قراءة في تهديد " اولمرت" بعاصفة الردع
في عالم السياسة الرحيب, تتصارع الأسرار مع التصريحات المعلنة من قبل القادة والمسئولين, وهناك في الركن الآخر المراقب والمحلل السياسي الذي يستنفر كل معاول بحثه وتمحيصه, فيما يصدر عن هذا المسئول أو ذاك, مجتهدا في سبر أغوار التصريح وما خلف التصريح, ومابين سطور التصريح والآخر, والمعنى القريب والبعيد لكل تصريح, ورده إلى بيئة الواقع والمعطيات المحيطة, من اجل الوصول إلى حقيقة القصد, واعتقد بل اجزم بأنه في الفضاء الدبلوماسي فان اللغة المباشرة لامكان لها في ذلك الفلك السياسي الغريب, لذلك يبقى المراقب في تحفز دائم يلهث خلف ضالته "الحقيقة" متصيدا مابين الكلمات كلمة تكون هي بمثابة مفتاح اللغز من "تورية الحديث" , أو ربما يتفنن كل محترف صحفي وإعلامي بالتذاكي والمكر بعدة أساليب كي ينتزع, من ذاك المسئول إشارة أو دلالة لإثبات فرضية ما والتفرد بها لنفسه ولمؤسسته دون غيره, وبالتالي يشار لتلك الشخصية أو المؤسسة بالبنان لاحقا بان تحليله كان من التركيز والعمق باتجاه اكتشاف أسرار , ما توقع احد وقوعها بمعطيات غير معطياته, وهنا نقول انه لايوجد سقوط سهو في تصريحات القادة الحقيقيون والدبلوماسيون, فإما أن يكون التصريح بالنية لاتخاذ إجراء أو سلوك ما, يقصد به حرف الأنظار عن مسار ما, بحيث يكون العمل الحقيقي في اتجاه آخر بعيدا عن ترقب وفضول أنظار وعقول وأدوات المراقبين والإعلاميين والصحفيين, أو ربما يكون جزء من تصريح القيادة السياسية أو العسكرية, بها شيء من الحقيقة وليس كلها, ويكون التسريب مقصودا كتكتيك, لتحقيق هدف استراتيجي, أما من تم استفزازه من القيادات السياسية أو حتى العسكرية, وقد امتلكه الغضب والتحدي نتيجة مؤثر استفزازي وفضولي ما, فهو قائد فاشل ولا يصلح أن يدير دفة المستوى السياسي أو العسكري, وبالتالي يتعرض إلى التشكك من قبل دائرته خشية أن يدمر كل مخططاتهم.
هل يقصد "اولمرت " مايقول ؟؟؟
وعليه فلا اعتقد أن ماصرح به رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي مؤخرا, صدر من فراغ, أو هو هرطقة وهذيان قائد سياسي لكيان معتدي يتوقع أن يقع عليه هجمات مضادة في كل زمان ومكان, فقد صرح مؤخرا وفي غمار الشد والجذب مابين الحرب والسلام, مابين التهدئة والعدوان, صرح قائلا بل مهددا((هدد أيهود اولمرت رئيس وزراء إسرائيل ستتمكن من ردع التنظيمات الفلسطينية مثلما نجحت في ردع حزب الله اللبناني.)) وهنا من الجرم السياسي أن نعتبر هذا التصريح, هو مجرد ثرثرة للاستهلاك الإعلامي والتهويش, فلربما حمل هذا التصريح مضمونا ومغزى بعيد , ومخالف لكل السلوك السياسي الذي يدور على الساحتين السياسية والعسكرية, حيث ذروة الحديث عن الهدن والتسويات والتئام المفاوضات, فجيد أن نعطي جزء من انتباهنا صوب الهدوء الملحوظ الذي طرأ على السلوك العدواني للكيان الإسرائيلي بعد "محرقة" غزة, ولكن من العبث أن نعير كل اهتمامنا صوب ذلك التيار الجارف من التهدئة والتسوية, دون أن نحرك عيوننا إلى الخلف لتفحص إمكانية الطعنات الخلفية خاصة ممن احترفها كأيدلوجية سياسية وعسكرية,بل لايضيرنا وهذا مانفعله كمراقبين لا كسياسيين,أن نلتفت إلى حركات جسد المسدد للضربة ولا نصدق أنها سيتجه بتصويبه الرمية صوب اتجاه جسده الذي ربما يقتضي فن التمويه تلك الانحناءات للجسد السياسي ونفاجئ بان التصويب والتسديد يكون في اتجاه آخر, ونحن معشر المراقبين المتشككين كمؤهل لازم للهث خلف الحقيقة, لا يستهوينا السكون والهدوء , ولا نترجمه دائما باللغة الرومانسية الكلاسيكية, بل نفعل ثقابة أعيننا وأدمغتنا لنلج الظلمة, فقد تكون العاصفة خلف السكون.
