ملياردولار.. و تمّت الصفقة؟!
إذن هكذا تمت الصفقة .. أسدل الستار
على المسرحية .. و انتهى فصل جديد من فصول الرواية .. تم الموضوع و حلت
المشاكل بتلك البساطة .. و بهذه القيمة .. مليار دولار ..
شكرا لكم .. فقد وصلت الرسالة .. عرفنا قيمة دمائنا عندكم .. عرفنا قيمة
دمار بيوتنا و خراب أراضينا .. عرفنا قيمة أحبائنا الذين فقدناهم .. عرفنا
قيمة نظرنا الذي حرمونا منه .. و قيمة جسدنا الذي كنا به نحيا و نتحرك ..
عرفنا قيمة الحلم الذي خطفوه من أرواحنا .. مليار دولار .. و كل شيء انتهى
بلمح البصر ..
شكرا لكم .. فحقا هذا ما كان يؤرقنا طيلة الفترة الماضية و يشغل بالنا ..
كم أننا ممتنون على تعطفكم بحل هذه المشكلة لنا .. كم نقدر هذه المكرمة
الهائلة ..
كنت سأقول هذه الكلمات و أكتفي بها لو أنني لم أشاهد منظرا تبع تلك المكرمة
.. لو أنني لم أشاهد منظر تلك الطفلة الصغيرة و هي تقف على بقايا دمار
بيتها المهدم .. و تتحدث عن أمها .. إخوتها .. أقربائها الذين استشهدوا
جميعا في الحرب .. و قد رفضت أن تذرف دمعة واحدة .. و ختمت كلامها بالقول :
نبقى صامدون هنا رغم كل الدمار و التخويف ..
بمجرد أن أنهت كلامها .. قفزت إلى ذهني فورا صورة المليار دولار .. و شعرت
بحرقة هائلة تأكل قلبي .. ماذا سيفعل المليار أو العشرون مليارا لطفلة فقدت
فرحة طفولتها ؟! .. لأطفال فقدوا معنى الحياة بكل بساطة ؟! .. هل ستشتري
لهم حياة جديدة يا ترى ؟!
المصيبة .. كل المصيبة أن العالم استقبلوا هذا المبلغ بترحاب هائل و امتنان
عظيم .. و شعر أصحاب المليارات أنهم يتكرمون بإنجاز عظيم على هذه الأمة
المنكوبة .. و لا أدري أينامون الآن مرتاحي الضمير بعد هذا الإنجاز ؟! ..
للأسف .. يبدو أن هناك فئة من الناس تجهل أمرا معلوما لكل البشر .. ألا و
هو أن هناك أمور لا تقاس بالمادة .. هناك أمور كل أموال الدنيا لا تشتريها
.. قد تشتري راحة ضمائرهم الميتة أصلا .. و عدا عن ذلك .. فلا أعتقد أن لها
أي قيمة تذكر ..
يجهل أصحاب المليارات أن أجساد الفلسطينيين ليست مجرد سيارات تهشمت تحتاج
إلى صيانة .. أن أرواحهم ليست أسهما انخفضت في السوق و يريدون تعويضها ..
أن دماءهم ليست نوعا رخيصا من الكحول يودون استبداله بآخر أغلى ثمنا ..
فالموضوع لا يسير على هذا النحو ..
يا أصحاب المليارات .. يا أيها الكبار .. هناك دروس و دروس تحتاجون إلى
تعلمها على أيدي أطفال غزة .. أن تتعلموا معنى كلمة الحياة .. و أنها أكبر
بكثير من مجرد حسابات و حسابات .. أن تتعلموا الرقيّ و الحضارة من اولئك
البسطاء بنظركم .. أن تتعلموا الحياة من موتهم .. أن نظرة التحدي في عيني
طفل فلسطيني تساوي الدنيا بما فيها و لا تقدر بثمن .. انظروا كثيرا و كثيرا
في أعينهم .. فعلكم تفهموننا في يوم من الأيام .. علكم تفهمون كيف أننا
نحب الحياة .. و نعشق الموت متى ما كان طريقنا إليها .. كيف أننا لا نستطيع
إلا أن تنتفس كرامة و حرية .. و بدونها نختنق .. و بدونها يكون الموت
الحقيقي .. علكم تفهمون أن كل مليارات الدنيا لا تشتري لحظة حب بين رجل و
امرأته .. و لا نظرة حنان تبادلتها أم مع طفلها .. و لا صوت صديق اعتدنا
همسه.. لا تعوض مبعدا حرم من أن يستنشق عطر بلاده و يمشي في حضرتها .. أن
كل المليارات لا تشتري لعاشق فلسطينه .. و لا أدري إن كنتم تفهمون معنى
كلامي .. تفهمون معنى العشق .. و معنى فلسطين
إذن هكذا تمت الصفقة .. أسدل الستار
على المسرحية .. و انتهى فصل جديد من فصول الرواية .. تم الموضوع و حلت
المشاكل بتلك البساطة .. و بهذه القيمة .. مليار دولار ..
