( ادعُ إِلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربّك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين )[ النحل : 125 ]
يطلق كثير من المسلمين هذه الآية الكريمة حجّة لهم في موقع غير موقعها ليسوّغوا عجزاً أَو تنازلاً أو عدم تقدير حقيقي لعظمة هذه الآية الكريمة وشدة ارتباطها مـع كامل منهاج الله في تناسق وإِعجاز مع يُسْر للناس في فهمها وتدبرها .
إن الآية الكريمة تمثّل حقّاً مطلقاً جاء من عند الله وحياً على محمد صلى الله عليه وسلم . وستظل هذه الآية الكريمة غنيّة الممارسة والتطبيق في كل واقع بشري . ولنفهم الآية الكريمة ونتدبرها يجب أن نفهم القضيّة التي تعالجها .
إن الآية تبتدئ بعرض القضية والموضوع : ( ادع إلى سبيل ربّك ... ) . هذه هي القضية التي تتحدث عنها هذه الآية الكريمة متناسقة مع جميع الآيات الأُخرى في القرآن الكريم ، الآيات التي تتحدث عن هذه القضية وأساليبها ووسائلها . إنها قضيّة الدعوة والإيمان والتوحيد ، إلى الله ورسوله ، إلى دين الله الحق ـ الإسلام ـ ، لإخراج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم ، ومن عبادة العباد والأوثان والأهواء إلى عبادة الله الذي لا إله إلا هو . إن هذه القضية تمثل القضية الكبرى في الكون والحياة ، القضيّة التي من أجلها بعث الله الرسل والأنبياء الذين ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وبالقرآن الكريم الذي جاء مصدّقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه . إنها تمثل الهدف الرّبانيّ الثابت الأول في حياة المسلم وفي مسيرة الدعوة الإسلامية . ومن أجل هذه القضية تقوم الدعوة الإسلامية في الأرض لإنقاذ الناس من عذاب الدار الآخرة لمن يموت على الشرك أو الكفر ، ولإنقاذ الناس من فتنة الدنيا .
القضية التي تدور حولها الآية والآيات التي قبلها وبعدها هي قضية دعوة الناس إلى الإيمان والتوحيد . ومن أجل هذا الهدف العظيم تتحدّد علاقة المسلم بسائر الناس على ضوء قواعد ربّانية يفصّلها منهاج الله .
إن التوجيه في هذه الآية هو للداعية العامل ، الداعية المجاهد الذي عرف دربه وهدفه ، وعرف عهده مع الله ليكون الحافز الدائم ليمضي على الدرب يبلّغ رسالة الله .
فمن أجل ذلك جاء التوجيه الرباني ( .. بالحكمة والموعظة الحسنة .. ) . هذه هي القاعدة الأولى الهامة ، أن تكون الدعوة بالحكمة أولاً ، باختيار الأسلوب الأمثل المليء بالحكمة لتبليغ رسالة الله واضحة جليّة دون مواربة ولا تنازلات ولا مساومات . لا يحلّ للداعية المسلم أن يغيّر أو يبدل دين الله ، وفي الأساليب التي بيّنها منهاج الله ، ثم يقول : إن هذا التغيير أو التنازل هو من باب الحكمة .
والحكمة هي في بعض الآيات تعني ما أُنزل من عند الله ، وفي أخرى يكون معناها الجامع : فقه الموهبة المؤمنة والمسؤولية والأمانة .
وهنا يحاول بعض المسلمين أن يقرّب الإسلام من العلمانية مدّعياً أن تقريبهما هو من باب الحكمة ، أو ضرورات الواقع ، أو المصلحة العامة التي يتوهمها .
