ممـلكـــة ميـــرون

الانتهازيون (1) 32175b77914d249ceca6f7052b89c9fc

ادارة مملكة ميرون
ترحب بكم وتتمنى لكم قضاء اوقات مفيدة
وتفتح لكم قلبها وابوابها
فاهلا بكم في رحاب مملكتنا
ايها الزائر الكريم لو احببت النضمام لمملكتنا؟
التسجيل من هنا
وان كنت متصفحا فاهلا بك في رحاب منتدانا

ادارة مملكة ميرون

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ممـلكـــة ميـــرون

الانتهازيون (1) 32175b77914d249ceca6f7052b89c9fc

ادارة مملكة ميرون
ترحب بكم وتتمنى لكم قضاء اوقات مفيدة
وتفتح لكم قلبها وابوابها
فاهلا بكم في رحاب مملكتنا
ايها الزائر الكريم لو احببت النضمام لمملكتنا؟
التسجيل من هنا
وان كنت متصفحا فاهلا بك في رحاب منتدانا

ادارة مملكة ميرون

ممـلكـــة ميـــرون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


,,,منتديات,,,اسلامية,,,اجتماعية,,,ثقافية,,,ادبية,,,تاريخية,,,تقنية,,, عامة,,,هادفة ,,,


2 مشترك

    الانتهازيون (1)

    ARMY-PALESTINE
    ARMY-PALESTINE
    عضو مجتهد
    عضو مجتهد


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    ذكر المزاج : سنموت واقفين ولن نركع

    الانتهازيون (1) Empty الانتهازيون (1)

    مُساهمة من طرف ARMY-PALESTINE السبت مارس 06, 2010 11:43 am

    هذه المقالات المتسلسلة تتناول فئة اجتماعية لها قيمها وسماتها وطريقتها في التفكير
    التي تميزها، بل لها أهدافها وأولوياتها التي تختص بها، وتنعكس على أساليبها
    ووسائلها وسلوكيات أفرادها، كما أن لها انتشارها وأثرها , فهي تتغلغل في حياتنا
    الاجتماعية بشتى مجالاتها؛ الإدارية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية..، وتقدم
    هذه الصفحات إجابات – مقترنة بالشواهد والأحوال – لعديد من التساؤلات
    حولها:

    من هو الانتهازي؟ وكيف نكتشفه؟ وأين نجده؟ وما هي أساليبه؟ وما
    مقومات شخصيته؟ وما هو الأسلوب الأمثل للتعامل معه؟ وهل من السهولة أن يصبح المرء
    انتهازياً دون أن يشعر؟

    الانتهازية في اللغة:
    مصطلح مشتق من الفعل
    الثلاثي (نهز) بمعنى دفع وحرّك، والنُّهْزَة: الفرصة تجدها من صاحبك، والمناهزة:
    المبادرة، يقال ناهزت الصيد فقبضت عليه قبل إفلاته، وانتهزها وناهزها: تناولها من
    قرب وبادرها واغتنمها، وانتهز الفرصة أي اغتنمها وبادر إليها.

    وهي بهذا
    المعنى خُلُق محمود، وأمر مطلوب شرعاً وعقلاً، فما أكثر ما ورد من النصوص في القرآن
    والسنة وأقوال العلماء والأئمة التي تحث على المسارعة والمسابقة لعمل الخير
    والتنافس فيه والمبادرة بالعمل الصالح، والإنسان العاقل هو الذي يغتنم الفرص
    ويستثمرها لتحقيق أهداف سامية ومثل عليا، أو مصالح ذاتية تكتسب بأساليب مشروعة،
    فهذا كله عمل مشروع بل واجب شرعي لا يليق التفريط به.

    لكن عندما يكون تحقيق
    المصلحة الذاتية على حساب مصالح عليا أو أهداف سامية، أو يكون ثمنه تقديم قرابين
    بريئة أو على حساب كدح الآخرين أو الإضرار بهم فهذا هو الانتكاس والارتكاس في حمأة
    الانتهازية الدنيئة، وهو الموضوع الذي نتناوله .

    والانتهازية بهذا المفهوم
    السلبي تتطابق ونظرة الفيلسوف الإنجليزي توماس هويز – صاحب المدرسة النفعية –
    للإنسان، حيث يصوره بأنه ذئب يتربص بأخيه الإنسان ليفتك به، فهو يسعى دائماً للحصول
    على القوة ليقهر بها الآخرين، وهنا ينشأ الصراع لفرض السيطرة وإشباع الرغبات، وإذا
    افتقر إلى القوة الكافية لجأ إلى الحيلة والمكر والدهاء والخديعة لكي يقهر غيره،
    مما يجعلها تتناغم مع الضلالات الداروينية التي تنظر للعلاقات بين الأفراد والشعوب
    والأمم بأنها قائمة على الصراع المستند على منطق: "البقاء للأقوى"

    وهي كذلك
    تطبيق عملي لنظرية (الغاية تبرر الوسيلة) التي تبناها ميكافيلي، وخصص لها كتابه
    المعنون: "الأمير" شرحاً وتأصيلاً، وقد أصبحت داءً عضالاً يفتك بالأمم والشعوب،
    ووباء اجتماعياً وخيماً تنهار بسببه الحضارات والمجتمعات عندما يدب في أوصالها
    وينتشر في جسدها على حين غفلة منها كالسرطان، ويسري بين جميع شرائحها ومختلف فئاتها
    سريان النار في الهشيم، وتتحول هذه المجتمعات تحت تأثيره إلى مجموعات وعصابات من
    الانتهازيين النفعيين الذين يضحون بكل شيء من أجل تحقيق مآربهم الخاصة ومنافعهم
    العاجلة، ثم لا تسل بعد ذلك عن اضطراب المفاهيم، واختلال الموازين كإفراز طبيعي
    لهذه الممارسات؛ فالكذب دهاء، والتعفف بلاهة، والصدق سذاجة، والنصح حسد أو سوء أدب،
    والانضباط تعقيد، والباطل حقن والشرف تهمة، وهلم جرا، في سلسلة من المفاهيم
    المقلوبة والمعايير المضطربة.

    ARMY-PALESTINE
    ARMY-PALESTINE
    عضو مجتهد
    عضو مجتهد


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    ذكر المزاج : سنموت واقفين ولن نركع

    الانتهازيون (1) Empty رد: الانتهازيون (1)

    مُساهمة من طرف ARMY-PALESTINE السبت مارس 06, 2010 11:45 am

    وهنا يتضح الفرق الدقيق بين المفهوم الشعري والمفهوم الشيطاني، وذلك لئلا يفهم من
    حديثنا عن الانتهازية الوباء والتحذير منها أن المراد تضييع الفرص التي قد تسنح
    للمرء أو أنه دعوة للمثالية والتخلي عن طبيعة النفس البشرية التي تسعى لمصالحها
    وتحقيق الخير لذاتها فانتهاز الفرص ليس مذموماً لذاته طالما أنه لا يفضي لأحد
    أمرين:
    (أ) التفريط بمصالح عامة.
    (ب) الإضرار بالآخرين.

    خطورتهم:مع ما
    نشهده اليوم من نماذج بشرية مشرقة تقدم أرواحها رخيصة في سبيل رفعة أمتها وتحرير
    مقدساتها، وتمثل الصورة المثلى للإنسان الذي كرمه الله تعالى وتفضله وأحسن خلقه
    وجعله في أحسن تقويم، توجد الصورة المنتكسة المتمثلة في الفئة الانتهازية التي تعرض
    قضايا أمتها للمزاد في سوق النخاسة السياسية وتضحي بمصالح مجتمعها في سبيل منفعتها
    الخاصة ومصلحتها الشخصية، وهي صورة معتمة ونموذج قاتم للبشر.

    الانتهازيون
    صورة حديثة للمنافقين الجبناء الذين لا يقاتلون إلا من وراء جدر، وهم يحسبون كل
    صيحة عليهم، ولا يجيدون إلا الطعن من الخلف، يحيكون المؤامرات والدسائس وينصبون
    الفخاخ ويجيدون نسج الأحابيل التي هي أوهى من بيت العنكبوت عند من يعرف حالهم ولا
    تنطلي عليهم حيلهم، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور.

