[center]منذ عام 2003 وفي أعقاب سقوط نظام البعث الدكتاتوري كتبت عدة مقالات دعوت فيها كل القوى السياسية الديمقراطية العراقية اليسارية والعلمانية إلى العمل من أجل تأمين وحدة العمل المشترك في ما بينها من أجل تحسين قدرتها في التعامل مع الواقع الجديد الذي نشأ في العراق.وكانت الفرصة متاحة لمثل هذا العمل. وقد كررت المقترح عدة مرات فيما بعد. ولكن لم يكن هنا من مستجيب, بل حصدت على اللعنة تلو الأخرى من البعض القليل. والحصول على اللعنة ممن لا يشعر بأهمية التحالفات السياسية للقوى الديمقراطية والعلمانية واللبرالية لا يضيرني كثيراً, بل هو أمر طبيعي وتعبير عن عدم قناعة صاحب اللعنة بالتحالفات, وهو رأي أيضاً وأحترمه, رغم عدم قبولي به, إذ ليس في إمكان هذه القوى أن تجد لها موقعاً تحت شمس العراق وفي ساحته السياسية ما لم تتحد في ما بينها وتعمل سوية.وفي وحدة عملها في إطار تحالف جبهوي واسع هو الطريق الوحيد لبروز فعلها وتأثيرها في الحياة السياسية العراقية وفي القرار العراقي ولصالح المجتمع.
وفي هذه الأيام قدمت مقترحاً يؤكد من جديد أهمية مثل هذا العمل المشترك وعقد مؤتمر عام لهذه القوى مجتمعة. وقد وجدت تشجيعاً لي من عدد كبير ممن حضر ندوة لندن في أوائل شهر تموز 2009. وحين صغته بمقال نشر في عدد كثير من المواقع منها على سبيل المثال لا الحصر: الحوار المتمدن وصوت العراق والجيران والناس والبيت العراقي, نشرت بشأنه بعض التعليقات والملاحظات. كانت كلها إيجابية, وبعضها يتساءل عن مدى إمكانية عقده والآخر يشعر بأهميته, ولكن يشكك بجدواه أو قدرته في الحصول على نتائج إيجابية.
قيل قديما, بأن الإنسان حين يخوض النضال يمكن أن يخسر, ولكن من لا يخوض النضال يكون قد خسر ابتداءً. وعلينا أن نعمل من أجل هذا الهدف, من أجل أن لا نخسر ابتداءً, من أجل أن لا نضيع الفرص بانتظار الفرص, وهي استعارة لما قاله فهد منذ أكثر من 60عاماً ثم لنرى النتائج.
1. هناك حاجة ماسة لمثل هذا التحالف, إذ برهنت هذه القوى بأن لها جماهيرية مناسبة وغير قليلة ولكنها مبعثرة, فاجتماعها يزيد من عدد المصوتين لها ويحجب السلبية عن الذين ما زالوا مترددين في انتخاب القوى الديمقراطية والعلمانية واللبرالية. فرقتها لا يبعثر القوة الصوتية التي تمتلكها معاً فحسب, بل ويقلل من عدد الذين يصوتون لهم بسبب قناعتهم بعدم جدوى التصويت لها بصورة منفردة.
2. إن تحالف هذه القوى لا يعني وحدتها في حزب واحد, بل في تحالف ينشأ بين قوى لا تتفق في كل شيء, وإلا لكانت في حزب واحد, ولكنها تلتقي في الكثير من النقاط التي يستوجب النضال من أجلها راهنياً ولفترة غير قصيرة. فهو ليس زواجاً دائماً, وليس حباً بالضرورة, بل هو لقاء مصالح وأهداف يستوجبها العمل المشترك في مصلحة الشعب ويؤكدها التضامن الضروري لمواجهة الصعوبات والتعقيدات الراهنة.
3. والتحالف بين هذه القوى يعتبر الفرصة الوحيدة فعلاً في مجرى النضال السلمي غير الانقلابي للخلاص من المآسي التي عاشها ولا يزال يعيشها الشعب العراقي في ظل الطائفية الحاكمة والقوى الطائفية الحاكمة وفي ظل الصراع الذي لا يزال غير متوقف والموت المستمر للبشر.
