ممـلكـــة ميـــرون

ناريمان .. مأساة امرأة كانت ملكة مصر 32175b77914d249ceca6f7052b89c9fc

ادارة مملكة ميرون
ترحب بكم وتتمنى لكم قضاء اوقات مفيدة
وتفتح لكم قلبها وابوابها
فاهلا بكم في رحاب مملكتنا
ايها الزائر الكريم لو احببت النضمام لمملكتنا؟
التسجيل من هنا
وان كنت متصفحا فاهلا بك في رحاب منتدانا

ادارة مملكة ميرون

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ممـلكـــة ميـــرون

ناريمان .. مأساة امرأة كانت ملكة مصر 32175b77914d249ceca6f7052b89c9fc

ادارة مملكة ميرون
ترحب بكم وتتمنى لكم قضاء اوقات مفيدة
وتفتح لكم قلبها وابوابها
فاهلا بكم في رحاب مملكتنا
ايها الزائر الكريم لو احببت النضمام لمملكتنا؟
التسجيل من هنا
وان كنت متصفحا فاهلا بك في رحاب منتدانا

ادارة مملكة ميرون

ممـلكـــة ميـــرون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


,,,منتديات,,,اسلامية,,,اجتماعية,,,ثقافية,,,ادبية,,,تاريخية,,,تقنية,,, عامة,,,هادفة ,,,


    ناريمان .. مأساة امرأة كانت ملكة مصر

    ادهم الشرقاوى
    ادهم الشرقاوى
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    ذكر

    ناريمان .. مأساة امرأة كانت ملكة مصر Empty ناريمان .. مأساة امرأة كانت ملكة مصر

    مُساهمة من طرف ادهم الشرقاوى الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 3:33 pm


    ناريمان .. مأساة امرأة كانت ملكة مصر



    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] غلاف الكتاب
    صدر مؤخرا عن دار "أخبار اليوم "كتاب بعنوان " الملكة ناريمان .. مأساة امرأة كانت ملكة" للكاتب محمود صلاح. ويبدأ الكتاب بالحديث عن ناريمان قائلا:
    كانت الفتاة ناريمان صادق الابنة المدللة فى أسرتها..فبعد أن تزوج والدها "حسين صادق" والدتها "أصيلة هانم" ظلت الزوجة سنوات دون أن تنجب وحملت أكثر من مرة. لكنها أصيبت "بالاجهاض" تسع مرات قبل أن تنجب المولودة ناريمان فى النهاية.


    وكان من الطبيعي أن يحب الأب طفلته الوحيدة حبا جنونيا يملك عليه نفسه ؛ فقد جاءت إلى الدنيا بعد عذاب وانقطاع أمل . وكبرت الصغيرة ناريمان.. وكانت جميلة رائعة التقاطيع..وكان أبوها "حسين صادق" يدللها الى أبعد حد. ولم يكن يرفض لها طلبا على الاطلاق.

    وأصبحت ناريمان فتاة جذابة تبدو مثل وردة جميلة بين زميلاتها فى مدرسة الليسيه الفرنسية ، وكان من الطبيعى أن يجذب هذا الجمال العرسان وراغبي الزواج!
    وتقدم المحامي الشاب النبيه زكي هاشم لخطوبة ناريمان ، وكان حاصلا على درجة الدكتوراه ، وكان يعمل نائبا في مجلس الدولة في تلك الأيام.
    وأعجب حسين صادق والد ناريمان بشخصية الشاب الواعد الذي تقدم لخطوبة ابنته ناريمان. كما أعجبت به"أصيلة هانم" والدتها الأستقراطية. وكان كل شيء يسير على الخط المرسوم لاتمام هذه الخطبة. لولا أن عم ناريمان "مصطفى صادق" كان يدبر شيئا آخر!

    عم ناريمان يستغلها!

    كان مصطفى صادق ـ عم ناريمان ـ في تلك الأيام يعمل ضابط تعليم في سلاح الطيران برتبة قائد سرب. وكان مصطفى صادق رجلا ذا طموحات كبيرة في الحياة.. وحدث أن تم تعيين اللواء محمد شعراوي قائدا جديدا لسلاح الطيران. وكان رجلا معروفا بالشدة والصرامة العسكرية.


