حكم سب الله، سب الدين، سب الرسول صلى الله عليه وسلم وسب الصحابة رضي الله عنهم.
الحمد لله الذي هدانا للإسلام والصلاةوالسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين،
نبينا محمد وعلى آله وصحبهأجمعين،
وبعد:
فإن نعم الله عظيمة وآلاءه جسيمة وأعظمالنعم وأجلها منزلة نعمة الإسلام
التي من الله بها علينا وخصنا بها.
ومع الغزو الإعلامي المكثف وليونة الدين فيالقلوب ظهر على ألسنة البعض أمر خطير ومنكر وكبير هو:
سب الله عز وجل أو الدين أو النبي محمد صلىالله عليه وسلم وأصحابه الكرام ..
و في هذه الورقات بيان لعظم الأمر وخطورته حتىننصح من نراه يفعل ذلك ونعلمه موطن الخير
وندله على طريق التوبة.
أخي المسلم: الإيمان بالله مبني على التعظيموالإجلال للرب عز وجل ولا شك أن
سب الله عز وجل والإستهزاء به يناقض هذاالتعظيم.
قال ابن القيم: ( وروح العبادة هو الإجلالوالمحبة فإذا تخلى أحدهما عن الآخر
فسدت فإذا اقترن بهذين الثناء على المحبوبالمعظم فذلك حقيقة الحمد والله أعلم ).
والسب كما عرفه ابن تيمية: هو الكلام الذييقصد به الإنتقاص والإستخفاف
وهو ما يفهم منه السب في عقول الناس على اختلافإعتقاداتهم كاللعن والتقبيح ونحوه.
ولا ريب أن سب الله عز وجل يعد أقبح وأشنعأنواع المكفرات القولية وإذا كان الإستهزاء بالله كفراً
سواء إستحله أم لم يستحله فإن السب كفر من بابأولى.
يقول ابن تيمية: ( إن سب الله أو سب رسولهكفر ظاهراً وباطناً سواء كان الساب
يعتقد أن ذلك محرم أو كان مستحيلاً أو كانذاهلاً عن إعتقاده ).
وقال ابن راهويه: ( قد أجمع المسلمون أن منسب الله أو سب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه.. كافر بذلك وإن كان مقراً بما أنزل الله ).
قال تعالى: إِنَّالَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَاوَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً (57)
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوابُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً[الأحزاب:58،57]
فرق الله عز وجل في الآية بين أذى الله ورسولهوبين أذى المؤمنين و المؤمنات
فجعل على هذا أنه قد احتمل بهتاناً وإثماًمبيناً وجعل على ذلك اللعنة في الدنيا والآخرة
وأعد له العذاب المهين ومعلوم أن أذى المؤمنينقد يكون من كبائر الإثم وفيه الجلد
وليس فوق ذلك إلا الكفر والقتل.
قال القاضي عياض: ( لا خلاف أن ساب اللهتعالى من المسلمين كافر حلال الدم ).
وقال أحمد في رواية عبد الله في رجل قاللرجل: ( يا ابن كذا و كذا - أعني أنت ومن خلقك:
هذا مرتد عن الإسلام تضرب عنقه ).
وقال ابن قدامة: ( من سب الله تعالى كفر،سواء كان مازحاً أو جاداً ).
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز السؤالالتالي:
ما حكم سب الدين أو الرب؟ - أستغفر الله ربالعالمين - هل من سب الدين يعتبر كافراً أو مرتداً
وما هي العقوبة المقررة عليه في الدين الإسلاميالحنيف؟
حتى نكون على بينة من أمر شرائع الدين وهذهالظاهرة منتشرة بين بعض الناس في بلادنا
أفيدونا أفادكم الله.
فأجاب رحمه الله:
سب الدين من أعظم الكبائر ومن أعظم المنكراتوهكذا سب الرب عز وجل،
وهذان الأمران من أعظم نواقض الإسلام، ومن أسبابالردة عن الإسلام،
فإذا كان من سب الرب سبحانه وتعالى أو سب الدينينتسب إلى الإسلام فإنه يكون بذلك مرتداً عن الإسلام
ويكون كافراً يستتاب، فإن تاب وإلا قتل من جهةولي أمر البلد بواسطة المحكمة الشرعية،
وقال بعض أهل العلم: إنه لا يستتاب بل يقتل،لأن جريمته عظيمة،
ولكن الأرجح أنه يستتاب لعل الله يمن عليهبالهداية فيلزم الحق،
ولكن ينبغي أن يعزر بالجلد والسجن حتى لا يعودلمثل هذه الجريمة العظيمة،
وهكذا لو سب القرآن أو سب الرسول صلى الله عليهوسلم أو غيره من الأنبياء
فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل، فإن سب الدين أوسب الرسول صلى الله عليه وسلم
أو سب الرب عز وجل من نواقض الإسلام، وهكذاالإستهزاء بالله أو برسوله أو بالجنة أو بالنار
أو بأوامر الله كالصلاة والزكاة، فالإستهزاءبشيء من هذه الأمور من نواقض الإسلام،
قال الله سبحانه وتعالى:قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لاَتَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ
[التوبة:66،65] نسأل الله العافية.
وسئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين السؤالالتالي:
ما الحكم في رجل سب الدين في حالة غضب هلعليه كفارة وما شرط التوبة من هذا العمل
حيث أني سمعت من أهل العلم يقولون بأن زوجتكحرمت عليك؟
فأجاب فضيلته:
الحكم فيمن سب الدين الإسلامي يكفر، فإن سبالدين والإستهزاء به ردة عن الإسلام
وكفر بالله عز وجل وبدينه، وقد حكى الله عن قومإستهزؤوا بدين الإسلام،
حكى الله عنهم أنهم كانوا يقولون: إنما كنا نخوضونلعب، فبين الله عز وجل
أن خوضهم هذا ولعبهم إستهزاء بالله وآياتهورسوله وأنهم كفروا به فقال تعالى:
وَلَئِن سَأَلْتَهُمْلَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِوَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65)
لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[التوبة:66،65]
فالإستهزاء بدين الله، أو سب دين الله أو سبالله ورسوله، أو الإستهزاء بهما،
كفر مخرج من الملة. أهـ
واحذر أخي المسلم من مجالسة هؤلاء القوم حتىلا يصيبك إثم وتحل بدارك العقوبة.
سئل الشيخ محمد بن عثيمين السؤال التالي:
هل يجوز البقاء لي بين قوم يسبون الله عزوجل؟
فأجاب رحمه الله:
لا يجوز البقاء بين قوم يسبون الله عز وجللقوله تعالى:
وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِيالْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُبِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ
حَتَّى يَخُوضُواْ فِيحَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُالْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً[النساء:140].
حكم سب الرسول صلىالله عليه وسلم:
للرسولمكانة عظيمة في نفوس أهل الإيمان، فقد بلغ الرسالة،
وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حقجهاده، ونحن نحب الرسول صلى الله عليه وسلم
كما أمر، محبة لا تخرجه إلى الإطراء أو إقامةالبدع التي نهى الرسول عنها وحذر منها.
بل له المكانة السامية والمنزلة الرفيعة نطيعهفيما أمر، ونجتنب ما نهى عنه وزجر.
ولنحذر من سب الرسول صلى الله عليه وسلم فإنذلك من نواقض الإيمان،
التي توجب الكفر ظاهراً وباطناً، سواء استحلذلك فاعله أو لم يستحله.
يقول ابن تيمية رحمه الله: ( إن سب الله أوسب رسوله كفر ظاهراً وباطناً،
سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرم، أو كانمستحلاً له، أو كان ذاهلاً عن إعتقاده ).
والأمر في ذلك يصل إلى حتى مجرد لمزالنبي صلى الله عليه وسلم في حكم أو غيره كما قال رحمه الله:
( في حكمه أو قسمه فإنه يجب قتله، كما أمربه صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد موته ).
فاحذر أخي المسلم من هذا المزلق الخطروالطريق السيئ وتجنب ما يغضب الله عز و جل.
سبالصحابة:
الصحابة همصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفقاء دعوته الذين أثنى الله عليهم
في مواضع كثيرة من القرآن قال تعالى: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَوَالأَنصَارِ
وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمبِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي تَحْتَهَاالأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ[التوبة:100].
قال تعالى: مُّحَمَّدٌرَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءبَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً
يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَاللَّهِ وَرِضْوَاناً [الفتح:29]
ومن سبهم بعد هذه الآيات فهو مكذب بالقرآن.
والواجب نحوهم محبتهم والترضي عنهم والدفاععنهم، ورد من تعرض لأعراضهم،
ولا شك أن حبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفرونفاق وطغيان، وقد أجمع العلماء على عدالتهم،
أما التعرض لهم وسبهم وازدرائهم فقد قال ابنتيمية رحمه الله:
( إن كان مستحلاً لسب الصحابة رضي الله عنهم فهوكافر ).
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلكبقوله:
{ من سب أصحابي فعليه لعنةالله والملائكة والناس أجمعين } [السلسلة الصحيحة:2340].
وقال عليه الصلاة والسلام: { لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي،
فوالذي نفسي بيده لو أنأحداً أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم أو نصيفه } [رواه البخاري].
