$ هذا هو موقف مصر $$
أذهلتني تلاوات الشهادة بين من تبقى له ثوانٍ أخيرة في حياته قبل أن يودعها شهيدا، زلزلتني تكبيرات الحزن والغضب التي اختلطت بالدموع والصراخ على من وقعت منهم راية الحماس (ولن أقول الإسلام؛ لأن الإسلام ليس حكرا على أحد)
وفي لحظة من لحظات الصمت اشتممت رائحة الموت تتسرب لي عبر التليفزيون، في لحظة سكون لم أسمع سوى دوي الانفجارات، في ثانية أعاقني رماد الحريق من التنفس وضاق صدري، سمعت صوتا في أذني ليس في محيطي ولا حتى في التليفزيون يقول: وآآآه غزة.. لقد أصبحت تجارة الموت هي شهرتك.
غزة.. نعم هي بيت القصيد... هي من ألانت النيران كل ما فيها حتى الحديد... استيقظت في تمام الحادية عشرة من يوم السبت على مشاهد مروعة، الدماء في كل مكان، دخان وأحزان، فعزفت عن إفطاري بعدما حاصرني الحزن تماما كما حاصر غزة، ولكن عندما دققت واستزدت وعرفت اندهشت.
منذ اللحظات الأولى للهجمات المفزعة التي ارتوت منها غزة حتى الثمالة والعالم العربي خرج في حالة غضب عارم يبحث فيه عن متهم يعلقونه في مشنقة غزة وقد وجدوا ضالتهم في مصر.. نعم اتضح أن مصر هي من خططت ونظمت ووافقت وباركت على العدوان.. أي والله زي ماباقولكم كده ده اللي شفته على قناة الجزيرة بالحرف الواحد.
"عبد الله الشلح" أمين عام تنظيم الجهاد بفلسطين:
- وزيرة الخارجية الإسرائيلية كانت مع الرئيس المصري قبل الاعتداءات بيومين وأعلنت من بلدنا الشقيقة مصر أنها سوف تمحو حماس تماما ومع ذلك لم تفعل الأخيرة شيئا، إذا لم تفتح مصر المعابر فهي متواطئة مع الاحتلال ومشارِكة في العدوان تماما مثل إسرائيل.
السيد "حسن نصر الله" الأمين العام لحزب الله الشيعي اللبناني:
- فليخرج الشعب المصري بالملايين ويفتحوا المعبر بقوة، ولتخرج القوات المسلحة للرئيس وتقول له: لا نرضى على أنفسنا أن نحرس هؤلاء الخونة...
- هناك أنظمة عربية وافقت على هذا العدوان.
"هانبال القذافي": مصر تشارك في حصار غزة مثل إسرائيل، ورفضت أن تحط طائراتنا بمطار العريش.. مصر لا تريد أن تحط طائرة ليبية في مطار العريش.
وخد من ده كتير..
أي نعم أصبحت مصر هي المتهم الأول عن محرقة غزة، فجأة تحولت قاهرة المعز لتل أبيب، وتحول المصريون لصهاينة ولاد (....) في لحظات تم "تسييح" الموقف الرسمي على الموقف الحكومي وكلهم زي بعض.
وحتى أتفادى مسبقا اتهامات العمالة للحكومة المصرية ومعاداتي السامية لحركة حماس وتطبيعي مع اليهود أود أن أؤكد على موقفي الرافض تماما لإغلاق المعبر أمام الإخوة الفلسطينيين بل وأطالب بفتحه أمام النساء والأطفال والمسنين وليس الموتى فقط.
لكن حقا ما أرفضه وحقا لا أقبله، أن نصبح لبانة الإخوة العرب يمضغونها ويستمتعون بجمالها في تهدئة غزة هنا ووساطة بين فتح وحماس هناك، ويبصقونها بمجرد أن تفقد مذاقها في فمهم و(تمرّر)....
آسف.... بلدي أغلى عندي من أي شيء.. أسف لإخواننا في حماس... آسف للقضية الفلسطينية... آسف للمأساة الغزاوية.. ولكن كله إلا مصر.
