يتضمن المرض تهديدا مضاعفا ضد حياة الفرد نفسها، حيث إن غالبية الأفراد يتفكرون وينشغلون بالقضايا الوجودية والروحية حول الموت والفناء، وتكثر مثل هذه الأسئلة عندما يصاب الشخص بمرض حاد وربما يخمن أحدنا بأنه من المحتمل أن الكوارث كالأمراض والحوادث تولد القلق من الموت لدى الأفراد الذين يتعرضون لها، أو حتى لدى الأفراد المحيطين بهم. وهذا صحيح؛ لأن وعي الأفراد بموتهم الخاص يزداد نتيجة التعرض للأحداث المؤلمة أو الخطرة.
ومن هذا المنطق فإن إصابة الفرد بمرض القلب ربما تزيد من تفكيره في المخاطر التي قد تتولد نتيجة ذلك، ولعل أكثر هذه المخاطر إثارة لقلق الفرد هي أن هذا المرض قد ينهي حياته في أي لحظة، ومن ثم يجعله وجها لوجه أمام نهايته المحتومة، مما يثير خوف الفرد من موته الخاص، وهذا يؤثر في سلوكياته وتصرفاته وعلى مجرى حياته، ويجعل الفرد أكثر تفكيرا وانشغالا بما قد يولده المرض من مخاطر على الشخصية.
يعاني مريض القلب القلق بشكل عام بسبب غموض مصيره الصحي، وخوفه من المستقبل المجهول والغامض، وما قد ينتظره بسبب مضاعفات مرضه، وما يسببه له من شعور غير مريح، ويظهر ذلك من خلال الأوراق وكثرة الكلام وعدم القدرة على الاستقرار نتيجة كثرة التفكير في مرضه .
ويرى د.محمد النابلسي أن الخوف القلب، وضيق التنفس، والغثيان، ويؤكد أن جميع المرضى المصابين بالذبحة القلبية الذين فحصهم، أكدوا أن شعورا بالخوف من الموت انتابهم قبل فترات مختلفة من إصاباتهم بالمرض، ويؤكد هؤلاء المرضى أن خوفهم من الموت كان منسيا وغير واع حتى لحظة حدوث المرض، وكان هذا يجبرهم على الجمود وعدم الحراك، وهذه الإحساسات كانت تجعلهم يتذكرون، بشكل مفاجئ، خوفهم السابق من الموت.
وتجدر الإشارة إلى أن الآثار النفسية للمرض على الأفراد، الناجمة عن الإصابة بالأمراض الخطرة لا تنتهي بانتهاء أزمة المرض، فالأفراد الذين ينجون من الموت نتيجة المرور بأزمات وأمراض خطرة مثل السكتة القلبية يستمرون في التأثر بما يسمى بخبرات الاقتراب من الموت التي تؤثر في مجرى حياتهم اليومية، وأن فهم مثل هذه الخبرات ضروري للوصول إلى فهم لوعي الأفراد بموتهم الخاص، ومدى خوفهم منه.
ويؤكد أدلبرت وسترانج أن المرضى وأقرباءهم كثيرا ما ينشغلون بالأفكار الوجودية وبقلق الموت، وحتى لو لم يظهر قلق الموت بشكل مباشر فإنه قد يبدو من خلال أنواع عدة من المشاعر المرتبطة بخوف الموت، والمنتشرة بكثرة بين المرضى وذويهم مثل: الألم والحزن واليأس والخوف الوجودي، والقلق الوجودي مثل هذه الأمور يجب على الأفراد الذين يتعاملون مع المرضى أن يكونوا على وعي بها من أجل تزويدهم بالمساندة والدعم اللازمين؛ وذلك للوصول إلى تكيف أفضل مع المرض.
فللأفراد الذين يتعاملون مع مرضى القلب في المستشفيات، مثل الأطباء والممرضين، دور أساسي في التغلب على الآثار السلبية الناجمة عن المرض، مثل الخوف من الموت. ويفسر كاستينبوم ونورماند السبب الذي يجعل مرحلة الاحتضار تسبب الخوف والمعاناة للمرضى، بأن الأفراد عادة ما يرسمون مشهدا لموتهم المتوقع يخالف بجاربهم في خضم الحياة اليومية، ففي دارستهما على طلبة سجلوا في مساق التربية المتصلة بالموت، طلبا من الطلبة تصور كيف سيكون مشهد فراش موتهم؟ أجاب معظم المشتركين بأن موتهم سوف يحدث في الشيخوخة، وفي بيتهم الخاص، وهم محاطون بأفراد عائلاتهم. وفضلا عن ذلك، اعتقد المشاركون بأنهم سيكونون مدركين وواعين حتى خلال مراحل الاحتضار الشديدة، وأن موتهم سيكون غير مؤلم، ومختصر، دون حزن.