قال الشيخ محمد ابن عبد الوهاب: ( فمن سبهمفقد خالف ما أمر الله من إكرامهم،
ومن اعتقد السوء فيهم كلهم أو جمهورهم فقد كذبالله تعالى فيما أخبر
من كمالهم وفضلهم ومكذبه كافر ).
وسئل الإمام أحمد عمن يشتم أبا بكر وعمروعائشة رضي الله عنهم أجمعين فقال: ( ما أراه على الإسلام ).
وقال الإمام مالك رحمه الله: ( من شتم أحداًمن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
أبا بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو عمرو ابنالعاص، فإن قال كانوا على ضلال وكفر قتل.
أما من قذف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهافإنه كذب بالقرآن الذي يشهد ببراءتها، فتكذيبه كفر،
والوقيعة فيها تكذيب له، ثم إنها رضي الله عنهافراش النبي صلى الله عليه وسلم
والوقيعة فيها تنقيص له، وتنقيصه كفر ).
قال ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِالْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
وَلَهُمْ عَذَابٌعَظِيمٌ
وقد أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن منسبها بعد هذا ورماها بما رماها به
بعد هذا الذي ذكر في الآية فإنه كافر، لأنهمعاند للقرآن.
ساق اللالكائي بسنده أن الحسن بن زيد، لماذكر رجل بحضرته عائشة بذكر قبيح من الفاحشة،
أمر بضرب عنقه، فقال له العلويون: هذا رجل منشيعتنا فقال معاذ الله،
هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم ،قال الله عز وجل:
الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَوَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَلِلطَّيِّبَاتِ
أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَمِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [النور:26]
فإن كانت عائشة رضي الله عنها خبيثة فالنبي صلىالله عليه وسلم خبيث،
فهو كافر فاضربوا عنقه، فضربوا عنقه.
أخي المسلم:
إن سب الصحابة رضي الله عنهم يستلزم تضليلأمة محمد صلى الله عليه وسلم
ويتضمن أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذهالأمة شرارها،
وكفر هذا من يعلم بالإضطرار من دين الإسلام.
اللهم ارزقنا حبك وحب دينك وكتابك ونبيك صلىالله عليه وسلم وصحابته الكرام،
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمانولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا
وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحمد لله الذي هدانا للإسلام والصلاةوالسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين،
نبينا محمد وعلى آله وصحبهأجمعين،
وبعد:
فإن نعم الله عظيمة وآلاءه جسيمة وأعظمالنعم وأجلها منزلة نعمة الإسلام
التي من الله بها علينا وخصنا بها.
ومع الغزو الإعلامي المكثف وليونة الدين فيالقلوب ظهر على ألسنة البعض أمر خطير ومنكر وكبير هو:
سب الله عز وجل أو الدين أو النبي محمد صلىالله عليه وسلم وأصحابه الكرام ..
و في هذه الورقات بيان لعظم الأمر وخطورته حتىننصح من نراه يفعل ذلك ونعلمه موطن الخير
وندله على طريق التوبة.
أخي المسلم: الإيمان بالله مبني على التعظيموالإجلال للرب عز وجل ولا شك أن
سب الله عز وجل والإستهزاء به يناقض هذاالتعظيم.
قال ابن القيم: ( وروح العبادة هو الإجلالوالمحبة فإذا تخلى أحدهما عن الآخر
فسدت فإذا اقترن بهذين الثناء على المحبوبالمعظم فذلك حقيقة الحمد والله أعلم ).
والسب كما عرفه ابن تيمية: هو الكلام الذييقصد به الإنتقاص والإستخفاف
وهو ما يفهم منه السب في عقول الناس على اختلافإعتقاداتهم كاللعن والتقبيح ونحوه.
ولا ريب أن سب الله عز وجل يعد أقبح وأشنعأنواع المكفرات القولية وإذا كان الإستهزاء بالله كفراً
سواء إستحله أم لم يستحله فإن السب كفر من بابأولى.
يقول ابن تيمية: ( إن سب الله أو سب رسولهكفر ظاهراً وباطناً سواء كان الساب
يعتقد أن ذلك محرم أو كان مستحيلاً أو كانذاهلاً عن إعتقاده ).
وقال ابن راهويه: ( قد أجمع المسلمون أن منسب الله أو سب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه.. كافر بذلك وإن كان مقراً بما أنزل الله ).