كيف أقبل بأن يتم اتهامنا بأننا نظّمنا وخطّطنا وساعدنا ووافقنا على هجوم من هذا النوع.. نعم هناك تطبيع -زي السم على قلبي- نعم مواقفنا الدبلوماسية هزيلة في بعض الأحيان.. نعم نخضع لضغوط وحسابات دولية.. ولكن كله إلا كده، لا يصل الأمر لحد الاتهام بالتخطيط والموافقة.. كم أشعر بالأسف تجاه هذه العبارات التي تصدر ممن يحيون اليوم بدماء شهدائنا في يوم من الأيام، كم أشعر بالحسرة على جنودنا الذين ماتوا على الحدود برصاص فلسطيني ولم يكن هناك رد أو طلقة حتى طارت في الهواء..
كم أنا حزين على اللجنة الأمنية المصرية المقيمة في غزة والتي ذاقت الأمرّين بين فتح وحماس حتى تنال رضا الطرفين وبمجرد حدوث الانقلاب كانت أول المطرودين من القطاع.
غاضب ضد العدوان نعم.. حزين على قتلانا وجرحانا نعم..
ولكن أبقى حاملا جنسيتي المصرية أرفض من يهينها، أغضب ممن يتعدى عليها بالسب والقذف بذريعة إهانة النظام وليس الشعب والرموز، سيدي "حسن نصر الله" الشعب المصري لا يقبل توجيهات من أحد، الشعب المصري كان في الشارع بالآلاف عندما كانت الطائرات الإسرائيلية تغير على الجنوب اللبناني في (عيتا الشعب) وغيرها، الشعب المصري خرج بالآلاف قبل أن تقول كلمتك وتدعوهم للخروج،
سيدي "عبد الله الشلح" مصر لا تتواطأ ولا توافق على قتل هنا ولا إغارة هناك، مصر التي تنعتها بالمتواطئة كانت سببا بعد الله سبحانه وتعالى في إنقاذ فلسطين من كوارث إنسانية وبشرية لا تعرف أنت عنها شيئا للأسف رغم سنك وخبرتك التي من المفترض أن تكون نضجت بفعل السنين، مصر التي تتحدث عنها وعن مواقفها المتخاذلة تستضيف أهلك وعشيرتك بالملايين قبل حتى أن تعرف أنفاسك طريقها في هذه الدنيا.
شقيقتنا قطر.. أعتقد أنه من غير المقبول أن تكون المزايدات الوطنية علينا هي شعارك في وقت الأزمة، أظن أنه من غير المقبول أن يتم التلميح إلينا كمانعين للرحمة وعازفين عن تقديم المساعدات القطرية العظيمة إلى فلسطين، من غير المقبول أن تبادري إلى نشر هذه الادعاءات في وسائل الإعلام خاصة وأن رائحة البارود المنبعثة من القواعد العسكرية الأجنبية في قطر لم تهدأ بعد، وأعتقد أيضا أن دماء العراقيين التي سالت بفعل الطائرات الأباتشي والإف 16 التي انطلقت من قواعد عسكرية في قطر (هي الأكبر بالمناسبة في المنطقة العربية بل والشرق الأوسط كله) لم تجف وما زالت حية شاهدا عليكم، أتمنى ألا تجعلينا نفصح عما نسكت عنه.
في نهاية حديثي أحب أن أوجه تساؤلا صغيرا ضئيلا
لكل الإخوة في فلسطين ممن يعتقدون أننا توأم الجيش الإسرائيلي يؤمّن على ما يفعله ويبارك ما يقوله..
