" الله يعطيك شي نقرا فين يغبر نحاسك " , دعاء اعتادت الشابات غير المتزوجات سناعه في كل مناسبة , حتى إن بعضهن ومع تقدم السن وتأخرهن عن الزواج أصبحن يسئمن تكراره , فتيات تأخرن في الزواج , مما جعل اسمهن ينضاف الى لائحة العازفات عن الزواج , لكن بمجرد ان نطرح علامة استفهام حول عزوفهن , يكون جوابهن واحد :
" لسنا السبب , بل هي الظروف من حكمت بوقف تنفيذ زواجنا !
/////
تطورت الظروف الاقتصادية فكان تأثيرها المباشر على الظروف الاجتماعية من اهم اسباب انتشار ظواهر مجتمعية لم تكن ترد على البال حتى سنوات قريبة , ومنها عدد العازفات والعازفين عن الزواج اختياريا واراديا .
ورغم ان النتيجة واحدة الا ان الاسباب متعددة , اسباب تختلف من شخص الى آخر , فمنهم من يعزف عن الزواج لانه عاش تجربة "الوحدانية" وفضلها على الحياة المشتركة مع طرف ثان,
وهناك من وضع بمحض ارادته حاجزا مانعا بينه وبين التفكير حتى في تكوين اسرة , وآخرون يرون ان الزواج هو عنوان لحياة مليئة بالمشاكل والطلبات والمسؤوليات المتعددة ...واللائحة طويلة .
لكن من يؤسف لحالهم اولئك الذين سجلت أسماؤهم على لائحة عازفات وعازفين عن الزواج من غير ذنب اقترفوه , فهم يرغبون في الحصول على ذاك المسمى ب "القفص الذهبي",
لكن هناك "من" أو "ما" يجبرهم غير راضين على الوقوف في طابور الباحثات والباحثين عن فرص للزواج .
من الذي سيتقدم للزواج بي ؟
بالرغم من التفتح الذي أصبحت تعيش على إيقاعاته المتسارعة معظم الاسر العربية , الا انه ما زالت هناك ببعض البيوت عائلات لاتسمح بظهور بناتهن امام الغرباء واحيانا الاقرباء ايضا .
فممنوع ذهابهن الى الاعراس او حضورهن المآتم او اية مناسبة كيفما كان نوعها , بل محظور عليهن , بعد بلوغهن سن الرشد ,
الخروج لوحدهن دون الام او الوالدة , مما يقلل فرص التقدم لطلب يدهن , فهن غير معروفات الا عند اسرهن .
وهذا بالضبط ماتأكده حالة خديجة التي تعتبر نفسها نموذجا لعدد من الفتيات اللواتي لم تتزوجن ليس لانهن اخترن العزوف عن الزواج , بل لانهن ولسوء حظهن – تقول خديجة (30سنة)- ولدن في اسر مازالت تؤمن بمعادلة مجحفة في حق المرأة والتي تختزل عدد خرجاتها في خرجتين , الاولى من بيت ابيها الى بيت زوجها والثانية من بيت زوجها الى قبرها , وهي معادلة اكل عليها الدهر وشرب .
فالحياة تطورت والعقليات كذلك , تضيف خديجة وهي تتأسف وعلامات التوتر بادية على حركات رجليها اللتين كانت كما لو انها تتكلم وفق ايقاعهما . "لكن مايحز في نفسي هو ان التطور والانفتاح والروح المعاصرة" جات حتى لعند الوالد وحبسات " .
ولشدة سخطها على الوضع , أخذت خديجة تسأل نفسها بصوت عال : "من الذي ياترى سيطلبني للزواج وانا ماتنخرج وماتندرج إلا بعد حساب عسير ؟", وهي ترسم على محياها ابتسامة استهزاء جاء الجواب على لسانها " مايكون غير شي واحد من الجنون" .
جواب جعل خديجة تطلق العنان لضحكات وقهقهات مرتفعة كما لو انها تفجر بذلك طاقات هائلة جدا من الحزن والأسى على مستقبلها الغامض بين احضان وعقلية اسرتها التي جعلت من بيتها سجنا ضاقت جدرانه بخديجة , بيت فقد الدفء والحنان وتحول الاب فيه الى مجرد شخص لا تهمه مصلحة احد بقدر مايهمه ان يمشي جميع من يسكن بتلك الشقة الصغيرة باثاثها المتواضع وفق نظام عسكري سنه لهم , زوجة وابناء .
تابع