ممـلكـــة ميـــرون

"أبو خليل" ... إسكافي قديـم تسكنه تفاصيل الـمدينة العتيقة 32175b77914d249ceca6f7052b89c9fc

ادارة مملكة ميرون
ترحب بكم وتتمنى لكم قضاء اوقات مفيدة
وتفتح لكم قلبها وابوابها
فاهلا بكم في رحاب مملكتنا
ايها الزائر الكريم لو احببت النضمام لمملكتنا؟
التسجيل من هنا
وان كنت متصفحا فاهلا بك في رحاب منتدانا

ادارة مملكة ميرون

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ممـلكـــة ميـــرون

"أبو خليل" ... إسكافي قديـم تسكنه تفاصيل الـمدينة العتيقة 32175b77914d249ceca6f7052b89c9fc

ادارة مملكة ميرون
ترحب بكم وتتمنى لكم قضاء اوقات مفيدة
وتفتح لكم قلبها وابوابها
فاهلا بكم في رحاب مملكتنا
ايها الزائر الكريم لو احببت النضمام لمملكتنا؟
التسجيل من هنا
وان كنت متصفحا فاهلا بك في رحاب منتدانا

ادارة مملكة ميرون

ممـلكـــة ميـــرون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


,,,منتديات,,,اسلامية,,,اجتماعية,,,ثقافية,,,ادبية,,,تاريخية,,,تقنية,,, عامة,,,هادفة ,,,


2 مشترك

    "أبو خليل" ... إسكافي قديـم تسكنه تفاصيل الـمدينة العتيقة

    avatar
    عدنان
    كبار الشخصيات
    كبار الشخصيات


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    ذكر المزاج : هادئ

    "أبو خليل" ... إسكافي قديـم تسكنه تفاصيل الـمدينة العتيقة Empty "أبو خليل" ... إسكافي قديـم تسكنه تفاصيل الـمدينة العتيقة

    مُساهمة من طرف عدنان السبت أكتوبر 10, 2009 1:42 pm















    بمجرد الدخول الى شارع يافا في المنطقة القديمة وغير بعيد عن الحي
    المحيط بالساحة "ميدان فلسطين" بمدينة غزة، يطالعك "أبو خليل"
    وهو يجلس في غرفة صغيرة ملاصقة لأحد المحال، غرفة لا يتجاوز عرضها متراً ونصف
    المتر وطولها متر واحد، جوانبها وسقفها مصنوعان من خشب قديم مغطى بالزينكو منذ ما
    يزيد على خمسة عشر عاماً.



    "أبو خليل" واسمه إبراهيم أحمد الدريملي (78 عاماً)،
    اسكافي قديم من مدينة غزة امتهن حرفة إصلاح الأحذية القديمة والبالية منذ ما يزيد
    على 62 عاماً، وأضحى أحد الوجوه المعروفة في المكان.



    قال "ابو خليل" وهو يجلس على كرسي خشبي احتل معظم مساحة
    الغرفة الصغيرة أمام سنديانه القديم وصندوقه الخشبي بمحتوياته البسيطة من مسامير
    بأحجام مختلفة، إنه بدأ العمل عندما بلغ السادسة عشرة من عمره، وتعلم هذه المهنة
    بمفرده من الاسكافيين الآخرين حين كان يذهب لمشاهدتهم وهم يعملون، وهكذا تعلم
    أصولها وطور نفسه بنفسه.



    وبعد أن أطفأ نصف السيجارة التي كان يحملها بين إصبعيه ووضعها على
    أحد الرفوف الخشبية الصغيرة بجانبه أكمل بابتسامة بددت قليلاً من ملامح التعب التي
    خيمت على وجهه: ولدت لعائلة بسيطة ولم تتوفر لي ولإخوتي السبعة أية فرصة للتعلم،
    ما دفعني للعمل في مصنع للبلاط مدة عشرين عاماً بجانب عملي في تصليح الأحذية، ثم
    تركت مصنع البلاط واحترفت هذه المهنة التي اكتشفت لاحقاً أنها أكثر المهن ثباتاً
    مقارنة بمهن أخرى !".



    قاطعه أحد طلاب المدارس وهو يسأل بإلحاح عن الساعة فأجابه بلا تردد
    عن الوقت وتابعه بعينيه وهو يتجه مسرعاً إلى مدرسته، ثم أطلق ضحكة رنانة أظهرت
    فرحاً في عينيه كان يخفيه وراء تجاعيد وجهه ونظرته الحادة قائلاً: "لدي أحفاد
    في مثل عمره، وقد تزوجت في الخامسة والثلاثين من عمري وأنجبت سبعة من الأولاد
    والبنات وها هم اليوم آباء وأمهات".



    بلع "أبو خليل" ريقه مع اشتداد الحر في بداية ساعة
    الظهيرة وتابع: "لم أكن أتلقى من عملي سوى عشرة قروش يومياً، الأمر الذي أخر
    زواجي لأنني لا أحب الاستدانة، لذا صبرت حتى تمكنت من الزواج، وحتى الآن لا أقبل
    أية مساعدة من أحد".



