ الصراع أشكالاً أكثر حدة وقسوة، ينتج عنها
    تغيرات كمية تقود إلى تغيرات نوعية على مستوى الاقتصاد العالمي ومراكزه
    الدولية.


    لقد استطاعت الولايات المتحدة، كمركز اقتصادي فاعل، أن تخفف من حدة
    التناقضات بينها وبين المراكز الاقتصادية الأخرى في النظام الرأسمالي
    العالمي، من خلال تركيزها على الخطر الخارجي، (والذي تجسد بالشيوعية
    سابقا)، الأمر الذي مكنها من استمرار القيام بدورها القيادي وبالتالي إحكام
    سيطرتها على هذا النظام، وانتهجت في سبيل ذلك سياسة «الترهيب والترغيب»،
    وتكمن سياسة الترغيب في المحافظة على مصالح الدول الحليفة وتسهيل نشاط
    شركاتها، والالتزام النسبي بقواعد منظمة التجارة العالمية، القائمة على
    الليبرالية الجديدة. وفيما يتعلق بنهج الترهيب، فله أشكال متعددة، نتوقف
    عند ما يسمى (الخطر الخارجي). ففي مرحلة الحرب الباردة جعلت من الشيوعية
    خطراً خارجياً رئيسياً، يستهدف النظام الرأسمالي العالمي ومفاهيمه وقيمه،
    غير أن هذا الخطر لم يدم، فقد انهار الخطر الأحمر مع انهيار جدار برلين،
    فهل زال الخطر الخارجي؟ في الواقع نعم، وهذا ما عبر عنه الاتحاد الأوربي
    واليابان (من أقطاب النظام الرأسمالي العالمي) ورأوا بزواله ظرفاً تاريخياً
    جديداً ومهما للخروج بالاقتصاد من حالة الكساد التضخمي، وتباطؤ النمو،
    إضافة إلى انفتاح أسواق جديدة أمام استثماراتهم ومنتجاتهم، مما يدفع بعجلة
    الاقتصاد للتقدم، وهذا يعني إعادة النظر في التقسيم الدولي للعمل وبالتالي
    إعادة صياغة العلاقات الدولية. وفي هذا السياق نشير إلى أن الاقتصاد
    العالمي يعتمد أساساً على الطاقة، ولاسيما النفط والغاز منها، حيث يشكل
    النفط 40% من الطاقة المستخدمة عالمياً، أما الغاز فيشكل نسبة 21%، والطلب
    العالمي على هذين المصدرين للطاقة في تزايد مستمر، فزيادة الطلب السنوي على
    النفط تصل إلى حوالي 2% وعلى الغاز الطبيعي 3,4%، وقد ارتفع مستوى إنتاج
    النفط الخام من 65,410 مليون برميل/ يوميا عام 1991 ليصل في عام 2000 إلى
    74,510 مليون برميل/ يوميا وفي عام 2006 وصل إلى 84,8 مليون برميل /يوميا،
    وكذلك إنتاج الغاز الطبيعي، فقد ارتفع من 1993,8 مليون متر مكعب ليصل إلى
    2422,3 مليون متر مكعب، ورافق زيادة إنتاج النفط الخام، ارتفاع في الأسعار،
    متجاوزاً 78 دولار للبرميل في نيسان 2006، وتخطى 145 دولار في البورصات
    العالمية منذ آذار 2008. وتشير الوكالة الدولية للطاقة إلى تأثر نمو
    الاقتصاد العالمي بمتغيرات أسواق النفط، حيث تراجع الناتج المحلي الإجمالي
    في دول العالم بمقدار 0,8% أو ما يعادل 380 مليار دولار عندما بلغ متوسط
    سعر البرميل 45 دولار خلال عام 2003/2004، كما وأنه دفع بتقليص الناتج
    المحلي الإجمالي للدول الأعضاء في اتفاقية العملة الموحدة (اليورو) بمقدار
    0,7% خلال عامي 2004 ـ 2005 ولليابان بنسبة 0,6% وللولايات المتحدة
    0,4%(1).


    إن تزايد أهمية الطاقة في تطور الاقتصاد العالمي (لاسيما بعد الحرب
    العالمية الثانية)، أدى إلى تركيز اهتمام المراكز الاقتصادية، برسم سياسات
    للوصول والسيطرة على منابع ومصادر هذه الطاقة، ولما كانت الولايات المتحدة
    كمركز اقتصادي رأسمالي عالمي، يمتلك أكبر قاعدة اقتصادية مؤثرة وفاعلة، إلى
    جانب استحواذه المطلق لنتائج استحقاقات الثورة العلمية ـ التقنية وامتلاكه
    القوة العسكرية الهائلة، كان لزاما عليها أن تضع إستراتيجية للوصول إلى
    مصادر الطاقة، وتحول دون الآخرين، وبأقل التكاليف، ودون أن تدفع (إن أمكن)
    بالتناقضات مع حلفائها إلى التأزم وبالتالي المواجهة العسكرية. وانطلقت
    السياسة الأمريكية في البحث عن عدو خارجي ما، أو خطر خارجي ما، لملء الفراغ
    الذي أحدثه انهيار المعسكر الاشتراكي، وتوظيفه لترهيب حلفائها المنافسين،
    وبالتالي الإبقاء على سيطرتها وتفوقها أمام المراكز الاقتصادية الأخرى ومن
    ثم سيطرتها على النظام العالمي وليكون القرن الواحد والعشرون هو قرن
    الإمبراطورية الأمريكية، ورأت في (الإرهاب الدولي) عنوانا للعدو الخارجي
    المنشود، وترسخ هذا العنوان أكثر بعد أحداث أيلول 2001، وبدأت باستكمال
    إستراتيجيتها العالمية الجديدة للسيطرة على مصادر الطاقة وطرق إمداداتها،
    تحت ذريعة مواجهة الإرهاب بالضربات الاستباقية، ووجدت القوى الاقتصادية
    الأخرى نفسها تدور في حلقة أشبه ما تكون بحلقة الحرب الباردة ولكن في ظل
    تهديد عدو وهمي أسمته أمريكا، «الإرهاب».

    ومع تفكك المنظومة
    الاشتراكية، أصبحت أمريكا تلك «الجمهورية الإمبراطورية» ذات نزعة شمولية،
    فقد اكتسبت على الخصوص القناعة المطلقة بذاتها، جاعلة من هذه القناعة
    القاعدة المتينة لكل سياستها الخارجية والدبلوماسية والتجارية والعسكرية،
    ومنذ العقد الأخير من القرن العشرين، قامت أمريكا بدافع إرادتها في الهيمنة
    الرامية إلى إذلال حلفائها وخصومها على السواء بتنظير هذه الإرادة على
    أعلى مستويات البلاد، وزارة الخارجية، البنتاغون، ومجلس الأمن القومي في
    البيت الأبيض. ومن الوثائق الرسمية حول هذا الموضوع، نشير إلى تقرير
    للبنتاغون أعدته في العام 1991 لجنة رأسها نائب وزير الدفاع المكلف بالشؤون
    الخارجية بول وولفووتز(2)، وهو التقرير الذي لا يدع أي مجال للشك حول
    الهدف الأمريكي المنشود في تأمين الحفاظ على وضع الولايات المتحدة كقوة
    عظمى وحيدة في العالم والذي اكتسبته بعد انهيار المعسكر السوفييتي السابق،
    وهو الوضع الذي تعمل على صيانته ضد كل محاولات تقويضه أو الإخلال به أو
    التفوق عليه من قبل مراكز قوى مهمة في أي نقطة من العالم. فالسياسة
    الخارجية الأمريكية إذن تحدد لنفسها هدفا يسعى إلى إقناع خصومها ومنافسيها
    المحتملين بأن لا طائل من وراء طموحهم إلى القيام بدور هام، ولا حتى رغبتهم
    في القيام بمجرد دور إقليمي، مما يعني بالتالي «تثبيط همتهم في المساس في
    النظام الاقتصادي والاجتماعي القائم أو تحدي الهيمنة الأمريكية» ومن ثم كما
    يستنتج معدو التقرير المذكور، تأتي الأهمية الأساسية لوجود عسكري ملحوظ في
    أي مكان من العالم تتعرض فيه هيمنة الولايات المتحدة للخطر أو المنافسة.
    ومن الطبيعي إذن أن يدفعهم هذا، انطلاقاً من وضعهم الجغرافي المتميز كجزيرة
    قارية، إلى أن يؤدوا في العالم دوراً مشابهاً لدور بريطانيا العظمى في
    أوربا القارية على مدى القرن التاسع عشر. فلا همّ لأمريكا سوى تفادي هيمنة
    أيّ كان، في أوربا وأسيا أو أمريكا اللاتينية وإفريقيا أو في الشرق الأوسط
    والعمل بالتالي في ذلك الاتجاه باستعمال كل الوسائل المتاحة إن دعت الضرورة
    لذلك.
    ميـــرون
    ميـــرون
    المدير العام
    المدير العام


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    انثى

    البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط Empty رد: البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط

    مُساهمة من طرف ميـــرون الثلاثاء مارس 09, 2010 12:18 pm

    «قضية أمريكا هي
    الأعمال» هذا ما كان يقوله الرئيس كيلفن كوليدج عام 1923. ومع مرور خمسة
    وثمانين عاماً لا تزال هذه المقولة صحيحة. بل ولقد كانت هذه النظرية قائمة
    منذ السنوات الأولى لقيام الولايات المتحدة: «إن سلوكنا الأساسي الوحيد في
    علاقاتنا مع الأمم الأجنبية هو أن نقيم معها علاقات تجارية لا تتضمن سوى
    أقل قدر ممكن من الصلات السياسية» هكذا كان يقول جورج واشنطن وهو يودع
    الرئاسة. فحتى اليوم وإن لم يعد الجزء الثاني من هذه التوصية متبعا من قبل
    القادة الأمريكيين الذين كانوا، على العكس، مدفوعين على مدى القرن العشرين
    وإلى الآن في التورط أكثر في السياسة الدولية كلما ازداد بلدهم قوة، فإن
    الجزء الأول من هذه التوصية يظل أكثر من أي وقت مضى هو المعمول به اليوم.
    ففي هذا المجال يعتبر الرئيس كلينتون التلميذ الأكثر وفاء لمعظم سلفه
    ابتداء من أولهم. فمنذ فترته الرئاسية الأولى عام 1993 والانشغال
    المركنتيلي يهيمن على نشاطه الخارجي وأهدافه الإستراتيجية. فليس للولايات
    المتحدة من طموح سوى الهيمنة الدائمة على كامل الكرة الأرضية بدافع حب
    القوة ولأنها على قناعة بأنها مكَلَفَة بذلك برسالة سماوية، ولكن لأنها تحب
    كسب المال، أجل المال ثم المال ولا شيء غير المال، حيث يجتمع كل ذلك عندها
    بشكل وثيق في شعار(3):

    «In God, in gold and in colt, we trust» (نحن نثق بالله
    والذهب والمسدس).

