القدس تستصرخ الخراب
إن كان الإسرائيليون قد وضعوا حجر الأساس لكنيس الخراب في الشطر الشرقي
من القدس، وعلى مقربةٍ من حائط البراق المقدس، فإن هذا لا يعني أنه لم يسبق
لهم أن اعتدوا على حرمة المسجد الأقصى، أو أنهم لم يقترفوا جرائم ضد القدس
وسكانها على مدى أكثر من ستين عاماً، وأن هذه هي جريمتهم الأولى ضد
الفلسطينيين ومقدساتهم، ولكنهم بتدشين كنيس الخراب يعلنون عن خوضهم المعركة
الأخيرة ضد العرب والمسلمين على المسجد الأقصى وساحاته، وعلى مدينة القدس
وأحياءها، فهذا الكنيس الذي بان للعلن فجأة لم يكن وليد الساعة، كما لم يكن
نتيجة سياسات حكومة نتنياهو اليمينية فقط، وإنما هو نتاج الحكومات
الإسرائيلية السابقة، حكومات اليمين والوسط والعمل معاً، الذين سهلوا
جميعهم بناء الكنيس، وتحقيق نبوءة حاخامٍ يهودي قبل أكثر من مائة وخمسين
عاماً، قد رأى في منامه أن اليوم التالي لتدشين كنيس«ها حوربا» سيكون اليوم
الأول في مرحلة استعادة الهيكل الثالث، وقد بدأ الإسرائيليون العمل لزرع
الكنيس أمام قبة الصخرة المشرفة، آخذاً شكلها وهيئتها، قبل أكثر من خمس
سنوات، ليباشر سدنة الهيكل في الإعداد للمرحلة الأخيرة لبناء الهيكل
المزعوم، والذي يعني هدم المسجد الأقصى، لأنه لا مكان لهيكلٍ ومسجدٍ في آن،
فإما المسجد وإما الهيكل، ويزعم حاخامات اليهود أن قواعد هيكلهم هي تحت
المسجد الأقصى المبارك، وأنه لا سبيل لاستعادة الهيكل، إلا بتقويض المسجد
الأقصى، والكشف عن القواعد التاريخية للهيكل.
وقد أقر الاحتلال الإسرائيلي بناء كنيس الخراب عام 2001، ورصدت له
ميزانية بقيمة 12 مليون دولار، تقاسمتها الحكومة ومتبرعون من يهود العالم،
وبدئ ببنائه في عام 2006، فور الانتهاء من وضع خرائط هندسية على أساس صور
قديمة للكنيس قبل تهدمه عام 1948، ويطلق عليه اسم معبد «هاحوربا»، وكانت
إسرائيل وفي قرار حكومي آخر، قد أوكلت مهام إدارة كنيس الخراب، إلى ما يسمى
بـ«صندوق تراث المبكى»، وهي شركة تابعة للحكومة الإسرائيلية، تتابع شؤون
حائط البراق بشكل مباشر من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، وبحسب المزاعم
الإسرائيلية، فإنه قد تم بناء كنيس الخراب في مطلع القرن الثامن عشر، ثم
أعيد بناؤه في منتصف القرن التالي بعد خرابه، إلى أن تهدم عام 1948 خلال
محاولة إسرائيلية لاحتلال القدس الشرقية، ومن هنا جاءت تسميته بكنيس
الخراب، وقد أطلق عليه بعض حاخامات اليهود اسم "بيت ياكوف"، وبحسب المزاعم
ذاتها فإن حاخاماً إسرائيلياً، عاش في العام 1750م، كتب متنبئاً أن يوم
إعادة افتتاح كنيس الخراب، هو يوم بدء البناء في الهيكل الثالث المزعوم،
وهو إيذانٌ بيوم الخلاص اليهودي، ولكن الحقيقة أن كنيس الخراب يقوم على
بناء عثماني، وهو في الأصل مسجدٌ بني في ظل الخلافة العثمانية، ويقع ضمن
الأبنية الإسلامية المجاورة للمسجد العمري التاريخي، المغلق منذ سنوات أمام
المصلين، ويشاد الكنيس على أرضٍ وقف، وعلى حساب بيوت فلسطينية تابعة لحارة
الشرف التي فشل الاحتلال بالاستيلاء عليها عام 1948، وفي عام 1967 تم هدم
أغلب بيوتها، وإقامة حي استيطاني كبير سمي بـ"حارة اليهود" على حساب حي
الشرف المقدسي.
