الغزو العسكري الخشن والاحتلال الناعم!
المثقفون خصوم الاحتلال وضحاياه
نحن نتساءل :
لماذا لايطلق سراح العلماء العراقيين المعتقلين بتهمة انتاج اسلحة الدمار الشامل بعد انتهاء ولاية اللجنة الدولية..ودون اصدار اية وثيقة تثبت وجود هذه الاسلحة، او مسؤولية اي منهم في ذلك المشروع؟!
· ان اوساط واسعة من السكان وبينهم عدد غير قليل من المثقفين والاعلاميين ، يستهلكون ثقافة واعلاما (حسيا) يعتمد على ماتبصره العين المجردة من تداعيات في الواقع خلال مجرى الصراع، ومايتمخض عن ذلك الصراع من اندفاع لطوابير دبابات المحتلين في عروق البلدان ومفاصلها وشوارعها..وماتستطيع تبصره حواس اولئك المراقبين المحدودي الرؤية عبر دخان بارود الدبابات وهي تجتاح اراضي البلدان في وضح النهار..
فيتصارخون احتجاجا على ذلك (الغزو والاحتلال) المباغت وغير المبرر؟!..
· لكنهم يغفلون او يستغفلون الاسباب المتراكمة التي تصنعها الانظمة والقوى السياسية المستبدة الحاكمة ، التي تمهد الطريق لطوابير دبابات المحتلين، وتخلق الظروف السياسية والثقافية والنفسية والانسانية لاجتراع نقمة الاحتلال بديلا للانظمة الظالمة والفاسدة والدموية .
· مثلما يتجاهلون او يجهلون الاصناف المتعددة للاحتلال التي تعشعش في نسيج البلدان ومؤسساتها..
· تلك الاصناف المتشابكة والمنفردة:
· الخشنة منها والناعمة..
· المستديمة منها والظرفية..
· المريبة منها والواضحة..
· الاقتصادية منها والسلوكية..
· العسكرية منها والجنسية..
· العقلية منها والمشعوذة..
· المادية منها والثقافية..
· العلمية منها والتضليلية..
· الفاسدة منها والطازجة..
· المنتجة منها والاستهلاكية..
· الفاقعة منها والمستترة.
والتي تتسلل تارة سرا الى البلدان والشعوب وفي وضح النهار عبر الشركات، وتارة ثانية بالحقائب الدبلوماسية، وتارة ثالثة من خلال توريد انماط الادارة والتدريب والتاهيل، ورابعة بقوة المنتجات والسلع التي تغزو الاسواق والعقول والنفوس والامزجة!.
· وهي لاتتوغل باسلوب واحد، او دفعة واحدة، او من خلال فريق واحد، او زمن واحد، او منفذ واحد، او باداة واحدة..
· كما انها ليست بالضرورة تستهدف تحقيق نتائج مباشرة او آنية او ملموسة ..
انها غزو مركب ومتعدد الاوجه، ولكنه يؤدي الى هدف واحد اساسي هو (احتلال - ارادة - السلطة والدولة والمجتمع)..لان ذلك سيضع كل شيئ في ترسانة المحتل العسكرية والاقتصادية والاستراتيجية والقيمية والفكرية والثقافية.
· وهذا ليس انزلاقا الى مفهوم (المؤامرة) او(الرهاب من الخارج المختلف عنا)، بل هذا ادراك لمنطق التدافع والحركة التاريخية بين الانماط المتقدمة من: العلاقات الانتاجية وقوى الانتاج والسلع والادارة والاسواق..وبين: الاشكال البدائية والمتخلفة لتلك العلاقات والقوى الانتاجية والادارة والسلع والمنتجات والاسواق في البلدان المتخلفة ومنها بلادنا..
· اذن لماذا الخشية من الدول (الصناعية المتطورة) ؟!
ان التطور للارقى هو القانون الموضوعي لحركة المجتمع والطبيعة، لكن استثمار وتوظيف هذا القانون هو نقطة الخلاف..فهل يستثمر هذا القانون في تنمية الانسان والوطن ( في البلدان الضعيفة التطور) من خلال الاستفادة من البلدان المتقدمة ؟ ام ان البلدان (القوية) تستهدف البلدان (الضعيفة) كمصادر للمواد الاولية ، واسواق لتصريف المنتجات الاستهلاكية والباهضة التكاليف ؟! مما يجعل هذا (الاحتلال الناعم) لذيذا مثلما حقنة التخدير للجسد المألوم..وخفيا وفتاكا مثل الغازات السامة العديمة اللون والرائحة!
