منذ العام الماضي والعالم يتفرج على صراع غير متكافئ بين حماس وإسرائيل راح ضحيته المئات دون الوصول لحد اللحظة لوقف الاقتتال الغير متوازن ، ولو نظرنا بتروي لمجرى الأحداث خلال الأسابيع الأخيرة قبل بدأ إسرائيل بقصفها الهمجي ، ولو عدنا بالوقت للوراء أكثر ، لوجدنا الكثير من اللاعبين ، الظاهرين والمتخفين ، المؤثرين مباشرة أو غير مباشر بأحداث غزة أو غيرها من المناطق في الشرق الأوسط .
أهم اللاعبين البارزين الآن بالإضافة لإسرائيل وحماس هم ، السلطة الفلسطينية في رام الله والحكومة المصرية ، ومن أهم اللاعبين المتخفين هم سوريا ، إيران ، حزب الله في لبنان ، السعودية ، الأردن ، وهناك طبعا فريق كبير من المتفرجين على الحالة ، كأنها مباراة كرة قدم بنهائي بطولة ما .
فمن المتفرجين جميع دول الخليج عدا السعودية ، اليمن ، العراق ، تونس ، المغرب ، الجزائر ، ومن الذين يصرخون ويهلهلون فقط دون فعل يذكر ، السودان وليبيا .
لنأتي للّاعبين الأساسيين ، فأهم لاعبان مؤثران هما إسرائيل وحماس ، إسرائيل خرجت من القطاع قبل ثلاثة أعوام لأنها رغبت حينها أن تتخلص من احتلالها المباشر لغزة لتكاليفه المالية العالية ولتبعاته السياسية كقوة محتلة عليها تنظيم وحماية الشعب تحت الاحتلال .
تركت غزة بالداخل ولكنها أحكمت الإغلاق عليها من الخارج باتفاقات المعابر ، وهي بذلك حققت نجاح سياسي لها لأن أي إخلال بالاتفاق يجعلها بحالة حرب جديدة تستطيع من خلالها تصفية من تريد وفعل ما تريد ، بالإضافة إلى أنها تريد تأكيد صورة المعتدى عليها أمام الرأي العام العالمي خلافا للواقع الحقيقي على الأرض بأنها هي الدولة المحتلة ، وهذا الأسلوب قديم ، تم استخدامه مرارا ، منذ الحرب العالمية الثانية ، بل وحتى قبلها بصيغة فردية أحيانا ممثلة بالظلم الواقع على اليهود كأفراد ، أو بصيغة جمعية بالعنصرية ضد اليهودية أو بما يسمى معاداة السامية .
وهذا بالضبط ما يهم إسرائيل ، فهي لا تريد لصورتها الإعلامية أن تشوه حول العالم ، إذ يجب أن تظهر دائما أنها الضحية ، وأنها كحكومة وكشعب صبرت كثيرا على حماقات الفلسطينيين ومنظماتهم الإرهابية كما تقول ، وهذا بالضبط ما حققته الآن ، حيث لا يخفى على أي متابع لنشرات الأخبار حول العالم أو للصحافة العالمية ، أن يرى مقدار التعاطف الكبير مع إسرائيل ، وان خيارها العسكري كان الخيار الأخير والوحيد أمامها للتعامل مع حماس ، مع تأكيد البعض بضرورة تقليل مستوى الخسائر المدنية بين الفلسطينيين ، خصوصا الأطفال والنساء ، وهذا بالضبط ما تريده إسرائيل منهم ، ضوء أخضر من العالم بأكمله لفعلها العسكري مع بعض المحاذير .
طبعا هذا الأمر يضعنا أمام انتكاسة سياسية عربية وفلسطينية جديدة أمام إسرائيل ، وهذا يبرز تماما حقيقة أن العرب لا ينظرون أبعد من موطأ أقدامهم ، فلا تخطيط مسبق لتحقيق الغايات ، ولا اختيار صحيح للأساليب والطرق المتبعة ، إن لم يكن عدم وضوح الرؤية والغاية المطلوبة من الصراع مرحلياً ومستقبلياً .
