لبيك فلسطين.. لبيك فلسطين.. دماؤنا فداء فلسطين.. أرواحنا للعروبة.
يا زعماء العرب ويا قادة الأمة العربية.. إني أنادي هنا الأمم المجاهدة؛ الحجاز، وسوريا، والعراق، وشرق الأردن، ولبنان، واليمن، وأبناء وادي النيل، وكل عربي يجري في عروقه دم العروبة الحر.
يا زعماء العرب.. أنتم القادة وهؤلاء الجنود قد وقفوا دماءهم للدفاع عن فلسطين والعروبة.
يا زعماء العروبة.. إن هذا الشباب ليس هازلاً، ولكنهم جادون قد عاهدوا الله، وعاهدوا الوطن أن يموتوا من أجله؛ إن كان ينقصنا اليوم السلاح فسنستخلصه من أعدائنا، ونقذف بهم إلى البحر.
يا زعماء العروبة.. لقد تألبت الدنيا تريد أن تسلب حقنا، ولقد عاهدنا الله على أن نعيش كرامًا أو نموت كرامًا.
أيتها الشعوب العربية والإسلامية..
الآن وقد وصلت قضية العروبة والإسلام في فلسطين المباركة إلى ما وصلت إليه، لم يكن بُد من أن تصارحكم الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين- وهم الذين احتضنوا هذه القضية، وكافحوا في سبيلها الكفاح المرير منذ عشر سنوات أو يزيد- بهذا البيان، وتطلب إليكم- والكلمة لكم الآن- أن تهبوا أجمعين وتعملوا جاهدين على كسب هذه المعركة الفاصلة في تاريخكم.
﴿وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ “35”﴾ “محمد”، ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ “11”﴾ “محمد”.
أيتها الشعوب العربية والإسلامية..
إن الصهيونية التي كشفت القناع اليوم عن مقصدها وأغراضها ليست حركة سياسية قاصرة على الوطن القومي لليهود أو الدولة المزعومة بالتقسيم الموهوم؛ ولكنها ثمرة تدابير وجهود اليهودية العالمية التي تهدف إلى تسخير العام كله لحكم اليهود ومصلحة اليهود وزعامة مسيح صهيون، وليست دولتهم الخيالية التي يعبِّرون عنها بجملتهم المأثورة "ملك سليمان "إسرائيل" من الفرات إلى النيل"، أو في عرفهم إلا نقطة ارتكاز تنقض منها اليهودية العالمية على الأمة العربية دولة فدولة، ثم على المجموعة الإسلامية أمة بعد أمة؛ أما أمم الغرب في أوروبا وأمريكا فقد تكفل الذهب اليهودي والإغراء الصهيوني بتوجيه زعمائها ورؤسائها وحكامها حيث يريد.
وإن الصهيونية التي لا تتقيد بخلق ولا فضيلة ولا تؤمن بشريعة ولا قانون، إذا مكن لها في الشرق- ولن يكون بإذن الله- فلن تقوم في أية دولة من دولة صناعة ناجحة ولا تجارة رابحة، وستقضي المنافسة الصناعية والتجارية على كل أمل لهذه الأمم العربية والإسلامية في التقدم والنهوض، هذا فضلاً عن الفساد الاجتماعي الذي تحمل جراثيمه هذه الرءوس والنفوس الطريدة من كل دولة ومن كل أمة وكل فكرة وكل دعوة؛ مما يشيع في هذه المجتمعات الكريمة أسوأ معاني الإباحية والإلحاد والتحلل وكل خلق فاسد مرذول.
ولقد تكشف هؤلاء الصهيونيون عن أبشع معاني الهمجية بهذه الفظائع التي ارتكبوها مع عرب فلسطين؛ من الغدر، والخيانة، والجبن، والنذالة، والاعتداء على النساء والشيوخ والأطفال، والتمثيل بجثث القتلى، والإجهاز على الجرحى، وعرض المحصنات الحرائر عاريات في الطرقات والشوارع، وانتهاك حرمة المعابد والأديار والمساجد، ورفع علم الصهيونية المنكوس على أهلة المآذن إلى آخر هذا السجل من المخازي التي لا تغيب ولا تُنسى، ولن يفلتوا من عقابها أبدًا.