· لهذا فان (خشونة الغزو العسكري) تجعله جليا للفطن والغافل والمغفل..
· اما (الاحتلال الناعم ) فانه يتسلل الينا شفافا من الابواب والنوافذ ومسامات جسد الفكر ورئة الاقتصاد ومسامع الثقافة وايقاع السلوك الفردي والمجتمعي..مما يتطلب:
ÿ وعيا سياسيا وطنيا..
ÿ وذاكرة تاريخية مثقفة ..
ÿ وحسا ثوريا عقلانيا..
ÿ وطاقة شعرية استبصارية..
ÿ وفكرا علميا منفتحا..
ÿ ونظرة متعددة الرؤى والمديات..
ÿ وادراكا لضرورة وحتمية تطبيق مفاهيم التنمية الشاملة في الشان الوطني كجزء من حركة العالم المتطور..
ولكي نصغي لفحيح الاحتلال المتحوي تحت اكوام قش السلطة، وبين حقول المجتمع الغضة..ونميز اصنافه، ودوافعه، وغاياته، واساليبه، وطاقاته، وقواه المؤثرة، وتجلياته، وتداعياته، ووسائل واساليب التعامل معه، او تحجيمه او احباطه!..نحتاج اولا وقبل كل شيئ الى ارادة وطنية حرة ، وعقل منفتح منتج للتنمية!.
ولابد ان ندرك تلك الانواع من الغزو .. وغيرها من اصناف الاحتلال الاحتوائية، اوالتحكمية، اوالاجهاضية.. حيث يتولى كل صنف منها دوره ويحقق غاياته ليصب في نهاية الطوفان في بحر المصالح العليا للدولة (المحتلة العظمى) وحلفائها الذين تمن عليهم ببعض المنافع غير الاستراتيجية..ومن بين تلك الاحتلالات الخشنة والناعمة:
· الاحتلال الاستراتيجي..الذي يحتوي ويدعم حتى الدولة المختلفة عقائديا وثقافيا مع دولة الاحتلال ...(كتب بريجينيسكي- مستشار الامن القومي الامريكي الاسبق .. معلقا على الصراع الدموي في اليمن الديمقراطية بين تيار عبد الفتاح اسماعيل وعلي ناصر محمد - خلال أحداث 13 يناير / كانون ثان 1986- قائلا:لايهم من يحكم في عدن ..انما المهم ان يبقى مضيق باب المندب مفتوحا امام المصالح الامريكية).وهناك دول عديدة في العالم تتناقض انماط حياتها وثقافتها واقتصادياتها وعقائدها وانظمة الحكم فيها مع الدول (الصناعية الكبرى) لكن الاخيرة تحرص على (تحمل عبء هذه العلاقة الشاذة معها)، لتأمين مصالحها الاستراتيجية.
· الاحتلال العسكري..الذي يغتصب الطرق والافاق بالمجنزرات..بدعوى حماية المصالح القومية العليا لدولة الاحتلال( يقول الرئيس الامريكي جورج بوش في اكثر من مناسبة : ان القوات الامريكية في افغانستان والعراق تدافع في الخطوط الامامية عن المصالح الامريكية العليا!).
· الاحتلال الاقتصادي ..الذي ينهب الثروات ويستلب قوة العمل الوطنية..عبر مشاريع اقتصادية استراتيجية ( في عام 1991 عندما بدأ النظام الاشتراكي العالمي بالتفكك وبرزت امريكا كقوة عظمى انعقد مؤتمر مدريد للتسوية في الشرق الاوسط ، وكان اهم (المشاريع) التي طفحت الى سطح العلاقات الاقليمية والدولية بعد المؤتمر هو مشروع (الشرق الاوسط الكبير) عند شمعون بيريز- الذي جاء كفكرة في كتاب عام 1993 تدعو الى جمع دول المنطقة في سوق مشتركة والى دمج اسرائيل فيها بعد اعاة تشكيل جديد لهذه المنطقة -.. و"في هذا السياق نعيد الى الاذهان موقف الوفد الاسرائيلي الى المؤتمر الاقتصادي حول الشرق الاوسط ، الذي انعقد في الدار البيضاء عام 1994 ، والذي طالب مصر تحديدا تسليم لواء القيادة في الشرق الاوسط لدولة اسرائيل بعد ان فشلت مصر في قيادة المنطقة على حد تعبيره".."ومن اجل فرض مشروعها لبناء الشرق الاوسط الكبير ولاحقا (الجديد) جندت الادارة الامريكية كل طاقاتها وحملت المشروع الى قمم دولية ثلاث انعقدت في غير مكان في تموز عام 2004 ، وحاولت تسويقه الى قمة الثمانية الكبار التي انعقدت في ولاية جورجيا في الولايات المتحدة ، والى قمة حلف شمال الاطلسي ، التي انعقدت في اسطنبول في تركيا ، والى قمة الاتحاد الاوروبي ، التي انعقدت في بروكسل " ).