وقد حاول العلماء تعرف المراحل التي يمر بها قلق الموت نتيجة إصابة الأفراد بالأمراض وبخاصة الخطرة منها مثل حالات أمراض القلب. ففي دراستهما لردود فعل المرضى المصابين بأمراض مميتة اقترح أنبجوزار وبوينو وجود خمس من مراحل المجابهة النفسية اظهر لدى هؤلاء المرضى تجاه موتهم الخاص محاولة لمواجهة قلق الموت وهي: الإنكار، والغضب، والمساومة، والحزن، والقبول.
نستنتج مما سبق أن القلق من الموت والخوف منه، لا يختص بشريحة من شرائح المجتمع أو عمر معين. ومن ثم فمن الخطأ أن نحكم على أن قلق الموت غير موجود وغير منتشر بين مرضى القلب، لمجرد أننا لا نجدهم يتكلمون عن الموت يتحدثون عنه.
ولا توجد دراسة عملية في مجتمعنا تؤيد هذا الفرض أو تنفيه، لذلك فنحن بحاجة إلى إجراء دراسات عديدة عن قلق الموت لدى هذه الشريحة المهمة في المجتمع، وغيرها من شرائح المجتمع المختلفة لنتوصل إلى نتائج مستندة إلى منهجية علمية، نتعرف من خلالها مدى انتشار هذه الظاهرة، ومن ثم أخذها بعين الاعتبار في الكتب والمقالات العديدة التي تتتحدث عن المرضى ومعاناتهم وأنواع القلق المنتشرة بينهم، التي لا يوجد فيها ذكر لقلق الموت، ومدى انتشاره بينهم، وأثره على توافقهم النفسي إلا ما ندر.
خلاصة القول إن موضوع قلق الموت لدى مرضى القلب يعتبر موضوعا معقدا وشائكا، حيث يتأثر بعديد من العوامل النفسية والجسمية والمتغيرات المرتبطة بالشخص المريض وظروفه الصحية والاجتماعية.
ومن هذا المنطق فإن إصابة الفرد بمرض القلب ربما تزيد من تفكيره في المخاطر التي قد تتولد نتيجة ذلك، ولعل أكثر هذه المخاطر إثارة لقلق الفرد هي أن هذا المرض قد ينهي حياته في أي لحظة، ومن ثم يجعله وجها لوجه أمام نهايته المحتومة، مما يثير خوف الفرد من موته الخاص، وهذا يؤثر في سلوكياته وتصرفاته وعلى مجرى حياته، ويجعل الفرد أكثر تفكيرا وانشغالا بما قد يولده المرض من مخاطر على الشخصية.
يعاني مريض القلب القلق بشكل عام بسبب غموض مصيره الصحي، وخوفه من المستقبل المجهول والغامض، وما قد ينتظره بسبب مضاعفات مرضه، وما يسببه له من شعور غير مريح، ويظهر ذلك من خلال الأوراق وكثرة الكلام وعدم القدرة على الاستقرار نتيجة كثرة التفكير في مرضه .
ويرى د.محمد النابلسي أن الخوف القلب، وضيق التنفس، والغثيان، ويؤكد أن جميع المرضى المصابين بالذبحة القلبية الذين فحصهم، أكدوا أن شعورا بالخوف من الموت انتابهم قبل فترات مختلفة من إصاباتهم بالمرض، ويؤكد هؤلاء المرضى أن خوفهم من الموت كان منسيا وغير واع حتى لحظة حدوث المرض، وكان هذا يجبرهم على الجمود وعدم الحراك، وهذه الإحساسات كانت تجعلهم يتذكرون، بشكل مفاجئ، خوفهم السابق من الموت.