أيتها الشعوب العربية والإسلامية..
لقد تواطأ الإنجليز مع اليهودية العالمية منذ سنة 1917م على الأمة العربية، وسجلت الحكومة البريطانية على نفسها هذا التواطؤ بوعد بلفور المشئوم، ثم اغتصبت البلاد من أهلها العرب عقب الحرب العالمية الأولى، وحكمتها باسم الانتداب الباطل، فجارت في حكمها، ويسرت لليهود كل السبل ليتملكوا الأرض وينشئوا المستعمرات، وأغرتهم بالتسلح والتدريب والتحصين، وهيَّأت لهم وسائل ذلك كاملة، وأمدتهم بالسلاح والذخيرة، وسمحت لهم بإنشاء المعامل وإقامة المصانع ظاهرة، ومستورة في تل أبيب وغيرها، وكل هذا في الوقت الذي كانت تأخذ فيه العرب أشد المؤاخذة بأتفه الأسباب، وتحكم بالإعدام على كل من تقع عليه شبهة حمل السلاح أو حيازة السلاح.
حتى إذا تمَّ لها ولليهود ما أرادت، فاجأت العالم بإعلان التخلي عن الانتداب بعد ثلاثين سنةً، تجسم فيها الظلم والجور والتضييق على العرب والممالأة والمحايلة والتدليل لليهود.
ثم زجت السياسة البريطانية الماكرة الملتوية بهذه المؤسسة الناشئة الحديثة العهد بمناورات البريطانيين ومزالق سياستهم في هذا المأزق الحرج “مأزق اقتراح التقسيم والموافقة عليه”، مع وقوفها موقف المتفرج، تتلهى بتخبط الساسة، وتنظر الضحايا وأشلاء القتلى وأنين المجروحين، ولم تكتف بذلك، بل خدعت ساسة الدول العربية، وخدَّرت أعصاب أعضاء الجامعة العربية؛ حتى يفلت منهم الوقت، وتضيع الفرصة، وتتعقد الأمور، وتواجههم الحوادث بالأمر الواقع، وأوهمتهم أن الأمر سيتم صلحًا بعد مناورات عسكرية طفيفة، وأن الأساليب السياسية ستغنيهم عن الجهاد الصحيح والخطط الحربية، وأن القضية ستُحل في قاعات هيئة الأمم المتحدة لا في ساحات القدس وحيفا ويافا وتل أبيب ومستعمرات الجنوب والشمال، وأن حكومة الانتداب ستنهض بالتزاماتها كاملة في صيانة الأمن، والقضاء على محاولات عصابات الشر إلى آخر يوم من أيامه.
واطمأن رجالنا الرسميون إلى هذا الأمل، فعالجوا الأمور على مهل؛ حتى حدثت القارعة ووقعت الواقعة، وسقطت حيفا ويافا، واشتعلت القدس، وامتد الخطر إلى كل قرى الشمال، وصدم رؤساء الحكومات العربية ورجال الجامعة العربية بما لم يكونوا يحتسبون، وأصبحوا يحملون أمام الله وأمام التاريخ وأمام الشعوب أثقل تبعة حملها حاكم أو زعيم.
أيتها الشعوب العربية والإسلامية فرصة العمل لم تضع..