إسرائيل قبل بدئها لهجومها أرسلت وزيرة خارجيتها لمصر ، وكان المغزى من هذه الرسالة أهداف واضحة للعالم وأهداف أخرى حققتها إسرائيل وأحرجت بها مصر دون أن يدرك السياسي المصري للمنزلق الذي وضع به ، فما قالته إسرائيل لمصر أن صبرها قد نفذ من أعمال حماس ، وهي ستأخذ فعلا عسكريا ، وأرادت من مصر ضبط الحدود مع غزة واحترام الاتفاقيات المبرمة بينهم ، وطبعا جُر السياسي المصري للمَقلب ، فقد ظهر أمام العالم العربي بأنه مُتعاون ومُشارك مع إسرائيل بالعمل العسكري لعدم فتحه الحدود ، وهذا طبعا سيؤدي حتما إلى تقليل وتحجيم دور مصر سياسياً بالمنطقة وتأثيرها بالأحداث مستقبلا ، وهذا ما رأيناه بعد بدأ الأزمة من هرولت وزير الخارجية المصري إلى تركيا لطلب مساعدتها بحل الأزمة ، فخطأ مصر السياسي والدبلوماسي كان كبيرا ، فبالإضافة لما ذكر أعلاه ، فأن وزيرة خارجية إسرائيل استغلت مصر لتبعث من هناك تهديدها الصريح ، وهذا يعتبر خطأ دبلوماسي خطير كان يفترض بالحكومة المصرية تفادي حصوله ، فكان الأفضل لمصر عدم حدوث ذلك المؤتمر بالأساس ، لأن إلقاء تهديد في بلد ثالث يجعل ذلك البلد الثالث طرفا بالصراع بالعرف الدبلوماسي ، وهذا ما لا تريده مصر لنفسها أن تدخل حربا ضد الفلسطينيين أو حماس .
ثم أن إسرائيل بدأت حملة دبلوماسية دولية كبيرة جدا قبل بدأها بالهجوم وما زالت مستمرة ، ترافقها حملة إعلامية كبيرة كذلك ، مع حرص جميع القادة الإسرائيليين و دبلوماسييهم ورجال الإعلام أيضا بانتقاء المفردة بعناية بالغة ، أن لم تفرض عليهم كلمات بذاتها ، لئلا تفسر بشكل يضر بإسرائيل ومصالحها ، أو أن يأخذ الفعل العسكري الإسرائيلي شكل وصورة انتقام من حماس ، بل يجب أن تكون الصورة صورة ضحية ، والخيار العسكري كان الخيار الوحيد والنهائي الغير ممكن تجاوزه .
لحد لحظة كتابة المقال فإن إسرائيل ناجحة بخطتها هذه ، ولكن لا نعلم ما تخبئ الأيام .
اللاعب الرئيسي الثاني حماس ، وكلنا يعلم أنها منظمة أسلامية راديكالية ترفع شعار الدين ، وهي تستخدم الإسلام السياسي لتحقيق دولة الخلافة ، على الأقل في غزة بدءً .
وهي لا تعترف بإسرائيل ، وتريد فلسطين بالكامل من نهر الأردن إلى البحر ، فهي منظمة أصولية راديكالية بحتة ، تستخدم الدين لتحقيق مآرب سياسية ، وهي استغلت مَلَل الناس في غزة من فساد السلطة الفلسطينية هناك لسنوات ، وعدم قدرتها تحقيق المستوى الأدنى المطلوب منها بعد اتفاقات أوسلوا ، ورجوع السلطة للداخل .
دخلت حماس الانتخابات ، والتي هي من نتاج اتفاقات اوسلوا التي لا تعترف بها ، ولكنها استغلتها لتفوز ، وهو بالضبط ما تفعله كل الأحزاب الإسلامية ، فهي بالعموم لا تعترف ضمنا بالديمقراطية ، ولكنها تستغل الفعل الديمقراطي وصناديق الاقتراع للوصول للسلطة ومن ثم تنقلب على الديمقراطية والقانون ، وتغير الحال السياسي لما تريده بالضبط .
استغلت حماس حنق الناس لتفوز بالانتخاب ، ثم لتنقلب على الرئاسة ، ولتقسم فلسطين إلى قسمين ، الضفة وغزة ، وطبعا منظمة مثل حماس لا تملك حنكة سياسية تساعدها بالبناء على نجاحها بالانتخابات ، فكل نجاح يحتاج لأناس تديم النجاح ، ومهمة الحفاظ على النجاح هي أصعب من النجاح نفسه ، وهذا ما لم تستطع حماس فعله لضعفها السياسي الدولي ، فخلقت لها الأعداء بالخارج قبل الداخل ، وهي ما زال عودها طري ، وأول أعدائها السلطة الفلسطينية ، ثم بإضافة عدم حنكتها الدبلوماسية أدى لخلق عدو جديد هو الحكومة المصرية التي تريد هي والسلطة إيجاد أي وسيلة للقضاء عليها ، وهذا دليل آخر على فقر الأداء العربي عامة ، بحيث أن السياسي العربي يدخل نفسه بصراعات جانبية ومتاهات تضيع عليه وجهته الرئيسية ، وتقلب أقرب أصدقائه أعداء .
لرب قائل يقول لأن حماس تختلف بالأهداف عن السلطة ، ولكن بعلم السياسة والذي يُعَّرَفْ بأنه فن الممكن ، كان بإمكان حماس استمرارها بطريقها على الأقل دون خسارة الجانب المصري ، وكان المفروض بها أن تأخذ عبرة من موضوع الحجاج الفلسطينيين من قطاع غزة وبقائهم على الحدود ، ولكن هو الجهل السياسي المطبق وعدم التعلم من التجارب .
