قتلة الفجر يروون حكاية الإنزال والتصفية
خَلَدَ المتضامنون في
«أسطول الحرية» إلى النوم بعد منتصف الليل. أرادوا أن يكونوا مستعدين جسدياً لساعات
الوصول إلى شواطئ غزّة، والتهديدات الإسرائيلية. ناموا بشوق ورهبة. حلموا بلحظة
الاستقبال. الصيحات والأغنيات والزغاريد. فرح الناس، حين يشعرون بأنهم ليسوا وحيدين
على هذه البقعة من الأرض.
]نام المتضامنون «العُزّل» لأنهم لم يتوقعوا أن تكون إسرائيل، الدولة
الهمجية، بهذه الهمجية. قال منسق الحملة الأوروبية، رامي عبده: «نعرف أن إسرائيل
دولة فوق القانون، لكن ليس إلى هذه الدرجة». وأضاف: «ضربوا بكل شيء عرض
الحائط».الساعة
الخامسة إلا ربعاً بالتوقيت المحلي، بدأ الفريق الإعلامي في الحملة الأوروبية لرفع
الحصار عن غزّة، يفقد الاتصال مع أطقم السفن، التي كانت على بعد نحو 7 ساعات من
الوصول إلى شاطئ غزة. وقبل أن ينقطع الاتصال كلياً، سمع الفريق هدير الطائرات
المروحية. بدأ الإنزال الإسرائيلي الذي عمد بداية إلى السيطرة على قمرة القيادة في
جميع السفن، مع التركيز على سفينة «مرمرة» التركية. وأكد عبده أن «لحظة الهجوم، لم
يكن هناك أي تحذير من الإسرائيليين».
=وأظهرت الصور المباشرة التي بُثَّت على
وسائل الإعلام، أن جنود البحرية الإسرائيلية اقتحموا السفن على نحو مفاجئ في عملية
إنزال جوي، بعد ساعات من مرافقتها بحراً وجواً ومحاصرتها. ومع بزوغ الفجر، هاجم
الجنود الإسرائيليون السفن بإطلاق الرصاص الحيّ وقنابل
الغازومن داخل
إحدى السفن، أعلن مراسل قناة «الجزيرة»، عباس ناصر، أن مئات الجنود الإسرائيليين
المدعومين من الجو، هاجموا سفن الأسطول في وقت واحد واستخدموا الرصاص
والغازات.
وقبيل بدء
الإنزال، قال الناشط في جماعة «كولتورا سوليداريداد» الإسبانية غير الحكومية،
مانويل تابيالة: «نحن على بعد نحو 90 ميلاً من الشاطئ. ثلاث فرقاطات إسرائيلية
تهددنا. كل من على السفن تأهبوا. جميعنا استعد بارتداء سترات النجاة والناس مستعدون
للمقاومة سلمياً في حال تعرضهم للهجوم ليلاً».
في المقابل، قالت الرواية الإسرائيلية إن
الخطة كانت تقضي بنزول أفراد الكوماندوس التابعين لوحدة «شييطت 13» من المروحيات،
والنزول إلى غرفة الملاحة في السفينة وإلزام قبطانها بتغيير مساره، بعدما رفض
الإذعان للتحذيرات التي تلقاها بوقف تقدمه.
وعند الساعة العاشرة من مساء أمس، أصدر قائد
سلاح البحرية الإسرائيلية، بحسب الرواية نفسها، أوامره ببدء عملية السيطرة، في وقت
كانت فيه سفن «أسطول الحرية» تبعد 60 ميلاً عن السواحل الإسرائيلية. في المرحلة
الأولى، صعدت قوات البحرية الإسرائيلية على متن سفينة «مرمرة»، إضافة إلى سفينتي
«تشلينغر» و«8000». استعد الناشطون على «مرمرة» لمواجهة الإنزال الإسرائيلي
جيداً.
وبما أن
التقديرات كانت تشير إلى أن مستوى المقاومة التي سيبديها الناشطون سيكون معقولاً،
اتخذ قائد القوة الإسرائيلية، على ما تفيد رواية تل أبيب، قراراً باستقدام طائرة
مروحية بهدف إنزال جنود منها على سطح السفينة. إلا أن الناشطين تمسكوا بالحبل الأول
الذي أُلقي من الطائرة وربطوه بأحد الهوائيات. رغم ذلك، بدأ الجنود بالنزول حيث كان
الناشطون ينتظرونهم بالعصي وقضبان الحديد والمقالع اليدوية مع كرات زجاجية، وبدأوا
بمهاجمة الجنود المزوّدين ببنادق مخصصة لتفريق التظاهرات، إضافة إلى مسدسات نارية
سمح لهم باستخدامها في حال تعرضهم للخطر.
