الرئيسية
الفلسطينيون وانتظار غودو
الواحد والستون
بقلم: رامي
نكبة وراء نكبة ونكسة وراء نكسة وصمت وراء صمت ،منذ بداية الحكاية العربية الفلسطينية وتوالي التكالب الاستعماري على فلسطين، واقامة الوطن القومي الصهيوني المزعوم على أرض فلسطين،و ظهور حركات المقاومة الفلسطينية ومحاولتها لهزيمة الكيان الصهيوني الغاصب وطرده عن اراضي الفلسطينيين الذين هجروا عن ديارهم عام 1948.
ومنذ هذه النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني قبل واحد وستون عام ،مازال الفلسطينيون ينتظرون غودو الوطن العربي ليحرر فلسطين.
من هو ذلك البطل الذي يسمى غودوو؟
غودو بطل مسرحية كتبها الكاتب الايرلندي صموئيل بيكيت بعنوان انتظارغودو،حينما تحدث عن بلدة صغيرة يعمها الفقر والجوع والظلم والمرض تنتظر شخصاً يدعى " غودو " ليعود الى هذه البلدة ومعه العصى السحرية التي ستحل المشكلات والتعقيدات التي تواجههم، فتستحق الانتظار ياغودو لكي تخلصنا من المرض والجوع والظلم ،فكل يوم تستيقظ البلدة وتذهب الى بوابتها لتنتظر عودة غودو، تاركين اعمالهم ومشكلاتهم دون أن يفكروا في حلها ،معلقين ذلك على عودة البطل غودو،فمرت بهم الأيام والشهور والسنوات ولم يعد غودو ،فإزداد المرض وعم الجهل والظلم والفقر ،فانهكت هذه القرية من الإنتظار الأليم تحت اشعة الشمس المحرقة ،واستسلموا ...لن يعود غودو...فقد يكون مات ، واصبحوا عاجزين عن ايجاد الحلول لمشكلاتهم...أين أنت ياغودو ، بقي فلاديمير واستراغون وهما البطلان الاخريان ينتظرون عودة غودو ، واستمروا لفترة طويلة منتظرين هذه العودة المقدسة،تارة يتسامرون حول مشقة الانتظار وتارة يبكون..وتارة يضحكون...وتارة أخرى يتقاتلون....أحدهم يريد أن يبقى وينتظر العودة ، والآخر لايريد الإنتظار...تبقى حكاية غودو خرافة من الأساطير القديمة...يختلفون...يشتد القتال بينهم... ثم يرجعون مخيبين الآمال....مسرحية تشبه تماما المسرحية الفلسطينية الحالية ،حيث ينتظر الفلسطينيون "غودو" الجيوش العربية منذ عام 1948 الى يومنا هذا، ليحرروهم من المحتل الصهيوني الجاتم على انفاسهم ، ووصولنا الى حالنا اليوم بإنقسام الوطن الى وطنين وحكومتين، وطن يقوده استراغون الضفة الغربية وله شعب فلاديميري ووطن يقوده فلاديمير غزة وله شعب استراغوني ، صراع واقتتال وحرب... قتلى وشهداء كل هذا نتيجه حتميه لفكرة الانتظار ، فاستراغون الضفة يعول على عودة "غودو" الشرعية الدولية والقومية العربية وفلاديمير غزة يعول على عودة غودو العالم الاسلامي لتحرير فلسطين، ومع هذا الانقسام وتتويج البطلين فلاديمير واستراغون لقيادة الوطنين برعاية دولية وأقليمية ، مع نشر المنهج الفلسطيني الجديد بأعتبار الشعب كرة طابة تتقاذفه مضارب فلاديمير واستراغون واعتماد الإكتشاف العلمي الجديد (الضغط لايولد الانفجار) حتى لو انتهكت الكرامة الانسانية، أو قص لسانك ، وقطع رزقك ، او فقدت قدمك أوعنقك.
مخرج مسرحي مصري يدعوا فلاديمير غزة واستراغون الضفة للحوار وانهاء الأنقسام الفلسطيني ليوحدوا الوطن ، لكن المسرحية لم تنتهي ومازال المخرج يحرك الممثلون هنا وهناك لعلى وعسى أن ينجح في ختام مسرحيته وبناء مشهد فلسطيني جميل .. مضحك كان أم حزين...المهم أن نتفق.