قال تعالى: إِنَّالَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَاوَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً (57)
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوابُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً[الأحزاب:58،57]
فرق الله عز وجل في الآية بين أذى الله ورسولهوبين أذى المؤمنين و المؤمنات
فجعل على هذا أنه قد احتمل بهتاناً وإثماًمبيناً وجعل على ذلك اللعنة في الدنيا والآخرة
وأعد له العذاب المهين ومعلوم أن أذى المؤمنينقد يكون من كبائر الإثم وفيه الجلد
وليس فوق ذلك إلا الكفر والقتل.
قال القاضي عياض: ( لا خلاف أن ساب اللهتعالى من المسلمين كافر حلال الدم ).
وقال أحمد في رواية عبد الله في رجل قاللرجل: ( يا ابن كذا و كذا - أعني أنت ومن خلقك:
هذا مرتد عن الإسلام تضرب عنقه ).
وقال ابن قدامة: ( من سب الله تعالى كفر،سواء كان مازحاً أو جاداً ).
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز السؤالالتالي:
ما حكم سب الدين أو الرب؟ - أستغفر الله ربالعالمين - هل من سب الدين يعتبر كافراً أو مرتداً
وما هي العقوبة المقررة عليه في الدين الإسلاميالحنيف؟
حتى نكون على بينة من أمر شرائع الدين وهذهالظاهرة منتشرة بين بعض الناس في بلادنا
أفيدونا أفادكم الله.
فأجاب رحمه الله:
سب الدين من أعظم الكبائر ومن أعظم المنكراتوهكذا سب الرب عز وجل،
وهذان الأمران من أعظم نواقض الإسلام، ومن أسبابالردة عن الإسلام،
فإذا كان من سب الرب سبحانه وتعالى أو سب الدينينتسب إلى الإسلام فإنه يكون بذلك مرتداً عن الإسلام
ويكون كافراً يستتاب، فإن تاب وإلا قتل من جهةولي أمر البلد بواسطة المحكمة الشرعية،
وقال بعض أهل العلم: إنه لا يستتاب بل يقتل،لأن جريمته عظيمة،
ولكن الأرجح أنه يستتاب لعل الله يمن عليهبالهداية فيلزم الحق،
ولكن ينبغي أن يعزر بالجلد والسجن حتى لا يعودلمثل هذه الجريمة العظيمة،
وهكذا لو سب القرآن أو سب الرسول صلى الله عليهوسلم أو غيره من الأنبياء
فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل، فإن سب الدين أوسب الرسول صلى الله عليه وسلم
أو سب الرب عز وجل من نواقض الإسلام، وهكذاالإستهزاء بالله أو برسوله أو بالجنة أو بالنار
أو بأوامر الله كالصلاة والزكاة، فالإستهزاءبشيء من هذه الأمور من نواقض الإسلام،
قال الله سبحانه وتعالى:قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لاَتَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ
[التوبة:66،65] نسأل الله العافية.
وسئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين السؤالالتالي:
ما الحكم في رجل سب الدين في حالة غضب هلعليه كفارة وما شرط التوبة من هذا العمل
حيث أني سمعت من أهل العلم يقولون بأن زوجتكحرمت عليك؟
فأجاب فضيلته:
الحكم فيمن سب الدين الإسلامي يكفر، فإن سبالدين والإستهزاء به ردة عن الإسلام
وكفر بالله عز وجل وبدينه، وقد حكى الله عن قومإستهزؤوا بدين الإسلام،
حكى الله عنهم أنهم كانوا يقولون: إنما كنا نخوضونلعب، فبين الله عز وجل
أن خوضهم هذا ولعبهم إستهزاء بالله وآياتهورسوله وأنهم كفروا به فقال تعالى:
وَلَئِن سَأَلْتَهُمْلَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِوَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65)
لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[التوبة:66،65]
فالإستهزاء بدين الله، أو سب دين الله أو سبالله ورسوله، أو الإستهزاء بهما،
كفر مخرج من الملة. أهـ
واحذر أخي المسلم من مجالسة هؤلاء القوم حتىلا يصيبك إثم وتحل بدارك العقوبة.
سئل الشيخ محمد بن عثيمين السؤال التالي:
هل يجوز البقاء لي بين قوم يسبون الله عزوجل؟
فأجاب رحمه الله:
لا يجوز البقاء بين قوم يسبون الله عز وجللقوله تعالى:
وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِيالْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُبِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ
حَتَّى يَخُوضُواْ فِيحَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُالْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً[النساء:140].
حكم سب الرسول صلىالله عليه وسلم:
للرسولمكانة عظيمة في نفوس أهل الإيمان، فقد بلغ الرسالة،
وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حقجهاده، ونحن نحب الرسول صلى الله عليه وسلم
كما أمر، محبة لا تخرجه إلى الإطراء أو إقامةالبدع التي نهى الرسول عنها وحذر منها.