    ومع نهاية الحرب الباردة انتقلت المعركة الرئيسية من أجل
    الهيمنة العالمية، لفترة وجيزة، من حومة الحرب الكونية إلى الميدان
    الاقتصادي. فبالنسبة للأمريكيين الذين لم تصبح قوتهم العسكرية موضع أي جدل
    اليوم، صارت التجارة الدولية ذات أهمية إستراتيجية كبرى في كل سياساتها ولا
    سيما الخارجية. فأعادت خلال هذه السنوات توجيه سياستها الخارجية في اتجاه
    مألوف لديها ألا وهو غزو أسواق خارجية جديدة واكتساحها مع إرادة الانتصار
    على كافة منافسيها بما فيهم حلفاؤها التقليديون. وفي هذا السياق يقول جفري
    غرتن وهو وزير سابق للتجارة الخارجية في حكومة الرئيس كلينتون: «لقد أصبح
    الأمريكيون بالفعل في هذا الصراع من أجل الأسواق الخارجية من العدوانية
    والصلافة والوقاحة والعجرفة ما جعل شركاءهم أكثر فأكثر تذمرا منهم وغير
    قادرين على تحملهم»(4). ونتيجة هذه السياسة أصبحت صادرات الولايات المتحدة
    تنمو اليوم بمعدل ثلاثة أضعاف عن باقي تجارتها (ومما يسهم في هذا الاتجاه
    أيضا، تراجع قيمة صرف الدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى) وهي تسهم
    بمقدار ثلثي نموها القومي على الرغم من أن ميزانها التجاري يظل أكثر
    الموازين اختلالاً في العالم، وهو الاختلال الذي لا يعوضه سوى كون الدولار
    يظل العملة الحسابية الوحيدة على كامل الكرة الأرضية (واليورو وحده المؤهل
    لمنافسة هذه الهيمنة).

    لقد استطاعت واشنطن بعد حرب الخليج عام 1991 أن تعلن قيام
    «نظام عالمي جديد»، وصارت هذه العبارة تستخدم بسرعة للدلالة على الآلية
    الجديدة لإدارة الشؤون الدولية، وتتوافق مع المصطلح الجديد «العولمة»، وفي
    عام 1994 عندما أحدثت المنظمة العالمية للتجارة، كانت التعابير الجديدة في
    اللغة الاقتصادية قد دخلت في التداول في جميع أرجاء العالم، وأصبح الصلف
    الأمريكي بلا حدود، هذا ما يؤكده جيسي هيلمز الذي كان رئيساً للجنة الشؤون
    الخارجية في مجلس الشيوخ (1995 ـ 2001) بقوله: «نحن في مركز الدائرة ونريد
    أن نبقى في المركز، وعلى الولايات المتحدة أن تقود العالم حاملة الشعلة
    الأخلاقية والسياسية والعسكرية للحق والقوة، وأن تكون قدوة لجميع الشعوب
    الأخرى». ويبدو توماس فريدمان المستشار الخاص لوزيرة الخارجية الأمريكية
    مادلين أولبرايت، أكثر صراحة عندما يقول: «من أجل أن تنتصر العولمة، على
    أمريكا أن لا تخشى أن تتصرف كقوة عظمى لا تهزم، وهي فعلا كذلك. إن اليد
    الخفية للسوق لا يمكن أن تعمل من دون قبضة بارزة، وماكدونالد لا يمكن أن
    ينتشر من دون دوغلاس صانع الطائرة (ف ـ 15)، إن القبضة الخفية التي تضمن
    الأمن العالمي لتكنولوجيات (وادي السيلكون) هي الجيش والطيران والقوة
    البحرية للولايات المتحدة»(5)

    الشرق الأوسط في الإستراتيجية
    الأمريكية
    ميـــرون
    ميـــرون
    المدير العام
    المدير العام


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    انثى

    البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط Empty رد: البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط

    مُساهمة من طرف ميـــرون الثلاثاء مارس 09, 2010 1:03 pm

    وفي الشرق المعقد كما
    رآه الجنرال ديغول يتقدم الأمريكيون أكثر من أي مكان آخر من العالم،
    بـ«فكرة واضحة» ألا وهي السيطرة على الوضع. فهناك مصالحهم الاقتصادية
    والإستراتيجية التي تتعدى أهميتها الهائلة كل التصورات. فحسب أحدث
    التقديرات سيرتفع الطلب العالمي على البترول بمعدل نمو 1,7% حتى سنة 2010،
    ليصل الاستهلاك إلى 93,5 مليون برميل يوميا. والشرق الأوسط الذي يمتلك ثلثي
    الاحتياطي العالمي منه، وحده القادر على أن يؤمن في الآجال الزيادة
    المطلوبة في الإنتاج الذي تتطلبه مثل هذه الزيادة في الطلب، لأن باقي
    المناطق البترولية الكبرى في العالم مثل بحر الشمال، آسيا الوسطى، خليج
    غينيا، لن تسهم إلا بقسط ضئيل بحكم امتلاكها لاحتياطي أقل أو تأخرها في
    استغلال مناجمها النفطية، أو بحكم رغبة أصحاب هذه الثروات في الاقتصاد
    فيها، كما هو شأن الولايات المتحدة.

    وفضلا عن ذلك، وبحكم نفس
    هذه الثروة البترولية التي لا مثيل لها وذات الأهمية الحيوية بالنسبة لكل
    الدول الصناعية الكبرى وليس فقط بالنسبة لأمريكا، يشكل الشرق الأوسط في
    الوقت الحالي أكثر مناطق العالم تعرضا للمطامع وأكثرها تأزما، وينتج عن ذلك
    بطبيعة الحال أن نجد هنا أكثر بلدان العالم شراء للأسلحة، بلدان تسعى
    الولايات المتحدة أن تكون أول مموليها، وقد وصلت مبيعاتها إلى حدود 15
    مليار دولار سنوياً، أي نصف المبيعات السنوية. ويوضح ذلك مدى أهمية الدور
    الذي تؤديه الصناعة العسكرية إلى جانب اللوبيات البترولية في تحديد وبلورة
    السياسة الخارجية للبيت الأبيض في هذه المنطقة الواسعة

    والولايات المتحدة تطمح منذ
    عقود في السيطرة على هذا الشرق الأوسط المعقد الذي يأوي الكثير من مصالحها
    الحيوية، وبتحديد أكثر في إذلاله وتطويعه لصالحها على حساب أهم خصومها
    فيه. فالشرق الأوسط الذي يتصوره الأمريكيون والذي يشبه كثيراً ذلك الذي ظل
    شمعون بيريز يحلم به منذ اتفاقيات أوسلو، سوف يتكون من بلدان يكون معظمها
    بل كلها إذا أمكن (صديقة) لهم، وسوف تبقى (إسرائيل) التي سلَّم جيرانها
    بوجودها، أقوى وآمن شريك للولايات المتحدة في هذه المنطقة من العالم. ومن
    أجل ذلك يواصل الأمريكيون مواعظهم السلمية ودعواتهم للديمقراطية ومبادئ
    الأمم المتحدة الأساسية وحقوق الإنسان علنا، ويعملون وفق مبدأ «فرق تسد»
    ضمنا، ويخطئ من يتوهم غير ذلك. ولعل حرب الخليج الأولى 1980 والثانية عام
    1991 واحتلال العراق عام 2003 وحرب تموز 2006 خير شاهد ودليل.

    إن فهم حقيقة السلوك
    الأمريكي في الشرق الأوسط يتطلب تحديد وفهم أهداف السياسة الخارجية
    الأمريكية بشكل عام وتجاه المنطقة العربية على الخصوص، كما يحتاج إلى دراسة
    وإدراك كيفية صنع القرار داخل أروقة الدوائر السياسية والفكرية في واشنطن.
    من هنا تنبع أهمية التركيز على الضوابط والمتغيرات التي تحكم السياسة
    الخارجية الأمريكية، وهذه الضوابط يمكن اختصارها بالنقاط التالية(6):

    ـ الولايات المتحدة وبحكم
    كونها قوة عظمى، لديها سياسة عالمية يتم بعد رسمها وضع السياسات الإقليمية
    الخاصة بمناطق العالم المختلفة بما يخدم السياسة العامة. وعليه فالسياسة
    الأمريكية في الشرق الأوسط هي تابع متغير يتأثر تأثيرا مباشرا بتغير
    السياسة العامة.

    ـ بعد أحداث أيلول 2001 انتقل مركز الثقل والاهتمام في
    السياسة الأمريكية من المسرح الأوربي إلى المنطقة العربية، هذا التحول جاء
    نتيجة تغير طبيعة (الأخطار) التي كانت تواجهها الولايات المتحدة.
    ـ إن السياسة الأمريكية
    التي أبدت في النصف قرن المنصرم تمسكا واضحا بالنظام الإقليمي العربي
    واستقراره بدأت ترى أن تغييره مصلحة أمريكية
    .
    ميـــرون
    ميـــرون
    المدير العام
    المدير العام


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    انثى

    البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط Empty رد: البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط

    مُساهمة من طرف ميـــرون الثلاثاء مارس 09, 2010 1:51 pm

    ـ تستخدم الولايات
    المتحدة خطابا ديماغوجيا للتمويه على أهدافها الإستراتيجية (كالحرب على
    الإرهاب)

    ـ
    إن إستراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة، تبين بوضوح أن الإدارة
    الأمريكية تعتقد بوجود قانون أخلاقي ـ اقتصادي ـ سياسي عالمي ومعايير
    أخلاقية مشتركة تتمثل بقيم الحرية والديمقراطية والمبادرة الاقتصادية
    الحرة، وأن أمريكا سوف تحارب و «تكسب» الحرب على الإرهاب من خلال نسف أو
    تغيير الأنظمة التي تنافس القيم الليبرالية الاقتصادية والاجتماعية
    والسياسية والعسكرية حول العالم

    ـ إضافة إلى الإرهاب فإن
    الخطر الآخر الذي بدأت تركز عليه الإدارة الأمريكية هو منع انتشار أسلحة
    الدمار الشامل وعدم السماح للدول «المارقة» أو «الجماعات المتطرفة»
    لامتلاكه.


    ـ من المهم التأكيد على أن تغير طبيعة الخصم لم تؤثر على المصالح الرئيسية
    للولايات المتحدة في المنطقة العربية وهما اثنتان: النفط والكيان
    الصهيوني. فعلى سبيل المثال يمكن القول أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط
    كان على الدوام وسيلة وليس غاية لخدمة وحماية المصالح الأمريكية في المنطقة
    تشتد الحاجة إليها أو تقل بمقدار تأثيرها على هذه المصالح.

    وتعتبر المصالح الاقتصادية
    القاعدة الأساسية التي تقوم عليها السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وهي
    تشمل صناعة النفط، العلاقات التجارية مع دول المنطقة وإقامة المشاريع
    الاستثمارية في مختلف المجالات الاقتصادية. غير أن النفط وصناعته وعائداته
    النقدية وطرق استثماره في الأسواق العربية والعالمية، جميعها تعد المحور
    لهذه المصالح، وأهميتها لا تقتصر على الاقتصاد الأمريكي فقط، بل تتعداه إلى
    اقتصاديات الدول الصناعية المتقدمة والنامية على حد سواء، ذلك أن النفط
    مادة إستراتيجية لا غنى عنها، ولا بديل يماثلها في الوقت الحاضر على الأقل،
    كمصدر للطاقة اللازمة لحياة الإنسان، ولزومها لتشغيل آلات المصانع
    والمعامل، فهو عصب الحياة العصرية. وليس من قبيل المصادفة التاريخية أن قال
    جورج كليمانصو في أثناء الحرب العالمية الأولى: «إن النفط ضروري كالدم».