    وبدأ مصطفى صادق عم ناريمان يحاول التقرب بأية وسيلة لرئيسه الجديد! وكان مكتبه يقع بالقرب من مكتب اللواء شعراوي . وذات يوم فوجىء بضابط شاب وسيم يرتدي ملابس الحرس الملكي يدخل مكتب اللواء شعراوى وسرعان ما عرف مصطفى صادق أن هذا الضابط الشاب هو اليوزباشى صلاح شعراوي ابن اللواء شعراوي قائد سلاح الطيران.
    وبسرعة تخمرت الفكرة فى ذهنه! لماذا لا يسعى إلى تزويج ابن رئيسه الشاب من ناريمان ابنة شقيقه حسين؟ واذا حدث ذلك.. فإنه سوف يقوي مركزه عند رئيسه قائد الطيران!

    وبدأ العم مصطفى صادق يسعى من أجل أن تخرج فكرته إلى حيز النور . وبدأ يحاول بشتى الطرق أن يعمل على افساد مشروع زواج ناريمان من الدكتور زكي هاشم. وكان العم قد سعى في نفس الوقت إلى التعرف إلى الضابط الشاب صلاح شعرواي. وذات يوم دخل صلاح شعراوي مكتب مصطفى صادق.. وكان موجودا الأميرالاي سيد زكي. الذي كان وقتها ضابطا فى البوليس الحربي برتبة يوزباشى.

    وقال اليوزباشى سيد زكي لمصطفى صادق: تعرف يا مصطفى.. صلاح لايق خالص على بنت أخيك ناريمان. ليه مايخطبهاش ؟!
    وكان هذا ما ينتظره العم مصطفى صادق..
    فأسرع يرد قائلا : والله يبقى شيء عظيم خالص.. هو احنا حنلاقي أحسن من صلاح؟
    وفي نفس اليوم.. بدأ أول خطوة لافساد زواج ناريمان والدكتور زكي هاشم!

    فى المساء..ذهب العم مصطفى صادق إلى بيت أخيه حسين.. وجلس يحدث شقيقه في مشروع زواج ابنته ناريمان من ضابط الحرس الملكي اليوزباشي صلاح الشعراوي ابن اللواء الشعراوي قائد الطيران.
    ـ قال له والد ناريمان : لكنك تعرف أن الدكتور زكي هاشم قد تقدم لخطبتها؟ وتعرف أنه شاب ممتاز حاصل على شهادة الدكتوراه.
    رد عليه مصطفى صادق: يا أخي.. الشهادات ليست كل شيء.. وهناك فارق كبير بين العريسين.. الدكتور هاشم نحيف الجسم يبدو كالمريض.. واليوزباشي صلاح الشعراوي شاب رياضي ممتلىء بالحياة!

    وكانت "أصيلة هانم" والدة ناريمان معجبة بالدكتور الشاب زكي هاشم. وكانت حاضرة الحديث..
    ـ فانبرت على الفور تقول : الدكتور زكي هاشم ماله.. ده عنده شهادات قد الدنيا!
    حاول العم مصطفى صادق أن يدافع عن وجهة نظره. "لكن أصيلة هانم" كانت امرأة عنيدة. فسدت عليه كل الطرق. وأغلقت بحزم باب الحديث حول خطوبة ناريمان لابن قائد الطيران الملكي!

    لكن مصطفى صادق لم ييأس.. وانتهز أقرب فرصة جمعته بناريمان نفسها على انفراد. وأخذ يحدثها عن الضابط الشاب صلاح شعراوي وميزاته. وكيف أنه سيكون عريسا أفضل من الدكتور زكي هاشم! وتأثرت ناريمان الى حد ما بحديث عمها! فقد كانت مراهقة ساذجة لا يزيد عمرها في ذلك الوقت عن السادسة عشرة.
    أما العريس الضابط نفسه فقد تصرف من ناحيته كالمراهقين. ولم يكن قد شاهد ناريمان بعد. فبدأ يذهب ليحوم حول مدرسة الليسيه التي تدرس فيها. وطوال اسبوع كامل كان ينتظر خروج التلميذات من على الرصيف المقابل للمدرسة. وشاهد ناريمان أخيرا. وسحره جمالها وشعر بأنه قد أحبها. رغم أنه لم يتبادل معها كلمة واحدة!
    وتطورت الأمور بسرعة..

