اتهامات عبدربه الآن في مؤتمره الصحفي لحماس بأنهم يطلقون النار على الفلسطينيين بغزة
وقبل ذلك المتحدثين من حماس وهم يتهمون السلطة بالفساد والتواطؤ وغيره!!
والله يا هالمليار عمل عمايله
ويبدو ان الحرب بدات وبشكل اعنف
يا للعار والحسرة على شعبنا المضحي وهم في صراع للسلطة وتوزيع الحقائب الدبلوماسية
والمالية
أمس خالد مشعل بالجزيرة
واليوم ياسر عبد ربه بالعربية
وماذا بعد
الله يصبر الفلسطينيين على ما ابتلاهم من جهة إسرائيل ومن جهة ثانية قياداتهم المتناحره
لهم الله
ان التضحيات يعجز عن وصفها اللسان والقلم معاً ، ولا يمكن للعقل أن يتخيلها أو يتصورها ،
أو القفز عنها ، وهذا هو المآخذ الفعلي على مقاومتنا المنتصرة فعلاً وليس قولاً ، ولكنها لم تعي
كيف تتعامل مع هذا الانتصار ولم تتفهم كيف تتصرف أمامه بل سارعت لشخصنته واستغلاله
في ميزان حسناتها الشخصية ، من منطق للنصر مليون أب وللهزيمة أب واحد .
فالانتصار لا يتحقق بالمعركة لوحدها وإنما بالنتائج لما بعد المعركة ، وها هي النتائج مفتوحة
لاستثمارها واستغلالها سياسياً ، واستغلال هذا الصمود البطولي من خلال مدى قدرة المقاومة
على تحقيق النتائج والتمسك بثوابتنا الوطنية وتحقيق الأماني الفلسطينية التي ضحى من أجلها
شعبنا ، يجب على المقاومة أن تُقدر جيداً حجم المعركة وتضحياتها وحسابات الربح والخسارة
قبل أن تخوض المعركة ، فالتضحية واجبة وقائمة ولكن لا تعني الانتحار ، فالانتحار لا يدخل
ضمن أجندة أي مقاومة تعمل وتقاتل لصالح شعبها وقضيتها ، وهذا ما قدمه السيد حسن نصرالله
كقائد مقاتل يدرك معنى النصر والهزيمة ويدرك كيف ينتصر عندما أعلن أنه لو أدرك بأن هذا
الحجم من التضحيات سيكون لما أقدم على خطف الجنود ، وهذا ليس ضعفاً بل هو خطاب نصر
فعلي خاطب به آلام شعبه وأحزانهم وتضحياتهم ، خاطبهم بلغة القائد المدرك لمشاعر شعبه
وأمته وملامس لهموم أهله رغم انه حقق نصر قاد من خلاله تحرير لأرضه ، وهو الخطاب الذي
غاب عن القيادات الفلسطينية وعن المقاومة الفلسطينية التي سارعت بخطابات جوفاء فضائية
بعيدة عن معانيات شعبها وتضحياتهم ، أو شعوراً بآلامهم وأحزانهم وتضحياتهم ، ,أصبح كل
همها شخصنة المعركة وتقسيم أموال إعادة الأعمار وسرقة المساعدات بالسلاح ، واحتفالات
هستيرية بالشوارع دون أدني مراعاة أو إدراك للأبعاد النفسية والمعنوية للذين لا زالوا يبنبشون
الركام بحثا عن جثامين أبنائهم ، وربما من قام بهذه المهرجانات الخطابية المنتصره أرادوا منها