    وما يزيد من أهمية النفط
    بالنسبة لأمريكا على وجه الخصوص، المؤشرات التي تبين أن استهلاكها يتزايد
    بصورة مستمرة، فقد كان في عام 1992 حوالي 17 مليون برميل في اليوم، تستورد
    ما نسبته 40% وفي عام 2003 وصل إلى 19,5 مليون برميل في اليوم تستورد ما
    نسبته 60%(7) ومن المنتظر أن يستمر الوضع التصاعدي في الاستهلاك مع تراجع
    واضح للاحتياطات النفطية الأمريكية، وبالتالي الاعتماد المتزايد على
    الواردات. ليس ذلك وحسب، بل سوف تزداد المنافسة الأمريكية في أسواق النفط
    في الشرق الأوسط، بدخول الصين هذه الأسواق مع أوائل هذا القرن.

    لقد أضحى مفهوم أمن الطاقة
    أحد تجليات المفاهيم الأمنية التي بدأت تتشكل وتأخذ مكانتها العلمية ضمن
    العديد من التغيرات والمفاهيم التي تلت حقبة ما بعد الحرب الباردة.
    فالملاحظ للصراعات الدولية في وقتنا الحالي يجد أن أمن الطاقة أصبح شأنه
    شأن العديد من المحددات التقليدية الأخرى (الحفاظ على مكانة الدولة، التوسع
    وتأمين الحدود) التي تشكل السياسة الخارجية للدول. «إن تفوق الأمم يمكن أن
    يُقرر بواسطة امتلاك النفط ومنتجاته» هذا ما أكده الرئيس الأمريكي كوليدج
    قبل نحو قرن من الزمن. من هنا نرى الصراع بين الولايات المتحدة والصين
    والعديد من القوى الصناعية المتقدمة والصاعدة قد أصبح أكثر وضوحاً حول
    مصادر الطاقة. كما أضحت العديد من مناطق الوفرة في مصادر الطاقة مناطق صراع
    ابتداءً من منطقة الخليج العربي مروراً بآسيا الوسطي وبحر قزوين وأمريكا
    اللاتينية وصولاً إلى القارة الإفريقية. وعليه فإن أمن الطاقة يشكل أهمية
    كبيرة في السياسة الخارجية الأمريكية ـ وكذلك للدول الصناعية الكبرى ـ، حيث
    لا يمكنها الاستغناء عن النفط والغاز الطبيعي، في ظل تزايد الطلب العالمي
    على الطاقة. فالنمو السريع للاقتصاد العالمي يستدعي زيادات كبيرة في
    إمدادات الطاقة، حيث إن الاعتماد على مصادر أخرى مثل الفحم والطاقة النووية
    والمصادر البديلة المتجددة سيكون مساعداً على تلبية الطلب، وليست متجاوزةً
    لأهمية النفط والغاز الطبيعي، لاسيما في ظل ارتفاع سعرهما، وبصفة خاصة
    النفط الذي استغرق 37عاماً فقط ليتضاعف سعره 50 ضعفاً، والذي يتم الاعتماد
    عليه بشكل أساسي في الحياة اليومية للمواطن الأمريكي كوقود لمحرك سيارته،
    ومصدر لتدفئة منزله ورفاهيته
    ميـــرون
    ميـــرون
    المدير العام
    المدير العام


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    انثى

    البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط Empty رد: البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط

    مُساهمة من طرف ميـــرون الثلاثاء مارس 09, 2010 4:20 pm

    ويعتبر النفط مصدراً
    محدوداً، مآله إلى النضوب، ونظرا لهذه الخاصة، فقد تغير من كونه مصدراً ذا
    أهمية اقتصادية إلى مصدر للتدخل العسكري في مناطق الإنتاج، التي تحتل مكانة
    إستراتيجية على الصعيد العالمي. ولذلك، يرتبط ملف النفط، بنظرة أي إدارة
    أمريكية، إلى جملة من الحقائق الهامة:

    الأولى: إن نفط روسيا
    وإفريقيا ووسط آسيا لن يغني واشنطن عن نفط منطقة الشرق الأوسط التي تمتلك
    ثلثي احتياطيات العالم من النفط.

    الثانية: إن نفط الشرق
    الأوسط هو الأرخص سعراً والأسهل استخراجاً، وبالتالي فهو الأقدر على
    المنافسة.


    الثالثة: إن الولايات المتحدة لا تمتلك سوى 2% من احتياطيات العالم من
    النفط في الوقت الذي تستورد فيه 25% من صادرات العالم من النفط.

    ولذلك فقد انطلقت السياسة
    الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط عموماً والخليج العربي خصوصا، من ضرورة
    حمايتها من أي منافس لها، والذي من شأنه تهديد المصالح الأمريكية هناك،
    ولاسيما الحصول على النفط بأسعار منخفضة لها ولحلفائها، ولهذا فقد أعلن
    الرئيس كارتر في خطاب حالة الاتحاد عام 1980، أن أي محاولة من القوى
    الخارجية للسيطرة على الخليج سيمثل تهديداً للمصلحة الأمريكية والذي يستدعي
    التدخل بالقوة لحماية المصلحة الأمريكية، وبالتالي حماية دول منطقة الخليج
    من التدخل الخارجي، وكان يقصد بالقوى الخارجية (الاتحاد السوفيتي السابق
    في حينه). هذا وكان لدى إداراتي كارتر وريجان خوف من قوى إقليمية ساعية إلى
    السيطرة على الخليج، لاسيما إيران الإسلامية الراغبة في القيام بدورٍ
    محوري في منطقة الخليج والسيطرة على منابعه النفطية. والتي كانت أيضاً
    أولية إدارة كلينتون حيث تضمنت وثيقة الأمن القومي في عام 1996 أن أي تهديد
    لمنطقة الخليج العربي يمثل تهديداً للمصالح الأمريكية، مما يتطلب استخدام
    القوة المسلحة. وفي دراسة للكاتب سمير أمين يوضح فيها هذا التحول بقوله:
    «دخل النظام العالمي في مرحلة جديدة انطلاقاً من التسعينات فظهرت
    استراتيجيات جديدة فيما يخص إدارة موارد الطاقة، والنفط خاصة، تجلى هذا
    التحول في قرار واشنطن بالتدخل العسكري المباشر في المنطقة ومن خلال ضمان
    التحكم المطلق في أسواق النفط لصالحها، بمعنى آخر الاستيلاء المباشر على
    الموارد وتحديد أوجه التصدير والأسعار، وأخذت المؤسسة الأمريكية في تنفيذ
    هذا المشروع انطلاقاً من حرب الخليج عام 1990. وتعود الأسباب التي أدت إلى
    العمل بهذا المنهج الجديد إلى إدراك واشنطن أن النفط سيصبح موردا ناضبا
    نادرا في «المستقبل القريب»، ولن تتوافر الكميات المطلوبة لمواجهة الطلب
    المتزايد عليه وبالتالي إن استمرار استفادة واشنطن بمركزها المميز يتطلب
    السيطرة المباشرة على مناطق الإنتاج. بالإضافة إلى أن هذه السيطرة من شأنها
    أن توفر لواشنطن أداة ضغط فعالة على الدول الأخرى ولاسيما أوربا
    والصين».( وفي تقرير صادر عن مركز «خدمة الأبحاث في الكونغرس» بعنوان
    «حوار أمن الخليج ومشاريع عرض مبيعات الأسلحة في 14 يناير 2008 (9). يشير
    إلى المساعدات الأمنية كأداة لإبراز الدور الأمريكي في منطقة الخليج
    لمواجهة هذه التحديات. كما ويشير إلى أن الحفاظ على الاستقرار في منطقة
    الخليج العربي قد أصبح لفترة زمنية طويلة أحد أولويات الأمن القومي
    للولايات المتحدة الأمريكية. ويرجع ذلك إلى الرغبة في تأمين التدفق الحر
    للبترول والغاز الطبيعي للأسواق الدولية. إلى جانب دعم الحكومات الإقليمية
    الحليفة في جهودها الهادفة لتحقيق التوازن بين التهديدات الخارجية، والحفاظ
    على الأمن الداخلي. وقد ظهر هذا جلياً إبان العدوان العراقي على دولة
    الكويت (بتواطؤ أمريكي ضمني) في بداية التسعينيات حيث انتفضت واشنطن لقيادة
    تحالف دولي للدفاع عن دولة الكويت، ومن ثم الحرب على العراق واحتلاله عام
    2003
    .
    ميـــرون
    ميـــرون
    المدير العام
    المدير العام


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    انثى

    البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط Empty رد: البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط

    مُساهمة من طرف ميـــرون الثلاثاء مارس 09, 2010 4:24 pm

    الأبعاد الاقتصادية لغزو
    العراق

    إن الامبريالية الأمريكية قد خدعت الشعب الأمريكي نفسه حينما زعمت أنها
    تخوض هذه الحرب العدوانية في سبيل إزالة أسلحة الدمار الشامل والقضاء على
    إرهاب تنظيم القاعدة وتأمين حرية الشعب العراقي، وأثبت الواقع زيف ادعاءات
    الإدارة الأمريكية، وكشف عن الأبعاد الحقيقية لهذه الحرب، والمتمثلة في
    استعمار العراق والحفاظ على سيطرتها النفطية في المنطقة التي تجاوزت في
    استغلالها وسرقتها كل الحدود. فقد كانت حرب الخليج الثانية التي شنتها
    الولايات المتحدة على العراق عام 1991 مشروعاً استثمارياً ناجحاً، هذا ما
    يكشفه الكاتب توفيق المديني في دراسته (وجه الرأسمالية الجديد) موضحا أن
    كلفة تلك الحرب كانت بنحو 40 مليار دولار، دفعت الولايات المتحدة منها 10
    مليارات دولار، ودول الخليج العربي، السعودية والكويت خصوصاً، مبلغ 30
    مليار دولار. وتم الحصول على تلك الأموال من خلال رفع أسعار النفط، إذ إن
    سعر برميل النفط قبل بدء الحرب كان بحدود 15 دولار، ومع بدء المعارك ارتفع
    إلى 42 دولار، فتم جني فوائد بقيمة 60 مليار دولار، تقاسمتها السعودية
    والكويت 30 مليار دولار، والشركات الاحتكارية النفطية الأمريكية، التي تشرف
    على إنتاج وتسويق النفط 30 مليار دولار. ولما كانت عمليات استخراج وتجارة
    النفط، ولا تزال، من احتكار الشركات الأمريكية أي الشقيقات السبع، تملك
    الدولة الأمريكية منها 5 شركات، فقد قسم مبلغ 30 مليار دولار على النحو
    التالي: 21 مليار دولار ذهبت إلى الحكومة الأمريكية و9 مليارات دولار إلى
    المصالح الاحتكارية الخاصة. وفي المحصلة النهائية، ربحت الإدارة الأمريكية
    مبلغ 21 مليار دولار من حرب الخليج الثانية، وهي المسألة التي كانت تتستر
    عليها باسم مشروع «تحرير الكويت». ولا شك أن المبلغ 40 مليار دولار من
    نفقات تلك الحرب، ذهبت إلى المركب الصناعي الحربي الأمريكي. لهذه الأسباب
    نفهم أن الحرب الأمريكية في عام 1991، خيضت لأسباب اقتصادية، لا من أجل هدف
    إنساني أو الدفاع عن الحرية».(10).