الجميل في السابق أن مع وجود فكرة الانتظار الا ان الفلسطينيين يحتجون ويصرخون ويزأرون وينتفضون ويفعلون اي شئ لقضيتهم ولحكاية لجوئهم ولتهويد قدسهم عاصمتهم ، ويحيون مناسباتهم الوطنية ويقفون خطاً دفاعياً وصمودياً في وجه كل مخطط صهيوني اتجاه القرى والمدن الفلسطينية ، ولكن ما يؤلمنا الآن هو ان الفلسطينيين مازالوا ينتظرون غودوو وهم مفعمون بالإحباط حتى تأقلموا على كل شئ ، واصبحت كل الأمور عاديةً، حتى مع تزايد الهجمة الصهيونية القذره لتهويد العاصمة الفلسطينية واخفاء معالهما العربية الفلسطينية.
يااستراغون الضفة......يافلاديمير غزة
غودوو لن يعود ... ولن تحرر فلسطين ... ولن يعود اللاجئون... ولن يحرر الاسرى... ولن تصبح القدس عاصمة فلسطين الواقعية ....الإ عندما نحرر عقولنا من فكرة الانتظار الخرافي....فعليكم ان تعودوا معاً ومع الشعب...بمنهج جديد مكافح مقاوم يقوم على العمل والإنتاج وليس التسول والتخلف...فأوقفوا الآن معا قطع اعناق وأرزاق وأقدام الشعب...واتركوا الافواه تصرخ وتزئر وتتكلم دون تكفير وتخوين....فغودو الوطن العربي وغودو الامم المتحدة وغودو الاتحاد الاوروبي وغودو القوى الاقليمية لن يعود ولن يحرر فلسطين،فمن يحرر فلسطين هو إبن فلسطين الموجود على الأرض والمعذب منكم ومن الإحتلال.
أعرف بان صوتي لن يصلك يافلاديمير غزة وصرختي لن تصلك يااستراغون الضفة....لانكم أصبتم بالطرش الفلسطيني ولاتستطيع آذانكم سماع اللهجة الفلسطينية.
ولاأعرف ان وصلكم صوتي وسمعتموه كيف ستتعاملون معي ،هل ستعتقلوني وتأخذوني نزهه في حدائقكم المعلقة ،أم ستقطعون رزقي؟الحمدلله راتبي ليس منك استراغون ولامنك فلاديمير..فالأرزاق على الله.
ابن الوطن المحتل
من تحت الشمس
الحالم
فاااارس الأحلام
رامي
الواحد والستون
بقلم: رامي
نكبة وراء نكبة ونكسة وراء نكسة وصمت وراء صمت ،منذ بداية الحكاية العربية الفلسطينية وتوالي التكالب الاستعماري على فلسطين، واقامة الوطن القومي الصهيوني المزعوم على أرض فلسطين،و ظهور حركات المقاومة الفلسطينية ومحاولتها لهزيمة الكيان الصهيوني الغاصب وطرده عن اراضي الفلسطينيين الذين هجروا عن ديارهم عام 1948.
ومنذ هذه النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني قبل واحد وستون عام ،مازال الفلسطينيون ينتظرون غودو الوطن العربي ليحرر فلسطين.
من هو ذلك البطل الذي يسمى غودوو؟
غودو بطل مسرحية كتبها الكاتب الايرلندي صموئيل بيكيت بعنوان انتظارغودو،حينما تحدث عن بلدة صغيرة يعمها الفقر والجوع والظلم والمرض تنتظر شخصاً يدعى " غودو " ليعود الى هذه البلدة ومعه العصى السحرية التي ستحل المشكلات والتعقيدات التي تواجههم، فتستحق الانتظار ياغودو لكي تخلصنا من المرض والجوع والظلم ،فكل يوم تستيقظ البلدة وتذهب الى بوابتها لتنتظر عودة غودو، تاركين اعمالهم ومشكلاتهم دون أن يفكروا في حلها ،معلقين ذلك على عودة البطل غودو،فمرت بهم الأيام والشهور والسنوات ولم يعد غودو ،فإزداد المرض وعم الجهل والظلم والفقر ،فانهكت هذه القرية من الإنتظار الأليم تحت اشعة الشمس المحرقة ،واستسلموا ...لن يعود غودو...فقد يكون مات ، واصبحوا عاجزين عن ايجاد الحلول لمشكلاتهم...أين أنت ياغودو ، بقي فلاديمير واستراغون وهما البطلان الاخريان ينتظرون عودة غودو ، واستمروا لفترة طويلة منتظرين هذه العودة المقدسة،تارة يتسامرون حول مشقة الانتظار وتارة يبكون..