عندما يصبح قادتنا لعنة علينا
يَافلسطيُن مَا برحنَا على العهدِ فأنت المنى وكلُّ المُرَادِ
عندما يصبح قادتنا لعنة علينا
تقر ير خطير نشرته وكالة معاً الإخبارية عن أوضاع الأهل في قطاع غزة الجريح ،
ويظهر التقرير مدى الإحباط الذي وصل إليه حال أهل غزة من تصريحات القادة الأشاوس ..!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
"تصريحات القادة تزيد وجع غزة بعد الحرب وتدفع الناس للبحث عن الهجرة"
"نفسي أسافر"، "
شو هالعيشة على شو بتصارعوا ما يفكوا ويصطلحوا"، "
ما بدهم الصلحة عشان المصاري لمين حتكون"، "
ما بدنا فلوس من العالم بدنا نخلص من الانقسام"،
هذه اقل العبارات التي يمكن لك أن تسمعها بالشارع الغزي
الذي آلمته الحرب وأسكنت منكوبيه في خيام العراء في العام التاسع بعد الألفين.
غزة تنوء بحمل ثقيل تثقله أكثر الملاسنات بين قادة الشعب الفلسطيني،
لا سيما التصريحات الأخيرة الصادرة بحق منظمة التحرير الفلسطينية
وتلك المدافعة عنها، وهو اقل ما يقول عنه الغزيون "
شرخاً جديداً سيعقبه وبال أكبر على غزة"
ولذلك فإن أغلب من هم في سن الشباب يصرحون بنية الهجرة
ويقومون بالفعل بزيارة مكاتب الهجرة المنتشرة في القطاع طلبا للرحيل الأخير.
النرويج واستراليا والسويد،
ثلاث من الدول فتحت باب الهجرة للمواطنين في قطاع غزة فقط،
حتى أن القنصل النرويجي قدم خلال الحرب
الى الجانب المصري من معبر رفح
واجبر احد الفلسطينيين ممن يمتلك مع بناته الجنسية النرويجية
على مغادرة القطاع "حفاظا على حياتهم"
لأنهم من وجهة نظر النرويج أصبحوا مواطنين نرويجيين حتى لو من الدرجة الثانية.
يوسف د. من وسط قطاع غزة،
رزق بطفل أثناء الحرب وهو يعمل بأحد مرتبات الأجهزة الأمنية بالسلطة،
ودائما كما يقول يتلقى مكالمات هاتفية من أقاربه بالخارج
يطالبونه بترك غزة والرحيل إلى النرويج
أو أي دولة أوروبية أخرى وهو ما يعزم عليه حالياً،
وقد بدأ بإجراءات الهجرة بانتظار فتح معبر رفح.
أما "أبو أحمد" وهو ملازم أول بالسلطة وأب لطفل من غزة يقول: "
أمس قمت بوضع طلب للهجرة الى النرويج
واتمنى أن يستجاب لأن هذه البلد ما بقى فيها عيشة والخوف يملأنا من القادم".
كما يخشى المحسوبون على فتح ما يسمونه بطش المحسوبين على حماس،
وقد انتشرت أخبار إطلاق النار على الأرجل والقتل
والاقامات الجبرية بين المواطنين انتشار النار في الهشيم،
ما زاد من رغبة الموظفين التابعين للسلطة خاصة وآخرين من "
عدم المنتمين لأي فصيل"
بالهجرة إلى أي بلد عربي أو أوروبي أو حتى بدول أميركيا اللاتينية وإفريقيا.
مواطنون أصبحوا يشبِّهون ما جرى بغزة بالصومال،
إلا أنهم تراجعوا عن هذه التشبيهات
بعد أن أجريت انتخابات وصفت بالنزيهة في الصومال
أسفرت عن انتخاب الشيخ شريف شيخ احمد وما لاقاه من قبول دولي،
اشعَرَ الغزيين أنهم مغضوب عليهم من "أبناء جلدتهم" قبل الأغراب.
التعويضات التي يسمع الغزيون عنها أثارت لديهم تساؤلات كبيرة
عن وجهتها وآلية صرفها في حين يشعر غزيون آخرون
أنهم لا يرغبون بهذه التعويضات ويرغبون
"ببيت على القمر" يشعرهم بقليل من الأمان.
أو كما يقول المواطن المسن أبو علي من حي الزيتون شرقي مدينة غزة: "
سمعنا عن عملية إسرائيلية قادمة أطلقوا عليها اسم اللحم المتناثر
فهل هناك حربا أبشع وأفظع مما رأيناه لدى جيراننا من آل السموني وآل الداية؟!".
آخر كان يمشي مع رفاقه في شارع عمر المختار بحي الرمال وسط غزة
طالبته متسولة ببعض النقود داعية له بأن يرزق بالأطفال فأجابها:
"يا رب نطلع من هالبلد احلى دعوة".
تباً للقادة إن لم يضعوا مصلحة شعبهم فوق مصالحهم الضيقة ،
وفي تاريخ كل الشعوب المحتلة كانت الفصائل والحركات
تضع المصلحة العليا لشعوبها ولوطنها فوق مصالحها الحزبية الضيقة ،
ويبدو أننا أيضاً بهذا استثناء ،
والضحية في النهاية هو المواطن البسيط
الذي ضاق ذرعاً بهذه الحركات والتنظيمات ،
وفي أخر استطلاع للرأي نفذته شركة الشرق المتخصصة في استطلاعات الرأي
أوسط شهر يناير الماضي ظهر أن 53% من الفلسطينيين
لا يثقون بأي من الأحزاب،
في الوقت الذي كانت فيه هذه النسبة في العام الـماضي 38%. ..