    وقرر اللواء الشعراوي قائد الطيران أن يزور حسين صادق ليخطب ناريمان إلى ابنه صلاح.
    وطلب اللواء الشعراوي من العم مصطفى صادق أن يمهد له عند شقيقه ويحدد موعدا يذهب فيه الشعراوي لخطبة ناريمان لابنه الضبط صلاح. وما أن فاتح مصطفى صادق شقيقه في الموضوع حتى قال له والد ناريمان : يا أخي.. أنت تعلم انني أعطيت كلمة للدكتور زكي هاشم.. فكيف أستقبل عريسا جديدا.. وهل يليق ذلك ؟
    ـ قال له مصطفى صادق: عشان خاطري يا أخوي.. قابلهم بس!
    رد عليه شقيقه: حكاية صلاح دي برجلت البيت كله!
    لكن مصطفى صادق ظل يلح على أخيه. حتى أقنعه بتحديد موعد لاستقبال اللواء الشعراوي. الذي حضر بالفعل وكان معه ابنه العريس الشاب.
    ـ وقال والد ناريمان للواء الشعراوي حتى يتخلص من الموقف المحرج : أنا مريض.. وبإذن الله نتقابل مرة أخرى ونتكلم في الموضوع!
    لكن ناريمان في تلك اللحظة دخلت الصالون ليراها العريس كعادة المصريين. ونظر إليها عمها مصطفى صادق. فابتسمت له ابتسامة فهم منها أنها تفضل هذا العريس الضابط على الدكتور زكي هاشم!
    بل أنه عند انصرافه همست له ناريمان في أذنه حتى لا تسمعها أمها أصيلة هانم
    ـ لك حق يا أونكل.. ده أحسن وشكله لطيف!
    لكن ما حدث جعل "أصيلة هانم" تنقلب على شقيق زوجها!
    نعم كانت تقابل العم مصطفى صادق بنفس الترحاب الذي تعود عليه كلما ذهب إلى بيت شقيقه.

    وكان السبب في انقلاب الأم على العم. أن ناريمان بدأت تقارن أمام أمها بين صلاح الشعراوي وزكي هاشم. وتعلن صراحة أن ميزات الشعراوي أفضل من ميزات زكي هاشم.
    وكانت " أصيلة هانم" تتضايق جدا من ذلك.. وتقول لابنتها في غضب: كل ده سببه عمك!
    وكانت تخشى أن تردد ناريمان هذا الكلام أمام والدها. الذي لا يرفض لها طلبا. فيفسخ خطبة زكي هاشم ويوافق على خطوبة صلاح الشعراوي!

    ولذلك فقد حاولت أن تسرع في إعلان خطوبة ناريمان رسميا على الدكتور زكي هاشم. وأعلنت الخطوبة بالفعل. وكان إعلانها صدمة للعم مصطفى صادق الذي كان يتمنى أن ينجح في تزويج ابنة أخيه لابن رئيسه قائد الطيران!
    ـ رغم أن اللواء الشعراوي قال له عندما سمع الخبر: دي قسمة ونصيب.. متزعلش نفسك يا مصطفى!
    وفي وسط الفرحة باعلان خطوبتها رسميا على الدكتور زكي هاشم. نسيت ناريمان حكاية العريس ضابط الحرس الملكي!
    وبدأ الجميع يستعدون لاجراءات الخطوبة والزفاف. وكان أول هذه الاجراءات هو البحث عن خاتم مناسب للخطوبة.