إن هذا الذي حدث لم يكن غائبًا عنا ولا مجهولاً لدينا ولا غريبًا في حد ذاته، بل كان متوقعًا في أي لحظة من اللحظات، والحرب سجال، واليهود يستعدون لهذا، ولقد صارحنا بهذا كل المسئولين اليوم منذ ثلاثين عامًا أو تزيد، ولفتناهم إلى أهمية عامل الوقت، ووجوب انتهاز الفرص، وبذل كل مجهود في الإعداد والاستعداد والعمل، ومهما يكن من شيء، فلا يزال في الوقت بقية، ولا يزال شراع السفينة على سطح الماء يهيب بإنقاذها من الغرق، والعرب على ذلك قادرون بتأييد الله متى صدقت عزائمهم، واجتمعت كلمتهم، وسلكوا سبيل الجهاد الصحيح الذي لا خير إلا فيه ولا نجاة إلا به، والله تبارك وتعالى يقول: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ “139” إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ “140” وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِين “141”﴾ “آل عمران”.
ولقد أعلن شيخ الأزهر وكبار علمائه وأئمة المسلمين وشيوخهم في كل قطر "أن إنقاذ فلسطين قلب العروبة والإسلام؛ واجب ديني على المسلمين عامة في كل نواحي الأرض، يستوي فيه الملوك والأمراء والرؤساء والحكومات والشعوب، وأن السبيل إلى ذلك هو أن تتكاتف الحكومات الإسلامية والعربية على أن تتخذ- وفورًا- كل ما تستطيع من الوسائل الفعالة الحاسمة عسكرية وغير عسكرية لإنقاذ فلسطين"؛ كما أعلنت هذه المعاني بلسان الآباء المسيحيين ورعاة الكنائس على اختلاف مذاهبهم، ووردت الإشارة إليها-بل التصريح بها- في بيانات رؤساء الدول العربية ورجال الحكومات الرسمية أو الشعبية.
وبهذا أصبح من الواجب المحتوم على كل حكومة عربية أو إسلامية وكل شعب عربي أو إسلامي مواصلة الجهاد بكل وسائله حتى تُحرر فلسطين، ويُقضى على عصابات الشر من الصهيونيين، وتنهزم اليهودية العالمية الباغية في الأرض المباركة.
تسليم فلسطين خيانة:
وإذا كانت هيئة الأمم المتحدة أو بعض الحكومات تريد أن تتخذ من الموقف الحاضر ومن ظروف الدول العربية سببًا للضغط عليها ولقبول هدنة عسكرية، أو وصاية دولية، أو مشروع آخر غير الاعتراف باستقلال فلسطين العربية الموحدة وسيادتها، وإذا كانت بعض الحكومات تميل إلى أن تنتصر لهذا الرأي لتلقى عن أكتافها عبء الكفاح والجهاد، وتدع مصير فلسطين للأقدار؛ فإننا نعلن أن معنى ذلك تسليم فلسطين، والقضاء على العروبة فيها، وتمزيق شمل أهلها، وتمكين الصهيونيين من إعلان دولتهم واستكمال عدتهم وزيادة عددهم؛ وإن قبول مثل هذه الحلول أو الموافقة عليها خيانة عظمى لأمانة فلسطين أولاً، ولأمانة الشعوب العربية والإسلامية بعد ذلك، وإنه لا سبيل إلا الكفاح المرير والجهاد الدائب؛ حتى يفتح الله بيننا وبين الناس بالحق وهو خير الفاتحين.
مطالب الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين من الجامعة والحكومات:
وإن الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين لتطالب الجامعة العربية باتخاذ الخطوات الآتية فورًا:
1- إعلان الاعتراف بفلسطين كلها “بحدودها المعروفة برًّا وبحرًا” دولة عربية موحدة حرة مستقلة ذات سيادة، وأن كل قرار يخالف ذلك من أية جهة يعتبر عدوانًا على الحكومات العربية والأمم العربية جميعًا، وإن عصابات اليهود المسلحة من الهاجاناه والأرجون وشتيرن وغيرها؛ قراصنة معتدون مطالبون بما اقترفوا من جرائم وما أراقوا من دماء، وأن الصهيونية الآثمة لا حق لها في شبر واحد من أرض فلسطين.