رفع معنوياتهم الشخصية وعوامل نفسية أخرى وهذه الحسبة تخضع لرؤية وتحليل كل شخص
حسب مفاهيمه ، من هنا كان خطاب النصر ضعيف وغير مقنع وغير ثابت ، فكان الأجدر أن
نحتفل بالنصر بنصر من خلال توجه الآلاف إلى المناطق المنكوبة ومشاركة أهلها بالبحث
والتنقيب والتضامن والتعاضد حينها كنا سنصفع العدو صفعة أخرى ونثبت له أن معركتنا
ونصرنا لا ينكسر ولا يُهزم ، ونوجه له رسالتنا بأننا متوحدين متماسكين ثابتين على هذه
الأرض ، منتصرون بإرادتنا وبعزيمتنا وبمقاتلينا ، وهذا ما فعله قادة العدو الصهيوني الذي
هرولوا إلى المشافي لتفقد جرحاهم من جندهم ، وهو للأسف ما لم يفعله قادة مقاومتنا بكل
أشكالهم وألوانهم ، ولم يتعلموا من الشهيد ياسر عرفات الذي لا زلت صورته مائلة وهو يقبل
ساق أحد جرحى العدوان الصهيوني على غزة إبان انتفاضة الأقصى ، حينما جسد بهذه القبلة من
قائد لساق جريح إنتصار فعلى وحقيقي ، وترك نموذج للعدو والصديق أن النصر ليس قتلاً
وعبثاً ومهرجانات وإنما هو نصر إرادة وعزيمة ومقاومة لا تنكسر تحت أي ضربة أو هجمة أو آلة تدميريه إجرامية .
هذه الفروقات تضعنا أمام استحقاقات ضرورية يجب أن ندركها عندما نتحدث عن النصر ، وكذلك
عندما نتحدث عن الهزيمة ، فنصر غزة نصر حقيقي وفعلي وحتمي تحقق بالإرادة والصمود
يتطلب ترجمته على ارض الواقع وليس بالخطابات والمهرجانات الفئوية الضيقة .
نصر لا بد وأن يعيد لنا بوصلة رشدنا ، ولمقاومتنا إعادة حساباتها وأهدافها التكتيكية
والإستراتيجية التي يجب أن لا تطمس مصالح شعبها وأن تضع في أولوياتها الحفاظ على
حياتهم مهما كان الثمن ، فعملية التحرير لا نخوضها لتحرير الأرض فقط بل لتحرير الإنسان ،
وأي عملية تحرير لا تكون للإنسان فهي عملية قرصنة للسيطرة على بقعة جغرافية جرداء من
الحياة .
كما يجب على مقاومتنا بفصائلها إدراك أن المعركة لا زالت طويلة وتحتاج لترتيب الصفوف
وتوحيد الكلمة ولملمة الألم وحشد القوى والانطلاق من عنفوان واحد فقط هو فلسطين ولصالح
فلسطين وشعب فلسطين ، فقرارنا يجب أن يكون من عمق الجرح الفلسطيني ، ومن داخل البيت
الفلسطيني ، ولو كلفنا الأمر حل كل التشكيلات والمسميات مثل السلطة الوطنية وغيرها ،
وتنصيب سلطة تحررية أهدافها واضحة ومحددة بالثوابت الوطنية ، وإعادة إعمار الوطن بغض
النظر عن الجهة المسوؤلة عن الإعمار .
فلا زلنا ببداية المعركة ، وهناك معركة اشد بإنتظارنا لا بد من الإستعداد لها وتحمل مسوؤليتها
ألا وهي معركة الضفة الغربية والقدس وغزة (فلسطين ) الكيان وليس الممالك والكنتونات .
