وللمخيم أشباح
تتجرد الكلمات من معانيها ، وترتدي ثوب الصمت لعلها تجد في الصمت معنى آخر للحب ، أو لعلها تظهر بشكل لائق في مثل هذه المواقف ، أو لعل الاثنين معاً ، لنتشرد ونعود من جديد لا نفقه شيئاً في علم النحو أو حتى الصرف لوصف حالتنا ...نعم ,لا نستطيع الوصف بكلمات أصبحت عارية ومجردة من معانيها ،فماذا نعني بالسقوط ؟!
بالنسبة لنا هو لا شيء...فقد اهترأت هذه الكلمة منذ زمن ، ولم يبقى منها سوى بضعة بقايا للأجيال القادمة من بعدنا ، فما تبقى منها من بذور ،زرعت في أرضنا ونضجت منذ زمن ، وأصبحنا نأكلها أرغفة للموت ...
المشكلة لم تكن في السقوط نفسه ، بل في ما بعد السقوط ...
حيث تخلق الأشباح في عقولنا المهترئة ،وتكبر ...لتصبح بحجم جرزيم وعيبال ...
نؤمن بها وتؤمن بنا ، ونعيش فيها ،أو تعيش فينا ،لا يهم ...
المهم أننا نراها تسير من بين الأزقة ....تسير معنا ، تركض خلفنا ، تغرقنا بالرعب أحياناً ،وبالأحلام أحياناً أخرى ،تلعب معنا ،تذهب معنا إلى المدرسة ،وتكتب معنا ،تأكل وتشرب ،هي معنا طوال الوقت .
كنت أراها تلاحقني إلى كل مكان ، تسرق مني الأشياء ،تعيدها إلي حين أصرخ من خوفي ، أضحك معها من جنوني ، ومن خوفي أبكي حتى الموت .
البارحة رأيت شبح إبن الجيران ،سألني عن أخته زينب وأوصاني أن أبلغها تحياته ..عندما أخبرتها نعتتني بالغبي وقالت لي كفاك جنونا -لا ألومها ،يا لها من مسكينة - ، لكن أرواحهم لازالت هنا ، تحلق بجنون ، تعبث بالأشياء ، دون توقف ...لا زالت تحوم حولي ، تداهمني الفكرة ،تخترق رأسي وتستوطن دماغي المهترىء ،أحاول انتزاعها ،لكنها أقوى مني ، ففي كل مرة أعود منهزماً ،وترسم الهزيمة ملامح الجنون على جسدي ...
كنت أراهم هناك يسخرون مني ويضحكون على هزيمتي حتى الموت ، تعلو أصوات ضحكاتهم ..تعلو وتعلو ... وأغرق أنا في بحر الجنون مع إزدياد علو الصوت .. ترن ضحكاتهم في أذني كقرع الأجراس عند الموت ...
ألعنهم ...وتزداد لعناتي في كل يوم ...
كنت أسألهم عن سر وجودهم ، عن سر الألم والفرح الممزوج بالدم ...عن الآهات التي التصقت على جدران كل بيت من بيوت المخيم ، عن الجراح التي أصبحت جداراً بنّي فوق قلوبنا ...أسألهم عن أحبائي الذين تاهت أرواحهم بين الهزيمة والحسرة في لحظة مسروقة من تاريخنا المنسي ...أسألهم عن قبورنا المبنية فوق أجسادنا ، عن الحنون المغروز فوق قلوبنا الدامية ...
أسألهم وأسألهم ...وتزداد أسئلتي لهم يوما بعد يوم ... ولا أجد سوى الصمت المترامي بين أزقة قلوبنا ...يستوطن في أفواهنا ...في عيوننا الحيارى ...يصيبنا بعدها الجنون ،ونغرق ويزداد الغرق ... ونعود من جديد عقلاء ، تصّلب فينا معاني الكلام ...وصلبت الحروف مع موت السطور، لتنهار أماما أعيننا أمانينا ، وبعدها نقتل أحلامنا ، ونحفر قبورنا بأيدينا ، ونتظر الموت /الذي لا يأتي ....
فغداً سأزرع الحنّون بجوار قبري ، حتى يهديني الرثاء الأخير ...