وطبعا من اللاعبين الأساسيين السلطة الفلسطينية ، فهي تريد أي فرصة متاحة للإطاحة بحماس حتى ولو كانت على حساب الشعب في غزة ، فحال الضفة بالرؤية تجاه غزة هو كحال أي بلد عربي ينظر لما يحدث في غزة من بعيد ، شجب ومظاهرات ، وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد ، لرب سائل يقول وماذا تريد ، هل تريد صواريخ تخرج من الضفة تجاه إسرائيل ؟
لا لم يكن هذا ما أعنيه ، ولكن تخيلوا لو كانت السلطة هي من تحكم في غزة ، أكان ممكن أن تفعل إسرائيل ما تفعل في غزة دون تحرك الضفة ، ولكن انقسام السلطة بين غزة والضفة جعل الشعب الواحد ينقسم على نفسه ، وهذا نجاح آخر يحسب لإسرائيل .
لأنه بالصراع السياسي الموحد عليك استخدام كل الأدوات المتاحة لتعزيز الضغط على الجانب الآخر ، وتعطيه إحساس كامل بمدى أمكانية الحاق خسارة كبيرة له أن استمر ، وابسط شيء ممكن عمله في حالتنا هذه هي انتفاضة جديدة تشغل إسرائيل وتشتت جهدها العسكري وتعدد جبهاتها ، وهذا ما لم يحصل ولن يحصل ، لان السلطة لا تريد دعم حماس بل انهيارها ، وهي لا تريد دعمها حتى تقوى وتزداد شعبيتها أكثر .
ولكن هذا أيضا سلاح ذو حدين ، فممكن أن ينقلب على السلطة ، فان نجحت حماس وخرجت دون خسائر كبيرة من الحرب هذه ، أو على الأقل لم تسقط و تنهار، فان هذا سيعطيها زخم أقوى داخل القطاع ، و لربما في الضفة أيضا ، كما حدث مع حزب الله ، فانتصاره كان فقط عدم هزيمته وتحطمه وانهياره ليس أكثر .
نأتي للحكومة المصرية كأحد اللاعبين الأساسيين ، عموما مصر خاسرة بهذا الصراع على كافة الاتجاهات ، لأنها أولا لم تستطع احتواء الأزمة أولا ، ثم لاستخدام إسرائيل ارض مصر لإرسال تهديد ووعيد ثانيا ، وثالثا لغلقها الحدود وفتحها فقط للجرحى ، وهذا ما شوه صورة الحكومة المصرية أمام الشارع الداخلي المصري والشارع العربي .
طيب هل من الممكن أن الساسة في مصر بهذا الغباء ، لا طبعا ولكن لهم أهدافهم الغير مرئية للناظر للأمور ، مصر أولا أرادت تأديب حماس لعدم لياقتها الدبلوماسية ، ثانيا لا تريد إحراج إسرائيل لعلم الرئاسة المصرية مدى تأثير إسرائيل بالقرار الأمريكي ، ومصر تريد الدعم الأمريكي بموضوع التوريث القادم لجمال مبارك ، ثم أن مصر لا تريد مثالا إسلاميا كحماس و دولتها الإسلامية على حدودها خوفا من تنامي دور الإخوان المسلمين وتزايد شعبيتهم بالداخل ، إضافة لحرجها من الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل وتشويه صورتها دوليا إن هي خالفتها أو ألغتها و ما يترتب على ذلك ، فهي لا تريد العودة بالزمن للوراء لأنه يضر بموضوع الانتعاش النسبي للاقتصاد والسياحة الذي ادخل العملات الصعبة التي ملأت جيوب ومحافظ المنتفعين .
نأتي للاعبين المتخفين ، أولهم سوريا ، طبعا لا نسمع من سوريا غير النعيق فقط ، والفعل السوري كان وما زال سلبي الفعل وليس ايجابياً ، فهي ليست صاحبة الفعل الأول ، بل هي حتى لا تقوم برد الفعل ، بل تحاول دائما احتواء الفعل وتقليل مضاره عليها ، فهي تنتظر نتائج الأحداث لتستفيد من مفعولها لصالحها ، فهي لا تستطيع القيام بفعل عسكري أمام إسرائيل لأنها تعلم أنها الخاسرة لا محالة ، وهي تهمها هضبة الجولان ، وتريد دخول مفاوضات مباشرة مع إسرائيل على أمل توقيع اتفاقية سلام معها ، ولكنها بنفس الوقت تستغل وضع غزة لتضع قوة ضغط على المفاوض الإسرائيلي لتحقيق مطالب أكثر ، كما أنها تلعب بورقة حزب الله في لبنان لصالحها إن لزم الأمر ، وفي الوقت الحالي لا ترغب بالتراجع عما تحقق من مفاوضات غير مباشرة ، لذا لم تطلب من حزب الله التحرك لحد الآن ، بل لجمته لترى كيف تنتهي عملية التفاوض .