    إن الاحتلال الأمريكي
    للعراق، كما يراه مايكل هدسون وهو مدير مركز الدراسات العربية المعاصرة في
    جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة، يعني أن سياسة الولايات المتحدة في
    المنطقة قد تحولت من السياسة التقليدية التي قامت على الحفاظ على استقرار
    «الستاتيكو» الإقليمي إلى سياسة تدخل نشط تعمل على إعادة بناء المنطقة
    وتنظيمها من جديد. وأن هذا التحول يعبر عن ثورة راديكالية في السياسة
    الخارجية الأمريكية تكمن مصادرها العميقة في انتهاز شبكة نافذة من
    المحافظين الجدد المتأثرين بنفوذ مصالح الجناح اليميني (الإسرائيلي) لأحداث
    أيلول 2001، كي تطبق جدول أعمالها الذي استغرق إعداده سنوات طويلة، والتي
    حول فيها المحافظون الجدد مصدر الخطر الاستراتيجي على الأمن القومي
    (العالمي) للولايات المتحدة بعد انهيار المنظومة السوفيتية إلى أعداء آخرين
    بلورتهم هجمات الحادي عشر من أيلول. ويكمن البعد الثاني في مشروع
    المحافظين الجدد في «تفعيل الهيمنة الأمريكية عمليا» ومحاولة كسب «معركة
    القلوب والعقول» في الشرق الأوسط.(11)

    وحسب وجهة النظر الأمريكية،
    الوسيلة السهلة جداً لخوض الحرب ضد العراق تكمن في إقامة نظام عميل تشرف
    عليه الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر. أما لماذا العراق بالذات؟
    فهناك أسباب رئيسية:

    ـ العراق يستحوذ على ثاني أكبر احتياط نفطي في العالم، ويحاذي
    مناطق غنية بالنفط، وبالتالي السيطرة على أهم مصادر الطاقة في العالم، لخنق
    منافسيها الاقتصاديين الأوربيين واليابانيين والصينيين

    ـ العراق منهك بسبب الحروب
    الطويلة والحصار المفروض عليه منذ عام 1990.

    ـ يوفر العراق ذريعة
    للأمريكيين بسبب ما تدعيه واشنطن من امتلاكه أسلحة الدمار الشامل.

    ـ اتخاذ العراق المحتل
    مرتكزا لإحكام السيطرة على الوطن العربي وإعادة بنائه على مختلف المستويات
    الأمنية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية في سياق ما بات يسمى
    (مشروع الشرق الأوسط الكبير) وبما يتسق مع مصالح الأمن القومي الإستراتيجية
    للولايات المتحدة الأمريكية.

    الولايات المتحدة وإعادة إعمار
    العراق:


    في يوم 20/3/2003 شنت الولايات المتحدة عملية «الحرب العراقية» التي رمت
    إلى الإطاحة بحكم الرئيس العراقي صدام حسين. وفي منتصف نيسان كان القتال قد
    توقف بصورة أساسية، ولكن الولايات المتحدة لم تعلن إلا في يوم الأول من
    أيار انتهاء العمليات العسكرية. بهذا الإعلان واجهت الولايات المتحدة
    التحدي الصعب لضمان الاستقرار في فترة ما بعد الحرب وإعادة إعمار العراق
    وتشجيع تحول سياسي سلمي إلى (حكومة عراقية جديدة وديمقراطية)، وفق
    الإستراتيجية الأمريكية.

    لقد كان الحسم العسكري
    الأمريكي سريعا في العراق، لكن مسألة إعادة إعمار العراق وتحويله إلى بلد
    مزدهر وديمقراطية منفتحة تعيد تشكيل الشرق الأوسط، تبدو في غاية الصعوبة
    والتعقيد، إن لم تكن مستحيلة، في ظل الظروف والمعطيات الراهنة.

    بداية، أقدمت الإدارة
    الأمريكية من خلال سلطة الائتلاف المؤقتة، على هدم مكونات الدولة العراقية
    وحظرت سيطرة الحكومة المركزية على الاقتصاد، وعملت على خلق قطاعات خاصة
    ومالية مستقلة وتسخير البنى التحتية الطبيعية لخدمة مشروعها في العراق
    القائم على استحواذ واستغلال الثروات الطبيعية (وتحديداً الثروة النفطية)
    وتوفير أسواق استهلاكية مناسبة لمنتجاتها السلعية والخدمية، وبناء اقتصاد
    تابع لمشروعها. وقد وضعت الحكومة الأميركية أهدافا مالية (يمكن القول أنها
    مستحيلة) لعملية إعادة إعمار الاقتصاد العراقي. وقد واجهت هذه الجهود
    تحديين كبيرين الأول يكمن في تحويل الاقتصاد المركزي إلى اقتصاد السوق،
    والتحدي الثاني يكمن في حتمية ووجوب بناء أركان اقتصاد متدهور منذ عقود
    طويلة، أكثر من إعادة بناء بلد مزقته الحرب. وتتضمن العملية إنشاء نظام
    مالي راسخ وتشييد مؤسسات حكومية فاعلة وخصخصة المؤسسات الحكومية الخدمية
    وإعادة بناء قطاعات الاقتصاد الحساسة والعمل على توفير الخدمات الأساسية
    كالتعليم والطاقة الكهربائية والماء والرعاية الصحية وتوفير الوظائف وتطبيع
    العلاقات مع العالم وتهيئة أرضية صالحة لتطبيق النظام والقانون. ومع ذلك
    فان (مجموعة الإصلاحات الاقتصادية) التي قامت بها سلطة الائتلاف المؤقتة
    انحرفت عن المبادئ المرسومة باتجاهات عدة(12):

    1 ـ الاقتصاد المركزي الذي
    تديره الحكومة كان يجب أن يتم تغييره وتحويله لا أن يتم إعادة بنائه.

    2 ـ بحثت عن إصلاح رئيسي
    للقطاع المالي العراقي وان لم تكن تلك الإصلاحات حادثة في غير أوانها.

    3 ـ التركيز العميق
    والأيديولوجي على مناخ استثمار تجاري مشجع يعمل على تهيئة الأجواء لتحرير
    العمل والأسواق الرأسمالية.
    ميـــرون
    ميـــرون
    المدير العام
    المدير العام


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    انثى

    البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط Empty رد: البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط

    مُساهمة من طرف ميـــرون الثلاثاء مارس 09, 2010 4:26 pm

    4 ـ قيام السلطة
    المؤقتة للائتلاف بفرض إصلاحات قانونية مهمة بصفتها قوة محتلة رغم تحذير
    الكثير من الاقتصاديين لها من أن تحذوا حذو الإصلاحات الاقتصادية الجذرية
    التي اتبعها الاتحاد السوفيتي والمعروفة (المعالجة بالصدمة)، إلا أن سلطة
    الائتلاف المؤقتة مارست العديد من الإصلاحات الجذرية في القطاع المالي
    وتحرير العمل وأسواق رأس المال والاستثمارات الأجنبية وخصخصة المشاريع
    الحكومية ورفع الدعم الحكومي للقطاعين الزراعي والنفطي ما انعكس صداه بشكل
    كبير على حياة العراقيين.

    أما المال الأميركي
    واستخدامه خلال فترة حكم سلطة الائتلاف والذي كان من المؤمل أن يعيد إحياء
    وتجديد الاقتصاد العراقي في وقت قريب ويعمل على توفير: أ ـ عدد معتبر من
    الوظائف للعراقيين ب ـ فرص عمل للشركات العراقية. ج ـ مرونة في الاقتصاد
    المحلي. إلا أن التأخير الناجم عن إجراءات الحكومة الأميركية الخاصة
    بالتعاقد والصراعات الدائرة حول أي الوكالات سوف تقوم بالتنظيم والسيطرة
    على العقود فان السلطة لم تنفق إلا (333) مليون دولار على مشاريع إعادة
    إعمار العراق مع حلول منتصف حزيران 2004 من مبلغ (18.4) مليار دولار مخصصة
    لهذه الغاية. نجم عن هذه السياسة انهيار الاقتصاد العراقي خلال حكم سلطة
    الائتلاف المؤقتة ما أدى إلى: أ ـ زيادة في أسعار السلع الاستهلاكية ب ـ
    عدم فاعلية وكفاية التوليد الكهربائي. وكانت التركة عند تحويل السلطة من
    سلطة الائتلاف إلى الحكومة العراقية المؤقتة في حزيران 2004 تتمثل بالآتي: 1
    ـ انحدار الناتج المحلي. 2 ـ انخفاض مستوى المعيشة. 3 ـ زيادة إجمالية في
    أسعار السلع التجارية. 4 ـ زيادة سوء التغذية. 5 ـ ارتفاع نسبة الوفيات في
    الأطفال الرضع. 6 ـ ارتفاع نسبة البطالة.7 ـ تفشي الفساد. مما يعني إخفاق
    سلطة الائتلاف في سياستها الاقتصادية والذي قلل بدوره من شأن آثار عملية
    الإصلاح المستهدفة.

    لم يتغير الوضع كثيراً في مرحلة ما بعد سلطة الائتلاف المؤقتة،
    فقد شهد تدهوراً جوهرياً واسعا، تسبب وإلى حد كبير بكوارث الحرب والفوضى
    المدنية وحكومات عراقية غير مستقرة وضعيفة، على الرغم من إدخال تحسينات على
    السياسات المتبعة، وقد شهدت وتيرة الأعمال المسلحة تصاعداً مضطرداً منذ
    نقل السلطة في حزيران 2004 أجبرت كلاً من التحالف والحكومات العراقية
    المختلفة على تحويل التمويل أكثر فأكثر إلى الجانب الأمني، وتحويل
    المساعدات قصيرة الأمد لمواجهة الأعمال المسلحة التي أضعفت البنى التحتية
    والاقتصاد بصورة كبيرة، ومثلت تهديداً مستمراً لصادرات البلد النفطية
    وإيقاف الاستثمار الأجنبي إلى حد كبير مخلفة إرثاً من جرائم العنف الطائفي
    والعرقي المتنامي، وإحداث تحولات وتغيرات دائمة في طبيعة الحكم المحلي
    والمركزي، أعاق بصورة جدية التنمية المحلية، كما أعاق تنفيذ مشاريع البنية
    التحتية اللازمة لبناء الاقتصاد البديل، وتعذر معه فهم الاقتصاد العراقي عن
    طريق ادعاءات (الاقتصاد الرياضي) الذي يعتمد على تحليل الظواهر الاقتصادية
    وصياغة الفرضيات الاقتصادية بعبارات رياضية، بحيث يمكن اختيارها إحصائيا
    بالملاحظة.


