الانسان وعي بالذات. انه واع بذاته, واع بحقيقته وبكرامته الانسانية. وبهذا فهو يختلف جوهرياً عن الحيوان, الذي لا يتجاوز مستوى "الاحساس" البسيط بذاته..
ولكي يحصل الوعي بالذات فان على الرغبة ان تتعلق بموضوع غير طبيعي, بشيء يتجاوز الواقع المعطى. بيد ان الشيء الذي يتجاوز هذا الواقع المعطى هو الرغبة ذاتها, لان الرغبة بما هي كذلك, أي قبل اشباعها, ليست في الحقيقية الا عدما ظاهراً وفراغاً لا واقع له. ان الرغبة التي تظهر على شكل فراغ, والتي تبرز غياب واقع ما, هي بالاساس شيء اخر غير الشيء المرغوب فيه, شيء مغاير للشيء مغاير للكائن الواقعي الثابت والمعطى الذي يظل بصفة أبدية مطابقاً لذاته.
ان الرغبة التي تتعلق برغبة أخرى بما هي رغبة, تخلق اذن وعن طريق الفعل السلفي والتمثلي الذي يقوم باشباعها, "أنا" مغايرا بصفة جوهرية "للأنا" الحيواني. هذا "الأنا" الذي "يتغذى" على الرغبات, سيكون هو نفسه في أصل وجوده, رغبة يخلقها إشباع رغبتها. وبما ان الرغبة تتحقق بفعل العمل السالب للمعطى, فان وجود هذا "الأنا" ذاته يصير عملاً. وهذا "الأنا" لن يكون "كالأنا" الحيواني مطابقاً أو مساوياً لذاته, بل "نفيا سالبا".
على الرغبة الانسانية ان تتعلق برغبة أخرى, وحتى تكون هناك رغبة انسانية يجب ان يكون هنالك أولاً وبالذات تعدد للرغابت "الحيوانية". وبعبارة أخرى, حتى يمكن للوعي بالذات أن ينشأ عن الاحساس بالذات, وحتى يتسنى للحقيقة الانسانية أن تتشكل داخل الحقيقة الحيوانية, فانه يجب ان تكون هذه الاخيرة اساساً متعددة, فالانسان لا يمكنه ان يطهر اذن على وجه الارض الا داخل "قطيع" ولذلك فان الحقيقة لا يمكن ان تكون الا اجتماعية. ولكن تعدد الرغابت وحده لا يكفي ليصير هذا القطيع مجتمعاً. بل ينبغي ان تتعلق رغبات كل فرد فيه – أو على الاقل ان تكون قادرة على ان تتعلق – برغبات بقية الافراد. واذا كانت الحقيقة الانسانية حقيقة اجتماعية, فان المجتمع ليس انساناً الا بما هو مجموعة رغبات يرغب بعضها في البعض الاخر بصفة متبادلة وبما هي رغبات.
ان الرغبة الانسانية المولدة للانسان والمكونة لفرد حر وتاريخي وواع بفرديته وحريته وتاريخه, وفي الاخير بتاريخيته, تختلف اذن عن الرغبة الحيوانية "المكونة لكائن طبيعي يحيا فحسب ولا يملك سوى الاحساس بحياته" باعتبارها تتعلق برغبة أخرى وليس بموضوع واقعي و"ايجابي" ومعطى...
وحتى يكون الانسان حقيقة انسانية, ولكي يتميز جوهرياً وواقعياً عن الحيوان فان ينبغي ان تقضى رغبته الانسانية فعلياً على رغبته الحيوانية. بيد ان كل رغبة هي رغبة في قيمة ما. فالقيمة العليا للحيوان هي حياته الحيوانية. وكل رغباته في اخر التحليل هي حصيلة رغبته في البقاء. وبعبارة أخرى فالانسان لا "يؤكد" انسانيته الا اذا خاطر بحياته "الحيوانية" في سبيل رغبته الانسانية. انه من خلال هذه المخاطر وبواسطتها تتأكد أي تنكشف وتبين ويتم اختيارها وتثبت أدلتها بما هي مختلفة جوهرياً عن الحقيقة الحيوانية الطبيعية.