كذا الأمر مع حزب الله ، فانه بإمكانه فتح جبهة جديدة بالشمال ليضيع الجهد الإسرائيلي أو على الأقل إشغاله بجبهتين ، ولكنه لا يفعل لعدم حصوله على الضوء الأخضر من سوريا للأسباب أعلاه سورياً ، ولا من إيران لحد اللحظة ، أي أن تحرك حزب الله ليس فقط ضد إسرائيل ، ولكن وفق أجندة إقليمية .
أما إيران ، فهي دائما لا تدخل مباشرة بصراع ، بل تدع الغير يحاربون من اجلها ، وهي تحرك لاعبين كثيرين بالخيوط من بعيد ، كحزب الله أو سوريا ، وأخيرا حماس ، وهي تحاول الاستفادة سياسيا من أي أمر يحدث بالمنطقة ، وتجعله يصب بمصالحها ، وهذا ما جعلها تصرخ طوال الوقت بتحطيم إسرائيل ، ولكن بالحقيقة هي لم تؤذي إسرائيل قيد أنملة ، بل هو نوع من صراع القوى وتوازناتها بالمنطقة لتقسيمها وتشتيتها أكثر ، فكل العرب خائفين من جارين هما إسرائيل وإيران ، أي هما كالقطبين العالميين في القرن الماضي ، الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ، فإيران مستفيدة من وجود إسرائيل ، كما هي تستطيع تحريك حماس بالداخل ، أو حزب الله على الحدود إن أرادت الإضرار قليلا بإسرائيل ، وإسرائيل لا تملك حلفاء محيطين بإيران لتحركهم ضدها ، بل عليها اتخاذ الإجراء ذاتيا وبقوتها العسكرية ، طبعا بالموافقة والدعم الأمريكي لها .
ومن اللاعبين الأساسيين ولكن الغير مؤثرين بالدرجة نفسها للسابقين ، هما السعودية والأردن ، ما يهم السعودية بالأمر هو انتشار الوهابية لا غير ، وضمان مصالحها النفطية واستثماراتها بالدول العربية وعدم الإضرار بها ، فهي دخلت كلاعب أساسي باتفاق الطائف للصلح بين اللبنانيين ، ووضعت رفيق الحريري بالسلطة اللبنانية كواجهة للاستثمار السعودي هناك ، وهي تدعم حماس فقط لنشر الدعوة الوهابية ، لا كحركة تحررية .
وهنا السعودية تحاول إرضاء إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة كي لا تضر مصالحها النفطية أكثر ، كما أنها تريد أن ترضي شعبها والعالم الإسلامي على أنها راعية للإسلام وحامية لمصالح المسلمين ، لذا فهي تحاول حل أكثر الأمور بالمال ، فهي تدفع للجميع لكي يزداد دخلها بالاستقرار ، فهي تعلم أن أي أزمة بالمنطقة تضر بمصالحها .
رب سائل يقول ولكن بالأزمات يزداد سعر النفط فيعلوا دخلها ؟
فأجيب العكس صحيح ، انظر إلى أزمة احتلال الكويت ، انخفض سعر البرميل إلى اقل من عشر دولارات ، وانظر الآن كم سعر النفط وكم كان قبل ستة أشهر ، أيهما أعلى ، لربما تجيب بسبب الأزمة المالية العالمية ، فأجيب ، وهذا صحيح أيضا ، أي بالأزمات وعدم الاستقرار تهوي الأسعار ولا ترتفع عالميا ، وهو عكس أسواقنا الداخلية المغلقة حيث بالأزمات ترتفع الأسعار ، وهذا الموضوع يحتاج لمقال آخر لمناقشته اقتصادياً .
أما الأردن فأن ضعف أداءه السياسي واضح جدا للعيان ، وأحد أسبابه هو ضعفه الاقتصادي ، فبرغم وجود أكبر جالية فلسطينية خارج فلسطين بالأردن ، إلا أنها لا تستطيع فعل شيء يذكر ، حتى التظاهر غير مسموح به ، والقيادة الأردنية تعرف عدم إمكانية مواجهة إسرائيل ، فبرغم أن حدود إسرائيل مع الأردن هي أطول حدود لإسرائيل ، إلا أنها أأمن حدود لسنوات طويلة .
نأتي لفريق المتفرجين ، فمن العراق إلى كافة دول الخليج عدا السعودية ، إلى اليمن ودول شمال أفريقيا والسودان ، تفاوتت الحالات بين تنديد اتفق الجميع على إطلاقه ، إلى خروج بعض المتظاهرين هنا وهناك ، إلى صراخ العقيد و البشير وتمزيق الحالة العربية أكثر مما هي ممزقة .
