من شواطئ يافا إلى النقب
..
ومن حيفا الى غزة
ومن الجليل الى رام الله
ومن عمان إلى تونس ...
ومن بيروت إلى رحاب القدس الشريف..
نتنقل بين الكلمات ..
لنقلب الصفحات …
ونسترجع الذكريات ...
وندخل سطور التاريخ ...
ونجتاز خيوط الأدب
المعقدة ...
ونعبر دهاليز السياسة ...
نعيش بين تلك الحروف
التي أبدعها درويش
ومطر
ونزار وكنفاني …
وكثيرون غيرهم ..
نعلن الحرب على أعادينا
…
ويثور في داخلنا براكين من الغضب …
وتتفجر أنهار الرغبة في الشهادة ..
وتلاحقنا
أحلامنا ...
وتلاحقنا نزعة من ما يسمى الخوف
أو ما نسميها الإحتياط
يالها من حالة رائعة …
واحساس أروع …
وحماسة تقودني أحياناً إلى الجنون
وأنا أتذكر كلمات ذلك الراحل درويش
:
” سقطت ذراعك فالتقطها …
واضرب عدوك لا مفر …
وسقطت قربك فالتقطني …
واضرب
عدوك بي ..
لا مفر ”
نعم .. أصاب الهدف ..
وفعلاًً وضع يده على الجرح
الذي لا يندمل ..
وأبدع ليحول الاحساس
إلى صورة لا يراها
أحد ..
نعم رسم الصورة بالكلمات …
واصطفت تلك الصور لتصنع
دولة ذات شعب وحكومة
وشعار وعلم وكلمة واحدة …
أنا الحاكم ..
وأنا
الشعب ..
وأنا الحكومة ..
لأبدأ بالغوص في بحر الأوهام …
من سأضع وزير الدفاع …
ومن
سيكون رئيس الوزراء …
أنا ..
أم أنا …
أم أنا
وبعد التفكير الطويل …
قررت أن لا أتورط بمجلس
للوزراء …
لأني إذا وضعت ذاك المجلس ..
لا بد أن انشأ وزارة لمتابعة الفساد …
آه …
وإذا أصبح عندي وزارة للفساد
لا بد أن أضع وزارة أخرى
لمتابعة الفاسدين من وزارة
الفساد …
لا .. لا ..
لا أريد التورط بمجلس للوزراء ..
فلطالما حلمت بأن أكون
طياراَ …
وحامل بندقية …
كم وددت أن لا أفقد إنسانيتي …
فما السبيل ؟؟
وكيف لي أن
أكون انساناً محسناً ..
بأنانية انسانً لشعبي …
وحامل بندقية على عدوي ومغتصبي …
وقاضياً على أولي أمري
ليتحرك الاحساس ..
وتتطاير الأوراق …
وينطق القلم ..
أنت سيد الكلمات ..
وعاشق الحروف ..
ومنشأ المعاني والمفردات ...
هي من بايعتني أن أكون
سيدها …
أن أكون منظمها وموجهها ...
فقسماً بمن خلق الجن
والإنس …
لن أظلمك …
ولن أستبيح عنفوانك …
سأرسم بك الاحساس ..
واصنع من كلماتك عبر
...
فهيا يا حروفي الثائرة
اغضبي …
و اصطفي …
وهيا بنا نصنع الدولة
التي لطالما حلمت بها …
الدولة التي لا
يرأسها إلا واحد ..
أنا …
لا ولي للعهد ..
ولا رئيس بعدي …
لا رئيس ..
لا حاكم بعدي
..
ومن هنا …
ومن ورقي الابي ..
وقلمي المخلص …
اقرأ لكم وثيقة استقلال دولتي :
” وممارسة من حروفي
الثأرة …
في حقها في تقرير مصيرها ..
فإن كلماتي وصفحاتي المعثرة ..
تعلن ..
باسم
الله ..
وباسم الحروف العربية ..
وباسم دمعات الشتات ...
وباسم الثورة التي بداخلي
...
قيام دولتي المجهولة ...
دولة الاحلام ..
دولة المجد ..
على كافة كراساتي وكتبي
... !!
أنا لا أكتب لكم كلماتي
لكي أستعطف قلوبكم ،،
أنما اسطر ما أجده
مواسياً لي ومريحاً _
بعض الشيء _
لقلبي
وعقلي ...
تحتضن عيني دمعات حائرة
..
وتسكن قلبي جمرات موقدة ..
كما ترتسم على شفتي
بسمات ساخرة ...
من رذاذ الحظ
المرسوم
بطريق سيري ...!!
ولكن أبت مشاعري ان
تصافحها ...
إنما أستمر بزراعة
ورود الأمل بطريقي المعبد بالشوك
....
فالشتات والضياع
إتجاهين
لمرسى سفينة الالم !!
الحاملة على متنها
نهاية حكايات الحب والوفاء ،،
لا تفهمني
صديقي
بأن هذين الطريقين
هما إجباريين لهذه السفينة ..!
فقد
ترسو في ما يسمى ميناء السعادة ..
الذي هو بداية ابحارها
...
أعتذر ولكن هذا بالفعل
ما يصيبني
عندما أقرأ كلمات درويش
الساحرة وهذه الأغنية التي تداعب قلبي ومشاعري
ولا أجد نفسي
إلا وأكتب سطورا
والعديد من الكلمات والجمل والفقرات
قد أحفظها وقد
أشطبها
من كراستي أو من جهازي …
لأعود وأتابع هذه الخرافات التي أكتبها ..
والتي قد يعبر عنها البعض بأنها "
غير مفهومة بعض الشيء " ...
فقد تتعدد أشكال المقاومة …
وقدرات الأسلحة
ولكن السلاح الذي قد تعجز
أعظم حكومات العالم ومنظماتها على حظره …
هو القلم …
فلا أعتقد أن أمريكا
سترسل مبعوثها إلى فلسطين
للبحث في ملفها الأدبي …
لا بد أن هذا مستحيل ..
وللأسف ما يصيبنا بعد قراءة …
كل قصيدة …
أو خاطرة ..
أو رواية …
من ثورة
تمزق أحشاءنا لا تستمر …
فلا بد لضيفنا العزيز
” النسيان ”
من زيارة …
فأهلاً بك
أيها النسيان
ضيفاً عزيزاً علي
وعلى كل الأحرار ...