4. التحالف لا يعني تحقيق كل شيء والوصول إلى السلطة دفعة واحدة, بل يعني رفع مستوى الوعي السياسي بضرورة مواصلة نضال هذه القوى, وزيادة الأمل لدى الناس بقدرتهم على التغيير التدريجي والتخلص من الطائفية ومحاصصاتها ومشاريعها التي تجهض الوحدة الوطنية وتعيق التقدم وتساعد على زيادة العمليات الإرهابية ضد المجتمع.
5. والتحالف يستوجب المساومة بين الديمقراطيين اليساريين والعلمانيين واللبراليين التي تتجلى بالضرورة في الحد الأدنى لبرنامج سياسي, اقتصادي, اجتماعي, تربوي, ثقافي, بيئي وعسكري لمرحلة السنوات الخمس القادمة, برنامج يشكل القاسم المشترك الأعظم بين هذه القوى, وتبقى نقاط الاختلاف قائمة والتي يمكن مع الوقت معالجتها وتضييق شقة الخلاف واللقاء أو الابتعاد عن البعض لاحقاً.
6. والتحالف يستوجب مشاركة كل مكونات الشعب القومية ومكوناته السياسية التي تقع في دائرة القوى الديمقراطية والعلمانية واللبرالية وبعض قوى الإسلام السياسية التي تلتزم بالديمقراطية والعلمانية في برامجها ونهجها السياسي وممارستها الفعلية. والعراق يفترض أن يعتبر منطقة انتخابية واحدة وقوة سياسية متنوعة ولكنها موحدة لخوض الانتخابات القادمة بقائمة واحدة.
7. لست حالماً ولا امتلك رؤية تبسيطية للمهمة الثقيلة التي أقترحها, مهمة التحالف بين هذا الجمع الكبير من القوى والشخصيات العراقية من النساء والرجال, بل هي أصعب وأعقد مهمة تواجهها هذه القوى السياسية بسبب طبيعتها القومية المتعددة وتنوعها الفكري والسياسي والمصالح التي تدافع عنها والأهداف التي تسعى إليها والأوضاع التي تسود العراق حالياً والقوى الإقليمية والدولية التي يمكنها أن تلعب دوراً سلبياً في هذا الصدد. ولكن ليس أمام هذه القوى من أجل أن تحقق شيئاً للشعب غير هذه الخطوة الجريئة والضرورية والملحة.
8. المؤتمر المقترح يمكن أن يعقد في أي مكان في العراق, سواء أكان في بغداد أم في أربيل أم السليمانية أم البصرة أم بابل, فليس هناك عجز في توفير المكان المناسب لهذا الغرض وتأمين الحماية له, إذ أن المهم أن تجد القوى المعنية ضرورة وأهمية وإمكانية عقد مثل هذا اللقاء.
9. حين تتفق هذه القوى بعقد مثل هذا اللقاء, فستكون لدي القناعة الكاملة بأنها سوف توفر المال الضروري من قبلها لعقده وعبر اكتتاب تبرعات له. لدي القناعة أيضاً بأن الجماهير التي تلتقي عند أهداف هذه القوى مستعدة لتقديم المال لعقد مثل هذا المؤتمر, إذ أنه طوق النجاة من بؤس الواقع الراهن. لدي القناعة أيضاً بأن العراقيات والعراقيين في الخارج لديهم الاستعداد بالتبرع ولو بدولار لكل منهم من أجل توفير المال الضروري لعقد هذا المؤتمر.
10. السؤال الذي سيبقى يلاحقنا هو: من سيبادر للدعوة لمثل هذه الخطوة الجسيمة والمهمة جداً؟ أدرك جيداً بأن هناك ثلاث جهات يمكنها أن تقوم بتقديم مثل هذا المقترح, وهي:
أ. قوى التحالف الكردستاني وبالتنسيق مع قوى كثيرة أخرى وليس بشكل منفرد, والتي يمكنها عند ذاك أن توفر المال والمكان لعقده حتى لو لم يعقد في إقليم كردستان بل في بغداد مثلاً.
ب. أي مجموعة من الأحزاب القائمة التي ترتبط بالتيار الديمقراطي والعلماني واللبرالي أو تشعر بأنها جزء منه وبعد التشاور مع بقية القوى بصورة أولية.