    الخاتم هو السبب
    يتبع
    ادهم الشرقاوى
    ادهم الشرقاوى
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    ذكر

    ناريمان .. مأساة امرأة كانت ملكة مصر Empty رد: ناريمان .. مأساة امرأة كانت ملكة مصر

    مُساهمة من طرف ادهم الشرقاوى الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 3:35 pm

    الخاتم هو السبب

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الملك فاروق
    كان خاتم خطوبة ناريمان.. هو الطريق الذي ساقها بالمصادفة.. للزواج من فاروق. ولأن تكون.. آخر ملكات مصر! كان الملك فاروق قد طلق الملكة فريدة! وبدأ يبحث عن زوجة جديدة تكون ملكة على مصر ، وتنجب له ولي العهد الذي يحلم به ، وكان للملك فاروق شروط في العروس التي يريدها. كان يريدها فتاة في السادسة عشرة من عمرها. ويريد أن تكون وحيدة أهلها ليس لها أخوة أو أخوات.
    لكن كان هناك شرط غريب وضعه الملك فاروق فوق كل هذه الشروط.. أن تكون هذه العروس قريبة الشبه من الأميرة فاطمة طوسون! وكان هناك سر لا يعرفه كثيرون.. أن الملك فاروق أحب الأميرة فاطمة طوسون الى درجة الجنون! لكن فاطمة طوسون رفضت حب الملك.. بل وتركت له مصر كلها وهاجرت الى الخارج!
    ولم ينس فاروق أبدا حبه للأميرة فاطمة طوسون. ولم ينس أيضا الجرح الذي لم يلتئم في قلبه بسبب رفضها لحبه!

    وكان يقول لأقرب المقربين إليه فيما بعد: في حياتي كلها لم أحب سوى اثنتين.. فاطمة طوسون.. وناريمان! ولهذا كان يريد أن تكون العروس الجديدة تشبه فاطمة طوسون!
    وبدأ يبحث بين بنات العائلات المصرية عن فتاة تنطبق عليها هذه الشروط. وكلف بعض المقربين منه بالبحث عنها. وكان في مقدمة هؤلاء الجواهرجي الشهير أحمد نجيب. الذي كان صديقا له. والذي كانت العائلات المصرية الأرستقراطية تشتري مجوهراتها من عنده.

    وكان الجواهرجي أحمد نجيب يفتش في ذاكرته وفي وجوه فتيات العائلات من زبونات محله. لعله يعثر على العروس التي تنطبق عليها شروط الملك. لكنه فشل في أن يجد فتاة تشبه الأميرة فاطمة طوسون. وأبلغ الملك بذلك. فتنازل فاروق عن شرط الشبه بفاطمة طوسون!
    وذات يوم خرجت ناريمان مع خطيبها الدكتور زكي هاشم ليذهب إلى محل مجوهرات أحمد نجيب في شارع قصر العيني. لشراء خاتم مناسب للخطوبة.

    وما أن وقعت عليها عينا الجواهرجي حتى أخذ يلاحقها بالأسئلة وهو يعرض عليها مجموعة مختلفة من الخواتم. وكان الخطيب زكي هاشم جالسا إلى جوارها في المحل لا يفهم سبب أسئلة الجواهرجي الغريبة!
    وأدرك الجواهرجي الخبير أن كل شروط الملك في عروس المستقبل تنطبق على الفتاة الجميلة ناريمان صادق. فبدأ يدبر في عقله بسرعة خطة لكي يراها الملك دون أن تشعر!

    قال الجواهرجي أحمد نجيب لناريمان: واذا استطعت أن تمري على بعد يومين.. سوف أريك خاتما ماسيا ليس له مثيل! ووافقت ناريمان على الحضور بعد يومين دون أن تدري ما تخبئه لها الأيام والقدر! بعد انصراف ناريمان والدكتور زكي هاشم..

    أسرع الجواهرجي أحمد نجيب يتصل تلفونيا بالملك فاروق.
    ـ وقال له بفرحة: لقد وجدتها يا مولانا.. وجدت العروس التي تنطبق عليها الشروط!
    وحكى للملك كل ما عرفه عن ناريمان. وأفاض في وصف جمالها. واتفق معه الملك على أن يراها دون أن تشعر. وذلك بأن يقف الملك في شرفة كان أحمد نجيب يتملكها في العمارة المواجهة لمحله ليرى ناريمان دون أن تشعر به.
    وفي اليوم المحدد..