    هم أناس فشلوا
    في حياتهم فابتغوا نجاح الآخرين سلماً لهم؛ لأنهم قد قصرت بهم هممهم وإمكاناتهم عن
    نيل المعالي، وقعدت بهم أطماعهم الدنيئة، وتقزمت طموحاتهم، واقتصرت نظرتهم لما دون
    أنوفهم، ليس لديهم الكثير ليقدموه، لكنهم قادرون وبجدارة على إعاقة الآخرين
    وإيقاعهم في المآزق والمشكلات المستعصية، معيار تفكيرهم ما ينالونه من كسب، أي كسب،
    جعلوا عقولهم بل دينهم عياذاً بالله ما يلج جيوبهم وما يشبع غرائزهم ونزواتهم
    البهيمية، لا يقيمون وزناً لمثل أو قيم ولا يسعون لتحقيق منفعة عامة أو رفعة للأمة
    أو المجتمع.
    عندما تلتقي مصالحهم معك فستراهم أصحاباً مخلصين ومتعاونين، ولكن
    سينقلب كل شيء عندما تفترق حاجاتك مع حاجاتهم وسيتحولون إلى وحوش كاسرة في غابة
    مدلهمة.
    هذه العصابة قليلة العدد لكن خطرها يعظم بما تمتلكه من مراكز للتأثير
    ومنابر للدعاية والضجيج، فيعبثون بعقول الناس ويستغلون حاجاتهم.

    هم أخطر فئة
    على البشرية، وخفاؤهم يزيد من خطرهم، يلبسون جلود الضأن من اللين، وقلوبهم قلوب
    الذئاب، يبدي لك أحدهم الموافقة لكل ما تريد، ويفيض عليك ما يسرك من القول، ويمدك
    بالتأييد والتشجيع لكل ما تود أن تنجزه، ثم يتخلى عنك أحوج ما تكون إلى نصرته،
    ويحفر لك الزبى، ويحيك المؤامرات وينصب الأحابيل ضدك في الخفاء.

    ومن المؤسف
    أنه ليس ثمة أحد – في الغالب – إلا وقد اكتوى بنار الانتهازية أو مسه خطرها أو
    أزكمه ريحها، فهم في المجتمع مثل السرطان الذي ينتشر سريعاً دون مقاومة إلى أن
    يستفحل وتتزايد ضحاياه. لا سيما وأن هذا الوباء قد استشرى في كثير من المؤسسات
    والإدارات لدرجة التطبيع فلم يعد مثاراً للسخط أو الاستهجان بَلْه التقزز
    والاشمئزاز، فالانتهازية ما حلت في شعب إلا أذلته، ولا صحبت جيشاً إلا هزمته، كما
    يقال.

    لقد كادوا أن يحرموا الأمة – بأجيالها المتعاقبة على مر الزمن – من
    أحد أئمتها الأعلام، عندما وشوا بالإمام الشافعي عند الرشيد بأنه كان يروم الخلافة،
    فحُمل – رحمه الله – على بغل في قيد إلى بغداد، فدخلها في سنة 184هـ وعمره ثلاثون
    سنة، فاجتمع بالرشيد فتناظر هو ومحمد بن الحسن بين يدي الرشيد، وأحسن القول فيه
    محمد بن الحسن، وتبين للرشيد براءته مما نسب إليه، وأنزله محمد بن الحسن عنده
    وأكرمه، فرحمهم الله جميعاً.

    ARMY-PALESTINE
    ARMY-PALESTINE
    عضو مجتهد
    عضو مجتهد


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    ذكر المزاج : سنموت واقفين ولن نركع

    الانتهازيون (1) Empty رد: الانتهازيون (1)

    مُساهمة من طرف ARMY-PALESTINE السبت مارس 06, 2010 11:48 am

    الانتهازيون (2)

    (( في المقال السابق تحدثنا حول مفهوم الانتهازية ورؤية عامة حول خطر الانتهازيين
    وفي هذا الجزء نتابع وصفهم والتعريف بهم وبصفاتهم وسلوكهم وطريقة حياتهم
    )

    من هو الانتهازي؟
    الانتهازي شخص ذكي، أو متذاكٍ، ولكنه أناني، طموحه
    كبير، بيد أنه ضعيف الشخصية، يخيل إليك أنه مهزوم أو مظلوم فيما هو يتحايل للوصول
    إلى مبتغاه. لا يعطي رأيه بصراحة تامة، بل يريد أن يستمع إلى الجميع ليقف – ليس مع
    الأصوب – ولكن مع الأقوى شأناً أو الأكثر ثراءً أو الأعلى جاهاً وسلطاناً ولو
    بالباطل، حماية لنفسه، وتحقيقاً لمصالحه. يساير الكل، ويبتسم للجميع عندما تكون
    أموره ميسرة، أما إذا كانت أحواله معسرة، وأمره مفضوحاً، فالفتنة سلاحه، والإشاعة
    سبيله، والإيقاع بين الناس رأسماله، وركوب الموج ديدنه، والأنانية غايته، هذا هو
    الانتهازي كما يصفه المختصون، وبهذا الوصف الدقيق ينفضح الانتهازيون وتبدو سوءاتهم
    وتنكشف أهدافهم، وسوء طوياتهم.


    سلوكه:
    الانتهازي في تصرفاته أشبه
    بالأطفال الصغار، حيث يحبون الاستئثار بكل شيء في أنانية مفرطة، ويجب أن يحصلوا على
    ما يريدون على الفور، وإلا فستنتابهم غضبة عارمة تتبعها تعاسة وبؤس وانتقام لمن وقف
    دون ما يريدون! فسلوكياتهم تتسم بالصبيانية والمراهقة المبكرة رغم أنهم يبدون مثل
    الكبار في مظهرهم الخارجي، لكنهم ليسوا على وعي بصبيانيتهم.

    تفكيره:
    عقل
    الانتهازي بل دينه في جيبه، هو معياره وميزانه، يحجب عينيه بنظارة سوداء قاتمة لا
    ترى إلا مصلحته الشخصية، فيدوس بقدميه كل ما سواها من المبادئ والقيم والأخلاق
    ومصالح مجتمعه وقضايا أمته، يفتقر لسلامة النفس. شعاره: "أنا ومن بعدي الطوفان"
    غارق في الأثرة والأنانية، مفرط في حب الذات، أجوف، لا يحمل هماً اجتماعياً حتى وإن
    تسنم مواقع التوجيه والتأثير في المجتمع.

    فالانتهازي عبد للذات والمال
    والجاه، الغاية عنده تبرر الوسيلة، يدوس على الأخلاق بحذائه، لا يقيم وزناً للقيم،
    بل يتندر بها وبمن يحث عليها ويعدهم في أحسن الأحوال: سذجاً وبسطاء، أو مثاليين لم
    تعركهم الحياة، أو معقدين حاسدين.

    طباعه وأخلاقه:
    لا يتورع الانتهازي عن
    الظلم عندما يقدر، ويجب على من تحت ولايته أن يتملق ويخنع ويدفع من كرامته ومُثله
    ما يروي ظمأه ويشبع جوعه وفقره للتسلط والطغيان وإلا فليحتمل كل ما سيناله من
    الأذى، والحرمان من الحقوق، ما يطول الحديث عنه.

    إذا حدث الانتهازي كذب، بل
    الأصل في حديثه الكذب، ولا تنخدع بكثرة الأيمان المغلظة ولو لم تطلب منه، وقد عرف
    عن أحدهم أنه لا يلجأ للحلف إلا عندما يكذب ليواري سوءة كذبه، وصدق الله تعالى:
    (وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ) (البقرة: من الآية204).

    إذا
    وعد أخلف، دون اكتراث بمشاعر الآخرين وما يسببه من مشاعر الألم والإحباط لهم جراء
    ما نقضه من وعود أو عهود، بل إن الوعود عنده مطية للتخلص مما يجب عليه تجاه
    الآخرين، وهي عملة ثمينة تروج في مصارف وبنوك الذين يحسنون به ظناً، كما أنهم
    يهددون أكثر مما يفعلون، فتجاوزاتهم وفضائحهم تعيقهم من إيقاع
    تهديداتهم.

    أما إذا اؤتمن فالخيانة طبعه، يسيء توظيف الثقة عندما تمنح له،
    وفضح السر شأنه ونقل الكلام وتزويره وظيفته، يجيد الطعن من الخلف، يتنكر لكل ود
    قديم، صداقته حيث تكون مصلحته ومنفعته.
    وعندما يخاصم فالفجور والتعدي والبهتان
    ديدنه، لا يمنعه من ذلك وازع من دين أو رادع من ضمير، ليس للخصومة عنده أي أدبيات،
    نعم إنهم العدو فاحذرهم، أليسوا هم "ألد الخصام".

    للانتهازي من اللؤم نصيب
    وافر، يقول ابن المقفع: (من علامات اللئيم المخادع أن يكون حسن القول، سيئ الفعل،
    بعيد الغضب، قريب الحسد، حمولاً للفحش، مجازياً بالحقد، متكلفاً للجود، صغير الخطر
    "أي القدر والمنزلة"، متوسعاً فيما ليس له، ضيقاً فيما يملك).