إن النصر حتمي وحقيقي الذي تذوقته غزة ، نصر إرادة وعزيمة ، وصمود شعب لن ينكسر ،
ومقاومة لا تتلاشى ولا تموت لأنها غير قابلة للموت والإنكسار ، ولا تخضع لمعايير الشخصنة
والحزبية والتفرد ، ولا تعترف بفئويات ضيقة . كما أن هذا العدو لن ينتصر أبداً لأنه لم ولن
ينتصر على المقاومة الفلسطينية منذ عام 1948م ولم يستطع كسر إرادة المقاومة وكل ما فعله
أنه انتصر على جيوش مهزومة قبل أن تخوض المعركة ، ففي أول مواجهاته مع المقاومة تجرع
علقم الهزيمة في الكرامة ، وفي كل جولاته مع المقاومة لم يتذوق طعم للنصر ، فكيف سينتصر
في غزة ؟
علينا إدراك أن ذاكرة الشعوب لا تنسى ولا تتنازل ولا تتجاوز ولا تخضع ، وإنما هي من تحدد
الانتصار وترسم معالمه ، ومن تحدد بوصلة مسيرتها ، وشعبنا الفلسطيني أبدأً صامد قادر على
الانبعاث والانتصار في كل زمان ومكان وتحت أي ظرف كان ، فإن كان العدو الصهيوني انتصر
بدماء أطفالنا وجرائمه فنحن انتصرنا بإرادتنا وعزيمتنا وتمسكنا بحقوقنا وهويتنا وديارنا
وثوابتنا ، وهذا هو الانتصار الكبير الذي نعيشه ونحيي به .
فمن نصر لنصر .. ومن معركة لمعركة .. ومن صمود لصمود .. نمضي بطريقنا ولتكف
الغربان عن التحليق بسماء فلسطين وليغمد المراهقين أقلامهم بغمدها ويرفعوا أيديهم وسيوفهم
عن رقابنا ، ولينصرفوا بصراخهم الفضائي عن حياتنا ، ولنتعلم ثقافة النصر والهزيمة.
ولكل مسؤولياته الوطنية ، التي يجب علينا جميعاً إعادة حساباتها مع النفس ، والوقوف على
حجم التضحية دون التمترس أمام المصالح الشخصية والفئوية والحزبية.
فلتكف السلطة الوطنية والرئاسة عن العبث بالضفة الغربية وتطلق العنان لمشروعنا الوطني أن
ينهض من جديد وينبعث للحياة دون قيود فئوية أو ثأرية أو انتقامية من باب الفعل ورد الفعل .
ولتكف غزة وحكومتها المقالة عن العبث بمصير فلسطين ولتطلق العنان للوطن أن يتوحد
ولأبناء غزة أن يتلاحموا مع أهلهم بفلسطين ويعيدوا ملحمة الصمود الوطني في مناخ وطني.
ولتكف فصائلنا المتبعثرة هنا وهناك عن المزايدات والخطابات البائسة والمتحدثة بألسن غير
فلسطينية وتعود لكرامتها ولنفسها ولمشروعها الوطني وتشارك شعبها آلامه وهمومه.
ولنكف جميعاً عن حالة الغيبوبة ونفيق من أتون الموت الاختياري ونلفظ سكرات الموت
الروحاني ونعود لرشدنا.
فاليوم نحن أمام فلسطين وفقط فلسطين فالأحزاب أدوات إلى زوال ، وتبقي فلسطين التي رسم
حدودها ومعالمها الشهيد ياسر عرفات ، والشهيد فتحي الشقاقي ، والشهيد أحمد ياسين ،
والشهيد أبو على مصطفي ، والشهيد الحكيم جورج حبش ، والشهيد خليل الوزير ، والشهيد
عمر القاسم ، والشهيد خالد عكر ، والشهيد وديع حداد ، والشهيد محمد الجمل ، والشهيد ناجي
العلى ، والشهيد غسان كنفاني ، والشهيد صلاح خلف والقافلة العظيمة من الشهداء .. فإما
فلسطين ... وإما لنغادر جميعاً إلى جهنم الحزبية.
مشكور نضال
اعذرني على الاطالة
لكن المرحلة تحتاج منا الوعي وعدم الانجراف
وراء مهاترات قيادات متصارعة متنازعة على مراكزهم
وميزانياتهم ومصالحهم
شكرا لك ودمت ذخرا للوطن
لك كل الود والتقدير
مع حبي