من كل مما مضى نرى أن حالة غزة هي بين اللاعبين الكبار ، الذين يحركون الوضع بين حين و آخر علهم يصبحون بوضع وحالة تفاوض أفضل ، أو لتحقيق فرصة أفضل لأجندات أخرى لديهم .
أهم اللاعبين البارزين الآن بالإضافة لإسرائيل وحماس هم ، السلطة الفلسطينية في رام الله والحكومة المصرية ، ومن أهم اللاعبين المتخفين هم سوريا ، إيران ، حزب الله في لبنان ، السعودية ، الأردن ، وهناك طبعا فريق كبير من المتفرجين على الحالة ، كأنها مباراة كرة قدم بنهائي بطولة ما .
فمن المتفرجين جميع دول الخليج عدا السعودية ، اليمن ، العراق ، تونس ، المغرب ، الجزائر ، ومن الذين يصرخون ويهلهلون فقط دون فعل يذكر ، السودان وليبيا .
لنأتي للّاعبين الأساسيين ، فأهم لاعبان مؤثران هما إسرائيل وحماس ، إسرائيل خرجت من القطاع قبل ثلاثة أعوام لأنها رغبت حينها أن تتخلص من احتلالها المباشر لغزة لتكاليفه المالية العالية ولتبعاته السياسية كقوة محتلة عليها تنظيم وحماية الشعب تحت الاحتلال .
تركت غزة بالداخل ولكنها أحكمت الإغلاق عليها من الخارج باتفاقات المعابر ، وهي بذلك حققت نجاح سياسي لها لأن أي إخلال بالاتفاق يجعلها بحالة حرب جديدة تستطيع من خلالها تصفية من تريد وفعل ما تريد ، بالإضافة إلى أنها تريد تأكيد صورة المعتدى عليها أمام الرأي العام العالمي خلافا للواقع الحقيقي على الأرض بأنها هي الدولة المحتلة ، وهذا الأسلوب قديم ، تم استخدامه مرارا ، منذ الحرب العالمية الثانية ، بل وحتى قبلها بصيغة فردية أحيانا ممثلة بالظلم الواقع على اليهود كأفراد ، أو بصيغة جمعية بالعنصرية ضد اليهودية أو بما يسمى معاداة السامية .
وهذا بالضبط ما يهم إسرائيل ، فهي لا تريد لصورتها الإعلامية أن تشوه حول العالم ، إذ يجب أن تظهر دائما أنها الضحية ، وأنها كحكومة وكشعب صبرت كثيرا على حماقات الفلسطينيين ومنظماتهم الإرهابية كما تقول ، وهذا بالضبط ما حققته الآن ، حيث لا يخفى على أي متابع لنشرات الأخبار حول العالم أو للصحافة العالمية ، أن يرى مقدار التعاطف الكبير مع إسرائيل ، وان خيارها العسكري كان الخيار الأخير والوحيد أمامها للتعامل مع حماس ، مع تأكيد البعض بضرورة تقليل مستوى الخسائر المدنية بين الفلسطينيين ، خصوصا الأطفال والنساء ، وهذا بالضبط ما تريده إسرائيل منهم ، ضوء أخضر من العالم بأكمله لفعلها العسكري مع بعض المحاذير .
طبعا هذا الأمر يضعنا أمام انتكاسة سياسية عربية وفلسطينية جديدة أمام إسرائيل ، وهذا يبرز تماما حقيقة أن العرب لا ينظرون أبعد من موطأ أقدامهم ، فلا تخطيط مسبق لتحقيق الغايات ، ولا اختيار صحيح للأساليب والطرق المتبعة ، إن لم يكن عدم وضوح الرؤية والغاية المطلوبة من الصراع مرحلياً ومستقبلياً .
إسرائيل قبل بدئها لهجومها أرسلت وزيرة خارجيتها لمصر ، وكان المغزى من هذه الرسالة أهداف واضحة للعالم وأهداف أخرى حققتها إسرائيل وأحرجت بها مصر دون أن يدرك السياسي المصري للمنزلق الذي وضع به ، فما قالته إسرائيل لمصر أن صبرها قد نفذ من أعمال حماس ، وهي ستأخذ فعلا عسكريا ، وأرادت من مصر ضبط الحدود مع غزة واحترام الاتفاقيات المبرمة بينهم ، وطبعا جُر السياسي المصري للمَقلب ، فقد ظهر أمام العالم العربي بأنه مُتعاون ومُشارك مع إسرائيل بالعمل العسكري لعدم فتحه الحدود ، وهذا طبعا سيؤدي حتما إلى تقليل وتحجيم دور مصر سياسياً بالمنطقة وتأثيرها بالأحداث مستقبلا ، وهذا ما رأيناه بعد بدأ الأزمة من هرولت وزير الخارجية المصري إلى تركيا لطلب مساعدتها بحل الأزمة ، فخطأ مصر السياسي والدبلوماسي كان كبيرا ، فبالإضافة لما ذكر أعلاه ، فأن وزيرة خارجية إسرائيل استغلت مصر لتبعث من هناك تهديدها الصريح ، وهذا يعتبر خطأ دبلوماسي خطير كان يفترض بالحكومة المصرية تفادي حصوله ، فكان الأفضل لمصر عدم حدوث ذلك المؤتمر بالأساس ، لأن إلقاء تهديد في بلد ثالث يجعل ذلك البلد الثالث طرفا بالصراع بالعرف الدبلوماسي ، وهذا ما لا تريده مصر لنفسها أن تدخل حربا ضد الفلسطينيين أو حماس .