    الانتهازي في
    بيئة عمله:
    يرى الانتهازي أن معظم الأنظمة والقوانين إنما وضعت لتقييده والحد من
    تسلطه وإشباع حاجاته النفسية، فهو يحتال عليها وكثيراً ما ينتهكها، ويضجر بشدة
    لدرجة الغضب العارم عندما يطلب منه الالتزام بها، لشعوره بأنها تحدّ من حريته في
    المنح أو المنع وتقوّي الآخرين عندما يطلبون حقوقهم، بل ويسخر منها وممن وضعها وكما
    يقول أحدهم: (نطبق من اللوائح ما نريد، ونعرف كيف نتخلص مما لا نريد).


    ARMY-PALESTINE
    ARMY-PALESTINE
    عضو مجتهد
    عضو مجتهد


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    ذكر المزاج : سنموت واقفين ولن نركع

    الانتهازيون (1) Empty رد: الانتهازيون (1)

    مُساهمة من طرف ARMY-PALESTINE السبت مارس 06, 2010 11:49 am

    الانتهازي مغرم بالضبابية التي تسود بيئة العمل، يمقت تحديد الصلاحيات والمهام،
    يريد أن يعمل في بيئة منفلتة لا تعرف الحدود، لكي يمارس ما يعرف بـ"العنف
    البيروقراطي" فيخضع الآخرين لرغباته، وكفى برغبته مبرراً ومقدمة" رغبة منا.." عندما
    يتخذ قراراً، وما على الآخرين إلا السعي لتحقيق هذه الرغبة، والعمل بموجبه والتقيّد
    به دون خجل!
    الانتهازي مولع بالمظاهر وتلميع الذات، يصفهم لندين بقوله: (يدهشك
    أنك حين تجلس إلى أولئك المدراء، تسمع منهم العبارات المنمقة، ويملأون مكاتبهم
    بالكتب النفيسة، لا للقراءة، ولكن لتبدو مكاتبهم أكثر أناقة) ويضيف: (.. حقاً هم
    الفرسان المضللون للقيادة الضعيفة للمؤسسات..).

    يرفض الانتهازي النقد أو
    النصح ويعتبرهما انتقاصاً لقدره وحطاً من كفاءته، ويسيء الظن في كل من يوجهون نصحاً
    أو نقداً فيرى أن دافعهم شخصي أو باعثهم الحسد (فَسَيَقُولُونَ بَلْ
    تَحْسُدُونَنَا) (الفتح: من الآية15)، فهو يرى نفسه مثالياً يفوق الآخرين، منطقة:
    "لن تعرفوا خيري حتى تجربوا غيري"، بل لا يرى الآخرين شيئاً ولا يعنيه رأيهم ولا
    يعيره أي اهتمام ما دام قد حظي برضا رئيسه، فهو "دائماً يتسلق السلّم وبعدة وجوه؛
    فوجهٌ لتهديد من يرأسهم، ووجهٌ ناعم لمن يرأسونه"، وفي نظره أنه لا يخطئ، وعندما
    تؤدي أعماله إلى عواقب وخيمة فغيره المسؤول وهو لا يتحمل أدنى مسؤولية بدعوى أنه لا
    يعلم، فهو يجيد التنصل من الأخطاء، بل وأكثر من ذلك يحسن إسقاط تبعة أخطائه على
    غيره أو على الظروف أو المجتمع أو شح الموارد المالية، وأحياناً التوجيهات والرغبات
    – بزعمه!!

    أين تجد الانتهازي؟
    الانتهازية لا تختص بشريحة اجتماعية دون
    أخرى، فهاهم الانتهازيون في جميع شرائح المجتمع على تباين مستوياتها، تجدهم بين
    الوزراء ووكلائهم والمستشارين وأساتذة الجامعات والعسكريين بمختلف رتبهم، والمدراء
    والموظفين والتجار والكتّاب والصحفيين، وأينما يممت وجهك وجدتهم بكل أسى ولوعة
    وأسف!
    فربما تجد الانتهازي مديراً أو معلماً أو مستشاراً أو موظفاً أو متحدثاً
    أو دعياً للعلم أو منتسباً للقلم والكتابة، كما قد تجده عاملاً أو سكرتيراً أو
    طالباً.

    وقد تسود الانتهازية في ثقافة أمة أو شعب وتتجذر حتى تصبح سمة
    غالبة، تحدد اتجاهات هذه الأمة ومواقفها، وذلك على مر العصور وتغير الظروف ففي
    القرن الماضي مثلاً عرفت دولة بأنها لا تغيب عنها الشمس، ثم تحولت في هذا القرن إلى
    دولة لا تخرج عن ظل دولة أخرى، تتطابق معها في الأهداف والأطماع، تحرضها وتدفعها
    للمصير ذاته.

    بين النفاق والانتهازية:
    من المهم أن نبين أوجه الاختلاف
    بين الانتهازية والنفاق، فالانتهازي طبعه الأنانية والأثرة، وحب الذات، يسعى لتحقيق
    النفع المادي العاجل، أو الحصول على منصب أو غرض دنيوي مهما كان دنيئاً لإشباع
    طموحه وشهواته وحبه للتسلط، بأساليب غير مشروعة يغلب عليها التملق والتلون والخداع
    لابساً ثوب التظاهر بالصلاح والنصح، غير عابئ بالقيم والمبادئ والمثل ومصالح
    الآخرين، منطقه في ذلك: "أنا ومن بعدي الطوفان". بينما تنطوي سريرة المنافق على
    ألوان من الانحرافات العقدية والتآمر على المجتمع ومبادئه وأخلاقه وقيمه في منهجية
    تجمع بين النظرية والتطبيق، ولو لم يكن له منفعة ذاتية ومصلحة فردية، يُظهر ولاءه
    وانتماءه للمجتمع ويتحين فرص الانقضاض عليه لينشر أفكاره، ويحقق مآربه كما فعل
    السامري بقوم موسى عليه السلام، وابن سلول في المدينة في أكثر من حادثة كتب الله
    لها الفشل.

    فالتآمر على عقيدة المجتمع وأخلاقه وقيمه وأفكاره هو ما يميز
    المنافق عن الانتهازي، وهذا وجه الاختلاف الجوهري أما أوجه الشبه ونقاط الالتقاء
    والتطابق فكثيرة جداً.

    ARMY-PALESTINE
    ARMY-PALESTINE
    عضو مجتهد
    عضو مجتهد


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    ذكر المزاج : سنموت واقفين ولن نركع

    الانتهازيون (1) Empty رد: الانتهازيون (1)

    مُساهمة من طرف ARMY-PALESTINE السبت مارس 06, 2010 11:59 am

    الانتهازيون (3)
    ( تحدثنا في المقال الأول حول مفهوم الانتهازية ورؤية عامة حول خطر الانتهازيين
    ثم نحدثنا في الجزء الثاني حول وصفهم والتعريف بهم وبصفاتهم وسلوكهم وطريقة حياتهم
    وفي هذا الجزء نتحدث إن شاء الله حول تاريخ الانتهازية والحديث عنها في القرآن
    والسنة النبوية ثم بعضا من سماتها ..)

    الانتهازية عبر التأريخ:
    سؤال يطرح نفسه عند الحديث عن هذه الظاهرة
    الاجتماعية: متى نشأت هذه الظاهرة، وما هي بداياتها؟ وهل هي حديثة أم أنها ملازمة
    للإنسان منذ أيامه الأولى؟ ولا شك أن هذا الأمر بحاجة إلى تقصي واستعراض للتأريخ
    البشري لكي نتمكن من تحديد البدايات الأولى لبروز هذا الخلق وأثره في الحضارة
    البشرية، ولئن كان من الصعب تحديد البداية الفعلية لهذه الظاهرة إلا إن من المؤكد
    أن الانتهازية ليست مصطلحاً جديداً خاصاً بالمثقفين أو السياسيين المعاصرين ولكنها
    أسلوب ملازم لوجود الشر في النفس البشرية منذ القدم، كما لا يختص بها شعب دون غيره
    أو مجتمع دون آخر، ولكنها ظاهرة إنسانية ممقوتة عند جميع الأمم والثقافات.