وهنا لا اعتقد أن "اولمرت" أورد هذا التصريح جزافا, ولا اعتقد أن ربطه بين نموذج الردع في لبنان بمثله في فلسطين مجرد تصريح كذلك, ولا اعتقد انه تم الربط بين تهديد حزب الله لشمال دولة الكيان, وتهديد المقاومة الفلسطينية لجنوبه مجرد زلة لسان, بل ربما في تناولي بالأمس وقبل نشر أي بيانات حول عملية القدس, بان الاتجاه يذهب صوب القاسم والربط المشترك بين حماس وحزب الله ودمشق, وإذا ذكرت هذه الرؤوس الثلاثة للمثلث فيعني ضمنا الفلك الإيراني, وبالتالي صدرت التصريحات صبيحة اليوم بالربط جول مسئولية عملية القدس بين حماس ودمشق وحزب الله, وأنا هنا لا استعرض فراستي وملكاتي التحليلية, بقدر ما أراقب التفاصيل المملة لمؤشرات واتجاهات المخططات الصهيونية , للربط أولا بين حزب الله وحماس وتمحورهم حول سوريا واحتواء إيران لتلك التوليفة السياسية العسكرية, لخدمة صراع إقليمي وربما دولي اشمل من صراع بؤرة المركز.
وهذا يعني أن المخطط للكيان الإسرائيلي ذاهب باتجاهين سياسيين, الاتجاه الأول ويبدوا انه التكتيك, من اجل تسوية سياسية وتهدئة عسكرية, وبقليل من التدقيق يجد العارف والمراقب الذي يلم بمبادئ أبجديات السياسة, إن السلوك لقيادة الكيان الإسرائيلي بهذا الاتجاه يجاري دعوات التفاوض والتهدئة والسلام من ناحية, ومن ناحية أخرى أكثر عمقا نجد أن إجماعا داخليا لايؤمنون بوقف بناء المستوطنات ولا يبدوا أن لديهم أي نية لمجرد التفكير الجدي في التعاطي مع حل قضية اللاجئين أو التخلي عن القدس الشرقية, وحتى فان ضمانة اغتيالات سياسية هي واردة بين الفينة والأخرى من اجل ضرب أي تقدم في هذا الاتجاه, ومن ناحية ثالثة لا اعتقد أن قيادة ذلك الكيان ستؤمن عمليا بإجراء تهدئة مع فصائل المقاومة, كي تتفرغ تلك الفصائل لإعداد نفسها من حيث التدريب والتمويل والتسليح استعدادا لجولة أخرى من القتال الحتمي.
أما الاتجاه الثاني وهو بيت قصيد مقالتي, ويعبر عن السلوك الاستراتيجي تحت غطاء وخلف كواليس الغطاء التكتيكي السالف,فان المخطط الإسرائيلي ذاهب بسرعة البرق صوب , تقديم فصائل المقاومة وتحديدا حماس والجهاد, على أنها توازي في قوتها وخطورتها, وأجندتها ((الإرهابية)) كما ورد في التصريح, نفس أجندة وأهداف وخطورة حزب الله, ويزيد الربط بين جناحي الخطر على الكيان الصهيوني, بمركزي تهديد آخرين يتم تقديمهما على أنهما (( دولتي إرهاب,, سوريا وإيران )) وخطر يهدد المستوى العربي والمستوى الإقليمي والمستوى الدولي , وخطر على الأمن والسلم الدوليين, وبالتالي تهديد للمصالح الغربية وتهديد للأنظمة الرسمية العربية,,, وربط كل حلقات المعادلة حول هذا المفهوم,,, وللأسف فان قصار النظر بيننا يسهل للعدو ترجمة هذا المشهد من حيث عوامل القوة والتشبه بقوة وسياسة ومخططات حزب الله, وبنصر حزب الله رغم أن معركتنا لم تبدأ بعد ويجب التوازن بين تسييس وعسكرة المعركة.
وربما نأخذ تصريح رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي" اولمرت" على محمل الجد وليس زلة لسان غير واردة في عالم السياسة, إلا عند الساسة الثملين,فما هو الردع الذي يتحدث عنه "اولمرت" وحققه على الجبهة مع حزب الله؟ وأين الحقيقة في قوله حول نتيجة ذلك الردع؟ وهل هناك فعلا مخطط إسرائيلي أمريكي دولي, وربما يكون بعلم عربي, أو ربما بدأت إرهاصات ذلك الردع المقصود يتم تداولها في أروقة ودهاليز القيادات السياسية الفلسطينية والعربية والدولية؟؟
يتبع........
