إن الاعتناء بالأسر ومنها تربية الأبناء من المهام الكبرى والمسؤوليات الجسام التي أصبحت في بعض الأحيان وفي بعض المفاهيم مستحيلا تحقيقها في الواقع المعيش، فالبعض قد يراها ضربا من العبث·· وقد نتج هذا الإحباط عن جهل بالدين وضعف في اليقين وغزو في الضمير، فتشكل جيل من أبناء الأمة ضعيف الشخصية، مخدوش الهوية، فارغ المعية، يفضل الدعة والراحة ويحب الشهوات ويميل للمغريات، لا يدرك له غاية، يعيش منفصم الشخصية وهكذا هو·
إن هذا من البلاء الذي أصيبت به الأمة اليوم في أهم ذخائرها وعدتها، وهي الثروة البشرية، مما يزيد في عِظم الأمانة وثقل المسؤولية فيتحمّل كل فرد ما يتعلق به منها أمام ربه وأمام أمته·· فالله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيّع· وإن خيْر ما نفتخر به أن لدينا منهجا تربويا متكاملا وشاملا يقبل كل جديد صالح، ويستوعب كل زمن وجيل· وقد جرب في الأولين وكان نتاجه قويما وثماره عظيمة·· وهذا ما يجعلنا نسلكه في طريقنا ونربي عليه فلذات أكبادنا وقرة أعيننا· إننا في هذه الكلمة التي نجتمع عليها اليوم عبارة عن لفتة نحو الأسرة، وهي كلمة جمعناها لتكون سهلة المأخذ سلسة العبارة تلفت الأنظار وتنير الأبصار وتجمع بين الأصالة·
أسس الأسرة السليمة
لقد اعتنى الإسلام بالأسرة ودعا لإيجادها ورسم الحدود للمحافظة عليها، فجعلها ترتكز على أساسين عظيمين ومهمّين؛ الأول رباني والثاني إنساني، كي يتحقق السكن المتمثل في المودة والرحمة (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) الروم·
الأساس الرباني
ويتمثل في حدود الله تعالى·· وقد جاء ذلك في مواضع متعددة من نصوص القرآن الكريم وفي قضايا مختلفة من قضايا الأسرة التي فصّلها القرآن· ولعل الحكمة من ذكر الحدود هو أن عملية المخالطة والاحتكاك قد تدفع إلى تعدي الحدود بحكم التهاون أو الظلم أو المغاضبة·
فكلمة حدود الله ذكرت اثنتي عشرة مرة كلها متعلقة بالأسرة، إلا موضعا واحدا من التوبة فيه مدح للمؤمنين وذكر لصفاتهم· وذكرت كلمة حدود مرة واحدة في سورة التوبة فيها عتاب للأعراب، وذكرت كلمة حدوده مرة واحدة في سورة النساء متعلقة بالأسرة، فالمجموع أربعة عشر كلها في الأسرة إلا موضعين· (انظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم للعلامة فؤاد عبد الباقي ص 190)·
فذكرت الحدود عند الحديث عن الصيام وهي المباشرة بين الزوجين، وفي مسألة الطلاق وكيفيته، وما يتعلق به من أحكام كالمهر والفداء أو الرجعة والصلح، كما ذكرت عند الحديث عن الظهار وفي قضية الميراث·
الأساس الإنساني
والأساس الثاني الإنساني هو المعاشرة بالمعروف، وقد جاء كذلك في القرآن الكريم في غير ما آية من الآيات التي تتحدث عن شؤون الأسرة· والمعروف هو ما تعارف الناس عليه من أمور الخير·· ولذلك نجد الفقهاء يرجعون كل أمر لا نص فيه إلى عرف الناس الصالح ليتحاكموا له، قال تعالى عن الحقوق المتبادلة بين الزوجين: ''ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف''· ومثل هذا جاء في الصداق وفي المعاشرة وفي الرضاعة وفي رزق المولود وكسوته بعد الطلاق وفي متعة الطلاق، وغيرها من أحكام الأسرة·· وهكذا نرى الإسلام مع ما وضعه من نظام وقانون محكم في شؤون الأسرة وما يتعلق بها من أحكام مختلفة كالميراث والخلع والطلاق والرضاع والحضانة وغيرها من القضايا الأسرية، جعل أساس ذلك المعاملة بالمعروف؛ فالأسرة متطلباتها كثيرة لا يسدها أداء المطلوب، وقد يتعذر فيها أخذ الحق، فيغطي ذلك كله التعامل بالمعروف والإحسان· وإلا انهدمت الأسرة وانفصمت عراها· ويرتكز المعروف على صلاح الأزواج الذي بدوره يرجع على صلاح الأسرة، وبالتالي على نجاح التربية داخل الأسرة·· وفي القرآن أمثلة على ذلك· فالأسرة السعيدة حقا تنبعث من الصلاح الذي يدفع لحفظ حدود الله تعالى والمعاشرة بالمعروف وبالتي هي أحسن، ليتحقق السكن الذي من سماته المودة والرحمة، فتكون الأسر أرضا خصبة لإخراج النبات الطيب بإذن الله·
