لان محيطات الحزن لا يمكنها أن تتسعَ لأحزاننا، ولان الحروف الموجعة مهما كانت
بليغة فلن تستطيع
أن تعبر عن قطرة دمع في عيون طفل فلسطيني غزاوي، ممن طالهم
القصفُ، أو ممن مزقتهم القذائف لتجعل لحمهم
الطري متناثراً كرمال الصحاري، دمهم
الطاهر يملأ أزقة المخيمات لتعود بنا الأيام إلى َعقود مضت حيث النكبة الأولى
هجروا
قسراً ، والان يقتلون ظلماً، في غزة وفي الضفة، نفس المشهد في مخيم جنين كان قبل
أعوام، ومع اختلاف
بعض التفاصيل البسيطة فان فصل الموت الذي نتعرضُ له هو نفس
الفصل، اللهم ينتقل المشهد من مكان إلى آخر،
القاتل نفسهُ، والأداة نفسها، فتحنا
صدورنا أوراقاً كي ندون بمداد موجع حكايات موتنا، ومهما كنا نجباء فلن نستطيع
أن
نوثقَ كافة تفاصيل مشاهد الحزن، وتفاصيل الوقت، لأننا وباختصار خلقنا كي نحفظ وصايا
الأجداد، فهم من علمونا
أن الموت يهون لأجل الوطن .
بالتأكيد وان باعدت
بيننا الجدران العزلة، والأسلاك الشائكة، وعشرات حقول الألغام بيننا، فان
فلسطينيتنا تتجاوز كل
ذلك، لان المدى الفسيح هو الذي ينقل رسائلنا، متجاوزاٍ كل ما
صنعه المحتل ُ ليفرق بيننا، اليوم الجمعة وبلدة جيوس
في الضفة الغربية، بقيت على
نفس الموعد الأسبوعي، كي توجه رسالتها إلى هناكَ، حيثُ يموت البشر جماعات بفعل
القصف الهمجي الشرس، أما غزة الحاضرة في الأذهان، الراسخة في الفؤاد فقد كانت
بانتظار الموعد، البحر وان
ملأته زوارقَ الموت الصهيوني فانه يرنو إلى حقول الزيتون
التي أسرتها الأسوار العنصرية، ما كاد ينهي المصلون
في البلدة صلاةَ الجمعة حتى
تجمعوا شيوخا وصغاراً شبان ونساء، تجاوزا الألف وخمسمائة فلسطيني وانطلقوا معاً
يهتفون لغزة الثكلى، ولأطفالها المشردين، غير مبالين بما بعدوهم الذي وزع جنده
وعسكره على كافة المحاور، ورغم
النداءات التي وجهت لهم بالحذر من المحتل الذي اعد
لهم من العدة والعتاد الكثير، أصروا أن يوجهوا رسالتهم إلى
غزة حيث يتحصن المحتلون
خلف أسوار جدار الفصل العنصري، وقبل وصولهم إلى هناك إلى قبلتهم الأسبوعية،
أمطرهم
جنود الاحتلال بحقد رصاصهم اللعين، في كل مرة يغير المحتل ُ في أدواته القمعية، هذه
المرة أطلقت النار
عليهم من كاتم الصوت ليسقط خمسة جرحى في لحظة..
في غزة
دم نازف وفي جيوس دم نازف ولكن الجميع في البلدة توحد ليكون مع حزن غزة والموت الذي
سلبها وجهها
الجميل، ندت الحناجر ُ هتافاً واحداً نحن معكم، رغم الموت، ورغم
الاننين المنبعث من تحت الركام، استصرخوا ضميراً
إنسانيا ميتاً وطالبوا بأن يحاكم
مجرمو الحرب، علت هتافاتهم فيا أيها الضمير الإنساني القابع في ثلاجة الموتى
استفق
ولو للحظة، كي تكون تشاهد ما فعله العابثون، القاتلون للإنسان الأعزل .
يتبع
بليغة فلن تستطيع
أن تعبر عن قطرة دمع في عيون طفل فلسطيني غزاوي، ممن طالهم
القصفُ، أو ممن مزقتهم القذائف لتجعل لحمهم
الطري متناثراً كرمال الصحاري، دمهم
الطاهر يملأ أزقة المخيمات لتعود بنا الأيام إلى َعقود مضت حيث النكبة الأولى
هجروا
قسراً ، والان يقتلون ظلماً، في غزة وفي الضفة، نفس المشهد في مخيم جنين كان قبل
أعوام، ومع اختلاف
بعض التفاصيل البسيطة فان فصل الموت الذي نتعرضُ له هو نفس
الفصل، اللهم ينتقل المشهد من مكان إلى آخر،
القاتل نفسهُ، والأداة نفسها، فتحنا
صدورنا أوراقاً كي ندون بمداد موجع حكايات موتنا، ومهما كنا نجباء فلن نستطيع
أن
نوثقَ كافة تفاصيل مشاهد الحزن، وتفاصيل الوقت، لأننا وباختصار خلقنا كي نحفظ وصايا
الأجداد، فهم من علمونا
أن الموت يهون لأجل الوطن .
بالتأكيد وان باعدت
بيننا الجدران العزلة، والأسلاك الشائكة، وعشرات حقول الألغام بيننا، فان
فلسطينيتنا تتجاوز كل
ذلك، لان المدى الفسيح هو الذي ينقل رسائلنا، متجاوزاٍ كل ما
صنعه المحتل ُ ليفرق بيننا، اليوم الجمعة وبلدة جيوس
في الضفة الغربية، بقيت على
نفس الموعد الأسبوعي، كي توجه رسالتها إلى هناكَ، حيثُ يموت البشر جماعات بفعل
القصف الهمجي الشرس، أما غزة الحاضرة في الأذهان، الراسخة في الفؤاد فقد كانت
بانتظار الموعد، البحر وان
ملأته زوارقَ الموت الصهيوني فانه يرنو إلى حقول الزيتون
التي أسرتها الأسوار العنصرية، ما كاد ينهي المصلون
في البلدة صلاةَ الجمعة حتى
تجمعوا شيوخا وصغاراً شبان ونساء، تجاوزا الألف وخمسمائة فلسطيني وانطلقوا معاً
يهتفون لغزة الثكلى، ولأطفالها المشردين، غير مبالين بما بعدوهم الذي وزع جنده
وعسكره على كافة المحاور، ورغم
النداءات التي وجهت لهم بالحذر من المحتل الذي اعد
لهم من العدة والعتاد الكثير، أصروا أن يوجهوا رسالتهم إلى
غزة حيث يتحصن المحتلون
خلف أسوار جدار الفصل العنصري، وقبل وصولهم إلى هناك إلى قبلتهم الأسبوعية،
أمطرهم
جنود الاحتلال بحقد رصاصهم اللعين، في كل مرة يغير المحتل ُ في أدواته القمعية، هذه
المرة أطلقت النار
عليهم من كاتم الصوت ليسقط خمسة جرحى في لحظة..
في غزة
دم نازف وفي جيوس دم نازف ولكن الجميع في البلدة توحد ليكون مع حزن غزة والموت الذي
سلبها وجهها
الجميل، ندت الحناجر ُ هتافاً واحداً نحن معكم، رغم الموت، ورغم
الاننين المنبعث من تحت الركام، استصرخوا ضميراً
إنسانيا ميتاً وطالبوا بأن يحاكم
مجرمو الحرب، علت هتافاتهم فيا أيها الضمير الإنساني القابع في ثلاجة الموتى
استفق
ولو للحظة، كي تكون تشاهد ما فعله العابثون، القاتلون للإنسان الأعزل .
يتبع