( لكن الله يشهد بما أنزل إليك , أنزله بعلمه , والملائكة يشهدون , وكفى بالله شهيدا ) ’
( ويقول الذين كفروا لست مرسلا , قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) ’
( وأرسلناك للناس رسولا , وكفى بالله شهيدا ) .
لقد ثبت بالادلة القطعية ان الله حق , كما ثبت كذلك ان القرآن حق , وحيث كان ذلك كذلك ,
فإن النبي الذي اوحي اليه هذا القرآن : حق ..
لانه ثبت بطريق التواتر القطعي ان النبي صلى الله عليه وسلم كان أميا , لم يذهب إلى استاذ , ولم يتلق العلم على يدي فيلسوف ...
كما انه لم يجلس امام معلم , انما تلقى علمه بطريق الوحي من رافع السماء بلا عمد ,
( وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم ) ,
( كذلك يوحى إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم ) ,
( وماكنت تتلو من قبله من كتاب ولاتخطه بيمينك , إذن لارتاب المبطلون * بل هو آيات بينات في صدور الذين
أوتوا العلم , ومايجحد بآياتنا إلا الظالمون ) .
فمن الذي علم محمدا صلى الله عليه وسلم هذه النواحي المعجزة في القرآن العظيم ,
وهو الأمي الذي لم يتلق علمه على يدي بشر ؟
من الذي علمه اخبار الانبياء السابقين واممهم السالفة ؟
إنه الحق جل جلاله , الذي ختم له قصص الأنبياء بآيات تفيد ان المصدر الوحيد هو الله وحده ...
فبعد ان حدثه عن قصة نبي الله نوح عليه السلام , قال في نهايتها ( تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك , ماكنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا , فاصبر , إن العاقبة للمتقين ) .
وبعد ذكر قصة كليم الله موسى عليه السلام يقول له ( وماكنت بجانب الغربى إذ قضينا إلى موسى الأمر وماكنت من الشاهدين ) .
ويقول له ايضا ( وماكنت ثلويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا ) ,
ويقول له كذلك ( وماكنت بجانب الطور إذ نادينا ) .
وبعد قصة الصديق يوسف عليه السلام يقول له ( ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك , وماكنت لديهم إذ أجمعوا
أمرهم وهم يمكرون ) .
وبعد قصة آل عمران يقول له ( ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك , وماكنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم
يكفل مريم , وماكنت لديهم إذ يختصمون ) .
وبعد قصص الانبياء يقول له ( كذلك نقص عليك من أنباء ماقد سبق , وقد آتيناك من لدنا ذكرا ) ,
ويقول ( وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ) .
كل هذا وغيره يدل دلالة قاطعة على ان هذا النبي الأمي إنما أرسله الله بالهدى ودين الحق ,
بعدما ما أقسم بالنجم على تزكيته في شتى نواحي شخصه ) .
زكى عقله , فقال " ماضل صاحبكم وماغوى "
وزكى لسانه , فقال " وماينطق عن الهوى "
وزكى شرعه , فقال " إن هو إلا وحي يوحى "
وزكى أستاذه وجليسه , فقال " علمه شديد القوى "
وزكى فؤاده , فقال " ماكذب الفؤاد مارأى "
وزكى بصره , فقال " مازاغ البصر وماطغى "
وزكاه كله , فقال " وإنك لعلى خلق عظيم "
صلى عليك الله ياعلم الهدى , ورزقنا الله شفاعتك وشرف المرافقة ..
يوم تجد كل نفس ماعملت من سير محضرا .
تابع