    فاروق وراء الشرفة

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الملكة ناريمان - صورة أرشيفية
    حضرت ناريمان لكن في هذه المرة كان معها والدها حسين صادق. وكان الجواهرجي أحمد نجيب قد اتصل به.
    ـ وقال له : مولانا يريد أن يرى ابنتك ناريمان.. وقد كلفني أن أبلغك رغبته هذه!
    وكان من الطبيعي أن يفاجأ الأب حسين صادق وأن يشعر بالخوف والرعب. فقد خشي أن تكون هذه نزوة من نزوات الملك النسائية.

    ورد على الجواهرجي في خوف: الملك يشوف بنتي.. خير.. خير.. دي مخطوبة!
    حاول الجواهرجي أحمد نجيب أن يهدئ روع الرجل
    ـ فقال له: يا أخي الملك عاوز يشوفها. ولكن بشرط ألا تشعر هي.. سوف يراها من بعيد.. فتعال معها ولا تحضر الدكتور زكي هاشم.. ولا تحكي لها شيئا عن هذا الكلام!
    ولم يكن حسين صادق الذي كان يعمل وقتها سكرتيرا عاما لوزارة المواصلات يملك في النهاية. رغم خوفه على ابنته الوحيدة. سوى الرضوخ لرغبة ملك البلاد. فأخذها وذهب إلى محل الجواهرجي في الموعد المحدد!

    رحب الجواهرجي بحسين صادق وابنته ناريمان. بمجرد دخولهما المحل..
    وكان الملك فاروق قد حضر قبل ساعة كاملة. ووقف ينتظر في نافذة شقة الجواهرجي في العمارة المجاورة.

    وبدأ الجواهرجي يعرض على ناريمان مجموعة من الخواتم الماسية المختلفة. لكن عقله كان مشغولا في البحث عن طريقة. يجعل بها الملك فاروق يشاهد ناريمان بوضوح. وهكذا فجأة أمسك الجواهرجي بأحد الخواتم الماسية.
    ـ وقال لناريمان: تعرفي الماسة دي فيها شرخ.. تعالي أوريه لكي في النور!
    ثم صحبها الى باب المحل ليريها الشرخ الوهمي في الخاتم!
    وفي هذه اللحظة..
    رآها الملك فاروق.. وأعجبته من أول نظرة!
    لكن الملك لم يكتف بذلك!
    قرر أن يرى ناريمان عن قرب أكثر.. وأن يتحدث إليها!
    ونزل الملك فاروق بسرعة من الشقة. وأسرع يعبر الشارع داخلا محل الجواهرجي أحمد نجيب.
    وفوجئت ناريمان ووالدها حسين صادق بملك مصر أمامها داخل المحل!
    ونهض حسين صادق من مكانه ليحيي الملك!
    قال فاروق لأحمد نجيب وعيناه لا تفارقان وجه ناريمان. انت عندك ناس كويسين خالص!
    ابتسمت ناريمان..
    وفهمت أن الملك يحييها.. فلم يكن بالمحل أحد غيرها ووالدها والجواهرجي وموظفيه!
    وسأل الملك فاروق الجواهرجي أحمد نجيب وهو يشير الى يد ناريمان: ايه الخاتم اللي في ايدها ده ؟
    ـ رد الجواهرجي: ده خاتم خطوبة يا مولانا!

    قال الملك فاروق: خطوبة.. آه.. شوف لها حاجة أحسن!
    خطوبة لم تكتمل

    كان أول أوامر الملك فاروق وهو فسخ خطوبة ناريمان للدكتور زكي هاشم. واتصل به وحدد معه موعدا للقائه..
    وعندما جلس حسين صادق مع خطيب ابنته الدكتور زكي هاشم كانت حالته النفسية منهارة تماما!
    وطفرت الدموع من عيني الأب تأثرا من الموقف..
    ـ وقال له وغصة في حلقه: يا ابني.. لقد طالب مني أن أبلغك أن تنس أنك خطبت ناريمان في يوم من الأيام.. أو أنك كنت تريد الزواج منها!