· الاحتلال الثقافي..الذي يصطاد العقول لتنشيط طاقته المعرفية والانتاجية ويؤطر النتاجات الثقافية على اختلاف تخصصاتها العلمية والادبية والفنية..( وبغض النظر عن سياسات اهدار الثروات وتخريب الاقتصاد التي انتهجها النظام الدكتاتوري السابق..فان مشكلة القنبلة النووية العراقية المزعومة بالامس، واليوم القنبلة النووية الايرانية المفترضة تشكل – فزاعة – لابتزاز الدول والشعوب، لانها ليست حقائق ملموسة ولامشاريع ممكنة التحقيق في الزمن القريب ولا المتوسط (حسب تقارير وكالة الطاقة الذرية الدولية ، وتصريحات الدكتور البرادعي)، ولكنها – نوايا غير مرخص لها بالحياة –.. والتفسير الاخر للنص هو انها عقول علمية انبثقت – من مجتمعات فقيرة مستهلكة للمنتج المعرفي- تجاوزت المحضور وتمردت على جدران الاحتواء الاستخباري، ودخلت في منطقة البحث والانتاج العلمي المختص حصرا بـ- مثقفي - الشركات المتعددة الجنسيات .وتسعى لتحريك عجلة المعرفة الوطنية كجزء من المعرفة الانسانية ، لا ان تكون جزءا من عجلة اقتصاد دولة (الاحتلال) او حليفاتها، لكن هذه العقول العلمية الوطنية وقعت بين جنون الانظمة الدكتاتورية التدميرية التي تريد استغلالها لنواياها الشريرة ، وبين سخط دولة الاحتلال على العقول الثاقبة والخارجة على وصاية الشركات المتعددة الجنسيات وحكوماتها.
يتبع...
المثقفون خصوم الاحتلال وضحاياه
نحن نتساءل :
لماذا لايطلق سراح العلماء العراقيين المعتقلين بتهمة انتاج اسلحة الدمار الشامل بعد انتهاء ولاية اللجنة الدولية..ودون اصدار اية وثيقة تثبت وجود هذه الاسلحة، او مسؤولية اي منهم في ذلك المشروع؟!
· ان اوساط واسعة من السكان وبينهم عدد غير قليل من المثقفين والاعلاميين ، يستهلكون ثقافة واعلاما (حسيا) يعتمد على ماتبصره العين المجردة من تداعيات في الواقع خلال مجرى الصراع، ومايتمخض عن ذلك الصراع من اندفاع لطوابير دبابات المحتلين في عروق البلدان ومفاصلها وشوارعها..وماتستطيع تبصره حواس اولئك المراقبين المحدودي الرؤية عبر دخان بارود الدبابات وهي تجتاح اراضي البلدان في وضح النهار..
فيتصارخون احتجاجا على ذلك (الغزو والاحتلال) المباغت وغير المبرر؟!..
· لكنهم يغفلون او يستغفلون الاسباب المتراكمة التي تصنعها الانظمة والقوى السياسية المستبدة الحاكمة ، التي تمهد الطريق لطوابير دبابات المحتلين، وتخلق الظروف السياسية والثقافية والنفسية والانسانية لاجتراع نقمة الاحتلال بديلا للانظمة الظالمة والفاسدة والدموية .
· مثلما يتجاهلون او يجهلون الاصناف المتعددة للاحتلال التي تعشعش في نسيج البلدان ومؤسساتها..
· تلك الاصناف المتشابكة والمنفردة:
· الخشنة منها والناعمة..
· المستديمة منها والظرفية..
· المريبة منها والواضحة..
· الاقتصادية منها والسلوكية..
· العسكرية منها والجنسية..
· العقلية منها والمشعوذة..
· المادية منها والثقافية..
· العلمية منها والتضليلية..
· الفاسدة منها والطازجة..
· المنتجة منها والاستهلاكية..
· الفاقعة منها والمستترة.