إن أسلوب الحكمة نستطيع أن نفهمه من كتاب الله نفسه ، ومن هذه الآية الكريمة بقوله سبحانه وتعالى : ( والموعظة الحسنة ) والموعظة هي أن تبيّن لهم عظمة الإسلام والإيمان وقوة ثباتك أيها الداعية المسلم عليه . والموعظة الحسنة هي : الوضوح في الكلمة المؤمنة الطيبة ، والصدق فيها ، حتى لا يكون هنالك مجال لسوء الفهم أو التغرير . إنها تتأكد بقوله سبحانه وتعالى ( ... وقولوا للناس حسناً ... ) [ البقرة : 83 ]
وبقوله تعالى : (.. وهدوا إلى الطيّب من القول وهدوا إلى صراط الحميد )
يجمع الله سبحانه وتعـالى معاني ( قولوا حسناً ) ، ( الطيب من القول ) ، ( الموعظة الحسنة ) ، ( صراط الحميد ) ، وغير ذلك من الآيات الكريمة ، بقوله الجامع في آية جامعة :
( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ) Arabic'][ فصلت : 23 ]
إنها آية جامعة لكل ما سبق ، مفصِّلة لمعنى : بالحكمة والموعظة الحسنة ، وغير ذلك مما ذكرناه سابقاً . إنها تجمع ذلك في ثلاث قضايا أو خطوات : أولاً : ( ... دعا إلى الله .. ) : أن تكون الدعوة إلى الله هي جوهر العلاقة دون تغيير ولا تبديل ، ودون تمويه ولا مماراة ، ودون ضعف أو تردد . ثانياً ( ... وعمل صالحاً .. ) ، حتى يرى الناس أن قولك مطابق لعملك ، وأنك ملتزم بما تقتضيه دعوة الناس إلى الله : كلمة ونهجاً وتطبيقاً ، ليروا الإسلام ليس في الكلمات ولكن ليروه في واقع الحياة حيّاً ناطقاً بالحق . ثالثاً ( ... وقال إِنني من المسلمين ) : إنه الوضوح والجلاء وإعلان الهُويَّة لمن تدعوه ، حتى يطمئنّ إلى صدقك واستقامتك ، وأنك تعلن الحق ولا تتنازل عن شيء منه أبداً ، وترفض الباطل ولا تقبل منه شيئاً .
إن اللحظة التي يتنازل فيها الداعية عن شيء من الحق ، أو يقبل فيها شيئاً من الباطل ، تكون دعوته قد انتهت وسقطت وخسر الموقف كله ، وفتح الباب لشياطين الإنس والجنّ أن تلج وتتسلل ، ثم تمتد وتقوى ، وإذا الداعية المسلم أصبح يدعو بدعوة هؤلاء تحت شعار ( الحكمة ) ! إذا به يدعو إلى الحداثة أو العلمانيـة أو الديمقراطية أو الاشتراكية ، كل ذلك بدعوى الحكمة والموعظة الحسنة .
الأمثلـة على ذلك كثيرة : داعية مسلم يدعو في قلب أمريكا إلى الديمقراطية ، وداعية مسلم ينتقل من بلد إلى بلد ، يبذل جهده وماله ووقته ليبيّن للناس فضائل الديمقراطية ( لأنها المثل الذي يحتذى ) ، ولا يتطرّق إلى الإسلام ودعوته ، وداعية ينتقل ليبيّن للناس أنه ( لا خلاف بين مقصود الشريعة الإسلامية والعَلمانية ) ، وداعية مسلم يحتضن ( الاشتراكيين ) ويتنازل لهم ويسكت عن بعض مناهجهم المنحرفة ، فإذا هو راضٍ عنها أو داعية لها . ذلك لأَنّ الشيطان يُزيّن للإنسان سوء عمله حتى يراه حسناً دون أن يشعر أنه مخطئ . إنه أمر طبيعي ! إن الحق يرفض أن يُتنازل عنه أو عن شيء منه أو أن يتجزأ ، لأنه عزيز قوي من عند الله ، وإن الحق يرفض أن يُشرَك معه باطل ، لأن الحق من عند الله والباطل من الشيطان وأَعدائه .
ليس أمام الداعية المسلم إلا سبيل واحدة :
نعم: ( أدعو إلى الله ) ! ، وليس إلى غيره ، أبلغ رسالة الله إلى الناس ، نعم : ( على بصيرة ) ! ، على إيمان ويقين ، ونهج واضح ودرب جليّ ، وأهداف مشرقة لا انحراف عنها !
( وقل الحقُ من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أَعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقاً ) [ الكهف : 29 ]
إنك أيها الداعية المسلم إن أخفيت شيئاً خسرت أمرين : خسرت احترام مَنْ تدعوه ، لأنه يعرف دينك الذي لا يؤمن هو به ، ويعرف أنك غيّرت وبدّلت وخسرت رضاء الله وعونه ونصره ، فما النصر إلا من عند الله .
يطلق كثير من المسلمين هذه الآية الكريمة حجّة لهم في موقع غير موقعها ليسوّغوا عجزاً أَو تنازلاً أو عدم تقدير حقيقي لعظمة هذه الآية الكريمة وشدة ارتباطها مـع كامل منهاج الله في تناسق وإِعجاز مع يُسْر للناس في فهمها وتدبرها .