    انتهازيون تحدث عنهم القرآن الكريم:
    بتأمل القرآن الكريم وما عرضه من قصص
    السالفين، ومعاناة الأنبياء والرسل يدرك أن هذا الطبع موجود في النفس البشرية متى
    وجد الشر فيها واستقر؛ فعندما أراد إخوة يوسف أن يستأثروا بالحب والمكانة عند أبيهم
    سلكوا وسيلة انتهازية تطلبت التضحية بأخيهم: (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ
    أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً
    صَالِحِينَ) (يوسف:9)، والملأ من قوم فرعون يحرضونه على موسى بقولهم: (أَتَذَرُ
    مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ) (الأعراف:
    من الآية127)، وقولهم: (إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ
    مِنْ أَرْضِكُمْ) (الأعراف: 109، 110)، وقول السحرة قبل إيمانهم: (أَإِنَّ لَنَا
    لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ) (الشعراء: من الآية41)، فالباعث لهم
    على خوض المعركة هو الحصول على المكاسب المادية العاجلة ليس إلا. وهذا السامري
    ينتهز غياب موسى عليه السلام لتلقي الوحي وأخذ الألواح فتزعم قومه فيغير دينهم،
    ويصنع لهم وثناً يعبدونه من دون الله، وهذا خلَفه قارون الذي كان من قوم موسى
    (فَبَغَى عَلَيْهِمْ) (القصص: من الآية76) بعدما تمكن من الكنوز والأموال، فدأب
    الانتهازيين البغي بعد التمكن، وهذا الذي آتاه الله العلم والآيات فانسلخ منها
    وباعها بأبخس الأثمان فلا تراه إلا لاهثاً خلف المال حلالاً كان أم حراماً
    (كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ)
    (الأعراف: من الآية176).

    وإذا كان القرآن الكريم لم يتطرق إلى الانتهازية بلفظها إلا أنه أفاض في الحديث
    عن النفاق – أبشع صور الانتهازية – وعن المنافقين، وبيّن صفاتهم، وكشف أساليبهم،
    وفضح خططهم وأحابيلهم، بل وجلّى خبايا نفوسهم، وحقيقة نواياهم، وذلك في سورة
    البقرة، وآل عمران، والنساء، والتوبة "التي تسمى الفاضحة" والنور، والأحزاب،
    والفتح، والمجادلة، والحشر، بل وخصهم بسورة تحمل اسمهم: المنافقون، إضافة لآيات
    كثيرة في سور متفرقة من كتاب الله الكريم.

    أما في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم فيشكل المنافقون نموذجاً للانتهازية في
    أبشع صورها، ففي أحد وبعد أن عزمت قريش على التحرك لأخذ الثأر لهزيمتها في غزوة
    بدر، علم الرسول صلى الله عليه وسلم بتحركهم فعزم على الخروج لمواجهة جيش قريش بما
    لا يزيد على ألف مقاتل، وبينما كان الفريقان يستعدان للنزال، إذا بزعيم النفاق عبد
    الله بن أبي بن سلول ينخذل راجعاً إلى المدينة بأكثر من ثلث الجيش، بحجة أن رسول
    الله صلى الله عليه وسلم: "أطاعهم وعصاني" وأنه لم يحترم رأيهم ولم يأخذ بكلامهم،
    فلم تُجدِ معهم الدعوات المتتابعة للثبات وعدم الخذلان، كيف وقد غلبت عليهم
    الانتهازية وانتظار الفرصة للانتقام في أحلك الظروف وأحرج الأوقات،

    وكأنهم وجدوا ضالتهم حيث الفرصة مواتية للتسلل والرجوع، والتصرف ذاته حدث في
    معركة الخندق، تحت شتى الذرائع، فمنهم من شكك في فكرة الخندق وجدواها، وآخر يطلق
    عبارات التخويف والسخرية: "كان محمد يعِدُنا كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يقدر
    أن يذهب إلى الغائط"! وآخرون يتشدقون بالغيرة والحرص على الحرمات: (وَيَسْتَأْذِنُ
    فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ
    بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً) (الأحزاب: من الآية13)، وغيرهم يقول:
    (يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا) (الأحزاب: من الآية13)،

    ومنهم دعاة التثبيط والتخذيل: (وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ
    إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً) (الأحزاب: من الآية18)، حيث
    بدأوا بتشكيل جبهة وذلك قبل اشتداد الأمر، وحلول الكرب الذي جعلهم: (يَنْظُرُونَ
    إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ)
    (الأحزاب: من الآية19)، وبعدما زالت الغمة رجعوا إلى طباعهم وخستهم المعهودة حيث
    الخيانة والتآمر والوقيعة بين المخلصين وشن الحملات عليهم: (فَإِذَا ذَهَبَ
    الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ
    لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ
    يَسِيراً) (الأحزاب: من الآية19).

    في السنة النبوية:



    ARMY-PALESTINE
    ARMY-PALESTINE
    عضو مجتهد
    عضو مجتهد


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    ذكر المزاج : سنموت واقفين ولن نركع

    الانتهازيون (1) Empty رد: الانتهازيون (1)

    مُساهمة من طرف ARMY-PALESTINE السبت مارس 06, 2010 12:00 pm


    حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الفئة ونبّه على بشاعتها وعظم شرها في
    أخطر صورة لها، عندما تكون قريبة من موقع التأثير واتخاذ القرار، عندما تكون هي
    البطانة، قال صلى الله عليه وسلم: "ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا
    كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه،
    فالمعصوم من عصمه الله تعالى".
    يا له من وصف جامع ودقيق: "تأمره بالشر وتحضه
    عليه" وأطلق لخيالك العنان ليتصور كل شر، نعم كل شر فـ"أل" هنا للاستغراق، ثم لا
    تلبث أن تجد هذه الحثالة وما يمكنها أن تزينه وتقننه للمسؤول، فالاختلاسات
    والاتهامات زوراً، وإساءة الظن والتجني، ومحاصرة الناجحين وتشويه سمعتهم، والتآمر
    لإقصاء الكفاءات وتسريحهم، وتقريب الفاشلين المتملقين باعة الضمائر، كل هذه لا تعدو
    أن تكون بعض صنوف الشر الذي أشار إليه الحديث الشريف.

    هم أمثال السوس ينخر في جسد أي بيئة، فتحولها إلى مستنقع للحسد والغيبة والنميمة
    والتمزق وتفريغ الأحقاد في غياب شمس المصارحة والمكاشفة والنزاهة وتغليب المصالح
    العامة.

    وفي حديث آخر يدعو النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ الخبر على من يتسم ببعض سمات
    الانتهازيين ويبين عاقبتهم: "تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة، إن أعطي
    رضي وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش.." ودعوة الرسول صلى الله عليه
    وسلم مجابة، فالشقاء والهلاك والخيبة ملازمة لعبيد المال والجاه والمنصب والمظهر لا
    ينفك عنهم، ومن كان بهذه المثابة فهو مستحق لأن يدعى عليه بما يسوؤه من العواقب في
    الدنيا والآخرة، نسأل الله السلامة والعافية.

    سمات الانتهازيين وأساليبهم:
    يتسم الانتهازيون بسمات وسلوكيات شخصية تميزهم
    عن غيرهم، وهذه السمات لا تكاد تخطئها العين، وهم يتفاوتون في هذه السمات بحسب شدة
    انتهازيتهم وضعفها، فبينما تجد معظم هذه السمات عند شخص فقد لا تجد إلا القليل منها
    عند آخر، كما أن السمة الواحدة تتفاوت من شخص لآخر، وأبرز هذه السمات
    والأساليب:

    1 – انعدام الصدق:
    مما تقدم يتضح بجلاء أن أهم صفة عند الانتهازيين هي انعدام
    الصدق، بمفهومه الشامل؛ أي الصدق في القول والعمل والقصد والهدف، فلا ترى الانتهازي
    صادقاً مع نفسه ولا مع ربه ولا في نيته ولا في عمله ولا في وظيفته ولا في عبادته
    وتدينه ولا مع المجتمع الذي ينتمي إليه، فتجد الكذب قد أحاط بالانتهازي وتشربه
    فأصبح سمة له وجزءاً من كيانه وقاسماً مشتركاً لجميع الانتهازيين، فالأصل فيما
    يقوله أو يعمله هو الكذب، وأما الصدق فهو الاستثناء، ولأن الكذب يهدي للفجور فإن
    سائر الصفات المذمومة الأخرى التي يتسم بها لا تعدو أن تكون إفرازاً طبيعياً لهذا
    الخلق المشين.

    وهذا يؤدي إلى انقلاب للمفاهيم وانتكاس الموازين، فيصبح المعروف منكراً والمنكر
    معروفاً، وهنا يقع الخطر على المجتمع حينما تختلط فيه المقاييس، وتلتبس المعايير،
    ويفقد أفراده القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، والحقيقة والزيف، فيتمزق
    المجتمع من داخله ويصبح بنيانه هشاً واهياً سرعان ما ينهار عندما يتعرض لأدنى صدمة،
    بسبب البلبلة الشديدة الناتجة عن غلبة المعايير الانتهازية وانتشار ثقافتها
    المشوهة، فلا إبداع ولا إنتاج فكري أو علمي أو تقني، وما الداعي للتنافس في ذلك
    والعملة الرائجة في هذه السوق هي العملة النحاسية المزيفة التي سكَّت في مصانع
    الانتهازيين والوصوليين؟ فتعطلت مراكز البحوث ومراكز الدراسات الجادة، بل أتت
    الانتهازية على كثير من البحوث والمؤلفات فأحالتها إلى وسيلة للتكسب وتورم الذات
    والتعالي، ففقدت أصالتها وروحها العلمية الإبداعية واستقرت على الأرفف تكسوها
    الأتربة، إذ لا تستحق الحيز الذي تشغله، أو الحبر الذي طبعت به، أو الورق الذي كتبت
    عليه، لذا فإن البيئة الانتهازية تعد مرتعاً خصباً للتخلف بشتى صوره، وهذا يؤكد ما
    سيرد من أن الانتهازيين هم العدو الأول لأي تنمية.