2- مصارحة الشعوب بأنها قد أصبحت في حالة حرب عنيفة مع الصهيونية المعتدية الآثمة، ومع اليهودية العالمية التي تؤازرها وتمدها بالمال والرجال والسلاح والنفوذ، وإعلان الجهاد المقدس، واتخاذ التدابير التي يقتضيها هذا الوضع الجديد بفتح معسكرات التدريب للمتطوعين، والحصول على الأسلحة والذخائر، وإقامة المعامل والمصانع الحربية بأية طريق، بحشد القوات النظامية الكافية، وتكييف الحياة المدنية بالصورة التي تقتضيها حالة الحرب.
3- دعوة الحكومات والشعوب الإسلامية- وفي مقدمتها تركيا- للاشتراك مع الجماعة العربية في هذا السبيل.
4- تحديد الموقف من اليهود المحليين لتحريم منح الجنسية المحلية لأي يهودي يعيش في وطن عربي أو إسلامي لا يحمل جنسيته، بوضع أمواله وأملاكه تحت الحراسة، ومعاملته كما يعامل رعايا الأعداء، ومراقبة نشاط اليهود الذين يحملون الجنسية المحلية مراقبة دقيقة، وسحب هذه الجنسية من كل من يثبت عليه منهم أنه يساعد الصهيونيين بأي نوع من أنواع المساعدة، أو يتصل بهم أي اتصال.
أيتها الشعوب العربية والإسلامية..
إذا آثرت الحكومات القعود والتردد، ولم يكفها ما فات، ولم ترد أن تتدارك الموقف وتواجه الحوادث بالسرعة والحزم الواجبين؛ فإن الهيئة التأسيسية تهيب بكل شعب عربي وبكل أمة مسلمة أن تتخذ من جانبها هذه الخطوات:
1- إعلان استقلال فلسطين العربية وسيادتها، وإعلان الجهاد ضد الصهيونية واليهودية العالمية.
2- إنشاء قيادة عسكرية شعبية لتنظيم التطوع والتسليح، وتحويل حياة العبث واللهو إلى حياة جد وعمل وإيمان وجهاد وحقوق.
3- إنشاء هيئة شعبية اقتصادية لتنظيم مقاطعة اليهود المحليين مقاطعة شاملة.
4- إنشاء هيئة شعبية جامعة تضم كل الهيئات والأحزاب والطوائف؛ لتنظيم حركة العصيان المدني إذا اعترضت الحكومات سبيل هذه الخطوات.
الإخوان طليعة المجاهدين:
وإن مكتب الإرشاد العام للإخوان المسلمين- وقد وكلت إليه الهيئة التأسيسية العمل على إنفاذ هذه القرارات- سيراقب في لهفة وأمل خطوات الشعوب والحكومات، فإن أدت واجبها كاملاً فذاك، وإلا فحسب الإخوان المسلمين أن يكونوا الطليعة الفادية المجاهدة؛ فإن عاشوا عاشوا سعداء في ظل القوة والكرامة، وإن ماتوا ماتوا شهداء في ساحات الشرف والبطولة.
يدعو الإخوان المسلمون جميع المسلمين فى أنحاء الدنيا إلى قيام ليلة الخميس القادم وصيام نهاره وصلاة العشاء فى أقرب مسجد والقنوت والدعاء على الظالمين والصهاينة المجرمين أن يرينا الله فيهم آيات وأن يربط على القلوب ويتثبت الأقدام ويعجل بنصر الله لإخواننا فى أرض الرباط (أرض فلسطين) .
وليكن يوم الجمعة 20 من شوال 1430 هـ الموافق 9 من أكتوبر 2009 م يوم غضب واحتجاج ونصرة للأقصى وفلسطين ، فك الله أسرهما
يا زعماء العرب ويا قادة الأمة العربية.. إني أنادي هنا الأمم المجاهدة؛ الحجاز، وسوريا، والعراق، وشرق الأردن، ولبنان، واليمن، وأبناء وادي النيل، وكل عربي يجري في عروقه دم العروبة الحر.