شكرا لكم .. فقد وصلت الرسالة .. عرفنا قيمة دمائنا عندكم .. عرفنا قيمة
دمار بيوتنا و خراب أراضينا .. عرفنا قيمة أحبائنا الذين فقدناهم .. عرفنا
قيمة نظرنا الذي حرمونا منه .. و قيمة جسدنا الذي كنا به نحيا و نتحرك ..
عرفنا قيمة الحلم الذي خطفوه من أرواحنا .. مليار دولار .. و كل شيء انتهى
بلمح البصر ..
شكرا لكم .. فحقا هذا ما كان يؤرقنا طيلة الفترة الماضية و يشغل بالنا ..
كم أننا ممتنون على تعطفكم بحل هذه المشكلة لنا .. كم نقدر هذه المكرمة
الهائلة ..
كنت سأقول هذه الكلمات و أكتفي بها لو أنني لم أشاهد منظرا تبع تلك المكرمة
.. لو أنني لم أشاهد منظر تلك الطفلة الصغيرة و هي تقف على بقايا دمار
بيتها المهدم .. و تتحدث عن أمها .. إخوتها .. أقربائها الذين استشهدوا
جميعا في الحرب .. و قد رفضت أن تذرف دمعة واحدة .. و ختمت كلامها بالقول :
نبقى صامدون هنا رغم كل الدمار و التخويف ..
بمجرد أن أنهت كلامها .. قفزت إلى ذهني فورا صورة المليار دولار .. و شعرت
بحرقة هائلة تأكل قلبي .. ماذا سيفعل المليار أو العشرون مليارا لطفلة فقدت
فرحة طفولتها ؟! .. لأطفال فقدوا معنى الحياة بكل بساطة ؟! .. هل ستشتري
لهم حياة جديدة يا ترى ؟!
المصيبة .. كل المصيبة أن العالم استقبلوا هذا المبلغ بترحاب هائل و امتنان
عظيم .. و شعر أصحاب المليارات أنهم يتكرمون بإنجاز عظيم على هذه الأمة
المنكوبة .. و لا أدري أينامون الآن مرتاحي الضمير بعد هذا الإنجاز ؟! ..
للأسف .. يبدو أن هناك فئة من الناس تجهل أمرا معلوما لكل البشر .. ألا و
هو أن هناك أمور لا تقاس بالمادة .. هناك أمور كل أموال الدنيا لا تشتريها
.. قد تشتري راحة ضمائرهم الميتة أصلا .. و عدا عن ذلك .. فلا أعتقد أن لها
أي قيمة تذكر ..
يجهل أصحاب المليارات أن أجساد الفلسطينيين ليست مجرد سيارات تهشمت تحتاج
إلى صيانة .. أن أرواحهم ليست أسهما انخفضت في السوق و يريدون تعويضها ..
أن دماءهم ليست نوعا رخيصا من الكحول يودون استبداله بآخر أغلى ثمنا ..
فالموضوع لا يسير على هذا النحو ..
يا أصحاب المليارات .. يا أيها الكبار .. هناك دروس و دروس تحتاجون إلى
تعلمها على أيدي أطفال غزة .. أن تتعلموا معنى كلمة الحياة .. و أنها أكبر
بكثير من مجرد حسابات و حسابات .. أن تتعلموا الرقيّ و الحضارة من اولئك
البسطاء بنظركم .. أن تتعلموا الحياة من موتهم .. أن نظرة التحدي في عيني
طفل فلسطيني تساوي الدنيا بما فيها و لا تقدر بثمن .. انظروا كثيرا و كثيرا
في أعينهم .. فعلكم تفهموننا في يوم من الأيام .. علكم تفهمون كيف أننا
نحب الحياة .. و نعشق الموت متى ما كان طريقنا إليها .. كيف أننا لا نستطيع
إلا أن تنتفس كرامة و حرية .. و بدونها نختنق .. و بدونها يكون الموت
الحقيقي .. علكم تفهمون أن كل مليارات الدنيا لا تشتري لحظة حب بين رجل و
امرأته .. و لا نظرة حنان تبادلتها أم مع طفلها .. و لا صوت صديق اعتدنا
همسه.. لا تعوض مبعدا حرم من أن يستنشق عطر بلاده و يمشي في حضرتها .. أن
كل المليارات لا تشتري لعاشق فلسطينه .. و لا أدري إن كنتم تفهمون معنى
كلامي .. تفهمون معنى العشق .. و معنى فلسطين