    2 – كثرة تشدقهم بالمثاليات والمبادئ:
    وذلك ذراً للرماد في العيون وإبعاداً
    للتهمة عنهم وإمعاناً في خداع الناس، وهذه جناية أخرى يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه
    الله: (ثم إن تلويث الفضيلة بأقذار الهوى عدوان على منزلتها ومحاولة متعمدة لإسقاط
    قيمتها وهذا جرم آخر).

    3 – يجيدون الضجيج دون أي إنجاز:
    فهم "ظاهرة صوتية" دون إنتاج؛ ففاقد الشيء
    لا يعطيه، وهم يدركون ذلك فيرتكزون على جهود الآخرين ويسرقونها دون أدنى حياء
    ويتزلفون بها، فتجد التركيز على ما له مردود إعلامي وتضخيمه وكأنه من المعجزات،
    والتفريط بما هو أهم وما يعد بمثابة فرض العين لعدم جدواه الدعائية، ويعتبر آخر
    الاهتمامات، ويصرح بذلك دون اكتراث!!
    ARMY-PALESTINE
    ARMY-PALESTINE
    عضو مجتهد
    عضو مجتهد


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    ذكر المزاج : سنموت واقفين ولن نركع

    الانتهازيون (1) Empty رد: الانتهازيون (1)

    مُساهمة من طرف ARMY-PALESTINE السبت مارس 06, 2010 12:06 pm



    4 – تقديم المصلحة الشخصية والمنفعة الذاتية:
    عندما يُخيَّر الانتهازي بين
    خدمة المصالح العامة والقيم أو خدمة المصلحة الشخصية والمنفعة الذاتية ينحاز دون
    تردد لما يخدم مصالحه الذاتية دون غيرها، فرغم ما يتشدقون به إلا إنهم نادراً ما
    يقومون بفعل أي شيء لا يتعلق بخدمة الذات، فهم أناس غارقون في الأثرة والأنانية،
    ويفاخرون بما يحققونه من مكاسب على المستوى الشخصي، ويشعرون بارتياح تام لذلك دون
    أي اكتراث بما تسببوا به من جناية على المستوى العام.

    5 – الاستبداد والتعسف والتكبر:
    الاستبداد والانتهازية قرينان لا ينفك أحدهما
    عن الآخر، يقول الكواكبي: "أقل ما يؤثر الاستبداد في أخلاق الناس أنه يرغم الأخيار
    منهم على ألفة الرياء والنفاق، ولبئس السيئتان"، فلسمة الاستبداد نصيب وافر عند
    الانتهازيين إذا قدروا، وما ينتج عنها من مصادرة للرأي الآخر واحتقار للآخرين
    وازدراءٍ لهم، يحيطون أنفسهم بهالة من الوهم وكأنهم خلق آخر، وغالباً ما يؤتون وتحل
    بهم النكبات من هذا الجانب لكنهم يكابرون وفي غيهم يتمادون، لا تنفعهم نصيحة ولا
    تردعهم عبرة حتى ينزل بهم أمر الله وهم سادرون، يقول أكثم بن صيفي وقد عُمّر
    طويلاً:
    (لن يهلك امرؤ حتى يضيّع الرأي عند فعله،
    ويستبد على قومه
    بأموره،..
    ويغتر بقوته والأمر يأتيه من فوقه،
    وليس للمختال في حسن الثناء
    نصيب،
    ومن أتى مكروهاً إلى أحد فبنفسه بدأ،
    إن الهلكة إضاعة الرأي،
    والاستبداد على العشيرة يجر الجريرة،...
    وأقل الناس راحة الحقود،...
    ومن
    العفو ما كان مع المقدرة، ومن سوء الأدب كثرة العتاب،
    ومن اغتر بقوته وهن، ولا
    مروءة لغاش،
    ومن سفه حلمه هان أمره،
    والأحداث تأتي بغتة، وليس في قدرة القادر
    حيلة،
    ولا صواب مع العجب، ولا تثقن بمن لم تختبره).
    وهذا تفسير تشبث
    الانتهازيين بالكرسي – أي كرسي – فمنه يستمدون النفوذ الذي يؤهلهم لممارسة الابتزاز
    لرؤسائهم ومرؤوسيهم، لعلمهم بأن عامة الناس لا يترددون في عمل ما يمليه عليهم صاحب
    السلطة بغض النظر عن طبيعة هذه المهام ومدى تطابقها مع المبادئ والقيم، فهم أحرص
    الناس على منصب مهما كانت المسؤولية فيه ثقيلة أو كانت قدراتهم محدودة، ولا يمكن أن
    يتركوه بإرادة منهم، "وإنما يتركونه وكأنهم عقارب ساعة كفّت عن الدوران، إنهم
    يصارعون، وبعضهم يهدم ما كان قد بناه".

    6 – التبرير لتجاوزاتهم:
    من سماتهم أنهم ينتهجون ثقافة تبريرية للتجاوزات
    والسلوكيات السلبية ويروجون لذلك؛ ليتواروا خلفها وليتسنى لهم تحقيق مكاسبهم بأكبر
    قدر ممكن وبأقل الخسائر، وكأنهم مخلصون وأمناء وشرفاء دون أن ينكشف أمرهم، وفي
    المقابل تمتلئ قلوبهم حقداً وضغينةً على الصادقين المخلصين لخطرهم عليهم، فيسعون
    لإلصاق شتى التهم الزائفة والنقائص بهم، ويتحينون الفرص للوقيعة بهم كحال أسلافهم
    المنافقين مع المؤمنين.

    7 – انعدام التضحية:
    هم أبعد ما يكونون عن التضحية فهم يسعون لتحقيق المكاسب
    بأقصر الطرق والحصول على الامتيازات بأقل جهد، (سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا
    انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ...) (الفتح:
    من الآية15)!! لذا فسرعان ما تجدهم يتقهقرون عندماتبدو أول بوادر لأي خطر، مسببين
    هزة في تماسك المجتمع وقوته بل ويحطمون صموده عندما تمر به ظروف حرجة، والواقع شاهد
    بذلك، وهذا يتناغم مع موقف أسلافهم المنافقين في غزوة أحد يوم رجعوا بثلث الجيش
    وتخذيلهم عن القيام بواجب النصرة يوم تبوك، شواهد لها دلالاتها العميقة على مدى
    خطورة هذا النمط من البشر على المجتمع، وقد استحقوا بجدارة الوصف الإلهي بعد غزوة
    الخندق بأنهم: (وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ)
    (الأحزاب: من الآية17، 18)، وذلك لمواقفهم وأقوالهم الانتهازية المخزية التي تكشفت
    في أحلك المواقف.

    8 – تضخيم أخطاء الآخرين:
    يحكمون على الشخص في ضوء أخطائه فحسب، فعندما
    يقيمونه فمن خلال أسوأ أعماله، يفقدون الإنصاف والموضوعية، لا يعينون الشخص لتجاوز
    الخطأ، وإنما يوظفون هذا الخطأ لدفعه لارتكاب مزيد من الأخطاء، وذلك للحصول منه على
    مزيد من التنازلات.

    9 – الجبن والضعف والخوف:
    يتسمون بالجبن والضعف والخوف، وهذا ناتج لفقدهم
    فضيلة الصدق، وكونهم أبعد ما يكونون عن مسالك النزاهة والاستقامة وأنهم كأسلافهم
    الذين وصفهم القرآن الكريم: (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ) (المنافقون:
    من الآية4) فمن أين لهم بخلق الشجاعة أو القوة إذن؟ يقول الشيخ محمد الغزالي: (وإن
    الرجل الخرب الذمة أو الساقط المروءة لا قوة له ولو لبس جلود السباع ومش في ركاب
    الملوك).
    لذلك أصبحوا هدفاً سهلاً للأعداء يحقق بهم أهدافه، وطابوراً خامساً
    ينفذون من خلاله إلى داخل المجتمع وتنكشف لهم نقاط ضعفه، بل ويطلعونهم على الثغرات
    التي يقوضون بها بنيانه ويحطمون كيانه.