يا زعماء العرب.. أنتم القادة وهؤلاء الجنود قد وقفوا دماءهم للدفاع عن فلسطين والعروبة.
يا زعماء العروبة.. إن هذا الشباب ليس هازلاً، ولكنهم جادون قد عاهدوا الله، وعاهدوا الوطن أن يموتوا من أجله؛ إن كان ينقصنا اليوم السلاح فسنستخلصه من أعدائنا، ونقذف بهم إلى البحر.
يا زعماء العروبة.. لقد تألبت الدنيا تريد أن تسلب حقنا، ولقد عاهدنا الله على أن نعيش كرامًا أو نموت كرامًا.
بيان للشعوب العربية
أيتها الشعوب العربية والإسلامية..
الآن وقد وصلت قضية العروبة والإسلام في فلسطين المباركة إلى ما وصلت إليه، لم يكن بُد من أن تصارحكم الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين- وهم الذين احتضنوا هذه القضية، وكافحوا في سبيلها الكفاح المرير منذ عشر سنوات أو يزيد- بهذا البيان، وتطلب إليكم- والكلمة لكم الآن- أن تهبوا أجمعين وتعملوا جاهدين على كسب هذه المعركة الفاصلة في تاريخكم.
﴿وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ “35”﴾ “محمد”، ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ “11”﴾ “محمد”.
أيتها الشعوب العربية والإسلامية..
إن الصهيونية التي كشفت القناع اليوم عن مقصدها وأغراضها ليست حركة سياسية قاصرة على الوطن القومي لليهود أو الدولة المزعومة بالتقسيم الموهوم؛ ولكنها ثمرة تدابير وجهود اليهودية العالمية التي تهدف إلى تسخير العام كله لحكم اليهود ومصلحة اليهود وزعامة مسيح صهيون، وليست دولتهم الخيالية التي يعبِّرون عنها بجملتهم المأثورة "ملك سليمان "إسرائيل" من الفرات إلى النيل"، أو في عرفهم إلا نقطة ارتكاز تنقض منها اليهودية العالمية على الأمة العربية دولة فدولة، ثم على المجموعة الإسلامية أمة بعد أمة؛ أما أمم الغرب في أوروبا وأمريكا فقد تكفل الذهب اليهودي والإغراء الصهيوني بتوجيه زعمائها ورؤسائها وحكامها حيث يريد.
وإن الصهيونية التي لا تتقيد بخلق ولا فضيلة ولا تؤمن بشريعة ولا قانون، إذا مكن لها في الشرق- ولن يكون بإذن الله- فلن تقوم في أية دولة من دولة صناعة ناجحة ولا تجارة رابحة، وستقضي المنافسة الصناعية والتجارية على كل أمل لهذه الأمم العربية والإسلامية في التقدم والنهوض، هذا فضلاً عن الفساد الاجتماعي الذي تحمل جراثيمه هذه الرءوس والنفوس الطريدة من كل دولة ومن كل أمة وكل فكرة وكل دعوة؛ مما يشيع في هذه المجتمعات الكريمة أسوأ معاني الإباحية والإلحاد والتحلل وكل خلق فاسد مرذول.
ولقد تكشف هؤلاء الصهيونيون عن أبشع معاني الهمجية بهذه الفظائع التي ارتكبوها مع عرب فلسطين؛ من الغدر، والخيانة، والجبن، والنذالة، والاعتداء على النساء والشيوخ والأطفال، والتمثيل بجثث القتلى، والإجهاز على الجرحى، وعرض المحصنات الحرائر عاريات في الطرقات والشوارع، وانتهاك حرمة المعابد والأديار والمساجد، ورفع علم الصهيونية المنكوس على أهلة المآذن إلى آخر هذا السجل من المخازي التي لا تغيب ولا تُنسى، ولن يفلتوا من عقابها أبدًا.