في عالم السياسة الرحيب, تتصارع الأسرار مع التصريحات المعلنة من قبل القادة والمسئولين, وهناك في الركن الآخر المراقب والمحلل السياسي الذي يستنفر كل معاول بحثه وتمحيصه, فيما يصدر عن هذا المسئول أو ذاك, مجتهدا في سبر أغوار التصريح وما خلف التصريح, ومابين سطور التصريح والآخر, والمعنى القريب والبعيد لكل تصريح, ورده إلى بيئة الواقع والمعطيات المحيطة, من اجل الوصول إلى حقيقة القصد, واعتقد بل اجزم بأنه في الفضاء الدبلوماسي فان اللغة المباشرة لامكان لها في ذلك الفلك السياسي الغريب, لذلك يبقى المراقب في تحفز دائم يلهث خلف ضالته "الحقيقة" متصيدا مابين الكلمات كلمة تكون هي بمثابة مفتاح اللغز من "تورية الحديث" , أو ربما يتفنن كل محترف صحفي وإعلامي بالتذاكي والمكر بعدة أساليب كي ينتزع, من ذاك المسئول إشارة أو دلالة لإثبات فرضية ما والتفرد بها لنفسه ولمؤسسته دون غيره, وبالتالي يشار لتلك الشخصية أو المؤسسة بالبنان لاحقا بان تحليله كان من التركيز والعمق باتجاه اكتشاف أسرار , ما توقع احد وقوعها بمعطيات غير معطياته, وهنا نقول انه لايوجد سقوط سهو في تصريحات القادة الحقيقيون والدبلوماسيون, فإما أن يكون التصريح بالنية لاتخاذ إجراء أو سلوك ما, يقصد به حرف الأنظار عن مسار ما, بحيث يكون العمل الحقيقي في اتجاه آخر بعيدا عن ترقب وفضول أنظار وعقول وأدوات المراقبين والإعلاميين والصحفيين, أو ربما يكون جزء من تصريح القيادة السياسية أو العسكرية, بها شيء من الحقيقة وليس كلها, ويكون التسريب مقصودا كتكتيك, لتحقيق هدف استراتيجي, أما من تم استفزازه من القيادات السياسية أو حتى العسكرية, وقد امتلكه الغضب والتحدي نتيجة مؤثر استفزازي وفضولي ما, فهو قائد فاشل ولا يصلح أن يدير دفة المستوى السياسي أو العسكري, وبالتالي يتعرض إلى التشكك من قبل دائرته خشية أن يدمر كل مخططاتهم.
هل يقصد "اولمرت " مايقول ؟؟؟
وعليه فلا اعتقد أن ماصرح به رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي مؤخرا, صدر من فراغ, أو هو هرطقة وهذيان قائد سياسي لكيان معتدي يتوقع أن يقع عليه هجمات مضادة في كل زمان ومكان, فقد صرح مؤخرا وفي غمار الشد والجذب مابين الحرب والسلام, مابين التهدئة والعدوان, صرح قائلا بل مهددا((هدد أيهود اولمرت رئيس وزراء إسرائيل ستتمكن من ردع التنظيمات الفلسطينية مثلما نجحت في ردع حزب الله اللبناني.)) وهنا من الجرم السياسي أن نعتبر هذا التصريح, هو مجرد ثرثرة للاستهلاك الإعلامي والتهويش, فلربما حمل هذا التصريح مضمونا ومغزى بعيد , ومخالف لكل السلوك السياسي الذي يدور على الساحتين السياسية والعسكرية, حيث ذروة الحديث عن الهدن والتسويات والتئام المفاوضات, فجيد أن نعطي جزء من انتباهنا صوب الهدوء الملحوظ الذي طرأ على السلوك العدواني للكيان الإسرائيلي بعد "محرقة" غزة, ولكن من العبث أن نعير كل اهتمامنا صوب ذلك التيار الجارف من التهدئة والتسوية, دون أن نحرك عيوننا إلى الخلف لتفحص إمكانية الطعنات الخلفية خاصة ممن احترفها كأيدلوجية سياسية وعسكرية,بل لايضيرنا وهذا مانفعله كمراقبين لا كسياسيين,أن نلتفت إلى حركات جسد المسدد للضربة ولا نصدق أنها سيتجه بتصويبه الرمية صوب اتجاه جسده الذي ربما يقتضي فن التمويه تلك الانحناءات للجسد السياسي ونفاجئ بان التصويب والتسديد يكون في اتجاه آخر, ونحن معشر المراقبين المتشككين كمؤهل لازم للهث خلف الحقيقة, لا يستهوينا السكون والهدوء , ولا نترجمه دائما باللغة الرومانسية الكلاسيكية, بل نفعل ثقابة أعيننا وأدمغتنا لنلج الظلمة, فقد تكون العاصفة خلف السكون.