إن الآية الكريمة تمثّل حقّاً مطلقاً جاء من عند الله وحياً على محمد صلى الله عليه وسلم . وستظل هذه الآية الكريمة غنيّة الممارسة والتطبيق في كل واقع بشري . ولنفهم الآية الكريمة ونتدبرها يجب أن نفهم القضيّة التي تعالجها .
إن الآية تبتدئ بعرض القضية والموضوع : ( ادع إلى سبيل ربّك ... ) . هذه هي القضية التي تتحدث عنها هذه الآية الكريمة متناسقة مع جميع الآيات الأُخرى في القرآن الكريم ، الآيات التي تتحدث عن هذه القضية وأساليبها ووسائلها . إنها قضيّة الدعوة والإيمان والتوحيد ، إلى الله ورسوله ، إلى دين الله الحق ـ الإسلام ـ ، لإخراج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم ، ومن عبادة العباد والأوثان والأهواء إلى عبادة الله الذي لا إله إلا هو . إن هذه القضية تمثل القضية الكبرى في الكون والحياة ، القضيّة التي من أجلها بعث الله الرسل والأنبياء الذين ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وبالقرآن الكريم الذي جاء مصدّقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه . إنها تمثل الهدف الرّبانيّ الثابت الأول في حياة المسلم وفي مسيرة الدعوة الإسلامية . ومن أجل هذه القضية تقوم الدعوة الإسلامية في الأرض لإنقاذ الناس من عذاب الدار الآخرة لمن يموت على الشرك أو الكفر ، ولإنقاذ الناس من فتنة الدنيا .
القضية التي تدور حولها الآية والآيات التي قبلها وبعدها هي قضية دعوة الناس إلى الإيمان والتوحيد . ومن أجل هذا الهدف العظيم تتحدّد علاقة المسلم بسائر الناس على ضوء قواعد ربّانية يفصّلها منهاج الله .
إن التوجيه في هذه الآية هو للداعية العامل ، الداعية المجاهد الذي عرف دربه وهدفه ، وعرف عهده مع الله ليكون الحافز الدائم ليمضي على الدرب يبلّغ رسالة الله .
فمن أجل ذلك جاء التوجيه الرباني ( .. بالحكمة والموعظة الحسنة .. ) . هذه هي القاعدة الأولى الهامة ، أن تكون الدعوة بالحكمة أولاً ، باختيار الأسلوب الأمثل المليء بالحكمة لتبليغ رسالة الله واضحة جليّة دون مواربة ولا تنازلات ولا مساومات . لا يحلّ للداعية المسلم أن يغيّر أو يبدل دين الله ، وفي الأساليب التي بيّنها منهاج الله ، ثم يقول : إن هذا التغيير أو التنازل هو من باب الحكمة .
والحكمة هي في بعض الآيات تعني ما أُنزل من عند الله ، وفي أخرى يكون معناها الجامع : فقه الموهبة المؤمنة والمسؤولية والأمانة .
وهنا يحاول بعض المسلمين أن يقرّب الإسلام من العلمانية مدّعياً أن تقريبهما هو من باب الحكمة ، أو ضرورات الواقع ، أو المصلحة العامة التي يتوهمها .
إن أسلوب الحكمة نستطيع أن نفهمه من كتاب الله نفسه ، ومن هذه الآية الكريمة بقوله سبحانه وتعالى : ( والموعظة الحسنة ) والموعظة هي أن تبيّن لهم عظمة الإسلام والإيمان وقوة ثباتك أيها الداعية المسلم عليه . والموعظة الحسنة هي : الوضوح في الكلمة المؤمنة الطيبة ، والصدق فيها ، حتى لا يكون هنالك مجال لسوء الفهم أو التغرير . إنها تتأكد بقوله سبحانه وتعالى ( ... وقولوا للناس حسناً ... ) [ البقرة : 83 ]
وبقوله تعالى : (.. وهدوا إلى الطيّب من القول وهدوا إلى صراط الحميد )
[ الحج : 24 ]
يجمع الله سبحانه وتعـالى معاني ( قولوا حسناً ) ، ( الطيب من القول ) ، ( الموعظة الحسنة ) ، ( صراط الحميد ) ، وغير ذلك من الآيات الكريمة ، بقوله الجامع في آية جامعة :
( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ) Arabic'][ فصلت : 23 ]
إنها آية جامعة لكل ما سبق ، مفصِّلة لمعنى : بالحكمة والموعظة الحسنة ، وغير ذلك مما ذكرناه سابقاً . إنها تجمع ذلك في ثلاث قضايا أو خطوات : أولاً : ( ... دعا إلى الله .. ) : أن تكون الدعوة إلى الله هي جوهر العلاقة دون تغيير ولا تبديل ، ودون تمويه ولا مماراة ، ودون ضعف أو تردد . ثانياً ( ... وعمل صالحاً .. ) ، حتى يرى الناس أن قولك مطابق لعملك ، وأنك ملتزم بما تقتضيه دعوة الناس إلى الله : كلمة ونهجاً وتطبيقاً ، ليروا الإسلام ليس في الكلمات ولكن ليروه في واقع الحياة حيّاً ناطقاً بالحق . ثالثاً ( ... وقال إِنني من المسلمين ) : إنه الوضوح والجلاء وإعلان الهُويَّة لمن تدعوه ، حتى يطمئنّ إلى صدقك واستقامتك ، وأنك تعلن الحق ولا تتنازل عن شيء منه أبداً ، وترفض الباطل ولا تقبل منه شيئاً .