    10 – الإيقاع بين الناس والتصيد في الماء العكر:
    بل يقومون بتعكير الماء
    ليتسنى لهم الاصطياد فيهن ويتفننون في ذلك بألوان من الحيل والخداع، فقد يختصون بعض
    الأشخاص بكثير من المزايا، المادية والمعنوية، ليضمنوا ولاءهم وتجاوبهم ومساندتهم
    في وجه من يرفض الانسياق معهم، الذي سيكون نصيبه المضايقات والحرمان من الفرص
    والحقوق طالما أنه خارج دائرتهم الداخلية أو ما يعرف بـ"الشلّة".
    أهم عوامل
    النجاح لديهم استنزاف من حولهم في صراعات داخلية، لأنها توفر الفرصة السانحة
    للاستحواذ بالفرص والتمتع بالمزايا بعيداً عن إشغال الناس ومنافستهم، على المبدأ
    الفاسد: فرِّق تسد.

    11 – الابتزاز:
    من أساليبهم ابتزاز الآخرين بالتهديد والوعيد لتحقيق أغراضهم،
    فهم لا يحظون بالحب أو التقدير ممن يعملون معهم، ولا يتورعون عن استخدام أي شخص
    واستنزاف جهده أو ماله أو معنوياته بهدف إشباع حاجاتهم دون أدنى شعور بلوم النفس أو
    تأنيب الضمير، وعندما يكون الفرد بحاجة لهم فهي فرصتهم الذهبية لممارسة ألوان
    الإذلال والمساومة والخداع لتحقيق أغراضهم منه، فهم دائماً يأخذون أكثر مما يقدمون،
    فيجب ألا يمنحوا هذه الفرصة بل لا بد من حرمانهم منها مهما كلف الثمن!

    12 – التنصل من المسؤولية:
    يلجأ الانتهازيون إلى الإسقاط في إقصاء التهم
    عنهم، لما قتل ابن الزبير رضي الله عنه ارتجت مكة بكاءً عليه، فخطب الحجاج الناس
    وكان مما قاله: يا أهل مكة، إكباركم واستعظامكم قتل ابن الزبير! فإنه كان من خيار
    هذه الأمة حتى رغب في الدنيا، ونازع الخلافة أهلها، فخلع طاعة الله وألحد في
    الحرم.. وأنه غير كتاب الله!

    13 – التشبث بالغير:
    يبحث الانتهازي عن ذاته فلا يجدها، فيتشبث بأذيال
    الآخرين، ويرتمي بين أيديهم، فيصف فشلهم بأنه نجاح باهر لا نظير له، وتصرفاتهم ذات
    العواقب الوخيمة بأنها إنجازات أشبه بالإعجاز، إما بالمدح والإطراء أو الدفاع
    والتبرير أو الامتطاء والمسايرة، فيظفر بمساندتهم وتأييدهم فيحتمي بهم ليسوم من
    تحته سوء العذاب، ويستغلهم أسوأ استغلال.
    فالانتهازية خلق منبت لا أصالة له،
    وشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، تميل حيث تتجه الريح.
    ARMY-PALESTINE
    ARMY-PALESTINE
    عضو مجتهد
    عضو مجتهد


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    ذكر المزاج : سنموت واقفين ولن نركع

    الانتهازيون (1) Empty رد: الانتهازيون (1)

    مُساهمة من طرف ARMY-PALESTINE السبت مارس 06, 2010 12:10 pm

    الانتهازيون (4)

    ( في الأجزاء الثلاثة من المقال سبق وتعرفنا على مفهوم الانتهازية ورؤية عامة حول
    خطر الانتهازيين ثم نحدثنا في حول وصفهم والتعريف بهم وبصفاتهم وسلوكهم وطريقة
    حياتهم ثم تحدثنا حول تاريخ الانتهازية والحديث عنها في القرآن والسنة النبوية ثم
    بعضا من سماتها , وفي هذا الجزء الأخير نتكلم حول أسباب ظهور هذه الظاهرة سواء في
    الأسرة أو في المجتمع , ونحتتم المقال بالتعريف بالعاقبة والمصير ثم رؤية مختصرة
    للحل كما يراه الكاتب ..)

    أسباب ظهور الانتهازية:
    إن الانتهازية داء خطير
    قد ينمو مع الشخص منذ طفولته، وللبيئة دور في استئصاله أو تكريسه بحسب جودة هذه
    البيئة أو دناءتها، لا سيما وقد غلب على البيئة التي نشأت فيها الأجيال المعاصرة
    تقديس المادة والتعلق بها مما يعزز هذه الظاهرة ويهيئ المناخ لتفشيها في ظل فقدان
    التربية المستقيمة، البعيدة عن دهاليز الانتهازية المظلمة وأساليبها الملتوية التي
    تورث الناشئة مزيداً من العقد النفسية والقيم الأنانية، وهذه البيئة قد تكون الأسرة
    التي ينشأ فيها المرء منذ نعومة أظفاره، وقد تكون بصورة أوسع تمثل المجتمع على
    اختلاف فئاته وطباعه وثقافته.

    أولاً: الأسرة:
    للأسرة دور مهم وخطير في
    تكريس قيم الانتهازية وتأصيلها عند الأطفال، فمن الأساليب التربوية التي تسبب الخلق
    الانتهازي عند تنشئة الطفل في الأسرة ما يلي:
    1 – انتهاج الأسرة أو أحد أفرادها
    هذا السلوك، فينشأ الطفل في بيئة انتهازية خصبة فيتعود عليه فيصبح خلقاً طبيعياً،
    وممارسة يومية معتادة في حياته.
    2 – ضعف التربية الوجدانية الإيمانية وعدم تنمية
    روح الثواب والعقاب الأخروي لدى الطفل.
    3 – ضعف الاتصال العاطفي وعدم شعور الطفل
    بالحب والحنان وتقبل الوالدين.
    4 – التسلط وفرض التبعية على الطفل، وتجبر
    الوالدين أو أحدهما وعدم منح الطفل فرصة للحديث والتعبير وطرح التساؤلات.
    5 –
    تلقين الناشئة بعض الأمثال الشعبية المتداولة ذات المضامين الانتهازية وجعلها
    بمثابة القواعد الثابتة في التعامل مع الآخرين.
    6 – فرض الطاعة بناء على معايير
    هشة لا تتعلق بالأهلية أو الجدارة مثل كبر السن أو الغنى أو الجاه أو الوظيفة أو
    الرتبة أو سواها مما ليس له علاقة بالرأي المطلوب اتباعه.
    7 – تعميق شعور
    التنافس لدى الناشئة، وغلبة روح الشح والأثرة في نفوسهم، وغياب قيم التعاون
    والتكافل والتكامل مع الآخرين، وفقدان الإنجازات الجماعية التي يشترك الجميع في
    تحقيقها والاعتزاز بها، وعندما يوجد شيء منها فقد ينتحله أحد الأشخاص أو ينسب إليه
    بحكم موقعه، ويغفل أي دور للآخرين في تحقيقه، وكأن القمة لا تتسع إلا لشخص واحد، أو
    أنه لا قيمة لمن ليس في القمة!
    ولبعض الألعاب الحديثة دور في تكريس الروح
    التنافسية، لكون الفوز فيها يتطلب تدمير الطرف الآخر وسحقه، وكأن النجاح الحقيقي لا
    يتحقق إلا على أنقاض الآخرين وتحطيمهم.

    ثانياً: المجتمع:
    ويشمل المجتمع
    المدرسة والسوق ومكان العمل ونحو ذلك، ويعتمد مدى التأثر بالمجتمع وسرعة التطبع
    بطباعه على طبيعة الشخص أو قوة تأثير المجتمع والبيئة التي يعمل بها، ومن أبرز هذه
    الأسباب:
    1 – الطبع وما جبلت عليه بعض النفوس الضعيفة وما اعتادته وترتب عليه من
    نيل ما تريد بالتمسكن والتضعف والتملق والتخضع، ولهذا الطبع ثقافة بدأت تسود وتتفشى
    بين فئات المجتمع من منطلق: تمسكن حتى تتمكن.
    2 – ضعف الإيمان بالله تعالى وقلة
    الوازع الديني، وعدم الخوف من الله جل وعلا ومراقبته في السر والعلن.
    3 – ما
    يصنعه بعض المديرين من حبٍ وتشجيعٍ للمدح والثناء – ولو زوراً – شعراً تارة ومقالة
    تارة وحديثاً أو خطاباً تارات أخرى.
    4 – التملق للتخلص من عبء المساءلة
    والمحاسبة حال الفساد أو التقصير.
    5 – حب الدنيا والتطلع لتحقيق مكاسب مادية أو
    معنوية ووجاهة اجتماعية زائفة، وقد شخص ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "ما
    ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه". وكما
    قيل: "عندما يبدأ الإنسان في الكفاح للوصول إلى السلطة، يبدأ الفساد يدب في
    سلوكه".
    6 – ضياع الأمانة عندما لا يوسد الأمر لمن هو جدير به، ويقدم عليه من هو
    دونه، لاعتبارات كثيرة أبعد ما تكون عن الجدارة والكفاءة والأهلية.
    7 – ضعف
    الجهات الرقابية وعدم فعاليتها في ممارسة صلاحياتها، أو أحياناً يكون قد دب إليها
    هذا الداء، وأصبحت الرقابة تحتاج إلى رقابة! فكيف تداوي الناس وأنت عليل؟ كما
    قيل.

