لكل أمة رجالات قدّموا لها وضحّوا في سبيلها الكثير. كل أمة ملكت أطيافاً قدّموا أرواحهم فداءً في سبيل بقائها. كل أمة ظلت في عزة ورفعة ومكانة بفضل رجالات قضوا جُلَّ أوقاتهم يسعون في تطويرها، والعمل على نجاحها، وديمومة بقائها. إنهم أولئك الرجال الذين سطّروا بأفعالهم فغيّروا بصنيعهم دوامة التاريخ، وحفروا لهم ذكرى في صخورها الصلدة، وجعلوا سيرتهم حية خالدة، لم يزلزلها تطوّر الأيام، وغربلة التطور.
إنهم أولئك الرجال الذين باتوا محلاً لتطلعات الكثيرين، ومثالاً يقتدي به المتطلعون إليه في تغيير آثار التاريخ، وأن يكونوا فاعلين ومؤثرين في مجتمعاتهم، عملاً بما فعله أمجاد السالفين، والذين بقيت آثارهم حية نرقبها في كل ساعة ولحظة.
وإن من أعظم الأمم التي خرَّجت رجالات يحتلون رأس الهرم في القدوة والاتزان، والفداء في خدمة دينهم والتفاني، رجالات أثْروا العالم بأسره؛ فسلبوا الألباب، وكثر في عشق سيرهم الأحباب، وسارت سيرهم على الألسنة، وأخبارهم في المجلدات والكتب. إنهم رجالات الأمة المحمدية، الذين فتحوا الدنيا فأشاعوا فيها النور بعد الظلام، وسار من بعدهم على نهجهم من حمل تلك الشعلة المضيئة، وقد جعلوا ممَّن قبلهم مثلاً عليا كنجوم قد انتشرت في أفق السماء، فأحالوها ضياءً من بعد ظلمة قاتمة، يكفي كل واحد منهم أن نجعله قدوة وأسوة نكتسب منه مقومات الأمة المحمدية الخالدة في ركائز التاريخ.
أين أولئك الرجال الذين تزاحمت أسماؤهم في صفحات التاريخ؟ ما لنا نرى سيرتهم قد انطفأت من عقول الناشئة! وذهبوا مع مساري الرياح، وقد توطن محل تلك الرجالات نماذج سوداء قاتمة، تزكم من خبيث ريحها الأنوف، وتصم لسيرهم المعتمة الأسماع؟!
نماذج سوداء زاحمت نماذج حسنة جميلة، وعملت بجد وحرص دون كلل ولا ملل على توطين نفسها في العقول، وأن تحل نفسها محل النماذج الخالدة، والعمل على غرسها في قلب القيم والنفس، فلا تفتأ النفس إلى تغييرها، والتطلّع إلى شيء يحل محلها، مهما ظهر فارق المحاسن والمساوئ.
في كل يوم يخرج لنا أحد تلك النماذج فيُضاف إلى القائمة السوداء، والتي بات لها جمهور غفير كبير يتطلع إلى تلك النماذج المدرجة ضمن القائمة القاتمة، دون أي تفكّر أو تمعّن في صحة المنهج، أو مدى قوامته، والسبل الناجعة والناجحة في تطبيقه، كلها أمور غابت عن المشاهد والقارئ والمتطلّع، فبات اللاعب الفلاني هو قدوة البعض، والممثل الآخر تهواه قلوب محبيه فيفعلون ما يفعل، حتى أدق التفاصيل في حياة هؤلاء اللاعبين أو الممثلين هم حريصون على تقليدها، وغابت النماذج المبدعة والتي تزخر بهم أمتنا الخالدة على مر السنين الطويلة والممتدة.
إن من الأسباب المهمة في تهاوي الأمة وتصدع بنيانها هو غياب القدوة الصالحة المشبعة لما تهوى نفوس الشباب، والعجب أن الأمة تحتفي بكثير من تلك النماذج وتفخر بهم في مواطن كثيرة، وعلى الرغم من ذلك تغيب أسماء كثيرة عنهم وذلك لتقصير منهم، واهتمامهم المفرط في تقليد النماذج الأخرى المخالفة في المنهج والطريقة، وذلك لاختلال المفهوم الصحيح لمعنى القدوة، والتي ينبغي أن تكون مغروسة في قلب كل حريص ومثابر إلى الرقي والتطلع إلى الأفضل والأجمل.
القدوة الجميلة هي التي تتشبث بكل تفاصيلها، فلا تكاد تفارق جميلَ فعلٍ فيها، ولا سلوكاً حسناً يصدر منها؛ إلاّ وبادرت في تطبيقه، والعمل على التخلق بأنماط تلك السلوكيات.