وتجدر الإشارة إلى أن الآثار النفسية للمرض على الأفراد، الناجمة عن الإصابة بالأمراض الخطرة لا تنتهي بانتهاء أزمة المرض، فالأفراد الذين ينجون من الموت نتيجة المرور بأزمات وأمراض خطرة مثل السكتة القلبية يستمرون في التأثر بما يسمى بخبرات الاقتراب من الموت التي تؤثر في مجرى حياتهم اليومية، وأن فهم مثل هذه الخبرات ضروري للوصول إلى فهم لوعي الأفراد بموتهم الخاص، ومدى خوفهم منه.
ويؤكد أدلبرت وسترانج أن المرضى وأقرباءهم كثيرا ما ينشغلون بالأفكار الوجودية وبقلق الموت، وحتى لو لم يظهر قلق الموت بشكل مباشر فإنه قد يبدو من خلال أنواع عدة من المشاعر المرتبطة بخوف الموت، والمنتشرة بكثرة بين المرضى وذويهم مثل: الألم والحزن واليأس والخوف الوجودي، والقلق الوجودي مثل هذه الأمور يجب على الأفراد الذين يتعاملون مع المرضى أن يكونوا على وعي بها من أجل تزويدهم بالمساندة والدعم اللازمين؛ وذلك للوصول إلى تكيف أفضل مع المرض.
فللأفراد الذين يتعاملون مع مرضى القلب في المستشفيات، مثل الأطباء والممرضين، دور أساسي في التغلب على الآثار السلبية الناجمة عن المرض، مثل الخوف من الموت. ويفسر كاستينبوم ونورماند السبب الذي يجعل مرحلة الاحتضار تسبب الخوف والمعاناة للمرضى، بأن الأفراد عادة ما يرسمون مشهدا لموتهم المتوقع يخالف بجاربهم في خضم الحياة اليومية، ففي دارستهما على طلبة سجلوا في مساق التربية المتصلة بالموت، طلبا من الطلبة تصور كيف سيكون مشهد فراش موتهم؟ أجاب معظم المشتركين بأن موتهم سوف يحدث في الشيخوخة، وفي بيتهم الخاص، وهم محاطون بأفراد عائلاتهم. وفضلا عن ذلك، اعتقد المشاركون بأنهم سيكونون مدركين وواعين حتى خلال مراحل الاحتضار الشديدة، وأن موتهم سيكون غير مؤلم، ومختصر، دون حزن.
وقد حاول العلماء تعرف المراحل التي يمر بها قلق الموت نتيجة إصابة الأفراد بالأمراض وبخاصة الخطرة منها مثل حالات أمراض القلب. ففي دراستهما لردود فعل المرضى المصابين بأمراض مميتة اقترح أنبجوزار وبوينو وجود خمس من مراحل المجابهة النفسية اظهر لدى هؤلاء المرضى تجاه موتهم الخاص محاولة لمواجهة قلق الموت وهي: الإنكار، والغضب، والمساومة، والحزن، والقبول.
نستنتج مما سبق أن القلق من الموت والخوف منه، لا يختص بشريحة من شرائح المجتمع أو عمر معين. ومن ثم فمن الخطأ أن نحكم على أن قلق الموت غير موجود وغير منتشر بين مرضى القلب، لمجرد أننا لا نجدهم يتكلمون عن الموت يتحدثون عنه.
ولا توجد دراسة عملية في مجتمعنا تؤيد هذا الفرض أو تنفيه، لذلك فنحن بحاجة إلى إجراء دراسات عديدة عن قلق الموت لدى هذه الشريحة المهمة في المجتمع، وغيرها من شرائح المجتمع المختلفة لنتوصل إلى نتائج مستندة إلى منهجية علمية، نتعرف من خلالها مدى انتشار هذه الظاهرة، ومن ثم أخذها بعين الاعتبار في الكتب والمقالات العديدة التي تتتحدث عن المرضى ومعاناتهم وأنواع القلق المنتشرة بينهم، التي لا يوجد فيها ذكر لقلق الموت، ومدى انتشاره بينهم، وأثره على توافقهم النفسي إلا ما ندر.
خلاصة القول إن موضوع قلق الموت لدى مرضى القلب يعتبر موضوعا معقدا وشائكا، حيث يتأثر بعديد من العوامل النفسية والجسمية والمتغيرات المرتبطة بالشخص المريض وظروفه الصحية والاجتماعية.