ماذا فعلت لكم سوريا التي تتغنون بمواقفها الداعمة لكم،
ماذا فعلت لكم الأردن التي أبادتكم بالآلاف أيام الملك "حسين" وبطائرات لا تختلف كثيرا عن طائرات الأباتشي الإسرائيلية، أعتقد أن الحق حق أن يقال وأن الباطل باطل لا محال.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أفجعني مشاهد القتلى، أدمت عيني صور الجثث،أذهلتني تلاوات الشهادة بين من تبقى له ثوانٍ أخيرة في حياته قبل أن يودعها شهيدا، زلزلتني تكبيرات الحزن والغضب التي اختلطت بالدموع والصراخ على من وقعت منهم راية الحماس (ولن أقول الإسلام؛ لأن الإسلام ليس حكرا على أحد)
وفي لحظة من لحظات الصمت اشتممت رائحة الموت تتسرب لي عبر التليفزيون، في لحظة سكون لم أسمع سوى دوي الانفجارات، في ثانية أعاقني رماد الحريق من التنفس وضاق صدري، سمعت صوتا في أذني ليس في محيطي ولا حتى في التليفزيون يقول: وآآآه غزة.. لقد أصبحت تجارة الموت هي شهرتك.
غزة.. نعم هي بيت القصيد... هي من ألانت النيران كل ما فيها حتى الحديد... استيقظت في تمام الحادية عشرة من يوم السبت على مشاهد مروعة، الدماء في كل مكان، دخان وأحزان، فعزفت عن إفطاري بعدما حاصرني الحزن تماما كما حاصر غزة، ولكن عندما دققت واستزدت وعرفت اندهشت.
منذ اللحظات الأولى للهجمات المفزعة التي ارتوت منها غزة حتى الثمالة والعالم العربي خرج في حالة غضب عارم يبحث فيه عن متهم يعلقونه في مشنقة غزة وقد وجدوا ضالتهم في مصر.. نعم اتضح أن مصر هي من خططت ونظمت ووافقت وباركت على العدوان.. أي والله زي ماباقولكم كده ده اللي شفته على قناة الجزيرة بالحرف الواحد.
"عبد الله الشلح" أمين عام تنظيم الجهاد بفلسطين:
- وزيرة الخارجية الإسرائيلية كانت مع الرئيس المصري قبل الاعتداءات بيومين وأعلنت من بلدنا الشقيقة مصر أنها سوف تمحو حماس تماما ومع ذلك لم تفعل الأخيرة شيئا، إذا لم تفتح مصر المعابر فهي متواطئة مع الاحتلال ومشارِكة في العدوان تماما مثل إسرائيل.
السيد "حسن نصر الله" الأمين العام لحزب الله الشيعي اللبناني:
- فليخرج الشعب المصري بالملايين ويفتحوا المعبر بقوة، ولتخرج القوات المسلحة للرئيس وتقول له: لا نرضى على أنفسنا أن نحرس هؤلاء الخونة...
- هناك أنظمة عربية وافقت على هذا العدوان.
"هانبال القذافي": مصر تشارك في حصار غزة مثل إسرائيل، ورفضت أن تحط طائراتنا بمطار العريش.. مصر لا تريد أن تحط طائرة ليبية في مطار العريش.
وخد من ده كتير..
أي نعم أصبحت مصر هي المتهم الأول عن محرقة غزة، فجأة تحولت قاهرة المعز لتل أبيب، وتحول المصريون لصهاينة ولاد (....) في لحظات تم "تسييح" الموقف الرسمي على الموقف الحكومي وكلهم زي بعض.
وحتى أتفادى مسبقا اتهامات العمالة للحكومة المصرية ومعاداتي السامية لحركة حماس وتطبيعي مع اليهود أود أن أؤكد على موقفي الرافض تماما لإغلاق المعبر أمام الإخوة الفلسطينيين بل وأطالب بفتحه أمام النساء والأطفال والمسنين وليس الموتى فقط.
لكن حقا ما أرفضه وحقا لا أقبله، أن نصبح لبانة الإخوة العرب يمضغونها ويستمتعون بجمالها في تهدئة غزة هنا ووساطة بين فتح وحماس هناك، ويبصقونها بمجرد أن تفقد مذاقها في فمهم و(تمرّر)....
آسف.... بلدي أغلى عندي من أي شيء.. أسف لإخواننا في حماس... آسف للقضية الفلسطينية... آسف للمأساة الغزاوية.. ولكن كله إلا مصر.
