" سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي
باركنا حوله لنريه من آياتنا انه السميع البصير " الاسراء ’ 1 .
باركنا حوله لنريه من آياتنا انه السميع البصير " الاسراء ’ 1 .
تفردت القدس دون سواها من مدن العالم بظاهرة حضارية , جعلتها اقوى من كل النكبات والحروب التي ادت الى هدمها واعادة بنائها ثماني عشرة مرة خلال تاريخها , بحيث كانت تخرج من كل محنة مزهوة بصمودها وتضحياتها ,
ومزهوة بقدرتها على اعادة الاعمار لتظل وفية لما خصها الله به من قدسية المكان وطهارته .
وفي هذا السياق , كانت القدس ويتبقى شامخة , فلم يستطع الغزاة في الماضي محو هويتها العربية الاسلامية , ولن يستطيعوا في الحاضر والمستقبل . لان الله تعالى حصنها منذ نشأتها بأن خصها بالكثير من الانبياء , حتى قيل ’
ان بناءها تم على يدهم , وانهم سكنوها حتى انه لم يبق فيها موضع شبر الا وقد صلى فيه نبي او قام فيه ملك .
وزادها الله تحصينا بالرباط المقدس بينها وبين مكة المكرمة , وبين الاقصى والكعبة المشرفة .
انه الرباط الالهي , فما وصله الله تعالى لايقوى الانسان ان يقطعه .
ان القدس احد ثلاثة بيوت مقدسة تشد الرحال اليها , فقد روى ابو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله ’ " لاتشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد ’ المسجد الحرام , ومسجدي هذا , والمسجد الاقصى " ,
وتتجلى قداسة القدس بابهى صورها بما نص عليه الحديث القدسي من انها تنسب الى الله ذاته انه لبيت المقدس ’
" انت جنتي وقدسي وصفوتي في بلادي " .
ان المقيم في القدس كالمجاهد في سبيل الله , وفي حديث مسند الى علي بن ابي طالب رضي الله عنه ’ "قال لصعصعة ’ نعم المسكن بيت المقدس , القائم فيه كالمجاهد في سبيل الله , وليأتين على الناس زمن يقول احدهم ليتني تبنة في لبنة من لبنات بيت المقدس " .
فكيف نشأت القدس ؟ ومن أنشأها ؟ ومتى ؟ وهل استطاع الغزاة محو تسميتها العربية ؟
ان الاجابة عن هذه الاسئلة تمثل مطلبا ملحا في هذه الآونة بالذات , ليقف القاريء على الحقائق التاريخية بشأن نشأة القدس , وتسميتها العربية التي لازمتها خلال تاريخها دون ان يتمكن الغزاة من طمس هذه التسمية , وان تمكنوا فلم يدم ذلك أكثر من فترة زمنية قصيرة , ثم تعود الى القدس تسميتها العربية لتؤكد ان عروبة القدس حقيقة تاريخية , اخفقت كل محاولات الغزاة المحتلين لمحوها , ولن تكون محاولات الكيان الصهيوني لتهويد القدس الا تكرارا للاخفاق الذي مني به الغزاة في الماضي .
يتبع