ثم أن إسرائيل بدأت حملة دبلوماسية دولية كبيرة جدا قبل بدأها بالهجوم وما زالت مستمرة ، ترافقها حملة إعلامية كبيرة كذلك ، مع حرص جميع القادة الإسرائيليين و دبلوماسييهم ورجال الإعلام أيضا بانتقاء المفردة بعناية بالغة ، أن لم تفرض عليهم كلمات بذاتها ، لئلا تفسر بشكل يضر بإسرائيل ومصالحها ، أو أن يأخذ الفعل العسكري الإسرائيلي شكل وصورة انتقام من حماس ، بل يجب أن تكون الصورة صورة ضحية ، والخيار العسكري كان الخيار الوحيد والنهائي الغير ممكن تجاوزه .
لحد لحظة كتابة المقال فإن إسرائيل ناجحة بخطتها هذه ، ولكن لا نعلم ما تخبئ الأيام .
اللاعب الرئيسي الثاني حماس ، وكلنا يعلم أنها منظمة أسلامية راديكالية ترفع شعار الدين ، وهي تستخدم الإسلام السياسي لتحقيق دولة الخلافة ، على الأقل في غزة بدءً .
وهي لا تعترف بإسرائيل ، وتريد فلسطين بالكامل من نهر الأردن إلى البحر ، فهي منظمة أصولية راديكالية بحتة ، تستخدم الدين لتحقيق مآرب سياسية ، وهي استغلت مَلَل الناس في غزة من فساد السلطة الفلسطينية هناك لسنوات ، وعدم قدرتها تحقيق المستوى الأدنى المطلوب منها بعد اتفاقات أوسلوا ، ورجوع السلطة للداخل .
دخلت حماس الانتخابات ، والتي هي من نتاج اتفاقات اوسلوا التي لا تعترف بها ، ولكنها استغلتها لتفوز ، وهو بالضبط ما تفعله كل الأحزاب الإسلامية ، فهي بالعموم لا تعترف ضمنا بالديمقراطية ، ولكنها تستغل الفعل الديمقراطي وصناديق الاقتراع للوصول للسلطة ومن ثم تنقلب على الديمقراطية والقانون ، وتغير الحال السياسي لما تريده بالضبط .
استغلت حماس حنق الناس لتفوز بالانتخاب ، ثم لتنقلب على الرئاسة ، ولتقسم فلسطين إلى قسمين ، الضفة وغزة ، وطبعا منظمة مثل حماس لا تملك حنكة سياسية تساعدها بالبناء على نجاحها بالانتخابات ، فكل نجاح يحتاج لأناس تديم النجاح ، ومهمة الحفاظ على النجاح هي أصعب من النجاح نفسه ، وهذا ما لم تستطع حماس فعله لضعفها السياسي الدولي ، فخلقت لها الأعداء بالخارج قبل الداخل ، وهي ما زال عودها طري ، وأول أعدائها السلطة الفلسطينية ، ثم بإضافة عدم حنكتها الدبلوماسية أدى لخلق عدو جديد هو الحكومة المصرية التي تريد هي والسلطة إيجاد أي وسيلة للقضاء عليها ، وهذا دليل آخر على فقر الأداء العربي عامة ، بحيث أن السياسي العربي يدخل نفسه بصراعات جانبية ومتاهات تضيع عليه وجهته الرئيسية ، وتقلب أقرب أصدقائه أعداء .
لرب قائل يقول لأن حماس تختلف بالأهداف عن السلطة ، ولكن بعلم السياسة والذي يُعَّرَفْ بأنه فن الممكن ، كان بإمكان حماس استمرارها بطريقها على الأقل دون خسارة الجانب المصري ، وكان المفروض بها أن تأخذ عبرة من موضوع الحجاج الفلسطينيين من قطاع غزة وبقائهم على الحدود ، ولكن هو الجهل السياسي المطبق وعدم التعلم من التجارب .