بل له المكانة السامية والمنزلة الرفيعة نطيعهفيما أمر، ونجتنب ما نهى عنه وزجر.
ولنحذر من سب الرسول صلى الله عليه وسلم فإنذلك من نواقض الإيمان،
التي توجب الكفر ظاهراً وباطناً، سواء استحلذلك فاعله أو لم يستحله.
يقول ابن تيمية رحمه الله: ( إن سب الله أوسب رسوله كفر ظاهراً وباطناً،
سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرم، أو كانمستحلاً له، أو كان ذاهلاً عن إعتقاده ).
والأمر في ذلك يصل إلى حتى مجرد لمزالنبي صلى الله عليه وسلم في حكم أو غيره كما قال رحمه الله:
( في حكمه أو قسمه فإنه يجب قتله، كما أمربه صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد موته ).
فاحذر أخي المسلم من هذا المزلق الخطروالطريق السيئ وتجنب ما يغضب الله عز و جل.
سبالصحابة:
الصحابة همصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفقاء دعوته الذين أثنى الله عليهم
في مواضع كثيرة من القرآن قال تعالى: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَوَالأَنصَارِ
وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمبِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي تَحْتَهَاالأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ[التوبة:100].
قال تعالى: مُّحَمَّدٌرَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءبَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً
يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَاللَّهِ وَرِضْوَاناً [الفتح:29]
ومن سبهم بعد هذه الآيات فهو مكذب بالقرآن.
والواجب نحوهم محبتهم والترضي عنهم والدفاععنهم، ورد من تعرض لأعراضهم،
ولا شك أن حبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفرونفاق وطغيان، وقد أجمع العلماء على عدالتهم،
أما التعرض لهم وسبهم وازدرائهم فقد قال ابنتيمية رحمه الله:
( إن كان مستحلاً لسب الصحابة رضي الله عنهم فهوكافر ).
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلكبقوله:
{ من سب أصحابي فعليه لعنةالله والملائكة والناس أجمعين } [السلسلة الصحيحة:2340].
وقال عليه الصلاة والسلام: { لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي،
فوالذي نفسي بيده لو أنأحداً أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم أو نصيفه } [رواه البخاري].
قال الشيخ محمد ابن عبد الوهاب: ( فمن سبهمفقد خالف ما أمر الله من إكرامهم،
ومن اعتقد السوء فيهم كلهم أو جمهورهم فقد كذبالله تعالى فيما أخبر
من كمالهم وفضلهم ومكذبه كافر ).
وسئل الإمام أحمد عمن يشتم أبا بكر وعمروعائشة رضي الله عنهم أجمعين فقال: ( ما أراه على الإسلام ).
وقال الإمام مالك رحمه الله: ( من شتم أحداًمن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
أبا بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو عمرو ابنالعاص، فإن قال كانوا على ضلال وكفر قتل.
أما من قذف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهافإنه كذب بالقرآن الذي يشهد ببراءتها، فتكذيبه كفر،
والوقيعة فيها تكذيب له، ثم إنها رضي الله عنهافراش النبي صلى الله عليه وسلم
والوقيعة فيها تنقيص له، وتنقيصه كفر ).
قال ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِالْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
وَلَهُمْ عَذَابٌعَظِيمٌ
وقد أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن منسبها بعد هذا ورماها بما رماها به
بعد هذا الذي ذكر في الآية فإنه كافر، لأنهمعاند للقرآن.
ساق اللالكائي بسنده أن الحسن بن زيد، لماذكر رجل بحضرته عائشة بذكر قبيح من الفاحشة،
أمر بضرب عنقه، فقال له العلويون: هذا رجل منشيعتنا فقال معاذ الله،
هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم ،قال الله عز وجل:
الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَوَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَلِلطَّيِّبَاتِ
أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَمِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [النور:26]
فإن كانت عائشة رضي الله عنها خبيثة فالنبي صلىالله عليه وسلم خبيث،
فهو كافر فاضربوا عنقه، فضربوا عنقه.
أخي المسلم:
إن سب الصحابة رضي الله عنهم يستلزم تضليلأمة محمد صلى الله عليه وسلم
ويتضمن أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذهالأمة شرارها،
وكفر هذا من يعلم بالإضطرار من دين الإسلام.
اللهم ارزقنا حبك وحب دينك وكتابك ونبيك صلىالله عليه وسلم وصحابته الكرام،
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمانولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا
وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اتمنى اشوف ارائكم على الموضوع
مع تحيات أسد فلسطين
مع تحيات أسد فلسطين