في البداية ,وقبل الإجابة على هذا التساؤل ,لا بد لنا من أن نعرف ,ما معنى قوانين تقدمية أو رجعية .
بالمناسبة ,كملاحظة جانبية ,في سنوات الستينات من القرن المنصرم ,وعندما كنا في عنفوان الشباب الذي أخذ على عاتقه مهمة النضال الوطني والاجتماعي أنذاك . كانت لذلك العصر مفرداته التي كانت تحكم حركة الواقع , وإذا لم تخني الذاكرة ,كنا نستخدم مصطلحات سياسية ,مثل تقدمي ,ر&cute; ,رجعي ,وطني ,عميل ,قومي ,أممي . اشتراكي ,برجوازي إقطاعي ...مسلم ,مسيحي ,يهودي ,ملحد .
أما اليوم ,وبعد سقوط المنظومة الاشتراكية ,وهيمنة القطب الواحد ,سبحان الله فقد تغيرت حتى تلك المفردات ,وصرنا نستخدم مفردات عصر العولمة .ومفردات عصر التقسيم الطائفي والمذهبي البشع.
سني ,شيعي ,يزيدي ,بهائي ,طالبان ,قاعدة ,أخوان ,قرآني,هيئة علماء المسلمين ,التيار الصدري ,قائمة التحالف الإسلامي ,القائمة الشيعية ,قائمة تحالف كردستان , جهادي,علماني ,قبطي ,كاثوليكي ,أرثوذكسي,........وهكذا .
نعود إلى التعريف.
قوانين تقدمية:هي القوانين التي لم تقف في حركة الحياة عند عصر قديم ,بل أخذت من القديم ما يناسبها ,وتعاملت مع الحاضر حسب شروطه الآنية والموضوعية ,ولها نظرة أيضاً مستقبلية.
قوانين رجعية .هي القوانين التي ثبتت حركة الحياة عند عصر ماضي معين ,وكلما تقدم وتطور الزمن ,تكون نظرتها إلى الخلف .لأن الماضي بالنسبة لها هو الأصل الثابت .
من هنا ,نستطيع القول ,أن تعاقب الأجيال ,والعصور ,وتقدم المجتمعات ,يجعل الاحتياج إلى القرآن في عصر التقدم أكثر ,ويصبح القرآن حاجة موضوعية للبشرية .ذلك لأن القوانين القرآنية ,لا تقف عند فهم عصر معين ,بل تتجاوزه إلى الحاضر ومن ثم إلى المستقبل.
المشكلة ,في المسلمين هي ما نردده باستمرار تكمن في هجرهم للقرآن ,ولا أغالي إذا قلت أن أكثر المسلمين ,وحتى العرب منهم لا يعرفون ألفاظه ,ولا يستطيعون تدبر آياته.وهذا المستوى ,جعل عملية تبليغ القرآن الكريم وحقائقه عملية محدودة ومعقدة .أما مشكلة الدعاة اليوم هي مشكلة كبيرة في حق كتاب الله ,كونهم أخذوا على عاتقهم ,تدريس السنة والتراث وخرافات البشر وأساطيرهم.وبذلك أصبحت القوانين القرآنية بمفهومهم قوانين رجعية ,كلما تقدم العصر ,ارتدوا وردوا معهم الملاين إلى تلك العصور التي لا يمكن أن تكون مقياس لهذا العصر ,اللهم ما عدا القيم الأخلاقية المشتركة ما بين الحاضر والماضي.
الآيات القرآنية ,هي آيات صامتة ,مهمتنا أي مهمة المسلمين هي نقلها من حيز السكون إلى الحركة .وهذا يتطلب منا استنباط الأفكار والرؤى ,لتتفاعل مع حركة الواقع.
لنأخذ هذا المثال .
يقول الله عز وجل :
"وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ" شورى 38
هذه الآية آية صامتة ,نزلت على رسول الله(ص) في عصر معين .
ماذا فعل رسول الله, قرأ الآية على الصحابة ,ومن ثم تم تدوينها ,وبعد ذلك حولوها من آية صامتة ,إلى منهج يتعامل مع حركة الواقع وحركة الحياة.