وعند اصطدام الجنود بمقاومة الناشطين، تعذر
عليهم التوجه إلى غرفة القيادة، فأمر قائد القوة المهاجمة الجنود بإلقاء قنابل
صوتية. إلا أن ذلك لم يؤثر على الناشطين الذين ازداد عددهم إلى نحو 30، وخطف بعضهم
من أحد الجنود مسدسه ورموا به من الطابق السطحي للسفينة إلى الطابق الأسفل، ما أدى
إلى فقدانه الوعي، ودائماً بحسب الرواية الإسرائيلية، التي تضيف أن الجنود طلبوا
عندها الإذن باستخدام السلاح الناري، فوافق قائد القوة على ذلك، وبدأ هؤلاء بإطلاق
النار على أرجل الناشطين الذي ردوا بدورهم بإطلاق النار على الجنود، مستخدمين
مسدسات استولوا عليها منهم. واستغرقت المواجهة نصف ساعة، استشهد خلالها نحو 16
ناشطاً، غالبيتهم أتراك.
وبعد السيطرة على السفن، بدأ الجنود الإسرائيليون ينقلونها واحدة تلو الأخرى
إلى ميناء أسدود. وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إنه جرى تقسيم المتضامنين؛
فنشطاء اليسار الإسرائيلي وكل من يحمل الجنسية الإسرائيلية، سيخضعون للتحقيق من
الشرطة الإسرائيلية، فيما يحقق جهاز «الشاباك» مع المتضامنين الفلسطينيين. أما
الأجانب، فسيخضعون للتحقيق من عناصر وحدة «عوز» التابعة لوزارة الداخلية
الإسرائيلية.
كذلك
قُسّم المتضامنون إلى نوعين: الأول ضمّ من لم يشارك في مقاومة جنود قوة الاقتحام،
والذين سيُحتَجزون داخل الخيام. ومن يرفض الدخول تتولّ إدارة السجون العامة نقله
إلى سجن عسقلان المركزي. أما النوع الثاني المتّهم بمهاجمة الجنود الإسرائيليين،
فسيُقدَّمون للمحاكمة.
واعتقلت سلطات الاحتلال عدداً من المتضامنين ونقلتهم إلى سجن بئر السبع،
فيما أشارت وكالة «معا» الإخبارية إلى أن ثلاثة متضامنين طلبوا ترحيلهم إلى بلادهم.
كذلك أشارت الحملة الأوروبية أن قبطان السفينة 8000، وهو يوناني الجنسية، رفض تلقي
العلاج داخل إسرائيل.
خَلَدَ المتضامنون في
«أسطول الحرية» إلى النوم بعد منتصف الليل. أرادوا أن يكونوا مستعدين جسدياً لساعات
الوصول إلى شواطئ غزّة، والتهديدات الإسرائيلية. ناموا بشوق ورهبة. حلموا بلحظة
الاستقبال. الصيحات والأغنيات والزغاريد. فرح الناس، حين يشعرون بأنهم ليسوا وحيدين
على هذه البقعة من الأرض.
]نام المتضامنون «العُزّل» لأنهم لم يتوقعوا أن تكون إسرائيل، الدولة
الهمجية، بهذه الهمجية. قال منسق الحملة الأوروبية، رامي عبده: «نعرف أن إسرائيل
دولة فوق القانون، لكن ليس إلى هذه الدرجة». وأضاف: «ضربوا بكل شيء عرض
الحائط».الساعة
الخامسة إلا ربعاً بالتوقيت المحلي، بدأ الفريق الإعلامي في الحملة الأوروبية لرفع
الحصار عن غزّة، يفقد الاتصال مع أطقم السفن، التي كانت على بعد نحو 7 ساعات من
الوصول إلى شاطئ غزة. وقبل أن ينقطع الاتصال كلياً، سمع الفريق هدير الطائرات
المروحية. بدأ الإنزال الإسرائيلي الذي عمد بداية إلى السيطرة على قمرة القيادة في
جميع السفن، مع التركيز على سفينة «مرمرة» التركية. وأكد عبده أن «لحظة الهجوم، لم
يكن هناك أي تحذير من الإسرائيليين».
=وأظهرت الصور المباشرة التي بُثَّت على
وسائل الإعلام، أن جنود البحرية الإسرائيلية اقتحموا السفن على نحو مفاجئ في عملية
إنزال جوي، بعد ساعات من مرافقتها بحراً وجواً ومحاصرتها. ومع بزوغ الفجر، هاجم
الجنود الإسرائيليون السفن بإطلاق الرصاص الحيّ وقنابل
الغازومن داخل
إحدى السفن، أعلن مراسل قناة «الجزيرة»، عباس ناصر، أن مئات الجنود الإسرائيليين
المدعومين من الجو، هاجموا سفن الأسطول في وقت واحد واستخدموا الرصاص
والغازات.