إن اللحظة التي يتنازل فيها الداعية عن شيء من الحق ، أو يقبل فيها شيئاً من الباطل ، تكون دعوته قد انتهت وسقطت وخسر الموقف كله ، وفتح الباب لشياطين الإنس والجنّ أن تلج وتتسلل ، ثم تمتد وتقوى ، وإذا الداعية المسلم أصبح يدعو بدعوة هؤلاء تحت شعار ( الحكمة ) ! إذا به يدعو إلى الحداثة أو العلمانيـة أو الديمقراطية أو الاشتراكية ، كل ذلك بدعوى الحكمة والموعظة الحسنة .
الأمثلـة على ذلك كثيرة : داعية مسلم يدعو في قلب أمريكا إلى الديمقراطية ، وداعية مسلم ينتقل من بلد إلى بلد ، يبذل جهده وماله ووقته ليبيّن للناس فضائل الديمقراطية ( لأنها المثل الذي يحتذى ) ، ولا يتطرّق إلى الإسلام ودعوته ، وداعية ينتقل ليبيّن للناس أنه ( لا خلاف بين مقصود الشريعة الإسلامية والعَلمانية ) ، وداعية مسلم يحتضن ( الاشتراكيين ) ويتنازل لهم ويسكت عن بعض مناهجهم المنحرفة ، فإذا هو راضٍ عنها أو داعية لها . ذلك لأَنّ الشيطان يُزيّن للإنسان سوء عمله حتى يراه حسناً دون أن يشعر أنه مخطئ . إنه أمر طبيعي ! إن الحق يرفض أن يُتنازل عنه أو عن شيء منه أو أن يتجزأ ، لأنه عزيز قوي من عند الله ، وإن الحق يرفض أن يُشرَك معه باطل ، لأن الحق من عند الله والباطل من الشيطان وأَعدائه .
ليس أمام الداعية المسلم إلا سبيل واحدة :
( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) [ يوسف : 108 ]
نعم: ( أدعو إلى الله ) ! ، وليس إلى غيره ، أبلغ رسالة الله إلى الناس ، نعم : ( على بصيرة ) ! ، على إيمان ويقين ، ونهج واضح ودرب جليّ ، وأهداف مشرقة لا انحراف عنها !
( أنا ومن اتبعني ) ! فالمؤمنون أمة واحدة تمضي على سبيل واحدة إلى أهداف واحدة ، تنزيهاً لله دون شرك أبداً .
إنه ليس من الحكمة ولا من الموعظة الحسنة أبداً أن لا تدعو إِلى الله ، أو أن تعطّل الدعوة إلى الله بالانشغال عنها بما هو أقل منها شأناً عند الله ، أو تُفرِّق الدعوة أجزاءً غير مترابطة لا تكون نهجاً متصلاً ولا سبيلاً ممتداً : ( قل هذه سبيلي ) ! فالأمر من الله جَليُّ حاسم : ( ادعُ إلى ربّك .. ) ! بلّغ رسالة الله إلى الناس !