عند تدبرهم لهذه الآية ,من المؤكد أنهم استغربوا في البداية ورود مفهوم الشورى ما بين مفهومي الصلاة والإنفاق.وهم من الذين استجابوا لربهم ,أمنوا به وأمنوا برسالة الرسول ,ومع ذلك لفت انتباههم أن التسليم والإيمان بالتوحيد لا يكفي من أجل بناء مجتمع القسط والعدالة ,عندها انتبهوا إلى أن هذا المجتمع ,يجب أن يتميز بكونه مقيم لأهم ركن من أركان العبادة ,الصلاة ...لماذا الصلاة؟ لأن أداء الصلاة والصلة بشكلها الصحيح هي السبيل إلى بناء الشخصية ,ومن ثم بناء الأسرة والمجتمع بشكل صحيح كما أراده الله عز وجل.
أما الأنفاق فهو السبيل لتقدم المجتمع وإقامة نظام اقتصادي أساسه العدل.
لكن بين الواجبين ذكر رب العالمين واجب الشورى ,والشورى هي البعد الثالث لبناء المجتمع ,بمعنى أخر هو البعد السياسي والاجتماعي . وفعلاً بفهمهم للمعاني لهذه الآية
,تحولت الآية الصامتة ,في ذلك العهد النبوي إلى حركة حياة ,قرأوا ...تدبروا ...فعّلوا .
فأقاموا مجتمعاً موحداً لله ,عاش فيه كل من سالم ,أي مجتمع العدل والقسط ,ومجتمع الشورى .
ولو نا قشنا هذه القوانين القرآنية ,من مقياس التقدمية والرجعية اليوم ,لوجدنا أن أصحاب الجمود والرجعيين ,عند قراءتهم لها ,يفعلوها ,بالعودة إلى ذلك العصر ,لتطبيق كيف تمت الشورى آنذاك ,وكيف كان المسلمون يدفعون الزكاة من تمر وقمح ...,ويطالبون أن يكون التطبيق العملي مماثلاً لذلك العصر , بغض النظر عن التقدم الذي حصل,
أما الرؤية التقدمية ,فأنها تأخذ القانون القرآني,وتفعله بشروط العصر ...الشورى من خلال الوسائل الديمقراطية ,الزكاة تدفع بشكل يتفق والقيمة النقدية الموازية وهكذا....
إذن من كل ذلك نستنتج أن في القرآن قوانين تقدمية فقط , نستطيع تفعيلها في كل العصور ومع كل الأجيال ,بشرط فهمها وتدبرها وتفعليها على أرض الواقع .وبالله المستعان.
بالمناسبة ,كملاحظة جانبية ,في سنوات الستينات من القرن المنصرم ,وعندما كنا في عنفوان الشباب الذي أخذ على عاتقه مهمة النضال الوطني والاجتماعي أنذاك . كانت لذلك العصر مفرداته التي كانت تحكم حركة الواقع , وإذا لم تخني الذاكرة ,كنا نستخدم مصطلحات سياسية ,مثل تقدمي ,ر&cute; ,رجعي ,وطني ,عميل ,قومي ,أممي . اشتراكي ,برجوازي إقطاعي ...مسلم ,مسيحي ,يهودي ,ملحد .
أما اليوم ,وبعد سقوط المنظومة الاشتراكية ,وهيمنة القطب الواحد ,سبحان الله فقد تغيرت حتى تلك المفردات ,وصرنا نستخدم مفردات عصر العولمة .ومفردات عصر التقسيم الطائفي والمذهبي البشع.
سني ,شيعي ,يزيدي ,بهائي ,طالبان ,قاعدة ,أخوان ,قرآني,هيئة علماء المسلمين ,التيار الصدري ,قائمة التحالف الإسلامي ,القائمة الشيعية ,قائمة تحالف كردستان , جهادي,علماني ,قبطي ,كاثوليكي ,أرثوذكسي,........وهكذا .
نعود إلى التعريف.
قوانين تقدمية:هي القوانين التي لم تقف في حركة الحياة عند عصر قديم ,بل أخذت من القديم ما يناسبها ,وتعاملت مع الحاضر حسب شروطه الآنية والموضوعية ,ولها نظرة أيضاً مستقبلية.
قوانين رجعية .هي القوانين التي ثبتت حركة الحياة عند عصر ماضي معين ,وكلما تقدم وتطور الزمن ,تكون نظرتها إلى الخلف .لأن الماضي بالنسبة لها هو الأصل الثابت .
من هنا ,نستطيع القول ,أن تعاقب الأجيال ,والعصور ,وتقدم المجتمعات ,يجعل الاحتياج إلى القرآن في عصر التقدم أكثر ,ويصبح القرآن حاجة موضوعية للبشرية .ذلك لأن القوانين القرآنية ,لا تقف عند فهم عصر معين ,بل تتجاوزه إلى الحاضر ومن ثم إلى المستقبل.