ولكي يحصل الوعي بالذات فان على الرغبة ان تتعلق بموضوع غير طبيعي, بشيء يتجاوز الواقع المعطى. بيد ان الشيء الذي يتجاوز هذا الواقع المعطى هو الرغبة ذاتها, لان الرغبة بما هي كذلك, أي قبل اشباعها, ليست في الحقيقية الا عدما ظاهراً وفراغاً لا واقع له. ان الرغبة التي تظهر على شكل فراغ, والتي تبرز غياب واقع ما, هي بالاساس شيء اخر غير الشيء المرغوب فيه, شيء مغاير للشيء مغاير للكائن الواقعي الثابت والمعطى الذي يظل بصفة أبدية مطابقاً لذاته.
ان الرغبة التي تتعلق برغبة أخرى بما هي رغبة, تخلق اذن وعن طريق الفعل السلفي والتمثلي الذي يقوم باشباعها, "أنا" مغايرا بصفة جوهرية "للأنا" الحيواني. هذا "الأنا" الذي "يتغذى" على الرغبات, سيكون هو نفسه في أصل وجوده, رغبة يخلقها إشباع رغبتها. وبما ان الرغبة تتحقق بفعل العمل السالب للمعطى, فان وجود هذا "الأنا" ذاته يصير عملاً. وهذا "الأنا" لن يكون "كالأنا" الحيواني مطابقاً أو مساوياً لذاته, بل "نفيا سالبا".
على الرغبة الانسانية ان تتعلق برغبة أخرى, وحتى تكون هناك رغبة انسانية يجب ان يكون هنالك أولاً وبالذات تعدد للرغابت "الحيوانية". وبعبارة أخرى, حتى يمكن للوعي بالذات أن ينشأ عن الاحساس بالذات, وحتى يتسنى للحقيقة الانسانية أن تتشكل داخل الحقيقة الحيوانية, فانه يجب ان تكون هذه الاخيرة اساساً متعددة, فالانسان لا يمكنه ان يطهر اذن على وجه الارض الا داخل "قطيع" ولذلك فان الحقيقة لا يمكن ان تكون الا اجتماعية. ولكن تعدد الرغابت وحده لا يكفي ليصير هذا القطيع مجتمعاً. بل ينبغي ان تتعلق رغبات كل فرد فيه – أو على الاقل ان تكون قادرة على ان تتعلق – برغبات بقية الافراد. واذا كانت الحقيقة الانسانية حقيقة اجتماعية, فان المجتمع ليس انساناً الا بما هو مجموعة رغبات يرغب بعضها في البعض الاخر بصفة متبادلة وبما هي رغبات.
ان الرغبة الانسانية المولدة للانسان والمكونة لفرد حر وتاريخي وواع بفرديته وحريته وتاريخه, وفي الاخير بتاريخيته, تختلف اذن عن الرغبة الحيوانية "المكونة لكائن طبيعي يحيا فحسب ولا يملك سوى الاحساس بحياته" باعتبارها تتعلق برغبة أخرى وليس بموضوع واقعي و"ايجابي" ومعطى...
وحتى يكون الانسان حقيقة انسانية, ولكي يتميز جوهرياً وواقعياً عن الحيوان فان ينبغي ان تقضى رغبته الانسانية فعلياً على رغبته الحيوانية. بيد ان كل رغبة هي رغبة في قيمة ما. فالقيمة العليا للحيوان هي حياته الحيوانية. وكل رغباته في اخر التحليل هي حصيلة رغبته في البقاء. وبعبارة أخرى فالانسان لا "يؤكد" انسانيته الا اذا خاطر بحياته "الحيوانية" في سبيل رغبته الانسانية. انه من خلال هذه المخاطر وبواسطتها تتأكد أي تنكشف وتبين ويتم اختيارها وتثبت أدلتها بما هي مختلفة جوهرياً عن الحقيقة الحيوانية الطبيعية.