ج. جمهرة من الشخصيات الوطنية والاجتماعية والثقافية والعلمية العراقية المستقلة العاملة في المجال السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي التي تدرك مدى الأزمة التي تعصف بالعراق وتعيشها هذه القوى ومضار انحسار دورها وضرورة استعادة الثقة بالنفس والمواقع والتحرك صوب الأمام.
نحن أمام ضرورة التحرك وليس الوقوف والتفرج, نحن أمام مهمة المبادرة والحوار لإنضاج الفكرة العملية والواقعية المناسبة لهذا الغرض, نحن جميعاً أمام كل ذلك وعلينا تقع مهمة إنجاز ذلك.
وفي هذه الأيام قدمت مقترحاً يؤكد من جديد أهمية مثل هذا العمل المشترك وعقد مؤتمر عام لهذه القوى مجتمعة. وقد وجدت تشجيعاً لي من عدد كبير ممن حضر ندوة لندن في أوائل شهر تموز 2009. وحين صغته بمقال نشر في عدد كثير من المواقع منها على سبيل المثال لا الحصر: الحوار المتمدن وصوت العراق والجيران والناس والبيت العراقي, نشرت بشأنه بعض التعليقات والملاحظات. كانت كلها إيجابية, وبعضها يتساءل عن مدى إمكانية عقده والآخر يشعر بأهميته, ولكن يشكك بجدواه أو قدرته في الحصول على نتائج إيجابية.
قيل قديما, بأن الإنسان حين يخوض النضال يمكن أن يخسر, ولكن من لا يخوض النضال يكون قد خسر ابتداءً. وعلينا أن نعمل من أجل هذا الهدف, من أجل أن لا نخسر ابتداءً, من أجل أن لا نضيع الفرص بانتظار الفرص, وهي استعارة لما قاله فهد منذ أكثر من 60عاماً ثم لنرى النتائج.
1. هناك حاجة ماسة لمثل هذا التحالف, إذ برهنت هذه القوى بأن لها جماهيرية مناسبة وغير قليلة ولكنها مبعثرة, فاجتماعها يزيد من عدد المصوتين لها ويحجب السلبية عن الذين ما زالوا مترددين في انتخاب القوى الديمقراطية والعلمانية واللبرالية. فرقتها لا يبعثر القوة الصوتية التي تمتلكها معاً فحسب, بل ويقلل من عدد الذين يصوتون لهم بسبب قناعتهم بعدم جدوى التصويت لها بصورة منفردة.
2. إن تحالف هذه القوى لا يعني وحدتها في حزب واحد, بل في تحالف ينشأ بين قوى لا تتفق في كل شيء, وإلا لكانت في حزب واحد, ولكنها تلتقي في الكثير من النقاط التي يستوجب النضال من أجلها راهنياً ولفترة غير قصيرة. فهو ليس زواجاً دائماً, وليس حباً بالضرورة, بل هو لقاء مصالح وأهداف يستوجبها العمل المشترك في مصلحة الشعب ويؤكدها التضامن الضروري لمواجهة الصعوبات والتعقيدات الراهنة.
3. والتحالف بين هذه القوى يعتبر الفرصة الوحيدة فعلاً في مجرى النضال السلمي غير الانقلابي للخلاص من المآسي التي عاشها ولا يزال يعيشها الشعب العراقي في ظل الطائفية الحاكمة والقوى الطائفية الحاكمة وفي ظل الصراع الذي لا يزال غير متوقف والموت المستمر للبشر.
4. التحالف لا يعني تحقيق كل شيء والوصول إلى السلطة دفعة واحدة, بل يعني رفع مستوى الوعي السياسي بضرورة مواصلة نضال هذه القوى, وزيادة الأمل لدى الناس بقدرتهم على التغيير التدريجي والتخلص من الطائفية ومحاصصاتها ومشاريعها التي تجهض الوحدة الوطنية وتعيق التقدم وتساعد على زيادة العمليات الإرهابية ضد المجتمع.