    كما لم تستطع وكالة المعونة الدولية الأمريكية أن تتعامل مع التحدي الذي
    تواجهه في العراق، فالمقاولون (المتعاقدون) الخارجيون لا يستطيعون أن
    يديروا برنامج عون فعال في العراق، فالدولارات تحتاج لأن تذهب إلى
    العراقيين وليس إلى الممولين، فحسب تقرير صادر عن الاتحاد الأوربي أشار إلى
    أن كل دولار يخرج كمساعدة يعود إلى الخزانة الأمريكية بواقع دولار
    ونصف(13). لقد انصبت الجهود الأمريكية في المعونة طويلة الأجل عوضاً عن
    مشروعات قصيرة ومتوسطة الأجل، تلبي حاجة العراقيين وتعطي مالا للعراقيين
    وتجلب استقرارا ودعما للجهود الأمنية. إن وكالة العون الأمريكية تعمل على
    وضع الخطط لمشروعات لا ترتبط بإجراءات ذات فاعلية أو متطلبات يمكن الدفاع
    عنها. ويبدو أن هذه الوكالة تعيش في عالم تخيلي مفرط في التفاؤل حيث لا
    توجد بالفعل مشكلات ولا تحديات ولا حاجة إلى إستراتيجية عامة وخطط وقياس
    للنجاح. وفي هذا السياق يتحدث آمر فرقة المهندسين التي تشرف على العمل في
    بعض مشاريع إعادة إعمار العراق الجنرال ويليام ماكوي معترفاً بأن ما جرى
    ليس عملية إعادة إعمار، حيث لم تسع الولايات المتحدة إلى ذلك في يوم من
    الأيام وإنما كل ما جرى هو فقط مجرد «إطلاق» عملية إعادة الإعمار. ويضيف أن
    نصف ما خصص لإعادة الإعمار أنفق على مواجهة «التمرد» إضافة إلى تكاليف
    التحقيق التي اقتضتها محاكمة الرئيس الراحل صدام حسين وبناء نظام سجون
    ومراكز اعتقالات متطورة(14). وفي تقرير آخر نشره عضو مجلس الشيوخ السناتور
    ستيوارت بوين المفتش العام المكلف بمراقبة عملية إعمار العراق يوم
    26/4/2008، أشار إلى سوء التسيير الذي شاب عمليات إعادة إعمار العراق، مما
    تسبب في إهدار ملايين الدولارات وعدم إتمام مئات المشاريع. وذلك بعد أن
    فُحص أكثر من 47 ألف مشروع. وأشار التقرير إلى أن العديد من المشاريع التي
    قيل إنها قد استكملت، أو أنها قد نجحت، لم تكن كذلك.(15)

    إن نجاح المشاريع التي
    تديرها الوكالة، هو مدخل لبلوغ هدف تحقيق اقتصاد عراقي متحرر ثابت ومستقر،
    غير أن المشكلات الأمنية ومواطن الضعف الأخرى التي تعتري تنظيم وتنفيذ
    الجهود الأميركية لإعادة الإعمار تحول دون تحقيق النجاح الكامل، ويعزى
    السبب في الإخفاق إلى الفساد الإداري والمالي والإشراف المتسم بالانحلال أو
    غير الموجود، وعمليات الاحتيال والاختلاس الواضحة من جانب المسؤولين
    الأمريكيين وفقدان أو سوء امتلاكهم الخبرة في البناء الاقتصادي أو العمل في
    مثل هذه الظروف التي يعيشها العراق، ما يتوجب معه خلق كفاءات مبنية على
    السيرة الذاتية للأشخاص والقيام بعمليات مسح ميداني كفوءة وتخطيط إستراتيجي
    ونقل تخطيط سيطرة إعادة الإعمار للعراقيين دون تدخل مباشر، ودفع الأموال
    اللازمة للاستثمار بالمشاريع.

    وفيما يتعلق بدور الأمم
    المتحدة في عمليات إعادة إعمار العراق، فإن الجهود المبذولة من قبل المكتب
    القطري التابع للأمم المتحدة في انجاز أهدافه القطاعية يبدو أنه مازال
    يعاني في أخذ دوره الحقيقي في تنفيذ عمليات إعادة إعمار البنى التحتية
    للاقتصاد العراقي، بسبب وجود العديد من العوائق التي حدت من تصاعد وتيرة
    أعمال مكتب الأمم المتحدة، إذ مثلت الأعمال المسلحة عقبة رئيسية بطريق
    العمل على تنفيذ عمليات إعادة الإعمار وبصورة فعالة، ويأتي تفجير مكتب
    الأمم المتحدة ومقتل ممثلها (سيرجيو ديملو) بداية غير موفقة أدت إلى تحجيم
    دور هذه المنظمة، كما واجهت بعثة الأمم عقبات من نوع آخر أثرت بشكل كبير
    على سير عملها ومنها ضخامة الدور الأمريكي وهيمنته على أغلب مفاصل المؤسسات
    الحكومية في بداية العام 2003 ـ 2005 وعدم تبلور هيكلية إدارية جديدة
    لأغلب الدوائر الحكومية التي فقدت موظفيها وعدم امتلاك مكتب الأمم المتحدة
    التصور الشامل للوضع العراقي والتردي الحاصل في جميع مفاصل مؤسساته وقِدَم
    اللوائح الإدارية والقانونية مع هيمنة البيروقراطية المتخلفة إدارياً
    واستشراء ظاهرة الفساد الإداري والمالي الذي بدد أموالاً كبيرة، رصدت
    لإعادة إعمار الاقتصاد العراقي، ومن الملاحظ أن أعمال مكتب الأمم اقتصرت
    على المشاريع المتوسطة والصغيرة في محاولة لتلافي العقبات الروتينية التي
    باتت تعيق تقدم جهود إعادة الإعمار كما أن تقليص عدد أفراد بعثة الأمم
    المتحدة وانتقال اغلب نشاطات المكتب إلى عمان، أضعف مستوى العلاقة، وهذا
    بدوره يستدعي الوقوف على تقييم المرحلة السابقة ووضع إستراتيجية جديدة
    تنسجم مع دور حقيقي وفاعل للأمم المتحدة(16). ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة
    وصندوق النقد الدولي فإن العراق بحاجة إلى قرابة ستين مليار دولار لإعادة
    إعمار الحد الأدنى من مقومات الحياة، وخاصة في مجالات الكهرباء ومياه الشرب
    والزراعة والنفط والصحة والأمن، لم يتوفر من هذا المبلغ سوى 32,7 مليار
    دولار. ومن الأسباب في عدم وفاء الدول والمنظمات المانحة بما وعدت به،
    يلخصها المراقب العام للحسابات في الولايات المتحدة ديفد إم ووكر وخبراء
    آخرون في الأمم المتحدة في عدة نقاط من أبرزها غياب النزاهة والشفافية في
    صرف تلك الأموال، وشيوع الفساد المالي والإداري الذي يستهلك ما يزيد عن 20%
    من تلك الأموال. وآفة الفساد لا تتوقف عند بعض المسؤولين العراقيين وإنما
    تمتد لتشمل المسؤولين الأميركيين أنفسهم كما ذكر الحاكم الأميركي الأسبق في
    العراق بول بريمر في مذكراته حينما تحدث عن اختفاء ثمانية مليارات دولار
    كانت مخصصة لإعادة إعمار العراق. وكل نتائج التحقيقات التي تمت بشأن العراق
    كانت خواتيمها إما إغلاق ملف القضية أو توقيع عقوبات خفيفة جداً.
    ميـــرون
    ميـــرون
    المدير العام
    المدير العام


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    انثى

    البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط Empty رد: البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط

    مُساهمة من طرف ميـــرون الثلاثاء مارس 09, 2010 4:31 pm

    إن السياسات الاقتصادية
    التي اتبعتها الإدارات المتعاقبة في العراق (سلطة التحالف والحكومات
    العراقية المتعاقبة) أنتجت سلسلة من السلبيات، كانخفاض القوة الشرائية
    للأفراد وانخفاض القيمة الحقيقية للمدخرات والودائع، مثلما تسببت في زيادة
    أسعار السلع المحلية وتفشي حالات الفقر، وارتفاع أعداد العاطلين عن العمل،
    مما أفضى إلى بروز ظاهرة التضخم في الاقتصاد العراقي، وهو ما دفع بالبنك
    المركزي العراقي لاتباع سياسة نقدية جديدة نهاية 2005 لامتصاص التضخم، إذ
    عمد إلى رفع سعر الفائدة لامتصاص السيولة النقدية وخلق التوازن بين المعروض
    النقدي من جهة والمعروض السلعي من جهة أخرى. حيث رفع البنك سعر الفائدة في
    آب 2004 إلى 6% ثم في أيلول 7% وهكذا وصلت في كانون الأول 2007 إلى 20%.
    وبالرغم من ذلك، فقد بقيت معدلات التضخم تتجه نحو الارتفاع خلال السنوات
    الأخيرة على نحو سريع، فقد ارتفع الرقم القياسي العام لأسعار المستهلك خلال
    الأعوام 2003 ـ 2004 ـ 2005 ـ 2006 بمعدلات 33.6% ـ 26.9% ـ 36.9% ـ 53%
    على التوالي. وهذا ما أكده أيضا وزير التخطيط العراقي السابق النائب مهدي
    الحافظ بقوله: «إن نسبة التضخم ونسبة البطالة بين القوى العاملة في العراق
    تزيد عن 50%»،وأضاف الحافظ في مؤتمر التمويل المالي والعمل المصرفي بالعراق
    عقد في الأردن،أن هناك بطالة تتجاوز 50% من القوى العاملة، كما أن لدى
    العراق سنوياً نحو 200 إلى 250 ألفاً من الشباب يدخلون سوق العمل، وهناك
    مشكلة التضخم، حيث لا تزال مرتفعة رغم ما يقال عن انخفاضها، إذ تصل إلى
    أكثر من 50%. وقال «أعتقد أن واقع الحال يشير إلى أن هناك فرقاً شاسعاً بين
    ما يعلن وبين الواقع»، مشيراً إلى أن العراق لا يشهد نمواً اقتصاديا
    حقيقيا إلا في قطاع النفط وهو نمو متعثر، كما أن هناك مشكلة الإدارة
    الاقتصادية التي لا بد أن تكون إدارة فعالة وديمقراطية وحكيمة(17). ومن
    جانبه، فقد قال صندوق النقد الدولي إن النمو الاقتصادي للعراق أبطأ مما كان
    متوقعاً في المراجعة الاقتصادية السابقة للصندوق، بسبب عدم تحقق النمو
    المتوقع في إنتاج النفط. وقال الصندوق في مراجعته السنوية لاقتصاد العراق
    إن مستقبل الاقتصاد يعتمد على تحسن الوضع الأمني في بلد يصارع لزيادة إنتاج
    النفط فوق مستواه الحالي والبالغ مليوني برميل يومياً. وتوقع الصندوق وصول
    معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للعراق إلى 6.3% في 2007 بزيادة طفيفة عن
    6.2% في 2006.

    [size=16] وقال الصندوق إنه رغم انحسار التضخم في العراق فإنه لا يزال
    مرتفعاً لأسباب منها نقص منتجات الوقود. وأوضح أن التضخم السنوي لأسعار
    المستهلكين زاد من 31.5% نهاية 2005 إلى حوالي 65% بنهاية 2006 بسبب نقص
    المعروض من السلع لاسيما منتجات الوقود. وساهمت جهود لاحتواء التضخم وتخفيف
    نقص الوقود في تقليص معدل التضخم إلى 46% في حزيران 2007 في حين هبط معدل
    التضخم الأساسي إلى 19%. وأشار إلى أنه ليس من السهل السيطرة على كل عائدات
    النفط العراقي وهو مصدر العراق الرئيسي للعملة الصعبة المطلوب تواجدها
    لإعادة بناء التدمير الحاصل بالعراق بعد الغزو الأمريكي عليه(18).

    وتتكون مصادر الثروة في
    العراق من النفط والغاز، إلى جانب توافر ثروة مائية كبيرة قد تساهم في
    تطوير القطاع الزراعي الذي يشكل نحو 8% من الناتج الداخلي العام ويشغل 20%
    من القوة العاملة العراقية. والقطاع الصناعي الذي تهيمن عليه 192 شركة
    تابعة للقطاع العام (وهي رهن الخصخصة) يعاني بدوره كثيرا من نقص
    الاستثمارات منذ أكثر من عقدين، وتعرضت بنيته التحتية إلى خسائر كبيرة.
    وهكذا يبقى النفط المفتاح المتغير للاقتصاد العراقي، بما أنه يؤمن أكثر من
    95% من عائدات الصادرات وكذلك من مداخيل الموازنة. إن تأثير الحروب على
    العراق يمكن قراءته من خلال متوسط الدخل للفرد الواحد في العراق، الذي
    انتقل من 3600 دولار في عام 1980 إلى معدل فارق اقتصادي محصور بين 960 و720
    دولار في عام 2002، وهذا الدخل الوسطي أضحى يتراوح ما بين 630 و 420 دولار
    في عام 2003، الأمر الذي يجعل من العراق أحد البلدان الأفقر في العالم.
    ومنذ ذلك الحين أصبحت كل مؤشرات التنمية البشرية من أضعف المؤشرات في
    المنطقة، بحيث أصبح سدس العراقيين رهن لنظام توزيع الأغذية، وثلثهم يعاني
    من نقص التغذية، وتراجع كبير في التحاق الأطفال بالمدارس الابتدائية
    والثانوية. بينما كان العراق يقدَم كنموذج ناجح للتنمية في عقد السبعينات.