إن كان الإسرائيليون قد وضعوا حجر الأساس لكنيس الخراب في الشطر الشرقي
من القدس، وعلى مقربةٍ من حائط البراق المقدس، فإن هذا لا يعني أنه لم يسبق
لهم أن اعتدوا على حرمة المسجد الأقصى، أو أنهم لم يقترفوا جرائم ضد القدس
وسكانها على مدى أكثر من ستين عاماً، وأن هذه هي جريمتهم الأولى ضد
الفلسطينيين ومقدساتهم، ولكنهم بتدشين كنيس الخراب يعلنون عن خوضهم المعركة
الأخيرة ضد العرب والمسلمين على المسجد الأقصى وساحاته، وعلى مدينة القدس
وأحياءها، فهذا الكنيس الذي بان للعلن فجأة لم يكن وليد الساعة، كما لم يكن
نتيجة سياسات حكومة نتنياهو اليمينية فقط، وإنما هو نتاج الحكومات
الإسرائيلية السابقة، حكومات اليمين والوسط والعمل معاً، الذين سهلوا
جميعهم بناء الكنيس، وتحقيق نبوءة حاخامٍ يهودي قبل أكثر من مائة وخمسين
عاماً، قد رأى في منامه أن اليوم التالي لتدشين كنيس«ها حوربا» سيكون اليوم
الأول في مرحلة استعادة الهيكل الثالث، وقد بدأ الإسرائيليون العمل لزرع
الكنيس أمام قبة الصخرة المشرفة، آخذاً شكلها وهيئتها، قبل أكثر من خمس
سنوات، ليباشر سدنة الهيكل في الإعداد للمرحلة الأخيرة لبناء الهيكل
المزعوم، والذي يعني هدم المسجد الأقصى، لأنه لا مكان لهيكلٍ ومسجدٍ في آن،
فإما المسجد وإما الهيكل، ويزعم حاخامات اليهود أن قواعد هيكلهم هي تحت
المسجد الأقصى المبارك، وأنه لا سبيل لاستعادة الهيكل، إلا بتقويض المسجد
الأقصى، والكشف عن القواعد التاريخية للهيكل.
وقد أقر الاحتلال الإسرائيلي بناء كنيس الخراب عام 2001، ورصدت له
ميزانية بقيمة 12 مليون دولار، تقاسمتها الحكومة ومتبرعون من يهود العالم،
وبدئ ببنائه في عام 2006، فور الانتهاء من وضع خرائط هندسية على أساس صور
قديمة للكنيس قبل تهدمه عام 1948، ويطلق عليه اسم معبد «هاحوربا»، وكانت
إسرائيل وفي قرار حكومي آخر، قد أوكلت مهام إدارة كنيس الخراب، إلى ما يسمى
بـ«صندوق تراث المبكى»، وهي شركة تابعة للحكومة الإسرائيلية، تتابع شؤون
حائط البراق بشكل مباشر من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، وبحسب المزاعم
الإسرائيلية، فإنه قد تم بناء كنيس الخراب في مطلع القرن الثامن عشر، ثم
أعيد بناؤه في منتصف القرن التالي بعد خرابه، إلى أن تهدم عام 1948 خلال
محاولة إسرائيلية لاحتلال القدس الشرقية، ومن هنا جاءت تسميته بكنيس
الخراب، وقد أطلق عليه بعض حاخامات اليهود اسم "بيت ياكوف"، وبحسب المزاعم
ذاتها فإن حاخاماً إسرائيلياً، عاش في العام 1750م، كتب متنبئاً أن يوم
إعادة افتتاح كنيس الخراب، هو يوم بدء البناء في الهيكل الثالث المزعوم،
وهو إيذانٌ بيوم الخلاص اليهودي، ولكن الحقيقة أن كنيس الخراب يقوم على
بناء عثماني، وهو في الأصل مسجدٌ بني في ظل الخلافة العثمانية، ويقع ضمن
الأبنية الإسلامية المجاورة للمسجد العمري التاريخي، المغلق منذ سنوات أمام
المصلين، ويشاد الكنيس على أرضٍ وقف، وعلى حساب بيوت فلسطينية تابعة لحارة
الشرف التي فشل الاحتلال بالاستيلاء عليها عام 1948، وفي عام 1967 تم هدم
أغلب بيوتها، وإقامة حي استيطاني كبير سمي بـ"حارة اليهود" على حساب حي
الشرف المقدسي.