والتي تتسلل تارة سرا الى البلدان والشعوب وفي وضح النهار عبر الشركات، وتارة ثانية بالحقائب الدبلوماسية، وتارة ثالثة من خلال توريد انماط الادارة والتدريب والتاهيل، ورابعة بقوة المنتجات والسلع التي تغزو الاسواق والعقول والنفوس والامزجة!.
· وهي لاتتوغل باسلوب واحد، او دفعة واحدة، او من خلال فريق واحد، او زمن واحد، او منفذ واحد، او باداة واحدة..
· كما انها ليست بالضرورة تستهدف تحقيق نتائج مباشرة او آنية او ملموسة ..
انها غزو مركب ومتعدد الاوجه، ولكنه يؤدي الى هدف واحد اساسي هو (احتلال - ارادة - السلطة والدولة والمجتمع)..لان ذلك سيضع كل شيئ في ترسانة المحتل العسكرية والاقتصادية والاستراتيجية والقيمية والفكرية والثقافية.
· وهذا ليس انزلاقا الى مفهوم (المؤامرة) او(الرهاب من الخارج المختلف عنا)، بل هذا ادراك لمنطق التدافع والحركة التاريخية بين الانماط المتقدمة من: العلاقات الانتاجية وقوى الانتاج والسلع والادارة والاسواق..وبين: الاشكال البدائية والمتخلفة لتلك العلاقات والقوى الانتاجية والادارة والسلع والمنتجات والاسواق في البلدان المتخلفة ومنها بلادنا..
· اذن لماذا الخشية من الدول (الصناعية المتطورة) ؟!
ان التطور للارقى هو القانون الموضوعي لحركة المجتمع والطبيعة، لكن استثمار وتوظيف هذا القانون هو نقطة الخلاف..فهل يستثمر هذا القانون في تنمية الانسان والوطن ( في البلدان الضعيفة التطور) من خلال الاستفادة من البلدان المتقدمة ؟ ام ان البلدان (القوية) تستهدف البلدان (الضعيفة) كمصادر للمواد الاولية ، واسواق لتصريف المنتجات الاستهلاكية والباهضة التكاليف ؟! مما يجعل هذا (الاحتلال الناعم) لذيذا مثلما حقنة التخدير للجسد المألوم..وخفيا وفتاكا مثل الغازات السامة العديمة اللون والرائحة!
· لهذا فان (خشونة الغزو العسكري) تجعله جليا للفطن والغافل والمغفل..
· اما (الاحتلال الناعم ) فانه يتسلل الينا شفافا من الابواب والنوافذ ومسامات جسد الفكر ورئة الاقتصاد ومسامع الثقافة وايقاع السلوك الفردي والمجتمعي..مما يتطلب:
ÿ وعيا سياسيا وطنيا..
ÿ وذاكرة تاريخية مثقفة ..
ÿ وحسا ثوريا عقلانيا..
ÿ وطاقة شعرية استبصارية..
ÿ وفكرا علميا منفتحا..
ÿ ونظرة متعددة الرؤى والمديات..
ÿ وادراكا لضرورة وحتمية تطبيق مفاهيم التنمية الشاملة في الشان الوطني كجزء من حركة العالم المتطور..
ولكي نصغي لفحيح الاحتلال المتحوي تحت اكوام قش السلطة، وبين حقول المجتمع الغضة..ونميز اصنافه، ودوافعه، وغاياته، واساليبه، وطاقاته، وقواه المؤثرة، وتجلياته، وتداعياته، ووسائل واساليب التعامل معه، او تحجيمه او احباطه!..نحتاج اولا وقبل كل شيئ الى ارادة وطنية حرة ، وعقل منفتح منتج للتنمية!.
ولابد ان ندرك تلك الانواع من الغزو .. وغيرها من اصناف الاحتلال الاحتوائية، اوالتحكمية، اوالاجهاضية.. حيث يتولى كل صنف منها دوره ويحقق غاياته ليصب في نهاية الطوفان في بحر المصالح العليا للدولة (المحتلة العظمى) وحلفائها الذين تمن عليهم ببعض المنافع غير الاستراتيجية..ومن بين تلك الاحتلالات الخشنة والناعمة:
· الاحتلال الاستراتيجي..الذي يحتوي ويدعم حتى الدولة المختلفة عقائديا وثقافيا مع دولة الاحتلال ...(كتب بريجينيسكي- مستشار الامن القومي الامريكي الاسبق .. معلقا على الصراع الدموي في اليمن الديمقراطية بين تيار عبد الفتاح اسماعيل وعلي ناصر محمد - خلال أحداث 13 يناير / كانون ثان 1986- قائلا:لايهم من يحكم في عدن ..انما المهم ان يبقى مضيق باب المندب مفتوحا امام المصالح الامريكية).وهناك دول عديدة في العالم تتناقض انماط حياتها وثقافتها واقتصادياتها وعقائدها وانظمة الحكم فيها مع الدول (الصناعية الكبرى) لكن الاخيرة تحرص على (تحمل عبء هذه العلاقة الشاذة معها)، لتأمين مصالحها الاستراتيجية.
