من تأمل حالنا مع هذا الكتاب العظيم ليجد الفرق الشاسع بين
ما نحن فيه وما يجب أن نكون عليه.
إهمالاً في الترتيل والتلاوة، وتكاسلاً عن الحفظ والقراءة وغفلة عن التدبر والعمل..
والأعجب من ذلك أن ترى كثيراً من المسلمين ضيعوا أوقاتهم في مطالعة الصحف
والمجلات ومشاهدة البرامج والمسلسلات وسماع الأغاني والملهيات
ولا تجد لكتاب الله تعالى في أوقاتهم نصيباً ولا لروعة خطابه منهم مجيباً..!!
فأي الأمرين إليهم أحب وأيهما إليهم أقرب..
ورسول الهدى يقول:
{ المرء مع من أحب يوم القيامة } [متفق عليه].
وترى أحدنا إذا قرأ القرآن لم يحسن النطق بألفاظه ولم يتدبر معانيه ويفهم مراده..
فترانا نمر على الآيات التي طالما بكى منها الباكون وخشع لها الخاشعون والتي لو أنزلت على جبل..
{ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر:21]
فلا ترق قلوبنا ولا تخشع نفوسنا ولا تدمع عيوننا
وصدق الله إذ يقول:
{ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً } [البقرة:74].
وترانا نمر على الآيات تلو الآيات والعظات تلو العظات ولا نفهم معانيها
ولا ندرك مراميها وكأن أمرها لا يعنينا وخطابها لا يناجينا..
فقل لي بربك ما معنى الصَّمَدُ ؟ وما المراد بـ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ؟
وما هو الْخَنَّاسِ ؟.. والواحد منا يتلو هذه الآيات في يومه وليلته أكثر من مرة..؟!
أي هجران بعد هذا الهجران وأي خسران أعظم من هذا الخسران..؟!
والرسول يقول:
{ والقرآن حجة لك أو عليك } [رواه مسلم].
قال عثمان رضي الله عنه:
( لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم )..
أهل القرآن..
أسمع رعاك الله إلى شيء من خبر أهل القرآن وفضلهم.
فلعل في ذكرهم إحياء للعزائم والهمم وترغيبا فيما نالوه من عظيم النعم..
فأهل القرآن هم الذين جعلوا القرآن منهج حياتهم وقيام أخلاقهم
ومصدر عزتهم واطمئنانهم... فهم الذين أعطوا كتاب الله تعالى حقه..
حقه في التلاوة والحفظ وحقه في التدبر والفهم وحقه في الاٍمتثال والعمل..
وصفهم الله تعالى بقوله:
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ
آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [الأنفال:2].
أنزلوا القرآن منزلته فأعلى الله تعالى منزلتهم..
فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله :
{ إن لله تعالى أهلين من الناس أهل القرآن هم أهل الله وخاصته }
[رواه أحمد والنسائي].
رفعوا القرآن قدره فرفع الله قدرهم وجعل من إجلاله إكرامهم..
فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله :
{ إنّ من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن
غير الغالي فيه والجافي عنه.. }
الحديث [رواه أبو داود].
ففضلهم ليس كفضل أحد وعزهم ليس كعز أحد..
فهم أطيب الناس كلاماً وأحسنهم مجلساً ومقاماً..
تغشى مجالسهم الرحمة وتتنزل عليهم السكينة
قال : { وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم
إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده }
[رواه مسلم].
وهم أولى الناس بالإمامة والإمارة..
قال : { يؤم الناس أقرؤهم لكتاب الله تعالى } [رواه مسلم].
ولما جاءت الواهبة نفسها للنبي فجلست قام رجل من أصحابه فقال:
يا رسول الله إن لم تكن لك بها حاجة فزوجنيها وفيه.. قال : { ماذا معك من القرآن؟ }
قال: معي سورة كذا وكذا فقال: { تقرأهن عن ظهر قلبك؟ } قال: نعم فقال:
{ إذهب فقد ملكتها لما معك من القرآن }
[متفق عليه].
بل وحتى عند الدفن فلصاحب القرآن فيه شأن..
فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن النبي كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد
ثم يقول: { أيهما أكثر أخذاً للقرآن؟ } فإذا أشير الى أحدهما قدّمه في اللحد..
[رواه البخاري].
وهم مع ذلك في حرز من الشيطان وكيده قال :
{ إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة }
[رواه مسلم].
وهم كذلك في مأمن من الدجال وفتنته..
فعن أبي الدرداء أن رسول الله قال:
{ من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال }
[رواه مسلم].
هذا شيء من منزلتهم في دار الفناء أما في دار البقاء فهم من أعظم الناس
كرامة وأرفعهم درجة وأعلاهم مكانة.
فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله :
{ يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها }
[رواه أبو داود والترمذي].
وعن بريدة قال: قال رسول الله :
{ من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به ألبس يوم القيامة تاجاً من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس
ويُكسى والديه حُلتين لا يقوم بهما الدنيا فيقولان: بم كُسينا؟ فيقال بأخذ ولدكما القرآن }
[صححه الحاكم ووافقه الذهبي].
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله :
{ يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حَلّهِ، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده فيلبس
حُلة الكرامة ثم يقول: يا رب ارض عنه فيرضى عنه فيقال: اقرأ وارق ويزداد بكل آية حسنة }
[رواه الترمذي].
وهم مع هذا في موقف القيامة آمنين إذا فزع الناس مطمئنين إذا خاف الناس
شفيعهم بعد رحمة الله تعالى القرآن وقائدهم هنالك سوره الكرام..
فعن أبي أمامة قال: قال رسول الله :
{ اقرؤا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه }
[رواه مسلم]
وقال :
{ يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين يعملون به تقدمهم
سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما }
[رواه مسلم].