إن هذا من البلاء الذي أصيبت به الأمة اليوم في أهم ذخائرها وعدتها، وهي الثروة البشرية، مما يزيد في عِظم الأمانة وثقل المسؤولية فيتحمّل كل فرد ما يتعلق به منها أمام ربه وأمام أمته·· فالله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيّع· وإن خيْر ما نفتخر به أن لدينا منهجا تربويا متكاملا وشاملا يقبل كل جديد صالح، ويستوعب كل زمن وجيل· وقد جرب في الأولين وكان نتاجه قويما وثماره عظيمة·· وهذا ما يجعلنا نسلكه في طريقنا ونربي عليه فلذات أكبادنا وقرة أعيننا· إننا في هذه الكلمة التي نجتمع عليها اليوم عبارة عن لفتة نحو الأسرة، وهي كلمة جمعناها لتكون سهلة المأخذ سلسة العبارة تلفت الأنظار وتنير الأبصار وتجمع بين الأصالة·
أسس الأسرة السليمة
لقد اعتنى الإسلام بالأسرة ودعا لإيجادها ورسم الحدود للمحافظة عليها، فجعلها ترتكز على أساسين عظيمين ومهمّين؛ الأول رباني والثاني إنساني، كي يتحقق السكن المتمثل في المودة والرحمة (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) الروم·
الأساس الرباني
ويتمثل في حدود الله تعالى·· وقد جاء ذلك في مواضع متعددة من نصوص القرآن الكريم وفي قضايا مختلفة من قضايا الأسرة التي فصّلها القرآن· ولعل الحكمة من ذكر الحدود هو أن عملية المخالطة والاحتكاك قد تدفع إلى تعدي الحدود بحكم التهاون أو الظلم أو المغاضبة·
فكلمة حدود الله ذكرت اثنتي عشرة مرة كلها متعلقة بالأسرة، إلا موضعا واحدا من التوبة فيه مدح للمؤمنين وذكر لصفاتهم· وذكرت كلمة حدود مرة واحدة في سورة التوبة فيها عتاب للأعراب، وذكرت كلمة حدوده مرة واحدة في سورة النساء متعلقة بالأسرة، فالمجموع أربعة عشر كلها في الأسرة إلا موضعين· (انظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم للعلامة فؤاد عبد الباقي ص 190)·
فذكرت الحدود عند الحديث عن الصيام وهي المباشرة بين الزوجين، وفي مسألة الطلاق وكيفيته، وما يتعلق به من أحكام كالمهر والفداء أو الرجعة والصلح، كما ذكرت عند الحديث عن الظهار وفي قضية الميراث·
الأساس الإنساني
والأساس الثاني الإنساني هو المعاشرة بالمعروف، وقد جاء كذلك في القرآن الكريم في غير ما آية من الآيات التي تتحدث عن شؤون الأسرة· والمعروف هو ما تعارف الناس عليه من أمور الخير·· ولذلك نجد الفقهاء يرجعون كل أمر لا نص فيه إلى عرف الناس الصالح ليتحاكموا له، قال تعالى عن الحقوق المتبادلة بين الزوجين: ''ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف''· ومثل هذا جاء في الصداق وفي المعاشرة وفي الرضاعة وفي رزق المولود وكسوته بعد الطلاق وفي متعة الطلاق، وغيرها من أحكام الأسرة·· وهكذا نرى الإسلام مع ما وضعه من نظام وقانون محكم في شؤون الأسرة وما يتعلق بها من أحكام مختلفة كالميراث والخلع والطلاق والرضاع والحضانة وغيرها من القضايا الأسرية، جعل أساس ذلك المعاملة بالمعروف؛ فالأسرة متطلباتها كثيرة لا يسدها أداء المطلوب، وقد يتعذر فيها أخذ الحق، فيغطي ذلك كله التعامل بالمعروف والإحسان· وإلا انهدمت الأسرة وانفصمت عراها· ويرتكز المعروف على صلاح الأزواج الذي بدوره يرجع على صلاح الأسرة، وبالتالي على نجاح التربية داخل الأسرة·· وفي القرآن أمثلة على ذلك· فالأسرة السعيدة حقا تنبعث من الصلاح الذي يدفع لحفظ حدود الله تعالى والمعاشرة بالمعروف وبالتي هي أحسن، ليتحقق السكن الذي من سماته المودة والرحمة، فتكون الأسر أرضا خصبة لإخراج النبات الطيب بإذن الله·