وطبعا من اللاعبين الأساسيين السلطة الفلسطينية ، فهي تريد أي فرصة متاحة للإطاحة بحماس حتى ولو كانت على حساب الشعب في غزة ، فحال الضفة بالرؤية تجاه غزة هو كحال أي بلد عربي ينظر لما يحدث في غزة من بعيد ، شجب ومظاهرات ، وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد ، لرب سائل يقول وماذا تريد ، هل تريد صواريخ تخرج من الضفة تجاه إسرائيل ؟
لا لم يكن هذا ما أعنيه ، ولكن تخيلوا لو كانت السلطة هي من تحكم في غزة ، أكان ممكن أن تفعل إسرائيل ما تفعل في غزة دون تحرك الضفة ، ولكن انقسام السلطة بين غزة والضفة جعل الشعب الواحد ينقسم على نفسه ، وهذا نجاح آخر يحسب لإسرائيل .
لأنه بالصراع السياسي الموحد عليك استخدام كل الأدوات المتاحة لتعزيز الضغط على الجانب الآخر ، وتعطيه إحساس كامل بمدى أمكانية الحاق خسارة كبيرة له أن استمر ، وابسط شيء ممكن عمله في حالتنا هذه هي انتفاضة جديدة تشغل إسرائيل وتشتت جهدها العسكري وتعدد جبهاتها ، وهذا ما لم يحصل ولن يحصل ، لان السلطة لا تريد دعم حماس بل انهيارها ، وهي لا تريد دعمها حتى تقوى وتزداد شعبيتها أكثر .
ولكن هذا أيضا سلاح ذو حدين ، فممكن أن ينقلب على السلطة ، فان نجحت حماس وخرجت دون خسائر كبيرة من الحرب هذه ، أو على الأقل لم تسقط و تنهار، فان هذا سيعطيها زخم أقوى داخل القطاع ، و لربما في الضفة أيضا ، كما حدث مع حزب الله ، فانتصاره كان فقط عدم هزيمته وتحطمه وانهياره ليس أكثر .
نأتي للحكومة المصرية كأحد اللاعبين الأساسيين ، عموما مصر خاسرة بهذا الصراع على كافة الاتجاهات ، لأنها أولا لم تستطع احتواء الأزمة أولا ، ثم لاستخدام إسرائيل ارض مصر لإرسال تهديد ووعيد ثانيا ، وثالثا لغلقها الحدود وفتحها فقط للجرحى ، وهذا ما شوه صورة الحكومة المصرية أمام الشارع الداخلي المصري والشارع العربي .
طيب هل من الممكن أن الساسة في مصر بهذا الغباء ، لا طبعا ولكن لهم أهدافهم الغير مرئية للناظر للأمور ، مصر أولا أرادت تأديب حماس لعدم لياقتها الدبلوماسية ، ثانيا لا تريد إحراج إسرائيل لعلم الرئاسة المصرية مدى تأثير إسرائيل بالقرار الأمريكي ، ومصر تريد الدعم الأمريكي بموضوع التوريث القادم لجمال مبارك ، ثم أن مصر لا تريد مثالا إسلاميا كحماس و دولتها الإسلامية على حدودها خوفا من تنامي دور الإخوان المسلمين وتزايد شعبيتهم بالداخل ، إضافة لحرجها من الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل وتشويه صورتها دوليا إن هي خالفتها أو ألغتها و ما يترتب على ذلك ، فهي لا تريد العودة بالزمن للوراء لأنه يضر بموضوع الانتعاش النسبي للاقتصاد والسياحة الذي ادخل العملات الصعبة التي ملأت جيوب ومحافظ المنتفعين .
نأتي للاعبين المتخفين ، أولهم سوريا ، طبعا لا نسمع من سوريا غير النعيق فقط ، والفعل السوري كان وما زال سلبي الفعل وليس ايجابياً ، فهي ليست صاحبة الفعل الأول ، بل هي حتى لا تقوم برد الفعل ، بل تحاول دائما احتواء الفعل وتقليل مضاره عليها ، فهي تنتظر نتائج الأحداث لتستفيد من مفعولها لصالحها ، فهي لا تستطيع القيام بفعل عسكري أمام إسرائيل لأنها تعلم أنها الخاسرة لا محالة ، وهي تهمها هضبة الجولان ، وتريد دخول مفاوضات مباشرة مع إسرائيل على أمل توقيع اتفاقية سلام معها ، ولكنها بنفس الوقت تستغل وضع غزة لتضع قوة ضغط على المفاوض الإسرائيلي لتحقيق مطالب أكثر ، كما أنها تلعب بورقة حزب الله في لبنان لصالحها إن لزم الأمر ، وفي الوقت الحالي لا ترغب بالتراجع عما تحقق من مفاوضات غير مباشرة ، لذا لم تطلب من حزب الله التحرك لحد الآن ، بل لجمته لترى كيف تنتهي عملية التفاوض .