م ن ق و ل
ما نحن فيه وما يجب أن نكون عليه.
إهمالاً في الترتيل والتلاوة، وتكاسلاً عن الحفظ والقراءة وغفلة عن التدبر والعمل..
والأعجب من ذلك أن ترى كثيراً من المسلمين ضيعوا أوقاتهم في مطالعة الصحف
والمجلات ومشاهدة البرامج والمسلسلات وسماع الأغاني والملهيات
ولا تجد لكتاب الله تعالى في أوقاتهم نصيباً ولا لروعة خطابه منهم مجيباً..!!
فأي الأمرين إليهم أحب وأيهما إليهم أقرب..
ورسول الهدى يقول:
{ المرء مع من أحب يوم القيامة } [متفق عليه].
وترى أحدنا إذا قرأ القرآن لم يحسن النطق بألفاظه ولم يتدبر معانيه ويفهم مراده..
فترانا نمر على الآيات التي طالما بكى منها الباكون وخشع لها الخاشعون والتي لو أنزلت على جبل..
{ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر:21]
فلا ترق قلوبنا ولا تخشع نفوسنا ولا تدمع عيوننا
وصدق الله إذ يقول:
{ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً } [البقرة:74].
وترانا نمر على الآيات تلو الآيات والعظات تلو العظات ولا نفهم معانيها
ولا ندرك مراميها وكأن أمرها لا يعنينا وخطابها لا يناجينا..
فقل لي بربك ما معنى الصَّمَدُ ؟ وما المراد بـ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ؟
وما هو الْخَنَّاسِ ؟.. والواحد منا يتلو هذه الآيات في يومه وليلته أكثر من مرة..؟!
أي هجران بعد هذا الهجران وأي خسران أعظم من هذا الخسران..؟!
والرسول يقول:
{ والقرآن حجة لك أو عليك } [رواه مسلم].
قال عثمان رضي الله عنه:
( لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم )..
أهل القرآن..
أسمع رعاك الله إلى شيء من خبر أهل القرآن وفضلهم.
فلعل في ذكرهم إحياء للعزائم والهمم وترغيبا فيما نالوه من عظيم النعم..
فأهل القرآن هم الذين جعلوا القرآن منهج حياتهم وقيام أخلاقهم
ومصدر عزتهم واطمئنانهم... فهم الذين أعطوا كتاب الله تعالى حقه..
حقه في التلاوة والحفظ وحقه في التدبر والفهم وحقه في الاٍمتثال والعمل..
وصفهم الله تعالى بقوله:
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ
آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [الأنفال:2].
أنزلوا القرآن منزلته فأعلى الله تعالى منزلتهم..
فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله :
{ إن لله تعالى أهلين من الناس أهل القرآن هم أهل الله وخاصته }
[رواه أحمد والنسائي].
رفعوا القرآن قدره فرفع الله قدرهم وجعل من إجلاله إكرامهم..
فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله :
{ إنّ من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن
غير الغالي فيه والجافي عنه.. }
الحديث [رواه أبو داود].
ففضلهم ليس كفضل أحد وعزهم ليس كعز أحد..
فهم أطيب الناس كلاماً وأحسنهم مجلساً ومقاماً..
تغشى مجالسهم الرحمة وتتنزل عليهم السكينة
قال : { وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم
إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده }
[رواه مسلم].
وهم أولى الناس بالإمامة والإمارة..
قال : { يؤم الناس أقرؤهم لكتاب الله تعالى } [رواه مسلم].
ولما جاءت الواهبة نفسها للنبي فجلست قام رجل من أصحابه فقال:
يا رسول الله إن لم تكن لك بها حاجة فزوجنيها وفيه.. قال : { ماذا معك من القرآن؟ }
قال: معي سورة كذا وكذا فقال: { تقرأهن عن ظهر قلبك؟ } قال: نعم فقال:
{ إذهب فقد ملكتها لما معك من القرآن }
[متفق عليه].
بل وحتى عند الدفن فلصاحب القرآن فيه شأن..
فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن النبي كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد
ثم يقول: { أيهما أكثر أخذاً للقرآن؟ } فإذا أشير الى أحدهما قدّمه في اللحد..
[رواه البخاري].
وهم مع ذلك في حرز من الشيطان وكيده قال :
{ إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة }
[رواه مسلم].
وهم كذلك في مأمن من الدجال وفتنته..
فعن أبي الدرداء أن رسول الله قال:
{ من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال }
[رواه مسلم].
هذا شيء من منزلتهم في دار الفناء أما في دار البقاء فهم من أعظم الناس
كرامة وأرفعهم درجة وأعلاهم مكانة.
فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله :
{ يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها }
[رواه أبو داود والترمذي].
وعن بريدة قال: قال رسول الله :
{ من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به ألبس يوم القيامة تاجاً من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس
ويُكسى والديه حُلتين لا يقوم بهما الدنيا فيقولان: بم كُسينا؟ فيقال بأخذ ولدكما القرآن }
[صححه الحاكم ووافقه الذهبي].
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله :
{ يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حَلّهِ، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده فيلبس
حُلة الكرامة ثم يقول: يا رب ارض عنه فيرضى عنه فيقال: اقرأ وارق ويزداد بكل آية حسنة }
[رواه الترمذي].
وهم مع هذا في موقف القيامة آمنين إذا فزع الناس مطمئنين إذا خاف الناس
شفيعهم بعد رحمة الله تعالى القرآن وقائدهم هنالك سوره الكرام..
فعن أبي أمامة قال: قال رسول الله :
{ اقرؤا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه }
[رواه مسلم]
وقال :
{ يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين يعملون به تقدمهم
سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما }
[رواه مسلم].
م ن ق و ل