مجموعة صغيرة تعارض الصهيونية، وشكلت «المجلس اليهودي الاميركي» (council
for judaism american)، برئاسة المير بيرغر. وتركز الدعم اليهودي الاميركي
اصلاً في جباية الاموال بأشكال متعددة، والتي بلغت المليارات من الدولارات، وفي تأمين الغطاء
السياسي الاميركي للعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني والامة العربية، وكذلك في تقديم
الدعم المالي والتسليحي من الحكومة الاميركية، اضافة الى الاعلام والدعاية. وفي سنة 1940
، توحدت صناديق الجباية في «النداء اليهودي الموحد». وعلى الرغم من كل الدعم الذي تقدمه
مختلف الاتحادات الصهيونية واليهودية في الولايات المتحدة لاسرائيل، فقد توترت العلاقات
بينهما على قاعدة دور الصهيونية بعد قيام اسرائيل، ومركزية اسرائيل في حياة يهود الخارج،
والالتزام بالهجرة والاستيطان، وبالتالي مفهوم «المنفى». فأراد صهيونيو الولايات المتحدة ان
يكونوا حلقة الوصل بين اسرائيل واميركا، الامر الذي رفضته، بدرجات متفاوتة، حكومات
اسرائيل، ورأت ان يكونوا اداتها في تحقيق اهدافها على تلك الساحة. ولحماية مصالحهم، ادعى
صهيونيو اميركا انهم ليسوا في «المنفى»، لانهم آمنون، ويجب ألا يخضعوا لارادة الحكومة
الاسرائيلية، وقالوا ان بقاءهم يهوداً هناك يجب ان يحظى بالاهمية ذاتها كدعم اسرائيل
وتطويرها. وما داموا سيبقون هناك، فالصهيونية هي الضمانة للحفاظ على يهوديتهم، وصون
الجوالي اليهودية من الاندماج، عبر التركيز في العمل الصهيوني على الثقافة اليهودية، واللغة
العبرية، والرباط القوي باسرائيل، وتكريس مركزيتها في حياة اليهود عامة، الامر الذي تكرس
في القانون الاسرائيلي (1952)، ولاحقاً في «الميثاق» بين اسرائيل والمنظمة الصهيونية
العالمية / الوكالة اليهودية (1954).