كيف أقبل بأن يتم اتهامنا بأننا نظّمنا وخطّطنا وساعدنا ووافقنا على هجوم من هذا النوع.. نعم هناك تطبيع -زي السم على قلبي- نعم مواقفنا الدبلوماسية هزيلة في بعض الأحيان.. نعم نخضع لضغوط وحسابات دولية.. ولكن كله إلا كده، لا يصل الأمر لحد الاتهام بالتخطيط والموافقة.. كم أشعر بالأسف تجاه هذه العبارات التي تصدر ممن يحيون اليوم بدماء شهدائنا في يوم من الأيام، كم أشعر بالحسرة على جنودنا الذين ماتوا على الحدود برصاص فلسطيني ولم يكن هناك رد أو طلقة حتى طارت في الهواء..
كم أنا حزين على اللجنة الأمنية المصرية المقيمة في غزة والتي ذاقت الأمرّين بين فتح وحماس حتى تنال رضا الطرفين وبمجرد حدوث الانقلاب كانت أول المطرودين من القطاع.
غاضب ضد العدوان نعم.. حزين على قتلانا وجرحانا نعم..
ولكن أبقى حاملا جنسيتي المصرية أرفض من يهينها، أغضب ممن يتعدى عليها بالسب والقذف بذريعة إهانة النظام وليس الشعب والرموز، سيدي "حسن نصر الله" الشعب المصري لا يقبل توجيهات من أحد، الشعب المصري كان في الشارع بالآلاف عندما كانت الطائرات الإسرائيلية تغير على الجنوب اللبناني في (عيتا الشعب) وغيرها، الشعب المصري خرج بالآلاف قبل أن تقول كلمتك وتدعوهم للخروج،
سيدي "عبد الله الشلح" مصر لا تتواطأ ولا توافق على قتل هنا ولا إغارة هناك، مصر التي تنعتها بالمتواطئة كانت سببا بعد الله سبحانه وتعالى في إنقاذ فلسطين من كوارث إنسانية وبشرية لا تعرف أنت عنها شيئا للأسف رغم سنك وخبرتك التي من المفترض أن تكون نضجت بفعل السنين، مصر التي تتحدث عنها وعن مواقفها المتخاذلة تستضيف أهلك وعشيرتك بالملايين قبل حتى أن تعرف أنفاسك طريقها في هذه الدنيا.
شقيقتنا قطر.. أعتقد أنه من غير المقبول أن تكون المزايدات الوطنية علينا هي شعارك في وقت الأزمة، أظن أنه من غير المقبول أن يتم التلميح إلينا كمانعين للرحمة وعازفين عن تقديم المساعدات القطرية العظيمة إلى فلسطين، من غير المقبول أن تبادري إلى نشر هذه الادعاءات في وسائل الإعلام خاصة وأن رائحة البارود المنبعثة من القواعد العسكرية الأجنبية في قطر لم تهدأ بعد، وأعتقد أيضا أن دماء العراقيين التي سالت بفعل الطائرات الأباتشي والإف 16 التي انطلقت من قواعد عسكرية في قطر (هي الأكبر بالمناسبة في المنطقة العربية بل والشرق الأوسط كله) لم تجف وما زالت حية شاهدا عليكم، أتمنى ألا تجعلينا نفصح عما نسكت عنه.
في نهاية حديثي أحب أن أوجه تساؤلا صغيرا ضئيلا
لكل الإخوة في فلسطين ممن يعتقدون أننا توأم الجيش الإسرائيلي يؤمّن على ما يفعله ويبارك ما يقوله..
ماذا فعلت لكم سوريا التي تتغنون بمواقفها الداعمة لكم،
ماذا فعلت لكم الأردن التي أبادتكم بالآلاف أيام الملك "حسين" وبطائرات لا تختلف كثيرا عن طائرات الأباتشي الإسرائيلية، أعتقد أن الحق حق أن يقال وأن الباطل باطل لا محال.