من طرف لمياء عياش الأربعاء مارس 18, 2009 7:26 am
أخطاء وتحريفات
وعندما ناقش المؤلف صحة صحيفة المدينة في (ص96) وهي الكتاب الذي كتبه الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار قال :
إن ابن إسحاق هو المصدر الوحيد الذي نقلت عنه بالتفصيل ,
وهو المصدر الذي نقل عنه المؤرخون من بعده .
وفي الواقع ان هذا القول يفتقر الى الدقة , فنص الكتاب برمته موجود لدى حميد بن زنجويه (ت251ه) في كتاب الأموال رواية عن أستاذ ابن إسحاق وهو الزهري (ت124ه)
انظر الأموال , لابن زنجويه 2/466-470 .
ولما تحدث المؤلف عن نقض بني قينقاع عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (ص97) نقل عن ابن إسحاق قوله :
" حدثني بن عمر بن قتيبة أن بني قينقاع كانوا أول من نقضوا من اليهود ما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ..."
ووجه الخلل هنا يكمن في السند إذ إن سلسلة السند التي ذكرها المؤلف تعرضت لتحريف شديد , فالذي جاء عند ابن
إسحاق قوله : " وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة "
انظر السيرة النبوية لابن هشام , 3/51 .
وفي (ص98) أخطأ في رقم الآية 55 من سورة المائدة حين قال : ان رقمها هو 60 وأخطأ كذلك في ترقيم الآية 56 من سورة المائدة حين أعطاها الرقم 61 .
وهذه تجاوزات يجب عدم التهاون فيها خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بالقرآن الكريم .
وجاء في (ص98) ايضا الاشارة إلى قصة المرأة العربية في سوق بني قينقاع في معرض رد الدكتور بدوي على تشكيك
كايتاني في صحة سند القصة , إذ تنسب إلى محمد بن كعب القرظي , وهذا خطأ بلا شك ,
والصحيح لدى بدوي أن سندها ينسب إلى أبي عوف . !
ومرة اخرى لم يحالف التوفيق المؤلف بدوي اذ ان سند هذه الرواية عند ابن هشام هو عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة عن أبي عون . انظر ابن هشام , 3/51 .
وفي (ص99-101) يلاحظ بوضوح الخلط بين قبيلتي قينقاع وقريظة حيث يذكر قريظة وهو يريد في الواقع قينقاع .!
أما في (ص100) فقد وقع تحريف في أسماء بعض الشخصيات اليهودية يصعب تفسيره فعندما اشار المؤلف الى بعض منافقي بني قينقاع ذكر منهم الاسماء الآتية :
سعد بن حسين , والنعمان بن عوف بن عمرو , وعثمان بن عوف , وسلسلة بن برهم , كنانة بن ثرية .
وعند العودة الى هذه الاسماء عند ابن اسحاق نجدها على النحو الآتي :
سعد بن حنيف , ونعمان بن أوفى بن عمرو , وعثمان بن أوفى , وسلسلة بن برهام , وكنانة بن صوريا .
انظر ابن هشام 2/174-175.
وذكر المؤلف ايضا ان ابن إسحاق ذكر يهوديا معروفا بالنفاق اسمه زيد بن اللثيات , وهو الذي دخل في عراك مع عمر بن الخطاب في سوق بني قريظة .
والصواب انه زيد بن اللصيت , الذي قاتل عمر بن الخطاب بسوق بني قينقاع . انظر ابن هشام , 2/174.
وحينما تحدث المؤلف (ص102) عن حصار النبي صلى الله عليه وسلم ليهود بني نضير , قال " وهنا دب الخوف والفزع في نفوس بني النضير فحملوا أمتعتهم ومااستطاعوا حمله على بعيرهم , وأخذوا يدمرون بيوتهم حتى يأخذوا أبوابها ..
وهكذا رحل بنو النضير " ,
أما ماجاء عند ابن إسحاق بخصوص إجلاء بني النضير فهو مخالف لهذا , فقد تم الجلاء حسب اتفاق بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال ابن إسحاق " وقذف الله في قلوبهم الرعب , وسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجليهم ويكف عن دمائهم , على أن لهم ماحملت الإبل من أموالهم إلا الحلقة , ففعل ... " انظرابن هشام , 3/201.
وفي الموضع نفسه من (ص102) حصل تحريف لأسماء بعض يهود بني النضير وكذلك أسماء بعض اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . فذكر المؤلف من يهود بني النضير سلام بن أبي الحقيقة(والصواب الحقيق) وكنانة بن أبي الربيع ابن الحقيقة , والصواب ابن الحقيق .
أما من ذكرهم من المسلمين فهم :
سهل بن حنيفة , والصواب ابن حنيف ,
وأبو دجانة سماك بن خراشه , والصواب ابن خرشة ,
ويمين بن عمير بن كعب , والصواب يامين بن عمر بن كعب.
ثم يستطرد المؤلف قائلا (ص 102-103) ويقال :
إن النبي صلى الله عليه وسلم عنف يمينا , قائلا : أرأيت ماكان يريد ابن عمك أن يفعله بي ؟ وهذا عهد يمين إلى رجل بقتل عمر بن جحاش فقتله .
اما الذي قاله ابن إسحاق في هذا الأمر فهو مختلف بعض الشيء فقد قال : حدثني بعض آل يامين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليامين : ألم تر مالقيت من ابن عمك ,
وماهم به من شأني ؟ فجعل يامين بن عمير لرجل جعلا على ان يقتل له عمرو بن جحاش فقتله فيما يزعمون .
وهكذا فرواية ابن إسحاق تذكر يامين بن عمير , وليس يمين, وتذكر كذلك عمرو بن جحاش وليس عمر , وتشير أخيرا الى إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم ليامين ابن عمر بما بيت ابن عمه عمرو من نية الغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم , ولكن لم يكن هنا تعنيفا ليامين مثل ماذكر المؤلف .!
تابع