    وعلى ضوء ما تقدم فإنه
    يمكننا أن نضع استنتاجات حول عملية إعادة إعمار العراق:

    ـ الجهد الأمريكي كان
    ضعيفا في إعادة الإعمار وفي تقييم احتياجات البنية التحتية العراقية، ولم
    يتم قياس وضع موجودات (الأصول) البلاد الاقتصادية الأكثر أهمية.

    ـ عدم وجود خطة تنمية
    وطنية شاملة فضلا عن عملية التخطيط الهزيلة وعملية التنفيذ أيضاً كانت
    مثيرة للمشاكل.

    ـ عدم الاستقرار في الوضع الأمني.
    ـ التخطيط الإستراتيجي كان
    ضعيفا ويعد واضحا في القطاعات الحيوية كـ (النفط والكهرباء وصناعة
    المنتجات النفطية المكررة).

    ـ عملية إبرام العقود لم
    تكن شفافة ولم تضع أهدافاً واضحة، الأمر الذي جعل مشاريع بمليارات
    الدولارات عرضة للفساد وعمليات الاختلاس.

    ـ الملكات الأمريكية التي
    تدير جهود المساعدة ليست لديها خبرة في اقتصاد البلاد وتاريخها ولغتها
    وفترات بقائهم قصيرة لا تمكنهم من اكتساب تلك الأمور أو على الأقل تنسيقها.

    ـ إن
    الإخفاقات في جهود التنمية لا يمكن حصرها في العراقيين فقط، إذ من المهم
    رؤية أن هذه الإخفاقات ما هي إلا أعراض لمشكلة أكبر على مستوى إدارة البيت
    الأبيض في واشنطن، في الإخفاق في وضع أهداف واقعية يمكن تحقيقها.

    ماذا عن قطاع النفط ...؟
    ميـــرون
    ميـــرون
    المدير العام
    المدير العام


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    انثى

    البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط Empty رد: البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط

    مُساهمة من طرف ميـــرون الثلاثاء مارس 09, 2010 4:34 pm

    في عام 1973 أنشئت
    الشركة العراقية للعمليات النفطية بعد أن قامت الحكومة بتأميم عمليات شركة
    نفط العراق، ومنذ ذلك الحين لم تتغير بنية الصناعة النفطية العراقية. وكان
    الحفاظ على هذه البنية بعد الحرب قد أعاق تطور قطاع الصناعة النفطية
    العراقية، وإعادة إعمار العراق، وتحقيق التطور الاقتصادي، وسوف تحد من هامش
    مناورة الموازنة لأية حكومة عراقية.

    الآن وقد أصبح العراق خاضعا
    للاحتلال الأمريكي، فإن أقطاب الإدارة الأمريكية الحالية يريدون خصخصة
    النفط العراقي لكي يصبح ملكية الشركات الاحتكارية الأمريكية، خاصة شركة
    بيكتيل للنفط ومجموعة شركات بارسون. ففي تقرير يحمل عنوان «المواد الخام
    والمصالح النفطية وعدم تركيز الحكم الأمريكي على أسلحة الدمار الشامل عام
    1983»، تظهر الجهود المكثفة التي بذلها المسؤولون الأمريكيون في إدارة
    ريغان في أواسط الثمانينات من أجل نيل موافقة صدام حسين على تمديد خط
    أنابيب نفط بكلفة ملياري دولار تتولى بناءه شركة «بيكتيل» من حقول النفط
    قرب الفرات في الجنوب العراقي عبر الأردن حتى خليج العقبة. وكان رامسفيلد
    مبعوثا خاصا من البيت الأبيض لصدام حسين عام 1983 في هذه المهمة. ويقول جيم
    فاليت مدير أبحاث «الطاقة الدائمة وشبكة الاقتصاد» وأحد الذين أعدوا
    التقرير: إن زيارة رامسفيلد والتقائه بصدام حسين في عام 1983 لم تكن من أجل
    التأكد من استخدام صدام حسين للأسلحة الكيميائية ضد إيران، وهذا ما أعلنته
    الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت، بل من أجل مصالح نفطية لشركة بيكتيل
    الأمريكية بتواطؤ من جورج شولتز الذي كلفه بهذه المهمة كمبعوث خاص من البيت
    الأبيض. وظهر أيضا أن شركة بيكتيل طلبت من ريغان ترتيب هذا الموضوع مع
    صدام. وعلى الرغم من أن هذا الخط لم ينفذ بسبب الرفض العراقي في حينه، إلا
    أن شركة بيكتيل قامت في الآونة الأخيرة بتقديم طلب إلى وزارة التجارة
    الأمريكية طالبت فيه باستمرار تسجيل هذا المشروع وإبقائه رهن التنفيذ عدة
    سنوات أخرى. وشركة بيكتيل الآن حصلت على عقود إعادة إعمار العراق، إلى جانب
    مجموعة «بارسون» التي تعتبر شركة «هاليبيرتون» جزءا من مجموعتها. ومن
    المعروف أن ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي هو الذي يملك شركة
    «هاليبيرتون».


    ويؤكد فاليت بأن كل النزاع والاختلاف بين الولايات المتحدة والعراق يعود
    إلى النفط ورغبة إدارة بوش بالسيطرة عليه(19). وفي ظل (الانتصار) الأمريكي
    على العراق، فإن أهداف إدارة بوش تتضمن التالي:

    أولا: إلغاء تأميم النفط
    العراقي عبر السعي إلى خصخصته مع منح الأفضلية المطلقة للشركات الأمريكية.

    ثانيا: السعي إلى نزع صفة
    الكارتل عن منظمة (أوبك) وتغيير سوق النفط العالمية، وذلك باستعمال العراق
    كأداة في هذه السياسة، مما يعني إخراج العراق من منظمة الأوبك وبالتالي
    بدء انهيار هذا الكارتل النفطي اليتيم في عالم الدول النامية.

    ثالثا: إغراق السوق بكميات
    تفوق حدود الأوبك، من خلال دفع العراق إلى ضخ المزيد من الكميات ودون قيود
    الأوبك، ما يعني تدهور أسعار النفط.

    وتنظر الإدارة الأمريكية
    إلى العراق على أساس انه العملاق النفطي الجديد للسنوات المقبلة، إذ يأتي
    في المرتبة الثانية عربيا بحجم إنتاج 2,4 مليون برميل يوميا، وحجم احتياطي
    مؤكد يبلغ 115 مليار برميل (نحو 11% من الاحتياطات العالمية) إضافة إلى
    وجود ما بين 150 ـ 250 مليار برميل من النفط غير المستكشف، أي ما يعادل
    احتياطات السعودية المؤكدة. وهو ما يمثل منبع غنى وفورة نفطية هائلة
    للولايات المتحدة الأمريكية. ولهذا السبب، يظل النفط العراقي عاملا محوريا
    في احتلال العراق، وهو ما عبر عنه صراحة لورانس ليندسان المستشار الاقتصادي
    السابق للرئيس بوش حين ذكر أن النفط هو الهدف الأساس من الحملة العسكرية
    على العراق. وأيا تكن الأسباب الحقيقية لغزو العراق عام 2003، فقد اعتبر
    الرأي العام العراقي والدولي النفط واحدا من الأسباب الرئيسية وراء الغزو،
    على الرغم من نفي كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية الذين ركزوا على تطوير
    أسلحة الدمار الشامل وصلات النظام العراقي مع منظمات إرهابية كأسباب للحرب،
    وهي ادعاءات ثبت بطلانها حتى الآن.

    قانون النفط والغاز والمصالح
    الأمريكية


    إن قضية النفط في العراق، بقيت هادئة من غير مناقشة علنية حتى العام 2007،
    حين بدأ العمل على قدم وساق لوضع مسودة قانون النفط والغاز، وقد بدأت
    مناقشة علنية بشأن ما إذا كانت الحرب بسبب النفط وما إذا كان مشروع النفط
    سيصب في مصلحة الشعب العراقي. وتم بالفعل إعداد مسودة للقانون في شهر آب
    لعام 2006، ثم أعدت مسودة أخرى في شهر كانون الثاني 2007، وأخيراً أقر مجلس
    الوزراء المسودة الحالية في حزيران 2007، وأرسلت إلى مجلس النواب
    لإقرارها، وهي مازالت تنتظر في أروقة المجلس. تناولت مسودة القانون مسألتين
    هامتين الأولى إعادة تأسيس شركة النفط الوطنية ومنحها الأولوية في
    العمليات النفطية، والثانية الاستعانة بالشركات الأجنبية على أساس عقود
    المشاركة بالإنتاج وعقود الخدمة. وتضمنت المسودة أربعة ملاحق بشكل جداول،
    الجدول الأول يتناول الحقول المنتجة وعددها (27) حقلاً، والجدول الثاني
    يتناول الحقول غير المنتجة والقريبة من عقد الإنتاج وعددها (25) حقلا، وقد
    أنيطت عملية إدارة وتشغيل حقول الإنتاج بشركة النفط الوطنية، كما أنيطت
    عمليات تطوير وإدارة وتشغيل الحقول المكتشفة وغير المنتجة بشركة النفط
    الوطنية حصراً. أما ما تبقى من الحقول فبلغت (26) حقلا أدرجت تحت عنوان
    الحقول غير المنتجة والبعيدة من عقد الإنتاج، ويضاف إلى ذلك ما سمي بالرقع
    الاستكشافية وعددها (65) رقعة، وتعطى تلك الحقول والرقع، بعقود المشاركة،
    للشركات الأجنبية والقطاع الخاص(20).
    ميـــرون
    ميـــرون
    المدير العام
    المدير العام


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    انثى

    البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط Empty رد: البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط

    مُساهمة من طرف ميـــرون الثلاثاء مارس 09, 2010 4:36 pm

    كما أن قانون النفط يؤمن
    عقودا لمشاركة الإنتاج واتفاقات للتطوير والإنتاج، أما ما لا يذكره
    التشريع بوضوح فهو نوع العقود التي تنطبق على الحقول المكتشفة بالفعل،
    الأمر الذي يترك الباب مفتوحا أمام منح عقود مشاركة إنتاج لهذه الفئة من
    المناطق المنتجة للنفط، من غير أي مخاطرة تأخذها الجهة المشغّلة على
    عاتقها(21). وفي ظل أهمية النفط بالنسبة لاقتصاد البلد، لا غرابة في أن
    يغدو قانون النفط مورطا في مشكلات البلد السياسية الوافرة ومواجَهاً بكثير
    من المعارضة من عشرات خبراء النفط والاختصاصيين ومن اتحاد عمال النفط وكذلك
    أحزاب سياسية مختلفة. وما يزيد في الأمور تعقيدا، هي تفسير مواد الدستور
    (الفدرالي) المتعلقة بالسياسة النفطية.

