الجيش يكشف لـ"النهار" توقيف 25 شبكة تجسس لاسرائيل
و6 شبكات
من "القاعدة" يشمل عملها لبنان والمنطقة وأفغانستان
استأثر ملف التجسس
لمصلحة اسرائيل في الفترة الاخيرة باهمية شغلت اللبنانيين لبعض الوقت عن الانتخابات
النيابية. وقد شكل ملف التعامل مع اسرائيل الحدث الامني الابرز مع تسجيل لبنان
تطوراً امنياً نوعياً في هذا
المجال.
وأثار توقيف ضابطين من رتبة عقيد في الجيش
علامات استفهام حول سرعة عملية التوقيف في سابقة هي
الاولى مع اثنين من الضباط
الكبار، بتهمة التعامل مع اسرائيل، واحدهما معروف بشجاعته وبذكائه وبتفوقه
العسكري
(أصيب في معركة نهر البارد).
وتؤكد مصادر رفيعة في قيادة الجيش لـ"النهار" ان
مراقبة الجيش للشبكات الاسرائيلية ليست امرا جديدا عليه،
ولا سيما ان اسرائيل عملت
طوال فترة احتلالها للجنوب على تجنيد لبنانيين، والجيش كان يراقب ويرصد كل
تحرك في
هذا الاطار، لكن من الطبيعي ان تزداد وتيرة المراقبة مع انفلاش عمل الجيش في
السنوات والاشهر
الاخيرة وارتفاع وتيرة المراقبة نتيجة التحديات الامنية المكثفة
على اكثر من خط ارهابي.
وتشير إلى ان "الجيش ركز منذ مدة غير قصيرة عمله الامني
والاستخباراتي على مكافحة الارهاب بوجهيه
الاصولي والاسرائيلي، لكنه كان يؤثر الصمت
والتعامل مع الملفين بعيدا من الاعلام، ومن دون ضجيج، من اجل
متابعة دقيقة
للمتورطين في الشبكتين، واستكمال جمع كل الخيوط الامنية، وعدم السماح بهرب أي من
العناصر
الموضوعة تحت المراقبة قبل احكام الطوق والقبض عليها، وعدم فضح امور لا
ينبغي فضحها. من هنا استمرت
عملية جمع المعلومات شهوراً، تخللها توقيف للمتورطين،
من دون الكشف عن اسمائهم، في انتظار استكمال كل
حلقات التحقيق ورصد كل الذين هم على
اتصال بالعملاء او بالاصوليين".
وتلفت في هذا الاطار الى ان ما جرى من كشف مبكر
لعمليات التجسس ادى الى هرب احد الاشخاص الذين كان
يضعهم الجيش تحت المراقبة،
ويعتبر من المتورطين الرفيعي الرتبة بالتعامل مع اسرائيل الى خارج لبنان.
وتكشف
المصادر الرفيعة في قيادة الجيش "ان الجيش تمكن حتى تاريخه من كشف 25 شبكة تجسس
لاسرائيل،
وانه استطاع منذ بداية السنة الجارية القبض على ست شبكات اصولية بالغة
الاهمية تنتمي الى تنظيم "القاعدة".
وتشير الى انه "نتيجة لعمل الاجهزة الامنية
والمخابراتية رصد الجيش 25 شبكة تجسس، البعض منها صار
معروفا منذ انكشاف شبكة محمود
رافع في حزيران عام 2006 وصولا الى توقيف العقيدين في الجيش ثم
القبض في الايام
الاخيرة على شبكة مؤلفة من ثلاثة اشخاص يعدّون فائقي الاهمية في العمل الاستخباراتي
وفي
التعامل مع اسرائيل، وقد يكونون الاخطر على هذا الصعيد، نظرا الى عملهم الامني
المتطور، ولم يكشف النقاب
عنهم بعد، في انتظار استكمال التحقيق معهم".
وتلفت الى
ان التحقيق مع الشبكات الـ 25 (عدد الشبكات وليس الافراد) يشكل تحديا حقيقيا، نظرا
الى ان
الموقوفين مدربين جيدا على مواجهة التحقيق، ولان "العناقيد" وهو الاسم الذي
يستخدمه الجيش للحديث عن
الشبكات، غير متصلة في ما بينها، وقد سقطت نتيجة مفتاح
امني ومعلوماتي. والصعوبة تكمن في ان كل
موقوف
يشكل شبكة في ذاته ويحتاج الى جهد
مضاعف للحصول منه على معلومات.