    لم يكن قد تبقي علي حفل عقد قرآن ناريمان وزكي هاشم سوي أسبوع واحد. وكان قد تم طبع بطاقات المدعويين للحفل. ثم جاءت حكاية خاتم الخطوبة. الذي كان بداية دخول الملك فاروق مسرح الأحداث. واعجابه بناريمان واعلان عزمه علي الزواج منها!

    وأطرق الدكتور زكي هاشم برأسه إلى الأرض. بعد أن فهم كل شيء! وعقد الصمت لسانه!
    وأخذ يفكر مذهولا من المفاجأة.. أن ملك مصر "خطف" منه خطيبته الحبيبة ناريمان. ومطلوب منه الآن أن ينساها. وينس أنه في يوم من الأيام كان خطيبها!
    ولم يكن في حاجة إلى جهد ليصل إلى قرار! وأخيرا رفع رأسه في تثاقل.. وقال لحسين صادق:
    -الموقف صعب.. ولا أنا ولا أنت نقدر عليه!
    وغلبت عليه مشاعر التأثر والانفعال.. وقبل أن ينتهي اللقاء الغريب الحزين.. بكي الأب حسين صادق مرة أخري..

    ـ وقال لزكي هاشم وهو يصافحه: ماتزعلش نفسك يا ابني.. انت عارف أن الموضوع كله قسمه ونصيب!
    أما عن موقف " أصيلة هانم" أم ناريمان فقد كان عكس موقف الأب حسين صادق!
    ويقول العم مصطفي صادق في مذكراته أن أصيلة هانم بدأت تهييء نفسها للمركز المرموق الذي ينتظرها بزواج ابنتها ناريمان من ملك مصر. وأنها ستكون أم الملكة.. وحماة الملك!

    ويقول أن الأغرب أنها بدأت تهاجم الدكتور هاشم خطيب ابنتها السابق. والذي كانت منحازة إليه من قبل.
    ـ وقالت عنه لناريمان: عمل ايه زكي هاشم بشهاداته.. الحمد لله.. ياخدها يبلها ويشرب ميتها!
    حتي ناريمان نفسها وكانت أقرب إلى الطفلة في ذلك الوقت. بدأت تتصرف وكأنها أصبحت فعلا ملكة البلاد. وبدأت تتحدث مع الموجودين في البيت باستعلاء وتكبر!

    أما الأب المسكين حسين صادق. فقد مضت أيام ولم يسمع جديدا في موضوع خطوبة الملك فاروق لناريمان. ولهذا بدأ يتردد علي الجواهرجي أحمد نجيب ليطمئن علي ما يحدث. وكان في قرارة نفسه لا يصدق أن فاروق جاد في طلبه الزواج من ناريمان! لكن ها هي الأيام والأسابيع تمضي حتي مضت ثلاثة شهور ولم يحدث جديد.
    ـ وفي كل مرة يذهب الجواهرجي أحمد نجيب يقول له الرجل: اطمئن.. كل شيء يسير حسب الخطة المرسومة. والملك وحده هو الذي سوف يقرر متي يتم إعلان الخطوبة رسميا!
    لكن الأب حسين صادق زاد توتره مع الأيام.. وانقطع عن الذهاب إلى عمله.. وعادت إليه آلام مرض القلب.

    وكان الملك فاروق خلال تلك الشهور أجرى تحريات علي كل أفراد أسرة ناريمان. وعرف عنهم الصغيرة قبل الكبيرة.. ثم حدثت مفاجأة لم يكن أحد يتوقعها!
    ذات صباح توفي حسين صادق والد ناريمان!
    وأسرع شقيقه مصطفي صادق يتصل بالجواهرجي أحمد نجيب وأبلغه بخبر الوفاة. ووضع أحمد نجيب سماعة التليفون ليرفعها مرة ثانية ويطلب قصر عابدين. ليبلغ فاروق بخبر وفاة والد ناريمان!
    ولم تمض أكثر من نصف ساعة علي ذلك.. حتي فوجيء أهل بيت المتوفي حسين صادق بالملك فاروق وقد حضر بنفسه لأداء واجب العزاء!