أيتها الشعوب العربية والإسلامية..
لقد تواطأ الإنجليز مع اليهودية العالمية منذ سنة 1917م على الأمة العربية، وسجلت الحكومة البريطانية على نفسها هذا التواطؤ بوعد بلفور المشئوم، ثم اغتصبت البلاد من أهلها العرب عقب الحرب العالمية الأولى، وحكمتها باسم الانتداب الباطل، فجارت في حكمها، ويسرت لليهود كل السبل ليتملكوا الأرض وينشئوا المستعمرات، وأغرتهم بالتسلح والتدريب والتحصين، وهيَّأت لهم وسائل ذلك كاملة، وأمدتهم بالسلاح والذخيرة، وسمحت لهم بإنشاء المعامل وإقامة المصانع ظاهرة، ومستورة في تل أبيب وغيرها، وكل هذا في الوقت الذي كانت تأخذ فيه العرب أشد المؤاخذة بأتفه الأسباب، وتحكم بالإعدام على كل من تقع عليه شبهة حمل السلاح أو حيازة السلاح.
حتى إذا تمَّ لها ولليهود ما أرادت، فاجأت العالم بإعلان التخلي عن الانتداب بعد ثلاثين سنةً، تجسم فيها الظلم والجور والتضييق على العرب والممالأة والمحايلة والتدليل لليهود.
خديعة ساسة العرب
ثم زجت السياسة البريطانية الماكرة الملتوية بهذه المؤسسة الناشئة الحديثة العهد بمناورات البريطانيين ومزالق سياستهم في هذا المأزق الحرج “مأزق اقتراح التقسيم والموافقة عليه”، مع وقوفها موقف المتفرج، تتلهى بتخبط الساسة، وتنظر الضحايا وأشلاء القتلى وأنين المجروحين، ولم تكتف بذلك، بل خدعت ساسة الدول العربية، وخدَّرت أعصاب أعضاء الجامعة العربية؛ حتى يفلت منهم الوقت، وتضيع الفرصة، وتتعقد الأمور، وتواجههم الحوادث بالأمر الواقع، وأوهمتهم أن الأمر سيتم صلحًا بعد مناورات عسكرية طفيفة، وأن الأساليب السياسية ستغنيهم عن الجهاد الصحيح والخطط الحربية، وأن القضية ستُحل في قاعات هيئة الأمم المتحدة لا في ساحات القدس وحيفا ويافا وتل أبيب ومستعمرات الجنوب والشمال، وأن حكومة الانتداب ستنهض بالتزاماتها كاملة في صيانة الأمن، والقضاء على محاولات عصابات الشر إلى آخر يوم من أيامه.
واطمأن رجالنا الرسميون إلى هذا الأمل، فعالجوا الأمور على مهل؛ حتى حدثت القارعة ووقعت الواقعة، وسقطت حيفا ويافا، واشتعلت القدس، وامتد الخطر إلى كل قرى الشمال، وصدم رؤساء الحكومات العربية ورجال الجامعة العربية بما لم يكونوا يحتسبون، وأصبحوا يحملون أمام الله وأمام التاريخ وأمام الشعوب أثقل تبعة حملها حاكم أو زعيم.
أيتها الشعوب العربية والإسلامية فرصة العمل لم تضع..