    وأخيراً فإن للسلوك الاستهلاكي دوراً مهماً في انتهاج السلوك الانتهازي
    في التعامل مع الناس، فعندما يعتاد الشخص نمطاً استهلاكياً معيناً في حياته فإنه
    وللمحافظة عليه وإشباع نهمه المتنامي لا بد وأن يتخلى عن كثير من الأخلاق والقيم
    التي تحول دون تحقيق هذا النمط أو تؤثر فيهن فتجده عندما يستلم منصباً معيناً يكون
    هاجسه الأكبر هو تحسين وضعه المادي بشكل سريع قبل مغادرة هذا المنصب، وبأي وسيلة
    كانت، بالتزلف تارة أو الرشوة تارة أخرى، أو التفريط في أهداف العمل أحياناً ما دام
    أن هذا سيكفل له ارتفاع الرصيد.


    ARMY-PALESTINE
    ARMY-PALESTINE
    عضو مجتهد
    عضو مجتهد


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    ذكر المزاج : سنموت واقفين ولن نركع

    الانتهازيون (1) Empty رد: الانتهازيون (1)

    مُساهمة من طرف ARMY-PALESTINE السبت مارس 06, 2010 12:13 pm

    المصير والعاقبة:
    لا يعرف الانتهازي شيئاً اسمه السعادة أو الطمأنينة أو انشراح
    الصدر وراحة البل، وكل نصيبه من ذلك متعة زائلة تعقبها حسرات دائمة، حياته كلها
    اضطراب وتوتر وقلق، يتقطع ندماً على ما فات، ويحمل هماً لما هو آت، لا يقنع بما
    عنده، ولا يرضى بما قسمه الله له، تدركه عقوبة الظالم لما انطوت عليه انتهازيته من
    ظلمٍ وتعدٍ وانتهاكٍ للحقوق.

    عواقب الظلم لا تخفى على أحد، فمنها العاجل في
    الدنيا، ومنها الآجل في الأخرى عندما يأتي يوم القيامة مفلساً، والظالم متعرض لدعوة
    المظلوم التي لا ترد، وقد أقسم الله أن ينصرها ولو بعد حين، والشواهد ماثلة ومصارع
    الظالمين معروفة.
    قال عبد العزيز الكتاني – صاحب كتاب الحيدة – للمتوكل: يا أمير
    المؤمنين ما رأيت أو ما رؤي أعجب من أمر الواثق، قتل أحمد بن نصر وكان لسانه يقرأ
    القرآن إلى أن دفن. فوجل المتوكل من كلامه وساءه ما سمع في أخيه الواثق، فلما دخل
    عليه الوزير ابن الزيات قال له المتوكل: في قلبي شيء من قتل أحمد بن نصر. فقال: يا
    أمير المؤمنين أحرقني الله بالنار إن قتله أمير المؤمنين إلا كافراً، ودخل عليه
    هرثمة فقال له في ذلك فقال: قطعني الله إرباً إرباً إن قتله إلا كافراً. ودخل عليه
    القاضي أحمد بن أبي دؤاد فقال له مثل ذلك فقال: ضربني الله بالفالج إن قتله الواثق
    إلا كافراً، قال المتوكل: فأما ابن الزيات فأنا أحرقته بالنار. وأما هرثمة فإنه هرب
    فاجتاز بقبيلة خزاعة فعرفه رجل من الحي فقال: يا معشر خزاعة هذا الذي قتل ابن عمكم
    أحمد بن نصر فقطعوه، فقطعوه إرباً إرباً. وأما ابن أبي دؤاد فقد سجنه الله في جلده
    – يعني بالفالج – ضربه الله قبل موته بأربع سنين، وصودر من صلب ماله بمال جزيل
    جداً.

    وذكر ابن القيم – رحمه الله – بعض المفاسد المترتبة على حب الرياسة
    وعاقبتها فقال: "إن طلاب الرياسة يسعون في تحصيلها لينالوا بها أغراضهم من العلو في
    الأرضن وتعبد القلوب لهم، وميلها إليهم، ومساعدتهم لهم على جميع أغراضهم مع كونهم
    عالين عليهم قاهرين لهم، فترتب على هذا المطلب من المفاسد ما لا يعلمه إلا الله من
    البغي والحسد والطغيان والحقد والظلم والفتنة والحمية للنفس دون حق الله، وتعظيم من
    حقّره الله، واحتقار من أكرمه الله، ولا تتم الرياسة الدنيوية إلا بذلك، ولا تنال
    إلا به وبأضعافه من المفاسد، والرؤساء في عمى عن هذا، فإذا كشف الغطاء تبين لهم
    فساد ما كانوا عليه، ولا سيما إذا حشروا في صور الذرّ يطؤهم أهل الموقف بأرجلهم
    إهانة لهم وتصغيراً كما صغَّروا أمر الله وحقَّروا عباده"، نسأل الله أن يمن علينا
    جميعاً بالهداية والتوفيق لكل خير، وأن يعيذنا من سوء العاقبة في الدنيا والآخرة،
    والله وحده المستعان.

    ما الحل؟
    في ظل الواقع المرير الذي يجثم عليه
    الانتهازيون، وتسود فيه أدبياتهم، ويقع المجتمع – أي مجتمع – ضحية لعتاتهم الذين
    يقومون بنحر قيمه وتبديد طاقاته وثرواته وإفساد أجياله دون هوادة أو رحمة، يبرز
    التساؤل المهم: ما الحل؟ نعم، ما هو الحل ونحن نرى كثيراً من خيرة أبناء المجتمع
    وهم يفقدون روح التفاني والتضحية بسبب شعورهم بالإحباط الذي يصل إلى حد اليأس في
    بعض حالاته، مما دفعهم إلى العزلة والانزواء بعيداً عن مواقع التأثير، تاركين
    لهؤلاء الشراذم من مزيفي الضمائر حرية العبث بمقدرات المجتمع وطاقاته يبيعونها
    بأبخس الأثمان في سوق نخاسة لا مثيل له.
    إنها بداية الهزيمة والخسارة الاجتماعية
    الجسيمة حينما يستولي شعور اليأس من الإصلاح على النفوس، فترضى بالاستسلام في
    معركتها مع الانتهازيين من سماسرة المبادئ والقيم والمثل، ماذا عساه أن يصنع هذا
    المحبط بل واليائس وهو يرى التعليم مثلاً، صناعة المستقبل والأجيال، في انحدار،
    والبطالة في ازدياد رغم وفرة الموارد! والأقساط والديون التي تثقل كواهل كثير من
    الأسر، وفي المقابل بذخ البعض في سفريات مدفوعة مهما طالت أو كلفت! وتخبط السفهاء
    من الإداريين، وسموم المخدرات وهي تفتك بالشباب يوماً بعد يوم دون أي اكتراث من قبل
    هؤلاء السماسرة في هذه المؤسسات "التربوية"!
    ولكون هذه الظاهرة تتفشى وتستفحل
    عندما تجد المناخ الملائم لها، فإن أنجع وسيلة وأسهل طريقة للقضاء عليها والحد من
    خطرها والتخلص من آثارها النكدة، هي كشف دهاقنتها وفضح أحابيلهم التي ينصبونها
    لمجتمعنا الطيب بكل فئاته، لئلا يفتكوا بقيمه السامية وخصاله الكريمة وأخلاقه
    النبيلة وأهدافه الكبرى وغاياته العظمى بنحرها قرباناً على بساط التزلف والتملق
    والتكسب، أو بسريان نفَسهم الخبيث فيه، وانتشار طرائقهم بين الناشئة فيتطبعوا
    بطباعهم، لا قدر الله.
    إن كشفهم بكثرة الحديث والكتابة عنهم والتحذير منهم، وكشف
    صفاتهم وأحابيل مكرهم تجعل من أساليبهم الملتوية أوراق توت تتهاوى لتسفر عن وجه
    قبيح المنظر، كريه السمات، فأُولى خطوات الحل إذن للقضاء على هذا الداء واقتلاعه من
    جذوره وتطهير المجتمع من فيروساته وجراثيمه المتعفنة – وإن كان يبدو عسيراً أو
    مستعصياً – هي الرقي بوعي الناس تجاه هذا الداء وصقل مواهبهم وتدريب حواسهم لتكون
    قادرة على كشف أنماط الانتهازيين وتعريتها بكشف الانتهازيين والحديث عن ممارستهم
    والتحذير منهم، والتضحية في سبيل ذلك، لئلا ينشأ جيل يتربى على القيم الانتهازية
    وثقافتها، فيصاب بمرض نقص المناعة "إيدز الانتهازية" فيفقد الحصانة من دائهم،
    ويتوهم أن هذه هي الطريقة المثلى للعيش وتحقيق الهدف، فيستشري شرهم ويتأصل في
    النفوس، فيتفاقم خطرهم ويست
    عصي علاجهم.
    ARMY-PALESTINE
    ARMY-PALESTINE
    عضو مجتهد
    عضو مجتهد