إنه ليس من الحكمة ولا من الموعظة الحسنة أن تدعو إلى شيء من ( دون الله ) ، ولا إلى أمر من ( دون الله ) . فقد جـاء النهي من الله عن ذلك جلياً حاسماً : ( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذن من الظالمين )
[ يونس : 106 ]
]( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً ) ][ الجن : 18 [
( قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحداً )[ الجن : 20 ]
إنه ليس من الحكمة ولا من الموعظة الحسنة أن لا تبلّغ رسالة الله كاملة ، كما أُنْزلتْ من عند الله ، أو أن تخفي منها شيئاً ، مداراة لوهم قذفه الشيطان في نفسك ، أو ظنّاً منك أنك بإخفاء شيء من رسالة الله أو تحويره تبلغ هدفك ، فالله أعلم ولقد جاء أمره جلياًّ حاسماً :
( يا أيها النبي بلّغ ما أُنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس إنّ الله لا يهدي القوم الكافرين ) [ المائدة : 67 ]
( وقل الحقُ من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أَعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقاً ) [ الكهف : 29 ]
إنك أيها الداعية المسلم إن أخفيت شيئاً خسرت أمرين : خسرت احترام مَنْ تدعوه ، لأنه يعرف دينك الذي لا يؤمن هو به ، ويعرف أنك غيّرت وبدّلت وخسرت رضاء الله وعونه ونصره ، فما النصر إلا من عند الله .
إنه ليس من الحكمة ولا من الموعظة الحسنة أن تخالف أمر الله وما أوحى به إلى عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، أن تخالف ذلك إلى هواك واجتهادك البشري على غير أساس من دين الله . فلقد جاء أمر الله جليّاً حاسماً :
(واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين )
(واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين )
[ يونس : 109]
( فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنزُ أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل )
[ هود : 12 ]
'ليس من الحكمة أن نُصَوِّر الإسلام أنه دين المسالمة والمساومة والتنازلات كي نركن إلى من لا يؤمن بالله ، أو انحرف عن دين الله ، أو دعا إلى غير الله ، أو افترى على الله كذباً وادَّعى باطلاً أو أخفى وبدَّل وغيَّر ، ولا هو من الحكمة أن نخفي ما فرضه الله نصاً صريحاً في الكتاب والسنة من عدم موالاة المشركين والكافرين والمنافقين ، أو نخفي ما أمر الله به من جهاد في سبيل الله . ليس من الحكمة أن نخفي ما بيّنه الله للناس ، ولا أن نركن إلى الظالمين ، فقد جاء الأمر من عند الله جلياًّ حاسماً في كل ذلك ، وأمر المؤمنين بالصبر على ما يلقونه في سبيل الله :
( فاستقم كما أُمرت ومن تاب معك ولا تظغوا إنه بما تعملون بصير . ولا تركنوا إلى الذي ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من ولي ولا نصير )
( فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنزُ أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل )
[ هود : 12 ]
'ليس من الحكمة أن نُصَوِّر الإسلام أنه دين المسالمة والمساومة والتنازلات كي نركن إلى من لا يؤمن بالله ، أو انحرف عن دين الله ، أو دعا إلى غير الله ، أو افترى على الله كذباً وادَّعى باطلاً أو أخفى وبدَّل وغيَّر ، ولا هو من الحكمة أن نخفي ما فرضه الله نصاً صريحاً في الكتاب والسنة من عدم موالاة المشركين والكافرين والمنافقين ، أو نخفي ما أمر الله به من جهاد في سبيل الله . ليس من الحكمة أن نخفي ما بيّنه الله للناس ، ولا أن نركن إلى الظالمين ، فقد جاء الأمر من عند الله جلياًّ حاسماً في كل ذلك ، وأمر المؤمنين بالصبر على ما يلقونه في سبيل الله :
( فاستقم كما أُمرت ومن تاب معك ولا تظغوا إنه بما تعملون بصير . ولا تركنوا إلى الذي ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من ولي ولا نصير )
[ هود : 111،112 ]
وكذلك فإنه ليس من الحكمة أن يُتَّهم الإسلام بأنَّه دين العدوان والظلم ، بادعاء باطل يقوم على تأويل فاسد للجهاد في سبيل الله ، لإلصاق الجريمة بالمسلمين ، ويُخفَى بعد ذلك أن الإسلام دين الحقِّ والعدل ، ودين الرحمة والعزّة والقوة ، وأن الحقَّ والعدل والرحمة والعزَّة لا تحقّق في الأرض إلا بالجهاد في سبيل الله
وكذلك فإنه ليس من الحكمة أن يُتَّهم الإسلام بأنَّه دين العدوان والظلم ، بادعاء باطل يقوم على تأويل فاسد للجهاد في سبيل الله ، لإلصاق الجريمة بالمسلمين ، ويُخفَى بعد ذلك أن الإسلام دين الحقِّ والعدل ، ودين الرحمة والعزّة والقوة ، وأن الحقَّ والعدل والرحمة والعزَّة لا تحقّق في الأرض إلا بالجهاد في سبيل الله