عقد في كارلسباد ايام 6 ـ 18 آب/ اغسطس 1923، بحضور 331 مندوباً . وجاء انعقاده
بعد موافقة عصبة الامم على الانتداب البريطانيعلى فلسطين. واعتراف الحكومة البريطانية
بالمنظمة الصهيونية "وكالة يهودية ملائمة" للتعاون مع سلطات الانتداب لتجسيد وعد بلفور،
بحسب المادة الرابعة من صك الانتداب. ولما كان وعد بلفور قد منح لما سمي "الشعب
اليهودي"، لا للجماعات الصهيونية فحسب، فقد اصبح لزاماً على المنظمة ان تلائم نفسها، ولو
شكلاً، مع املاءات هذا الصك، الذي طالبها، بعد التشاور مع الحكومة البريطانية، باتخاذ التدابير
اللازمة لـ "الحصول على معونة جميع اليهود الذين يبغون المساعة في انشاء الوطن القومي
اليهودي" وهذا، بالاضافة الى امتصاص المعارضة اليهودية للصهيونية، وكذلك تجنيد اموال
يهودية من اثرياء غير صهيونيين،قد شجع حاييم وازيمن على طرح مشروع توسيع الوكالة
اليهودية، بحيث تضم الىمجلسها الاعلى ولجانها عدداً من اليهود المتمولين والبارزين في
العالم، ومن غير الصهيونيين بالذات، الامر الذي سيؤول، في اعتقاده، الى استيعابهم صهيونياً.
من دفاعه العنيد عنه. وادعى المعارضون ان توسيع الوكالة اليهودية، التي كانت في حينه اسماً
آخر للمنظمة الصهيونية ازاء الخارج، ولا سيما على الصعيد الدولي، يهدد الاسس الفكرية
والتنظيمية التي قامت المنظمة عليها. وتراجع وايزمن، واكتفى باتخاذ قرار مبدئي بتوجيه
الدعوة الى اجتماع للبحث في توسيع الوكالة اليهودية، عملاً بنص المادة الرابعة من صك
الانتداب. ولم يتم تبني هذا القرار حتى سنة 1929، وفي ظل الاوضاع السياسية والمالية
الصعبة التي كانت المنظمة تمر بها. وازاء التحدي الذي واجهته المنظمة بعد وعد بلفور
والانتداب، وبالتالي ضرورة تبرير ذاتها عملياً بعد الانجازات السياسية، استحوذ البحث عن
الموارد المالية على عمل اللجنة التنفيذية والصناديق الصهيونية، ومن ثم على مناقشات
المؤتمرات، وفي المؤتمر الثالث عشر، قدم حاييم ارلوزوروف (1899 ـ 1933) برنامجاً
اقتصادياً للاستيطان الصهيوني. كما اتخذ المؤتمر قراراً بافتتاح الجامعة العبرية في القدس،
واعيد انتخاب وايزمن رئيساً للمنظمة.