في محاضرة عن استراتيجية الدولة
العبرية في المنطقة، ادلى آفي ديختر رئيس «الشاباك» السابق بشهادته أمام
الدارسين في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي.ومما قاله أن إسرائيل
تجرّب مع الولايات المتحدة الاميركية محاولة اختراق الساحة اللبنانية وزرع
الاختلالات فيها، لتعميق النزاعات السياسية والمذهبية والطائفية، وقطع
الطريق أمام تحقيق التوافق بين القوى السياسية. واعتبر ديختر أن لبنان «
أكثر بيئة إقليمية تفرض التحدي الاستراتيجي على إسرائيل». مضيفا ان خيار
القوة استخدمته إسرائيل مع لبنان في عام 2006، وعدم نجاحها في تلك الجولة
لا يعني استبعاد ذلك الخيار، الذي سيظل قائما والاستعداد له مستمر بوتيرة
عالية. لكن في الوقت ذاته فإن إسرائيل لم تتوقف عن السعي لإحداث الاضطراب
وتعميق الشقاق في الساحة اللبنانية. وقد حققت في ذلك نجاحات عدة، منها مثلا
أنها استطاعت خلق بيئة معادية للمنظمات الفلسطينية «توّجت» باندلاع الحرب
الأهلية عام 1975. وفي هذا الصدد أشار إلى التنسيق الذي قام بين إسرائيل
وبعض القوى اللبنانية في تلك الحرب. حيث زودت إسرائيل تلك القوى بالسلاح
والأموال، بموافقة رئيس الوزراء آنذاك إسحق رابين ووزير الدفاع شمعون
بيريز.
بعد هذا التصريح الواضح وغير السري لم يعد مفاجئا اكتشاف شبكات
التجسس الاسرائيلية في لبنان خلال الفترة المنصرمة، الأمر الذي استدعى
تساؤلا مشروعا عن غايات هذه الشبكات واستهدافاتها وتاريخ عملها واسلوبها
وأماكن تواجدها وكيفية بنائها. وفي محاولة الاجابة لابد اولا استذكار
مضامين المشروع الصهيوني في لبنان والمنطقة، وثانيا القاء نظرة على اسلوب
تجنيد العملاء، والظروف المساعدة في ذلك.
إن للعدو الصهيوني مشروعان
في لبنان ، وليس مشروعاً واحداً. مشروع احتلالي يصل إلى صيدا، ومشروع
تقسيمي يهمه تجزئة لبنان كله على أساس طائفي ومذهبي، بهدف تشكيل دويلات
منفصلة عن بعضها البعض من خلال حروب أهلية لا تتوقف. وتنتقل هذه المادة
التقسيمية من لبنان إلى العالم العربي، وهو ما تم التعبير عنه أميركياً
بمشروع الشرق الأوسط الكبير الهادف الى تقسيم سبع دول عربية. واذا كان قد
فشل المشروع الاحتلالي الصهيوني ، واضطر العدو لأن يندحر تحت ضربات
المقاومة في العام 2000، فإنه ركّز جل طاقته على الجانب الآخر لمشروعه وهو
تقسيم لبنان. وفي سبيل ذلك فإن العدو الصهيوني لن يدّخر جهدا أو وسيلة الا
ويلجأ اليها، علّه ينجح في تفجير حروب مذهبية و طائفية، تؤدي إلى فرز
سكاني، يعيد مشروع تقسيم لبنان كما كان مطروحا خلال حرب الستة عشر عاما ،
قبل اتفاق الطائف ، ليكون لكل طائفة دويلة ولكل مذهب كانتونا.
وحتى
ينفّذ العدو هذا المخطط، لا بد أن تكون له شبكات، وهذه الشبكات الصهيونية
في لبنان، لا تعمل كلها عملاً واحداً، وليست كلها مختصة بتحقيق هدف واحد.
فالشبكات الصهيونية في لبنان أنواع، منها شبكات تجسسيه لجمع المعلومات، عن
الدولة اللبنانية وعن الجيش اللبناني و تركيبة الوضع السياسي والاقتصادي
والاجتماعي،او مايُطلق عليه صفة الاستطلاع.