ولله در الأئمة البارزين في تصنيف كتب السير والأعلام؛ لينقلوا لنا تحفاً من النماذج المشرقة الزاهرة، ومُثُلاً عليا وضاءة باهرة!! الأمر لا يتطلب منك سوى أن تفتح أي كتاب في سير أحد البارزين فتشتم من أريج سيرته العطرة ما يجبرك على فعل ما كان يفعله، ولتجد من الحلاوة والجمال ما يدفعك دفعاً إلى جعل أحد تلك النماذج الزاخرة قدوة تقوم على محاولة تقليده والتطبع بجميل فعاله والتضوّع منها .
إنهم أولئك الرجال الذين باتوا محلاً لتطلعات الكثيرين، ومثالاً يقتدي به المتطلعون إليه في تغيير آثار التاريخ، وأن يكونوا فاعلين ومؤثرين في مجتمعاتهم، عملاً بما فعله أمجاد السالفين، والذين بقيت آثارهم حية نرقبها في كل ساعة ولحظة.
وإن من أعظم الأمم التي خرَّجت رجالات يحتلون رأس الهرم في القدوة والاتزان، والفداء في خدمة دينهم والتفاني، رجالات أثْروا العالم بأسره؛ فسلبوا الألباب، وكثر في عشق سيرهم الأحباب، وسارت سيرهم على الألسنة، وأخبارهم في المجلدات والكتب. إنهم رجالات الأمة المحمدية، الذين فتحوا الدنيا فأشاعوا فيها النور بعد الظلام، وسار من بعدهم على نهجهم من حمل تلك الشعلة المضيئة، وقد جعلوا ممَّن قبلهم مثلاً عليا كنجوم قد انتشرت في أفق السماء، فأحالوها ضياءً من بعد ظلمة قاتمة، يكفي كل واحد منهم أن نجعله قدوة وأسوة نكتسب منه مقومات الأمة المحمدية الخالدة في ركائز التاريخ.
أين أولئك الرجال الذين تزاحمت أسماؤهم في صفحات التاريخ؟ ما لنا نرى سيرتهم قد انطفأت من عقول الناشئة! وذهبوا مع مساري الرياح، وقد توطن محل تلك الرجالات نماذج سوداء قاتمة، تزكم من خبيث ريحها الأنوف، وتصم لسيرهم المعتمة الأسماع؟!
نماذج سوداء زاحمت نماذج حسنة جميلة، وعملت بجد وحرص دون كلل ولا ملل على توطين نفسها في العقول، وأن تحل نفسها محل النماذج الخالدة، والعمل على غرسها في قلب القيم والنفس، فلا تفتأ النفس إلى تغييرها، والتطلّع إلى شيء يحل محلها، مهما ظهر فارق المحاسن والمساوئ.
في كل يوم يخرج لنا أحد تلك النماذج فيُضاف إلى القائمة السوداء، والتي بات لها جمهور غفير كبير يتطلع إلى تلك النماذج المدرجة ضمن القائمة القاتمة، دون أي تفكّر أو تمعّن في صحة المنهج، أو مدى قوامته، والسبل الناجعة والناجحة في تطبيقه، كلها أمور غابت عن المشاهد والقارئ والمتطلّع، فبات اللاعب الفلاني هو قدوة البعض، والممثل الآخر تهواه قلوب محبيه فيفعلون ما يفعل، حتى أدق التفاصيل في حياة هؤلاء اللاعبين أو الممثلين هم حريصون على تقليدها، وغابت النماذج المبدعة والتي تزخر بهم أمتنا الخالدة على مر السنين الطويلة والممتدة.
إن من الأسباب المهمة في تهاوي الأمة وتصدع بنيانها هو غياب القدوة الصالحة المشبعة لما تهوى نفوس الشباب، والعجب أن الأمة تحتفي بكثير من تلك النماذج وتفخر بهم في مواطن كثيرة، وعلى الرغم من ذلك تغيب أسماء كثيرة عنهم وذلك لتقصير منهم، واهتمامهم المفرط في تقليد النماذج الأخرى المخالفة في المنهج والطريقة، وذلك لاختلال المفهوم الصحيح لمعنى القدوة، والتي ينبغي أن تكون مغروسة في قلب كل حريص ومثابر إلى الرقي والتطلع إلى الأفضل والأجمل.
القدوة الجميلة هي التي تتشبث بكل تفاصيلها، فلا تكاد تفارق جميلَ فعلٍ فيها، ولا سلوكاً حسناً يصدر منها؛ إلاّ وبادرت في تطبيقه، والعمل على التخلق بأنماط تلك السلوكيات.
ولله در الأئمة البارزين في تصنيف كتب السير والأعلام؛ لينقلوا لنا تحفاً من النماذج المشرقة الزاهرة، ومُثُلاً عليا وضاءة باهرة!! الأمر لا يتطلب منك سوى أن تفتح أي كتاب في سير أحد البارزين فتشتم من أريج سيرته العطرة ما يجبرك على فعل ما كان يفعله، ولتجد من الحلاوة والجمال ما يدفعك دفعاً إلى جعل أحد تلك النماذج الزاخرة قدوة تقوم على محاولة تقليده والتطبع بجميل فعاله والتضوّع منها .