    وكانت هذه أول مرة تشاهد فيها ناريمان الملك فاروق وجها لوجه. بعد لقائهما الأول في محل الجواهرجي! وكانت منفعلة تبكي بحرقة علي والدها الراحل.. وتقدم منها الملك فاروق.. ومد يده يربت علي كتفها لتهديء من روعها!
    ويقول العم مصطفي صادق في مذكراته أن تعزية الملك فاروق في وفاة والد ناريمان كانت بمثابة إعلان رسمي للخطبة الملكية!
    وأنهم أدركوا ذلك أثناء تشييع الجنازة. عندما فوجئوا بحضور كل زعماء الأحزاب. ورجال القصر الملكي إلا شخص واحد. وهو رئيس الديوان حسين سري. الذي لم يحضر واعتذر عن تشييع الجنازة لأنه مريض. لكن الرجل في الحقيقة لم يكن مريضا.
    فقد همس بعض أعداء حسين سري في أذن الملك فاروق بأن رئيس ديوانه. لم يشترك في الجنازة ولم يكن مريضا. بل كان يلعب الطاولة وقتها!
    وقالوا للملك أن زوجة رئيس الديوان ناهد سري. والتي هي في نفس الوقت خالة الملكة فريدة التي طلقها. هي التي أوعزت لرئيس الديوان بعدم الاشتراك في تشييع جنازة والد ناريمان!
    وصدق الملك فاروق ما قالوه عن رئيس ديوانه حسين سري! ووفقا للكتاب كانت تلك هي القشة قبل الأخيرة التي أدت لأن يخرج من القصر الملكي!
    وكان أعداؤه يوغرون صدر الملك ضده. ويسعون لإقصائه عن منصبه الهام. وكان أحد هؤلاء الأعداء الجواهرجي أحمد نجيب!
    فاروق عاشق

    بدأ الملك فاروق يخطو خطوة جديدة ناحية ناريمان.. لكنها كانت أشبه بخطوات المراهقين!
    فقد بدأ يبعث برسائل غرامية إلى ناريمان! وكان فاروق يبعث برسالة غرامية لها كل اسبوعين!
    ومع كل رسالة.. كان يرسل وردة حمراء.. مثل المحبين! ورغم أن فاروق كان يكتب هذه الرسائل الغرامية باللغة الفرنسية. إلا أنه كان يكتبها علي طريقة تلاميذ المدارس. ويرسم فيها قلوبا تقطر دما أحمرا!
    وعندما بعث فاروق بأول رسلة غرامية إلى ناريمان. جلست مع أمها "أصيلة هانم" وعمها مصطفي صادق وبعض أفراد العائلة. يقرأون الرسالة. ويحاولون ترجمة معانيها. وما بين السطور كلمة.. كلمة! ثم ظهرت مشكلة! كيف ترد ناريمان علي هذه الرسائل الغرامية ؟!

    إنه لا يليق بالطبع أن تتلقي رسالة غرامية. من خطيبها القادم ملك البلاد. دون أن ترد عليها!
    وماذا سوف تكتب ناريمان في رسائلها؟ هل تفعل مثل الملك "المراهق" وترسم سهم كيوبيد وهو يخترق قلبا. ينزف دما؟! وأية تعبيرات "دبلوماسية" ينبغي عليها أن تلجأ إليها. عند الرد علي رسائل الملك الغرامية الساخنة؟ وما هي الكلمات بالضبط التي لا تغضب الملك. ولا تقلل من شخصية ناريمان. التي يمكن كتابتها؟

    كانت هذه هي المشكلة التي وجدت ناريمان وأهلها أنفسهم فيها عندما وصلت أول رسالة غرمية من الملك فاروق!
    وجدت ناريمان. ووجدوا أنفسهم في حيرة أمام هذه المشكلة. لكن العم مصطفى صادق كان عنده الحل. الذي لم يخطر علي بال أحد.

    ـ قال لهم مصطفي صادق : يا جماعة.. الوحيد اللي ممكن يكون عنده الحل. هو انسان واحد!
    ـ سألوه بلهفة : من ؟
    ـ قال : الجواهرجي أحمد نجيب! .. وتتوالى فصول الكتاب الشيقة


    خالص احترامى
    ادهم الشرقاوى

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 2:45 pm