العبرية في المنطقة، ادلى آفي ديختر رئيس «الشاباك» السابق بشهادته أمام
الدارسين في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي.ومما قاله أن إسرائيل
تجرّب مع الولايات المتحدة الاميركية محاولة اختراق الساحة اللبنانية وزرع
الاختلالات فيها، لتعميق النزاعات السياسية والمذهبية والطائفية، وقطع
الطريق أمام تحقيق التوافق بين القوى السياسية. واعتبر ديختر أن لبنان «
أكثر بيئة إقليمية تفرض التحدي الاستراتيجي على إسرائيل». مضيفا ان خيار
القوة استخدمته إسرائيل مع لبنان في عام 2006، وعدم نجاحها في تلك الجولة
لا يعني استبعاد ذلك الخيار، الذي سيظل قائما والاستعداد له مستمر بوتيرة
عالية. لكن في الوقت ذاته فإن إسرائيل لم تتوقف عن السعي لإحداث الاضطراب
وتعميق الشقاق في الساحة اللبنانية. وقد حققت في ذلك نجاحات عدة، منها مثلا
أنها استطاعت خلق بيئة معادية للمنظمات الفلسطينية «توّجت» باندلاع الحرب
الأهلية عام 1975. وفي هذا الصدد أشار إلى التنسيق الذي قام بين إسرائيل
وبعض القوى اللبنانية في تلك الحرب. حيث زودت إسرائيل تلك القوى بالسلاح
والأموال، بموافقة رئيس الوزراء آنذاك إسحق رابين ووزير الدفاع شمعون
بيريز.
بعد هذا التصريح الواضح وغير السري لم يعد مفاجئا اكتشاف شبكات
التجسس الاسرائيلية في لبنان خلال الفترة المنصرمة، الأمر الذي استدعى
تساؤلا مشروعا عن غايات هذه الشبكات واستهدافاتها وتاريخ عملها واسلوبها
وأماكن تواجدها وكيفية بنائها. وفي محاولة الاجابة لابد اولا استذكار
مضامين المشروع الصهيوني في لبنان والمنطقة، وثانيا القاء نظرة على اسلوب
تجنيد العملاء، والظروف المساعدة في ذلك.
إن للعدو الصهيوني مشروعان
في لبنان ، وليس مشروعاً واحداً. مشروع احتلالي يصل إلى صيدا، ومشروع
تقسيمي يهمه تجزئة لبنان كله على أساس طائفي ومذهبي، بهدف تشكيل دويلات
منفصلة عن بعضها البعض من خلال حروب أهلية لا تتوقف. وتنتقل هذه المادة
التقسيمية من لبنان إلى العالم العربي، وهو ما تم التعبير عنه أميركياً
بمشروع الشرق الأوسط الكبير الهادف الى تقسيم سبع دول عربية. واذا كان قد
فشل المشروع الاحتلالي الصهيوني ، واضطر العدو لأن يندحر تحت ضربات
المقاومة في العام 2000، فإنه ركّز جل طاقته على الجانب الآخر لمشروعه وهو
تقسيم لبنان. وفي سبيل ذلك فإن العدو الصهيوني لن يدّخر جهدا أو وسيلة الا
ويلجأ اليها، علّه ينجح في تفجير حروب مذهبية و طائفية، تؤدي إلى فرز
سكاني، يعيد مشروع تقسيم لبنان كما كان مطروحا خلال حرب الستة عشر عاما ،
قبل اتفاق الطائف ، ليكون لكل طائفة دويلة ولكل مذهب كانتونا.
وحتى
ينفّذ العدو هذا المخطط، لا بد أن تكون له شبكات، وهذه الشبكات الصهيونية
في لبنان، لا تعمل كلها عملاً واحداً، وليست كلها مختصة بتحقيق هدف واحد.
فالشبكات الصهيونية في لبنان أنواع، منها شبكات تجسسيه لجمع المعلومات، عن
الدولة اللبنانية وعن الجيش اللبناني و تركيبة الوضع السياسي والاقتصادي
والاجتماعي،او مايُطلق عليه صفة الاستطلاع.
عدل سابقا من قبل ميـــرون في الثلاثاء مارس 16, 2010 3:50 pm عدل 1 مرات