المشكلة ,في المسلمين هي ما نردده باستمرار تكمن في هجرهم للقرآن ,ولا أغالي إذا قلت أن أكثر المسلمين ,وحتى العرب منهم لا يعرفون ألفاظه ,ولا يستطيعون تدبر آياته.وهذا المستوى ,جعل عملية تبليغ القرآن الكريم وحقائقه عملية محدودة ومعقدة .أما مشكلة الدعاة اليوم هي مشكلة كبيرة في حق كتاب الله ,كونهم أخذوا على عاتقهم ,تدريس السنة والتراث وخرافات البشر وأساطيرهم.وبذلك أصبحت القوانين القرآنية بمفهومهم قوانين رجعية ,كلما تقدم العصر ,ارتدوا وردوا معهم الملاين إلى تلك العصور التي لا يمكن أن تكون مقياس لهذا العصر ,اللهم ما عدا القيم الأخلاقية المشتركة ما بين الحاضر والماضي.
الآيات القرآنية ,هي آيات صامتة ,مهمتنا أي مهمة المسلمين هي نقلها من حيز السكون إلى الحركة .وهذا يتطلب منا استنباط الأفكار والرؤى ,لتتفاعل مع حركة الواقع.
لنأخذ هذا المثال .
يقول الله عز وجل :
"وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ" شورى 38
هذه الآية آية صامتة ,نزلت على رسول الله(ص) في عصر معين .
ماذا فعل رسول الله, قرأ الآية على الصحابة ,ومن ثم تم تدوينها ,وبعد ذلك حولوها من آية صامتة ,إلى منهج يتعامل مع حركة الواقع وحركة الحياة.
عند تدبرهم لهذه الآية ,من المؤكد أنهم استغربوا في البداية ورود مفهوم الشورى ما بين مفهومي الصلاة والإنفاق.وهم من الذين استجابوا لربهم ,أمنوا به وأمنوا برسالة الرسول ,ومع ذلك لفت انتباههم أن التسليم والإيمان بالتوحيد لا يكفي من أجل بناء مجتمع القسط والعدالة ,عندها انتبهوا إلى أن هذا المجتمع ,يجب أن يتميز بكونه مقيم لأهم ركن من أركان العبادة ,الصلاة ...لماذا الصلاة؟ لأن أداء الصلاة والصلة بشكلها الصحيح هي السبيل إلى بناء الشخصية ,ومن ثم بناء الأسرة والمجتمع بشكل صحيح كما أراده الله عز وجل.
أما الأنفاق فهو السبيل لتقدم المجتمع وإقامة نظام اقتصادي أساسه العدل.
لكن بين الواجبين ذكر رب العالمين واجب الشورى ,والشورى هي البعد الثالث لبناء المجتمع ,بمعنى أخر هو البعد السياسي والاجتماعي . وفعلاً بفهمهم للمعاني لهذه الآية
,تحولت الآية الصامتة ,في ذلك العهد النبوي إلى حركة حياة ,قرأوا ...تدبروا ...فعّلوا .
فأقاموا مجتمعاً موحداً لله ,عاش فيه كل من سالم ,أي مجتمع العدل والقسط ,ومجتمع الشورى .
ولو نا قشنا هذه القوانين القرآنية ,من مقياس التقدمية والرجعية اليوم ,لوجدنا أن أصحاب الجمود والرجعيين ,عند قراءتهم لها ,يفعلوها ,بالعودة إلى ذلك العصر ,لتطبيق كيف تمت الشورى آنذاك ,وكيف كان المسلمون يدفعون الزكاة من تمر وقمح ...,ويطالبون أن يكون التطبيق العملي مماثلاً لذلك العصر , بغض النظر عن التقدم الذي حصل,
أما الرؤية التقدمية ,فأنها تأخذ القانون القرآني,وتفعله بشروط العصر ...الشورى من خلال الوسائل الديمقراطية ,الزكاة تدفع بشكل يتفق والقيمة النقدية الموازية وهكذا....
إذن من كل ذلك نستنتج أن في القرآن قوانين تقدمية فقط , نستطيع تفعيلها في كل العصور ومع كل الأجيال ,بشرط فهمها وتدبرها وتفعليها على أرض الواقع .وبالله المستعان.