5. والتحالف يستوجب المساومة بين الديمقراطيين اليساريين والعلمانيين واللبراليين التي تتجلى بالضرورة في الحد الأدنى لبرنامج سياسي, اقتصادي, اجتماعي, تربوي, ثقافي, بيئي وعسكري لمرحلة السنوات الخمس القادمة, برنامج يشكل القاسم المشترك الأعظم بين هذه القوى, وتبقى نقاط الاختلاف قائمة والتي يمكن مع الوقت معالجتها وتضييق شقة الخلاف واللقاء أو الابتعاد عن البعض لاحقاً.
6. والتحالف يستوجب مشاركة كل مكونات الشعب القومية ومكوناته السياسية التي تقع في دائرة القوى الديمقراطية والعلمانية واللبرالية وبعض قوى الإسلام السياسية التي تلتزم بالديمقراطية والعلمانية في برامجها ونهجها السياسي وممارستها الفعلية. والعراق يفترض أن يعتبر منطقة انتخابية واحدة وقوة سياسية متنوعة ولكنها موحدة لخوض الانتخابات القادمة بقائمة واحدة.
7. لست حالماً ولا امتلك رؤية تبسيطية للمهمة الثقيلة التي أقترحها, مهمة التحالف بين هذا الجمع الكبير من القوى والشخصيات العراقية من النساء والرجال, بل هي أصعب وأعقد مهمة تواجهها هذه القوى السياسية بسبب طبيعتها القومية المتعددة وتنوعها الفكري والسياسي والمصالح التي تدافع عنها والأهداف التي تسعى إليها والأوضاع التي تسود العراق حالياً والقوى الإقليمية والدولية التي يمكنها أن تلعب دوراً سلبياً في هذا الصدد. ولكن ليس أمام هذه القوى من أجل أن تحقق شيئاً للشعب غير هذه الخطوة الجريئة والضرورية والملحة.
8. المؤتمر المقترح يمكن أن يعقد في أي مكان في العراق, سواء أكان في بغداد أم في أربيل أم السليمانية أم البصرة أم بابل, فليس هناك عجز في توفير المكان المناسب لهذا الغرض وتأمين الحماية له, إذ أن المهم أن تجد القوى المعنية ضرورة وأهمية وإمكانية عقد مثل هذا اللقاء.
9. حين تتفق هذه القوى بعقد مثل هذا اللقاء, فستكون لدي القناعة الكاملة بأنها سوف توفر المال الضروري من قبلها لعقده وعبر اكتتاب تبرعات له. لدي القناعة أيضاً بأن الجماهير التي تلتقي عند أهداف هذه القوى مستعدة لتقديم المال لعقد مثل هذا المؤتمر, إذ أنه طوق النجاة من بؤس الواقع الراهن. لدي القناعة أيضاً بأن العراقيات والعراقيين في الخارج لديهم الاستعداد بالتبرع ولو بدولار لكل منهم من أجل توفير المال الضروري لعقد هذا المؤتمر.
10. السؤال الذي سيبقى يلاحقنا هو: من سيبادر للدعوة لمثل هذه الخطوة الجسيمة والمهمة جداً؟ أدرك جيداً بأن هناك ثلاث جهات يمكنها أن تقوم بتقديم مثل هذا المقترح, وهي:
أ. قوى التحالف الكردستاني وبالتنسيق مع قوى كثيرة أخرى وليس بشكل منفرد, والتي يمكنها عند ذاك أن توفر المال والمكان لعقده حتى لو لم يعقد في إقليم كردستان بل في بغداد مثلاً.
ب. أي مجموعة من الأحزاب القائمة التي ترتبط بالتيار الديمقراطي والعلماني واللبرالي أو تشعر بأنها جزء منه وبعد التشاور مع بقية القوى بصورة أولية.
ج. جمهرة من الشخصيات الوطنية والاجتماعية والثقافية والعلمية العراقية المستقلة العاملة في المجال السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي التي تدرك مدى الأزمة التي تعصف بالعراق وتعيشها هذه القوى ومضار انحسار دورها وضرورة استعادة الثقة بالنفس والمواقع والتحرك صوب الأمام.
نحن أمام ضرورة التحرك وليس الوقوف والتفرج, نحن أمام مهمة المبادرة والحوار لإنضاج الفكرة العملية والواقعية المناسبة لهذا الغرض, نحن جميعاً أمام كل ذلك وعلينا تقع مهمة إنجاز ذلك.