كذا الأمر مع حزب الله ، فانه بإمكانه فتح جبهة جديدة بالشمال ليضيع الجهد الإسرائيلي أو على الأقل إشغاله بجبهتين ، ولكنه لا يفعل لعدم حصوله على الضوء الأخضر من سوريا للأسباب أعلاه سورياً ، ولا من إيران لحد اللحظة ، أي أن تحرك حزب الله ليس فقط ضد إسرائيل ، ولكن وفق أجندة إقليمية .
أما إيران ، فهي دائما لا تدخل مباشرة بصراع ، بل تدع الغير يحاربون من اجلها ، وهي تحرك لاعبين كثيرين بالخيوط من بعيد ، كحزب الله أو سوريا ، وأخيرا حماس ، وهي تحاول الاستفادة سياسيا من أي أمر يحدث بالمنطقة ، وتجعله يصب بمصالحها ، وهذا ما جعلها تصرخ طوال الوقت بتحطيم إسرائيل ، ولكن بالحقيقة هي لم تؤذي إسرائيل قيد أنملة ، بل هو نوع من صراع القوى وتوازناتها بالمنطقة لتقسيمها وتشتيتها أكثر ، فكل العرب خائفين من جارين هما إسرائيل وإيران ، أي هما كالقطبين العالميين في القرن الماضي ، الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ، فإيران مستفيدة من وجود إسرائيل ، كما هي تستطيع تحريك حماس بالداخل ، أو حزب الله على الحدود إن أرادت الإضرار قليلا بإسرائيل ، وإسرائيل لا تملك حلفاء محيطين بإيران لتحركهم ضدها ، بل عليها اتخاذ الإجراء ذاتيا وبقوتها العسكرية ، طبعا بالموافقة والدعم الأمريكي لها .
ومن اللاعبين الأساسيين ولكن الغير مؤثرين بالدرجة نفسها للسابقين ، هما السعودية والأردن ، ما يهم السعودية بالأمر هو انتشار الوهابية لا غير ، وضمان مصالحها النفطية واستثماراتها بالدول العربية وعدم الإضرار بها ، فهي دخلت كلاعب أساسي باتفاق الطائف للصلح بين اللبنانيين ، ووضعت رفيق الحريري بالسلطة اللبنانية كواجهة للاستثمار السعودي هناك ، وهي تدعم حماس فقط لنشر الدعوة الوهابية ، لا كحركة تحررية .
وهنا السعودية تحاول إرضاء إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة كي لا تضر مصالحها النفطية أكثر ، كما أنها تريد أن ترضي شعبها والعالم الإسلامي على أنها راعية للإسلام وحامية لمصالح المسلمين ، لذا فهي تحاول حل أكثر الأمور بالمال ، فهي تدفع للجميع لكي يزداد دخلها بالاستقرار ، فهي تعلم أن أي أزمة بالمنطقة تضر بمصالحها .
رب سائل يقول ولكن بالأزمات يزداد سعر النفط فيعلوا دخلها ؟
فأجيب العكس صحيح ، انظر إلى أزمة احتلال الكويت ، انخفض سعر البرميل إلى اقل من عشر دولارات ، وانظر الآن كم سعر النفط وكم كان قبل ستة أشهر ، أيهما أعلى ، لربما تجيب بسبب الأزمة المالية العالمية ، فأجيب ، وهذا صحيح أيضا ، أي بالأزمات وعدم الاستقرار تهوي الأسعار ولا ترتفع عالميا ، وهو عكس أسواقنا الداخلية المغلقة حيث بالأزمات ترتفع الأسعار ، وهذا الموضوع يحتاج لمقال آخر لمناقشته اقتصادياً .
أما الأردن فأن ضعف أداءه السياسي واضح جدا للعيان ، وأحد أسبابه هو ضعفه الاقتصادي ، فبرغم وجود أكبر جالية فلسطينية خارج فلسطين بالأردن ، إلا أنها لا تستطيع فعل شيء يذكر ، حتى التظاهر غير مسموح به ، والقيادة الأردنية تعرف عدم إمكانية مواجهة إسرائيل ، فبرغم أن حدود إسرائيل مع الأردن هي أطول حدود لإسرائيل ، إلا أنها أأمن حدود لسنوات طويلة .
نأتي لفريق المتفرجين ، فمن العراق إلى كافة دول الخليج عدا السعودية ، إلى اليمن ودول شمال أفريقيا والسودان ، تفاوتت الحالات بين تنديد اتفق الجميع على إطلاقه ، إلى خروج بعض المتظاهرين هنا وهناك ، إلى صراخ العقيد و البشير وتمزيق الحالة العربية أكثر مما هي ممزقة .
من كل مما مضى نرى أن حالة غزة هي بين اللاعبين الكبار ، الذين يحركون الوضع بين حين و آخر علهم يصبحون بوضع وحالة تفاوض أفضل ، أو لتحقيق فرصة أفضل لأجندات أخرى لديهم .