وهنا لا اعتقد أن "اولمرت" أورد هذا التصريح جزافا, ولا اعتقد أن ربطه بين نموذج الردع في لبنان بمثله في فلسطين مجرد تصريح كذلك, ولا اعتقد انه تم الربط بين تهديد حزب الله لشمال دولة الكيان, وتهديد المقاومة الفلسطينية لجنوبه مجرد زلة لسان, بل ربما في تناولي بالأمس وقبل نشر أي بيانات حول عملية القدس, بان الاتجاه يذهب صوب القاسم والربط المشترك بين حماس وحزب الله ودمشق, وإذا ذكرت هذه الرؤوس الثلاثة للمثلث فيعني ضمنا الفلك الإيراني, وبالتالي صدرت التصريحات صبيحة اليوم بالربط جول مسئولية عملية القدس بين حماس ودمشق وحزب الله, وأنا هنا لا استعرض فراستي وملكاتي التحليلية, بقدر ما أراقب التفاصيل المملة لمؤشرات واتجاهات المخططات الصهيونية , للربط أولا بين حزب الله وحماس وتمحورهم حول سوريا واحتواء إيران لتلك التوليفة السياسية العسكرية, لخدمة صراع إقليمي وربما دولي اشمل من صراع بؤرة المركز.
وهذا يعني أن المخطط للكيان الإسرائيلي ذاهب باتجاهين سياسيين, الاتجاه الأول ويبدوا انه التكتيك, من اجل تسوية سياسية وتهدئة عسكرية, وبقليل من التدقيق يجد العارف والمراقب الذي يلم بمبادئ أبجديات السياسة, إن السلوك لقيادة الكيان الإسرائيلي بهذا الاتجاه يجاري دعوات التفاوض والتهدئة والسلام من ناحية, ومن ناحية أخرى أكثر عمقا نجد أن إجماعا داخليا لايؤمنون بوقف بناء المستوطنات ولا يبدوا أن لديهم أي نية لمجرد التفكير الجدي في التعاطي مع حل قضية اللاجئين أو التخلي عن القدس الشرقية, وحتى فان ضمانة اغتيالات سياسية هي واردة بين الفينة والأخرى من اجل ضرب أي تقدم في هذا الاتجاه, ومن ناحية ثالثة لا اعتقد أن قيادة ذلك الكيان ستؤمن عمليا بإجراء تهدئة مع فصائل المقاومة, كي تتفرغ تلك الفصائل لإعداد نفسها من حيث التدريب والتمويل والتسليح استعدادا لجولة أخرى من القتال الحتمي.
أما الاتجاه الثاني وهو بيت قصيد مقالتي, ويعبر عن السلوك الاستراتيجي تحت غطاء وخلف كواليس الغطاء التكتيكي السالف,فان المخطط الإسرائيلي ذاهب بسرعة البرق صوب , تقديم فصائل المقاومة وتحديدا حماس والجهاد, على أنها توازي في قوتها وخطورتها, وأجندتها ((الإرهابية)) كما ورد في التصريح, نفس أجندة وأهداف وخطورة حزب الله, ويزيد الربط بين جناحي الخطر على الكيان الصهيوني, بمركزي تهديد آخرين يتم تقديمهما على أنهما (( دولتي إرهاب,, سوريا وإيران )) وخطر يهدد المستوى العربي والمستوى الإقليمي والمستوى الدولي , وخطر على الأمن والسلم الدوليين, وبالتالي تهديد للمصالح الغربية وتهديد للأنظمة الرسمية العربية,,, وربط كل حلقات المعادلة حول هذا المفهوم,,, وللأسف فان قصار النظر بيننا يسهل للعدو ترجمة هذا المشهد من حيث عوامل القوة والتشبه بقوة وسياسة ومخططات حزب الله, وبنصر حزب الله رغم أن معركتنا لم تبدأ بعد ويجب التوازن بين تسييس وعسكرة المعركة.
وربما نأخذ تصريح رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي" اولمرت" على محمل الجد وليس زلة لسان غير واردة في عالم السياسة, إلا عند الساسة الثملين,فما هو الردع الذي يتحدث عنه "اولمرت" وحققه على الجبهة مع حزب الله؟ وأين الحقيقة في قوله حول نتيجة ذلك الردع؟ وهل هناك فعلا مخطط إسرائيلي أمريكي دولي, وربما يكون بعلم عربي, أو ربما بدأت إرهاصات ذلك الردع المقصود يتم تداولها في أروقة ودهاليز القيادات السياسية الفلسطينية والعربية والدولية؟؟
يتبع........