    جاءه زبون لإصلاح حذاء، امسك به (الحذاء) ونظر إليه متفحصاً
    جوانبه، ثم وضع فردة من الحذاء على السنديان وثبتها، وبدأ يدق المسامير في جوانبها
    المهترئة ثم قال "علمت أولادي وبناتي كلهم حتى مرحلة (التوجيهي)، ثم علمت
    الأولاد سمكرة السيارات، لم أترك واحداً منهم يتعلم مهنتي"، وأردف قائلاً:
    "أردت لهم الأفضل وأدعو الله أن لا أكون قد قصرت في حق واحد منهم".



    لم تكن تمر خمس دقائق إلا ويمر شخص عابر يلقي التحية على "أبو
    خليل" الذي كان يرد بالمثل مع ابتسامة مريحة.



    ويعرف "أبو خليل" معظم الناس في محيط حانوته الصغير، رغم
    أنه غير مكان عمله عدة مرات في الشارع نفسه، وأشار بإصبعه إلى الجانب الآخر من
    الشارع قائلاً: "كنت أمتلك محلاً هناك، ثم بدأت أمارس عملي على الرصيف
    بصندوقي الخشبي، لكن الأمر كان متعباً، فالبلدية كانت تطردني باستمرار من أجل
    التنظيف، وها أنا اليوم أعمل في هذه الغرفة الصغيرة منذ ما يزيد على 15 عاماً".



    عاصر "أبو خليل" المصريين والانجليز واليهود، عبر فترات
    طويلة من الزمن، تغير فيها الناس وشيدت أبراج سكنية ومنازل في الأراضي المحيطة
    بغرفته، كل شيء تغير إلا هو ومطرقته وأدواته البسيطة القديمة المصاحبة له في رحلته.



    قال بعد أن أنهى تصليح الحذاء ووضع ثمن تصليحه الذي لم يتجاوز "شيكلاً
    واحداً" في درج خشبي صغير: لم يعد الناس كالسابق، لم يعودوا يملكون المال،
    وأفضل وقت كان في عهد الانجليز، عندما كان الجندي يعطيني ثمن تصليح الحذاء
    مضاعفاً، وكذلك اليهود!"، صمت برهة ثم تابع بحزن "أما الحرب الأخيرة على
    غزة فهي أسوأ فترة على الإطلاق، لم أعش مثلها منذ ما يزيد على 62 عاماً".



    عاد طلاب المدارس لسؤاله عن الساعة فأكد أبو خليل ضاحكاً على
    اعتياده هذا السيناريو، مشيراً إلى أن أساتذة المدارس الذين كانوا يأتون عنده في
    صغرهم ما زالوا يسألونه حتى الآن عن الساعة في ذهابهم وإيابهم.



    أمسك جهاز المذياع القديم المعلق على مسمار بجانبه ثم قال مازحاً "يبدأ
    يومي من الساعة السادسة صباحاً ويستمر حتى السادسة مساء، لذا أنا مضطر لسماع
    المحطات الإذاعية لإشغال وقتي رغم أنها تبث كلاماً كاذباً، إذاعات "فالصو"
    مزيفة!".



    أطلق ضحكة طويلة كسر فيها من حدة وضجيج صوت مكبس للزيتون يشغله
    جاره الذي احتل مكاناً بجانبه وهو يكبس زيتوناً لأحد الزبائن، سعل بعدها بقوة
    واضعاً يده على صدره ثم تابع "أحب أم كلثوم وعبد الحليم، كل القديم، أما
    فيروز فأغانيها طويلة"، واصل السعال وهو يقول "مهما تعبت فلن يمنعني من
    العمل سوى الموت".



    أشار بإصبعه إلى دراجة على بضعة أمتار منه، حديدها قديم ودهانها
    متآكل، قاعدة كرسيها بالية وصندوقها الخشبي ذو قفل صدئ وعجلاتها متعبة جراء إعادة
    نفخها بالهواء بين الحين والآخر، مؤكداً أن هذه الدراجة رفيقته التي لا يستطيع
    الاستغناء عنها بأية وسيلة مواصلات أخرى منذ ما يزيد على 55 عاماً.



    تعب من الكلام فمسح جبينه بيديه الملطختين بلون الزيت وطلاء
    الأحذية الأسود، أغمض عينيه برهة، رتب مريوله المهترئ بلونه المشوب بالأسود
    والرمادي لشدة قدمه، ثم عاد إلى نصف السيجارة وأشعلها وأودعها بين شفتيه، ونفث
    دخانها كهاوٍ أو مبتدئ يدخن لأول مرة!



    رجل شهد على وجوده رصيف وشارع، حجارة وشجر، سنوات طويلة بفصولها
    الأربعة، أطفال أصبحوا آباء وأمهات ما زالوا يمرون عليه وهو في الركن نفسه
    بسيجارته المنطفئة المؤنسة له، وبضحكته الجميلة التي تنفي أي هم أو كرب، فأي حزن
    سيخيم على هذا الشارع لو لم يكن فيه الاسكافي "أبو خليل
    "؟.

    cleopatra2
    cleopatra2
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : مصري
    انثى المزاج : بالي وضميري مرتاحين والحمد لله

    "أبو خليل" ... إسكافي قديـم تسكنه تفاصيل الـمدينة العتيقة Empty رد: "أبو خليل" ... إسكافي قديـم تسكنه تفاصيل الـمدينة العتيقة

    مُساهمة من طرف cleopatra2 الأربعاء أكتوبر 14, 2009 6:57 am

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]



    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 12:07 pm