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : فلسطيني
    ذكر المزاج : سنموت واقفين ولن نركع

    الانتهازيون (1) Empty رد: الانتهازيون (1)

    مُساهمة من طرف ARMY-PALESTINE السبت مارس 06, 2010 12:21 pm

    مارس الانتهازيون ادواراً خطيرة على طول التاريخ البشري
    وكانت لهم سلوكيات أقل ما يقال عنها أنها تثير الاشمئزاز فلم يكن لهم لون واحد ولا
    استمروا على وتيرة واحدة وهذا هو ديدنهم دائماً وفي سيرة شبث بن ربعي على مدى
    تاريخه الحافل بالانتهازية والوصولية واستغلال الفرص ابشع استغلال


    أن اهم صفة يفتقر إليها الانتهازيون هو الصدق بمفهومه الأعم الذي يشمل الصدق مع
    النفس ومع المجتمع والصدق في العلاقة مع الله. فالحياة التي قامت بالحق والصدق في
    كل ذرات الوجود لم تكذب يوماً منذ أن خلقها الله عز وجل والى يومنا هذا وحتى تقوم
    الساعة فهي صادقة في صيفها الحار وشتائها البارد وليلها المظلم ونهارها المضيء وما
    خلق الله شيئاً في هذا الكون الواسع إلا ويشهد على الصدق في التعاطي مع سائر جزئيات
    الوجود الأخرى، بينما تجد الكذب قد استشرى في وجود الانتهازي فاحاطه وتغلغل في كل
    خلاياه لا يجد منه مهرباً فاصبح جزءاً من ذاته لا تعرفه بغيره ولما كان الكذب رأس
    كل الخطايا فإن سائر الصفات السلبية الأخرى التي سنتطرق إليها ستكون نتاجاً طبيعياً
    لصفة الكذب التي استولت على كيان جميع الانتهازيين والوصوليين

    اتمنى ان اكون وفقت في هذا الشرح عن الانتهازيين
    واتمنى ان ينال رضاكم
    تحياتي لكم .
    cleopatra2
    cleopatra2
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : مصري
    انثى المزاج : بالي وضميري مرتاحين والحمد لله

    الانتهازيون (1) Empty رد: الانتهازيون (1)

    مُساهمة من طرف cleopatra2 الجمعة مارس 12, 2010 5:39 am

    ARMY-PALESTINE
    يقف هؤلاء الانتهازيون عند ترديد الادعاءات الممجوجة عن سعيهم إلى إنقاذ الأوضاع بل أنهم مضوا في ممارسة الكذب والتضليل واستغلال معاناة الناس للتغطية على مواقفهم التي انجرّتْ إلى الإفراط في تشجيع العناصر المارقة، التي ركبت موجة الأنشطة الهدامة مدفوعة بنزعتها الانفصالية في نشر أعمال الفوضى والتخريب، ظناً من هؤلاء الانتهازيين أنهم من خلال تناغمهم مع تلك العناصر التي تحلم بعودة الإمامة الكهنوتية وأذيال الاستعمار والسلاطين سيتمكنون من نشر الفوضى في الساحة الوطنية وطرح أنفسهم بديلاً، مع أن الحقيقة أن تلك النزوات ليست سوى مجرد أوهام عشعشت في عقولهم، فهم لن يكونوا البديل ولا غيرهم، فإذا ما حلت الفوضى - لاسمح الله - فإن الكل سيدفعون الثمن وفي مقدمتهم أولئك الذين أفنوا أعمارهم يقتاتون من الأزمات ويعملون على استمرارها باستماتة، ويسعون بملكاتهم الانتهازية إلى التكسب والتمصلح من ورائها.
    ويتسع حجم المفارقة هنا بتحالف «المنحوس مع خائب الرجاء» من أصحاب المشاريع الصغيرة الذين لا جامع بينهم سوى الجهالة والسطحية والتفاهة والحقارة والأحقاد والضغائن والنزعات الضيقة، إذ أن كلا منهم يغني على ليلاه، وإذا كان هناك رابط بينهم فليس أكثر من الروح الشريرة التي تصور لهم أنهم بهذا التحالف الشيطاني سيصلون إلى تقاسم غنائم هذا الوطن، كل بحجم دوره في المخطط التآمري وانسحاقه في دهاليز ذلك المخطط.
    ويخطئون ألف مرة إذا ما اعتقدوا أن الشعب غافل عن هذه المواقف المريبة أو أنه لا يراقبهم ويرصد تحركاتهم، والأحرى بهم أن يراجعوا أنفسهم ويتقوا الله في وطنهم، ويعلموا أنّ "المكر السّيئُ لا يحيق إلاّ بأهله".
    بقيت ثلاثة أساليب يلجأ إليها الانتهازيون للتأثير على ضحاياهم حتى يقدموا المطلوب منهم على غير وجه حق، ودون قناعة من الداخل. أولى هذه الأساليب التكرار دون ملل، فهو يكرر الطلب بأساليب شتى بعضها متطابق وأخرى تختلف بعض الشيء شكلاً لا موضوعاً حتى تخضع الضحية وتستسلم لما هو مطلوب منها. ما العمل؟ الصمود، وإفهام سيادة الانتهازي معنى كلمة (لا)، وأنه لو كرر الطلب ألف مرة، فلن يجد في مقابلها إلاّ ألف (لا)، أي أن التكرار لن يفيد شيئاً لأن الذي يطلبه غير مقبول أو غير نظامي ولا يمكن تنفيذه، وكفى.
    وأسلوب آخر هو الذاكرة الانتقائية، بمعنى أن يتم عقد اجتماع ما أو تتم محادثة بين طرفين ينتج عنها اتفاق على تنفيذ خطة معينة يجمع عليها المجتمعون أو المتحدثون. ثم تستيقظ الضحية يوماً لتجد الانتهازي وقد فاجأها بمقولة لم تُقل أو اتفاق لم يتم، أي أن سيادته يزعم تمتعه بذاكرة انتقائية تختار ما تريد وتزيف ما تشاء وصولاً إلى مبتغاها من الضحية. ولمواجهة هذا النوع من الانتهازيين يستحسن تسجيل كل شيء صوتاً وتوثيقه كتابة، فإن لم يكن فوجود شاهد موثوق يدخل في باب الحيطة الجيدة.وآخر هذه الأساليب الملتوية التشويه، أي تشويه سمعة الضحية ليبدو دائماً على أنه (الشخص السيئ) الذي لا يمكن الاعتماد عليه. وتلك بالطبع ممارسة (واطية)، لكنها ناجحة ضد الأبرياء الضعفاء الذين لا يستبعد اقتناعهم بأنهم فعلاً سيئون ومسيئون للمنظمة التي ينتمون إليها، إلا أن يخضعوا للسيد الانتهازي. وكل هذه الصور قد تقع حتى في محيط الأسرة عندما تتوفر العناصر المناسبة: انتهازي وضحية. وتلك في واقع الحال أشدها إيلاماً على حد قول الشاعر :
    وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
    على المرء من وقع الحسام المهند
    هكذا هي الدنيا تتنازعها عوامل الشر والخير، لا يهدأ لبعض من فيها من البشر حال إلاّ باستغلال الآخرين و(مص) دمائهم وإرغامهم على ما يكرهون عدواناً وظلماً.

    اخي العزيز
    لا يخيفني وجود انتهازيون بعصرنا هذا
    فالدوافع والظروف البائسة لمجتمعاتنا عامل ومساعد كبير بكثرتهم
    ولكن ما يقلقني انهم مثلي ومثلك
    لهم نفس الملامح واللون والدين واللغة
    ومن الصعب معرفتهم من اول وهلة
    جزاك الله كل الخير علي الموضوع
    احسنت الاختيار
    وتقبل مروري

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 11:58 am