أضواء الشموع والمصابيح تنير حلقات الطلبة الدراسية
غزة/ عدنان
يشعر الطالب محمد عطا الله من حي الدرج بمدينة غزة بقلق بالغ عند تحضيره وقراءته لامتحانات التوجيهي النهائية،لاسيما بعد أن أعلنت سلطة الطاقة عن تقليص كمية الكهرباء المزودة للمواطنين حتى نهاية أيار الحالي، وأسدل انقطاع الكهرباء أمس على منزله أمسية حالكة بالسواد لم تتيح له مذاكرة دروسه إلا بعدما أشعل شمعة
ويعلق عطا الله الذي يتقدم لامتحانات الثانوية العامة - الفرع الأدبي هذه الأيام باستياء عن موعد صيانة المحطة الذي تزامن مع دراسته وتحضيراته للامتحانات قائلا: ألم يكن بمقدورهم إرجاء الإصلاحات لما بعد الامتحانات، أو قطع التيار الكهربائي في أوقات النهار، ألم يكفينا ما خلفته الحرب من توتر نفسي وجسدي
وأعلنت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية في مدينة غزة الشهر الماضي بأن محطة توليد الكهرباء الفلسطينية ستكون تحت الصيانة السنوية القسرية حتى نهاية شهر أيار الحالي، مما يؤثر سلبيا على إنتاج الكهرباء من المحطة، وتوزيعها على المواطنين في محافظات غزة.
ويدرس عطا الله يوميا بمعدل ستة ساعات، بينهم ثلاثة ساعات ضمن الفترة المسائية، ولم يتمكن من إنهاء منهاجه الدسم،
رغم ما حذفته وزارة التربية والتعليم من بعض الوحدات في المنهج، خصوصا في مادتي التاريخ التكنولوجيا.
ولعل ما يهدئ من روعه توافر الغاز في تلك الآونة، الذي سيتيح له المجال لقراءة دروسه على ضوء مصباح الشنبر، وقلب جدول الدراسة إلى وضح النهار رغم ضجة السيارات والأطفال التي تتناهى إلى خلوته، أو السهر إلى ما بعد منتصف الليل لمواصلة القراءة على نور الكهرباء
لكن حال الطالب محمد حسونة في الثانوية العامة- الفرع العلمي كان أفضل من سابقه، فوالده يمتلك مولد للكهرباء في ظل الأزمة التي شهدها القطاع قبل شهور، ويقول حسونة يمكنني أن أتعود على انقطاع الكهرباء، فوقود المولد في متناول اليد، وما يقلقني هو الضجة الصاخبة التي يصدرها المولد، والتي لا تمكنني من التركيز في أوقات الدراسة، مفضلا أضواء الشموع أو مصابيح الغاز والكيروسين للدراسة، وان كانت إضاءتها باهتة - كما يقول.
وغالبا ما يضطر المواطن سعيد المصري في الثانوية العامة- الفرع الأدبي للقراءة مع انبلاج النهار، فمواعيد الدروس الخصوصية بعد فترة الظهيرة تخر قواه، وتمنعه من السهر ليلا حتى مع وجود الكهرباء، وعادة ما تبدأ مذاكرته بعد صلاة الفجر مباشرة، معتبرا أن نور الشمع غير كافٍ للدراسة، فالأجواء تكون مشحونة بالملل والتوتر النفسي، ولا يستطيع القراءة على هذا الحال لأكثر من ساعة، مما يضيق به ذرعا" ، فيغلب عليه النعاس ويخلد إلى النوم، بالإضافة إلى أن وسائل الإنارة البديلة تؤذي العينين وتصيبها بالاحمرار
ويقول والده الذي يراقب أوضاع ابنه عن كثب: تقنين الكهرباء يحدث خللا في تنظيم أوقات الدراسة، وغالبا ما تكون الأجواء مصحوبة بشرود الذهن والقلق، وقد تكون مبررا لعدم القراءة عند بعض الطلاب، مطالبا الجهات المختصة التسريع في أعمال الصيانة، والأخذ بعين الاعتبار مصلحة الطلاب
ويستشيط الطالب هيثم العشي غضبا لتزامن قطع الكهرباء مع موعد الامتحانات، ويقول بلهجة حادة:" لا يوجد رأفة بالطلاب، فالمنهاج دسم للغاية وما حذفته الوزارة من وحدات يثير السخرية، وتضيع الساعات هدرا مع انقطاع الكهرباء، ويسيطر الخوف على قسمات وجهه من استمرار الأمر على حاله إلى وقت الامتحانات النهائية، مما سيؤثر على تحصيله العلمي- حسبما يشير
ويقول الطالب مروان شرير من الفرع الأدبي :الطلبة بحاجة ماسة للراحة النفسية والمعنوية بفترة الامتحانات تؤهلهم
لتقديمالامتحانات بشكل سليم بعيدا عن القلق والعيش بظروف قاسية نتيجة انقطاع الكهرباء، وعدم الدراسة الكافية ،
فالكثير منهم لا يستطيع التنسيق ما بين فترة الدراسة، وفترة انقطاع الكهرباء التي بدأت منذ أيام على الرغم من اقتراب موعد الامتحانات
وتبقى زمام الأمور معلقة في أيدي الجهات المختصة للتسريع بأعمال الصيانة، وإفساح المجال للطلاب لأخذ قسطا وافرا من الراحة في مراجعة دروسهم بعيدا عن وسائل الإنارة البديلة التي أرهقتهم خلال الفترات الماضية من الحصا
ر