تتجرد الكلمات من معانيها ، وترتدي ثوب الصمت لعلها تجد في الصمت معنى آخر للحب ، أو لعلها تظهر بشكل لائق في مثل هذه المواقف ، أو لعل الاثنين معاً ، لنتشرد ونعود من جديد لا نفقه شيئاً في علم النحو أو حتى الصرف لوصف حالتنا ...نعم ,لا نستطيع الوصف بكلمات أصبحت عارية ومجردة من معانيها ،فماذا نعني بالسقوط ؟!
بالنسبة لنا هو لا شيء...فقد اهترأت هذه الكلمة منذ زمن ، ولم يبقى منها سوى بضعة بقايا للأجيال القادمة من بعدنا ، فما تبقى منها من بذور ،زرعت في أرضنا ونضجت منذ زمن ، وأصبحنا نأكلها أرغفة للموت ...
المشكلة لم تكن في السقوط نفسه ، بل في ما بعد السقوط ...
حيث تخلق الأشباح في عقولنا المهترئة ،وتكبر ...لتصبح بحجم جرزيم وعيبال ...
نؤمن بها وتؤمن بنا ، ونعيش فيها ،أو تعيش فينا ،لا يهم ...
المهم أننا نراها تسير من بين الأزقة ....تسير معنا ، تركض خلفنا ، تغرقنا بالرعب أحياناً ،وبالأحلام أحياناً أخرى ،تلعب معنا ،تذهب معنا إلى المدرسة ،وتكتب معنا ،تأكل وتشرب ،هي معنا طوال الوقت .
كنت أراها تلاحقني إلى كل مكان ، تسرق مني الأشياء ،تعيدها إلي حين أصرخ من خوفي ، أضحك معها من جنوني ، ومن خوفي أبكي حتى الموت .
البارحة رأيت شبح إبن الجيران ،سألني عن أخته زينب وأوصاني أن أبلغها تحياته ..عندما أخبرتها نعتتني بالغبي وقالت لي كفاك جنونا -لا ألومها ،يا لها من مسكينة - ، لكن أرواحهم لازالت هنا ، تحلق بجنون ، تعبث بالأشياء ، دون توقف ...لا زالت تحوم حولي ، تداهمني الفكرة ،تخترق رأسي وتستوطن دماغي المهترىء ،أحاول انتزاعها ،لكنها أقوى مني ، ففي كل مرة أعود منهزماً ،وترسم الهزيمة ملامح الجنون على جسدي ...
كنت أراهم هناك يسخرون مني ويضحكون على هزيمتي حتى الموت ، تعلو أصوات ضحكاتهم ..تعلو وتعلو ... وأغرق أنا في بحر الجنون مع إزدياد علو الصوت .. ترن ضحكاتهم في أذني كقرع الأجراس عند الموت ...
ألعنهم ...وتزداد لعناتي في كل يوم ...
كنت أسألهم عن سر وجودهم ، عن سر الألم والفرح الممزوج بالدم ...عن الآهات التي التصقت على جدران كل بيت من بيوت المخيم ، عن الجراح التي أصبحت جداراً بنّي فوق قلوبنا ...أسألهم عن أحبائي الذين تاهت أرواحهم بين الهزيمة والحسرة في لحظة مسروقة من تاريخنا المنسي ...أسألهم عن قبورنا المبنية فوق أجسادنا ، عن الحنون المغروز فوق قلوبنا الدامية ...
أسألهم وأسألهم ...وتزداد أسئلتي لهم يوما بعد يوم ... ولا أجد سوى الصمت المترامي بين أزقة قلوبنا ...يستوطن في أفواهنا ...في عيوننا الحيارى ...يصيبنا بعدها الجنون ،ونغرق ويزداد الغرق ... ونعود من جديد عقلاء ، تصّلب فينا معاني الكلام ...وصلبت الحروف مع موت السطور، لتنهار أماما أعيننا أمانينا ، وبعدها نقتل أحلامنا ، ونحفر قبورنا بأيدينا ، ونتظر الموت /الذي لا يأتي ....
فغداً سأزرع الحنّون بجوار قبري ، حتى يهديني الرثاء الأخير ...
تحياتي لكم : فاااارس الأحلا ( رامي )
عدل سابقا من قبل فارس الأحلام في الخميس مايو 14, 2009 11:47 pm عدل 2 مرات