وتارة يضحكون...وتارة أخرى يتقاتلون....أحدهم يريد أن يبقى وينتظر العودة ، والآخر لايريد الإنتظار...تبقى حكاية غودو خرافة من الأساطير القديمة...يختلفون...يشتد القتال بينهم... ثم يرجعون مخيبين الآمال....مسرحية تشبه تماما المسرحية الفلسطينية الحالية ،حيث ينتظر الفلسطينيون "غودو" الجيوش العربية منذ عام 1948 الى يومنا هذا، ليحرروهم من المحتل الصهيوني الجاتم على انفاسهم ، ووصولنا الى حالنا اليوم بإنقسام الوطن الى وطنين وحكومتين، وطن يقوده استراغون الضفة الغربية وله شعب فلاديميري ووطن يقوده فلاديمير غزة وله شعب استراغوني ، صراع واقتتال وحرب... قتلى وشهداء كل هذا نتيجه حتميه لفكرة الانتظار ، فاستراغون الضفة يعول على عودة "غودو" الشرعية الدولية والقومية العربية وفلاديمير غزة يعول على عودة غودو العالم الاسلامي لتحرير فلسطين، ومع هذا الانقسام وتتويج البطلين فلاديمير واستراغون لقيادة الوطنين برعاية دولية وأقليمية ، مع نشر المنهج الفلسطيني الجديد بأعتبار الشعب كرة طابة تتقاذفه مضارب فلاديمير واستراغون واعتماد الإكتشاف العلمي الجديد (الضغط لايولد الانفجار) حتى لو انتهكت الكرامة الانسانية، أو قص لسانك ، وقطع رزقك ، او فقدت قدمك أوعنقك.
مخرج مسرحي مصري يدعوا فلاديمير غزة واستراغون الضفة للحوار وانهاء الأنقسام الفلسطيني ليوحدوا الوطن ، لكن المسرحية لم تنتهي ومازال المخرج يحرك الممثلون هنا وهناك لعلى وعسى أن ينجح في ختام مسرحيته وبناء مشهد فلسطيني جميل .. مضحك كان أم حزين...المهم أن نتفق.
الجميل في السابق أن مع وجود فكرة الانتظار الا ان الفلسطينيين يحتجون ويصرخون ويزأرون وينتفضون ويفعلون اي شئ لقضيتهم ولحكاية لجوئهم ولتهويد قدسهم عاصمتهم ، ويحيون مناسباتهم الوطنية ويقفون خطاً دفاعياً وصمودياً في وجه كل مخطط صهيوني اتجاه القرى والمدن الفلسطينية ، ولكن ما يؤلمنا الآن هو ان الفلسطينيين مازالوا ينتظرون غودوو وهم مفعمون بالإحباط حتى تأقلموا على كل شئ ، واصبحت كل الأمور عاديةً، حتى مع تزايد الهجمة الصهيونية القذره لتهويد العاصمة الفلسطينية واخفاء معالهما العربية الفلسطينية.
يااستراغون الضفة......يافلاديمير غزة
غودوو لن يعود ... ولن تحرر فلسطين ... ولن يعود اللاجئون... ولن يحرر الاسرى... ولن تصبح القدس عاصمة فلسطين الواقعية ....الإ عندما نحرر عقولنا من فكرة الانتظار الخرافي....فعليكم ان تعودوا معاً ومع الشعب...بمنهج جديد مكافح مقاوم يقوم على العمل والإنتاج وليس التسول والتخلف...فأوقفوا الآن معا قطع اعناق وأرزاق وأقدام الشعب...واتركوا الافواه تصرخ وتزئر وتتكلم دون تكفير وتخوين....فغودو الوطن العربي وغودو الامم المتحدة وغودو الاتحاد الاوروبي وغودو القوى الاقليمية لن يعود ولن يحرر فلسطين،فمن يحرر فلسطين هو إبن فلسطين الموجود على الأرض والمعذب منكم ومن الإحتلال.
أعرف بان صوتي لن يصلك يافلاديمير غزة وصرختي لن تصلك يااستراغون الضفة....لانكم أصبتم بالطرش الفلسطيني ولاتستطيع آذانكم سماع اللهجة الفلسطينية.
ولاأعرف ان وصلكم صوتي وسمعتموه كيف ستتعاملون معي ،هل ستعتقلوني وتأخذوني نزهه في حدائقكم المعلقة ،أم ستقطعون رزقي؟الحمدلله راتبي ليس منك استراغون ولامنك فلاديمير..فالأرزاق على الله.
ابن الوطن المحتل
من تحت الشمس
الحالم
فاااارس الأحلام
رامي