إن هذا الذي حدث لم يكن غائبًا عنا ولا مجهولاً لدينا ولا غريبًا في حد ذاته، بل كان متوقعًا في أي لحظة من اللحظات، والحرب سجال، واليهود يستعدون لهذا، ولقد صارحنا بهذا كل المسئولين اليوم منذ ثلاثين عامًا أو تزيد، ولفتناهم إلى أهمية عامل الوقت، ووجوب انتهاز الفرص، وبذل كل مجهود في الإعداد والاستعداد والعمل، ومهما يكن من شيء، فلا يزال في الوقت بقية، ولا يزال شراع السفينة على سطح الماء يهيب بإنقاذها من الغرق، والعرب على ذلك قادرون بتأييد الله متى صدقت عزائمهم، واجتمعت كلمتهم، وسلكوا سبيل الجهاد الصحيح الذي لا خير إلا فيه ولا نجاة إلا به، والله تبارك وتعالى يقول: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ “139” إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ “140” وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِين “141”﴾ “آل عمران”.
إعلان الجهاد المقدس
ولقد أعلن شيخ الأزهر وكبار علمائه وأئمة المسلمين وشيوخهم في كل قطر "أن إنقاذ فلسطين قلب العروبة والإسلام؛ واجب ديني على المسلمين عامة في كل نواحي الأرض، يستوي فيه الملوك والأمراء والرؤساء والحكومات والشعوب، وأن السبيل إلى ذلك هو أن تتكاتف الحكومات الإسلامية والعربية على أن تتخذ- وفورًا- كل ما تستطيع من الوسائل الفعالة الحاسمة عسكرية وغير عسكرية لإنقاذ فلسطين"؛ كما أعلنت هذه المعاني بلسان الآباء المسيحيين ورعاة الكنائس على اختلاف مذاهبهم، ووردت الإشارة إليها-بل التصريح بها- في بيانات رؤساء الدول العربية ورجال الحكومات الرسمية أو الشعبية.
وبهذا أصبح من الواجب المحتوم على كل حكومة عربية أو إسلامية وكل شعب عربي أو إسلامي مواصلة الجهاد بكل وسائله حتى تُحرر فلسطين، ويُقضى على عصابات الشر من الصهيونيين، وتنهزم اليهودية العالمية الباغية في الأرض المباركة.
تسليم فلسطين خيانة:
وإذا كانت هيئة الأمم المتحدة أو بعض الحكومات تريد أن تتخذ من الموقف الحاضر ومن ظروف الدول العربية سببًا للضغط عليها ولقبول هدنة عسكرية، أو وصاية دولية، أو مشروع آخر غير الاعتراف باستقلال فلسطين العربية الموحدة وسيادتها، وإذا كانت بعض الحكومات تميل إلى أن تنتصر لهذا الرأي لتلقى عن أكتافها عبء الكفاح والجهاد، وتدع مصير فلسطين للأقدار؛ فإننا نعلن أن معنى ذلك تسليم فلسطين، والقضاء على العروبة فيها، وتمزيق شمل أهلها، وتمكين الصهيونيين من إعلان دولتهم واستكمال عدتهم وزيادة عددهم؛ وإن قبول مثل هذه الحلول أو الموافقة عليها خيانة عظمى لأمانة فلسطين أولاً، ولأمانة الشعوب العربية والإسلامية بعد ذلك، وإنه لا سبيل إلا الكفاح المرير والجهاد الدائب؛ حتى يفتح الله بيننا وبين الناس بالحق وهو خير الفاتحين.
مطالب الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين من الجامعة والحكومات:
وإن الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين لتطالب الجامعة العربية باتخاذ الخطوات الآتية فورًا:
1- إعلان الاعتراف بفلسطين كلها “بحدودها المعروفة برًّا وبحرًا” دولة عربية موحدة حرة مستقلة ذات سيادة، وأن كل قرار يخالف ذلك من أية جهة يعتبر عدوانًا على الحكومات العربية والأمم العربية جميعًا، وإن عصابات اليهود المسلحة من الهاجاناه والأرجون وشتيرن وغيرها؛ قراصنة معتدون مطالبون بما اقترفوا من جرائم وما أراقوا من دماء، وأن الصهيونية الآثمة لا حق لها في شبر واحد من أرض فلسطين.