وقبيل بدء
الإنزال، قال الناشط في جماعة «كولتورا سوليداريداد» الإسبانية غير الحكومية،
مانويل تابيالة: «نحن على بعد نحو 90 ميلاً من الشاطئ. ثلاث فرقاطات إسرائيلية
تهددنا. كل من على السفن تأهبوا. جميعنا استعد بارتداء سترات النجاة والناس مستعدون
للمقاومة سلمياً في حال تعرضهم للهجوم ليلاً».
في المقابل، قالت الرواية الإسرائيلية إن
الخطة كانت تقضي بنزول أفراد الكوماندوس التابعين لوحدة «شييطت 13» من المروحيات،
والنزول إلى غرفة الملاحة في السفينة وإلزام قبطانها بتغيير مساره، بعدما رفض
الإذعان للتحذيرات التي تلقاها بوقف تقدمه.
وعند الساعة العاشرة من مساء أمس، أصدر قائد
سلاح البحرية الإسرائيلية، بحسب الرواية نفسها، أوامره ببدء عملية السيطرة، في وقت
كانت فيه سفن «أسطول الحرية» تبعد 60 ميلاً عن السواحل الإسرائيلية. في المرحلة
الأولى، صعدت قوات البحرية الإسرائيلية على متن سفينة «مرمرة»، إضافة إلى سفينتي
«تشلينغر» و«8000». استعد الناشطون على «مرمرة» لمواجهة الإنزال الإسرائيلي
جيداً.
وبما أن
التقديرات كانت تشير إلى أن مستوى المقاومة التي سيبديها الناشطون سيكون معقولاً،
اتخذ قائد القوة الإسرائيلية، على ما تفيد رواية تل أبيب، قراراً باستقدام طائرة
مروحية بهدف إنزال جنود منها على سطح السفينة. إلا أن الناشطين تمسكوا بالحبل الأول
الذي أُلقي من الطائرة وربطوه بأحد الهوائيات. رغم ذلك، بدأ الجنود بالنزول حيث كان
الناشطون ينتظرونهم بالعصي وقضبان الحديد والمقالع اليدوية مع كرات زجاجية، وبدأوا
بمهاجمة الجنود المزوّدين ببنادق مخصصة لتفريق التظاهرات، إضافة إلى مسدسات نارية
سمح لهم باستخدامها في حال تعرضهم للخطر.
وعند اصطدام الجنود بمقاومة الناشطين، تعذر
عليهم التوجه إلى غرفة القيادة، فأمر قائد القوة المهاجمة الجنود بإلقاء قنابل
صوتية. إلا أن ذلك لم يؤثر على الناشطين الذين ازداد عددهم إلى نحو 30، وخطف بعضهم
من أحد الجنود مسدسه ورموا به من الطابق السطحي للسفينة إلى الطابق الأسفل، ما أدى
إلى فقدانه الوعي، ودائماً بحسب الرواية الإسرائيلية، التي تضيف أن الجنود طلبوا
عندها الإذن باستخدام السلاح الناري، فوافق قائد القوة على ذلك، وبدأ هؤلاء بإطلاق
النار على أرجل الناشطين الذي ردوا بدورهم بإطلاق النار على الجنود، مستخدمين
مسدسات استولوا عليها منهم. واستغرقت المواجهة نصف ساعة، استشهد خلالها نحو 16
ناشطاً، غالبيتهم أتراك.
وبعد السيطرة على السفن، بدأ الجنود الإسرائيليون ينقلونها واحدة تلو الأخرى
إلى ميناء أسدود. وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إنه جرى تقسيم المتضامنين؛
فنشطاء اليسار الإسرائيلي وكل من يحمل الجنسية الإسرائيلية، سيخضعون للتحقيق من
الشرطة الإسرائيلية، فيما يحقق جهاز «الشاباك» مع المتضامنين الفلسطينيين. أما
الأجانب، فسيخضعون للتحقيق من عناصر وحدة «عوز» التابعة لوزارة الداخلية
الإسرائيلية.
كذلك
قُسّم المتضامنون إلى نوعين: الأول ضمّ من لم يشارك في مقاومة جنود قوة الاقتحام،
والذين سيُحتَجزون داخل الخيام. ومن يرفض الدخول تتولّ إدارة السجون العامة نقله
إلى سجن عسقلان المركزي. أما النوع الثاني المتّهم بمهاجمة الجنود الإسرائيليين،
فسيُقدَّمون للمحاكمة.
واعتقلت سلطات الاحتلال عدداً من المتضامنين ونقلتهم إلى سجن بئر السبع،
فيما أشارت وكالة «معا» الإخبارية إلى أن ثلاثة متضامنين طلبوا ترحيلهم إلى بلادهم.
كذلك أشارت الحملة الأوروبية أن قبطان السفينة 8000، وهو يوناني الجنسية، رفض تلقي
العلاج داخل إسرائيل.