    لقد جعلت إدارة بوش إقرار
    قانون النفط، واحدة من 18 نقطة مرجعية من أجل نجاح حكومة المالكي. لكن في
    ظل فشل «العملية السياسية» تحول مشروع القانون إلى قضية أخرى من قضايا
    الانقسام في البلد. وبالرغم من ذلك فقد أعطت إدارة بوش قانون النفط أولوية
    عالية بين أولياتها بشأن العراق للعام 2007، وغرضها من ذلك، هو أن تطرق
    موضوع أجندتها المحلية وتظهر للكونغرس الذي يقوده الحزب الديمقراطي أن
    تقدما قد تحقق في العراق، على الرغم من النكسات العسكرية والسياسية، والفوز
    بتأييد لتمديد فترة خدمة القوات في العراق. وأثار الاهتمام الأمريكي
    المفاجئ المكشوف والضغط لإقرار قانون النفط على عجل الكثير من الأسئلة،
    نظرا إلى أن شركات النفط الدولية لا تستطيع الاستثمار والعمل في العراق في
    غياب الحد الأدنى من مقتضيات السلامة والأمن، إضافة إلى ما تسرب عن بعض
    تقارير متداولة على نطاق واسع بين شركات النفط الدولية والقائلة أن ستة
    حقول مكتشفة ضخمة ستمنح لشركات أمريكية كبرى، من دون منافسة، وذلك لتعويض
    الولايات المتحدة على تكلفة الحرب والاحتلال.(22)

    وفي هذا السياق نشير إلى ما
    نشرته صحيفة القلعة العراقية لخبر يحمل عنوان «خمسة ملايين دولار أمريكي
    لكل نائب عراقي يمرر قانون النفط»، حيث كشف نائب عراقي عن مفاتحات سرية
    قامت بها جهات تمثل بعض الشركات الأمريكية تتضمن عرضاً أمريكياً بمنح
    النواب الذين يصوّتون لصالح قانون النفط والغاز مبلغا قدره خمسة ملايين
    دولار. وقال النائب: أن المبلغ الذي يمكن أن يدفع للحصول على أصوات تسمح
    بتمرير قانون النفط والغاز لا يتجاوز 150 مليون دولار في حالة تخصيص مبلغ
    خمسة ملايين دولار لكل نائب، وهذا المبلغ سيكون زهيداً مقارنة بالامتيازات
    التي ستحصل عليها الشركات الأمريكية مشيراً إلى أن قانون النفط يحتاج إلى
    138 صوتاً لتمريره وهو ما تسعى الجهات الأمريكية للحصول عليه بوسائل كثيرة
    من بينها شراء الأصوات والترغيب والترهيب ! ورجح النائب العراقي أن تحصل
    الشركات الأمريكية على مبتغاها من بعض النواب الذين سيتعهدون بالتصويت
    لصالح القانون مقابل الحصول على المبلغ المذكور لكنه قال إن بعض النواب لن
    يبيعوا أصواتهم بأي ثمن وتحت أي ضغط كان. وبيّن أن المفاتحات الأمريكية
    التي أحيطت بدرجة عالية من الكتمان تركزت على رؤساء الكتل النيابية وعلى
    الشخصيات المؤثرة في مجلس النواب لضمان الحصول على أكبر عدد من الأصوات،
    مشيراً إلى أن الأمريكان ضمنوا مسبقاً أصوات القائمة الكردستانية لكنهم
    يسعون للحصول على أصوات تكفي لتمرير القانون وإقراره بأسرع وقت ممكن. يذكر
    أن هناك كتلا نيابية ما زالت ترفض بإصرار التصويت لصالح قانون النفط والغاز
    فيما تطالب كتل أخرى بعرضه على الاستفتاء الشعبي العام لكونه يتعلق بمصير
    ثروة العراق النفطية وبقوت الشعب العراقي(23). ومن جهتها فان الحكومة
    العراقية تدفع باتجاه تفعيل دور الشركات الأجنبية (الأمريكية منها تحديدا)
    في قطاع الطاقة، تمهيدا لخصخصته، وإعطائهم الدور الريادي فيه. وهذا ما
    يوضحه بيان صادر عن رئاسة الوزراء العراقية يؤكد فيه أن المالكي أمر وزارتي
    النفط والكهرباء العراقية بإبرام عقود مع شركات أجنبية لتحسين مستوى إنتاج
    الطاقة بالشكل الذي يفي بحاجة المواطنين(24). وانسجاماً مع هذا التوجه،
    فقد وقعت شركة مصافي الوسط العراقية عقداً مع شركة «سيسكو» الأمريكية
    لإنشاء وحدة إنتاج البنزين في مصفاة نفط النجف بـ 85 مليون دولار. وأعلن
    دثار الخشاب، المدير العام للشركة أن العقد عرض على مجلس الوزراء لاتخاذ
    الإجراءات اللازمة بشأنه في غضون أسبوع ويُؤمل أن تكتمل الوحدة في غضون 24
    إلى 30 شهراً(25).

    كلفة الاحتلال للعراق
    ميـــرون
    ميـــرون
    المدير العام
    المدير العام


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    انثى

    البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط Empty رد: البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط

    مُساهمة من طرف ميـــرون الثلاثاء مارس 09, 2010 4:37 pm


    مما لا شك فيه أن كلفة
    الغزو الأمريكي للعراق كان باهظا على العراقيين كما على الأمريكيين، حيث
    يشير مركز استطلاعات الرأي أوبينيون ريسرش بيزنس الذي يتخذ من لندن مقراً
    له إلى أن خمس الأسر العراقية فقدت واحداً على الأقل من أفرادها بين
    آذار2003 وآب 2007. وقدر المركز عدد القتلى بين آذار 2003 وآب 2007 بنحو
    مليون و33 ألفا مستبعدا الوفيات بسبب الشيخوخة. وقالت منظمة هيومن رايتس
    ووتش أن أوضاع حقوق الإنسان في العراق تدهورت خلال العام 2007 وبداية عام
    2008 وخصوصاً مع استمرار العنف ضد المدنيين. من جانب آخر ذكر مركز العراق
    للدراسات الإستراتيجية في إحصائيات رسمية دقيقة عن عدد (أطفال الشوارع) في
    العراق، تشير إلى وجود مليون و600 ألف طفل مشرد، وستة ملايين طفل يتيم،
    وكذلك 900 ألف طفل معوّق، وأكبر موجة نازحين في التاريخ منذ انفصال باكستان
    عن الهند عام 1947، بحسب منظمة الأمم المتحدة. 4,4 مليون عراقي هم مهجرون
    حاليا بالإضافة إلى 2 مليون لاجئ في دول الجوار، وتمزق النسيج العراقي،
    والخراب الذي أصاب الاقتصاد بكل قطاعاته ولا سيما قطاعي التعليم والصحة.
    وعند صدور قرار المندوب السامي الأمريكي بتشكيل مجلس الحكم على أساس
    المحاصصة العرقية والطائفية، تحقق فعلا انهيار الدولة العراقية. إن اعتبار
    العراق حفنة من الطوائف والمجموعات العرقية، وليس جماعة وطنية واحدة، كان
    الخطوة الحاسمة في تقويض بنية الدولة. وكل ما تلا ذلك القرار من إجراءات
    (الحكومات الانتقالية، الدستور، النظام الانتخابي، الجيش الجديد والأجهزة
    الأمنية، نظام التوظيف في مؤسسات الدولة ووزاراتها، البرلمان الجديد،
    وحكومة ما بعد الانتخابات)، أسس على قاعدة المحاصصة الطائفية والإثنية،
    واستبطن بالتالي تصوراً انقسامياً للدولة والشعب والسياسة.

    أما على الجانب الأمريكي،
    فإن تقديرات تكلفة الحرب لم تكن تتجاوز في أسوأ الأحوال خمسين إلى ستين
    مليار دولار حسب وزير الدفاع الأميركي السابق رمسفيلد، والآن بعد خمس سنوات
    على الغزو، الفاتورة بلغت عشرة أضعاف ذلك المبلغ، هذا علاوة على ما أنفقته
    بريطانيا وغيرها من دول التحالف في العراق. لقد تجاوزت كلفة حرب العراق
    أربعمائة مليار دولار وتقترب من تخطي كلفة كل من حربي كوريا وفيتنام، وقد
    تصل كلفتها الإجمالية إلى ثلاثة آلاف مليار دولار، بحسب ما أفاد كتاب نشر
    أخيرا في الولايات المتحدة وشارك في وضعه الأمريكي جوزيف ستيغليتز، حائز
    جائزة نوبل للاقتصاد. وقال الكتاب إن المصاريف الأمريكية المخصصة للحرب في
    العراق تصل إلى أكثر من 12,5 مليار دولار شهرياً في 2008 مقابل 4,4 مليار
    دولار في 2003. وبعد خمس سنوات من الحرب في العراق، ترتفع كلفة العمليات
    العسكرية الأمريكية مع الحرب على أفغانستان، إلى 16 مليار دولار شهريا أي
    الميزانية السنوية للأمم المتحدة، بحسب ما أوضح ستيغليتز وبيلمس في
    كتابهما. وقدر الكاتبان أن النزاع سيكلف بحلول عام 2017 أكثر من ثلاثة آلاف
    مليار دولار. بالإضافة إلى تأثير حرب العراق على ارتفاع أسعار النفط بعد
    أن انتقل سعر برميل النفط خلال خمس سنوات من 25 دولارا إلى أكثر من 125
    دولار.


    وخسرت الولايات المتحدة أكثر من 4 آلاف جندي وأصيب عشرات الآلاف حتى الآن،
    مع ذلك فهي لا تسيطر حتى على المنطقة الخضراء بمحيط لا يتجاوز 16 كلم.
    وتوجيه الجهود والأموال هو من الأخطاء الفادحة في العراق، فالولايات
    المتحدة أنفقت أكثر من 20 مليار دولار لتدريب 250 ألف شرطي و 160 ألف جندي
    عراقي. لكن المسؤولين العراقيين أنفسهم يؤكدون أنهم، وبرغم كل تلك الأموال
    والتدريب، لن يتمكنوا من إدارة الشؤون الأمنية في البلاد قبل نهاية العام
    2012 والعام 2018 بالنسبة إلى السيطرة على الحدود.