· الاحتلال العسكري..الذي يغتصب الطرق والافاق بالمجنزرات..بدعوى حماية المصالح القومية العليا لدولة الاحتلال( يقول الرئيس الامريكي جورج بوش في اكثر من مناسبة : ان القوات الامريكية في افغانستان والعراق تدافع في الخطوط الامامية عن المصالح الامريكية العليا!).
· الاحتلال الاقتصادي ..الذي ينهب الثروات ويستلب قوة العمل الوطنية..عبر مشاريع اقتصادية استراتيجية ( في عام 1991 عندما بدأ النظام الاشتراكي العالمي بالتفكك وبرزت امريكا كقوة عظمى انعقد مؤتمر مدريد للتسوية في الشرق الاوسط ، وكان اهم (المشاريع) التي طفحت الى سطح العلاقات الاقليمية والدولية بعد المؤتمر هو مشروع (الشرق الاوسط الكبير) عند شمعون بيريز- الذي جاء كفكرة في كتاب عام 1993 تدعو الى جمع دول المنطقة في سوق مشتركة والى دمج اسرائيل فيها بعد اعاة تشكيل جديد لهذه المنطقة -.. و"في هذا السياق نعيد الى الاذهان موقف الوفد الاسرائيلي الى المؤتمر الاقتصادي حول الشرق الاوسط ، الذي انعقد في الدار البيضاء عام 1994 ، والذي طالب مصر تحديدا تسليم لواء القيادة في الشرق الاوسط لدولة اسرائيل بعد ان فشلت مصر في قيادة المنطقة على حد تعبيره".."ومن اجل فرض مشروعها لبناء الشرق الاوسط الكبير ولاحقا (الجديد) جندت الادارة الامريكية كل طاقاتها وحملت المشروع الى قمم دولية ثلاث انعقدت في غير مكان في تموز عام 2004 ، وحاولت تسويقه الى قمة الثمانية الكبار التي انعقدت في ولاية جورجيا في الولايات المتحدة ، والى قمة حلف شمال الاطلسي ، التي انعقدت في اسطنبول في تركيا ، والى قمة الاتحاد الاوروبي ، التي انعقدت في بروكسل " ).
· الاحتلال الثقافي..الذي يصطاد العقول لتنشيط طاقته المعرفية والانتاجية ويؤطر النتاجات الثقافية على اختلاف تخصصاتها العلمية والادبية والفنية..( وبغض النظر عن سياسات اهدار الثروات وتخريب الاقتصاد التي انتهجها النظام الدكتاتوري السابق..فان مشكلة القنبلة النووية العراقية المزعومة بالامس، واليوم القنبلة النووية الايرانية المفترضة تشكل – فزاعة – لابتزاز الدول والشعوب، لانها ليست حقائق ملموسة ولامشاريع ممكنة التحقيق في الزمن القريب ولا المتوسط (حسب تقارير وكالة الطاقة الذرية الدولية ، وتصريحات الدكتور البرادعي)، ولكنها – نوايا غير مرخص لها بالحياة –.. والتفسير الاخر للنص هو انها عقول علمية انبثقت – من مجتمعات فقيرة مستهلكة للمنتج المعرفي- تجاوزت المحضور وتمردت على جدران الاحتواء الاستخباري، ودخلت في منطقة البحث والانتاج العلمي المختص حصرا بـ- مثقفي - الشركات المتعددة الجنسيات .وتسعى لتحريك عجلة المعرفة الوطنية كجزء من المعرفة الانسانية ، لا ان تكون جزءا من عجلة اقتصاد دولة (الاحتلال) او حليفاتها، لكن هذه العقول العلمية الوطنية وقعت بين جنون الانظمة الدكتاتورية التدميرية التي تريد استغلالها لنواياها الشريرة ، وبين سخط دولة الاحتلال على العقول الثاقبة والخارجة على وصاية الشركات المتعددة الجنسيات وحكوماتها.
يتبع...