2- مصارحة الشعوب بأنها قد أصبحت في حالة حرب عنيفة مع الصهيونية المعتدية الآثمة، ومع اليهودية العالمية التي تؤازرها وتمدها بالمال والرجال والسلاح والنفوذ، وإعلان الجهاد المقدس، واتخاذ التدابير التي يقتضيها هذا الوضع الجديد بفتح معسكرات التدريب للمتطوعين، والحصول على الأسلحة والذخائر، وإقامة المعامل والمصانع الحربية بأية طريق، بحشد القوات النظامية الكافية، وتكييف الحياة المدنية بالصورة التي تقتضيها حالة الحرب.
3- دعوة الحكومات والشعوب الإسلامية- وفي مقدمتها تركيا- للاشتراك مع الجماعة العربية في هذا السبيل.
4- تحديد الموقف من اليهود المحليين لتحريم منح الجنسية المحلية لأي يهودي يعيش في وطن عربي أو إسلامي لا يحمل جنسيته، بوضع أمواله وأملاكه تحت الحراسة، ومعاملته كما يعامل رعايا الأعداء، ومراقبة نشاط اليهود الذين يحملون الجنسية المحلية مراقبة دقيقة، وسحب هذه الجنسية من كل من يثبت عليه منهم أنه يساعد الصهيونيين بأي نوع من أنواع المساعدة، أو يتصل بهم أي اتصال.
واجب الشعوب
أيتها الشعوب العربية والإسلامية..
إذا آثرت الحكومات القعود والتردد، ولم يكفها ما فات، ولم ترد أن تتدارك الموقف وتواجه الحوادث بالسرعة والحزم الواجبين؛ فإن الهيئة التأسيسية تهيب بكل شعب عربي وبكل أمة مسلمة أن تتخذ من جانبها هذه الخطوات:
1- إعلان استقلال فلسطين العربية وسيادتها، وإعلان الجهاد ضد الصهيونية واليهودية العالمية.
2- إنشاء قيادة عسكرية شعبية لتنظيم التطوع والتسليح، وتحويل حياة العبث واللهو إلى حياة جد وعمل وإيمان وجهاد وحقوق.
3- إنشاء هيئة شعبية اقتصادية لتنظيم مقاطعة اليهود المحليين مقاطعة شاملة.
4- إنشاء هيئة شعبية جامعة تضم كل الهيئات والأحزاب والطوائف؛ لتنظيم حركة العصيان المدني إذا اعترضت الحكومات سبيل هذه الخطوات.
الإخوان طليعة المجاهدين:
وإن مكتب الإرشاد العام للإخوان المسلمين- وقد وكلت إليه الهيئة التأسيسية العمل على إنفاذ هذه القرارات- سيراقب في لهفة وأمل خطوات الشعوب والحكومات، فإن أدت واجبها كاملاً فذاك، وإلا فحسب الإخوان المسلمين أن يكونوا الطليعة الفادية المجاهدة؛ فإن عاشوا عاشوا سعداء في ظل القوة والكرامة، وإن ماتوا ماتوا شهداء في ساحات الشرف والبطولة.
﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ “4” بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ “5”﴾ “الروم”....
والله أكبر ولله الحمد.
----------
والله أكبر ولله الحمد.
----------
نداء ودعاء
يدعو الإخوان المسلمون جميع المسلمين فى أنحاء الدنيا إلى قيام ليلة الخميس القادم وصيام نهاره وصلاة العشاء فى أقرب مسجد والقنوت والدعاء على الظالمين والصهاينة المجرمين أن يرينا الله فيهم آيات وأن يربط على القلوب ويتثبت الأقدام ويعجل بنصر الله لإخواننا فى أرض الرباط (أرض فلسطين) .
وليكن يوم الجمعة 20 من شوال 1430 هـ الموافق 9 من أكتوبر 2009 م يوم غضب واحتجاج ونصرة للأقصى وفلسطين ، فك الله أسرهما
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبة أجمعين
*********
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبة أجمعين
*********