    هل تكون المعاهدة العراقية ـ
    الأمريكية مخرجاً لأزمة الاحتلال؟
    ميـــرون
    ميـــرون
    المدير العام
    المدير العام


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    انثى

    البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط Empty رد: البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط

    مُساهمة من طرف ميـــرون الثلاثاء مارس 09, 2010 4:40 pm

    مما لا شك فيه أن نظام
    الاحتلال آخذ في التدهور، شهراً بعد شهر وعاماً بعد آخر. وكان طبيعياً أن
    يثور الجدل من جديد حول مسوغات الحرب وشرعيتها، وأن يضاف إليه جدل آخر حول
    الأخطاء التي ارتكبت بعد الاحتلال وأدت إلى تحول العراق (النموذج) إلى
    العراق الكارثة، وحول مسؤولية هذا الطرف أو ذاك عن الإخفاق الكبير الذي مني
    به المشروع العراقي. وبعد خمس سنوات من الاحتلال يعلن الرئيس الأمريكي
    جورج بوش في 10/4/2008 أن العراق لا يزال في وضع هش لا يسمح بخفض عدد
    القوات الأميركية المشاركة في الحرب التي تثير الاستياء بين الأميركيين إلى
    ما دون 140 ألف جندي. مؤكدا أن من يخلفه في منصبه في كانون الثاني 2009
    سيضطر إلى اتخاذ قرار بشأن كيفية إنهاء الحرب الدموية التي تلقي بظلالها
    على إرثه كرئيس. وتسعى الإدارة الأمريكية إلى إبقاء العراق الفدرالي مرتعا
    خصبا لمصالح شركاتها، النفطية منها تحديداً، من خلال المعاهدة العراقية ـ
    الأمريكية المزمع عقدها خلال سنة 2008 والتي حددت ملامحها الرئيسية وثيقة
    إعلان النوايا التي تمت بين رئيس الوزراء نوري المالكي والرئيس بوش في شهر
    تشرين الثاني الماضي، إعلان مبادئ لتوجيه المفاوضات الخاصة بقيام اتفاق
    سياسي ـ اقتصادي ـ أمني. هذه المعاهدة مصممة لتحقيق أهداف الاحتلال، من
    خلال عقد صفقات سرقة ثروة الشعب والسعي إلى تقسيمه وتفتيته وتسليم مصيره
    وثروته للمصالح الأمريكية وحلفائها. إن من أهم الأهداف الآنية للاحتلال
    وحكومة المالكي تتمثل في تأمين مُستلزمات الإقرار الكامل والحاسم لمعاهدة
    (الانتداب الجديدة)، والتي راح يُروج لها وزير الخارجية هوشيار زيباري
    وغيره، بتزويقها ومحاولة إظهارها بأنها وسيلة لإخراج العراق من سلطة ما
    يسمونه البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة! لكن روبرت غيتس وزير الدفاع
    الأمريكي لم يمهلهم طويلاً فأعلن على الملأ أن هذه المعاهدة التي ستبرم
    قريباً تعني البقاء الطويل الأمد للقوات الأمريكية على حالها إلى أن يتم
    (تطبيع الأوضاع بين أمريكا والعراق)(26).

    وكان وزير الخارجية العراقي
    هوشيار زيباري قد قال بأن العراق يأمل في إبرام تحالف مع الولايات المتحدة
    بحلول تموز المقبل يرسي أسس العلاقة الإستراتيجية بين البلدين ويحدد الوضع
    القانوني للقوات الأمريكية. وأشار إلى أن محادثات فنية ستبدأ في بغداد في
    وقت قريب بشأن تحالف يرسي أساس العلاقات بمجرد انتهاء صلاحية التفويض الذي
    تمنحه الأمم المتحدة للقوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق بحلول
    نهاية 2008. وقال الوزير في تصريحات أوردتها وكالة رويترز للأنباء: «سندخل
    في مفاوضات مصيرية ومهمة مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية للوصول إلى
    اتفاقية للتعاون والصداقة طويلتي الأمد سوف تحدد العلاقة في كل جوانبها.»
    وأضاف «هذه الاتفاقية ستكون مهمة جدا بالنسبة للعراق وبالنسبة للمنطقة ولا
    نريد أن نستبق الأحداث. وقال إن الدور المستقبلي للقوات الأمريكية
    وانسحابها في نهاية المطاف سيكون متضمنا في الاتفاق، وسيتناول أيضاً
    العلاقة بين قيادتي الجيشين العراقي والأمريكي والنتائج القانونية والأمنية
    للحصانة التي يتمتع بها أفراد القوات الأمريكية في العراق. وكان الرئيس
    بوش قد أعطى انطباعاً بشأن التزام طويل المدى في العراق حينما قال في
    مقابلة تلفزيونية يوم الجمعة أن بقاء الولايات المتحدة في العراق قد يستمر
    لعقد من الزمان على أبسط تقدير(27). وفي هذا الإطار فان إعلان المبادئ لم
    يوضح كم ستبقى القوات الأمريكية في البلاد أو ما هي المهام التي ستضطلع
    بها. ويخشى الحزب الديمقراطي (الأمريكي) من أن تستخدم إدارة بوش هذا
    الاتفاق ليكون ملزما للرؤساء الأمريكيين في المستقبل.

    وانسجاماً مع إعلان
    النوايا، فقد بدأ ممثلون عن الحكومة العراقية وحكومة الولايات المتحدة
    الأمريكية بتفعيل منتدى الحوار العراقي ـ الأمريكي لمناقشة التعاون
    الاقتصادي في عدد من المحاور التي تهم الجانبين وترأس الاجتماع نائب رئيس
    الوزراء برهم صالح ونائب وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الاقتصادية
    والطاقة والزراعة روبن جيفري إضافة إلى نائب وزير الخزانة للشؤون الدولية
    ديفيد ماكورماك بالإضافة إلى مشاركة وزراء المالية والتخطيط والنفط
    والكهرباء والصناعة والتجارة والإسكان والاعمار والزراعة العراقيين وعدد من
    كبار موظفي رئاسة الجمهورية والوزراء وكبار الموظفين والفنيين من الجانبين
    وعدد من وكالات التنمية. وأعلن المشاركون عن اتفاق الجانبين، على أن يكون
    الاجتماع المقبل في ربيع عام 2009 وتحديد المكان لاحقاً، واستمرار الحوار
    بينهما في مسعى لإنعاش الاقتصاد العراقي ورفع مستوى النمو في البلاد.

    وقال برهم صالح في مؤتمر
    صحفي عقده عقب انتهاء الحوار «إن المنتدى خرج بتوصيات تمثلت بالتزام
    الحكومة العراقية بتنفيذ إجراءات شبكة الرعاية الاجتماعية بغية توفير
    الخدمات الأساسية للفئات الفقيرة، ووضع خطة لرفع نظام البطاقة التموينية
    بشكل تدريجي، واتخاذ التدابير التشريعية على تنمية القطاع الخاص العراقي
    وخلق فرص عمل، فضلا عن الحاجة إلى المزيد من التدابير التشريعية والتنظيمية
    لجذب القطاع الخاص والمحافظة على رأس المال والتكنولوجيا لمختلف القطاعات،
    وكذلك الحث على مواصلة التقدم في مجال إدارة الإيرادات العامة. وأضاف أن
    التوصيات تضمنت أيضا اتخاذ المزيد من الخطوات للتعجيل بتنفيذ الموازنة
    والوقت الملائم لتنفيذ نظام الإدارة المالية وتعزيز الملاحقة والمساءلة..
    والاتفاق مع المسؤولين الأمريكيين على تقديم المساعدة في عملية تقوية قدرات
    مجالس المحافظات وزيادة حجم المخصصات المرصودة للمحافظات من موازنة سنة
    2008. وقال صالح إن «المسؤولين العراقيين أكدوا خلال منتدى الحوار المشترك
    أن عملية تسخير الموارد الطبيعية العراقية بشكل مثمر مازالت إحدى المهام
    الأساسية في تحقيق الإمكانات الاقتصادية للبلد، مشددين على أهمية اعتماد
    الشفافية والمساءلة في إدارة تلك الموارد.. وأن الجانبين اتفقا على تشكيل
    فريق عمل مشترك لمكافحة الفساد ووضع خطة عمل للحكومة العراقية لمكافحة
    الفساد. واتفق الجانبان على العمل جنباً إلى جنب من أجل مساعدة العراق على
    تحديث مؤسساته المالية بما في ذلك مساعدات من الولايات المتحدة الأمريكية
    لدعم القطاع المصرفي والتشجيع على الإسراع في اعتماد اللوائح التنظيمية
    اللازمة لتنفيذ قانون الاستثمار، واتفق الطرفان على عقد اجتماع ثنائي لمجلس
    التجارة والاستثمار قبل نهاية سنة 2008».
    ميـــرون
    ميـــرون
    المدير العام
    المدير العام


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    انثى

    البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط Empty رد: البعد الاقتصادي في الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط

    مُساهمة من طرف ميـــرون الثلاثاء مارس 09, 2010 4:45 pm

    وخلال المؤتمر، وفي سياق
    ذي صلة، ذكر وزير المالية العراقي باقر الزبيدي أن الحوار أبرز الالتزام
    المستمر لقادة العراق نحو إنشاء اقتصاد نشط يعتمد على السوق، فضلاً عن
    الدور المتواصل الذي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية في دعم تلك
    المساعي».


    والملاحظ من خلال أعمال هذا المنتدى، السعي المحموم الذي تبذله الإدارة
    الأمريكية لترتيب أوضاع الشؤون العراقية، (السياسية، الاقتصادية، الأمنية)
    بما ينسجم مع الإستراتيجية الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط، ولاسيما في
    مرحلة ما بعد إعادة الانتشار للقوات الأمريكية في العراق
    .ونجاح هذه الإستراتيجية أو
    فشلها، سيتوقف ليس على ما يحدث داخل الولايات المتحدة فقط، وإنما على ما
    يحدث وسيحدث من مقاومة هذا المشروع في العراق أولاً وإقليمياً ودولياً
    ثانياً.

    (*)
    باحث متخصص في شؤون الشرق الأوسط.

    (1) التقرير الاقتصادي
    العربي الموحد

    (2) القرن الحادي والعشرون لن يكون أمريكيا / بيير بيارنيس /
    ترجمة مدني قصري /المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2003. ص 19.

    (3) المرجع السابق، ص 62.
    (4) المفاهيم الضمنية
    للشرق الأوسط والخليج ـ ناصر ثقافي أميري ـ مجلة شؤون الأوسط ـ ع 121 /
    2006 بيروت.[

    (5)
    سادة العالم الجدد ـ د. جان زيغلر ـ مركز دراسات الوحدة العربية 2003 ـ
    ص 33.

    (6)
    الولايات المتحدة والصراع العربي ـ الإسرائيلي بين إدارة الأزمة وحلها ـ
    د. مروان قبلان، دراسات إستراتيجية، ع 17ـ18 2006 دمشق.

    (7) التقرير السنوي لعام
    2005 الصادر عن صندوق النقد العربي.

    سمير أمين، مجلة
    المستقبل العربي، ع 328، لعام 2006.

    (9) عن تقرير واشنطن العدد
    147، 23 فبراير 2008

    (10) توفيق المديني ـ وجه الرأسمالية الجديد ـ منشورات اتحاد
    الكتاب العرب، دمشق 2004 ـ ص 134.

    (11) حول ندوة «احتلال
    العراق وتداعياته» ـ مجلة المستقبل العربي ـ ع 302 ـ 2004 ـ ص 37

    (12) تنمية وإعادة إعمار
    الاقتصاد العراقي ـ ادنر اوزلو ـ موقع شبكة مركز العراق للأبحاث ـ عرض:
    شهاب أحمد الفضلي.

    (13) نقلا عن محطة الإذاعة البريطانية 28/4/2008.
    (14) عن موقع الجزيرة نت.
    (15) شبكة بي بي سي
    العربية نت.

    (16)
    شبكة المعلومات العالمية ـ الأمم المتحدة ـ بعثة الأمم المتحدة
    لمساعدة العراق.

    (17) موقع الجزيرة نت.
    (18) شبكة المعلومات
    العالمية ـ الأمم المتحدة ـ بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق.

    (19) وجه الرأسمالية
    الجديد ـ مصدر سبق ذكره ـ ص 157.

    (20) قانون النفط والغاز…
    ماذا بعد ذلك؟ موقع جريدة الصباح نت.

    (21) معضلات سياسية في
    صناعة النفط العراقية ـ وليد خدوري ـ مجلة المستقبل العربي ـ ع 344 ـ ص 23

    (22) موقع أخبار الخليج ـ
    نت.

    (23)
    موقع وكالة الأخبار العراقية ـ نت.

    (24) موقع صندوق النقد
    الدولي ـ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ـ 9/ 3/ 2008.

    (25) موقع محيط نت.
    (26) موقع العراق للجميع
    نت.

    (27)
    موقع بي بي سي العربية ـ نت.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 1:39 pm